aleqt (11004) 2023/11/27
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية هل من المبالغة أن نأمل أن يكون النهج العشوائي الذي تتبعه المملكة المتحدة في صنع السياسات الصناعية قد تجاوز أدنى مستوياته؟ من الصعب أن نرى كيف يمكن أن يصبح التبديل والتغيير بين خليط من الخطط المختلفة “والافتقار إليها” أسوأ بكثير. تعتقد مؤسسة آي بي بي آر للدراسات أن استراتيجية 11 المملكة المتحدة كان لديها 13 صناعية أو خطة نمو في الأعـــوام الــ . هذا يبدو سخيا - الاستراتيجية 2010 منذ ، وهي آخر محاولة 2017 الصناعية لعام جادة لوضع إطار شامل لأولويات اقتصاد . وكان 2021 المملكة المتحدة، ألغيت في انتشار “الاستراتيجيات” الخفيفة في كثير من الأحيان في الحكومة منذ ذلك الحين محيرا، لأسباب ليس أقلها عدم وجـود أي تفكير مشترك واضح أو قوة تنسيقية تقف وراءها. إن هذه ليست مشكلة جديدة. إذ يعد الافتقار إلى الاتساق والتنسيق في السياسة الصناعية جزءا من النسيج الاقتصادي في المملكة المتحدة فيهذه المرحلة، إلى جانب الميل إلى الاستثمار بشكل أقل من البلدان المنافسة. إن مقاومة “اختيار الفائزين”، وهي الفكرة التي عفا عليها الزمن التي تقول إن الاستراتيجية الصناعية يجب أن تعني تنصيب الشركات الفردية لتكون بطلة تستحق سخاء الحكومة، أدت إلى الفشل في اختيار أيشيء على الإطلاق. ويبدو هذا على نحو متزايد غير متوافق مع محور تركيز “ناهيك عن المال” قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة والصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي. عندما وقف جيريمي هانت، وزير المالية ، لإلقاء بيان الخريف، 2016 السادس منذ كانت هناك علامات على التغيير. كبداية، كانت هذه محاولة جادة لتعزيز سجل المملكة المتحدة الباهت في مجال الاستثمارات منذ فترة طويلة. وجعل الإعـفـاءات الضريبية في 100 دائمة، ما يسمح للشركات بخصم المائة من تكاليف المصانع والآلات مقدما من أرباحها الخاضعة للضريبة، يعمل على مواءمة السياسات مع التخطيط طويل المدى للشركات ويدفع المملكة المتحدة نحو مقدمة المجموعة من حيث مخصصات رأس المال لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث تأخرت سابقا. والخطوة التالية هي أن تحدد الحكومة المجالات التي ترغب في رؤية الاستثمارات فيها ووضع القواعد التنظيمية التي تشجعها. مـال هانت بالفعل نحو فكرة السياسة الصناعية، مـؤكـدا عـ “قطاعات النمو الرئيسة” الخمسة. ثلاثة منها - علوم الحياة، والتصنيع المتقدم، والصناعات الإبداعية ، التي رفضها 2017 - أخذت من استراتيجية سلفه باعتبارها “غير متسقة”. إن هذه الأصداء هي شيء جيد. المغزى من الاستراتيجية الصناعية المناسبة هو أن تتفق مجموعات متنوعة مثل زعماء المحافظين اليوم وحكومة المحافظين قبل خمسة أعـوام على أنها تسير، على نطاق واسـع، في الاتجاه الصحيح. والأفضل من ذلك، إذا كان من المرجح أن تتفق الحكومة القادمة والحكومات المستقبلية، وهو أمر يبدو ممكنا نظرا لميل حزب العمال نحو الإنفاق الكامل والاستثمار الذي يركز على البيئة. بدأت الحكومة في التركيز