aleqt: 30-06-2022 (10489)

NO. 10489 ، العدد 2022 يونيو 30 هـ، الموافق 1443 الخميس غرة ذي الحجة قراءات نص يقولون إن خطانا لها وقع لحن جريح وإن هوانا يذوب ويذوي كشمس الغروب وإن بأحداقنا طيف حب ذبيح *** يقولون إن هوانا سراب وإن الليالي تمر علينا غضاب وتحثو علينا التراب وإنا نعانق أطلال فجر كسيح حبيبي بماذا تجيب؟ وهل للتفاهة غير السكوت؟ وماذا علينا؟ أنخشىسياجا حقيرا يطوقه حولنا العنكبوت حبيبي سنحيا فما ضاق بالحب صدر الحياة الفسيح يقولون .. ويقولون محمد الثبيتي شعر: قوة الكلمات نزهة فلسفية في غابة الأدب من مقدمة الكتاب، لمترجمته لطيفة الدليمي: شكلت علاقة الأدب بالفلسفة وتأريخ الأفكار والاشتغالات المعرفية الأخــرى - إلى جانب عالم الرواية والترجمة والسيرة - هاجسا لم تخفت جذوته المتقدة في عقلي منذ أن بدأت تعاطي الكتابة الإبداعية بأشكالها المعروفة كافة، وكان السياق الذي أحرصعليه دوما هو ترجمة مقالات وحوارات وسير ذاتية ومذكرات وكتب تتوافر على رصانة بينة ممتزجة بطراوة في التناول وصلة حية بالحياة النابضة، بعيدا عن الصلابة والصرامة الأكاديميتين، لجعل تلك الترجمات قـادرة على طرق قلوب القراء وملامسة عقولهم الشغوفة وإثـــراء حيواتهم الثمينة، وهـذا ما يمكن ملاحظته في هذه الإضمامة من الترجمات المختارة الـصـادرة عن دار «مــدى» لنخبة من المفكرين والفلاسفة. العلاقة بين الفلسفة والأدب علاقة وثقى، نشهدها في التضمينات الفلسفية في كثير من المنتجات الأدبية لبعض أعاظم الكتاب، ونعرف أن بعض الكتاب كـانـوا أنفسهم فلاسفة محترفين، والأمثلة على ذلك كثيرة، غير أن طبيعة العلاقة وحدودها بين الأدب والفلسفة ظلت حقلا إشكاليا منذ العصر الإغريقي حتى يومنا هذا. يسرني أن أقدم ترجمة للحوارية الرائعة عن طبيعة العلاقة بين الأدب والفلسفة، التي عقدها الفيلسوف Bryan Magee بريان ماجي Iris البريطاني الشهير مع آيريس مردوخ ، الروائية الفيلسوفة الراحلة. Murdoch وسبق لي تناول جوانب من فكر هذه الفيلسوفة المميزة في حوار سابق منشور في«المدى»، أما بالنسبة إلى بريان ماجي، فهو فيلسوف، وسياسي، وشاعر، وكاتب، 1930 ومـقـدم بـرامـج بريطاني، ولـد وتعرف عنه مساهماته الكبيرة في ميدان تقديم الفلسفة إلى العامة، وجعلها مادة تحظى بالمتابعة الجماهيرية القوية، وهو صاحب مؤلفات كثيرة في هذا الميدان. أذيعت هذه الحواريةفي البرنامج الثقافي .1978 للتلفزيون البريطاني مملكة الروائيين العظام في مناجاتي الممتدة مع نيكوس كازانتزاكي العملاق الإغريقي، بهرتني عبارته الساحرة «تـوصـل إلى مـا لا تستطيعه»، التي كانت مفتاح سر حياته وكفاحه، واصل مسعاك لإنجاز صيرورتك الإنسانية في مـدى عمرك البشري القصير، لا تتوقف ولا تلتفت إلى الـــوراء، امـض نحو تلك الوجهة النائية في الأفق، عليك أن تختبر الطرق الوعرة وأن ترتقي المنحدرات الخطيرة، ستجرحك الأشـواك، والصخور تدمي قدميك، دع الطرق المستقيمة فإنها لا تعزز قوتك، اختبر ذاتك في الصعب الوعر الذي تتجنبه الأرواح الواهنة، لا تـ دد، سترتكب كثيرا من الأخطاء والخطايا، لكنك ستنجح أخيرا في التحرر من قيود الزمان والمكان والوصايا، ستفوز بروحك الحرة وتتألق جوهرة الوعي والحرية في ذاتك المستفيقة. تعلمت من مناجاتي مع كازانتزاكي ألا أؤمـن بالحدود، كـان يقول «نواصل الصراع لأننا نحب التفوق لا الخنوع»، ويردد «نحن نغني رغم أنه لا وجود لمن يسمعنا، ولا أحد يدفع أجورنا، نكتب لأنفسنا ولا نعمل للآخرين، نحن أسياد