aleqt: 14-10-2021 (10230)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية قـال أول رئيس للبرمجيات في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إنه استقال احتجاجا على الوتيرة البطيئة للتحول التكنولوجي في الجيش الأمريكي، ولأنه لن يستطيع أن يشاهد الصين تتفوق على أمريكا. في أول مقابلة له منذ مغادرته منصبه في وزارة الدفاع قبل نحو أسـبـوع، وقــال نيكولاس تشايلان لـ"فاينانشيال تـايمـز" إن فشل الــولايــات المتحدة في الــرد على التهديدات السيبرانية الصينية وغـ هـا مـن الـتـهـديـدات يعرض مستقبل أطفاله للخطر. أضـــاف، "ليست لدينا فرصة 15 تنافسية لمحاربة الصين خلال عاما. الآن، المسألة منتهية 20 إلى بالفعل. في رأيـــي، حسم الأمـر بالفعل"، مضيفا أن هناك "سببا وجيها للشعور بالغضب". عاما"، قضى ثلاثة 37" تشايلان أعــــوام في جـهـود عــ مستوى البنتاجون لتعزيز الأمن السيبراني. وبصفته أول رئيس للبرمجيات في الـقـوات الجوية الأمريكية، قال إن بكين تتجه نحو الهيمنة عالميا بسبب إنجازاتها في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والقدرات السيبرانية. جـادل بأن هذه التكنولوجيات الناشئة أكثر أهمية بكثير لمستقبل أمريكا مـن الأجـهـزة كالطائرات المقاتلة من الجيل الخامس ذات التكلفة العالية، مثل المقاتلة إف .35 - قال إن ممارسات الدفاع السيبراني الأمريكيةفيبعضالدوائر الحكومية كانت على مستوى "رياض الأطفال"، ملقيا بـالـلـوم في إبـطـاء وتـ ة التحول التكنولوجي في الولايات المتحدة على "جوجل" لإحجامها عن العمل مع وزارة الدفاع الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، وعلى المناقشات المكثفة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. على النقيض من ذلك، قال إن الشركات الصينية ملزمة بالعمل مع بكين، وكانت تضخ "اسـتـثـ رات ضخمة" في الذكاء الاصطناعي دون اعتبار للأخلاقيات. وأوضـــح تشايلان، أنـه يخطط لـإدلاء بشهادته أمـام الكونجرس حول الخطر السيبراني الصيني الذي يهدد سيادة الولايات المتحدة، بما في ذلك تقديم إحاطات سرية خلال الأسابيع المقبلة. واعـرف بأن الولايات المتحدة تنفق ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف ما تنفقه الصين على الدفاع، لكنه قال هذه الأمــوال الإضافية غير مهمة لأن تكاليف المشتيات الأمريكية كانت مرتفعة للغاية وتم إنفاقها في المـجـالات الخاطئة، في حين أن البيروقراطية والتنظيم المفرط يقفان في طريق التغيير الذي يمس الحاجة إليه في البنتاجون. جاءت تعليقات تشايلان بعد أن حذرت لجنة الأمن القومي الأمريكية، بتفويض من الكونجرس في وقت سابق من هذا العام، من أن الصين يمكن أن تتفوق عـ الـولايـات المتحدة بحسبانها القوة العظمى في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل. وأقر كبار مسؤولي الدفاع بأنهم "يجب أن يعملوا بشكل أفضل" لجذب المواهب الإلكتونية الشابة وتدريبها والاحتفاظ بها، لكنهم دافعوا عما يعدونه نهجا مسؤولا تجاه اعتماد الذكاء الاصطناعي. مايكل جروين، فريق في قوات مشاة البحرية ومدير مركز الذكاء الاصطناعي المـشـرك في وزارة الـدفـاع، قـال في مؤتمر الأسبوع الماضي إنه يريد