aleqt: 16-11-2023 (10993)

يقوم فن كتابة الرواية على نقل تفاصيل لأحداث شكلت بمجملها لحظات قاسية أو سعيدة، تخبر عن قصة هنا أو خبرية هناك، عاشتها مدن وشــوارع وأحياء، وتنوقلت صورها من خلال أعين شهود عيان عاشوا ألم لحظات هاربة من تاريخ لن يكتب أبدا"... روايــة "مـا رأت زينة ومـا لم تــر" لـلـروائي رشـيـد الضعيف صادرة عن دار الساقي للنشر في بـروت، تـروي من منظور زينة البطلة المحورية للقصة، امرأة شابة من الطبقة الوسطى، تعيش في بـروت، وتعيش ارتــدادات هذه المدينة منذ الحرب الأهلية، وتضطر إلى أن تكون شاهدة عـ أكــر الأمـــور بشاعة التي عصفت بتلك المدينة الحالمة، وهي انفجار المرفأ في الرابع من .2020 أغسطس قبل وبعد تـنـقـل الــــروايــــة بتشعب شخصياتها أحــداث الـرابـع من ، قبل وبعد لحظة 2020 أغسطس انفجار مرفأ بيوت وتحول بيوت إلى مدينة مكسورة تستغيث، يرفرف فوقها يوم الخراب ويتناقل العالم صور ثاني أكبر انفجار هز البشرية منذ بداية تكوينها. يـصـور لـنـا الــــروائي رشيد الضعيف يوميات بطلته زينة، الأرملة التي تعمل منذ أكث من ربع قرن خادمة في منزل الأستاذ فيصل وزوجته الست سوسن، خادمة ومديرة البيت، ويركز على تفاصيل تشي في أبعادها إلى كثي من المشكلات التي يعانيها الشعب اللبناني، فينقل لنا الكاتب مـن خـ ل عيون زينة وتنقلها بسيارتها صباح هذا اليوم جملة من هموم هـذا الشعب الذي لا ييأس، من الغلاء المعيشي إلى ارتفاع سعر الصرف إلى أزمة المـحـروقـات وهـجـرة الشباب وصعوبة إيجاد وظيفة، حتى إنه يصف لنا صعوبة إيجاد موقف للسيارة في شـوارع مدينة تعج بالحياة، وغيها من العواصف الاجتماعية التي لاحظتها زينة وهي تتنقل بسيارتها في زحمة سي خانقة فرضت عليها مراقبة المـارة والمشاة والجالسين في المـقـاهـي واســــراق أزماتهم اليومية، جملة من المشكلات تنقلها شخصية زينة المتهالكة أصلا، بعد ما فقدته خلال الحرب الأهلية. نذير شؤم في الرابع من أغسطس يبدأ يوم زينة بطريقة تنذر بالشؤم بعد أن تـوقـع فنجان الشاي في مكان عملها، ثم تصطدم بالسيارة التي أمامها بعد أن تأخذها مشكلاتها في حالة من السهو لا تنتبه لمـا يجري من حولها، كيف لا ومتطلبات الحياة ترهقها، فهي معيلة لشقيقتها الستينية ماري وابنتها بشرى ابنة التي تركت الجامعة محاولة 19 الـ البحث عن عمل لكنها لم توفق، وتمضييومها مزروعة أمام شاشة التلفزيون تنتقل من مسلسل إلى آخر. زينة لم تضطر إلى العمل لو أن الموت لم يخطف زوجها وهـي في أشهر حملها الأولى، حين غـرق في سفينة هاربا من شر الحرب الأهلية إلى مكان أكث أمانا فابتلعه البحر ولم تحصل على جثته. كذلك فيصل وسوسن كبرا في السن ويعيشان وحيدان بعد سفر ابنهما الوحيد إلى أمريكا، ليست المشكلة تخص زينة وحدها، بل هي مأساة وطن خطف منه أبناؤه، ودمره انفجار غاشم وقتل سعيه الدائم لحياة أفضل. كل هذه الرسائل تحملها الرواية وتحاول طرحها من خلال قضية انفجار المرفأ الذي فجر حقائق نعيشها، لكننا نحاول غض النظر عنها كي لا تزيد من تدمينا. الانفجار الحدث إنها لحظة الانفجار، تنقلب الأحداث وتتسارع، وبينما كانت زينة تتحدث إلى جارتها التي تحمم طفلها عـ الـ فـة، وتحاول صم أذنيها عن "نق" بشرى لعدم وجود ماء ساخن كي تستحم قبل الذهاب لمقابلة عمل، يقع الانفجار الحدث، يهتز الكون وتتوقف عقارب الزمن.. زينة ومــاري تحت الأنقاض، بشرى مصدومة لا تفهم ماذا يجري، مسعفون حولها، جاد ابــن الأسـتـاذ فيصل والست سوسن يتصل من أمريكا ليعرف مصي والديه، أبنية متصدعة وأخـــرى متساقطة، وزجــاج متكسر يعزف أنشودة