aleqt: 30-11-2023 (11007)
NO.11007 ، العدد 2023 نوفمبر 30 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 16 الخميس رواية قراءات نص ًلو كانت قصيدةُ آخر النهار حجراً معدنيا يهوي منجذباً بعاشق ًإلى حفرة غائرة. لو كانت فاكهةً ضرورية لإشباع جوع ولو نضج من الألفة الجوعُ والقصيدة. لو كانت الطائرَ الذي يحيا بنعمة جناحه لو كانت الجناحَ الذي يحمي الطائر ٌلو بالقرب كان هناك بحر ولو دلتصرخةُ نوارس الغروب الساعةَ المأمولة. لو أن سراخس هذا اليوم ًوليست تلك التي جففها الوقت تبقيها كلمتي خضراء دائما لو كان كلشيء أليفاً وطبيعياً. َلكن المساراتِ المرتابة ًتتذرر مخطئةً طريقاً معلومة لقدصرنا رُحّلا من دون بهاء السفر ولا صوبَ قلبِ القصيدة. صوب قلب القصيدة : إيدا فيتالي - الأوروجواي شعر الآثار والعمارة في اليونان القديمة حبر وألواح طبيعة الشعر تحدي الرأسمالية الخضراء عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "الآثار والعمارة في اليونان القديمة" للباحث السوري سليمان سمير غانم. يتضمن العمل مقدمة وأربـــعـــة فـصـول وخاتمة، ويتمحور حول تاريخ التفاعل بين المنطقة العربية والتراث الإغريقي، كما يحتوي على دراسـة عن المكتشفات الأثرية للمدن اليونانية القديمة مثل طروادة، وفايستوس، وبيلوس، وتيرنس، وأثينا، وإسبارطة، وكورنثة، وطيبة، والتأثير المتبادل مع المدن المحيطة بها والدول الأخرى، بهدف فهم هذا النموذج الأثري الذي طبع العمارة العالمية بسماته الخاصة لأكثر من ألف عام. عن "دار كلمة للنشر والتوزيع"، صدرت السيرة الذاتية للمفكر التونسي )، تحت 1953( محمد أبو هاشم محجوب عنوان "قدري الذي اخترت"، في جزأين: "حبر وألـواح" و"حروق القيروان". من غلاف الكتاب نقرأ: "ربما كان لقائي بذلك الكتاب، يوم وقع بين يدي وحملته لا أدري ما كان يخبئه لي قـدري بلقائه، ويوم فتشت عنه ضمن رفوف المتروكات 50 في مكتبة البلدة، من بعد أزيد من عاما على لقائنا الأول، أجمل هدية أعطيتها في حياتي. لا أريد وصف تلك اللحظة، هي فقط تلقى فيها تذكارا ضاع عنك لمدة نصف قرن، فتخشى أن تبدده ثانية بإظهاره للناس". في كتاب "طبيعة الشعر: الشكل العضوي والشكل المجرد"، الصادر عن "دار نينوى" لهربرت ريد، بترجمة عيسى العاكوب، يمضي الناقد الإنجليزي في رحلة من الكشف الأدبي تفضي بنا إلى أصقاع غريبة مجهولة في العقل البشري، متناولا الحقول النظرية الجمالية والتذوق الجمالي من وجهة نظر جديدة، حيث يوجه النقد الأدبي وجهة نفسية، منبها إلى طبيعة الشعر، وسابرا أغـوار شخصية الشاعر وماهية العملية الإبداعية. وهو في كل هذا يتفحص العمل الفني، ويضيء بنية القصيدة، دارسـا شكلها العضوي المجرد وأسلوب العبارة الشعرية ومكانة الأسطورة في الشعر. يقدم الباحثان حمزة حموشان وكايتي ساندويل في كتابهما "تحدي الرأسمالية الخضراء: العدالة المناخية والانتقال الطاقي في المنطقة العربية"، الصادرة ترجمته عن "دار صفصافة"، مقالات تتناول تعقيد القضايا البيئية المؤثرة في المنطقة، وتـقـدم رؤيــة عالمية وديمقراطية للاستدامة المتمحورة حول العدالة المناخية، وتقرأ أزمة التغير المناخي انطلاقا من جنوبي العالم. يشدد الكتاب على "العدالة المناخية"، ويبتعد عن مفاهيم "الأمـــن"، سواء الغذائي أو المناخي أو أمن الطاقة، وبهذا يفتح أفقا للتفكير في حدود السيادة والتحرر. «ميثاق النساء» وجدلية العلاقة بين المرأة والرجل تجمع الشاعرة حنين الصايغ في باكورة أعمالها الروائية بين الواقع والبعد الفلسفي لدور المرأة