aleqt (11011) 2023/12/04

الرأي NO.11011 ، العدد 2023 ديسمبر 4 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 20 الإثنين 8 Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - Saudi Media Company المملكة العربية السعودية: +966 11 2716909 : الرياض +966 920035142 +966 12 6572323 : جدة الإمارات العربية المتحدة: +971 4 4254285 دبي: : بريد إلكتروني sales@smc.me : موقع إلكتروني www.smc.me الوكيلالإعلاني الانبعاثات .. حلول سعودية ابتكارية اهتمام متزايد في الأدوار التي تلعبها الدول النامية للحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات الغازية الضارة، حيث اتضح ذلك في مــداولات قمة الأمم ، المقامة COP28 المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دبي حاليا، حيث أعلن البنك الـدولي عن خطط طموحة لتنمية أسـواق شهادات الكربون العالمية، لتصبح هذه الأسواق ذات مصداقية ونزاهة عاليتين، وتتيح للدول المشاركة تحقيق إيرادات مالية عن طريق بيع ما يتولد لديها من أرصدة كربون في أسواق عالمية 15 نشطة. بحسب تقديرات البنك الدولي ستستطيع مليون نقطة كربونية العام 24 دولة نامية إنتاج نحو 128 المقبل، مع التوقعات أن يرتفع هذا العدد إلى .2028 مليون نقطة في كثير من الدول النامية التي تحاول جاهدة الالتزام باتفاقيات المناخ والحد من الانبعاثات، وهي دول إفريقية وجنوب أمريكية إلى جانب إندونيسيا ونيبال، هي في واقع الأمر دول محدودة في تأثيراتها السلبية في البيئة عطفا على التدني النسبي لمستوى الأنشطة الصناعية لديها، وفي الوقت نفسه هذه الدول لديها فـرص كبيرة لتحقيق فوائض كبيرة في أرصدتها الكربونية من خلال الحفاظ على ما لديها من رقع خضراء كبيرة وغابات، مع الاستخدام الأمثل لأراضيها ومواردها الطبيعية. ورغم ذلك لم تجد هذه الدول أي فوائد مالية من برامج أرصدة شهادات الكربون التي تستفيد منها في الأغلب دول صناعية متقدمة وشركات دولية عملاقة. ما يسعى إليه البنك الـدولي من خلال مبادرته هذه هو أن يتمكن من إنعاش أسواق أرصدة شهادات الكربون ومعالجة ما طالها من قصور وانتقادات، فهو يراهن على أن مبادرته الجديدة هذه تختلف عن غيرها من المبادراتفي أنها ستجعل أرصدة شهادات الكربون حقيقية وغير متكررة وقابلة للقياس ودائمة، وأن تجد سوقا دولية نشطة لتداولها، وفي الوقت نفسه تنتج عنها فوائد ملموسة للدول التي تستحقها وللمجتمعات التي تسهم في تحقيقها. هذا التوجه من قبل البنك الدولي يأتي للرد على بعض الانتقادات الموجهة نحو فكرة أرصـدة شهادات الكربون في أن من يستفيد منها هي الدول الكبرى والشركات العملاقة من خلال استغلال ثغرات تنظيمية، بعضها قانونية وبعضها احتيالية لحصد أرصدة كربونية كبيرة تدر عليها ملايين الدولارات سنويا. من جهة أخرى تبين من خلال قمة الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن هناك جهودا كبيرة تقوم بها دول عديدة، على رأسها المملكة العربية السعودية، للمضيفي معالجة مشكلات الانبعاثات الغازية عن طريق السيطرة على الغازات المنبعثة بطرق ابتكارية ذكية، لا تستلزم التخلص من النفط والغاز بحد ذاتهما، بل من خلال أساليب التقاط الكربون ومعالجته وتخزينه وتوجيه استخداماته في مجالات حيوية تحتاج إليه، مع مواصلة ما يلزم عمله للوصول إلى الحياد الصفري عالميا. من تلك الابتكارات التي تقودها الرياض في مجال الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، قام