aleqt (11002) 2023/11/25

الرأي NO.11002 ، العدد 2023 نوفمبر 25 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 11 السبت 10 Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - Saudi Media Company المملكة العربية السعودية: +966 11 2716909 : الرياض +966 920035142 +966 12 6572323 : جدة الإمارات العربية المتحدة: +971 4 4254285 دبي: : بريد إلكتروني sales@smc.me : موقع إلكتروني www.smc.me الوكيلالإعلاني المرأة السعودية وكفاءة التمكين حظيت المرأة السعودية باهتمام ورعاية القيادة السعودية ومنحتها سبل التمكين بحزم من القرارات التاريخية لتشكل نقلة نوعية غير مسبوقة عززت دورها في مختلف الميادين، فأضحتشريكا فاعلافي رفعة الوطن ونمائه، وحققت نجاحات نوعية تباينت مجالاتها علميا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، والمتتبع مسيرة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والمدنية للمرأة السعودية، يجد أنه تمت إجراءات فعلية على أرض الواقع لتعزيز مكانتها في المجتمع بما يتلاءم مع قدراتها المتميزة واستعدادها لتحقيق التقدم والازدهـــار على مختلف الأصـعـدة، كما أنها خطت مسافات مشرفة متناسبة مع المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة. ومن هذه المقدمة والخلفية، فليست هناك حدود لمسار تمكين المـرأة في السعودية. فكل المشروعات والمبادرات والمحاور التي وضعتها "، تصب في هذا الاتجاه، 2030 "رؤيـة المملكة بل وضعته على رأس الأولــويــات، انطلاقا من أهمية مشاركة المرأة على الساحة الوطنية في كل المجالات التي يمكن أن تضيف إليها، وأن تشترط في عملية البناء الاستراتيجية الكاملة، التي تعيد تشكل المشهد المحلي عموما، وفق ما تستحقه السعودية، ومـا تتمتع به من إمكانات كبيرة. وعلى هذا الأساس، وضعت الدولة مكانة المرأة الاجتماعية والعملية والإبداعية والإنتاجية على رأس الاهتمامات، ووفرت لها كل الأدوات اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة. ومن هنا، يمكننا فهم الخطوات الواسعة، التي تسير عليها المرأة في كل القطاعات التي تخصها وترتبط بالتنمية المستدامة الشاملة. والاستنتاج الأخير للبنك الدوليفيهذا المجال، يعزز المشهد العام لـدور المـرأة في المملكة. فالمؤسسة الدولية لم تحص فقط الإنجازات التي تمت على هذا الصعيد فحسب في مدة زمنية قصيرة، بل عدت التجربة التي تمر بها المرأة من خلال الخطط الموضوعة وتنفيذ مستهدفاتها، مثالا يحتذى على الصعيدين الإقليمي والعالمي. فمشاركة المرأة السعودية -وفق البنك الدولي- منذ بلغت آفاقا عالية للغاية على صعيد تمكينها 2017 واندماجها في ورشـة التنمية الوطنية الهائلة، لماذا؟ لأنها تشارك في مختلف القطاعات. والنقطة الأهـم هنا، لا تنحصر في هذا الشأن فحسب، بل تؤكد حقيقية أن الارتفاع المستمر لمشاركة المرأة في سوق العمل، لم يؤد إلى زيادة البطالة على الجانب الآخر من السوق. الذي حدث فعلا أن البطالة انخفضت في ظل وجود فرص متوالدة للعمل محليا. واللافت، أن هذه القفزات النوعية تمت في فترة لا تزيد على ستة أعوام، ما يعزز النجاحات الخاصة بتحقيق مستهدفات "رؤية المملكة". فمنذ حتى اليوم زادت مشاركة المرأة في القوى 2017 17.4 العاملة بمختلف القطاعات المحلية من في المائة. وهذه النسبة ترتفع مع توسع 36 إلى المشروعات وطرح مبادرات تنموية استراتيجية جديدة. ومن