aleqt: 30-06-2022 (10489)

الرأي التقنية الحديثة يسرت النظام الإداري الثاني، خاصة الأعمال الإدارية الصرفة كالمعاملات، أو التصاميم، والرسومات، أو تحليل النصوص، ومراجعتها، أو التحليلات الإحصائية، إذ يمكن للموظف أن يتلقاها، وينفذ ما يحتاج إلى تنفيذه وهو في البيت، أو وهو مسافر، كما يمكن إعادتها لجهة عمله، أو المستفيد من الخدمة مباشرة. النظم الإدارية وجودة الأداء نظامان إداريـان يعمل بهما في كثير مـن المــرافــق الحكومية، والمؤسسات، والشركات الخاصة، النظامان وجدا بهدف ضبط العمل، وتجويده، وانتظامه، وعدم تفلت منظومة العمل، ومن يعمل وفق أي منهما يستخدمه قناعة منه بجدواه، أو أنه يتبع نظاما عاما صادرا من جهة أعلى منه، وفي هذه الحال لا يمكنه مخالفة النظام العام، أو ربما بسبب أنه يجهل وجود نظام بديل. النظام الأول يتمثل في حضور العاملين في المنشأة في وقت محدد، وانصرافهم في وقت محدد، كما هو معمول به في كثير من دول العالم، مع استخدام نظام التوقيع من قبل الموظف، وذلك لإثبات الحضور ماديا من أول الدوام حتى نهايته، ويواجه هذا النظام كثيرا من المشكلات، منها أن الموظف يشعر أن مجرد حضوره يكفي لاعتباره مداوما، بغض النظر عما فعل طوال الوقت الذي قد يستمر ثمانيساعات، لذا تجده يحاجج، ويعاند لإثبات وجوده من خلال توقيعه، ومع تقدم التقنية تم استخدام نظام البصمة ليكون الحضور، والانــ اف داخل نظام رقمي محفوظ، وسهل الاطلاع عليه من مسؤولي المنشأة، سواء كانوا داخلها، أو خارجها. مثل هذا الفرد يمثل نسبة لا بأس بها ممن يعتقد أن العمل مجرد حضور، لذا تجده طوال الوقت يتنقل من مكتب لآخر، وإدارة لأخرى في محاولة منه لتمضية الوقت، وفي الوقت نفسه إثبات حضوره أمام الزملاء، لكنه في الواقع يضيع وقت الزملاء العاملين بجد لما يحدثه من مقاطعة، وإرباك، ومثل هذه العينة متى ما وجدت في بيئة عمل فهي تمثل بذرة فساد لبيئة العمل، لأنه سيمثل قدوة سيئة يقتدي بها بعض العاملين الآخرين، خاصة إذا لم يحاسب على تسيبه وعدم قيامه بالمهمات المنوطة به. تصحيح وضع هذا الفرد، وأمثاله يتمثل في تغيير مفهوم العمل لديه باعتباره إنجازا، وعطاء مقابل دخل يحصل عليه، فوعيه بمفهوم العمل الصحيح هو المدخل المناسب للتغيير، أما إذا استعصى العلاج بأسلوب تغيير المفهوم ففي هذه الحال يلزم اتخاذ الإجــراءات التي ينص عليها النظام، كخطاب تنبيه، أو إنذار، أو حسم، أو حرمان من الترقية، وهذه يفترض ألا يتم اللجوء لها إلا بعد استنفاد الإجراءات الأخرى. النظام الثاني يمكن تسميته بنظام الإنجاز، ويتمثل في أن إنتاج الموظف هو الأهم، حتى لو لم يحضر إلا جـزءا من الوقت طالما أدى المهمات الموكلة إليه، ولم يعطلها، أو يؤخرها عن وقتها، وفي هذا ضمان لسلاسة سير العمل، وانتظامه، حتى لا تتعطل مصالح المنشأة، والمتعاملين معها، ووفق هذا النظام لا يحاسب الموظف على تأخره في الحضور لمكان العمل، أو انصرافه مبكرا، وإنما المحاسبة تبنى على أساس جودة العمل، ودقة الإنجاز، وفي الوقت المحدد. التقنية الحديثة يسرت النظام الإداري الثاني، خاصة الأعمال الإدارية الصرفة كالمعاملات، أو التصاميم، والرسومات، أو تحليل النصوص، ومراجعتها، أو التحليلات الإحصائية، إذ يمكن للموظف أن يتلقاها، وينفذ ما يحتاج إلى تنفيذه وهـو في البيت، أو وهـو مسافر، كما يمكن إعادتها لجهة عمله، أو المستفيد من الخدمة مباشرة. أعتقد أن كل بيئة عمل لها ظروفها من حيث الإمكانات المادية، والبشرية، والتقنية، وما يناسب بيئة عمل من نظام ربما لا يناسب أخرى، ولذا الأمر متروك لقائد المنشأة، وخبرته في تقرير أي النموذجين الإداريين أفضل في تحقيق أهداف المنشأة، ودورها الذي تضطلع به. الجائحة وتعطل المدارس .. هل » 2 من 2 سيستمر؟ « كان آباء الأطفالفي بعض الدول، شأنهم شأن الآباءفي كل بلد آخر تقريبا، قلقين من تأثير تعطل المدارس على مستقبل أطفالهم. غير أن تحديد الأثر صعب بالنظر إلى الفترات الطويلة التي يؤتي الاستثمار في التعليم ثماره. نتائج قرارات التعليم اليوم، سواء التي اتخذتها الحكومة أو الأسر، بحكم طبيعتها لا تصبح مرئية بشكل كامل إلا بعد أعوام أو حتى عقود. وبناء على العمل السابق بشأن الآثـار طويلة الأجل لتعطل التعليم فإذا أخذنا الكويت مثالا، فإن التقديرات الواردة أعلاه تقيس كميا الأثر المحتمل لإغلاق المدارس بسبب الجائحة على الكويتيين على مدى أفق زمني طويل. ويستغل هذا القياس الكمي التشابه بين تعطل الدراسة " وتعطل الدراسة 1991 ــ 1990" بسبب حرب الخليج بسبب جائحة كورونا. ،1990 ) عندما غزا العراق الكويت في آب (أغسطس اضطرت المــدارس الكويتية إلى إغـ ق أبوابها للعام . ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى 1991 - 1990 الدراسي استبعاد بعض الطلاب من التعليم الرسمي، ولا يستطيع مواصلة التعليم في الخارج سوى من يمكنهم الهجرة. واستخدم العام الدراسي التالي لاستعادة البنية التحتية المتضررة للمدارس وتسريع وتيرة التعليم لتمكين الطلاب من اللحاق بالركب. ونظرا لتسارع وتيرة التعليم، لم يفقد الطلاب أي تعليم بالقيمة الاسمية "لم يتم إبقاؤهم في الصف الدراسي"، وظلوا على مساراتهم الأكاديمية قبل الحرب. غير أن هذا الاضطراب أدى إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي، أي: انخفاض متوسط أعوام الدراسة. ويعد تعطل الدراسة بسبب حرب الخليج مفيدا من عاما، وهو ما 30 الناحية التحليلية لأنه حدث قبل نحو يعني أن جميع آثارها في نواتج سوق العمل قد استنفدت. وتستغل ورقة العمل المذكورة هذه الحقيقة وتقدر الرواتب المفقودة للمواطنين الكويتيين الذين انتهى عملهمفي الخدمة المدنية الكويتية. وباستخدام مجموعة بيانات فريدة وغنية من جميع موظفي الخدمة المدنية، وجدت الورقة أن الضرر الناجم عن وقف الدراسة كان كبيرا بالفعل واستمر طوال الحياة العملية للمتأثرين به. 60 ونظرا لأن الخدمة المدنية الكويتية توظف أكثر من في المائة من الكويتيين العاملين، فإن ذلك يمثل استنتاجا قابلا للتطبيق على نطاق واسع على المواطنين الكويتيين. نظرا لخطورة المشكلة، هناك حاجة ملحة إلى تخفيف الأضرار المحتملة التي تلحق بالطلاب. ويقدم تقرير مشترك حديث بين "اليونيسكو" و"اليونيسيف" والبنك الدولي مجموعة من الإجـراءات التدخلية المستندة إلى الشواهد من ثلاثة محاور لتسريع وتيرة التعلم. أولا، يقترح استخدام أزمة التعلم لتعديل المناهج الدراسية لتلائم مستويات التعلم الحالية بدلا من العودة إلى نواتج التعلم الطموحة للغاية للمناهج الدراسية السابقة للجائحة. ثانيا، يؤكد التقرير أنه يمكن تعويض خسائر التعلم من خلال تمديد الوقت التعليمي، مثل تمديد اليوم الدراسي أو العام الدراسي. وثالثا، يدرج التقرير الإجـراءات التدخلية التي ثبت أنها تزيد كفاءة التعلم. ويتمثل أحد هذه التدخلات في التعليم الموجه الذي يقدم فيه المعلمون المواد وفقا لمستوى تعلم الطلاب وليس وفقا لعمر الطلاب. المعرفة .. طيف من العلوم المفيدة كان لي زميل أكاديمي من العالم الغربي مختص في الهندسة، يكرر