aleqt: 11-09-2023 )10986)
الرأي الوضع الحالي، والمستقبلي ينذر بالخطر، لذا فإن قراءة واعية لسلوك وطريقة تفكير الغرب تكشف حتى للجاهل أن أسباب عدائه للأمة العربية، والإسلامية تعود لمصالح اقتصادية، ونهب لمصادر الطاقة المغذية لمصانعه وحقوله، إضافة إلى التنافس الحضاري، وخوفه من استيقاظ المارد العربي الإسلامي. قراءه في أدبيات الغرب وأفعاله ما أحوجنا في عالمنا العربي والإسلامي إلى الـقـراءة، والـدراسـة المتأنية، والعميقة لوضع العالم الغربي، خاصة طبقته السياسية مع ضرورة التجرد من الأحكام المسبقة، بل إلى دراسة علمية، موضوعية تأخذ في حسبانها كل العوامل التي تؤثر في طريقة تفكيرها، وما يترتب على طريقة التفكير هذه من قرارات وأفعال خارج حدود موطنه كسياسي أقسم على دستوره، أو على ما هو معد لديه ليخدم وطنه، ومواطنيه في المقام الأول والأخير. منذ ترعرعنا، وأصبحنا قادرين على القراءة، وأخـــذ الأخــبــار والمـعـلـومـات مـن مصادرها المسموعة، والمشاهدة الحيةفيالعصرالحديث، أو من الكتب الفلسفية، والاجتماعية بشأن العالم تتكرر علينا مصطلحات مثل الديمقراطية والحرية والعدالة، وحقوق الإنسان، وحقوق المـرأة، وحرية الرأي، وما من شك أنها مصطلحات مغرية، وجاذبة تداعب النفس والعقل، وتحرك المشاعر لدرجة الخروج عن الطور في حال افتقاد الفرد النضج والمعرفة الصحيحة، والـوقـوف على الممارسات، فهي المحك الحقيقي الذي يكشف زيف الأقوال والشعارات وصدقها. منذ عقود والعالم الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة يمارس مسؤولوه وإعلامه ومفكروه، التباهي والافتخار بتفوقه، وتقدمه في خدمة الإنسان أينما كان، حتى ليخيل للقارئ أو السامع أن حقوق الإنسان لم تولد إلا في الغرب، ومع أجياله المتتابعة، ولا ألوم من لم يقرأ تاريخ الغرب ولا فلسفته وممارساته المنتهكة لحقوق الإنسان خارج أوطانه وداخلها. الغرب تاريخيا قاد قبل قرون حملات حربية غزا بها الأوطـان الأخـرى، وسلب خيراتها وعبث بثقافاتها، وحـرم شعوبها التعليم والحياة الكريمة، حتى وصل به الأمر إلى استعباد شعوب الدول التي احتلها، وأخذ الملايين معه ليعملوا في مزارعه، ومصانعه مقابل الأكل، وفي ظروف معيشية لا تليق بالبشر، بل إنه أباد الهنود الحمر في الأمريكيتين، حتى أصبحوا أقلية لا تذكر، ولا شأن لهمفي أوطانهم. الغرب أشعل الحربين العالميتين اللتين قضى بهما على عشرات الملايين من البشر، أما حروبه في إفريقيا والكوريتين، وفيتنام والفلبين، وسعيه لتقسيم الدول كما حدثفي انفصال جزيرة تيمور الشرقية من إندونيسيا، وانفصال جنوب السودان وغيرها، فحدث ولا حرج من الأعمال الوحشية التي تمارس بحق المسالمين الآمنين في بيوتهم. إن خير شاهد على وحشية الغرب احتفاظ فرنسا ألف رأس جزائري في المتاحف، فهل يعد 30 بـ الغرب هذه ممارسات حضارية يباهي بها الآخرين؟ ما يشاهده العالم هذه الأيام، وما يمارسه الكيان الصهيوني ربيب الغرب وصناعته، وداعموه سياسيا وعسكريا ولوجستيا ومخابراتيا في حق المدنيين في غـزة من قتل وتدمير تنفر منه الوحوش، فهل لا يـزال الغرب يعد نفسه رائــدا ومتحضرا ومتمدنا، وهـو يشاهد قتل الأطفال والنساء وكبار السن، وضرب المدارس والمستشفيات والأحـيـاء السكنية وسـيـارات الإسعاف؟ أمريكا مدعية التحضر، وحقوق الإنسان تدعم الحرب الوحشية بثلاثة آلاف طن من المعدات، مليار دولار، إضافة 14 وذخائر عسكرية، ورصدت إلى التخطيط، والمستشارين العسكريين. الوضع الحالي، والمستقبلي ينذر بالخطر، لذا إن قراءة واعية لسلوك وطريقة تفكير الغرب تكشف حتى للجاهل أن أسباب عدائه للأمة العربية، والإسلامية تعود لمصالح اقتصادية، ونهب لمـصـادر الطاقة المغذية لمصانعه وحقوله، إضافة للتنافس الحضاري، وخوفه من استيقاظ المـارد العربي الإسلامي، كما لا ننسى عداء الآخرين الديني، إن الطبقة السياسية كشفت عن ذاتها الحقيقية، دون مواربة، كما في تصريح جـورج بـوش، وتصريح مارجريت تتشر، وكلينتون، وآخرهم وزير خارجية أمريكا الذي جاء للكيان الصهيوني معلنا أنه جاء بصفته يهوديا، وليس بصفته وزيـر خارجية أمريكا، ويحضر جلسة مجلس الحرب على غزة، تضاف هذه لزيارة بايدن وزعـ ء غربيين، وتطويق المنطقة بالبوارج الحربية. التحرر منشلل » 3 من 2 الأطفال « فيروس شلل الأطفال المتغير كان لا يزال له وجود فيخلفية المشهد والساحة الدولية، قبل ما 2021 أن ترتفع الحالات بشكل مفاجئ في 400 أدى في نهاية المطاف إلى إصابة أكثر من شهرا. 12 طفل بالشلل في نيجيريا على مدار لقد كانت هناك ردة فعل قوية من جانب الحكومة النيجيرية والملتزمة بشكل لا لبس فيه بالقضاء علىشلل الأطفال، على الارتفاع السريع في شلل الأطفال المتغير ما أدى إلى انخفاض في المائة تقريبا في الحالات مقارنة 95 بنسبة ، حيث لم تتقلص المساحة 2021 بذروتها في التي يوجد فيها شلل الأطفال مع عدد أقل من الحالاتفي مناطق أصغر فحسب، بل إن التنوع الوراثي للفيروس يتقلص أيضا، ما يعني تعطيل حالات التفشي الحالية في حين يتم منع تفشي حالات جديدة، ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن المناعة ضد فيروس شلل الأطفال المتغير آخذة في الارتفاع. يمكن أن يعزى جزء كبير من نجاح نيجيريا في السيطرة على هذا التفشي الهائل للمرض إلى الطرح الرائد للقاح الفموي الجديد لشلل "، الذي 2 "ن أو بي في 2 الأطفال من النوع تم تصميمه ليكون أكثر استقرارا من الناحية الوراثية من سابقه، وبالتالي أقل احتمالية للعودة إلى شكل يمكن أن يسبب الشلل. لقد أدت هذه الأداة المبتكرة، إلى جانب جهود التطعيم المكثفة في المجتمعات التي تعاني نقص التحصين، إلى انخفاض الحالات الجديدة من تفشي فـ وس شلل الأطفال من النوع الثاني. علاوة على ذلك، بعد إعطاء أكثر من "2 مليون جرعة من اللقاح "إن أو بي في 450 ،2021 للأطفالفيجميع أنحاء البلاد منذ مارس تواجه نيجيريا الآن سلالتين وراثيتين فقط من الفيروس مقارنة بسبع سلالات عندما بدأ طرح اللقاح. لقد لعب الالتزام السياسي القوي دورا أساسيا كذلك في طرح هذا اللقاح، مع إنشاء قوة المهام الرئاسية المعنية بالقضاء على شلل الأطفال، الأمر الذي أدى إلى إبقاء مكافحة شلل الأطفال على رأس أجندة صناع السياسات. علاوة على ذلك، أسهمت برامج مثل الشبكة المجتمعية لإعـادة توجيه النساء بدعم من مؤسسة أليكو دانجوت في نجاح نيجيريا وذلك من خلال تمكين النساء ـ اللاتي يشكلن أغلبية العاملين في مجال الصحة المجتمعية في المناطق النائية ـ من التعرف على الأطفال الذين لم يتلقوا أي لقاح وتشجيع استخدام اللقاحات ضمن مجتمعاتهم. تساعد هذه المبادرات الآباء ومقدمي الرعاية على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية لأطفالهم .. يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكت البحث العلمي بين الإنفاق