aleqt (10988) 2023/11/11

7 NO.10988 ، العدد 2023 نوفمبر 11 هـ، الموافق 1445 ربيع الآخر 27 السبت حرب أسعار تدق أبواب الشحن البحري .. عرض أكبر من الطلب في مياه مضطربة للأسواق مع انتهاء عمليات الإغلاق التي فرضتها الصين على مواطنيها نتيجة جائحة كـورونـا، تسارع الطلب لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم على الطاقة، ومع زيادة الطلب على الطاقة بدأت الصين في استئجار أعـداد متزايدة من ناقلات النفط العملاقة، بعض من تلك الناقلات بحجم برج إيفل وقادرة على نقل مليوني برميل من النفط، ومع زيادة الطلب عليها ارتفعت تكلفة استئجارها لتصل ألف 100 في بعض الأحيان إلى دولار يوميا أي ضعف الأسعار التي كانت سـائـدة قبل بعض الوقت. مع هـذا، فإن ارتفاع أسعار استئجار ناقلات النفط خاصة العملاقة منها، يتناقض مع الــراجــع في أســـواق الشحن الأخـــرى، إذ انخفضت أسعار شحن الـحـاويـات بشكل دفع البعض إلى التحذير من المسار المقبل للاقتصاد العالمي، خاصة بعد أن خفضت شركات الشحن ما يصل إلى ثلث الرحلات عبر المحيط الهادئ بسبب تباطؤ الطلب على السلع. وتتجلى المشكلات الراهنة في قطاع الشحن البحري في قيام أكبر شركات الشحن في العالم شركـة ميرسك الدنماركية التي تهيمن بمفردها على سدس تجارة الحاويات الدولية في إلغاء عشرة آلاف وظيفة لديها مع تراجع الطلب والأســعــار، إذ تعتزم وظيفة، بعد 3500 الشركة إلغاء وظيفة في وقت 6500 أن ألغت سابق من هذا العام كجزء من تدابير صارمة لاحتواء التكاليف، في 92 وبعد انخفاض أرباحها المـائـة في نتائجها الفصلية الأخيرة. تدفع تلك الأوضاع إلى طرح مجموعة من التساؤلات حول مـدى انخفاض أسعار الشحن البحري الفوري والطويل الأجل؟ وكيف ستكون الأوضــاع عندما تـبـدأ مـوجـة هائلة مـن سفن الحاويات الجديدة في الوصول إلى الموانئ الدولية المختلفة في الأشهر المقبلة؟ وما الذي يخبئه المستقبل لشركات الشحنفيظل المنافسة السعرية التي يتخوف منها الجميع؟ مــــن جـــانـــبـــهـــا، تــقــول لـ"الاقتصادية" الدكتورة إديسون لي، أستاذة التجارة الدولية في جامعة لندن "الأوضـاع السلبية الراهنة التي يمر بها قطاع الشحن البحري تعكس الأوضاع السائدة في الاقتصاد العالمي، فبعد تراجع وباء كوفيد حدث انتعاش في الإنفاق العالمي، وارتفعت معدلات التجارة الدولية بما يتضمنه ذلك من زيـادة الطلب على ناقلات الشحن". واستدركت "لكن تنامي الطلب العالمي وعدم قدرة العرض على مواكبته، أسفر عن ارتفاع الأسعار واجتاح الاقتصاد الدولي موجة عنيفة من التضخم، ولم تجد البنوك المركزية من وسيلة لكبحه غير رفع أسعار الفائدة، ما أدى إلى انخفاض الإنفاق العالمي على السلع، ومن ثم تراجع الطلب على الشحن البحري". وبالنسبة لاستغناء شركة ميرسك عن عشرة آلاف وظيفة يعني أن قواتها العاملة ستتاجع ألـف عامل، وستكون 100 عن مليون 600 قــادرة على توفير جنيه استليني في العام المقبل، مـع هـذا تتخوف الـ كـة، بل وقادة قطاع الشحن البحري من المستقبل في ظل تزايد الآراء بأن الاقتصاد الدولي يفقد قوة الدفع الخاصة به، فالطلب على النقل البحري تحديدا يكون قويا في فتات الازدهار الاقتصادي، والعكسصحيح تماما. وأحـد المخاوف الحالية بين العاملين في هذا القطاع تعود إلى تقديراتهم بأن