aleqt (11008) 2023/12/01

الرأي يتباكى الإعلام على عدد قد لا يتجاوز أصابع اليدين من الأطفال المخطوفين من الإسرائيليين ـ وهم يستحقون البكاء لأنهم أطفال أبرياء ـ ولكنه يتغاضى، لا، بل يخشى حتى أن يذكر السياق، أي أن ينبه العالم عاما وهي تخطف الأطفال 70 أن إسرائيل أصبح لها الفلسطينيين دون مساءلة. ويمضي الإعلام في غيه الخطابي المزدوج مصرا على أن الأطفال الذين تخفطهم إسرائيل ليسوا إلا سجناء أمن. هل حقوقنا الإنسانية متساوية؟ أظن أن من أكثر السرديات تداولا هي سردية "حقوق الإنسان"، وأظن كذلك أن من أكثر السرديات ظلما هي "سردية حقوق الإنسان". والسردية، كما عرفناها بشكل مبسطفيهذا العمود، تعني التكرار والتتابعفي الخطاب، مكتوبا كان أو شفهيا، وعبارة "حقوق الإنسان" فيها من التتابع والتكرار ما يصل إلىحد الملل والقرف أحيانا. أقول "القرف" لأننا سئمنا القول إننا كبشر لنا حقوق متساوية، بمعنى أن القوي فينا والضعيف، وأبيض البشرة وداكنها، والساكن في العالم الأول والعالم الثالث لهم حقوق متساوية، أو بالأحرى أن الألماني أو الأمريكي أو الإنجليزي أو الإسرائيلي متساوون من حيث الحقوق الإنسانية مع أي مواطن من العالم الثالث. قبل أن أدخل في خضم الموضوع، أقول إن سردية أننا متساوون من حيث حقوقنا الإنسانية سردية فيها كثير من الغشوالخداع، لأننا ببساطة لسنا متساوين لا في الحقوق ولا في الواجبات. وكذلك لسنا متساوين في القيمة الإنسانية. هناك قيمة إنسانية كبيرة لشريحة معينة من البشر على حساب شريحة أخرى. ولنحلل بعض الأطر الخطابية التي ترد في الإعلام، خصوصا الغربي منه، لنرى إن كان في الإمكان التثبت من فرضية حقوق الإنسان، كما ترد في اللوائح الدولية التي تؤكد أننا متساوون كبشر وأن قيمتنا الإنسانية واحدة بغض الطرف عن الثقافة واللون والميل والعرق أو الجغرافيا التي نقطنها. كل تحليل سليم للخطاب يجب أن يأخذ الجانب النقدي منه بعين الاعتبار. والاعتبار النقدي من الأهمية بمكان، لأنه يربط فهم أي حدث وأهميته أم خطورته بمجمل السياق الذي ورد فيه، والمساواة لا ولن تتحقق دون وضع السياق في الحسبان. وما السياق يا ترى؟ السياق هو الإطار والبيئة والخلفية وراء الحدث أو الفكرة مع اللغة التي نستخدمها للتعبيرعنها كي يفقه الناس ما الخطب أو الأمر. كل حدث أو فكرة أو تعبير خارج سياقه يفتقر إلى المساواة، ويخفق في منح الأحـداث والأشخاص حقوقا متساوية. من هنا الخشية من السياق، ومن هنا رفض وضع الحدث والأشخاص والتعابير اللغوية التي يمكننا الحديث أو الكتابة عنها ضمن السياق الذي ترد فيه. من هنا أيضا الخشية من نطق أو كتابة مفردات أو تعابير محددة، انظر إلى ساحة الإعـ م الغربي خاصة، ترى عجب العجاب، وعلى المستوى الشخصي أضرب أحيانا عشري على رأسي لما أراه من ازدواجة مفرطة لحقوق الإنسان والنفاق في انتقاء كلام يصح هنا ولا يصح هنا رغم أنه يصح هنا وهناك. لنأخذ الحرب على غزة مثالا، حيث إن هناك غيابا صارخا للسياقفي تغطيتها الإعلامية. غياب السياق حول الحرب إلى