قولا أصبح معروفا أنه سيقوله، كلما وجد أمامه فرصة سانحة لذلك، والقول هو: "فيما عدا العلوم ذاتها، ليست هناك علوم في أي حقل آخر، ولو سمي علوما". وكان يقصد بذلك العلوم الإنسانية، وغيرها. وكان يعد الهندسة والتقنية والرياضيات، إفرازات للعلوم، فالهندسة والتقنية علوم تطبيقية، والرياضيات لغة لتداول العلوم بأسلوب فكري منظم. كان محقا بشأن إفرازات العلوم، والوحدة الرباعية "العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات" التي تحدثنا عنها في المقالات الثلاثة السابقة، لكنه لم يكن كذلك بشأن العلوم الأخرى. إذا بحثنا في المراجع اللغوية الإنجليزية نجد ، يقول إن Science أن أحد تعريفات كلمة علوم المقصود هو "المعرفة أيا كانت". وإذا انتقلنا إلى المراجع اللغوية العربية، نجد أن أحد تعريفات كلمة علم يقول إنـه "إدراك المـرء الأمــور على حقيقتها"، كما يقول تعريف آخر: إنها "المعرفة". وعلى ذلك، فإن كل معرفة علوم. وهنا لا بد من التأكيد أن المعرفة أيا كان مجالها، يجب أن تقترن بالدليل، فإن لم تقترن به، فهي ليست معرفة، وليست علوما. والدليل المطلوب للمعرفة يأتي إما كحقيقة تفرزها الظواهر والتجارب، وتجعلها أمرا واقعا، أو خلاصة لمحاكمة عقلية منطقية تحمل إثباتا لمضامينها، أو ربما الاثنتين معا. وعلى هذا الأسـاس، فإن كل معرفة علم، طالما أنها مثبتة بالدليل عبر الملاحظة والتجربة، وعبر نور المحاكمة العقلية والتفكير أيضا. وهكذا يصبح بإمكاننا وصف أي معرفة في أي موضوع أو مجال بأنها علم. وعلى هذا الأساس فإن المعرفة في المجال الإنساني بل في أي مجال آخر، يمكن أن تحمل وصف علم، أو وصف علوم، تبعا لمدى تشعباتها. عندما نقول علوم دون وصف مرفق فنحن نقصد العلوم الطبيعية، أي: العلوم غير العضوية، والعلوم الحيوية، بل حتى العلوم الاجتماعية، تبعا لتعريف العلوم في الموسوعة البريطانية، كما ذكرنا في مقال سابق. وإذا قلنا علوم ووصفناها على سبيل المثال بالتطبيقية، فالمعنى هو الهندسة والتقنية. وأي علوم غير ذلك يجب أن تأتي حاملة صفة موضوعاتها، كوصف العلوم بالإنسانية، أو ربما أي صفة أخرى. وليس من حق زميلنا الأكـاديمـي، سابق الذكر، أو أي شخص آخر أن يستبعد فكرة العلم عن أي موضوع من الموضوعات بل عليه أن يبحث في فوائد كل علم، في إطـار تكامل كل المعارف والعلوم، وتوجهها نحو خدمة الإنسان، وتحقيق رفاهيته، إن هي استخدمت الاستخدام المناسب. صحيح أن رباعية "العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات"، كانت وراء الثورات الصناعية، والتقدم الذي شهده العالم، ويشهد مزيدا منه أيضا، لكن الصحيح أيضا هو أن الإنسان يحتاج إلى باقة ملونة من معارف الحياة، لأن كل معرفة يكتسبها تحمل له ليس الارتقاء الشخصي فقط، بل التفاعل مع مختلف جوانب الحياة، ومعطياتها غير النهائية أيضا. سنطرح، فيما سيأتي من هذا المقال الطيف الـواسـع لموضوعات المعرفة وتأكيد حاجة البشر إليها جميعا، لأنها أساس نابع منهم، بما وهبهم الله من عقول مفكرة، ومنحهم معطيات الطبيعة من حولهم. ويضاف إلى ذلك التأكيد أيضا على حاجتهم، خصوصا التوجه نحو رباعية "العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات"، من أجل دفع مسيرة التقدم والتنمية إلى الأمام، وربما الاستفادة من العلوم الأخرى في تعزيز هذا التوجه، ودفعه إلى الأمام. ، الذي عاصر Melvil Dewey كان ميلفل ديوي ، من 20 والــ 19 جـزءا من كل من القرنين الــ أشهر من عمل على تعريف طيف المعرفة، بغاية