aleqt (11005) 2023/11/28

الرأي NO.11005 ، العدد 2023 نوفمبر 28 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 14 الثلاثاء 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com لماذا تسقط الإمبراطوريات؟ Why Empires Fall: Rome,America قـرأت كتاب ، وهـو كتاب قصير and the Future of the West لموضوع معقد، مادته تاريخ الاقتصاد السياسي، لمؤلفين أستاذ Rapley أستاذ التاريخ، والآخر Heather أحدهما الاقتصاد السياسي. موضوع مهم لأن الحديث عن "نهاية" الإمبراطورية الأمريكية لا ينتهي، وله تبعات تهم الجميع بأي طريق أو لون سياسي تأخذه هذه التوجهات والتعامل معها. الكتاب مقسم بطريقة تجمع بين التسلسل التاريخي والعوامل المحركة والمقارنة الموضوعية. في القسم الأول يراجع الكتاب العوامل التي قادت إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية، كالتهديدات الخارجية والتآكل الداخلي والتكاليف والإدارة الاقتصادية وضعف القيادات لفترات مؤثرة. مراجعة هذه العوامل تعطي القارئ قاعدة لتفهم السياق التاريخي والآليات العملية التي تؤثر في قيادة الدول والإمبراطوريات. ثم ينتقل في القسم التالي إلى المقارنة بين روما واحتمالات التغير في والدورة 1999 حتى 399 أمريكا. يراجع الكتاب الفترة من التاريخية والعوامل المؤثرة الداخلية والخارجية. رغم الاختلافات الجوهرية، خاصة التدرج الزمني، إلا أن الكتاب يجد أوجه التماثل من خلال مراجعة موضوعية للعوامل المؤثرة التي أدت إلى سقوط روما، وما يواجه أمريكا اليوم من تحديات، فمثلا يتحدثون عن تآكل الأخــ ق والقيم، وعـدم العدالة في توزيع الـروات والدخل، والاهتمام بالعسكرة خارجيا، وعدد من الضغوط الاقتصادية، عوامل في مجملها ترفع تساؤلات حول الاستمرارية. يذكر الكتاب أنه من بعد الألفية والغرب يظهر عليه الإعياء وبذور الفشل متمثل بالمطلق، إذا أخذنا بالعوامل آنفة الذكر، ومقارنة بالأمم الأخرى التي بدأت تحقق نجاحات اقتصادية وعلمية ودرجة أعلى من الانضباط المجتمعي، وأحيانا أفضل حوكمة. صفحة من 200 ميزة هذا الكتاب أنه رغم أنه في نحو القطع الصغير، وتعامله مع أحـداث تاريخية جسام، ومقارنة بما يدور في الغرب المعاصر، إلا أنه أعطى موضوعا معقدا حقه من التحليل والربط بين التاريخ والمعاصرة بطريقة أعطت الموضوع حقه. كما أن أسلوب الكتابة سهل، ما يجعل الكتابسهلا للعامة ومفيدا للمتخصص. فلم يتنازل في التحليل بدعوى الاختصار. لفت نظري في النهاية ما ذكر أن الغرب استفاد كثيرا من ثروات المستعمرات لتحقيق فائض، مكنه من نمو ساعده كثيرا على القفزات الاقتصادية، لكن ليست الأساس في تحقيق نهضة معرفية وعلمية. يقول الكتاب إن الغرب بعدما استهلك وانتهت الحقبة الاستعمارية بـدأ بالتوسع في توظيف سـوق (السندات) للاقتراض بغرض تمويل كثير من احتياجاته الداخلية والخارجية. ولذلك استسهل الدين وأخذ في الارتفاع دون علاقة وثيقة بالنشاطات الاقتصادية، حتى العدالة المجتمعية والعلاقات السلسة مع الدول والحضارات الأخرى. كذلك أجد الكتاب مفيدا من حيث أهمية الشأن المالي، لأنه عامل أمان ومساحة للتعامل مع الأزمات والأخطاء. كتاب ممتع ومفيد، ولعلها مفاجأة أنهما استطاعا الجمع بين الاختصار والمراجع وتوثيق العوامل المؤثرة بأمثلة وحوادث تاريخية داخلية وخارجية. ربما ينتقده بعض في الأخير، لأنه لم يقدم حلولا أو اقتراحات لصناع السياسة أو المهتمين. لكن هذا سيأخذه إلى مسارات وتقدير وحكم على السياسات المعاصرة، وبالتالي يبعدنا عن التاريخ الاقتصادي. هل تلجأ سيئول إلى الهند لحل أزمتها الجيوسياسية؟ مما لا شـك فيه أن الـصـ ، في سعيها لـتـعـزيـز مواقعها الاقتصادية والسياسية والعسكرية أمام التكتلات الإقليمية التي تقودها واشنطن، باتت تشكل قلقا كبيرا لدى صناع القرار في عدد من العواصم الآسيوية الكبرى، ولا سيما في سيئول حيث تنظر حكومتها إلى التحركات الصينية في المياه المشاطئة لشبه الجزيرة الكورية كمهدد لاستقرارها، خصوصا في ظل التحالف المزدهر بين بكين وموسكو وبيونجيانج. غير أن كوريا الجنوبية، تشعر في الوقت نفسه أنها مقيدة بعوامل اقتصادية تحد من قدرتها على التحرك بشكل علني ضد السياسات الصينية. وبعبارة أخـرى، فإن صعود الصين كشريك تجاري رئيس لكوريا الجنوبية ولد شبكة من الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين البلدين، تستغله بكين ببراعة لـ اء صمت سيئول، الأمـر الـذي جعل الأخـ ة تشعر بأنها مقيدة اليدين أمام الضغوط الناشئة في منطقة تشهد تنافسا جيوسياسيا حــادة كمنطقة المحيطين الهندي/ الباسيفيكي. المعروف أن الصين تعمل علانية على تقليل النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة الاستراتيجية الحساسة، فيما تعمل كوريا الجنوبية واليابان والهند، بالمقابل، بصور فردية وجماعية حذرة على تعزيز أجهزتها الأمنية والعسكرية من أجـل التصدي لمخططات العملاق الصيني. وهنا نجد واشنطن تلعب دورا ضاغطا في هذا الاتجاه، محوره أن تسهم الهند، بما لها من خصومات وعداوات تاريخية مع الصين في تمكين كوريا الجنوبية أمنيا وعسكريا لمواجهة أي خطط صينية تهدد أمن واستقرار الأخيرة، خصوصا أن للهند قوة بحرية لا يستهان بها، بل إن من مصلحتها كقطب آسيوي منافس يؤرقه الصعود الصيني أن تقوم بهذا الدور. يجب ألا ننسى، في هذا السياق، أن الهند بـرزت في الأعــوام الأخـ ة كلاعب إقليمي مهموم باستتباب الأمن والاستقرار في آسيا والمحيطين الهندي والهادئ، وبالتالي فهي على استعداد للعب أدوار إقليمية علىصعيد إعادة ترتيب موازين القوى في آسيا، مثل الاضطلاع بدور محوري في تعزيز صمود سيئول أمام غريمتها الصينية، خصوصا أن الهند تتمتع بموقع استراتيجي مهم، فضلا عن سمعتها الدولية ككيان مزدهر راسخ ذي مؤسسات ديمقراطية ونمو اقتصادي متصاعد، وقـدرة على تأسيس نهج شامل متعدد الأوجـه. غني عن البيان، أن صناع القرار في نيودلهي ينظرون إلى أن أي اختلال في موازين القوى في شبه الجزيرة الكورية وما جاورها، ستكون له تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المحيط الهندي الأوسع. أخذا في الحسبان كل هذه المعطيات، وأملا في تحرير كوريا الجنوبية من القيود الاقتصادية والتجارية الصينية، وبالتالي تمكينها لمواجهة العملاق الصيني، فإن مهمة الهند الأولى هي صياغة استراتيجية اقتصادية وأمنية شاملة كفيلة بالحفاظ على الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية، بمعنى إيـجـاد حالة جـديـدة يكون فيها اعتماد سيئول على بكين أقل واعتمادها على نيودلهي أكث في المجالات التجارية والاستثمارية. هذا، بطبيعة الحال، يتطلب قيام الهند بإيجاد حوافز تصديرية خاصة بالمنتجات الكورية الجنوبية إلى الأسواق الهندية، وزيادة وارداتها التكنولوجية من كوريا الجنوبية وتشجيع المصنع الكوري الجنوبي على الاعـتـ د أكـر على المـواد الخام الهندية، خصوصا في ظل توجه ناشئ متصاعد لدى بعض الشركات الكورية الجنوبية للانتقال بعيدا عن الصين لأسباب جيوسياسية واقتصادية متنوعة، وهو توجه لا يحد منه سوى التكلفة المرتفعة لمثل هذا الانتقال. لهذا، فإن مقترحا مثل مبادرة الهند إلى تقديم حوافز وامتيازات خاصة لتسهيل انتقال الشركات الكورية الجنوبية من البر الصيني إلى مواقع بديلة في الولايات الهندية، يعد مقترحا جديرا بالتفكير والاهتمام. ويرى بعضالمراقبين مثل الباحث الهندي لاكفيندر سينغ، الذي كتب دراسة مطولة في هذا الشأن، أن مثل هذه الخطوات الهندية يجب أن يصاحبها تعاون عسكري وأمني أكبر بين سيئول ونيودلهي، وذلك من منطلق أن الهند بإمكانها تقديم خدمات أمنية وعسكرية واستخباراتية وتدريبية وتقنية وسيبرانية للجيش الكوري الجنوبي بصورة أوسـع وأسرع من تلك التي يحصل عليها الأخير من الأمريكان بموجب المعاهدات الدفاعية المشتركة. كما أن خـ ة الهند الناجحة في مكافحة القرصنة في مياه المحيط الهندي قد تكون مفيدة كثيرا لضمان أمن الطرق البحرية التي تسلكها صادرات كوريا الجنوبية من مخاطر قرصنة كورية شمالية أو إعاقات صينية. برزت الهند في الأعوام الأخيرة كلاعب إقليمي مهموم باستتباب الأمن والاستقرار في آسيا والمحيطين الهندي والهادئ، وبالتالي فهي على استعداد للعب أدوار إقليمية على صعيد إعادة ترتيب موازين القوى في آسيا، مثل الاضطلاع بدور محوري في تعزيز صمود سيئول أمام غريمتها الصينية، خصوصا أن الهند تتمتع بموقع استراتيجي مهم، فضلا عن سمعتها الدولية ككيان مزدهر راسخ ذي مؤسسات ديمقراطية ونمو اقتصادي متصاعد. نستطيع أن نفهم انتخاب الرأسمالي الفوضوي الراديكالي المدعي خافيير مايلي رئيسا للأرجنتين، على أنه نتيجة مباشرة لعجز النظام البيروني الحاكم عن التعامل مع في المائة. 143 التضخم، الذي بلغ معدله السنوي كان أكثر وعود مايلي الانتخابية أهمية استعادة استقرار الأسعار من خلال إلغاء البنك المركزي، والاستعاضة عن البيزو الأرجنتيني بالدولار الأمريكي. » 2 من 1 التضخم يسقط الحكومات الفاسدة « يعمل ارتــفــاع التضخم على مـسـتـوى الـــعـــالمفي الآونة الأخيرة على فرض التغيير السياسي، عـ نحو يـذكـرنـا بمــدى فاعلية هذه المشكلة الاقتصادية القديمة في الإطاحة بالحكومات. في الأنظمة الديمقراطية، تتوقف نتائج الانتخابات في الأغلب على تطورات الأسعار، لكن التأثير في أنظمة ما يسمى الأنظمة الاستبدادية لا يقل وضوحا، لأن التضخم يتسبب في تآكل الميثاق الاجتماعي الضمني الذي تقيم عليه هذه الأنظمة سلطتها. في الأرجنتين، نستطيع أن نفهم انتخاب الرأسمالي الفوضوي الراديكالي المدعي خافيير مايلي رئيسا للبلاد، على أنه نتيجة مباشرة