على مجالاتها الخمسة. حزمة التصنيع لمدة خمسة أعوام مليار جنيه استرليني التي أعلن 4.5 بقيمة عنها الأسبوع ما قبل الماضي “مع قليل من التفاصيل الثمينة” نفضت الغبار إلى حد ما ووسعتها، كبرنامج ميد 2017 عن أفكار عام ماستر لتشجيع الشركات المصنعة الصغيرة على الاستثمار في التقنيات الرقمية والمنح لتصنيع الأدوية المتقدمة. صحيح أنـه في عـالم يتسم بالتنافس المتزايد على هذه الاستثمارات، فإن هذه مجرد أمــوال على الــورق، حيث ستتوافر فقط. لكن المملكة 2025 الأموال بدءا عام المتحدة لن تكون قـادرة على التنافس مع منافسين أكبر في تقديم إعانات الدعم على أي حال. الأمر المفقود هو مفهوم السياسة الذكية المجهزة لمجالات مختارة حيث يمكن للبلد أن يتنافس حقا. ولا تزال الحكومة غير مستعدة لضخ الأمـــوال دفاعيا إلى الـ كـات لمنع حدوث أشياء سيئة. انظر إلى مصنعشركة تاتا الضخم في سومرست أو الإعانات المقدمة لقطاع الصلب. هناك حاجة إلى خطط أفضل طويلة الأجل وتوظيف سريع لأدوات مثل عقود الفروقات أو التزامات السوق المتقدمة في أماكن أخرى بأحجام كبيرة. في الواقع، قال الوزير إن المستثمرين الدوليين شعروا بأن “الاستراتيجية طويلة المدى” هي “أهم شيء” مطلوب في قطاع التصنيع المتقدم والطاقة الخضراء، متعهدا بنشر تلك الخطط “اليوم”. وبعد ساعات لم يتم العثور عليها في أي مكان. إن إنشاء هيئة شاملة كجزء من تلك الخطط - كمجلس الاستراتيجية الصناعية - يمكن أن يساعد 2021 الذي تم إلغاؤه في على المصداقية من خلال تقييم التقدم واقتراح طرق لتكرار النجاحات في مجالات أخرى. ما جنيناه من اضطراب الأعوام الأخيرة هو شك الشركات، بشكل معقول، في قوة ما يقال اليوم. وأيـــا كــان الاســـم الـــذي يفضل هانت وزملاؤه تسميتها به، فقد عادت الاستراتيجية الصناعية، على مستوى العالم بالتأكيد، وعـ نحو متزايد في المملكة المتحدة. والسؤال هو ما إذا كانت المملكة المتحدة قادرة على النجاح فيها. يعد الافتقار إلى الاتساق والتنسيق في السياسة الصناعية جزءا من النسيج الاقتصادي في المملكة المتحدة في هذه المرحلة. استراتيجية صناعية جديدة في المملكة المتحدة .. هل تنجح؟ «رويترز» جيرمي هانت وزير المالية البريطاني. من لندن هيلين توماس لماذا لم يعد أحد يتمتع بمتعة عفوية؟ يمكنك، إن شئت، إلقاء اللوم على الاقتصاديين في هذا الأمـر. وبالتحديد، على يوري لارين الاقتصادي السوفياتي، الذي اقترح في أيار فكرة “نيبريريفكا”، التي 1929 (مايو) عام تعني “أسبوع العمل المستمر”. في ذلك الوقت، كان معظم الناس في الاتـحـاد السوفياتي يعيشون وفقا لإيقاع الأسبوع التقليدي المكون من سبعة أيام، حيث كـان يـوم الأحــد يـوم راحــة للجميع والسبت يوم عطلة ثانيا للبعض. وكان من شأن خطة لارين، التي دعمها جوزيف ستالين الزعيم السوفياتي بحماس، أن تغير كل ذلك. كانت فكرة لاريـن هي الانتقال إلى دورة مدتها خمسة أيام، تتكون من أربعة أيام عمل ويوم راحة واحـد. كان يتم تسليم العمال قصاصة من الورق باللون الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر أو الأرجواني أو