aleqt (11005) 2023/11/28
الرأي NO.11005 ، العدد 2023 نوفمبر 28 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 14 الثلاثاء 10 Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - Saudi Media Company المملكة العربية السعودية: +966 11 2716909 : الرياض +966 920035142 +966 12 6572323 : جدة الإمارات العربية المتحدة: +971 4 4254285 دبي: : بريد إلكتروني sales@smc.me : موقع إلكتروني www.smc.me الوكيلالإعلاني تحفيز الزراعة بالابتكار تخطط وترسم الشركات المختصة حول العالم سياسات مستمرة ومتطورة في إنتاج الأسمدة والأملاح الداعمة للإنتاج الزراعي، وطرح مزيد من الكميات في السوق، ولا سيما أن الطلب عليها يرتفع يوما بعد آخر، مع الإقبال على المنتجات الغذائية عموما. فقبل عامين تقريبا، شهدت إمدادات الغذاء أزمة حقيقية، خصوصا المواد التي تعد أساسية للأسر في كل مكان "الحبوب والزيوت وغيرها"، بسبب انـدلاع الحرب في أوكرانيا التي لا تزال مستمرة حتى الآن، وأصابت المخاطر إمـدادات الأسمدة، لأن هذه المواد تأتي بكميات كبيرة إلى الساحة الدولية من كلا البلدين المتحاربين روسيا وأوكرانيا. لكن يبقى الطلب على الغذاء العنصر الأهم في مواصلة البحث عن طرق مبتكرة لرفع مستوى الإنتاج الزراعي تحديدا، وعن مواد جديدة يمكن أن تسهم مباشرة في زيادة هذا الإنتاج في المرحلة المقبلة. في بريطانيا يجري الحديث عن "ثورة" في مجال الأسمدة الزراعية عموما، عبر الكشف عن مادة أطلق عليها "بوليهاليت"، وهي عبارة عن أمـ ح مركزة، ما يجعلها سـ دا متقدما، يرفع من وتـ ة الإنتاج الزراعي عموما. وهذه المادة، جاءت عبر 340 عمليات حفر في أعـ ق تصل إلى مترا، وتؤكد الشركة الأمريكية - البريطانية التي تقوم بأعمال الحفر، وبناء الأنفاق المخصصة لنقل الإنـتـاج إلى الموانئ القريبة، أن الـ"بوليهاليت" ستغير قواعد العمل في الزراعة عموما، وستدفع بهذا الميدان نحو الأمام، خصوصا أن الدراسات الخاصة بالغذاء التي صدرت عن الأمم في المائة 60 المتحدة، تؤكد الحاجة إلى من السعرات الحرارية الإضافية بحلول ، مع تراجع وتـ ة إنتاج الأغذية 2050 الصحية المطلوبة، أي إن مادة تحفز على الإنتاج الغذائي، ستكون ركيزة رئيسة بل واستراتيجية أيضا. وتصف الشركة هذه المادة بـ"غبار الذهب". لكن الأمر ليس بهذه السهولة بعد. فمع حماس الشركة المنتجة للمادة المشار إليها، هناك من يقلل من أهميتها على الأقل في الوقت الراهن. أي إنه لا بد من أن تتضح الصورة تماما، من أجل أن يتم التعاطي مع الكشف الجديد باهتمام أكبر. وهناك جانب آخر، يتعلق بحصر الشركة على العمل بما يكفل لها الصورة البراقة على صعيد حماية البيئة. فهي من أكبر المؤسسات المنتجة للفحم وصناعة الصلب، ومعادن أخرى مثل البلاتين والألماس وغيرها. وهذا يضع المنتجين في موقع ليس قويا على صعيد التلوث البيئي عموما. وإذا ما فرضت مادة الـ"بوليهاليت" كعنصر أساسي في الإنتاج الزراعي، فإنها ستقوم بما يمكن تسميته "تخضير" إنتاجها العام. ويبقى الأمـر محصورا بمـدى فاعلية المنتج المستقبلي المشار إليه، ولأنه ما زال في المرحلة الأولى، فـإن الشكوك تحيط به، حتى إن أسهم الشركة الأمريكية في 31 - البريطانية تراجعت بأكثر من المائة منذ بداية العام الجاري. وهذا يعني أن الثقة بالمشروع لا تزال بعيدة عنه، وعـن مساعي المؤسسة لتكريسه تنوع محفظتها الإنتاجية. والحق أن سوق الـ"بوليهاليت" لم تثبت بعد نجاحها