aleqt: 25-11-2021 (10272)

الرأي البعض يقلل من استطلاعات الرأي العام، ويرى أنه يجب ألا يتوافر في أدواتها، وأساليب تنفيذها المنهج العلمي، وإنما هي مجرد سؤال، أو عدة أسئلة تطرحها وسيلة إعلامية، أو شخص، أو مركز معني باستطلاعات الرأي العام، على اعتبار أنها مجرد الخروج بانطباعات الناس، أو توجهاتهم إن كانت إيجابية، أو سلبية نحو موضوع من الموضوعات، خاصة ما له علاقة بالشأن الخاص، وما يمس مصالحهم، وحياتهم اليومية. هل نوثق ما يتم تداوله؟ بين فترة وأخرى نقرأ دراسات وأبحاث يفتقر بعضها الإشارة إلى المصادر أو تعتمد على نوع من الإسناد غير الواقعي ما يفقدها المصداقية والموثوقية المطلوبة. ومن ثم يأخذ أنه لا يعلم عن مدى إلمامه بالمنهج العلمي حتى يمكن الحكم على إتقانه إجراءات البحث العلمي الرصين، أو على أقل تقدير الحد الأدنى من شروط البحث العلمي. وفي رأيي أن المعلومات المتعلقة بالطب، والصيدلة، ومنتجات الزينة التي يتم تداولها لا بد لها من توثيق دقيق، لضمان سلامة الناس. البعض يقلل من استطلاعات الرأي العام، ويرى أنه يجب ألا يتوافر في أدواتها، وأساليب تنفيذها المنهج العلمي، وإنمـا هي مجرد سؤال، أو عدة أسئلة تطرحها وسيلة إعلامية، أو شخص، أو مركز معني باستطلاعات الرأي العام، على اعتبار أنها مجرد الخروج بانطباعات الناس، أو توجهاتهم إن كانت إيجابية، أو سلبية نحو موضوع من الموضوعات، خاصة ما له علاقة بالشأن الخاص، وما يمس مصالحهم، وحياتهم اليومية، كاستطلاع بشأن تعديل في نظام، أو مشروع ربما يؤثر في البيئة، أو ما شابه ذلك. وإحدى الدراسات المثيرة للانتباه التي تحتاج إلى من يتوثق من صحتها، دراسة وجدت أن في المائة من السعوديين يفضلون السفر 40 15 للخارج، كما قرأت أن دراسة توصلت إلى أن في المائة من السعوديين يفضلون السيارات الكهربائية، وستكون خيارهم المفضل في الأعوام المقبلة، وعند قراءتيلمثل هذه الأشياء أطرح على نفسي أسئلة من مثل هل فعلا هذه النتيجة تعزى إلى دراسة علمية؟ ومن أجراها؟ وما المصدر الذي وجدت فيه من يزعم أنها دراسـة؟ وبخلفيتي العلمية أجد نفسي أمام أمرين أحدهما أن لا أحد يصدق ذلك لافتقاد التوثيق العلمي الذي اعتدنا، وتدربنا عليه، ودربنا طلابنا، وألزمناهم به، لكنني سرعان ما أتراجع، وأقـول إنه لا يمكن اعتماد النمط الأكاديمي على مصادر هذه الدراسات كافة. وأسترسل في التوجه المـرن لأجد مـررا آخر وهو أنه ليس بالضرورة أن يسأل عن مرجعية الدراسة، وأهلية القائم، أو القائمين عليها، فمجرد وجود عبارة توصلت دراسة كافية إلى حتمية صحة النتائج، وقبول الناس لها، نظرا لأنهم لم يعتادوا على السؤال بشأن المصدر، ومصداقيته، أو لحتمية الثقة بالمصدر التي توجد لديهم. ما تتم الإشارة إليه قد يكون مبنيا على منهج علمي سليم، إلا أن غياب المصدر، واسم الفرد، أو الهيئة المنفذة قد يفقد الدراسة المصداقية، رغم تنوع، وتعدد الفئات التي تستقبل المعلومة، وتمحصها، وتتساءل بشأنها، حتى يمكن القول إن الجمهور بين طرفين أحدهما مستقبل للمعلومة مؤمن بها، ومدافع عنها، وطرف رافض لها لافتقاد مؤشر الموضوعية، لما لديه من تجربة ثرية، وأحكام منطقية، وقواعد متعارف عليها يسقطها على ما يقرأه، وما بينهما متردد بين القبول والرفض. أعتقد أن إيراد مثل هذه الدراسات لا يخرج عن احتمالين أحدهما أن من أورد مثل هذه المعلومة لا تعنيه