لعجز النظام البيروني الحاكم عن التعامل مع التضخم، الذي بلغ معدله في المائة. كان أكث وعود 143 السنوي مايلي الانتخابية أهمية استعادة استقرار الأسعار من خلال إلغاء البنك المركزي والاستعاضة عن البيزو الأرجنتيني بالدولار الأمريكي. من الواضح أن إنهاء الاستقلال النقدي تجربة جريئة ومحفوفة بالمخاطر، ومن شأنها أن تحد بشدة من قدرة الحكومة على التصرف. لكن هذا هو المقصود على وجه التحديد. فمنذ حاولت الحكومة السابقة بذل قصارى جهدها، وفشلت بوضوح، يشعر الناخبون الآن وكأن أي شيء سيكون أفضل من مزيد من سوء الإدارة. للوهلة الأولى، تبدو روسيا مستقرة بدرجة مدهشة بالمقارنة. فقد ارتفع معدل 7 إلى 6 التضخم السنوي هناك أخيرا من في المائة، في حين لامس التضخم حتى في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو خانة العشرات لفترة وجيزة العام الماضي. لكن الولايات المتحدة، ومنطقة اليورو، والمملكة المتحدة نجحت جميعها في في 5 خفض معدل التضخم إلى ما دون المائة، في حين تتحرك روسيا في الاتجاه المعاكس. علاوة على ذلك، ارتفع التضخم الروسي ، في أعقاب الحرب الروسية 2022 أيضا في الأوكرانية ـ تماما كما حدث بعد الاستيلاء الأولي على الأراضيفي شبه جزيرة القرم ،2022 وشرق أوكرانيا. ثم بدءا من أبريل انخفض معدل التضخم لمدة عام كامل، وبدا الأمر وكأنه قد يستقر عند مستوى في المائة. ولكن تبين أن 2.5 لائق بنسبة هذا الاستقرار كان محض أوهام. فقد عاد التضخم هذا الصيف، في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي قاده يفجيني بريغوجين زعيم مجموعة فاجنر، وهو الآن يمثل الخطر المباشر الأعظم الـذي يهدد نظام زمن الحرب الذي تفرضه حكومة موسكو. الواقع أن حكومة موسكو صريحة بشأن مصدر الارتياع هذا، حتى الحكومة تتجنب في عموم الأمر الاعتراف بنقاط الضعف، علقت أخيرا على التضخم والتهديد الذي تفرضه على الأسر الروسية. ورفع البنك المركزي الــروسي، كما ينبغي لـه، سعر في المائة ـ أي ما يقرب 15 الفائدة إلى من ثلاثة أمثال سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الولايات المتحدة. كـ تعلم روسـيـا تمـام العلم، أن السخط بشأن الأسعار في الأغلب ما يكون أول علامة تدل علىخسارة أي نظام للدعم الاجتماعي. رغم أن المواطنين العاديين لا يمكنهم الشكوى علنا من الحكومة خشية العقاب بقسوة، فإنهم يستطيعون التذمر بشأن الأسعار، خاصة عندما يكون التضخم نتيجة مباشرة لزيادة الإنفاق الحكومي على الحرب. ولا تنشأ المشكلة بسبب ارتفاع النفقات العسكرية فحسب، بل أيضا لأن الكرملين حاول شراء الدعم الشعبي. فالجنود، على سبيل المثال، يتقاضون الآن ما يزيد على ضعفي ونصف الراتب المتوسط، وتعوض أسرهم بسخاء -حيث تتلقى الأسرة خمسة ملايين روبل ألف دولار أمريكي"- إذا قتل أحد 57" أفرادها على الجبهة... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت فواز بن حمد الفواز @AlfawazHamd هارولد جيمس * أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة برينستون د. عبدالله المدني * أستاذ في العلاقات الدولية aaaelmadani@gmail.com

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=