الجناح السعودي المشارك في مؤتمر المناخ بعرض نموذج لمحرك احتراق داخلي، كالذي يستخدم في السيارات والمعدات الصناعية الميكانيكية وغيرها من آلات، يعمل بالهيدروجين بدلا من الوقود الأحفوري، وبالتالي لا ينتج عنه أي انبعاثات ضارة، لأن احتراق الهيدروجين عند اتحاده مع الأكسجين ينتج عنه بخار المـاء، لا ثاني أكسيد الكربون. كما تم استعراض بعض الحلول الأخرى التي تؤدي إلى خفض الانبعاثات الصناعية، مثل تلك الناتجة عن مصانع الأسمنت والحديد، من خلال استخدام مواد أولية صديقة للبيئة قابلة للاستخدام في مختلف الأعمال الإنشائية. الحقيقة أن التوجه نحو الأساليب الجديدة للسيطرة على الانبعاثات الضارة بدأ يجد قبولا واهتماما أكثر من ذي قبل، ففي هذا المؤتمر رفض الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبرشركات الطاقةفي العالم،شركة إكسون موبيل، ادعــاءات وكالة الطاقة الدولية بمحدودية الجدوى من احتجاز الكربون على نطاق واسع لمكافحة تغير المناخ، وفي قولها "إن ذلك مجرد وهم غير قابل للتصديق"، مذكرا بأن هناك حلولا كثيرة مطروحة اليوم كالسيارات الكهربائية وحلول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، وهي ليستحلولا كاملة وقطعية، مؤكدا في حديثه أنه يعتقد أن النفط والغاز سيلعبان دورا .2050 مهمافي العالم من الآن حتى الجدير ذكره هنا أن توجه البنك الدولي في دعم سوق شهادات الكربون يعزز من دور السوق التي أنشأها صندوق الاستثمارات العامة مع مجموعة تداول السعودية العام الماضيمن خلالشركة "سوق الكربون الطوعية الإقليمية" التي تعد من أهم الأدوات الرئيسة للمساعدة على معالجة آثار تغير المناخ، حيث نجحت هذه السوق في تنظيم المزاد الأكبر عالميا لتداول أرصدة شهادات الكربون الطوعية، ويأتي ذلك في إطار اتفاقية باريس للمناخ التي حددت آلية معينة لاستخدام أرصدة الكربون الطوعية لتمكين الدول ذات الانبعاثات المنخفضة من بيع الأرصدة للدول التي تواجه صعوبات في خفض مستوى انبعاثاتها بالسرعة المطلوبة. أورفاشي نارين * رئيس برنامج التنمية المستدامة لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى ـ البنك الدولي تزايد الكوارث الطبيعية »4 من 3« وإدارة المخاطر يعد البنك الدولي هو المصدر الرئيس للتمويل الذي يساعد الدول النامية على التكيف مع تغير المناخ، ويواصل البنك الابتكار لتلبية الاحتياجات الآخذة في الظهور. وأعلن البنك أخيرا شروط الديون المعنية بالقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ حتى تتمكن الدول عندما تتعرض لكوارث طبيعية من التركيز على الاحتياجات العاجلة لشعوبها وتأخير سداد الديون. كما يقدم البنك تمويلا سريعا عند وقوع الكوارث. وفي الفلبين، يعمل القرض الاحتياطي على صرف الأموال في حالة وقوع كارثة، كما يدعم التخطيط وصنع القرار على أساس علمي في مواجهة مخاطر الكوارث. وعمل برنامج التخطيط الذكي للتأهب لإعادة البناء على تدريب أكثر مسؤول وموظف محلي على إعداد خطط التعافي من الكوارث 2.300 من باستخدام أداة تخطيط آلية واستراتيجيات تمويل لمواجهة المخاطر بهدف مساندة المجتمعات بسرعة عند وقوع الكوارث. وفي هذا الشأن يقول الدكتور ريناتو سوليدوم جونيور وزير العلوم والتكنولوجيا: "العنصر الرئيس في كل ما يتم القيام به هو الأشخاص المعنيون: الرغبة في العمل معا، والشعور بالانتماء والإحساس بأننا جزء من الجهود المبذولة لمكافحة هذا الأثر المخيف لمختلف المخاطر الطبيعية وتغير