aleqt (10996) 2023/11/19

في تقرير الحالة التكنولوجية ،2022 الأوروبــــيــــة لــعــام تفوقت فرنسا عـى المملكة المتحدة كدولة تكنولوجية، وفقا لتصنيف يعتمد القيمة السوقية العامة للتكنولوجيا كمعيار للحكم عل المستوى التكنولوجي للدولة. وعل الرغم من أن التقرير أشار إلى أن شركات التكنولوجيا الناشئة في المملكة المتحدة تظل الأكثر تمويلا في أوروبا، فـإن الاستثمار فيها انخفض في المائة. 22 بنسبة أمام ألمانيا إحدى الأيقونات العالمية في عديد من الجوانب التكنولوجية، ومن أبرزها قطاع السيارات، فقد شهد انخفاضا في الاستثمارات التكنولوجية في المـائـة العام 43 بنحو الماضي. أمـا فرنسا فقد نجحت في الحفاظ عل رقم استثماري في المجال التكنولوجي يتساوى مع استثماراتها في هذا القطاع .2021 عام لا شـك أن جـاذبـيـة سوق التكنولوجيا الفرنسية تلعب دورا مهما في هذا التميز مقارنة بمنافسيها الدوليين، فالقيمة السوقية لسوق تكنولوجيا المعلومات والاتــصــالات في فرنسا قـدرت العام الماضي مليار دولار، وسط 115 بنحو 195 تقديرات أولية بأن تبلغ ،2027 مليار دولار بحلول عام كما قدرت الإيـرادات التراكمية لمقدمي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فرنسا بين عامي 895 بما يصل إلى 2027 و 2022 مليار دولار. تلك الإمكانات الضخمة هو ما يدفع بباريس إلى بذل كل جهد ممكن لوضع نفسها كمركز أوروبا في مجال التكنولوجيا خاصة في الذكاء الاصطناعي، حيث تلقي الحكومة الفرنسية بثقلها وراء قطاع التكنولوجيا سريع النمو، لكن الطريق لا يخلو من كثير من التحدياتفيظل منافسةشرسة من كل من المملكة المتحدة وألمانيا ليصبحا مركزا للذكاء الاصطناعي في القارة الأوروبية. يـقـول ل ــ"الاق ـت ـصـادي ـة"، الدكتور إس.دي أرجون أستاذ الاقتصاد الأوروبي في جامعة برمنجهام "خصصت خطة التي أعلن 2030 فرنسا لعام عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل 30 مبلغ 2021 ماكرون في عام مليار يورو لإنشاء ما أطلق عليه (أبطال التكنولوجيا الفائقة في المستقبل)، وأعلن عن رغبته في شركة فرنسية ناشئة 100 رؤية في مجال التكنولوجيا، عل أن يبلغ الحد الأدنى لميزانية كل شركة مليار يـورو بحلول عام ، والـعـدد الحالي لتلك 2030 شركة أي إن 26 الشركات يبلغ فرنسا قطعت ما يزيد قليلا عل ربع الطريق لتحقيق الهدف". 26 ويضيف "من بين تلك الـ 20 شركة يقع المقر الرئيس لـ منها في باريس، التي تعد معقل الـ كـات الفرنسية الناشئة خاصة في مجال التكنولوجيا، والتقديرات الراهنة تشير إلى ألف شركة ناشئة في 12 وجود منطقة باريس الكبرى، وهو عدد أكبر من الشركات الناشئة في كل من لندن وبرلين". ويــؤكــد أن فـرنـسـا لديها أقـوى نمو في عمليات البحث عـن الوظائف التي تركز عل التكنولوجيا مقارنة بأي دولة أوروبية أخرى، كما أن متوسط راتـب مهندس البرمجيات في بـاريـس قبل عامين كـان يبلغ يـــورو أي أعـــى من 48332 46 المتوسط العالمي البالغ ألف يورو. لم تمنع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها فرنسا الـ كـات الناشئة في مجال التكنولوجيا من الحفاظ عل تفاؤلها تجاه المستقبل، عل الـرغـم مـن أن آخــر البيانات الاقتصادية تشير إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو في 0.1 نما بنسبة لا تتجاوز المائة في الربع الثالث من هذا العام مقارنة بالربع الثاني، بل إن الصادرات عكست مسارها في المائة 1.4 وانخفضت بنسبة في الربع الثاني من هذا العام. فـمـن أيـــن تـــأتي ال ـ ك ـات الفرنسية الناشئة والعاملة في مجال التكنولوجيا بهذا التفاؤل؟ تقول لـ"الاقتصادية" لويز مينشين الباحثة الاقتصادية "أظهرت شركـات التكنولوجيا الفرنسية مرونة بعد جائحة 2020 كـورونـا، فخلال عامي زادت إيراداتها بنسبة 2021 و في المائة لتصل إلى ثمانية 23 مليارات يــورو، وهناك اتجاه لأن تـصـبـح تـلـك الــ كــات أكــ اسـتـهـدافـا لاحتياجات المستهلكينفي مجالات التعليم أو التكنولوجيا الصحية، وبذلك يمكنها أن تتوقع زيادة الطلب عــى منتجاتها في مـجـالات كخدمة البرمجيات والتكنولوجيا المالية، وهذا يبث مناخا تفاؤليا لدي المديرين التنفيذيين". لكن هذا التفاؤل يصطدم من وجهة نظر الخبراء بعدد من العقبات من بينها صعوبة وصول الشركات الناشئة الفرنسية بصفة عامة وفي قطاع التكنولوجيا عل وجه الخصوص إلى المهارات الدولية، بسبب الحواجز اللغوية وتـعـقـيـدات الـبـ وقـراطـيـة الفرنسية، إضافة إلى صعوبة الـحـصـول عـى تـأشـ ة عمل فرنسية، وقد عملت الحكومة الفرنسية بضغط من قيادات الشركات الناشئة عل تذليل تلك الصعوبات ولو جزئيا، وزيادة جاذبية سوق العمل الفرنسيةفي مجال التقنيات المتقدمة. إلا أن تلك التحديات تعد -من وجهة نظر الدكتور بارنيت وارك من معهد الـدراسـات المالية- أبسط التحديات التي تواجه قطاع التكنولوجيا المتقدمة في فرنسا. ويقول لـ"الاقتصادية"، "إن هناك أوقاتا عصيبة قد تواجه القطاع التقني الفرنسي تماما كما هي الحال في باقي الدول الأوروب ـي ـة، فارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ تمويل رأس المال الاستثماري وظروف سوق العمل الصعبة، تضع عراقيل أمــام تحقيق الأهـــداف التي أعلنها الرئيس الفرنسي". ويضيف "تتمثل الميزة التي تتمتع بها فرنسا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى في وجود عدد هائل من البرامج الاستثمارية في مجال التكنولوجيا تدعمها الحكومة، ويمكن لهذه البرامج أن تساعد عل إنشاء شركات تكنولوجيا، مـع هـذا ستظل شركات التكنولوجيا الفرنسية خاصة الناشئة في حاجة إلى شد الأحزمة عل غرار نظيرتها الأوروبية والأمريكية". في هـــــذا السياق يرى بعض الخبراء أن نقطة الضعف في منظومة شركات التكنولوجيا الفرنسية تتمثل في عدم امتلاك فرنسا شركـــات تكنولوجيا عملاقة عل غرار الولايات المتحدة أو الصين، حيث عليها أن تعمل عل امتلاك شركتين أو ثلاث يمكن تصنيفها ضمن اللاعبين الكبار عل المستوى الدولي، وأن اعتمادها الدائم عل النمو المتواصل والـريـع لشركات التكنولوجيا الناشئة، لن يجعلها تحقق طموحاتها بأن تصبح مركز أوروبا التقني بشكل حقيقي. ويكشف تطور قطاع التقنيات الحديثة في فرنسا في الوقت الحالي، أن كلا من الحكومة الفرنسية وشركات التكنولوجيا عل وعي تام بأهمية تأسيس عدد من الشركات التكنولوجية العملاقة، لكنهما لم يفلحا حتى الآن في إحداث الاختراق المــطــلــوب لــبــنــاء عـ لـقـة تكنولوجيا فرنسية يمكنهم منافسة الـ كـات الأمريكية والصينية. في المـقـابـل نـجـحـا عبر التعاون المشترك في تعزيز النظام البيئي التكنولوجي الفرنسي، مـا ساعد عل إنشاء بنوك اسـتـثـ ر عامة تركز عل الاستثمار في المجال التقني، ما يفس إلى حد كبير نجاح الشركات الناشئة الفرنسية في اجتذاب رؤوس الأمـــــوال وتـحـقـيـق الـنـجـاح المطلوب في الحصول عل التمويل الــــروري لإنجاح أعمالها، وهو ما يتضح من خلال الأرقام الرسمية التي تشير إلى قيام الشركات الناشئة الفرنسية العاملة في مجال التكنولوجيا مليار دولار 4.5 بجمع ما قيمته في النصف الأول من هذا العام متجاوزة المبلغ الإجمالي الذي .2018 تم جمعه في عام مـــــن جــــهــــتــــه، يـــقـــول ل ــ"الاقـتـصـاديـة"، إس.