aleqt: 29-11-2023 (11006)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بعد خسارة صـاروخ آخر من طراز ستارشيب الأسبوع الماضي، بعد عـر دقـائـق مـن الإقــاع، التابعة X نـرت شركـة سبيس كلمة. 400 لإيلون ماسك بيانا من يحتوي البيان على ثماني إشارات مباشرة إلى نجاح المهمة، التي وصل خللها أقـوى صـاروخ تم إطلقه إلى الفضاء لأول مرة، ولو لفترة وجيزة. واختتم البيان: "مع اختبار كهذا، يأتي النجاح مما نتعلمه". يعد ماسك من أبـرز مؤيدي ثـقـافـة تجريبية متمثلة في "خاطر. تعلم عن طريق تفجير الأشياء. راجـع. كـرر"، على حد تعبير السيرة الذاتية التي كتبها والتر إيزاكسون عن رائد الأعمال الملياردير. وبعد انتهاء عملية إطـاق سابقة بـ"تفكيك سريع غير مجدول"، أعلن ماسك: "لا نريد أن نصمم بهدف إزالـة كل المخاطر. وإلا فلن نصل إلى أي مكان أبدا". يضيف أغنى رجل في العالم دفعة كبيرة إلى المراجع الوفيرة التي تحث المبدعين على الاحتفاء وتـقـبـل الأخــطــاء والنكسات والإخـفـاقـات. إن هـذه الكتب، بما تحتويه من معاينات لا نهاية لها لما أنت على وشك قراءته، ونقاط تفصيلية لما قرأته للتو، وملخصات لمـا كــان يجب أن تتعلمه، نادرا ما تحظى بشعبية واسعة. لكن في بعض الأحيان، ينجح البعض منها. النوع الصحيح من الخطأ، وهـو دليل إيمـي إدموندسون الــجــديــد والمــمــتــاز لكيفية الترويج لـ"الإخفاقات الذكية" والتعلم منها، هو أحـد هذه الأمثلة. إنها في مهمة للقضاء عـ "الـحـديـث السطحي عن الفشل"، وإزالـة الالتباس حول ما يشكل "الـنـوع الصحيح من الخطأ". فرسالتها لا تتعلق فقط برجال وادي السيليكون، بل بأي شخص عمل في أي مؤسسة، بــدءا من المستشفيات "حيث بدأت إدموندسون أبحاثها" حتى الشكات الاستشارية. وكتبت إدموندسون: "جنون الفشل -ثقافة "الفشل السريع، والفشل في كثير من الأحيان التي تريد منا أن نتقبل الفشل بشكل عشوائي على ما يبدو- يستلهم من الإخفاقات الذكية المتأصلة في الابتكار لكنه يخاطر بالتستر على مشهد الفشل الواسع والمتنوع الـــذي يتضمن أيـضـا الفشل الأساسيوالمعقد". الاعـــ اف بـــرورة مناقشة الفشل بشكل علني يجب أن يكون في حد ذاته علمة إيجابية. فقد أخبرني جيم كولينز، وهو مؤلف ذائع الصيت في مجال الأعمال، ذات مــرة بــأن كتابه المفضل ، الـذي نصح فيه 2009 بعنوان الشكات بكيفية تجنب الانحدار. لكنه قـال "إن مبيعاته كانت منخفضة بسبب حقيقة أن الناس لا يحبون القراءة عن الفشل". ورغم تلك القاعدة القديمة في النش، يبدو أن هذه هي أوقات مناسبة لكتب عـن الإخفاقات والانهيارات والأخطاء الفادحة. ربمــا تـكـون الجائحة -"وهــي فـشـل معقد وهـــائـــل"، وفقا لإدموندسون- قد أثارت اهتماما صحيا بأسباب سوء الأمور وكيفية التعلم من الكارثة. يقدم كتاب "النوع الصحيح من الخطأ" نموذجا وتصنيفا مفيدا للفشل الجيد، لكن إدموندسون تثبت أنه لا يرحم، كما قد تتوقع من أستاذة في جامعة هارفارد أن تتحدث عن أولئك الذين يتخذون الشعارات القديمة التي تقول "ابتكر، أخطئ، غير" عن الفشل كذريعة لعدم قيامهم بواجبهم. وأوضـحـت أنـه مـن الصواب محاولة التخلص من الإخفاقات الأساسية، بدءا من وضع الحليب عن طريق الخطأ في الخزانة وليس في الثلجة، إلى إفساد تجربة ما بسبب استخدام القطارة بشكل خاطئ. ومع ذلـك، فإن النقطة التي تسوء عندها الأمـور مهمة كذلك. تميز إدموندسون، على سبيل المثال، بين السياقات المتسقة والمتغيرة والجديدة. فعندما وافق طاقم طيران فلوريدا وهم شاردو الذهن على تعطيل أدوات مكافحة الجليد في الظروف ، ارتكبوا 1982 الشتوية في عام فشل أساسيا في سياق متغير: فقد أدى ذلك إلى تحطم الطائرة المميتفينهر بوتوماك المتجمد. وعلى نحو مشابه، ينبغي لنا أن نتوقع مستوى عاليا من النجاح من جراحي القلب المعاصرين، بينما ندرك أنهم يعتمدون على سياسة التجريب المدروس التي انتهجها الرواد من أسلفهم. إن الأهــــــداف الحقيقية لانـتـقـادات إدمــونــدســون هي المؤسسات التي تقمع صورة الإخفاقات الذكية التي يمكنها تعزيز الفهم وتشوهها. فترجمة الطبعة الأمريكية مـن كتاب إدموندسون هو "علم الفشل الجيد"، لأن "معدل الفشل يبلغ في المـائـة".. ليس أمـرا غير 70 معتاد بالنسبة إلى العلماء في قمة مجالهم". وفي سياقات جديدة، من الممكن إجراء التجارب، كما فعل جـراحـو القلب الأوائـــل، والتعلم من الفشل الـذكي. من الصواب أن نحاول القضاء على الإخفاقات الأساسية، لكن معرفة النقطة التي تسوء عندها الأمور أمر مهم جدا. حالة ماسك لا تستحق الذكر في كتاب إدموندسون، لكنه يظهر The Geek Way بقوة في كتاب لأندرو مكافي، وهو إضافة أخرى قوية لهذا النوع من الأدب. إن هذا الكتاب ليس بالمعنى الدقيق للكلمة كتابا عـن الفشل، بل هو استخلص وفحص للثقافة التي يـروج لها ماسك وآخـرون: "ثقافة الصراحة والمـسـاواة".. فهم لا يخشون الفشل، أو تحدي رؤسائهم في العمل، أو إثبات أنهم على خطأ". يستخف مـكـافي، الــذي بدأ أبحاثه في جامعة هارفارد ويعمل الآن في مكان قريب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بكليات إدارة الأعمال. لكن هناك كثيرا مـن القواسم المشتركة بينه وبــ إدمــونــدســون. في تعريفه للعلم والملكية والسرعة والانفتاح باعتبارها مفاتيح ثقافة مهووسي العلوم، يعتمد بقوة على عمل إدموندسون الرائد في مجال "السلمة النفسية" مثل. تضمن المنظمات الآمنة نفسيا ألا يخشى الزملء من ذكر حالات الفشل وانتقاد الأخطاء من أجل المصلحة العامة للفريق. وحالة كلسيكية ومأساوية حدثت أخيرا لمنظمة تعاني انخفاض السلمة النفسية شركة بوينج. ففي رسائل البريد الإلـكـ وني التي ظهرت بعد الفشل المعقد الـذي أدى 737 إلى حوادث تحطم طائرات ،2019 و 2018 ماكس في عامي كتب أحد المهندسين عن "موقف ثقافي قمعي تجاه انتقاد سياسة الشكة، خاصة إذا كان هذا النقد يأتي نتيجة لحوادث مميتة". وعلى النقيض من ذلك، تمدح إدموندسون "سلك أندون" الذي طـورتـه شركــة تويوتا لصناعة الـسـيـارات، حيث يستطيع أي عضو في فريق خط الإنتاج سحبه، للإشارة إلى وجود مشكلة للمشف