المناخ". وتقوم الفلبين أيضا بإقامة البنية التحتية للتصدي لمخاطر المناخ. وقبل في المائة من العاصمة 80 عاما، غمرت العاصفة الاستوائية منطقة أوندوي 14 في المائة 2.7 مانيلا، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص. وبلغت تكلفة الكارثة من إجمالي الناتج المحلي. وفي أعقاب ذلك، اتفق القادة في مؤسسة مترو مانيلا عاما لتحسين مسارب (مخرات) الفيضانات 25 الكبرى على خطة رئيسة مدتها مليون 500 والبنية التحتية الأخرى. ويجري تنفيذ مشاريع بقيمة تصل إلى نحو دولار بتمويل من البنك الدولي والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. ويقوم القطاع الخاص أيضا بمهام وإجراءات محددة. وقد عانت شركة في الفلبين أضرارا لحقت بمرافق توليد الكهرباء بعد EDC تطوير الطاقة . وتصدت الشركة لهذه المشكلة من خلال 2017 هطول الأمطار الغزيرة في الاستثمار في جهود التوعية التي تركز على المجتمع. وعملت على بناء قدرتها على الصمود من خلال دمج مخاطر المناخفي عملية صنع القرار والاستثمار في النقاط الحيوية للبنية التحتية، بدعم من السندات الخضراء المقومة بالبيزو التي أصدرتها مؤسسة التمويل الدولية، وهي ذراع البنك الدولي المعنية بالتعامل مع القطاع الخاص. ووفقا لنمذجة مخاطر الكوارث، ففي المستقبل، يمكن أن تتعرض الفلبين مليار دولار 2.5 لأضرار بسبب الأعاصير وحدها، وتبلغ قيمة هذه الأضرار سنويا. ويمكن أن تؤدي حماية البنية التحتية وجعل الزراعة أكثر قدرة على الصمود إلى خفض الآثار السلبية بنسبة الثلثين... يتبع. كلمة الاقتصادية يشهد العالم تغيرات وتحولات جذرية امتـدت مـن الأفـراد ثـم المنظمات حتى شملت الحكومـات أخيرا، وذلـك نتيجـة للثـورة التقنيـة والمعلوماتية المتسارعة. ولكل ذلك تأثيرات واسعة على ما يخصص من وقت للعمل وغير العمل. زاد وقت الفراغ لكن فائدة هذه الزيادة ضاع كثير منها، حيث محقت جزءا كبيرا منها عوامل أخرى. التطورات التقنية تزيد منضيق الوقت الشعور بضيق الـوقـت في عصرنا يبدو كاللغز. لماذا؟ ساعات العمل في وقتنا أقل مما كان سائدا لدى أسلافنا. قبل أكثر من قرن من الزمان، كان الناس عامة وفي الغرب خاصة يطالبون بثماني ساعات عمل في اليوم. وقد ، بل 20 حصل ذلك في القرن المـاضي الــ صارت ساعات العمل في جهات كثيرة أقل من ثماني ساعات. وبدأت في التطبيق لدى بعض الجهات إجازة يومين في الأسبوع، لكن هل أحس الناس بزيادة وقت الراحة والفراغ؟ لا يبدو ذلك، لكننا لا نشعر بذلك حسيا. ويزيد من الإحساس بضيق الوقت مع زيادة التطورات التقنية في العقود الأخـ ة. ويدعم هذا الكلام أدلة، منها بيانات من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقول إن متوسط الوقت الذي يقضيه الناس في الراحة انخفض منذ الثمانينيات من القرن ، فقد 21 الماضي. أما في القرن الحالي الـ تقلص متوسط وقت الراحة الذي يقضيه كل فرد من الناس من حيث المتوسط. انخفض في دول تتوافر عنها بيانات، على سبيل في المائة في كوريا، 14 المثال، انخفض في المائة 6 في المائة في إسبانيا، و 11 و في المائة في المجر. أما في 5 في هولندا، و الولايات المتحدة فقد انخفض قليلا أقل في المائة. ويبدو أن لضخامة مساحة 2 من أمريكا أثرا في الانخفاض. ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون مما يسمى "فقر الوقت". وهم حسب تعريف OECD منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذين تقل نسبة الوقت المخصص لغير العمل وغير الأنشطة الجدية لديهم دون في المائة. 