aleqt: 23-06-2022 (10482)

NO. 10482 ، العدد 2022 يونيو 23 هـ، الموافق 1443 ذو القعدة 24 الخميس لطالما كانت أواصر الإسلام وحـب الـسـ م وجهين لعلاقة وطيدة جمعت الرياض وأنقرة على مر العقود الماضية. وتأتي زيـارة ولي العهد الأمـر محمد بن سلمان بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين أمـس إلى تركيا لتؤكد متانة وصلابة العلاقة الـضـاربـة جــذورهــا في عمق التاريخ، وأنها تعود اليوم أقوى بزيارة سابقة للرئيس أردوغان، وبـحـفـاوة ظهرت واضـحـة في الاستقبال الرسمي الذي أعدته أنقرة لولي العهد. توقيت جولة الأمي محمد بن سلمان وما تمر به المنطقة من تحديات تشي إلى رؤية سعودية سياسية تراهن على جبهة شرق أوسـطـيـة مـوحـدة وقـويـة في تجاوز ارتدادات الأزمة الأوكرانية ومواجهة التقلبات العالمية أوروبـيـا وأمريكيا، وفي وجه النزعات العدوانية المستمرة من قبل النظام الإيراني. تعيدنا هذه الزيارة لذكرى دبلوماسية التحالف السعودية التي انطلقت في ساعة متأخرة من ليل منتصف كانون الأول حين أعلن ولي 2015 ) (ديسمبر العهد عن التحالف الإسلامي بمشاركة تركية. إذ مضت أعـوام وعقود على العالمين العربي والإسلامي بلا تحالفات يعتد بها على المستوى السياسي والعسكري. حتى قرر الأمي المبادر محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وزير الدفاع إعادة الاعتبار لعقيدة عسكرية تبنى عليها كثي من الحسابات السياسية الحاضرة والمستقبلية، داعيا بتوجيه من خادم الحرمين الـ يـفـ المـلـك سـلـ ن بن عبدالعزيز إلى تحالفين عربي وآخر إسلامي. تحالف عـربي إسلامي أثبت قدرة عالية على الحشد الإيجابي، وكسب مزيدا من ثقة الـدول والشعوب، سياسيا وعسكريا. وهــذا ما تحتاج إليه الأمتان لتجاوز هذه الفترة العصيبة من تاريخهما على جميع المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية. وهـــو مــا جـــاء واضــحــا في حيثيات البيان الختامي المشترك حيث أكد الطرفان سعيهما إلى تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا المهمة على الساحتين الإقـلـيـمـيـة والــدولــيــة وبمـا يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ودعم الحلول السياسية للأزمات كافة في دول المنطقة مع التأكيد على عدم المساس بسيادة أي منها والسعي لكل ما من شأنه إبعاد دول المنطقة عن التوترات، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها. يبقى أن الرياض وأنقرة على موعد مع ملفات سياسية واقتصادية ودفاعية ساخنة هذا الصيف، يجب العمل عليها وتنسيق الجهود حيالها برؤية مشتركة واضحة تعزز من قوة قرارها وحضورها إقليميا ودوليا وعضوية البلدين ضمن مجموعة الدول العشرين الأقوى اقتصاديا وسياسيا. رؤية ولي العهد تراهن على تكتل إقليمي موحد الرياضوأنقرة .. قوة قرار وجبهة سلام من الرياض تركي التركي التقى الأمي محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، أمسفي العاصمة التركية أنقرة، الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا. وفـور وصـول ولي العهد إلى المجمع الرئاسي أقيمت له مراسم استقبال رسمية. عقب ذلــك عقد ولي العهد والرئيس التركي لقاء ثنائيا رحب في بدايته الرئيس الـ كي بولي العهد في بلده الثاني، فيما عبر ولي العهد عن الشكر والتقدير للرئيس الـــ كي عـ الحفاوة وحسن الاستقبال التي حظي بهما ومرافقوه. ونـقـل ولي الـعـهـد، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين المـلـك سـلـ ن بـن عبدالعزيز للرئيس التركي، فيما حمله الرئيس تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين. كما جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون والسبل الكفيلة بتطويرهفيمختلف المجالات، إضافة إلى استعراض مستجدات الأحـــداث الإقليمية والـدولـيـة والـجـهـود المبذولة تجاهها وعـدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. استعرضا مستجدات الأحداث خلال لقائهما أمس في المجمع الرئاسي الأمير محمد بنسلمان والرئيس أردوغان يبحثانسبل تطوير التعاون الأمير محمد بن سلمان يصافح مستقبليه. «واس» ولي العهد مصافحا الرئيس التركي خلال استقباله له أمس في أنقرة. من الرياض «الاقتصادية» تصوير: بندر الجلعود - «الاقتصادية» جانب من لقاء ولي العهد والرئيس التركي أمس في أنقرة. الرئيس أردوغان مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في المجمع الرئاسي. السعودية وتركيا .. علاقات نامية ومتطورة في جميع المجالات تـأتي زيــارة الأمــر محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الـوزراء وزير الدفاع إلى تركيا بعد زيـارة الرئيس التركي رجـب طيب أردوغـــان للمملكة، الــتــي الـتـقـى خـ لـهـا خـــادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بـن عبدالعزيز وولي العهد، وعـكـسـت اسـتـشـعـار الرئيس