الأخضر. وعلى هذا الأساس التعسفي يتم تخصيص أيام راحتهم. يأخذ جميع العمال الحاصلين على ورقة صفراء يوم إجـازة واحد في الوقت نفسه، وجميع العمال الحاصلين على ورقـة خـ اء يوم راحة مختلف. والعمال الحاصلين على الورق الأصفر والأخضر لن يأخذوا يوم الإجازة نفسه مرة أخرى. يمكنك أن ترى لماذا اقترح أحد الاقتصاديين هـذه الفكرة: طالما أنـك لا تفكر مليا في الأشخاص الحقيقيين، فـإن هناك جوانب إيجابية كثيرة لهذه الفكرة. سيحصل كثير من العمال على يوم إجازة في الأغلب، وسيحصل الجميع على حصة متساوية من أيام الإجازة. ولن تظل الموارد القيمة، من الآلات إلى الطرق إلى المتاجر، خاملة لمدة يوم أو يومين في الأسـبـوع، بل سيتم استخدامها على مدار العام. ونظرا إلى أنه لن يشاركك في يوم راحتك إلا عدد قليل من الأشخاص، فسيكون من الأسهل لك الوصول إلى الخدمات في يوم إجازتك، ويشمل ذلك أيشيء من قص الشعر إلى موعد عند الطبيب. لكن المشكلة كانت واضحة بما فيه الكفاية. كيف يمكن لفريق رياضي أن يجتمع للعب في صباح يوم الراحة؟ أو أن تجتمع الجوقة للغناء معا؟ ماذا لو حصل أحد الزوجين على بطاقة صفراء والزوج الآخر حصل على الخضراء؟ وكما اشتكى أحد العمال، “ماذا يمكننا أن نفعلفي المنزل إذا كانت زوجاتنا في المصنع، وأطفالنا في المـدرسـة، ولا يستطيع أحد زيارتنا؟”. “سجلت شكواه في كتاب تخطيط الوقت للمؤلف إي جي ريتشاردز”. وبينما كان بعض المسؤولين السوفياتيين يحبون تعطيل قدرة الناس على التجمع معا، سرعان ما اعتبر النظام فاشلا. وأعيد تقديم يوم راحة جماعي ، ومع استمرار التجاوزات الستالينية، 1931 في كان “أسبوع العمل المستمر” لا يعد أكثر من مجرد فضول. مع ذلك، كان الفضول هو الذي جذب انتباه الكتاب المعاصرين. أشارت جوديث شوليفيتز، ،2019 في مقالتها في مجلة “ذا أتلانتيك” في إلى أن كثيرا من العمال ذوي الدخل المنخفض حددت ساعات عملهم بشكل لا يمكن التنبؤ به، وفي غضون مهلة قصيرة، بواسطة خوارزمية تبدو متقلبة. قد تكون ساعات العمل أقصر من أن تغطي تكلفة الفواتير، أو طويلة بشكل مرهق، لكنها قد تكون أيضا ساعات “أسبوع عمل مستمر”، معقولة بدرجة كافية عند النظر إليها بمعزل عن غيرها، لكنها غير متزامنة. إن عدم التزامن هذا يجعل من المستحيل على الأشخاص التواصل مع الأصـدقـاء، أو الانضمام إلى الأندية أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية، أو حتى رؤية شركائهم. بعد ذلـك بعامين، أشــار كتاب أوليفر بوركمان “أربعة آلاف أسبوع” إلى أن الأشخاص الموجودين على الطرف الآخـر من السلم الاقتصادي قد يكونون محاصرين في أسبوع عمل مستمر صنعوه بأنفسهم: موظفو العمل الهجين، والعاملون لحسابهم الخاص، وقبل كل شيء، الرحل الرقميون على إنستجرام “الأشخاص الذين يحققون الدخل من خلال العمل عن بعد عبر الإنـ نـت”. جميعهم يتمتعون بسيطرة غير مسبوقة على مكان وزمـان عملهم. إذ يمكنهم كتابة التعليمات البرمجية من منزل شاطئيفي برمودا. ويمكنهم التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم من واد اسكتلندي. أو، على المستوى العادي، حضور دروس في اليوجا بدلا من التنقل صباحا. كل ذلك جميل للغاية، لكن هناك خطرا واحـدا يتمثل في أن ينتهي بهم الأمر بفعل كل هذه الأمـور وحدهم. عندما كنا نعمل جميعا من التاسعة إلى الخامسة في المكتب، كان بإمكاننا أن نتواصل معا في الكافيتريا، وأن نلتقي لنحتسي القهوة بعد العمل يوم الجمعة، وأن نشعر بالثقة بأننا لن نكون أحرارا يوم الأحد فحسب، بل سيكون جميع أصدقائنا أحـرارا أيضا. الآن أصبح كل شيء خارجا عن مساره: يمكنك أن تفعل ما تريد، لكن حظا سعيدا في العثور على شخص يصادف أنه حر في الوقت نفسه ليفعله معك. يتمتع عامل المعرفة الذي يعمل بالأسلوب الهجين بوضع أفضل بكثير من المتعاقد الذي يعمل بدون ساعات محددة، الذي يمكن أن تتعرض حياته الاجتماعية أو تعليمه أو رعاية أطفاله للفوضى بسبب مطالب مفاجئة وعشوائية تقتضي منه الحضور وبدء العمل. ومع ذلك، فإن كلتا المشكلتين حقيقية. حتى ستالين ترك كارثة “أسبوع العمل المستمر” تستمر لعامين فقط. هل هناك أي احتمال أن تتمكن المجتمعات الرأسمالية الحديثة من حل مشكلاتها أيضا؟ بالنسبة إلى الـعـ ل في الوظائف غير المستقرة، هناك بعض الأمل في أن تسود المصلحة الذاتية المستنيرة. وبالنسبة إلى معظم الوظائف، من الأفضل بالتأكيد أن يتعامل صاحب العمل الكبير مـع تكلفة ومتاعب متطلبات العمل المتقلبة بدلا من أن يتعامل الموظفون مع حالة عدم اليقين المستمرة. وكما جادلت زينب تون، الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كتابها “استراتيجية الوظائف الجيدة”، فإن أصحاب العمل الذين يدركون ذلك سيحصلون على موظفين أفضل وأكثر خبرة والتزاما من أصحاب العمل الذين يضعون جميع تكاليف عدم اليقين على القوى العاملة لديهم. قد يتعين على بقيتنا الاعتماد على بعض التقاليد العريقة. قبل عقد من الزمن، فحص فريق من الباحثين بقيادة تيري هارتيج أستاذ علم النفس تأثير الإجازة في طلب الناس على مضادات الاكتئاب، لكنهم اتبعوا نهجا غير عـادي. إضافة إلى السؤال عما إذا كان أخذ إجازة يجعل الناس يشعرون بأنهم أقل حاجة إلى الأدوية المضادة للاكتئاب -وهي تجعلهم يشعرون بذلك- وجدوا أيضا أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين كانوا في إجـازة في الوقت نفسه، كان الجميع أكثر سعادة. وكما يوضح بوركمان، لا يوجد ما هو غريب في ذلك: من الأسهل الاستمتاع بإجازتك إذا كان هناك أشخاص آخرون تستمتع بها معهم. وهذا ما يقودني إلى إجـازة الكريسماس. بالنسبة إلى عائلتي، بدأت معرفة من سيكون أين خلال الكريسماس ورأس السنة الجديدة في يوليو وزادتفي أكتوبر. مثل هذا التخطيط طويل المدى يبدو مرهقا وسخيفا. لماذا لا يمكننا أن نكون عفويين أكثر قليلا؟ لكن إذا كان التخطيط المسبق لتجمعات الكريسماس هو ما يتطلبه الهروب من أسبوع العمل المستمر الذي فرضناه على أنفسنا فليكن هو التخطيط المسبق. هناك موسم للعفوية، لكنه ليس الكريسماس. العمل غير المتزامن يجعل من المستحيل على الأشخاص التواصل مع الأصدقاء أو الانضمام إلى الأندية أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية، أو حتى رؤية شركائهم. العمل الذي لا ينام .. وحدة وإرهاق وتشتت «جيتي» العمل من التاسعة إلى الخامسة في المكتب يجعلنا نتواصل معا ونشعر بالثقة بأننا سنكون جميعا أحرارا في يوم الإجازة. من لندن تيم هارفورد قبل عقد، يقول مورجان هاوسل إنه وضع هدفا أدى إلى “واحد من أكثر التغييرات تنويرا في حياتي”. لقد عقد العزم على قراءة التاريخ أكثر والتوقعات أقل، وكانت النتيجة أنه أصبح أكثر ارتياحا من أي وقت مضى بشأن الشكوك حول المستقبل. قدم كتاب هاوسل السابق “سيكولوجية المـال” حجة قوية مفادها أن القرارات المالية لا تعتمد على البيانات وجداول البيانات المشتقة من الرياضيات بقدر ما تعتمد على الخصائص والسلوكيات البشرية الذاتية، مثل الأنا والمبالغة. يحاول كتابه الجديد تطوير هذه الفرضية عبر الإشارة إلى أنه من الأفضل وضع تنبؤات بناء على كيفية تصرف الناس وليس على محاولة توقع الأحـداث. كما يدعي أن الجشع، والخوف، والفرص، والاستغلال، والمخاطر، وعدم اليقين، والانتماءات القبلية والإقناع الاجتماعي، كلها سمات مشتركة يتعين أخذها في الحسبان. وبينما يجذب التغيير الانتباه لأنه مفاجئ، فإنه يقول إن أقوى السلوكيات هي تلك التي لا تتغير أبدا، وتوفر مؤشرات للمستقبل. هذه افتتاحية مغرية للكتاب، يوضحها بأمثلة مثل جيف بيزوس، مؤسسشركة أمازون، الذي يقول إنه نجح عبر التركيز على طلبات العملاء التي تظل قائمة حتى مع تغير التكنولوجيا وعــادات التسوق: الأسعار المنخفضة والشحن الأسرع. وقال بيزوس أيضا إنه عندما تختلف الروايات والبيانات، فإن الروايات عادة ما تكون صحيحة و”هناك خطأ ما في الطريقة التي تقيس بها ذلك”. يقول هاوسل إن العوامل الذاتية، وليس الأرقـام، هي المفتاح لفهم أحداث مهمة كثيرة، من الكساد العظيم في ، إلى فقاعة 19 - ثلاثينيات القرن الماضي وجائحة كوفيد التكنولوجيا والأزمة المالية العالمية. كان بنك ليمان براذرز يتمتع بنسبة قوية من المستوى الأول ، لكنه 2008 لرأس المال (مقياس للقوة المالية) في سبتمبر فشل لأن المستثمرين لم يعودوا يؤمنون به. على النقيض من ذلك، كانت “جيم ستوب”، شركة بيع ألعاب الفيديو بالتجزئة، ، لكن تم إنقاذها بعد ارتفاع السهم على 2020 تكافح ماليا في خلفية “هوس ثقافي على موقع ريديت”. ربما كان إيمـان روبـرت ماكنمارا بالإحصاءات قد نجح عندما استخدمها، بصفته مديرا تنفيذيا ورئيسا لشركة فورد للسيارات، لتعزيز صناعة السيارات. لكن الفكرة فشلت بوضوح في تحقيق أهدافها عندما فشل هوسه بالمقاييس، عندما كان وزيرا للدفاع الأمريكي أثناء حرب فيتنام، في الأخذ في الحسبان ردود الفعل العاطفية للناسفي الصراع. بين صفحات الكتاب، كانت هناك إشادة ضمنية (وغير حاسمة بما فيه الكفاية) لقوة “سرد القصص”: نسخة وادي السيليكون من الكتابة الرائعة والعرض التقديمي الجيد المتجسدين في محاضرات تيد الرائعة وعروض رأس المال المغامر. استنتاج هاوسل هو: “إذا كانت لديك الإجابة الخاطئة لكنك راو جيد للقصص، فمن المحتمل أن تتقدم (لفترة من الوقت)”. فصلا موجزا، يقفز بين مجموعة من الأمثلة 24 وفي المستمدة من التاريخ، والعلوم والتمويل لاستخلاص سلسلة من