الموضوعية، والدقة، ولا تخطر على باله، وما يهمه مجرد تداول كل جديد تسير به الركبان، أما الاحتمال الآخر فيتمثل في أن هناك مستفيدا آنيا يرغب في الترويج لبضاعة يستوردها، أو يصنعها، وربما الفائدة ليست آنية إنما مؤجلة، وهذه الدراسة مجرد تهيئة ذهنية، وتشكيل لاتجاهات شريحة من المجتمع، لتكون متقبلة للسلعة، بل متلهفة للحصول عليها حين ورودها، أو الانتهاء من تصنيعها، ولو بعد مدة ليست بالقصيرة. إلغاء الصكوك والدروسالمستفادة مصطلح إلغاء الصكوك هو إبطال لها وما تفرع عنها من صكوك، ومن هي له ومن آلت إليه من الإرث أو غيره. والإلغاء يكون لخلل فيها بخطأ غير مقصود أو بجريمة منظمة اكتملت أركانها وتمت أسبابها. ومن عرف الإجراءات المتقدمة للإلغاء ومرورها على اللجان العالية في الجهات المختصة وأعلى مراتب القضاة أدرك صعوبة الإعادة بعد الإلغاء، وهذا درسها الأول، وفي إلغائها تصحيح لحالها وتعديل لميلها وردها لنصابها المستقيم بالعدل الكامل والطريق القويم التي تقوم عليه الـدول والحكومات ويهنأ الأفراد فيه بعيش رغيد، وهذا درس ثان. وهناك درس ثالث، أنه لا مكان لفاسد بيننا - المقولة الخالدة للقائد الملهم ولي العهد - مهما طال الزمان أو قصر، فالحق قديم لا يترك بطول الزمان أو تغير المسؤولين، والفاسد ينال جزاءه، ولا بد من عقابه على مسلكه الفاسد وعبثه الجائر، وهو دائر بين العقوبات المالية والمعنوية مضاف إليها ما أحدثته جنايته من أضرار أو تسببت في خسائر، ونالت الأبـريـاء من حسن النية وقاصد طلب الـرزق وطرق دروبـه، فلهم حق مصان ضمنه لهم ولاة الأمر، فمن وقع في فخ الفاسدين مع سلامة موقفه ونظافة عمله ولم تتلطخ يده بريبة أو يعين فاسدا أو يسكت عنه، فحقه مضمون ومحفوظ وهو في مأمن. وهذا واقع مشاهد بعدة معالجات تقدمها الجهات المعنية من تعويض مالي أو عقاري أو مشاركة في المشروع أو غيرها من حلول تقدم ومعالجات تصنع، وهذا من الدروس. ولأن العقارات من أغـ السلع وفيها ثــروات الـدول وخيراتها، فإن القضاء على الفساد فيها وملاحقة الفاسدين العابثين ولو كانت بادئ الأمر فيها مضرة على حسن النية ظاهرا وفي مصلحتهم باطنا مطهرة لهذه السلع وحماية لها ومانعة من تكرار أمثالها أو الاقـ اب منها، وهذه من أعظم الدروس وأكثر الفوائد. وإذا أبعدنا النظر واتسعت بنا الدائرة ورأينا الموضوع من كل جوانبه، وجدنا توافرا في العقار، لأن أغلب الفساد ينتشر في المساحات العقارية الكبيرة التي تصل إلى المليونية؛ ما يسهمفي زيادة العرض على الطلب فتزيد فرصة نزول الأسعار وتجعل السعر في متناول اليد وسهل المأخذ، وذلك وفق النظرية الاقتصادية المشهورة، وإن زيادة العرض على الطلب تؤدي إلى نقص السعر، وهذا درس من الدروس المستفادة التي يطلبها الجمهور ويصفقون لها ويحتفلون بها، وهي بحق مزية كبيرة لأكثر المواطنين. تنافس النبوغ والتنمية في دليل عالمي إذا ، فلعلنا Giftedness جاز لنا أن نعرف الموهبة نقول: إنها تميز يحمل قيمة، يمنحه الله تعالى للإنسان، ويجعله قادرا على التفوق فيه على الآخرين. وقد تبقى هذه الموهبة كامنة، ما لم يتم اكتشافها ورعايتها، وهي متنوعة في طبيعتها، وتختلف بين شخص وآخر. وقد ترتبط بمعرفة نظرية؛ كالرياضيات، أو تتعلق بمهارة عملية؛ كالفنون التشكيلية، أو ربما بخصائص الطبيعة الإنسانية؛ كالشخصية القيادية، أو حتى بالقدرة الحركية؛ كالتفوق