الـ كي للدور القيادي للمملكة في العالم الإسـ مـي ومكانتها العالمية، وإدراك تركيا أهمية توطيد علاقاتها مـع المملكة وتطوير التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين في جميع المجالات. ويحرص ولي العهد على مد الجسور وتعزيز العلاقات مع مختلف دول الـعـالم والــدول الإسلامية على وجه الخصوص، بمـا يحقق التنمية والازدهـــار للمملكة ولتلك الـدول، ويسهم في تنسيق المواقف في مواجهة الأزمات والتحديات التي يواجهها العالم الإسلامي. وتتسم العلاقات السعودية - التركية بالتطور والنمو في جميع المجالات، نظرا إلى المكانة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة كافة. وترتبط المملكة وتركيا بعلاقات تاريخية وثيقة، ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى ، إثر توقيع اتفاقية 1929 عام الصداقة والتعاون بين البلدين في العام السابق له، وقد توطدت العلاقات الثنائية عبر الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، وكانت أولاها زيارة الملك فيصل - الأمي في 1932 حينذاك - تركيا عـام طريق عودته من رحلة أوروبية، وزيارته الثانية لها بعد أن أصبح .1966 ملكا في عام وشـــهـــدت الـــعـــ قـــات بين البلدين منذ نشأتها في عام ، تطورا ونموا ومزيدا من 1929 التعاون والتفاهم المشترك حول الموضوعات التي تهم مصالح البلدين والأمة الإسلامية، وخلال ، شهدت 2016 و 2015 عـامـي العلاقات بين المملكة وتركيا حراكا وتـطـورا ملحوظا حيث عقدت خمس قمم سعودية - تركية جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس أردوغان. وتوجت زيارة خادم الحرمين الـ يـفـ المـلـك سـلـ ن بن عبدالعزيز الرسمية إلى تركيا في ، ولقائه 2016 ) نيسان (أبـريـل الـرئـيـس الــــ كي رجـــب طيب أردوغــــان، بـالإعـ ن عـن إنشاء مجلس التنسيق الـسـعـودي - الـ كي بهدف تعزيز التعاون المشترك في المجالات السياسية والـدبـلـومـاسـيـة، والاقـتـصـاد والـتـجـارة، والـبـنـوك والمـــال، والملاحة البحرية، والصناعة، والطاقة، والـزراعـة، والثقافة، والــ بــيــة، والـتـكـنـولـوجـيـا، والمجالات العسكرية والصناعات العسكرية والأمن، والإعلام، وقد عقد المجلس اجتماعه الأول في في أنقرة. 2017 ) شباط (فبراير وعقد الزعيمان جلسة مباحثات رسمية،شددخلالها خادم الحرمين الشريفين على ثقته بأن المباحثات ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ علاقات البلدين الاستراتيجية، مـا يفتح آفـاقـا واسـعـة لتعزيز الروابط السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والأمنية. من جانب آخـر، قـام الرئيس 28 رجـــب طـيـب أردوغـــــان في نيسان (أبـريـل) المــاضي، بزيارة السعودية، حيث استقبله الملك سلمان في قصر السلام في جدة، كما اجتمع مع الأمـر محمد بن سـلـ ن، وجــرى خـ ل الاجتماع استعراض العلاقات السعودية - التركية، وفـرص تطويرها في مختلف المـجـالات، إضـافـة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها. وسجلت الزيارات المتبادلة بين القيادتين في المملكة وتركيا دليلا ساطعا على قوة العلاقات، ومتانة وشائجها منذ زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لمدينة إسطنبول في إطار جهوده 1966 التركية عام وسعيه لتوحيد الدول الإسلامية. وشهد الـتـعـاون في المجال الاقتصادي بين المملكة وتركيا منذ توقيع اتفاقية التعاون التجاري 1973 والاقتصادي والفني عام تطورا ونموا مستمرا حتى وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو ثلاثة آلاف 2006 عـام مليون دولار. وتشكلت في ضوء الاتفاقية السابقة اللجنة السعودية التركية المشتركة، وهناك أيضا مجلس رجال الأعمال السعودي - التركي، الذي أسهم منذ إنشائه في ، في 2003 ) تشرين الأول (أكتوبر الدفع بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأصبحت المملكة شريكا اقتصاديا مهما لتركيا، ومن ضمن أكبر ثمانية شركاء تجاريين لها على مستوى العالم. ونجحت بيئة الأعمال الجاذبة 390 في المملكة باستقطاب شركة تركية للاستثمار في السوق السعودية برأسمال إجـ لي بلغ مليون ريال. 985.6 ووصل عدد الشركات ذات رأس المـال السعودي المستثمرة في شركة متنوعة 1140 تركيا حاليا إلى في قطاعات عدة. وبلغت صـادرات المملكة إلى تركيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية مليار ريال، فيما بلغت قيمة 37.5 واردات المملكة منها خلال الأعوام مليار ريال. 21.7 ، الثلاثة الماضية إثر توقيع اتفاقية الصداقة 1929 يعود تاريخها إلى عام شهدت 2016 و 2015 خلال عامي العلاقات حراكا وتطورا ملحوظا قمم سعودية - تركية 5 وعقدت زيارة الرئيس أردوغان للمملكة تعكس استشعاره لدورها القيادي في العالم الإسلامي ومكانتها العالمية من الرياض «الاقتصادية» متابعات 3

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=