الاستنتاجات. بعضها منطقي إلى حد كبير: فنحن بارعون للغاية في التنبؤ بالمستقبل باستثناء المفاجآت، التي تميل إلى أن تكون كل ما يهم، الناس لا يريدون الدقة، بل يريدون اليقين، التقدم يتطلب التفاؤل والتشاؤم. والبعض الآخر عبارة عن حقائق بديهية لا تضيف إلا القليل الجديد: من السهل استبعاد إمكانات التكنولوجيا الجديدة، ومعظم المزايا التنافسية تموت في النهاية (كما يتضح من صعود وهبوط شركة سيرز للبيع بالتجزئة)، وكل شيء يستحق السعي من أجله يصاحبه بعض الألم، وليس هناك ما هو أكثر إقناعا مما جربته بشكل مباشر. لديه بعض وجهات النظر المثيرة للاهتمام حول كيف أدى الانتقال من الصحف المطبوعة المحلية إلى وسائل التواصل الاجتماعي اليوم إلى التحول نحو أخبار أكثر تشاؤما: “العالم لم يصبح أكثر ظلاما، بل إننا نرى مزيدا من الأمور السيئة فحسب”. ونصيحته هي عدم التخلي عن وسائل الإعلام، بل قراءة الكتب للحصول على سياق أكبر. هناك بعض الحكم القيمة في كتابه، مثل كيف أدى تعليق مصادفة من المغنية المسيحية ماهاليا جاكسون إلى دفع مارتن لوثر كينج إلى التخلي عن نصه المعد بجهد كبير لمصلحة الكلمات الأولية العفوية التي أطلق بها خطابه الشهير “لدي حلم”. أو نظرة ثاقبة حول كيفية قيام صانع الأفلام الوثائقية الأمريكي كين بيرنز بتكييف نصوصه لتتناسب مع الموسيقى المصاحبة. ويستشهد هاوسل بحكمة الآخرين، بمن فيهم العالم نسيم نيكولاس طالب، الذين يستثمرون في الاستعداد لا في التنبؤ، والمستثمر تشارلي مونجر، الذي يقول ليس الجشع ما يجعل العالم يدور، بل الحسد. لكنه يضيف بعض التفسير الشخصي بشأن ذلك. المشكلة، كما قالت جـ تـرود شتاين ذات مــرة، هي أنه “لم يعد يوجد ذلك المكان” (من كتاب إيفري بوديز أوتوبايوجرافي، حيث تشير إلى تلاشي المنزل الذي ترعرعت فيه وتغير مدينتها تماما). لا توجد أطروحة مركزية إلى حد كبير، والأمثلة المتعددة - التي لا يزيد طول كل منها على بضع فقرات - يتم وصفها بإيجاز وإهمالها بسرعة كبيرة بحيث لا يوجد سوى مساحة ضئيلة لاستيعابها، فضلا عن استكشافها بعمق. رغم دور هاوسل كشريك في “الصندوق التعاوني”، الذي يصف نفسه بأنه يدعم “الشركات الواقعة عند تقاطع الربح وفعل الخير”، هناك جهود قليلة لربط ذلك بالمشورة التجارية. وتوصف قاعدته الأساسية بأنها ببساطة: “خطط كمتشائم، واحلم كمتفائل، وادخـر كمتشائم، واستثمر كمتفائل”. لقد اختار عدم الالتزام بالتوصيات الـواردة في نهاية الكتاب، مشيرا إلى أن “الجميع مختلفون، والتوجيه العالمي نادر”. بدلا من ذلك، يقدم مجموعة مختصرة من الأسئلة التي ينبغي للقراء أن يفكروا فيها، تاركا هذا السؤال: “هل هذا تهرب من المواجهة؟”. العوامل الذاتية، وليست البيانات، هي المفتاح لفهم أحداث مهمة كثيرة من الكساد العظيم وجائحة كوفيد إلى فقاعة التكنولوجيا والأزمة المالية العالمية. أقوى السلوكيات هي التي لا تتغير أبدا من لندن أندرو جاك NO.11004 ، العدد 2023 نوفمبر 27 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 13 الإثنين 10
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=