النقاط المهمة فيهذا الشأن أن عملية تمكين المرأة في سوق العمل تشمل بقوة القطاع الخاص الذي وضعت له شريكا وطنيا لاستكمال عملية البناء الشاملة. فمشاركة المرأة لم تقتصر على القطاع الحكومي، بل باتت تمثل قوة عاملة أساسية على الساحة الاقتصادية والتنموية الخاصة. وهذه النقطة خاصة، تعزز الحالة الصحية للأداء الاقتصادي الوطني عموما. كـل هــذا مـا كــان ليحصل لــولا المخططات الاستراتيجية عالية الجودة، والتحولات الاجتماعية على الساحة المحلية. فالخطط والبرامج الموضوعة لا تختص فقط بالجانب التنموي والاقتصادي، بل أيضا إصلاحات اجتماعية ضرورة تعد قاطرة لضمان الوصول إلى المستويات الصحية من التنمية المستدامة. فالمبادرات الداعمة لمشاركة المرأة وتمكنيها وتحقيق المساواة بين الجنسين عموما، لا تتوقف. وتشمل كل مناحي العمل، بما في ذلك مبادرة التمكين في الخدمة المدنية، والتنوع في سوق العمل، وتشجيع التطور الوظيفي والعملي للمرأة عموما، إضافة طبعا إلى مبادرات التدريب والتوجيه، وإيجاد الأجواء العملية المرنة لها وكل العاملين على الساحة المحلية عموما. فضلا عن توفير الخدمات الأسرية للأطفال خلال فترات عمل المرأة والقيام بدورها. وعلىهذا الأساس، يبقى الهدف الأول حاضرا في كل الأوقات، حول تعزيز مشاركة المرأة وتمكينها في التنمية الوطنية الشاملة. وهذا ما مكنها أساسا من أداء دورهـا في هذا المسار الـذي يقود إلى استكمال عملية البناء الاستراتيجية، كما وضعت من قبل القيادة العليا في البلاد. إنها تحولات تؤكد مجددا أن المملكة ماضية قدما وبسرعة فائقة إلى تحقيق غاياتها وصناعة مستقبل يستحقه كل السعوديين. ناميتا داتا / ناريا سانتا لوسيا / سوناميكا سينج * خبيراتفي تشغيل الشباب ـ البنك الدولي تسخير الابتكار لمصلحة تشغيل »2 من 1« الشباب يوفر الذكاء الاصطناعي فرصا ويفرض تحديات للعاملين من جميع الأعمار والخلفيات. أحد المجالات المثيرة للاهتمام هو الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي ينشئ محتوى جديدا بناء على البيانات الموجودة والمدخلات التي يقدمها المستخدم. Chat " ويتضمن ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بالنصوص "شات جي بي تي ، من شركة جوجل، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي Open AI من شركة GPT الخاص بالأكواد البرمجية. وللذكاء الاصطناعي التوليدي استخدامات كثيرة ومتنوعة في الصناعات والمجالات، منها الفن، والكتابة، وتطوير البرمجيات، وتصميم المنتجات، والرعاية الصحية، والتمويل، والألعاب، والتسويق، والموضة والأزياء. لكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لتشغيل الشباب؟ وكيف يمكن للشباب الاستفادة من هذه التكنولوجيا الناشئة والاستعداد لمستقبل العمل؟ هناك طرق يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي من خلالها تعزيز تشغيل الشباب: توفير فرصعمل وإيجاد مسارات مهنية جديدة للشباب: نظرا لأن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح أكثر سهولة واستخداما على نطاق واسع، سيكون هناك طلب متزايد على الخبراء المهنيين الذين يمكنهم تصميم أنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطويرها وتدريبها واختبارها ونشرها وصيانتها. ومن ثم، سيصبح طرح الأسئلة الصحيحة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي و"هندسة الأوامر" من المهارات