ساحة صراع حول أي مفردة يجب استخدامها، وأي مصطلح يتفق مع هذا ولا يتفق مع ذاك. في بعض الدول الغربية ترديد مفردة محددة قد تؤدي بصاحبها إلى طرده من عمله أو ربما إيداعه السجن. هكذا، تلصق تهمة "خطف" الأطفال بطرف محدد وحسب، ولا تستخدم ألبتة في اتهام الطرف الآخر حتى إن كانت الأدلة على خطفه للأطفال تطفو على السطح. عندما يطلق سراح أطفال إسرائليين يطلق عليهم الإعلام مصطلح "المخطوفين"، ولكن عندما يطلق سراح أطفال فلسطينيين لدى إسرائيل يطلق عليهم مصطلح "سجناء". غياب السياق جعل العالم كله تقريبا يركز على "خطف" أطفال ومدنيين إسرائيليين في حادثة واحدة ربما لم يبق إنسان في الدنيا لم يدينها، ولكن مضى على إسرائيل نحو سبعة عقود، وهـي تخطف الأطفال الفلسطينيين وتودعهم السجن وتسومهم أقـى أنـواع العذاب وأعدادهم بالمئات ومنهم من أمضى سنين طويلة لدى خاطفيه من الإسرائيليين. الأطفال الإسرائيليون الذين جرى خطفهم يطلقسراحهمفي اتفاق تبادل للأسرى، نقرأ أن إسرائيل تستمر في خطف الأطفال الفلسطينيين ووصـل عـدد الذين قبضت عليهم فقط في يوما الماضية أكثر من ثلاثة آلاف مدني 50 الـ فلسطيني بينهم نساء وأطفال. أول خطأ، لا، بل أول خطيئة نقع فيها هي عندما نتصور أن الأطفال ـ وهم أبرياء دون تميز ـ متساوونفي القيمة الإنسانية. هم كذلك أمام الله والسماء، ولكن ليسوا كذلك عند البشر. يتباكى الإعلام على عدد قد لا يتجاوز أصابع اليدين من الأطفال المخطوفينمن الإسرائيليين ـ وهم يستحقون البكاء لأنهم أطفال أبرياء ـ ولكنه يتغاضى، لا، بل يخشى حتى أن يذكر السياق، أي أن ينبه العالم أن إسرائيل أصبح عاما وهي تخطف الأطفال الفلسطينيين 70 لها دون مساءلة. يمضي الإعـ م في غيه الخطابي المزدوج مصرا على أن الأطفال الذين تخفطهم إسرائيل ، أي security prisoners ليسوا إلا سجناء أمن يشكلون خطرا على أمن دولة إسرائيل، وهم يلقون حجرا على مجنزرة إسرائيلية تقتحم أرضـا فلسطينية محتلة خـارج حـدود دولة إسرائيل، بينما أطفال إسرائيل إن جرى القبض عليهم من قبل الفسلطينيين فهم "مخطفون". هل هناك مساواة في حقوق الإنسان بين الطفلين الفلسطيني والإسرائيلي؟ انظروا ماذا يفعل غياب السياق؟ وقس على ذلك قتل نحو ألف فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال وغيره 15 كثير، ما يجعل من "حقوق الإنسان" قولا أجوف باطلا. رائدات الأعمال وتغيير ديناميكياتالعمل »4 من 3« عربيا للحديث عن تحفيز رائ ـدات الأعـ ل عامة في الدول العربية أو الدول التي من حولها من أجل خوض مسيرتها في النشاطات الأعمالية والتجارية فمثلا لو أخذنا مثالا من فلسطين رائدة الأعمال منى الضميدي في مهمة لتسريع ريادة الأعمال النسائية عالية التقنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتمثل طريقتها في التدريب المكثف والتدريب الشخصي. تقول "إن معظم ما أعمل عليه في القطاع الخاص هو رفع مستوى الشباب والإناث في مجال التكنولوجيا وتزويدهم بالإرشاد اللازم". وتقول الضميدي أيضا، إن إرث المــوارد غير