والعوائد تؤثر تطبيقات العلم ومعطيات التقنية في حياة الإنسان أينما كـان، ومظاهر هذا التأثر قائمة لا ريب فيها، ولعل أسئلة مثل التالي تدل عليها. كيف كانت حياة الإنسان قبل الجوال، أو قبل الإنترنت، أو قبل الحاسوب، أو قبل الطائرة، أو قبل السيارة، أو حتى قبل كل ما حظي به الإنسان من إنجازات علمية ومنتجات تقنية وضعت بصماتها على حياته، لتجعلها أكثر رفاهية وأعلى إنتاجية في مختلف المجالات. بنظرة إلى واقع حياتنا اليوم، نلاحظ أن العالم يشهد تقدما علميا متسارعا يؤدي، حاضرا ومستقبلا، إلى تأثير متزايد في حياة الإنسان. وإذا تساءلنا عن دوافع التقدم العلمي وما يعطيه من أثر، لكانت الإجابة، أن هذا الدافع قائم في تكوين الإنسان. فالإنسان، كما أراد الله تعالى له، ملاحظ لظواهر الطبيعة، يريد فهمها واستيعاب مضامينها، ليس ذلك فحسب، بل يسعى، من خلال ذلك، إلى إيجاد وسائل يسخرها لخدمة طموحاته، وتحقيق تطلعاته في بناء حياة أفضل. أي إن الدافع هنا هو توجه الإنسان التلقائي نحو البحث عن مزيد من المعرفة، خاصة تلك الحية، أي التي تتميز بالقابلية للتطبيق، وتقديم الفوائد. ولأن هناك فوائد، يبرز دافع مهم آخر للتقدم العلمي، ألا وهو الدافع الاقتصادي، وهو الدافع الذي يقضي بالإنفاق على البحث العلمي من أجل معطياته المفيدة التي يمكن أن تسهم في التنمية، وأن تعزز استدامتها. تهتم دول العالم، ليس على مستوى الحكومات فقط، بل على مستوى المؤسسات والشركات أيضا، بالإنفاق على البحث العلمي الذي يسعى إلى التجدد المعرفي وتقديم الأفكار والإسهامات التي تعزز مسيرة التطور والتنمية. وللبحث العلمي، في نظر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" ، خمسة مستويات رئيسة. هناك في المستوى UNESCO الأعلى "البحوث الأساسية النقية"، وهي بحوث تهتم بالمعرفة من أجل المعرفة، أي المعرفة غير القابلة للتطبيق حاليا، ولكن ربما على المدى غير المنظور. ثم يأتي مستوى "البحوث الأساسية الموجهة"، وهي بحوث تحمل توجها نحو التطبيق، ولكن ليس على المدى القريب. تبرز في المستوى التالي "البحوث التطبيقية"، وتتميز هذه البحوث في تقديم أفكار وأساليب وأنظمة تطبيقية جديدة ومفيدة وغير مسبوقة، أو ربما محدثة ومطورة عن معطيات معرفية تطبيقية سابقة. ولكي تستطيع هذه المعطيات الوصول إلى الإنسان، وتقديم الفوائد المرجوة، تحتاج إلى بحوث إضافية تشمل المستويين التاليين. وهذان المستويان هما مستوى "بحوث التطوير التجريبي" الـذي يختص باختبار معطيات البحوث التطبيقية على أرض الواقع والتأكد من فوائدها، ومستوى "بحوث تطوير المنتجات" المعنية بشؤون الاستجابة للسوق وجعل المعطيات مرغوبة فيه، وقادرة على المنافسة. تمنح الجامعات درجاتها البحثية لبحوث المستويات الثلاثة الأولى فقط، على أسـاس أن الفكر البحثي موجود فيها، وأن المستويين الأخيرين في حكم نقل الفكر فقط، وليس الإسهام فيه. لكن الاهتمام بهذين المستويين لا بد منه من أجل الإسهام في التنمية. ويجري التركيز على بحوث هذين المستويين عادة في المؤسسات والشركات، وفي أودية التقنية وحاضناتها، التي يقيمها عادة التعاون بين الشركات والجامعات، من أجل تجسير الطريق بين البحث العلمي الجامعي من جهة، وبحوث الوصول إلى السوق، من جهة أخرى. يسلك البحث العلمي الناتج عن المستويات الثلاثة الأولى مسارين. أولهما مسار النشر العلمي الذي يعطي قيمة