الرياضي، أو غير ذلك من إمكانات وصفات تميز. وتحتاج الموهبة إلى رعاية تسعى إلى تنميتها وتمكينها، كي تصبح قـادرة على العطاء، وإبراز ما تتمتع به من قيمة. في هذا الإطار، ، وهو ما تصل Talent يبز أمامنا تعبير آخر هو النبوغ إليه الموهبة عندما تحظى بالرعاية والتنمية اللازمتين، لتنطلق إلى العطاء والإسهام في التنمية وتعزيز استدامتها. ولعل من المفيد الإشارة هنا إلى أن الموهبة ليست الطريق الوحيد إلى النبوغ، بل إن هذا النبوغ ربما يأتي عب الخبة الطويلة من العمل في الموضوع المطروح، خصوصا عندما يقترن اكتساب الخبة بالحماس والشغف، والتعمق في التفاصيل. ولا شك أن اجتماع مثل هذه الخصائص مع وجود الموهبة في الشخص المعني، يمكن أن يقود ليس إلى النبوغ فقط؛ بل إلى التميز فيه أيضا. أمام أهمية النبوغ وأثـره في التنمية، رأت ثلاث مؤسسات عالمية مرموقة أن هناك حاجة إلى وضع دليل عالمي يهتم بتقييم حالة النبوغ في دول العالم المختلفة في إطـار التنمية، والـقـدرة على التميز والمنافسة في العطاء الذي تقدمه. والغاية من ذلك هي تمكين هذه الدول من التعرف على حالها في هذا المجال، مقارنة بحال الدول الأخرى، وتوجهها بالتالي نحو التطوير والارتقاء نحو مكانة أفضل. وأصدرت هذه المؤسسات دليلا أسمته الدليل العالمي لتنافسية . وشملت هذه المؤسسات الثلاث: مؤسسة GTCI النبوغ ،INSEAD أكاديمية في مجال إدارة الأعمال، هي إنسياد وأخـرى تعمل في مجال الـ وة البشرية هي أديكو ، وثالثة هي أشهر شركات الإنترنت والخدمات ADECCO .GOOGLE الإلكترونية هي جوجل ينظر الدليل إلى تنافسية النبوغ عب ستة محاور ، والبيئة الجاذبة Enable رئيسة، هي: بيئة التمكين ، ومسألة المحافظة Growth ، ثم مسألة النمو Attract على أرصدة الحياة، إضافة أيضا إلى المهارات Retain ، والمهارات Vocational and Technical Skills الفنية .Global Knowledge Skills المعرفية العالمية وسنقدم فيما يلي تعريفا عاما بكل من هذه المحاور. إذا بدأنا بمحور بيئة التمكين، نجد أن المقصود بهذه البيئة هو تمكين بروز النبوغ، ولهذه البيئة ثلاثة أبعاد رئيسة. يهتم أول هذه الأبعاد بالبيئة التنظيمية للدولة المعنية، بما في ذلك فاعلية الخدمات الحكومية، والمرجعية القانونية، ونزاهة العمل، وغير ذلك. أما البعد الثاني فيركز على بيئة السوق، بمعنى سهولة تأسيس الأعمال وتنفيذها، والاهتمام ببنية تقنيات المعلومات، والإنفاق على البحث والتطوير، وما إلى ذلك. ويهتم البعد الثالث ببيئة تنفيذ الأعمال وشؤون العمالة. ونأتي بعد محور بيئة التمكين إلى محور البيئة الجاذبة، حيث المقصود هنا هو الانفتاح على الناس من أجل تحفيز إمكاناتهم وتشجيعها على النمو والعطاء. ولهذه البيئة بعدان رئيسان، يهتم أولهما بالانفتاح الداخلي ويتضمن الاستيعاب الاجتماعي والمهني للجميع، ويركز الثاني على الانفتاح الخارجي، بما يشمل جذب الاستثمارات والأعمال، وجذب الأفراد المتميزين، وكسب عقولهم وإمكاناتهم، والاستفادة منها. ونصل إلى محور النمو الـذي يشمل ثلاثة أبعاد رئيسة. يرتبط البعد الأول منها بالتعليم النظامي بجانبيه الكمي من حيث العدد، والنوعي من حيث الجودة. ويهتم البعد الثاني بقضايا التعلم مدى الحياة. ثم يركز البعد الثالث على فسح المجال أمام تمكين فرص النمو، بما يشمل تفعيل التعاون داخل المؤسسات، وفيما بينها أيضا. ويأتي بعد ذلك محور المحافظة