بالغة الأهمية. إضافة إلى ذلك، ستكون هناك أدوار جديدة لصانعي المحتوى والمشرفين والمحررين والمراجعين والمدققين الذين يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج محتوى أصلي عالي الجودة. زيادة إنتاجية العمال الشباب: يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يفيد الشباب من خلال الإبداع والعمل على نطاق واسع، ما يمكنهم من إنتاج محتوى مبتكر يناسب احتياجات محددة، إضافة إلى دفع عجلة الابتكار. علىسبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يساعد الكتاب على إنشاء الخطوط العريضة أو المسودات أو الملخصات لمقالاتهم أو قصصهم، وأن يساعد المطورين على إنشاء أجزاء أو قوالب من الأكـواد البرمجية لمشاريعهم البرمجية، كما يساعد المصممين على تطوير نماذج تجريبية أو نماذج نمطية تعطي التصور المطلوب عن منتجاتهم. ومن خلال تقديم الاقتراحات والبدائل، يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي زيادة القدرة الإبداعية البشرية ومساعدة المستخدمين على إنشاء النصوص والصور ومقاطع الفيديو بسهولة باستخدام أفكارهم الجديدة. تدعيم أشكال جديدة من التعلم والتعليم للشباب: علىسبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إتاحة تجارب تعليمية ذات طابع شخصي وتكيفية بناء على تفضيلات المتعلم وأهدافه واهتماماته وقدراته. ويمكن أن تشمل منافع التعلم ذات الطابع الشخصي إمكانية زيادة مشاركة الطلاب، وتحسين النواتج الأكاديمية، فضلا عن انخفاض معدلات التسرب من التعليم. كما يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي على توفير بيئات تعليمية تفاعلية غنية بالخبرات والتجارب مثل محاكاة الواقع الافتراضي، والاختبارات بطريقة الألعاب، وبرامج بوت الدردشة التي تحاكي المعلمين، التي تساعد على مشاركة المتلقي وتحفيزه. ويمكن لهذه البيئات أن تساعد المتعلمين على تطوير مهارات مثل حل المشكلات والإبداع والتعاون. كلمة الاقتصادية صحيح أن قمة سان فرانسيسكو تجاوزت المستوى المتواضع الذي تحقق في بالي. لكن تظل تساؤلات عميقة بشأن ملامح الصراع الصيني ـ الأمريكي قائمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية التي حفزت هذا الصراع. الواقع أن هذه القضايا نالت قدرا ضئيلا إلى حد مدهش من الاهتمام في بيانات وتصريحات القمة التي دامت أربع ساعات. في نهاية المطاف. » 2 من 2 بايدن وشي يقطفان الثمار الدانية « كان إعــــ ن ال ـرئ ـي ـسشي اســـتـــعـــداد الـصـ لاستئناف التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الحفاظ على الباندا مفاجأة سـارة، فبعد رحيل ثلاثة من حيوانات الباندا أخيرا من واشطن العاصمة، من الواضح أن هذا الإعلان ضرب على وتر عاطفي لدى عدد كبير من محبي الحيوانات بين الأمريكيين، وأنا منهم. في كـــتـــابي الأخـــــ "صراع المصادفة"، ركزت على أهمية إيجاد أرضية مشتركة نستطيع إعادة بناء الثقة عليها. كنا نفتقر بشدة إلى أجندة مشتركة في هذا العصر الذي يتسم بتصاعد الــ اع الصيني - الأمريكي. رغم عدم وجود وصفة بسيطة لتبديد الشكوك المتبادلة، خاصة بعد الـعـداوة التي دامت طــوال الأعـــوام الخمسة ونصف العام الأخــ ، فـإن قطف الثمار الدانية في سان فرانسيسكو يمثل خطوات صغيرة مهمة على الطرق إلى حل الصراع. أتمنى لو كان بوسعي أن أقول الكلام ذاتـه عن بابين آخرين من أبــواب حل الــ اع التي