الموت، وطفل صغي ينفصل رأسه عن جسده وهو بين أحضان والدته بعد أن يقع عليه لوح زجاج، صور تدمي القلوب ولحظات من الجحيم ترسم ملامح بشعة للحظة قاسية عصفت بالبلاد والعباد. صور واقعية نـجـد أن الـــــروائي رشيد الضعيف يختار نقل صور أكث تعبيا كمشهد الأسماك الواقعة من أحواضها وتحاول البحث عن الحياة بين دماء الجرحى، ومشهد الجراذين التي تنهش في جثث القتلى المبعثة في كل مكان، وصولا إلى صورة فيصل الرجل المكسور والضائع الذي يجلس أمام شاشة التلفزيون عيناه تشاهد لكنها لا ترى، وسوسن جثة هامدة ملقاة على الكنبة، وبشرى تائهة تبحث في اللامكان. الجميع في حالة من الـذهـول، لا يعرف من يبحث عمن، ولا من يسأل عمن.. الجميع جريح الجميعفي عداد الأموات، منهم من رحل فعلا ومنه من بقي شاهدا صامتا على انفجار هز الكون بــأسره وقـى على أحلام ما كانت لتتحقق، لكنها كانتستبقى أملا يشد رحاله نحو غد مشرق ويوم جديد. انفجار في ثانية يرصد الروائي اللبناني، رشيد الضعيف في "ما رأت زينة وما لم تر"، جميع فصول الجريمة، كما وقعت على قلب الأهالي في المنطقة المحيطة بمرفأ بيوت، يروي من خلال شخصيات روايته وما تناقلته عيونهم، التفاصيل الدقيقة التي رافقت لحظاتهم الخاطفة قبل المـوت المحتم، ويـرسـم كيف انقلب الـشـارع الـهـادئ والـفـارغ إلا من غضب صامت لواقع اقتصادي واجتماعي متهالك، إلى كتلة نار مشتعلة، أخـرجـت الــشــوارع عـن صمتها والأحـيـاء عن نمطيتها، أفرغت المنازل والأحياء والدور، وتحول السكان إلى رمــاد والأبنية إلى ركام، وأصوات الـ"أهلا وسهلا" تحولت إلى نــداءات استغاثة، جحيم أدخل العالم في دوامة من فراغ، يبحثون عن موت مؤجل أو أجـل محتوم. ثانية بدلت الملامح والوجوه وغيت الأحلام وبددت الآمال، انفجار في ثانية خلف وراءه أجيالا من الحزن والوجع والضياع. اللغة العامية تتميز الرواية بأسلوبها الأدبي الغني، ولغتها الشاعرية. كما أنها تقدم قراءة جديدة للحرب الأهلية اللبنانية، وتسلط الضوء على تجارب النساء خـ ل هذه الفتة، ويمـزج رشيد الضعيف في روايته، كما اعتاد في رواياته السابقة، بين العامي والفصيح، كأنه يريد إشراك القارئفيأحداث روايته، يكتب بلغة الصورة حتى يحول متصفح كتبه إلى جزء من الـحـدث، يتجم الأحـــداث إلى مشاهد ويطوع الحرف لخدمة الصورة، يروي بصدقه المعتاد ما رآه يوم الرابع من أغسطسفي حوض المرفأ، يوم كانت بيوت تستغيث، ويقدم روايــة قوية ومؤثرة تستحق أن تتحول إلى عمل سينمائي يؤرخ يوما عاصفا في تاريخ مدينة قدر لها أن تعيش هذه المأساة. "مــا رأت زيـنـة ومــا لم تر" قصة تصلح أن تتحول إلى فيلم سينمائي مكتمل الـعـنـاصر لا ينقصه سوى عبقرية ممثل وإدارة مخرج، وقد حازت جائزة "محمد زفزاف للرواية" العربية لمؤسسة منتدى أصيلة. NO.10993 ، العدد 2023 نوفمبر 16 هـ، الموافق 1445 جمادى الأولى 2 الخميس رواية قراءات نص حياتك هي حياتك فلا تضربها بالخضوع. واكمن ثمة طرق للخروج ثمة ضوء من مكان لربما هو ضوء شحيح لكنه يهزم العتمة. اكمن قد تهبك الحياة الفرص فميزها انتهزها. لن تهزم الموت لكن قد تهزم الموتفي الحياة أحيانا. وكلما تعلمت غالبا بان ضوء أكث. حياتك هي حياتك فميزها وأنت تقضيها لأنك معجز وتنتظر الحياة منك أن تسعد. القلب الضاحك تشارلز بوكاوسكي/ الولايات المتحدة شعر: هدوء عمل تحبه معنى الحياة كتاب يستطلع منابع المعنى، من الحب والأسرة، إلى العمل والثقافة والطبيعة. يأخذ بأيدينا إلى واحدة من أعظم ما يمكن أن نواجهه من مسائل حول معنى الحياة. قد يبدو التأمل في معنى الحياة أمرا سخيفا، معدوم