استخدام الذكاء الاصطناعي في الجيش بطريقة تدريجية، مشيرا إلى أن اعتماده يتطلب تحولا ثقافيا داخل الجيش. تأتي تعليقاته بعد أن قال لويد أوســـن، وزيــر الــدفــاع، في تموز (يوليو) إن وزارتـه "بحاجة ماسة" إلى تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول بحسبانه أولوية، مضيفا أن استثمارا مليار دولار من 1.5 جديدا بقيمة شأنه أن يعجل اعتماد البنتاجون للذكاء الاصطناعي خلال الأعـوام محاولة في 600 الخمسة المقبلة وأن مجال الذكاء الاصطناعي تجري حاليا بالفعل. لكنه التزم بأن وزارتـه لن "تتجاوز قوانين السلامة أو الأمن أو الأخلاقيات". قال متحدث باسم وزارة القوات الجوية إن فرانك كيندال، وزير القوات الجوية الأمريكية، ناقش مع تشايلان توصياته لتطوير برمجيات الوزارة في المستقبل بعد استقالته وشكره على مساهماته. وأعلن تشايلان استقالتهفيرسالة لاذعـة في بداية أيلول (سبتمبر)، قائلا إن المسؤولين العسكريين تم تكليفهم مرارا وتكرارا بالمبادرات السيبرانية التي يفتقرون إلى الخبرة فيها، شاجبا "المتقاعسين" في البنتاجون وغياب التمويل. جاء في الرسالة، "نحن ننشئ بنية تحتية حيوية للفشل"، مشيرا بشكل سريع فقط إلى التقدم الذي حققته الصين. وأضاف، "لن نضع طيارا في قمرة القيادة دون أن يتلقى تدريبا مكثفا على الطيران، فلماذا نتوقع من شخص ليست لديه خـ ة في تكنولوجيا المعلومات أن يكون قريبا من النجاح؟ (...) بينما أضعنا الوقت في البيروقراطية، حقق خصومنا مزيدا من التقدم". روبرت سبالدينج، عميد متقاعد من القوات الجوية شغل منصب ملحق دفـاعـي في بكين، قـال إن تشايلان اشتكى "وهو محق"، مبينا أنه أيضا استقال مبكرا من أجل إنشاء حلول تكنولوجية دفاعية مشفرة خاصة به بعد أن أحبطته أنظمة "قديمة" بينما تحلق قاذفات القنابل (الشبح) في مكان 2 - من طراز بي عمله. قـال تشايلان الـذي حصل على وقاد 2016 الجنسية الأمريكية في الجهود المبذولة لتثبيت تدابير "الثقة الصفرية" للأمن السيبراني في وزارة الأمـــن الــداخــي قبل الانضمام إلى البنتاجون، إنه كان قوة استقطابيةفيوزارة الدفاع وأثار قلق بعض كبار المسؤولين الذين اعتقدوا أنه يجب أن يحتفظ بشكاواه "داخل أسرته". رائد الأعمال التكنولوجي الناجح، 15 الـذي بـدأ عمله الأول في سن عاما في فرنسا، بدأ أيضا يشعر بأنه قديم لأنـه قضى فـرة عمله التي استمرت ثلاثة أعـوام في "إصلاح الأشياء الأساسية السحابية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة" بــدلا من الابتكار. بكين تتجه نحو الهيمنة عالميا بسبب إنجازاتها في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والقدرات السيبرانية. مسؤول أمريكي مستقيل: خسرنا معركة الذكاء الاصطناعي أمام الصين مقر وزارة الدفاع الأمريكية. من واشنطن كاترينا مانسون بعضهم ينظر إلى سندات الأســـواق الناشئة، في كثير من الأحيان، على أنها لعبة قوية في عالم الاستثمار في الدخل الثابت، إلا أن بعضا آخـر يـرى أن هذا المجال برمته يعتمد بشكل كبير على المشاعر المتقلبة. في مطلع هذا العام، عادت هذه الفئة من الأصول إلى رواجها بعد بضعة أشهر فقط قضتها في الحضيض في الربع الثاني من عندما حطمت التدفقات 2020 الخارجة الأرقـــام