تناولتها في تعليقي السابق: التهديدات الوجودية "تغير المناخ والصحة العالمية" التي تواجهها الـدول والتحسينات التي أدخلت على بنية المشاركة. كان الاستثناء الوحيد الملحوظ ما يسمى اتفاق سونيلاندز، الــــذي أبــــرم عـشـيـة قـمـة سـان فرانسيسكو، الـذي يعد بتأسيس فريق عمل جديد يسعى إلى دفع عجلة التعاون المناخي قبيل مؤتمر الأمم المتحدة المقبل المعني بتغير في دبي. 28 المناخ "مؤتمر الأطراف على النقيض من هـذا، لم نشهد أي تقدم ملموس في إدارة الذكاء الاصطناعي، باستثناء الاتفاق على الحاجة إلى إجراء محادثات ثنائية للحد من الأخطار التي تفرضها أنظمة الذكاء الاصطناعي. كمالم يحدث أي تقدم في مجال الأمن السيبراني، أو حقوق الإنسان، أو الاحتكاكات الإقليمية، وجميعها قضايا لها تاريخ طويل من المحادثات بين القوتين العظميين. فيما يتصل ببنية المشاركة، كان كل شيء يدور حول الدبلوماسية وأقل القليل كان مرتبطا بالتحول إلى نموذج مؤسسي لتعميق وإدامة الروابط المشتركة والعلاقات. مع تولي الدبلوماسيين على الجانبين قيادة الاجتماع، لم تكن هذه نتيجة مفاجئة. لكن في ضوء قمة العام الماضي الفاشلة في بالي، يصيبني هذا بالحيرة. فرغم أنني أنسب إلى الدبلوماسية الماهرة الفضل في إشعال شرارة التحول نحو العودة إلى المشاركة، والتعاون، وبناء الثقة، فإن هذه المهارات لا تضمن إقامة علاقة صامدة قادرة على تحمل اضطرابات غير متوقعة. في عامنا هذا، كان بالون المراقبة الصيني.. فمن يدري ماذا قد يأتي لاحقا؟ الـــذي يديره في هــذا الـعـ زعــ ء غـ مخضرمين ومقيدون سياسيا، مـا زلـت أعتقد أن حل النزعات بين القوتين العظميين يتطلب أكثر من مجرد دبلوماسية شخصية. وتظل الحجة مقنعة لمصلحة الطابع المؤسسي كمكمل لحل الــ اع الدبلوماسي. ورغم أنها لم تحقق النجاح المنتظر في سان فرانسيسكو، فإن الأمانة العامة الصينية - الأمريكية تظل خياري المفضل لتعزيز الأدوات اللازمة لنزع فتيل الصراعات وإصلاح العلاقات الثنائية. صحيح أن قمة سان فرانسيسكو تجاوزت المستوى المتواضع الذي تحقق في بالي. لكن تظل تساؤلات عميقة بشأن ملامح الصراع الصيني ـ الأمـريـ قائمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية التي حفزت هذا الصراع. الواقع أن هذه القضايا نالت قـدرا ضئيلا إلى حد مدهش من الاهتمام في بيانات وتصريحات القمة التي دامت أربع ساعات. في نهاية المطاف، كان من الأسهل كثيرا على بايدن وشيقطف الثمار الدانية. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت مع تولي الدبلوماسيين على الجانبين قيادة الاجتماع، لم تكن هذه نتيجة مفاجئة. لكن في ضوء قمة العام الماضي الفاشلة في بالي، يصيبني هذا بالحيرة. فرغم أنني أنسب إلى الدبلوماسية الماهرة الفضل في إشعال شرارة التحول نحو العودة إلى المشاركة، والتعاون، وبناء الثقة، فإن هذه المهارات لا تضمن إقامة علاقة صامدة قادرة على تحمل اضطرابات غير متوقعة. ستيفن س. روتش * عضو هيئة التدريسفي جامعة ييل ـ رئيس «مورجان ستانلي» آسيا سابقا منسيقرضالحكومة الأمريكية؟ لم تعان الحكومة الأمريكية أي مشكلات تمويلية منذ انطلاق الأزمة المالية العالمية حين بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشراء 2008 في كميات ضخمة من الأصول والأوراق المالية في عمليات ضخ سيولة مهولة في الأسواق، وصل جزء كبير منها إلى الحكومة الأمريكية التي استفادت من تلك السيولة في تمويل مصروفاتها السنوية بسهولة تامة وفوائد متدنية جدا. فهل لا تزال الحكومة الأمريكية قادرة على الاقتراض بسهولة؟ كانت هناك أوقات انخفضت فيها معدلات الفائدة في المائة ولم يكن لها 1 على أوراق الدين إلى ما دون أي تأثير في عمليات التمويل الحكومية، حيث كانت وزارة الخزانة دوما تجد من يشتري ما تطرحه من أوراق دين بيسر وسهولة، والسبب يعود لقوة المكانة الائتمانية لأدوات الدين الأمريكية ولجوء المستثمرين إليها سواء من الداخل أو الخارج. أما الآن فحدثت هناك تطورات عديدة بدأت تجعل عملية الاقتراض أصعب من ذي قبل، فقبل أيـام كاد يفشل المزاد عاما بسبب ضعف الطلب، ما 30 الحكومي لسندات جعل الحكومة تركز على التمويل على المدى القصير بإصدار أذونات عام واحد وأقل بدلا من إصدار سندات على المديين المتوسط والبعيد. يلاحظ في المـزاد الأخير نقص مستوى التغطية الـذي كـان في أوقــات سابقة يغطي في المتوسط وفي 2.2 حجم المعروض، والآن انخفض إلى 2.5 يبدأ دق ناقوس خطر 2.0 حال انخفض إلى ما دون فشل المـزادات، وهذا مؤشر خطير سيربك الخطط التمويلية للحكومة. مصدر المشكلة الحقيقي يعود لتناقص الطلب من الجهات الأجنبية لشراء السندات الأمريكية، حيث نلحظ ذلك هذا العام، حيث اشترت في المائة من السندات المطروحة 75 الأطراف الأجنبية في 65 في يناير، ثم انخفضت نسبة الــ اء إلى نوفمبر 9 المائة في أكتوبر الماضي، وأخيرا في مزاد في المائة، وهذا 60 جاءت مشتريات الأجانب فقط الانخفاض يـأتي رغـم ارتـفـاع العائد المقدم من الحكومة بشكل أكبر بكثير من الأعوام السابقة. في الفترات الأخيرة تتضح الزيادة في عمليات شراء السندات وغيرها من أدوات دين حكومية من قبل تجار السندات، أو من يسمون الوسطاء الرئيسين، وبذلك فهم يعوضون نقص الطلب على السندات من قبل الجهات الأجنبية. فمثلا نجد نسبة شراء تجار السندات في المائة من السندات 9 هذا العام ارتفعت من في المائة في المزاد 25 المطروحة في أول العام إلى الأخير، ولكن هل يستطيع تجار السندات الاستمرار في سد تلك الفجوة؟ الحقيقة أن وزارة الخزانة أشـارت إلى قلق تجار السندات تجاه حجم ما يطرح من أدوات دين وعدم اقتناعهم من تقديرات عجز الميزانية وتنبؤات النمو الاقتصادي والإيـــرادات الحكومية، وبالتالي قد لا يستطيعون مواصلة الـ اء في المــزادات المقبلة. تجار السندات في نهاية المطاف ليسوا مستثمرين، بل هم وسطاء، ويعلمون حجم الطلب على أدوات الدين الحكومية وما يستطيعون تصريفه منها على المستثمرين في الداخل والخارج. وفي حال لم يستطع هؤلاء التجار تصريف ما لديهم من سندات فستكون هناك أزمة كبيرة جدا، لأنهم إما سيقومون ببيعها بأقل الأسعار، ما يعني ارتفاعا حادا في معدلات الفائدة، أو أن يقوم البنك الفيدرالي بشرائها منهم، ما يعني مخالفته لتوجهاته في التخلص مما لديه من أصول. تريليون 34 حجم الدين العام الأمريكي الآن يقارب في المائة من حجم الناتج المحلي 120 دولار، متجاوزا مليار دولار كفوائد شهرية، 90 الإجمالي، ومكلفا نحو في المائة كمتوسط تكلفة للفائدة على ما تم 3 بواقع إصـداره من ديون. أضف إلى ذلك وجود عجز سنوي في الميزانية الفيدرالية بحدود تريليوني دولار، مرشحا لمزيد من الارتفاع في الفترات المقبلة، فما الحل؟ أحد الحلول أو الحيل -إن صح التعبير- يتم اللجوء إلى أرصـدة اتفاقيات إعـادة الـ اء المعاكس، التي تريليون دولار قبل أشهر قليلة وبدأت 2.4 كانت تقارب بالانخفاض نتيجة الاعتماد عليها في تمويل الحكومة، وهي الآن أقل من تريليون دولار. من المعروف أن اتفاقيات إعادة الشراء العادية وليس العكسية هي طرق تستخدمها البنوك، وغيرها من مؤسسات مالية، للاقتراض قصير المدى، حيث مثلا يقوم البنك التجاري بتسليم بعض ما لديه من سندات حكومية إلى البنك المركزي للحصول على سيولة نقدية مؤقتة، ويدفع مقابل ذلك معدل اتفاقية الشراء السائد، الذي يبلغ في المائة، وفي أمريكا نحو 6 هذه الأيام في المملكة في المائة. لكن حاليا لا توجد حاجة لدى البنوك 5.4 إلى إجراء مثل هذا النوع من الاتفاقيات لعدم حاجتها لأي سيولة إضافية، فلديها ما يكفي، فنلحظ منذ بداية أن البنوك بدأت تتراجع عن الدخول في اتفاقيات 2022 إعادة الشراء، وبدأت بدلا عن ذلك بتفعيل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس، نتيجة جاذبية معدلات فائدتها المرتفعة، من جهة أخرى نتيجة تراجع حجم الطلب الائتماني من قبل الأفراد والشركات، وبالتالي أصبح عائد في المائة مغريا جدا لهذه 5.3 الاتفاقيات العكسية عند المؤسسات المالية. بمعنى آخـر، الـذي حصل للسيولة المهولة التي حصلت عليها البنوك أعواما طويلة، ولم تستطع ضخها في الاقتصاد كما ينبغي، عادت إلى البنك الفيدرالي كأرصدة اتفاقيات إعادة شراء معاكس، والآن تستفيد وزارة الخزانة من هذه الأرصدة في عملياتها التمويلية على المدى القصير فقط، وكذلك يستفيد الفيدرالي منها في كونها طريقة تمويل غير مكلفة، بمعنى أنها لا ترفع من المعروض النقدي، ولا تتطلب شراء سندات كما كان يتم في عمليات التيسير الكمي. المشكلة أن رصيد هذه الاتفاقيات بدأ يتناقص بشكل سريع، وقريبا لن يكون هناك مجال للاستفادة من الاتفاقيات العكسية، وسيضطر الفيدرالي إلى إجراء عمليات ضخ سيولة في الأســواق. لذا لا يوجد خيار آخر لتمويل الحكومة عدا طرح مزيد من أدوات الدين، كون إيرادات الحكومة محدودة ولن تأتي أي إيـرادات إضافية من .2024 الضرائب على الأقل حتى نهاية الحكومة الأمريكية تعتمد على الإقبال الكبير على ما تطرحه من أدوات دين متنوعة مستفيدة من مكانتها الائتمانية ومكانة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، ولكن بدأت تظهر ملامح تعثر في المزادات الحكومية بسبب تراجع الطلب الخارجي، وتناقص أرصدة الاتفاقيات العكسية، وقلق تجار السندات، إلى جانب اختلال التصنيف الائتماني الأخير لأمريكا، ما يجعل الحكومة الأمريكية في حيرة من أمرها، فإما خفض عجز الميزانية أو زيـادة الإيــرادات أو إصدار السندات بمعدلات فائدة متصاعدة، أو استسلام مجلس الاحتياطي الفيدرالي ومعاودة شراء الأصول لضخ السيولة اللازمة وبالتالي تضخم قائمة المركز المالي لديه على خلاف ما يسعى إليه. الحكومة الأمريكية تعتمد على الإقبال الكبير على ما تطرحه من أدوات دين متنوعة مستفيدة من مكانتها الائتمانية ومكانة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، لكن بدأت تظهر ملامح تعثر في المزادات الحكومية بسبب تراجع الطلب الخارجي، وتناقص أرصدة الاتفاقيات العكسية، وقلق تجار السندات، إلى جانب اختلال التصنيف الائتماني الأخير لأمريكا، ما يجعل الحكومة الأمريكية في حيرة من أمرها. د. فهد بن عبد الله الحويماني * مختصفي الأسواق المالية والاقتصاد @FahadAlHoymany

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=