ثانية بينما يعمل 60 عليه. تنقضي الفريق على تحديد ما إذا كان من الممكن حل المشكلة بسهولة، فإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتم إيقاف الخط بالكامل مؤقتا. إن عملية سحب 12 من أصـل 11 هي إنـــذارات كاذبة، لكن، كما توضح إدموندسون، حتى تلك، يتم استخدامها كمحفز، "تعليم مرحب به حول كيفية سير الأمور بشكل خاطئ، وكيفية التكيف لتقليل هذا الاحتمال". ورابط آخر هو أن كل الكاتبين تتلمذ على يد كريس أرجيريس، الذي حدد نموذجين تنظيميين. في النموذج الأول تهدف الشكات إلى الـحـفـاظ عـ السيطرة، والسعي للفوز، وقمع المشاعر السلبية، وهذه هي المواقف التي أدت، من بين كوارث أخرى، إلى تفكك شركة آرثر أندرسن، التي أثارها دور المدققينفي الفضيحة التي أسقطت شركـة إنــرون في . يمثل "النموذج رقم 2001 عام " مسارا أكثر تحديا، لكنه قد 2 يكون أكثر فائدة، "يبدأ بالرغبة في اكتشاف عيوبك"، على حد تعبير إدموندسون. يـربـط مـكـافي النهج الأول بالشكات الصناعية ذات الطراز القديم التي تدافع عن الوضع الراهن وتسحق المعارضة. وعلى النقيض من ذلــك، فهو يحدد الرغبة في الفشل في قلب الثقافة التي تعززها شركات التكنولوجيا سريعة الحركة كشكتي سبيس وتسل التابعتين لماسك، أو X أمازون التابعة لجيف بيزوس. وتشمل الـسـ ت المشتركة بين هؤلاء القادة والفرق القدرة على "التكرار" بسرعة، وتطوير المنتجات في "سباقات السرعة المتكررة"، وإغلق المشاريع التي لا تؤدي إلى أي نتيجة. وأحيانا، تؤدي النكسة إلى "التحول" إلى سوق مختلفة تماما: بدأ موقع يوتيوب كموقع للمواعدة عبر الفيديو، وتم إطلق إنستجرام كلعبة تعتمد على الموقع، وكان ذات يوم Pinterest بنتيريست تطبيقا للتسوق عـ الهاتف المحمول. قال أحد المسؤولين التنفيذيين فيشركة تاكيدا لإدموندسون، إنه بدلا من الاحتفال بالفشل، وهو ما "يعني ضمنا.. نهاية سيئة"، تحب شركة الأدويـة اليابانية الاحتفال عند تحول أوضاعها. وهناك سمة أخرى مشتركة بين القادة الذين يفشلون بسرعة، وهي أنهم ما زالـوا في الأغلب رجالا بيضا. فكما تشير إدموندسون، "يمكن أيضا اعتبار الفشل بمنزلة امتياز"، وغالبا ما تفتقر الأقليات العرقية والنساء والمجموعات الأخرى الممثلة تمثيل ناقصا إلى "ترف الفشل بشكل غير ملحوظ". ويجادل مكافي بأن الشكات المهووسة بالعلم تنجح من خلل تسخير ميل البش نحو التواصل الاجتماعي. وهو يصوغ ذلك في "قاعدة أساسية مهووسة نهائية" تدعم نجاح جميع هذه الشكات، "لتشكيل الجانب الاجتماعي الفائق لأعضاء المجموعة بحيث يكون التطور الثقافي للمجموعة سريعا قدر الإمكان في الاتجاه المــطــلــوب". ويــعــ بـاتـريـك كوليسون، الرئيس التنفيذي لشكة سترايب للمدفوعات، عن الأمر بشكل أكثر وضوحا. فعندما سئل عن نوع السلوك الـذي قد يشعره بالكآبة إذا شهده في شركته، أجــاب "أي شيء يمكن أن يصنفه المـرء على أنـه معاد للمجتمع وليس اجتماعيا". يقول مكافي "إنه لتحرير الفرق للتصرف بهذه الطريقة التعاونية، يتعين على القادة العمل باستمرار من