في الحياة، وتكتب للمرأة وعنها، وتختار نموذجا قريبا من شخصيتها وبيئتها الاجتماعية والدينية، لتطرح تساؤلات كثيرة عن واقع المرأة في مجتمع منغلق على ذاته، تحكمه سلطة ذكورية، تعود إلى التتشدد سلاحا تواجه فيه تحكمها. تكسر الصايغ في روايتها "ميثاق النساء" الصادرة عن دار الآداب، الصمت الذي يحاصر المـــرأة، وكأنها تقدم لـهـا ميثاقا يـرفـض التماهي مع الذكورية أو تبني أفكارها المتسلطة، ميثاقا يجعل علاقتها بذاتها وبمن حولها أكثر حرية وعدلا، حتى الأمومة تقرأها من زاوية مختلفة والحب المحكوم بالحدود الجغرافية والدينية والثقافية. أمـــل أبـــو نمــر الشخصية المحورية للرواية التي تنقل عبر مجموعة من الصفحات تجربة فتاة، تعيش في قرية ريفية في محافظة جبل لبنان، تنتمي إلى عائلة فـقـ ة، تخضع لسلطة الأب القاسية، وخضوع الأم غير المبررة، أمل الشخصية المتمردة والمقيدة، الطموحة والمشاغبة تخرج من عنق الزجاجة بصفقة تعقدها مع سالم أحد أثرياء المنطقة، وتقبل الزواج به مقابل أن يسمح لها بإكمال دراستها في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتعيش رحلة من العذاب تعكس فيها شيئا من عذابات والدتها الراضخة، التي لم تنجح في فك التشابه بينهما رغم كلتمتلكه من حرية واندفاع ورغبة في التغيير.. "ميثاق النساء" روايـة تسبر أغوار جدلية العلاقة بين المرأة والــرجــل في مجتمع محافظ ومتزمت، وتبحث عن نقاط قوة على حساب نقاط ضعف كثيرة كانت ولا تزال سببا في تخلي كثير من النساء عن أحلامهن احتراما للأعراف والتقاليد وحفاظا على المعتقد. شخصية أمل .. الجثة لا تعد الـروايـة سـ ة ذاتية وإن كـان التماهي واضحا بين شخصية الكاتبة حنين الصايغ والشخصية المحورية أمل أبو نمر، خاصة أن شخصية الأخيرة واقعية جدا ومغروسة في بيئة تاريخية ودينية واجتماعية معلنة. تعيش أمل في منزل لا سلطة فيه تعلو سلطة الأب، الملتزم دينيا والعاملفيمجال الحدادة، الذي لم يرزق بطفل ذكر، عاش حياته بين زوجته وأربع فتيات، ومارس عليهن سلطته الأبوية التي منحته إياها الأعراف الدينية والتقاليد الاجتماعية بكثير من التزمت. وأمل فتاة طموحة ومتأملة، تدور في رأسها أسئلة كثيرة وتعاني اضطرابات نفسية مزمنة مثل "الوعي الذاتي"، و"متلازمة القلق الوجودي"، و"العقدة الدونية"، وتصارع للبقاء واستعادة وعيها الحقيقي بذاتها من بين براثن النقص والعجز. إنها وليدة أفكار ونظريات ومعتقدات وتراكمات اجتماعية ونفسية ودينية، عاشت صراعا وجوديا، لم تكن حرة حتى مع ذاتها، وهذا ما جعلها تعقد مع ثري 15 صفقة زواجفيسن الـ من المنطقة يدعى سالم، عاشت معه أياما صعبة وقاسية قبل أن تعرف كيف تروض نفسها لتكون آلـة لتنفيذ رغباته الجسدية، مقابل تحقيق ذاتها. تحمل أمـــل بـعـض ملامح الشخصية الوجودية القلقة، فهي مضطربة، تعاني في مراحل من حياتها حالا من الكآبة والاكتئاب، ولعل ما يسم شخصية الراوية شعورها شبه الدائم بالدونية بل شعور بالذنب وعدم استحقاق الحياة والتفكير القاتم وجلد الـذات والانـطـواء. وبعد ولادة طفلتها "رحمة"، تحولت أمل إلى جثة كما تصف نفسها، تعيش مع زوج يمتلك جسدها ولا يمتلكها، وكانت ترفض أن يكون لابنتها مصيرها ومصير والدتها من قبلها. الأمومة فرصة أو ورطة يعد البعض الأمومة رسالة مقدسة نــادرا ما يتم التطرق إليها على أنها عبء إضافي يثقل كاهل المرأة، لكن الروائية حنين الصايغ وعلى لسان راويتها أمل تجرأت إلى البحث في أبعاد أكثر عمقا لمعنى الأمومة. شعرت أمل خلال رحلتها في البحث عن أمومة ضائعة