النفع، أو مرهقا. الحقيقة هي أن طرحنا هذا السؤال على أنفسنا مهم جدا كي نستطيع أن نعرف الوجود الأكث غنى بالمعنى وكي نسي إليه. يستعرض هذا الكتاب جملة ميادين نستطيع أن نتلمس فيها معنى لحياتنا، ومنها الحب والأسرة والصداقة والعمل والطبيعة ومعرفة الــذات. نكتشف ما يجعلنا نشعر بأن ثمة أمورا لها معنى في حين يبدو غيها من غي معنى، كما نتعلم كيف نضفي على حياتنا اليومية مزيدا من المعنى. مدرسة الحياة منظمة عالمية تعين الناس على عيش حياة أكث إشباعا. تحاول تعزيز طبائع أعمق تفكرا، ومساعدة الجميع على العثور علىحياة مشبعة راضية. مدرسة الحياة مـورد لاستكشاف العلاقات ومعرفة الـذات والعمل والعشرة الاجتماعية والـعـثـور عـ الـهـدوء والاستمتاع بالثقافة من خلال ما توفره من محتوى وتواصل. يعلمنا التأمل أن نبعد أنفسنا عن أفكارنا، وتعلمنا "مدرسة الحياة" أن نظل متصلين بها، معوضا عن ممارسة التنفس البطيء وشرب أنـواع خاصة من الشاي تستطيع إبراز حالة من الهدوء والسكينة من خلال التفكي. يذهب هذا الكتاب الطريف المقنع إلى القول إن قدرتنا على البقاء هادئين هي أقوى ما لدينا من أدوات من خلال التعمق وصولا إلى جذور قلقنا وخيباتنا، يزودنا هذا الكتاب بأدوات بالغة الأهمية لدفع: الغضب والشر من أنفسنا، مقاربة جديدة للتفكي المتعلق تقدمها مدرسة الحياة. دليل مفيد إلى التعامل مع مشاعرنا. الحياة كيف تجد الهدوء وتحافظ عليه. مهارات عملية في الحياة كيف نجد الهدوء وتحافظ عليه. متجم الكتاب وسلسلة مدرسة الحياة الحارث النبهان المقيم حاليا في بلغاريا. جنسيته سورية ومهنته التجمة عن اللغة الإنجليزية، وإليه يعود الفضل في إيصال كتب ثمينة شهية على صعيد العالم إلى القراء العرب فقد نقل إلى لغة الضاد، على سبيل للكاتب 1984 المثال لا الحصر، رواية البريطاني جورج أورويـل وكتاب "سنة الغزو مستمر" للمؤلف الأمريكي 501 نعوم تشومسكي. ليست فكرة أن العمل يمكن أن يكون فيه إشباع وتحقيق للذات، وأنه أكث من ضرورة، إلا "اختاعا حديثا". في زماننا هذا، لا تقف آمالنا عند حد تلقي أجر لقاء عملنا، بل ننتظر أيضا أن نجد فيه معنى ورضا وإشباعا. هذا تطلع كبي جدا، وهو يفسر كثة أعداد من يعيشون "أزمة هوية" في حياة العمل. إن كتاب "عمل تحبه" مصمم ليساعدنا على التوصل إلى فهم أنفسنا، فهما أفضل بغية العثور على عمل مناسب لنا. بمزيج من العاطفة والروح العملية، يرشدنا هذا الكتاب إلى اكتشاف قدراتنا ومواهبنا الحقيقية وإلى فهم ما نشعر به من تشوش وتطلع ورغـبـات... قبل أن يفوت الأوان. المؤلف آلان دو بوتون، كاتب ومقدم برامج تلفزيونية سويسري مقيم في لندن. ولد في . تناقش كتبه وبرامجه 1969 ديسمبر عام 20 التلفزيونية قضايا ومواضيع معاصرة. ويهدف دو بوتون إلى جعل الفلسفة ذات ، عندما 1993 صلة بالحياة اليومية. نشر عام من عمره، كتاب "مقالات في 23 كان في الـ الحب"، الذي راج حينها محققا مبيعات تقدر بمليوني نسخة. بضعة كتب أخرى لحقت بذلك الرواج وباتت على قوائم الكتب الأفضل مبيعا، ككتاب "كيف يمكن لبروست ، وكتاب "هندسة 1997 " أن يغي حياتك ، وغيهم. 2006 " السعادة كما وقعت في المنطقة المحيطة بمرفأ بيروت «ما رأت زينة وما لم تر» .. حين كانت بيروت تستغيث رشيد الضعيّف من بيروت أميرة حمادة «ما رأت زينة وما لم تر» قصة تصلح أن تتحول إلى فيلم سينمائي مكتمل العناصر. من خلال شخصيات روايته وما نقلته عيونهم في المرفأ يروي الكاتب التفاصيل الدقيقة التي رافقت لحظات خاطفة قبل الموت المحتم الثقافية 13

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=