الكافية، والفرص المحدودة، والدعم الثقافي غير الكافي، وعقودا من الصراع قد أعاد الشابات الفلسطينيات إلى القوى العاملة، ولا سيما في قطاع التكنولوجيا، رغـم أن نصف خريجي برامج التعليم القائمة على التكنولوجيا هم من النساء. ولدفع التنمية الاقتصادية، يبين التاريخ أنه يجب عكس مسار الاتجاه العام، على حد قولها، والطريقة المثلى لذلك تكون من خلال البرامج المختصة في الأماكن الآمنة التي يمكن أن توفر الأدوات، وتعزز الثقة، وتبني المـهـارات. وتتنهد الضميدي قائلة "كما تعلمون، نحن نواجه كثيرا من التقلبات هنا". فقد في المائة من مؤسسي 40 تم إرشاد ما يقرب من الشركات البادئة، وهو ما ثبت أنه آلية فاعلة لنقل المعرفة. تشعر الضميدي بالقلق البالغ إزاء تأخر المنطقة عن اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي، وهو مجال مهم يقل فيه معدل توظيف الإناث حتى عن متوسط في المائة. وقد كتبت 20 القطاع بالكامل الذي يبلغ في مجلة هذا الأسبوع في فلسطين "تسهم قلة البرامج التعليمية في مجال الذكاء الاصطناعي في انخفاض عدد الطلاب الذين يواصلون التعليم في هذا المجال". ولا تتاح برامج في مجال الذكاء في المائة من جامعات الضفة 9 الاصطناعي إلا في الغربية وقطاع غزة، كما لا يتاح الحصول على درجة ،2021 و 2016 أعلى من درجة الماجستير. وبين لم يتخرج من جميع الأراضي الفلسطينية سوى طالبا تخصصوا في الذكاء الاصطناعي، الذي 28 يقال، إنه واحد من أكثر القطاعات ذيوعا وشهرة في العالم. ونظرا إلى ضآلة عدد الشركات البادئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الضفة الغربية وقطاع في المائة "لم تؤسس النساء أيا 1 غزة ـ أقل من منها" ـ تنفق الضميدي موارد كبيرة على تنمية ريادة الأعـ ل في مجال الذكاء الاصطناعي ومـؤشرات وجوانب تقنية أخرى.. يتبع. » 4 من 2 عصرنا المعرض للخطر بالتهديدات الاقتصادية « حذرت سابقا من أن ارتفاع وتزايد نسب الدين في القطاعين في المائة من 330 العام والخاص، التي بلغت 420" ،2022 الناتج المحلي الإجمالي عالميا في في المائة في الاقتصادات المتقدمة وأكثر من في المائة في الصين"، تمثل تحولا جذريا 300 ، عندما كانت نسب الديون 2021 عن فترة ما قبل مرتفعة، مع انخفاض نسب خدمة الديون. كان العقد الـذي شهد الركود المزمن بعد الأزمة المالية العالمية يتسم بانخفاض نمو الطلب الكلي، وضخامة المدخرات في القطاعين الخاص والعام، وانخفاض معدلات الاستثمار. وقد أدى تباطؤ النمو إلى انخفاض أسعار الفائدة المعدلة حسب التضخم، في حين أدت أسعار الفائدة القريبة من الصفر أو حتى السلبية، إلى جانب التيسير الكمي والائتماني، إلى الإبقاء على أسعار الفائدة الاسمية والحقيقية منخفضة للغاية ـ وسلبية في كثير من الأحيان ـ سواء على المديين القصير أو الطويل لمنحنى العائد. لكن هذه البيئة التي تتسم بسهولة الحصول على الأمــوال قد ولـت. أدت صدمات العرض السلبية الناجمة عن الجائحة، إلى جانب سياسات التحفيز استجابة لها، إلى ارتـفـاع معدلات . ثم استجابت البنوك 2021 