حتى الآن، مقابل الأهمية الكبرى التي تتسم بها مادة البوتاس في الإنتاج الزراعي عموما. علما بأن هذه المادة الأخيرة يتم إنتاجها بكميات كبيرة في دول عديدة، وبتكاليف إنتاجية أقل بكثير من تلك اللازمة لإنتاج أملاح الـ"بوليهالت". غير أن هذا لا يعني أن الأمور ستمضي إلى الأسوأ، إذا ما ثبتت صحة تأكيدات الشركة المنتجة. وفي النهاية مثل هذه المواد لا يمكن أن يتقرر مصيرها إلا عبر المزارعين والقائمين على الإمـدادات الغذائية عموما. ولا شك في أن القدرات "السحرية" لهذه المادة - بحسب وصف الشركة المنتجة - ستغير بالفعل مستقبلا المشهد العام للإنتاج الزراعي. وفي المحصلة ستقرر السوق ما إذا كانت هذه المادة سحرية فعلا، أم عادية كغيرها من المواد المتوافرة في العالم. كلمة الاقتصادية » 2 من 1 انعدام الأمن الغذائي وطرح الحلول « استضافت المـــمـــلـــكـــة المـــتـــحـــدة في من نوفمبر في العاصمة لندن قمة 20 الــ الأمن الغذائي العالمي، لأنها تعتزم إطلاق استراتيجية جديدة للتنمية الدولية. رغم الأزمات الملحة مثل الصراع الدائر في غزة، ولذلك يتعين علينا أن نبقي على تركيزنا على أجزاء أخرى من النظام العالمي، حيث تتطلب أزمات الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي المتنامية استجابة عاجلة. في مواجهة المعاناة الهائلة في مختلف أنحاء العالم، نحتاج إلى حكومة بريطانية راغبة وقادرة على تقديم الحلول. الواقع أن المنظمتين اللتين نتولى قيادتهما مؤسسة صندوق استثمار الأطفال ولجنة الإنقاذ الدولية ملتزمتان بعزم وثبات بحماية الأطفال والأسر المستضعفة أينما كانت. في غزة، أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية مقترحات تفصيلية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لإنقاذ حياة المدنيين الفلسطينيين وزيادة قدرتهم على الوصول إلى الغذاء على وجه السرعة، في حين تساعد مؤسسة صندوق استثمار الأطفال على قيادة الجهود الرامية إلى معالجة مشكلات مثل هزال الأطفال. كل من المنظمتين لديها مصلحة واضحة في نجاح القمة "التي ساعدت مؤسسة صندوق استثمار الأطفال على تنظيمها" والاستراتيجية الجديدة للتنمية الدولية التي اعتمدتها الحكومة. لقد بلغت أزمة الجوع العالمية مستويات مليون شخص 345 حرجة. إذ يواجه نحو مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي 2020 هذا العام ـ أكثر من ضعف العدد في مليون طفل دون سن الخامسة 45 ـ ويعاني سوء التغذية الحاد. في كل عام، يموت ما يصل إلى مليونين من هؤلاء الأطفال، ويؤدي تغير المناخ والصراعات العنيفة إلى تفاقم المشكلة. عـ مـــدار الأعــــوام الـعـ ة الأخـــ ة، استثمرت مؤسسة صندوق استثمار الأطفال أكثر من نصف مليار دولار في علاج هزال الأطفال والوقاية منه، وفهم ما قد ينجح من جهود لتحسين التغذية. وتعد المؤسسة شريكا أساسا فخورا لصندوق تغذية الأطفال، وهو أكبر استجابة عالمية لأزمة هزال الأطفال التي ستكون محور تركيز أساسيا في القمة. من جانبها، تساعد لجنة الإنقاذ الدولية دولة تحطمت حياتهم 50 الناس في أكثر من بسبب الصراعات والأزمات مثل تغير المناخ. وهي تعمل بلا انقطاع على اختبار وتوسيع نطاق الأفـكـار المبدعة لمعالجة مشكلات مثل سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، على سبيل المثال من خلال تزويد المزارعين والأسر في دول مثل النيجر وباكستان وجنوب السودان وسورية ببذور قـادرة على تحمل ظروف المناخ القاسية فضلا عن سبل العيش الآمنة. والحلول المثبتة قائمة بالفعل. لكن يتعين علينا جميعا أن نبذل قدرا أعظم من الجهد. لتحقيق النجاح، يجب أن تقدم القمة نتائج ملموسة على أربع جبهات. أولا، ينبغي للمشاركين أن يلتزموا بتوسيع نطاق الحلول والابتكارات ثابتة الجدوى والموفرة للتكاليف. بين الأمثلة الجيدة على هذا "الغذاء العلاجي الجاهز للاستخدام" الذي يتألف من عجينة الفول السوداني RUTF في المائة من 92 المدعومة التي تساعد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد على التعافي، لكن أغلب الأطفال في المناطق المتأثرة بالصراع لا يستطيعون الوصول إليها في الوقت الحاضر... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت لقد بلغت أزمة الجوع العالمية مستويات حرجة، إذ مليون شخص مستويات حادة من 345 يواجه نحو انعدام الأمن الغذائي هذا العام ـ أكثر من ضعف مليون طفل دون سن 45 ـ ويعاني 2020 العدد في الخامسة سوء التغذية الحاد. في كل عام يموت ما يصل إلى مليونين من هؤلاء الأطفال، ويؤدي تغير المناخ والصراعات العنيفة إلى تفاقم المشكلة. كيت هامبتون / ديفيد ميليباند * الرئيس التنفيذي لمؤسسة صندوق استثمار الأطفال * وزير الخارجية البريطاني سابقا أحمد الشهري * مختصفي الاستثمار والسياسات الاقتصادية @AhmedAllshehri تجربة العملاء جسر للكفاءة الاقتصادية تؤثر تجربة العملاء في القيمة المالية التي تحصل عليها الشركات من عملائها مباشرة من خلال المبيعات والولاء، فالعائد من تجربة العميل تجاريا يتمثل في استدامة النمو وتحقيق نتائج أفضل، ولا سيما على مراكز الربحية للمستثمرين، إضافة إلى تنامي التنافسية، أما الخدمات العامة فالعائد يظهر بوضوح على مراكز التكلفة والكفاءة وجودة الخدمة وزيادة رضا متلقي الخدمات ورفاهيتهم، وله تأثير في تحسن خدمات الحكومة في المؤشرات العالمية، لهذا كثير من نجاح تجارب السياحة العالمية يعود إلى جودة تجربة العميل كسائح. أما الآثار الاقتصادية من قياس وتطوير تجربة العملاء، فتحسن من الكفاءة الاقتصادية، أي بزيادة تخصيص الموارد على النحو الأمثل على مستوى الأفراد والكيانات الاقتصادية العامة والخاصة وبأفضل الطرق الممكنة، مع تقليل الهدر ومنع تدهور الكفاءة، بمعنى آخـر، موازنة المــوارد كمدخلات وبـ الكفاءة البحتة كمخرجات، التي يمكن الاستدلال بها على كفاءة الاقتصاد ـ وعلى سبيل المثال ـ إذا نجحت الشركات في جذب مزيد من العملاء من خلال تجربة العميل، تكون الشركات قادرة على تقليل تكاليفها بسبب وفورات الحجم والمنافسة القائمة على تعظيم القيمة، التي بدورها تحافظ على القوة الشرائية للعملة الوطنية، وتحد من التضخم غير المبرر والناتج من الحالات الانتهازية. بالنظر إلى الآثار الناتجة على مستوى الأسواق، تؤدي مراقبة تحسين تجربة العملاء إلى كفاءة التسعير كنتيجة لدمج المعلومات التي ترد من العملاء مع الأسعار، وتعد واحدا من الأساليب غير المباشرة للتغلب على التسعير المبالغ فيه، لأسباب ومبررات غير اقتصادية. كما أن هناك آثارا أعمق في خط الأعمال الأول المعروف بكفاءة العمليات، ومن خلالها يمكن التحكم والسيطرة على التكاليف وتطوير الأرباح، كما أن كفاءة العمليات تكشف الفرص الاستثمارية للنمو الرأسيللشركات والتقدم للكيانات العامة، أي أن قياس تجربة العميل يؤدي بطبيعة الحال إلى قياس الكفاءة التشغيلية وسهولة البحث عن الحلول بتكاليف أقل. الاقتصاد القادر على تحقيق