تصنيفها، والمساعدة على تنظيم المكتبات، وقد أصبح من خلال ذلك رئيسا لهيئة المكتبات . وقد شمل تعريف ديوي للمعرفة ALA الأمريكية وضعها في عشرة أقسام رئيسة عرفت "بتصنيف ". وقد حرص ديوي على تفريع DDC ديوي العشري كل قسم رئيس من الأقسام العشرة إلى فروع متعددة تستوعب جوانبه المختلفة. ولا ترتبط هذه الفروع بالمعرفة التي كانت في عصره فقط، بل تخضع أيضا لتطورات المعرفة في أقسامها المختلفة عبر الزمن. وقد حفظت هذه المرونة لتصنيف ديوي مكانة خاصة في تنظيم المكتبات، حيث يعد التصنيف المعتمد في معظم مكتبات العالم، ومـا يعزز ذلـك وجـود تحديث دوري لتفرعات أقسامه يستوعب مستجدات المعرفة، ويواكب تطوراتها. تبدأ تصنيفات ديوي العشرة بقسم "المعارف العامة"، وهو القسم الـذي تفرع مع التقدم العلمي في العصر الذي نعيشه ليستوعب علوم الحاسوب وتطوراته، وتطبيقاته التي انتشرت في شتى مجالات الحياة. ويأتي القسم الرئيس الثاني في تصنيف ديوي ليطرح معارف الفلسفة وعلم النفس. ثم تبرز العلوم الدينية في القسم الثالث، وتليها العلوم الاجتماعية في القسم الرابع فعلوم اللغات في القسم الخامس. ويحمل القسم السادس موضوعات العلوم والرياضيات، ويركز القسم السابع على العلوم التطبيقية التي تشمل كل ما لدى الإنسان من معرفةفيموضوعات الهندسة والتقنية، عدا بعضموضوعات الحاسوب التي تنتمي إلى القسم الأول -قسم المعارف العامة-، وهناك بعد ذلك موضوعات الفنون في القسم الثامن، والآداب في التاسع، وأخيرا موضوعات التاريخ والجغرافيا والتراجم في القسم العاشر. لا شك أننا جميعا نحتاج إلى المعرفة، وبالذات إلى باقة ملونة منها تضم ورودا وأزهــارا من مجالاتها المختلفة. فلكل مجال فوائد يجنيها الإنسان، وفي كل مجال متعة ينعم بها الإنسان، تبعا لمواهبه وهواياته. وليس الأمر كذلك فقط، بل إن المطلوب من الإنسان أيضا أن يسعى إلى التعمق في مجال واحد، وربما أكثر من مجالات المعرفة، ويسعى إلى الإبــداع والابتكار فيه، وتقديم معطيات معرفية غير مسبوقة. وإذا كنا نود التركيز على رباعية "العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات" من أجل الإسهامفي منجزات العصر التقنية، والعمل على الاستفادة منها في التنمية الاقتصادية، فإن علينا ألا نهمل معارف المجالات الأخـرى وعلومها، لأن التنمية ليست اقتصادية فقط، بل تشمل شتى مجالات الحياة. لا شك أننا جميعا نحتاج إلى المعرفة، وبالذات إلى باقة ملونة منها تضم ورودا وأزهارا من مجالاتها المختلفة. فلكل مجال فوائد يجنيها الإنسان، وفي كل مجال متعة ينعم بها الإنسان، تبعا لمواهبه وهواياته. وليس الأمر كذلك فقط، بل إن المطلوب من الإنسان أيضا أن يسعى إلى التعمق في مجال واحد، وربما أكثر من مجالات المعرفة، ويسعى إلى الإبداع والابتكار فيه، وتقديم معطيات معرفية غير مسبوقة. NO. 10489 ، العدد 2022 يونيو 30 هـ، الموافق 1443 الخميس غرة ذي الحجة 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مدير التحرير علي المقبلي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com محمد إحسان أجود / سيمون بيلو * اقتصادي وخبير للحماية الاجتماعية ــ البنك الدولي * مستشار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - البنك الدولي shb@ksu.edu.sa أ. د. سعد علي الحاج بكري * أستاذ في كلية علوم الحاسب والمعلومات - جامعة الملك سعود د. عبد الرحمن الطريري * أكاديمي وتربوي @D_abdulrahman1

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=