50 المتوسط عن أحد العوامل هو استقرار الانخفاض في ساعات العمل الأسبوعية. توقف متوسط ساعات العمل الأسبوعية المعتادة عند نحو ساعة للموظفين بدوام كامل في دول 40 منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منذ تسعينيات القرن الماضي. لكن هذا وحده لا يمكن أن يفسر الانخفاضفي أوقات الفراغ. ظهرت دراسـات استطلاعات في مقارنة استخدام الوقت. وتبين تلك المقارنات وبياناتها أنـه حصلت تغيرات وضغوط على أوقــات الـفـراغ في عديد من الـدول كبريطانيا. وانتهت الدراسات إلى تعرض النساء إلى الضغط أكثر من الرجال. ذلك أنه في سبعينيات القرن الماضي، كانت ساعات الفراغ اليومية في حكم المتماثلة لدى كل من الرجال والنساء في سن العمل. أما بعد ذلك، فقد لوحظ أنها لدى الرجال أكثر بين نصف ساعة إلى ساعة يوميا، مقارنة بالنساء. لماذا؟ أجور النساء من جهة صارت أكثر مما كانت عليه الحال في السبعينيات، وصار الرجال يقومون بأعمال منزلية أكثر. وحصل اختلاف في مقدار الوقت المخصص لدى النساء والرجال في رعاية الأطفال. ووقت هذه الرعاية لا يصنف ضمن وقت الفراغ، صارت النساء يقضين وقتا في هذا القرن أكثر مما كن يقضينه في رعاية الأطفال من قبل. حصل ذلك، رغم أنهن صرن يعملن بأجر لساعات أطول. التطورات في سوق عمل النساء يطرح سـؤالا عن أوقــات العناية بالأطفال. من الأجوبة أن لعب الأطفال خارج منازلهم زاد. طبعا حصلت تغيرات في أمـور رعاية الأطفال. قبل عقود، كانت رعاية الأطفال في كثير من الأحـيـان شيئا يحدث أيضا أثناء ممارسة الأعمال المنزلية أو التواصل الاجتماعي، في حين أنها الآن تبدو كأنها نشاط في حد ذاته. التطورات التقنية ساعدت على حصول ما حصل. التطورات التقنية ساعدت على أداء الفرد لمهام متعددة في وقت واحد. وصار تقسيم الوقت بين العمل واللهو أكثر صعوبة. مثلا، تشاهد التلفزيون وتتفقد البريد الإلكتروني الخاص وغير الخاص، وتراجع أمـورا خاصة بالعمل. والنتيجة اختلاط الفراغ والعمل واختلاط ما يخص العمل وما لا يخصه. بشأن الأعمال المكتبية، معروف أن كثيرا منها صار يؤدى من خلال العمل بالمنزل. لكن العمل من المنزل سمح للناس بتقليل وقت الانتقال للعمل. لكن توسع المدن وازدحامها قضىعلى بعض هذه الميزة. تكثر في بعض الدول المطالبات بتقليل أكثر في أيام وساعات عمل أقل. وسمحت اتفاقات في بعض الـدول خاصة الغربية على فرصة للعاملين بتفضيل ساعات عمل مخفضة على رواتب أعلى. بـاخـتـصـار، يشهد الـعـالم تغيرات وتحولات جذرية امتـدت مـن الأفـراد ثـم المنظمات حتى شملت الحكومـات أخيرا، وذلـك نتيجـة للثـورة التقنيـة والمعلوماتية المتسارعة. ولكل ذلك تأثيرات واسعة على ما يخصص من وقت للعمل وغير العمل. زاد وقت الفراغ لكن فائدة هذه الزيادة ضاع كثير منها، حيث محقت جـزءا كبيرا منها عوامل أخرى. ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون مما يسمى "فقر الوقت". وهم حسب تعريف منظمة التعاون الذين تقل نسبة الوقت OECD الاقتصادي والتنمية المخصص لغير العمل وغير الأنشطة الجدية في المائة. 