الأهداف بأقل قدر ممكن من المال والجهد، هو في الواقع يعكس الكفاءة للشركات والحكومات ويمكن قياس ذلك من زيادة الناتج المحلي، وكلها أي الشركات والحكومات تحتاج إلى منهجيات وأساليب متعددة لتحقيق ذلك، لذا قياس تجربة العملاء وتطويرها ومراقبتها واحد من تلك المنهجيات، ويمنح كذلك صناع السياسات الاقتصادية مزيدا من المعلومات لتحسين توجيه الدعم والتحفيز الاقتصادي. في نهاية المطاف، كما ذكرنا أن قياس تجربة العميل ومتابعة تطويرها وطنيا يعزز من الكفاءة الاقتصادية وكفاءة الأسواق والتنافسية وكفاءة العمليات على المستوى الوطني، لذا تبرز أهمية تأسيس مركز وطني لقياس وتطوير تجربة العملاء للقطاعين العام والخاص، ويكون ارتباطه بالهيئات المشرفة على الأعمال والقطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها للمجتمع، وفي نهاية كل نصف عام ترفع تقاريرها للمقام السامي، لضمان تحقيق تطوير شامل ومستدام في مختلف القطاعات الاقتصادية التي تشارك في الناتج المحلي. المشكلة المتصاعدة هنا، باتت تتعلق بمدى الثقة بالنظام المالي العالمي نفسه. ففي النهاية عوائد الجرائم المالية وعلى رأسها غسل الأموال، هي في الواقع تكلفة تدفعها المجتمعات حول العالم. أي أن الخسائر الكبيرة تختص بالاقتصادات المحلية، وبالتالي تنسحب على الاقتصاد العالمي. غسل الأموال .. الجريمة متوالدة ليس هـنـاك حـــدود لعمليات غسل الأمـــوال والجرائم المرتبطة بها حول العالم. هذه النتيجة تتفق واقعيتها مع مؤسسات دولية معنية بمكافحة هذه الجريمة المتوالدة. على الرغم من الإجـراءات والقوانين الصارمة المشددة، إلى جانب الملاحقات الأمنية التي لا تتوقف، إلا أن ما يمكن وصفه بـ"اقتصاد الأمـوال القذرة" يكبر وتتسع دائرته، خصوصا في أوقات الأزمات الكبرى. ولأن هذه الساحة متشعبة ومعقدة جدا، بـــأدوات متجددة، تعترف المؤسسات المعنية بصعوبة الوصول إلى مستويات مرضية من إحكام القبضة عليها تماما. فالمراحل التي يجري عبرها تحويل هذا الـنـوع مـن الأمـــوال إلى النظام المـالي العالمي الشرعي، هي الأخــرى تجددت بفعل "ابتكارات" مرتكبي هذه الجريمة، حتى إن السلطات المختصة أصبحتتمارس جزءا من عمليات الملاحقة، بـ"ذهنية" من يرتكبون هذه الجرائم عموما. فقد أثبتت التجارب أن اللجوء إلى هذه الذهنية، يعطي دفعا قويا للجهات المختصة. في الفترة الماضية تعاظمت عمليات غسل الأموال. على الرغم من أنه لا توجد جهة مهما كانت تتسم بالقوة والحرفية يمكنها أن تحدد القيمة الحقيقية الناتجة عن هذه العمليات سنويا، إلا أن الأموال القذرة تصل إلى مستويات كبيرة للغاية، على الرغم من التفاوت في التقديرات بين جهة وأخــرى. فعلى سبيل المثال، يقدر صندوق النقد الدولي جريمة غسل تريليون دولار سنويا، 4.6 الأموال عالميا بـ في المائة من حجم الناتج 5 و 2 أو ما بين المحلي الإجمالي العالمي. ويعتقد مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة عموما، أن حجم هذه الأموال مليار دولار 800 يصل كل عام إلى ما بين وتريليوني دولار. بينما يقدر معهد "بازل" الماليفيسويسرا أن القيمة الإجمالية تبلغ مليار دولار سنويا. 500 وبصرف النظر عن هذا التفاوت الطبيعي في تقدير حجم الأموال القذرة التي تدخل بالفعل إلى النظام المــالي العالمي، فعمليات غسل الأمـوال تبلغ مستويات باتت مقلقة أكـ مـن أي وقـت مضى، خصوصا أنها تدخل ضمن نطاق سلسلة لا تنتهي من الجرائم، بما في ذلك الجريمة المنظمة بكل حراكها، والإرهـاب، وسرقة المال العام، والإضرار بمقدرات الشعوب، والاحـتـيـال، والـفـسـاد، وغــ ذلــك من الجرائم التي تجاوزت حتى التعريف الذي للأموال 1988 أوردته اتفاقية فيينا لعام القذرة. لماذا؟ لأن الجرائم المستمدة من هذه الأموال "تتكاثر" وتتنوع، بل وصارت أكثر "ابتكارا" من ذي قبل. علاوة على آثارها التدميرية لمؤسسات مالية وغير مالية. في الأعـوام الماضية أدت جرائم غسل الأمــوال إلى انهيار بنوك حول العالم، وإن أسهمت لفترة بسيطة في إسناد بعض المصارف خلال الأزمة الاقتصادية العالمية ، باعتراف مسؤولي 2008 التي انفجرت في هذه البنوك أنفسهم، ضمن التحقيقات التي تلت الأزمة، التي هدفت إلى معرفة كيف حصلت. التطورات التي تشهدها الجرائم المالية عموما، دفعت حتى "صـنـدوق النقد" للتأكيد على أن "الجرائم المالية العابرة للحدود، وجـدت لتبقى". وهـذا يطرح سؤالا مهما يتعلق بكيفية الحد من هذه الجرائم في ظل نظام مالي متصل عالميا. وهذا النظام يوفر بالفعل خدمات هائلة الأهمية للمؤسسات والأفـــراد على حد سواء. وهذه مهمة صعبة للغاية، خصوصا أن المجرمين يستغلون بالفعل الشبكة المعقدة لنقل الأموال غير المشروعة عبر الحدود، ما يدفع نشاطهم إلى مستويات عالية، مع توسع نطاقه. ولا شك في أن التعاون الدولي الراهن لمكافحة الجرائم المالية، يسهم بصورة كبيرة في محاصرة الأفـراد والمنظمات المعنية بهذا النوع من الجريمة، إلا أن مسؤولين في غير بلد يعتقدون أن التعاون ينبغي أن يكون أكثر قوة في المستقبل، خصوصا في ظل التطوير السريع للأعمال الإجرامية على الصعيد المالي، إضافة إلى زيادة نطاق تشابك النظام المالي على الساحة الدولية. المشكلة المتصاعدة هنا، باتت تتعلق بمدى الثقة بالنظام المالي العالمي نفسه. ففي النهاية عوائد الجرائم المالية وعلى رأسها غسل الأموال، هي في الواقع تكلفة تدفعها المجتمعات حـول العالم. أي أن الخسائر الكبيرة تختص بالاقتصادات المحلية، وبالتالي تنسحب على الاقتصاد العالمي. ويضع "صندوق النقد" المشكلة في عدم تحقيق مكافحة الأموال القذرة قدرا كبيرا من النتائج، على الجانب المحلي لها،حيثتتأخرعملياتالمتابعةوالتنسيق، ما يعطي مساحة زمنية للمجرمين لتمرير هذه الأموال ضمن النظام المالي العالمي ككل. وبالطبع تقوم البنوك بدور مهم في عمليات المكافحة، إلا أنها هي الأخرى تحتاج إلى تعاون كبير ليس فقط من جانب المؤسسات المعنية، بل من الأفراد أيضا الذين يمثلون دائرة عملائها. المسألة معقدة ومتشعبة وصعبة بالفعل، ولا يمكن مواجهتها بالشكل الأمثل، سوى بالتعاون الـدولي القوي. صحيح أن هذا التعاون أثمر في الأعوام الماضية، لكن الصحيح أيضا، أنه يعاني ثغرات جمة، بما في ذلك سرعة وصول الأموال القذرة إلى الأنظمة المالية المحلية المــ وعــة، مـا يجعل متابعة مصدر هـذه الأمــوال مستحيلا. في المحصلة، كل انتصار في هـذا الميدان من جانب السلطات المختصة، يعد بمنزلة تحصين مهم للمكاسب المالية الشرعية ومقدرات الشعوب نفسها. عمليات غسل الأموال تبلغ مستويات باتت مقلقة أكثر من أي وقت مضى، خصوصا أنها تدخل ضمن نطاق سلسلة لا تنتهي من الجرائم، بما في ذلك الجريمة المنظمة بكل حراكها، والإرهاب، وسرقة المال العام، والإضرار بمقدرات الشعوب، والاحتيال، والفساد، وغير ذلك من الجرائم. محمد كركوتي * كاتب اقتصادي karkouti@hotmail.com
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=