دي. ديفي الخبير الاستثماري "لا تزال فرنسا متخلفة عن القادة العالميينفي مجال التكنولوجيا كالولايات المتحدة والصين واليابان، ففي الولايات المتحدة شركة ناشئة تعمل 644 توجد في مجال التكنولوجيا تتجاوز قيمة الواحدة منها مليار دولار، وهذا العدد من الشركات أكثر مـن خمسة أضـعـاف نظيرتها الفرنسية، حتى بعد أن نأخذ الـفـارق بين عـدد السكان في البلدين، كما أن الدعم الحكومي المــقــدم للقطاع الـفـرنـ التكنولوجي لا يمكن أن يستمر إلى الأبد". وتكشف تلك الرؤية أن شركات التكنولوجيا الفرنسية ربما لن تجد أمامها من سبيل لإنشاء شركات عملاقة عل غرار "أبـل" الأمريكية أو "هـواوي" الصينية سوى مزيد من الاندماج مستقبلا، وربمــا يكون ذلك مدخل فرنسا لمحاولة إيجاد أرضية صلبة تعزز بها دعوتها إلى إقامة شراكـة تكنولوجية أقوى مع الولايات المتحدة، إذ سيكون من الصعب إقامة شراكة متوازنة بين ضفتي الأطلسي دون أن يكون لدى الأوروبيين عملاق أو أكثر تكنولوجيا قادر عل أن يكون ندا حقيقيا لعمالقة التكنولوجيا الأمريكية. يشار إلى أن معرض "فيفا تـكـنـولـوجـي" في العاصمة الفرنسية باريس، وهو إحدى الفعاليات التكنولوجية العالمية المهمة في فرنسا، شهد هذا شركة ناشئة 2400 العام مشاركة 174 ألف زائر من 150 وجذب دولـة حـول العالم، متجاوزا بذلك الرقم القياسي المسجل في العام الماضي الذي شهد ألف شخص من عشاق 91 إقبال التكنولوجيا. هــذا الــعــام، كــان الـذكـاء الاصطناعي الموضوع الرئيس ضمن المـوضـوعـات التي تم التركيز عليها عل مدار فعاليات المعرض في دورتـه السابعة، وهو حدث دولي يقام سنويا ليجمع كل الجهات الفاعلة في مجال التكنولوجيا والشركات الـنـاشـئـة ورواد الابـتـكـار والمستثمرين لاستعراض أحدث الابتكارات والتجارب الرائدة في المجال الرقمي. وتمـيـزت دورة هـذا العام بحضور إيـلـون ماسك رئيس شركات "تسلا" و"سبيس إكس" و"إكس"، حيث شارك في جلسة حـوار امتدت لأكـ من ساعة وتحدث أمام أكثرمن أربعة آلاف شخص عن صعوبات "إكـس" وتنظيم الذكاء الاصطناعي وعن شركته "سبيس إكس". وقد شهد الرئيس الفرنسي إيمـانـويـل مــاكــرون، افتتاح المــعــرض، وخـــ ل حديثه، داف ـع عن إمكانات فرنسا في مجال الذكاء الاصطناعي، داعيا المنظمين إلى "التعاون الوثيق مع الجهات الفاعلة الرئيسة في هذا القطاع". وتطرق ماكرون إلى القضايا والتحديات التي تواجه مجال التكنولوجيا والابتكار في فرنسا، مـشـ ا إلى أدوات التمويل ووسائل دعم الجهات الفاعلة الناشئة بشكل أفضل، معلنا عن خطته الطموحة لدعم الشركات الناشئة في مـجـال الابتكار والذكاء الرقمي والاصطناعي. «أبطال التكنولوجيا الفائقة» .. طريق فرنسا للتحول إلى مركز أوروبا للذكاء الاصطناعي .2030 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا على أن يبلغ الحد الأدنى لميزانية كل منها مليار يورو بحلول 100 فرنسا تسعى ليكون لديها 2027 مليار دولار القيمة السوقية لشركاتها بحلول 195 من لندن هشام محمود مليار دولار 895 إيرادات تراكمية لمقدمي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فرنسا 2027 حتى ألف شركة ناشئة 12 في باريس .. العدد أكبر من نظيراتها المسجلة في كل من لندن وبرلين فرنسا لديها أقوى نمو في عمليات البحث عن الوظائف التي تركز على التكنولوجيا مقارنة بدول أوروبا 5 NO.10996 ، العدد 2023 نوفمبر 19 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 5 الأحد ألف يورو متوسط راتب مهندس 48.3 البرمجيات قبل عامين في العاصمة الفرنسية .. أعلى من العالمي زادت 2021 و 2020 خلال عامي إيرادات شركات التكنولوجيا الفرنسية مليارات يورو 8 % إلى 23 التفاؤل الفرنسي يصطدم بعدد من العقبات من بينها صعوبة وصول شركاتها إلى المهارات الدولية إنشاء بنوك استثمار عامة تركز على الاستثمار في المجال التقني تعزز قطاع التقنيات الحديثة في فرنسا أسواق وأرقام