معنوية حضارية لمصادره، أي للأشخاص والجامعات والدول التي يصدر عنها. أما المسار الثاني فهو مسار التوجه نحو بحوث التجريب والإنتاج والتعامل مع السوق، حيث يسهم نجاح هذا المسار في تقديم قيمة مادية تسهمفي التنمية، إضافة إلى قيمة اجتماعية تتمثل في توظيف اليد العاملة. وقد يقال إن الجامعات تميل إلى المسار الأول، وإن الشركات تميل إلى المسار الثاني. وقد يكون ذلك صحيحا جزئيا، إلا أن الأفضل يكمن في تعاون الطرفين، فقد يكون في ذلك توازن يحدد ما يفضل نشره واكتساب قيمته المعنوية من جهة، وما يجب استكمال بحوثه واستثمارهفي السوق وإسهامه في التنمية من جهة أخرى. لعلنا تعزيزا لما سبق، نلقي الضوء على أمثلة حول ما يجري في الدول الصناعية بشأن ما يتلقاه البحث العلمي من إنفاق من جهة، وما ينتج عنه من نشر علمي من جهة أخرى، ثم ما نستطيع أن نستخلصه من ذلك. فكوريا الجنوبية تحتل المركز الثاني دوليا في الإنفاق على البحث العلمي، طبقا لتقرير الابتكار العالمي الصادر " في النشر العلمي، 29" ، لكنها في المركز الـ GII 2022 أي إن الإنفاق الذي يحظى به البحث العلمي لا يتجه نحو النشر فقط، بل نحو السوق والتنمية أيضا. لعلنا نرى كيف قامت كوريا الجنوبية بغزو أسواق العالم في السيارات وفي إلكترونيات المستهلك. والحال مماثل لذلك في دول مهمة أخرى أيضا. فاليابان في المركز " في النشر، 54" "الـسـادس" في الإنفاق والمركز الـــ "39" " في الإنفاق والمركز الـ 13" والصين في المركز الـ في النشر. تحرص الـدول العربية على الإنفاق على البحث العلمي، لكن النسبة الأعـ من هذا الإنفاق تأتي من الحكومات، والنسبة الأقل من الشركات، فأعداد الشركات المنتجة والمهتمة بالبحث العلمي في العالم العربي لا يرقى لما هو موجود في الدول الصناعية. ونلاحظفي بعض الدول العربية الرئيسة ظاهرة مختلفة عن الدول سابقة الذكر. فطبقا للتقرير ذاته المذكور " في الإنفاق والمركز 51" أعلاه، تحتل الأردن المركز الـ " في النشر، وهو مركز أفضل من مركز كوريا 26" الــ الجنوبية رغم الإنفاق المحدود. وهناك ما يماثل ذلك في دول عربية أخرى. ولعل في ذلك دلالة على قدرة الباحث العربي، ولكن على عدم توجيه هذه القدرة نحو مسار التنمية. لا شك أن الإنفاق على البحث العلمي مطلوب، لكن المطلوب أيضا هو ألا يكون مسار هذا البحث موجها نحو النشر العلمي فقط، بل يكون موجها أيضا نحو الإنتاج والسوق وتحقيق العوائد التي تسهمفي التنمية. والمسؤولية في ذلك تكمن في التخطيط والتعاون بين عملاقي المعرفة المتجددة، الجامعات والشركات. لا شك أن الإنفاق على البحث العلمي مطلوب، لكن المطلوب أيضا هو ألا يكون مسار هذا البحث موجها نحو النشر العلمي فقط، بل يكون موجها أيضا نحو الإنتاج والسوق وتحقيق العوائد التي تسهم في التنمية. والمسؤولية في ذلك تكمن في التخطيط والتعاون بين عملاقي المعرفة المتجددة، الجامعات والشركات. NO.10986 ، العدد 2023 نوفمبر 9 هـ، الموافق 1445 ربيع الآخر 25 الخميس 9 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com أندرو ستاين نائب مدير قسم تفشيشلل الأطفال في * مؤسسة بيل وميليندا جيتس shb@ksu.edu.sa أ. د. سعد علي الحاج بكري * أستاذ في كلية علوم الحاسب والمعلومات - جامعة الملك سعود د. عبد الرحمن الطريري * أكاديمي وتربوي @D_abdulrahman1
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=