50 لديهم دون المتوسط عن د. صالح السلطان * كبير الاقتصاديينفي وزارة المالية سابقا الاقتصاد الوطني .. عقد زمني واعد بالنمو المستدام يترقب الاقتصاد الوطني خلال العقد المقبل تطورات عملاقة جدا، يؤمل -بمشيئة الله تعالى- أن تنعكس بمزيد من الاستقرار المستدام للنمو الحقيقي، وبمزيد من مئات آلاف فرص العمل المجدية في القطاع الخاص، وبمزيد من تنوع قاعدة الإنتاج المحلية. يعزى هذا التفاؤل الكبير بمستقبل الاقتصاد الوطني إلى عوامل واسعة جدا، يجري الحديث عنها في الوقت الراهن ضمن عديد من المتغيرات المرتبطة بمناسبات كبرى سيتم احتضانها محليا خلال العقد المقبل، إلا أن الجانب الأبرز والأهم الذي لا يمكن التقدم عليه من بين تلك العوامل، ما هو متمثل في جانب الإصلاحات والتطوير الهيكلي التي خضع حتى تاريخه، 2016 لها الاقتصاد الكلي منذ منتصف وستستمر -بمشيئة الله تعالى- خـ ل الأعـوام ، التي تحظى 2030 المقبلة تحت مظلة رؤية المملكة بالأهمية القصوى، والوزن النسبي الأكبر في خضم التطورات الراهنة والمستقبلية المرتقبة، كان من ثمارها الأولية القفز بحجم الاقتصاد الحقيقي خلال في المائة 15.4 بمعدل تراكمي تجاوز 2023-2016 في المائة)، بينما قفز حجم 2.1 (متوسط سنوي الاقتصاد غير النفطي بمعدل حقيقي تراكمي للفترة 2.6 في المائة (متوسط سنوي 19.5 نفسها بأعلى من في المائة)، حظي النمو الحقيقي للقطاع الخاص في 21.4 فيه خلال الفترة نفسها بنمو تراكمي تجاوز في المائة)، ودفع بدوره 2.8 المائة (متوسط سنوي إلى نمو العمالة المواطنة في منشآته بمتوسط مليون عامل 1.6 في المائة، لتقفز من 4.5 سنوي بلغ مليون عامل بنهاية الربع 2.3 إلى نحو 2016 بنهاية الثالث من العام الجاري. وبالنظر إلى فترة الأعوام السبعة المقبلة حتى ، ومقارنتها مع الفترة نفسها 2030 حلول نهاية الماضية المماثلة لها في عدد الأعوام، فلا بد من الأخذ في الحسبان عددا من الفوارق المهمة، من أبرزها: أن الفترة الأولى مثلت بداية الإصلاحات، التي في الأغلب ما تكون تكاليفها وتداعياتها أكبر من عوائدها. الأمر الآخر أن الفترة الأولى تخللها اصطدام الاقتصاد العالمي بتداعيات الجائحة ، واستغرقت ضغوطها الأكبر 19 - العالمية كوفيد نحو ثلاثة أعوام على جميع الاقتصادات والأسواق، وقبل أن يستفيق الاقتصاد العالمي من صدمتها، سرعـان ما اصطدم بموجة التضخم الأكـ منذ أربعة عقود زمنية مضت، لتبدأ البنوك المركزية حول العالم تشديد سياساتها النقدية وبدأ رفع معدلات الفائدة بوتيرة متسارعة، ورغم كل تلك التداعيات العكسية على مستوى الاقتصاد العالمي برمته، ومن ضمنه بالتأكيد الاقتصاد السعودي، فقد تمكن -بحمد الله- من تحقيق المكتسبات الاقتصادية والمالية اللافتة المشار إلى جزء منها أعلاه. بناء على ما تقدم ذكره سالفا، وبالإشارة إلى المناسبات والتطورات الكبيرة المرتقبة في مستقبل الأعـوام السبعة المقبلة تحديدا، وخلال العقد الزمني المقبل بصورة أوسع، يمكن الاعتماد على توقعات اقتصادية أفضل -بمشيئة الله تعالى- بالنسبة إلى الاقتصاد الوطني، التي من شأنها أن تدفع بوتيرة النمو المستدام والشامل بمعدلات أفضل مما حدث خلال الفترة الماضية، ويمتد ذلك أيضا إلى التوقعات الأكثر تفاؤلا بشأن فرص العمل أمام المـوارد البشرية المواطنة، والأخذ في الحسبان أن جزءا كبيرا مما كان محسوبا خلال الفترة الماضية على جانب تكاليف الإصلاحات الهيكلية بالتزامن مع بداية عهدها، سيتحول إلى جانب الممكنات التي ستتيح للاقتصاد الوطني فرصا أكبر وأوسـع، وهذا جانب جوهري بالغ الأهمية يزداد وزنه النسبي الإيجابي عاما بعد عام، إضافة إلى أن الفترة الزمنية المقبلة، ستكون فترة جني المكاسب الاقتصادية والمالية والاجتماعية من عشرات المبادرات والبرامج التي تم إقرارها خلال الفترة الماضية، وهو ما سيدفع بمزيد من متانة الاقتصاد الوطني، ويضاعف من قدرته على النمو