القياسية في خضم بـدايـات جائحة فـ وس كورونا، التيضربت العالم. ثم ما لبث المستثمرون أن عادوا بشكل جماعي. حينها كانت الآمال في الانتشار السريع للقاحات تكبر، وكــان ينظر إلى فـوز جو بايدن الـرئـاسي على أنـه حـدث إيجابي للعولمة والتجارة عبر الحدود. في الوقت نفسه، كانت السياسة النقدية المتساهلة بشكل غير عادي في العالم المتقدم تعني "التزاحم في الأسواق الناشئة"، كما يقول جوناثان فورتون، الخبير الاقتصادي في معهد التمويل الدولي، وهو اتحاد لصناعة المال. سـارعـت حـكـومـات الأســـواق الناشئة إلى الاستفادة من هذه الأحداث المواتية عن طريق موجة مـن إصـــدارات الـسـنـدات، التي كانت مستمرة في إثـارة تدفقات أعلى. لكن، كما هي الحال غالبا في البلدان النامية التي تعمها الفوضى والاضطرابات، ليس من المقدر للأوقات الجيدة أن تدوم فيها. يقول بول غرير، مدير محفظة أسـواق الدين الناشئة في شركة فيديليتي إنتناشونال: "كانت الكواليس أكـ تحديا للأسواق مما توقعه كثير 2021 الناشئة في من الناس". يضيف: "على مدار الأشهر التسعة الماضية، ولأسباب مختلفة، كـان هناك اعتقاد أن السوق كانت تضعف على الرغم من النغمة الإيجابية المتفائلة التي شهدتها خلال فتة أعياد الميلاد". حتى الآن هذا العام، حققت الـسـنـدات الحكومية بالعملة الصعبة في الأســـواق الناشئة في المائة 0.3 عائدات إجمالية فـقـط. والأســــوأ مــن ذلـــك، أن المستثمرين خـ وا في الديون 4.8 السيادية بالعملة المحلية في المائة بسبب ضعف عملاتهم مقابل الـــدولار، وكانت النقطة 2.2 الإيجابية هي العائد البالغ في المائة الـذي حققته سندات الــ كــات المـقـومـة بالعملات الصعبة مثل الدولار واليورو. يشير غرير بأصابع الاتهام إلى الـسـيـطـرة غــ المتوقعة للديمقراطيين الأمريكيين على كلا مجلسي الكونجرس، ما فتح الباب أمام مستويات غير مسبوقة من التحفيز المـالي في عهد الرئيس بايدن، وزيــادة أسعار الفائدة، وتعزيز الدولار. يـقـول: "مـنـذ سـبـاق مجلس الشيوخ في جورجيا (الـذي منح الديمقراطيين السيطرة)، بدأت عــوائــد ســنــدات الــخــزانــة في الارتــفــاع". يضيف: "منذ ذلك الحين، قمنا بـإزاحـة المخاطر. نحن الآن أقل تفاؤلا بكثير بشأن الأسواق الناشئة". مـن جـانـبـه، قــال جريجوري سميث، مدير صندوق الأسـواق الــنــاشــئــة في "إم آنــــد جي إنفيستمنتس": "لقد رأينا نغمة أكـــ تــشــددا مــن الاحـتـيـاطـي الفيدرالي مع عودة العافية إلى الاقتصاد الأمريكي"، مشيرا إلى أن ارتفاع عائد السندات الأمريكية لأجل عشرة أعوام يضر الأسواق الناشئة. كذلك زادت عوامل أخرى من كآبة المشهد. يشير سميث إلى المتحور دلتا، الذي يجعل الجائحة "أكثر ضراوة" في بلدان مثل الهند وإندونيسيا، بينما "أولئك الذين يطبقون نهج صفر كوفيد مثل الصين عانوا كثيرا لإيقاف انتشار الفيروس". يقول فورتون: " النمو مهم لقد بدأنا في تحقيق نمو أضعف (في الأسواق الناشئة) بسبب المتحور دلتا، وأيضا بسبب ضعف الطلب الداخل جراء نقص الحيز المالي (وهـو حيز للنفاق في الميزانية الحكومية) الذي يتاح إليه عديد من البلدان في المستقبل، وفوق هذا كله نقص اللقاحات". يضيف غرير: "تتمتع الأسواق الناشئة بنسبة نمو أعلى منها