الوضع الراهن سـيـزداد ســوءا بسبب الطاقة الفائضة في الصناعة، ووجود أعداد كبيرة من ناقلات الحاويات دون حاجة إليها، فقد أدت أعوام ازدهار الشحن البحري إلى زيادة كبيرة في طلبات سفن الحاويات، وكان من المتوقع أن يتم تغيير جـزء كبير من أسطول الشحن 2025-2023 العالمي بين عامي سفينة 700 بتسليم أكـر من 2024 إلى 2023 في الفتة من سفينة في عام 150 وأكـر من ، كما أن الضغوط الدولية 2025 التي تمارس على شركات الشحن بتغيير أساطيلها إلى أساطيل جديدة تعتمد على محركات أكث حداثة دفعها إلى طلب سفن جديدة. بــدوره، قال لـ"الاقتصادية" ديكنز جـورج، المدير التنفيذي لشركة ليجنتيا البريطانية للشحن البحري، إن "تباطؤ الاقتصاد الـعـالمـي ومـخـاطـر الضغوط المـالـيـة وقـائمـة طويلة من الـــتـــوتـــرات الـجـيـو سياسية والعلاقات المـــتـــوتـــرة بـ الصين والـولايـات المتحدة، والحرب في أوكـــرانـــيـــا وأخـ ا في الشرق الأوســــــط، أدت إلى انخفاض تكلفة الحاوية ألف دولار العام 18 الواحدة من المـاضي إلى ألفي دولار تقريبا الآن". وأضاف "المؤكد بالنسبة لنا أن تجارة الحاويات ستنكمش هـذا العام، لكن هناك بعض الأمـــل في أن تنتعش بشكل معتدل في النصف الثاني من 3 العام المقبل وأن تنمو بنسبة في المائة تقريبا". مـع هـذا يـرى بعض الخبراء أن الانخفاض الحالي في أسعار الشحن الدولي ليس أكث من عملية تصحيح للأوضاع في الأسواق. من ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية" أوليكسي لومان، المحلل المالي المعتمد في مـجـال التأمين البحري، أن "مستوى الربحية الإجمالية للحاويات بلغ ذروة استثنائية العام الماضي بنسبة في المائة وذلـك على غرار 50 ، وهذا الوضع 2020 و 2021 عامي لا يمكن له أن يستمر بالطبع". وأشار إلى أن متوسط نطاقات الأربـاح قبل الفوائد والضرائب والإهـــ ك على المـدى الطويل في المائة مع عدة أعوام 1 كان سلبية في العقد الماضي، وعلينا أن نأخذ في الحسبان أن أسطول الشحن البحري العالمي بات كبيرا للغاية، ومع تراجع العولمة، فـإنـه يصعب الاحـتـفـاظ بهذا الأسطول". لكن ما يعده البعض عملية تصحيح للأوضاع في السوق، ينظر آخرون إليه باعتباره مؤشرا عـ عـدم اليقين الاقتصادي السائد حاليا، وفي مثل تلك الأوضاع لن يكون أمام أصحاب الناقلات غير إلغاء الإبحار أو تخريد السفن أو وضعها في عمليات صيانة طويلة الأمـد، فانهيار الطلب عـ ناقلات الحاويات مع بقاء حجم أسطول الشحن العالمي دون تغيير، بل وزيادة أعداد الناقلات الجديدة التي ستضاف إلى الأسطول، نظرا لأنه تم الاتفاق على تصنيعها في أوقـات سابقة وحان الآن موعد تسلمها، قد يدفع بالسوق إلى حرب أسعار خاصة بين الشركات الـكـ ى، مـا يعني أن القطاع سيواجه مستويات كبيرة من التاجع. وفي الواقع، فإن مجرد تفكير كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الشحن البحري الرئيسة بـإمـكـانـيـة انـــدلاع حـــرب أســعــار في هذا القطاع الاستاتيجي ترفع من حدة المخاوف المستقبلية لديهم، إذ تباطأت حركة المرور من موانئ الصين بشكل كبير، وأصحاب البواخر الذين اعتادوا على تحقيق أربــاح ضخمة في الـسـابـق مـن عمليات الشحن عبر المحيط الـهـادئ من آسيا يتعرضون الآن للخسارة، وشركة ميرسك للشحن البحري أوقفت ما يصل