بساتين العالم، البستان ملكنا، نحرثه ونشذب شجره ونجمع غلاله ونعصر أعنابه ونحتسي خلاصة عصيره، بمعنى عندما ننسى الـحـدود نستطيع فعل المستحيلات. العقل والقلب يقيداننا». إنه الأسطورة، الأيقونة الفنية، الملك الذي عاش تحت الأضواء في حياته كما في مماته، أسكرته الشهرة حتى الثمالة، ودخـل في حالة من الـذوبـان الروحي والجسدي مع الموسيقى بطريقة لا متناهية، نقلته من العالم الفاني إلى دنيا الخلود، ليكون اسما بارزا، تتعرف إليه الأجيال، كل بطريقته، وتتناقل موسيقاه فــرق تمتد مـن أقــى الشمال إلى أقــى الـجـنـوب، لتتشبه به، وبما قدمه من فن وموضة وأزياء، وموسيقى، ونمط مختلف وجديد، اختصر ولا يزال يختصر صورة الشبابفي كل جيل. قصة إلفيس في فيلم ليست المرة الأولى التي يتم فيها تناول قصة إلفيس بريلسي، فـقـد سـبـق أن نـقـل مسلسل 2005 تلفزيوني سيرة حياته في وحـــاز جـائـزة جـولـدن كلوب، كما قام بيتر جورالنيك الناقد الموسيقي والكاتب الأمريكي، بإصدار كتاب «حب يقتل: سقوط إلفيس بريسلي» الـذي يتناول السيرة الذاتية لبريسليفي الجزء الثاني من حياته، أي المرحلة التي بدأ فيها النجم بالانهيار، ويأتي هذا الكتاب كجزء ثان للكتاب الأول الـذي حمل عنوان «آخر قطار إلى ممفيس: صعود إلفيس بريسلي»، الـذي روى فيه كيف اعتلى بريسلي عرش الموسيقى الأمريكية. والــيــوم يــأتي المـخـرج باز لورمان، ليقدم فيلم "إلفيس" ، الذي عرض لأول مرة في Elvis – ،2022 مهرجان كان السينمائي ويجسد فيه أوستن بتلر الممثل الأمريكي، دور المغني والفنان الشهير إلفيس بريسلي، فيما يقدم الممثل توم هانكس دور باركر، الرجل الذي اكتشف أشهر مغن عالمي، وحصد نصف أرباح نجاحاته، وجمعته بـه علاقة غامضة لم تعرف تفاصيلها، ويلعب هاريسون جونيور دور موسيقي البلوز الأسطوري بي بي كينج، الملقب بملك البلوز، ويستعرض الفيلم رحلة صعود إلفيس إلى الشهرة وتربعه على عـالم الموسيقى، وصــولا إلى تفاصيل مهمة وأسـاسـيـة في حياته، ولا سيما علاقته بالنساء وسر العلاقة المعقدة والغامضة التي جمعته بباركر مدير أعماله، الـذي كانت له حصة الأسـد من نجاح إلفيس وحتى ثروته. إلفيس وباركر .. علاقة غامضة يتطرق الفيلم إلى العلاقة المعقدة التي جمعت إلفيس بباركر مدير أعماله، تلك العلاقة عاما. 20 التي امتدت لأكثر من وتناول الفيلم محطات النجاح والصعود إلى الشهرة، وتحقيق نجومية غـ مسبوقة امتدت لأجيال ولا يزال بريقها حاضرا، ونجح هانكس في نقل سر هذه العلاقة الغامضة التي أخذت من بريسلي المال والثروة، لكنها بقيت خلف الأضواء، ولم يتمكن أحد من سبر أغوارها والتعرف على حقيقتها. ولقد نجح الفيلم في نقلسرهذه العلاقة بأسلوبها المختلف، واستطاع المشاهد أن يلتمس قــوة جمعت بين الشخصين من دون أن يكتشف أي تفاصيل تنقل واقع ما حصل بينهما، لكنه أظهر كيف بنى باركر مجده وإمبراطوريته على أمجاد إلفيس من البداية حتى الانهيار. مكسور القلب تصديقا للمثل الـذي يقول «وراء كل رجل عظيم امـرأة»، فلا شك أن وراء إلفيس بريسلي بريسيلا، المرأة التي أحبها وتزوج وأنجبمنها ليزا ماري 1967 بهافي ابنته الوحيدة. وتناول الفيلم علاقته بزوجته، مراحل الحب والـــزواج والإنـجـاب، ثم بداية الخلافات حتى وقوع الانفصال. ورغم كل ما حدث بينهما تبقى بريسيلا أكثر الأشخاص أهمية وتأثيرا في حياة إلفيس. وعرض الفيلم ضمن أحداثه ما واجهه من مشكلات في زواجه، وفشله في حياته العاطفية على الرغم مـن كـ ة معجباته، عـرف عن بريسلي تواضعه