بأنها فـأر تجارب وقع بين أيـدي الأطباء، خاصة أنها خضعت إلى محاولتين فاشلتين من الإنجاب المصطنع، قبل أن تحمل طبيعيا، وتحمل أوزار الأمومة وطفلها ما زال جنينا، لم تشعر بالفرح لوجوده وقد اعتذرت منه وعاودها الشعور بالذنب وجلدت نفسها وأنبتها، وعندما علمت أن في أحشائها طفلة راودهــا القلق، وخافت عليها من علاقة ستربطها برجل لن تحبه لكنها ستكون ملزمة لمشاركته الحياة لأن تقاليدها تفرض عليها ذلــك. ما جعلها تطرح سؤالا جوهريا هل الأمومة ورطـة أو فرصة؟ وهـل تحقق للمرأة النقص الذي تفتقده في حياتها أم أنها ستزيد الأعباء عليها؟ صورة الأم التقليدية تتماهى أمل مع صورة والدتها نبيلة بشكل واضح في الرواية، صحيح أنها كانت متمردة لكن هاجس أن تتحول كوالدتها إلى أداة يتحكم بها رجل قلق ساورها خاصة بعد أن تحولت إلى أم، وكان رغم شخصيتهما المختلفة تمثل امـتـدادا لجسد والدتها، وكانت تخشى أن تنسيها الأمومة أنها امرأة، مثلما أنست أمها التي عاشت حياتها تعيسة، جالسة وراء الصاج تخبز الأرغفة لتبيعها وتساعد زوجها على إعالة عائلتها، والى حد كبير كانت أمل وقبل انفصالها تجسد هذه الصورة النمطية للزوجة والأم والمرأة التي يقف حـدود طموحها عند سلطة الرجل وما يسمح به وما يمنعه. ما وراء فلسفة الجدار تحمل الرواية كثيرا من الأسئلة الوجودية والمعاني الفلسفية، وتضع علامات استفهام حول ارتباط بعض الأشخاصفي القيم والمبادئ الاجتماعية ولو كان ذلك على حساب سعادتهم، وهذا ما حل مع "أبو علي" و"أم علي" وهما جدا أمـل، وبطلا الفصل الأول من الـروايـة الـذي يحمل عنوان الجدار. أبو علي وفي لحظة غضب عابرة قام بتطليق أم علي، ولأن هناك موانع دينية تمنعه من العودة إليها، ولأنه يتمسك بحبها ويحتاجها في رعاية أولادهـ ، أقـام داخـل داره جـدارا فاصلا بينهما، كلما غلبه الشوق إليها تنهد من خلف الجدار وهي فعلت المثل، لكنه لم يفكر في العودة إليها من منطلق طائفي بحت، حتى هي عندما مات منعت من أخذ عزائه أو الحزن عليه. هذا الجدار موجود داخل عقلية كل منا، وكم من إنسان كان يختنق ويضيع في أفكار ثابتة غير قابلة للتفكيك والتغيير، وقناعات راسخة في النفوس المحطمة والضعيفة، كم من جدار يفصلنا عن الحياة، عن إنسانية تتمزق داخل الجدران؟! الرجل: ليسشرا مطلقا تعلن أمــل رفضها للرجل بصورة عامة ولم تحسبه شرا مطلقا، والرجال في حياتها قسوة ونجاة في آن معا، لا تدينهم لكنها تطالب بحرية المــرأة وحقها في اتخاذا القرار، وتبرر تصرفاتهم بوصفهم بالضحايا، ضحايا تقاليد اجتماعية متوارثة. عكست أمل صورة الرجل الحنون حـ وصفت والـدهـا بعد أن من عمره، وكيف 70 أصبح في الـ تحولت قسوته إلى حنية، وتزمته إلى قبول، كذلك سالم، صحيح أنـه أفقدها كثيرا من أنوثتها برجولته التقليدية لكنه قدم بعض التضحيات، ويكفي أنه وافق على إكمالها تعليمها. هذا فضلا عن أستاذها خلدون الذي مات قربانا للحب، وصهرها جاد العاشق حتى التخلي، وحامد الكاتب المـ ي الألمـاني الذي أحبها وعوضها، الرجل كتلة من نار وماء، وليسشرا مطلقا. تتماهى أمل مع صورة والدتها نبيلة بشكل واضح في الرواية. الرجل كتلة من نار وماء وليسشرا مطلقا تحمل الرواية كثيرا من الأسئلة والمعاني الفلسفية وتضع علامات استفهام حول ارتباط بعض الأشخاص في القيم والمبادئ المتطرفة ولو كان ذلك على حساب سعادتهم من بيروت أميرة حمادة حنين الصايغ ميثاق يرفض التماهي مع الذكورية أو تبني أفكارها المتسلطة. الثقافية 13
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=