إلى ثلث الطاقة المقررة من 20 آسيا إلى الولايات المتحدة و في المائة من آسيا إلى أوروبـا، في المـائـة مـن سعة 7 وحاليا السفن العالمية معطلة وغير مستخدمة. بدوره، أوضح لـ"الاقتصادية" فـنـسـنـت ديـــن رئــيــس قسم الـخـدمـات الـدولـيـة في شركة انتسبت للشحن البحري، أن "السفن الخاملة أو المتوقفة تعد ممارسة تتبناها الصناعة في أوقات التوتر مثل الأزمة المالية 2016 ، وفي عـام 2008 لعام بدأت موجة من عمليات الدمج وانخفاض الأسعار التي يقدمها أكـ عـ ة لاعبين عالميين في الصناعة بمقدار النصف". وأضاف "إذا لم يرتفع الإنفاق الاستهلاكي العالمي، فإن أسعار الشحن البحري ستخفض إلى ما دون مستويات التعادل بين التكلفة والإيرادات، وتبدأ سلسلة جديدة من حروب الأسعار بين الشركات التي أدت في الماضي إلى خسائر لأعوام متعددة". وتـابـع "مــا يجب فهمه أن مـعـدلات الربحية المرتفعة التي سـادت خلال وبـاء كورونا وبعد تراجع الوباء، لا علاقة لها بالمهارات أو المناورات التجارية لرؤساء مجالس إدارات شركات الشحن الكبرى، أو بالتحالفات التي جـرت بـ الـ كـات مثل تحالف شركة ميرسك وإم إس سي، بل الأمر كله مرجعه عدم توفر ما يكفي من سفن للنقل البحري قادرة على تلبية الطلب العالمي، لكن الآن الوضع مختلف والعرض أكبر من الطلب ومن ثم ستنخفض الأسعار". وفي ظل تلك الأجواء، يعتقد بعض الخبراء أن حرب الأسعار واقعة لا محالة وعمليات الدمج التي حدثتفي الماضيمستبعدة حاليا، بل إن المؤشرات الراهنة تـشـ إلى تـفـكـك عــديــد من التحالفات الكبرى في الصناعة بما يقرب الصناعة خطوة نحن حرب أسـعـار، حتى إن تغير المسار الراهن وعـادت عمليات الدمج مجددا، فلن تكون قــادرة على الحد من عنفوان حرب الأسعار المقبلة وفي أفضل الأحـوال قد تجعل مدتها أقصر، ما كانت عليه في المـاضي، لهذا يظل السؤال قائما إلى أي مـدى ستنخفض الأسعار؟ حتى الآن لا يزال أغلب العاملين في الصناعة يعتقدون أن الأسعار لم تصل بعد إلى الـقـاع رغم دخولها منطقة مؤلمة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة أو الشركات التي تعمل على نطاق إقليمي محدود، ولكن إمكانية تعرض أسعار الشحن البحري لمزيد من الانخفاض لا يـزال واقعا ممكن الحدوث خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع مـ مـسـة عـديـد من السفن الجديدة المياه المضطربة لصناعة الشحن البحري. يتوقع انكماش تجارة الحاويات هذا العام وانتعاشها في النصف الثاني من العام المقبل. % من سعة السفن معطلة ما يعكس أوضاع الاقتصاد العالمي السلبية 7 الانخفاض الحالي في أسعار الشحن ليس أكثر من تصحيح للأوضاع في الأسواق إذا لم يرتفع الإنفاق الاستهلاكي فإن الشحن سيخفض إلى دون مستويات التعادل من لندن هشام محمود خيارات غير جيدة لعبور السفن ملايين دولار أو 4 قناة بنما .. الانتظار أسابيع تسبب ازدحــام قناة بنما في أن يجد أصحاب السفن، التي تنقل كل شيء بـدءا من الوقود إلى الحبوب بين الولايات المتحدة وآسيا، أنفسهم أمام خيارات غير جيدة، فإما يقضون أسابيع في البحر انتظارا للمرور، أو الإبحار حول أمريكا الجنوبية، أو دفع مبلغ كبير للغاية من أجل الحصول على أولوية المرور، وعدم الانتظار. وأظـهـرت وثـائـق مـزايـدة أن شركة إينيوس جروب اليابانية قد مليون 3.98 