ورقــة طبعه في تعامله مع من حوله، خاصة النساء، رغم ذلك عاش مكسور القلب ولم يستمر في زواجه. بين السينما والنقد شكل إلفيس بريسليحالة فنية منقطعة النظير، وعاش المجد في حياته كما في مماته، وكان من أكثر الفنانين الموسيقيين ،20 شعبية وتأثيرا في القرن الـ إضافة إلى أنـه نجم كبير في شباك التذاكر في النصف الأول من الستينيات. وتطرق الفيلم إلى هـذا الجانب، لكنه لم يسترسل في إظهار فشله في إرضـاء النقاد، على الرغم مـن قـدرتـه عـ اجتذاب الجماهير، وظن كثير من النقاد في تلك المرحلة أن أفلامه كانت عبارة عن عربات صغيرة الحجم لبيع الموسيقى. مع الإشــارة إلى أن فيلما وسجل 33 بريسلي تألق في 1684 أغنية وأدى أكثر من 784 حفلا غنائيا. قوة الأداء يعد بريسلي شخصية رائدة في عالم الـروك آند رول، بعد سلسلة من النجاحات على حفلات التلفزيون وأغانيه التي تصدرت مختلف القوائم. كانت طريقة غنائه الحيوية إلى جانب تجاوزه حدود الأعراق في زمن بزوغ حركة الحقوق المدنية، كلها عوامل جعلته شخصية شعبية جدا ومثيرة للجدل، وأعـرب الممثل الشابأوستنبتلر، عن الصعوبات التي واجهته في تجسيد هذه الشخصية، وكـم استغرق من وقت حتى أتقن لعبة حركته على المـــ ح، وعلاقته بالجمهور والجيتار. تفاصيل صغيرة في شخصيته كـــان مــن الصعب الوصول إليها بسهولة، وأجمع النقاد على أن الممثل الشاب نجح في رسم ملامح أقرب ما تكون إلى شخصية بريسلي، وهناك شبه بينه وبـــ إلـفـيـس، وهذا ما ساعده على إعطاء الدور كل هذا النجاح. الغائب الحاضر لم يتطرق الفيلم إلى حقبة ما بعد رحيله، وكيف استفاد كثيرون من نجوميته بأشكال مختلفة، هو الغائب الحاضر، لا يـزال يشكل حالة فريدة بين الأشخاص العاديين والمطربين، ولا شك أن ما يتم تحضيره في الكواليس من دمج صوته وصـوت كبار مـطـربي الـكـونـ ي المــعــاصريــن، مثل مارتينا مأكبرايد وسارا إيفانز في ألبوم غنائي حديث سيحقق النجاح، حيث ستجمع أغانيهم مـع مقاطع مـن أغـاني ألـبـوم "أغـــاني الميلاد" لبريسلي الـــذي أصــدره ، من خلال استغلال 1957 للتكنولوجيا الحديثة، ليكون بمنزلة إحياء عملي لذكرى الملك. أمـــا في الـفـيـلـم فتهز الموسيقى التصويرية وإيقاع موسيقى الهيب هوب ومشاهد وتـراكـيـب الفيلم والرسالة الصوتية مـزيـج بريسلي من موسيقى "البلوز" و"جوسبل" و"البوب" و"الكانتري"، وتواصل المـوسـيـقـى الــتــحــول صـوب موسيقانا الحاضرة. رحل إلفيس بريسلي عن عالمنا ، لكنه ما زال حاضرا 1977 في بقوة، لدى فئة كبيرة، تنظر إلى مطلق موسيقى الـروك آند رول وعرابها منذ عقود، وحمل رحيله هذا العام نكهة مختلفة، كونه تزامن مع إطلاق فيلم يروي سيرته الذاتية في إطار من الدراما. تجدر الإشـارة إلى أن الفيلم تصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية في الأسبوع الأول من مليون 30.5 بدء عرضه، وحقق دولار، وهو نحو ضعف متوسط إيـــرادات أفــ م السير الذاتية الموسيقية السابقة، بحسب الخبير ديفيد جـروس من شركة فرانشايز إنترتاينمنت ريسرتش. فيلم .2022 أبطال العمل في عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي محاولة حديثة للإضاءة على حياة ملك الروك آند رول عاما من وفاته 45 بريسلي يعود بعد في فيلم إلفيس مليون دولار وهو 30.5 حقق الفيلم نحو ضعف متوسط إيرادات أفلام السير الذاتية الموسيقية السابقة مشهد من الفيلم. من بيروت أميرة حمادة بوستر العمل. الثقافية 13

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=