بمعدلات أكبر وأسرع بتوفيق الله. الأمر الآخر من الصورة ذلك المرتبط بتوقعات الاقتصاد العالمي، التي تعرضت لكثير من الخفض من قبل الهيئات والمؤسسات الدولية (صندوق النقد والبنك الدوليين)، قياسا على عديد من الاعتبارات المرتبطة بالسياسات المتشددة للبنوك المركزية، والآثــار العكسية المتوقعة لها على الاقتصادات والأســواق، إضافة إلى تصاعد وتيرة الاضطرابات الجيوسياسية في كثير من أنحاء العالم، وزيادة احتمالات تصاعدها إلى مستويات مقلقة إلى حد بعيد وفق توقعات عديد من الدول والهيئات الدولية، كل هذا بالتأكيد قد رسم صورة في إطارها الواسع بشكل غير موات لمستقبل الاقتصاد العالمي خلال على أقل تقدير، ولا يمكن القفز على 2026-2024 تلك التوقعات المستندة إلى واقع قائم على الأرض خلال الفترة الراهنة، ولا يمكن أيضا تجاهله في خضم وضع التصورات والتوقعات المستقبلية لأي اقتصاد أو سوق حول العالم، وأنه يقتضي بالتأكيد أخـذه في الحسبان، والتحوط تجاه مخاطره منذ اللحظة بمزيد من الاحتياطيات والخطط والبرامج البديلة، وهو ما أشار إليه البيان التمهيدي الأخير ، كان من أهم ما 2024 للميزانية العامة للدولة أشار إليه في خصوصها، أنه سيؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، واستمرار الموجة التضخمية إلى حدوث تداعيات سلبية محتملة على الاقتصاد المحلي، وأنه يزيد احتمالات ارتفاع معدلات التضخم المحلية، ما قد يتسبب في تراجع الطلب وانخفاض مـؤشرات الاستهلاك المحلي، وسيحدث كل ذلك إلى جانب استمرار ارتفاع معدلات الفائدة، والتأثير السلبي المحتمل لكل ذلك على تباطؤ نمو الأنشطة الاستثمارية محليا، أخذا في الحسبان أن تشديد السياسة النقدية الذي انتهجته أغلبية البنوك المركزية حول العالم، أدى إلى رفع تكاليف الاقتراض/التمويل وتباطؤ النمو الائتماني. أمام كل تلك التوقعات، أشار البيان التمهيدي للميزانية إلى أن الحكومة قد تبنت تدابير وسياسات عديدة تمكنها من مواجهة المخاطر المحتملة، بما فيها وضـع سقف لأسعار البنزين، وتعزيز الأمن الغذائي، إضافة إلى تعزيز منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية، ودعم السلع والخدمات الأساسية. كذلك تعزيز وتنمية القطاع غير النفطي. يمكن القول أمـام هذه التوقعات غير المواتية عالميا، وبالنظر إلى الاستعداد والتحوط المبكرين محليا، إضافة إلى المناسبات الكبيرة المرتقبة محليا، يمكن القول إن الاقتصاد الوطني يحتفظ بفرص ممكنة وواعدة بمشيئة الله تعالى، يؤمل أن تأتي نتائجها أعلى مما سبق تحقيقه خلال الفترة الماضية، وهو الرهان الأوثق -بعد التوكل على الله- الذي يقوم عليه التفاؤل بمستقبل الاقتصاد الوطني، وأن يواصل حصد مكتسبات فرصه الواعدة محليا، وثمار إصلاحاته الهيكلية الشاملة، إضافة إلى اعتماده على موارده المالية وممكناته التي تقع كل منها في مستويات تبعث على الثقة العالية. الاقتصاد الوطني يحتفظ بفرص ممكنة وواعدة -بمشيئة الله تعالى- يؤمل أن تأتي نتائجها أعلى مما سبق تحقيقه خلال الفترة الماضية، وهو الرهان الأوثق -بعد التوكل على الله- الذي يقوم عليه التفاؤل بمستقبل الاقتصاد الوطني، وأن يواصل حصد مكتسبات فرصه الواعدة محليا، وثمار إصلاحاته الهيكلية الشاملة، إضافة إلى اعتماده على موارده المالية وممكناته التي يقع كل منها في مستويات تبعث على الثقة العالية. عبد الحميد العمري * عضو جمعية الاقتصاد السعودية @AbAmri

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=