أجل القضاء على البيروقراطية والهيكلية الـــزائـــدة، اللتين تثقلن كاهل الشكات النامية ببيروقراطية غير ضرورية وتشجع على تسييس الابتكار الداخلي". بـالـطـبـع، لا تـوجـد ثقافة المهووس بالعلوم في شركات التكنولوجيا فقط. لكن مكافي يستشهد بـأدلـة مستمدة من تحليلت ثقافة الـركـات التي أجراها الباحثان دون وتشارلي ســـــول، عـــ أن "عــ لــقــة التكنولوجيا" وشركـات الإنترنت مثل نتفليكس وأبــل وأمـــازون تتفوق على القطاعات الأخرى في المرونة والابتكار والتنفيذ. والـسـؤال هو كيفية الحفاظ على هـذه القيادة. فقد كادت مايكروسوفت، التي كانت ذكية ذات يوم، أن تنهار تحت وطأة بيروقراطيتها الـخـاصـة حتى تولى ساتيا ناديل رئاستها وبدأ تغييرا حادا في العقلية. وكافحت نتفليكس في العام الماضيفي التعافي من تباطؤ الاشتراكات. تم الاستشهاد بشكة ميتا مالكة The Geek Way فيسبوكفي كتاب كمثال لشكة تنزلق نحو الموقف 1 الدفاعي الموضح في نمـوذج لأجريريس. وبعيدا عن وادي السيليكون، تعرض راي داليو من صندوق بريدجووتر، الذي حظي بالثناء في الكتابين لسياسة الشفافية الراديكالية التي تنتهجها مجموعة صناديق التحوط التابعة له، تعرض للهجوم بسبب ترؤسه منظمة مختلة وظيفيا "ادعاءات ينفيها". إن العلم الأكاديمي نفسه يمر بجولة عقابية من النقد الذاتي حول الإخفاقات المزعومة. حتى "ماسك" يبدو أنـه يقع فريسة للثقة المفرطةفيملكيته مجموعة التواصل الاجتماعي إكس. لـكـن حـتـى لــو كـانـت بعض الـــركـــات أو الـــقـــادة الـذيـن استشهدوا بهم قد يتلشون، فقد حدد مكافي وإدموندسون بعض المعايير المهمة التي تدعم المؤسسات الأكثر إثارة للإعجاب والأسرع نموا في العالم. فغالبا ما يتم رفض الثقافة باعتبارها سمة مؤسسية "في الأشخاص" يصعب تقييمها، عـــاوة على تغييرها. ومع ذلك، فإن الثقافة المعيبة أو المقيدة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، وأحيانا مميتة، على أولئك الذين يتأثرون بها، سواء أكانوا ممرضين ومرضاهم، أو طيارين وركابهم، أو محامين وعملءهم. تؤكد هذه الكتب أن الانفتاح والـتـحـدي والتجربة والفشل الذكي توفر منصة انطلق قوية للمخاطرة المعقولة. وليس من قبيل الصدفة أن تكون هذه مبادئ العلم الجيد، الذي يظل -على حد تعبير مكافي- "أفضل عملية توصلنا إليها على الإطلق لتقليل الأخطاء بمرور الوقت". يعد ماسك من أبرز مؤيدي ثقافة تجريبية متمثلة في «خاطر. تعلم عن طريق تفجير الأشياء. راجع. كرر». كيف يتقبل المبدعون الأخطاء والإخفاقات؟ يحث أغنى رجل في العالم المبدعين على الاحتفاء وتقبل الأخطاء والنكسات والإخفاقات. من لندن أندرو هيل الاعتراف بضرورة مناقشة الفشل بشكل علني يجب أن يكون في حد ذاته علمة إيجابية حدد مكافي وإدموندسون معايير تدعم المؤسسات الأكثر إثارة للإعجاب والأسرع نموا في العالم 13 NO.11006 ، العدد 2023 نوفمبر 29 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 15 الأربعاء

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=