التضخم بدءا من المركزية "في نهاية المطاف" من خلال رفع أسعار الفائدة الاسمية والحقيقية. لكن في ظل ارتفاع نسب الديون في القطاعين العام والخاص إلى هذا الحد، فستجد البنوك المركزية صعوبة كبيرة في خفض معدلات التضخم إلى المستوى في المائة. إنها عالقة في 2 المستهدف عند "فخ الديون"، ولا تواجه معضلة كيفية تحقيق في المائة دون التسبب 2 معدل تضخم بنسبة في هبوط اقتصادي حاد فحسب ـ بل إنها تواجه "معضلة ثلاثية"، كيفية تحقيق استقرار الأسعار مع تجنب الركود والأزمة المالية. أكدت التطورات التي حدثت منذ نشر كتاب التهديدات الضخمة أن هذه المعضلة الثلاثية تشكل قضية خطيرة. وإذا استمرت البنوك المركزية في زيادة أسعار الفائدة بهدف خفض في المائة، فإن 2 معدل التضخم إلى مستوى احتمالات حدوث ركود وعجز عن تسديد الديون بين المقترضين من القطاعين العام والخاص الذين يستخدمون الاستدانة العالية تصبح أكثر ترجيحا. ولكن إذا استسلم صناع السياسات وتخلوا عن هدفهم المتمثلفي استقرار الأسعار، فقد تتراجع معدلات وتوقعات التضخم، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى دوامة ارتفاع الأجور والأسعار. حتى الآن، لم تتراجع البنوك المركزية عن هدفها. ولكن إذا ظل معدل التضخم أعلى من الهدف ـ كما يبدو مرجحا، نظرا إلى نمو الأجور المرتفعة واستمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية ـ فقد تستسلم في نهاية المطاف لتجنب التسبب في انكماش اقتصادي وانهيار مالي. وتشير حقيقة قيامها بالفعل بإيقاف رفع أسعار الفائدة مؤقتا رغم التضخم الأساس المرتفع للغاية "الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة" إلى أنها ربما تستعد لقبول مستوى تضخم أعلى من الهدف. وبشأن الحديث عن الحروب الضرورية فإنه عـ وة على صدمات إجـ لي العرض السلبية، تشير اتجاهات إجمالي الطلب المختلفة أيضا إلى أن معدلات التضخم ستكون أعلى. وبالنظر إلى نمو العجز، قد تضطر البنوك المركزية في نهاية المطاف إلى تحويل الدين العام إلى نقد. وسينمو العجز نظرا إلى أن عديدا من الدول الرئيسة تخوض ست معارك على الأقل "بما في ذلك بعض الحروب الحقيقية" التي ستتطلب مستويات أعلى من الإنفاق.. يتبع. حتى الآن، لم تتراجع البنوك المركزية عن هدفها. ولكن إذا ظل معدل التضخم أعلى من الهدف ـ كما يبدو مرجحا، نظرا إلى نمو الأجور المرتفعة واستمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية ـ فقد تستسلم في نهاية المطاف لتجنب التسبب في انكماش اقتصادي وانهيار مالي. NO.11008 ، العدد 2023 ديسمبر 1 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 17 الجمعة 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se نورييل روبيني *أستاذ للاقتصاد في كلية ستيرن لإدارة الأعمال جامعة نيويورك وكبير الاقتصاديين والمؤسس المشارك لفريق «أطلس كابيتال» جاري سيدمان محلل اقتصادي في «الإيكونوميست» و«نيويورك تايمز» و«رويترز» و«سي إن إن»

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=