اضطرت إلى دفـع دولار في مــزاد كي تتمكن من العبور. ووفـقـا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء، قـال وسـطـاء شحن إن شركة "صني برايت" لشحن غاز البتول المسال قد حصلت على ممر لعبور الممر المائي المزدحم نوفمبر 15 في الاتجاه الشماليفي الجاري. وكان قد سبق أن قامت بتفريغ الوقود الذي كانت تحمله في الصين. وسيتم دفع رسـوم إضافية على رسوم العبور العادية، التي يمكن أن تبلغ مئات الآلاف من الدولارات. ويحدث الاختناق في القناة جراء حدوث جفاف في بنما، التي تقوم بخفض مستويات المياه في القناة، ما يـؤدي إلى إربـاك حركة التجارة بين الولايات المـتـحـدة وآسـيـا في الأسابيع السابقة على فـرة عيد الميلاد وبعده. في سـيـاق مـتـصـل، أعلنت الــ طــة الفنلندية أمـــس أن الفحوص الفنية عززت الشكوك بأن مرساة تعود لسفينة شحن صينية تسببت في أضرار في خط أنابيب الغاز "بلطيق كونيكتور" في قاع البحر بين فنلندا وإستونيا، في أكتوبر. وحققت فنلندا في تسرب طال خط أنابيب الغاز "بلطيق كونيكتور"، وأدى إلى إغلاقه في أكتوبر. 8 وكانت السلطات قد أعلنت أن التسرب نجم عن تدخل خارجي، ما أثار مخاوف من احتمال تعرض خط الأنابيب لأعمال تخريب. وكــــان مـكـتـب التحقيقات الوطني قد أفـاد في وقت سابق بأن "تحركات سفينة نيونيو بولار بير التي ترفع علم هونج كونج تزامنت مع وقت ومكان تضرر خط الأنابيب". وقالت الشرطة الفنلندية في أكتوبر إنها تعتقد أن الأضرار التي لحقت بخط أنابيب "بلطيق كونيكتور" ناجمة عـن مرساة انتشلت من موقع الـ ر، ومن المرجح أنها تابعة لسفينة صينية. وقال ريستو لوهي المسؤول في الشرطة الفنلندية في بيان "انتهى التحقيق الميداني، لكن الفحوص الفنية ما زالت مستمرة. في هـذه المرحلة يمكننا أن نقول إنه يمكن اعتبار أن المرساة التي انتشلت من البحر في ، تعود لسفينة 2023 أكتوبر 24 نيونيو بـولار بـ ، استنادا إلى بعض التفاصيل الفنية". وأكـد أن "نـوع الطلاء نفسه رصــد عـ خـط أنـابـيـب الغاز المتضرر". وكذلك أفــادت الشرطة أنها اتصلت بالسلطات الصينية وطلبت مساعدة قانونية دولية لتوضيح القضية. وقالت إدارة خط أنابيب الغاز الفنلندي في أكتوبر إن أعمال الإصلاح ستستغرق "خمسة أشهر على الأقل"، ما سيضطر فنلندا إلى تأمين إمداداتها من خلال محطتها العائمة للغاز الطبيعي المسالفي إنكو (جنوب). في 5 ويمثل الغاز الطبيعي المائة من استهلاك الطاقة في فنلندا، ويستخدم بشكل أساسي في الصناعة وإنـتـاج الكهرباء وكذلك للتدفئة. 26 ومنذ أكـر من عـام، في ، أدت سلسلة من 2022 سبتمبر الانفجارات تحت الماء إلى تخريب خطي أنابيب الغاز "نورد ستيم " لنقل الغاز الطبيعي من 2 و 1 روسيا إلى أوروبا الغربية من خلال إحداث أربع نقاط تسريب كبرى فيها. ولم تعرف أسباب التسريب بـعـد، وقـــد حـــدث في خضم تـوتـرات جيوسياسية شديدة، وقطع موسكو إمـــدادات الغاز إلى أوروبا. من الرياض «الاقتصادية» لا علاقة للربحية خلال كورونا بمهارات الشركات بل عدم توفر سفن لتلبية الطلب الأسعار لم تصل بعد إلى القاع رغم دخولها منطقة مؤلمة بالنسبة للشركات الصغيرة المؤشرات تدلل على تفكك تحالفات كبرى بما يقرب الصناعة خطوة إلى حرب أسعار أسواق وأرقام

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=