في الأسواق المتقدمة- ولهذا السبب يستثمر كثير من الناس في فئة الأصول هذه. لكن يبدو أننا وصلنا إلى ذروة النمو العالمي الآن". يجادل بأن بكين "استبعدت النمو من رأس الأولويات (...) مع تأرجح البندول نحو إدارة الأوضاع المالية والحصافة المالية"، إضافة إلى معالجة عدم المساواة. يشير غرير كذلك إلى أن الصين هي أيضا "محرك النمو" لدى عديد من الأسـواق الناشئة الأخـرى من خلال طلبها على سلعها الأساسية. وهو يخشى أن يؤدي ضعف النمو في الصين إلى ضعف العملات في أرجاء العالم النامي. يــــدرك المـسـتـثـمـرون هـذه التطورات. وفقا لمعهد التمويل الدولي، تحولت التدفقات العابرة لـلـحـدود إلى ديـــون الأســـواق الناشئة غير الصينية إلى سلبية، للمرة الأولى خلال عـام، في آب (أغسطس). ومع أن الصين كانت لا تزال تجتذب الأمـوال في ذلك الوقت، إلا أن التدفقات الأسبوعية في الأسهم الصينية تحولت إلى سلبية في منتصف أيلول (سبتمبر)، ما ينذر بضعف الطلب على الدخل الثابت أيضا. كـانـت الـصـ تستفيد من التدفقات الداخلة، التي نجمت عن إدراج البلاد في مؤشرات الأسهم والسندات الرئيسة في العالم، لكن فورتون يعتقد أن عمليات الشراء، التي مثل هذه "اكتملت إلى حد كبير" الآن، ويتوقع أن يكون الربع الثالث ثابتا من حيث تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة. ويستمر غرير في تحري أسباب أخرى تدعو مراقبي السندات في هذه الفئة للاختباء خلف أرائكهم. ففي الوقت، الذي يتعثر فيه النمو العالمي، يظل الخوف من التضخم آخــذا في الازديــــاد، الأمــر الـذي قد يؤدي إلى تشديد السياسات النقدية وظـهـور ريـــاح عكسية تعصف بالأصول عالية المخاطر. لـكـن عــ الـجـانـب المــ ق من هذا كله، يشير غرير إلى أن العوائد "أعــ بكثير" مما هي عليه في الأسواق المتقدمة، وهذا أحد العوامل المهمة في "عالم متعطش للدخل"، في حين أن بعض الجيوب في القطاع مثل روسيا وزامبيا والإكوادور "حققت أداء جـيـدا بشكل مـذهـل هذا العام". يقول أيضا: "إننا نتقاضىرواتبنا مقابل الخوضفي بعض المخاطر، ولكن ليس فيها كلها". من ناحيته، يشير سميث إلى "الاحتياطيات الشبيهة بالحصن"، التي تراكمت لدى عديد من الدول الآسـيـويـة منذ الأزمـــة المالية في تسعينيات القرن المـاضي، التي زادت حصتها بسبب حقوق مليار 650 السحب الخاصة البالغة دولار، المقدمة من صندوق النقد الدوليفي آب (أغسطس). عــــ وة عــ ذلــــك، تقتض الأســواق الناشئة بشكل متزايد بعملاتها الخاصة، ما يقلل من مخاطر صرف العملات الأجنبية، والحسابات الجارية في حال أفضل الآن مما كانت عليه خلال "نوبة الغضب التدريجي" الشائنة في ، التي أدت آنذاك إلى عمليات 2013 بيع واسعة النطاق في فئة الأصول هذه. يعتف فورتن، على الرغم من ذلك، قائلا إن هناك "أشياء تقض مضجعي في الليل"، بما في ذلك صدقية سياسة البنوك المركزية ونقص الحيز المالي في البلدان المثقلة بالديون. يضيف: "مــن بـ الأســـواق المتقدمة، أثبتت كل من اليابان والمملكة المـتـحـدة، إمكانية الحصول على حيز مالي دون (أن يبدو أن لديك) حيزا ماليا، لكننا لا نعرف ما إذا كان التقييم نفسه سيعمل به في الأسواق الناشئة". الخوف من التضخم آخذ في الازدياد، الأمر الذي