على أرصدة الحياة، حيث يتضمن بعدين رئيسين. أولهما بعد الاستدامة الذي يهتم بمسألة المحافظة على العقول. أما البعد الثاني، فيركز على أسلوب الحياة الذي يجب أن يتضمن الاهتمام بالحفاظ على البيئة، والصحة، والأمان. ويبز هنا محور المهارات الفنية الذي يشمل بعدين رئيسين: بعدا يهتم بمهارات المستوى المتوسط، أي مستوى التعليم الثانوي، ومستوى المساعدين الفنيين، ثم بعدا يركز على قابلية أصحاب مثل هذه المهارات للتوظيف، والحاجة إلى توافق نظام التعليم مع المتطلبات الاقتصادية. ونصل أخيرا، في إطار الدليل المطروح، إلى محور المهارات المعرفية، وله بعدان أيضا. يهتم أولهما بالمهارات الموجودة على مستوى التعليم الجامعي، ويركز الآخر على أثر النبوغ، ويشمل ذلك مخرجات الابتكار، ومعطيات النشر العلمي، وصادرات القيمة المرتفعة، وغير ذلك. يبلغ مجمل عدد مـؤشرات الدليل، الموزعة على مـؤشرا. وتنقسم هذه المــؤشرات، من 70 محاوره حيث تكوينها، إلى ثلاثة أقسام: هناك مؤشرات كمية 27 ؛ كأعداد الطلاب، يبلغ عددها Quantitative ؛ كجودة Qualitative مؤشرا، وهناك مؤشرات نوعية مؤشرا، ثم هناك مؤشرات 29 التعليم، يبلغ عددها ؛ كسهولة إقامة الأعــ ل، يبلغ Composite مركبة 25 مؤشرا. وجرى اختيار مؤشرات الدليل من 14 عددها مصدرا، بينها منظمات تابعة للأمم المتحدة؛ كالبنك ، ومنظمة UNESCO ، واليونيسكو World-Bank الدولي ، ثم بينها مؤسسات دولية مستقلة ILO العمل الدولية ، وبينها أيضا WEF مثل المنتدى الاقتصادي الدولي مؤسسات مختلفة أخرى. يعطي الدليل العالمي لتنافسية النبوغ نظرة واسعة النطاق إلى ما يرتبط بتمكين الموهبة والنبوغ وتأمين البيئة المناسبة من جهة، وإلى ما يتعلق بتفعيل الاستفادة من ذلك والإسهام في التنمية المستدامة من جهة ثانية. ورغم هذه النظرة الواسعة، الناتجة عن اجتهادات عدد من الخباء، إلا أننا لا يمكن أن نصفها بأنها شاملة، لأن قضايا تميز الإنسان وتفوقه وارتباطها بالتنمية والتقدم تشمل كل نواحي الحياة دون استثناء. وليست اجتهادات هذا الدليل وحيدة في العالم، فهناك، على سبيل المثال، اجتهادات دليل الابتكار التي كانت موضوع مقالات سابقة. ولا شك GII العالمي أن الاطلاع على الاجتهادات العالمية المختلفة أمر مهم في مسيرة التنمية التي تشهدها المملكة. يعطي الدليل العالمي لتنافسية النبوغ نظرة واسعة النطاق إلى ما يرتبط بتمكين الموهبة والنبوغ وتأمين البيئة المناسبة من جهة، وإلى ما يتعلق بتفعيل الاستفادة من ذلك والإسهام في التنمية المستدامة من جهة ثانية. ورغم هذه النظرة الواسعة الناتجة عن اجتهادات عدد من الخبراء إلا أننا لا يمكن أن نصفها بأنها شاملة، لأن قضايا تميز الإنسان وتفوقه وارتباطها بالتنمية والتقدم تشمل كل نواحي الحياة دون استثناء. NO. 10272 ، العدد 2021 نوفمبر 25 هـ، الموافق 1443 ربيع الآخر 20 الخميس 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدا رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني مديرا التحرير علي المقبلي حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com د. حسين العنقري shb@ksu.edu.sa أ. د. سعد علي الحاج بكري * أستاذ في كلية علوم الحاسب والمعلومات - جامعة الملك سعود د. عبد الرحمن الطريري * أكاديمي وتربوي @D_abdulrahman1

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=