قد يؤدي إلى تشديد السياسات النقدية وظهور رياح عكسية تعصف بالأصول عالية المخاطر. سندات الأسواق الناشئة ضحية للمشاعر المتقلبة بعض الجيوب في قطاع الأسواق الناشئة، مثل روسيا وزامبيا والإكوادور، حققت أداء جيدا بشكل مذهل هذا العام. من نيويورك ستيف جونسون بدأت عمود الأسبوع الماضيبتوضيح أن الحياة مليئة بالقرارات الصعبة. في مواجهة مثل هذه المعضلات يلجأ كثير منا إلى قائمة الإيجابيات والسلبيات. ولعل أشهر هذه القائمة هي تلك التي كتبها ، بينما كان يفكر في طلب 1838 ) تشارلز داروين في تموز (يوليو الزواج من ابنة عمه، إيما ويدجوود. تحت خانة "الـزواج" كتب: "الأبناء - (إن شاء الله) - الرفيق الدائم (والصديق عند الشيخوخة) الذي سيشعر بالاهتمام ناحية الآخر (...) أفضل من كلب على أي حال (...) سحر الموسيقى وأحاديث الأنثى. هذه الأمور مفيدة لصحة المرء، لكنها خسارة فادحة للوقت". وكتب تحت خانة "عدم الزواج": "حرية الذهاب إلى حيث يشاء المرء (...) محادثة الرجال الأذكياء في النوادي. غير مجبر على زيارة الأقارب والخضوع لكل شيء تافه. تحمل نفقة الأطفال وقلقهم. ربما الشجار وضياع الوقت". في النهاية قرر أنه حتى بعد حساب "ضياع الوقت" مرتين، سحر "الزوجة اللطيفة الناعمة الجالسة على الأريكة" لا يمكن إنكاره. طلب تشارلز الزواج منها. قبلت إيما. لا أعرف ما إذا كانت قد كتبت قائمة قبل أن تقبل. أنجب الزوجان عشرة أطفال. لدى الاقتصاديين نسختهم الخاصة من قائمة الإيجابيات والسلبيات، تسمى تحليل التكلفة والعائد. المبدأ مشابه جدا، على الرغم من أن الأمل هو أن تكون أكثر منهجية قليلا. داروين، مثلا، لم يحدد المزايا النسبية لمحادثة الرجال الأذكياء في النوادي وسحر الموسيقى وأحاديث الأنثى. بالنسبة لتحليل مناسب للتكلفة والعائد لا يفي ذلك بالغرض. قد تكون قيمة المحادثة الذكية ضعف قيمة أحاديث الأنثى، أو نصفها، لكن يجب تحديد القيمة النسبية. (الدولارات وحدة قياس مناسبة، لكن ما يهم هو أن ليس كلشيء يعطى قيمة بالدولار). ظاهريا، يعد تحليل التكلفة والفائدة منطقيا جدا، ومناسبا بشكل مثير للعجاب لتقرير ما إذا كان سيتم بناء جسر أو إلغاء لائحة تنظيمية. مع ذلك، تجادل مقالة جديدة في "مجلة تحليل كتبها Journal of Benefit-Cost Analysis " الفوائد والتكاليف بينت فلايفبيرج وديرك بيست، بأن تحليل التكلفة والعائد "معيب". فلايفبيرج وبيست جمعا، وحللا، مجموعة بيانات تضم أكثر من ألفي مشروع عام - جسور ومبان وأنظمة نقل حافلات وسدود ومحطات طاقة وسكك حديدية وطرق وأنفاق. خلصا إلى أن التكاليف قد أسيء تقديرها بشكل منهجي. هذا صحيح بشكل عام بغض النظر عن وقت ومكان المشروع، أو نوعه. حتى مع السماح لهذا الميل للمشاريع بتجاوز الميزانية، هناك تجاوزات كارثية في التكلفة أكثر مما قد يتوقعه المرء. هناك بيانات أقل عن الفوائد، لكن هناك بعض الأدلة على المبالغة في تقدير الفوائد لمشاريع النقل العام، ولا يوجد دليل على أن التجاوزات الكبيرة في التكاليف يتم تعويضها بأي شكل من الأشكال بفوائد كبيرة بشكل مدهش. هذه النتائج مثيرة للانتباه، إن لم تكن مفاجئة تماما. بينما يبذل كل من فلايفبيرج وبيست قصارى جهدهما لتوضيح ذلك، يبقى "تجاوز التكلفة" ليس الوصف الصحيح تماما لما يحدث باستمرار. "سوء تقدير التكلفة" هو الوصف الأفضل. لا تكمن المشكلة في أن كل مهندس مشروع في العالم غير قادر على تنفيذ العمل وفق ميزانية معقولة، بل أن الميزانيات ليست معقولة. البنية التحتية التي نراها من حولنا ولدت من جداول بيانات وردية مصحوبة بجلبة وضجيج. إذن، ما الهدف من تحليل التكلفة والعائد إذا كانت جميع التكاليف والفوائد التي يتم تحليلها لا قيمة لها؟ الجواب الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه، واعتذر لونستون تشرشل، هو أن تحليل التكلفة والعائد أسوأ أشكال تقييم القرارات، باستثناء جميع الأشكال الأخرى التي تمت تجربتها من وقت إلى آخر. تشمل البدائل (رأي الشخص الأعلى أجرا) أو صنع HIPPO صنع القرار من خلال القرار من خلال قول مأثور، أو من خلال أي استطلاعات جيدة مع أشخاص ربما لم يقضوا لحظة في التفكير في هذه المسألة. هذه ليست طرقا جيدة للتفكير في مشاريع بنية تحتية معقدة وطويلة الأجل أو لوائح تنظيمية واسعة التأثير. The Cost-Benefit " في كتابه "ثــورة التكلفة والـفـوائـد ، جادل كاس سنستين ـ أكاديمي ومسؤول في إدارة Revolution الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ـ بأن تحليل التكلفة والعائد هو طريقة مفيدة لهيكلة صنع القرار، ما يجبرنا على التفكير بشكل منهجي وصياغة افتاضاتنا وطرح أسئلة جيدة وملاحظة أين تنقصنا الإجابات الجيدة. قد يكون هذا صحيحا. ومرة أخرى قد لا يكون كذلك. وجهة نظر أخرى تعتبر تحليل التكلفة والعائد عملية الصندوق الأسود التي تخفي الافتاضات غير الملائمة وتغلق النقاش. أجد نفسيأتذكر أن تحليل التكلفة والعائد هو فيحد ذاته نوع من الخوارزمية. جادلت الأسبوع الماضي بأن الخوارزميات تخدمنا بشكل أفضل عندما يتم تدقيقها واختبارها كما ينبغي. هذا صحيح بالتأكيد بالنسبة لتحليل التكلفة والعائد. فهو يجب أن يساعد على هيكلة عملية صنع القرار وإثراء النقاش العام، بدلا من تجاوزهما. بعد أن جادلا بأن تحليل التكلفة والعائد "معيب"، يقتح فلايفبيرج وبيست إصلاحه بدلا من استبداله - مثلا عن طريق تحسين دقة تقديرات التكلفة من خلال بيانات أفضل وعمليات تدقيق مستقلة وحوافز للأداء. أنا أتفق مع ذلك. الطريقة مفتوحة لإساءة الاستخدام لكنها قيمة جدا لدرجة لا يمكن تركها. يبدو أن داروين، في النهاية، اتخذ قراره في فورة من المشاعر: "يا إلهي، لا يطاق التفكيرفي قضاء حياة كاملة، مثل نحلة محايدة، تعمل، تعمل، ولاشيء في النهاية". ربما تكون هذه طريقة جيدة مثل أي طريقة لاتخاذ قرار بشأن الزواج. لكن إذا كان السؤال هو ما إذا كان يجب بناء خط سكة حديد عالي السرعة، أو رفض ذلك ومن ثم إصدار تأشيرات طارئة لسائقي الشاحنات، أو ترك كتلة تجارية كبيرة، فإن القرارات التي يتم اتخاذها في فورة من المشاعر قد تكون قرارات نجدها مدعاة للندم. لا تكمن المشكلة في أن كل مهندس مشروع في العالم غير قادر على تنفيذ العمل وفق ميزانية معقولة، بل الميزانيات ليست معقولة. تكاليفخفية لتحليل التكلفة والعائد من لندن تيم هارفورد NO. 10230 ، العدد 2021 أكتوبر 14 هـ، الموافق 1443 ربيع الأول 8 الخميس 8

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=