aleqt: 08-11-2023 (10985
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية 13 NO.10985 ، العدد 2023 نوفمبر 8 هـ، الموافق 1445 ربيع الآخر 24 الأربعاء استمتع محافظو البنوك المركزية في منطقة اليورو بليلة رقـص على أنغام أغنية زوربا اليوناني بعد أن اجتمعوا في أثينا أكتوبر الماضي واتفقوا بالإجماع على وقف رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ شهرا. 15 ويمكننا أن نغفر لمـحـددي أسعار الـفـائـدة اسـرخـاءهـم بعد الاجـتـ ع المتناغم بشكل مثير للدهشة. حتى أكثر أعضاء مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي تشددا وافقوا على قرار التخلي عن زيادة أخرى في تكاليف الاقتاض، في أعقاب الانخفاض الحاد في التضخم في منطقة العملة الموحدة. يتذكر يانيسستورناراس، محافظ البنك المركزي اليوناني، الذي استضاف الاجتماع: "لقد كانت أهدأ مناقشة نجريها منذ عدة أشهر. من الواضح أننا شددنا السياسة النقدية بما فيه الكفاية". لم يكن البنك المركزي الأوروبي وحده الذي اختار التجميد. حيث أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبنك كندا، وبنك إنجلتا، سياساتها دون تغيير في الأيام الأخيرة، منضمة بذلك إلى البنوك المركزية في دول تــراوح من جمهورية التشيك إلى نيوزيلندا. وتنخرط البنوك المركزية في بعض الأسـواق الناشئة بما في ذلك البرازيل وبولندا في تخفيضاتصريحة. وأثار توقف دورة رفع أسعار الفائدة موجة من التفاؤل بين مستثمري سوق السندات بأن الاقتصادات الرائدة تقتب مـن التغلب عـ الارتـفـاع التضخمي، بعد انخفاض نمو الأسعار الاستهلاكية بأكثر من النصف عن أعلى مستوياته في الاقتصادات بما في ذلك الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. يقول جاري ستين، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك جولدمان ساكس، إن هناك "وجهة نظر متزايدة مفادها أن مشكلة التضخم أصبحت الآن تحت السيطرة - وأعتقد أن ذلك صحيح". لكن ذلك الجو الاحتفالي كان غائبا بشكل ملحوظ بـ محافظي البنوك المركزية أنفسهم - تاركين جانبا الاحتفالات في أثينا. ففي الأيـام الأخـ ة، استمرت كريستين لاجـارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، وجاي باول رئيس الفيدرالي، وأندرو بيلي من بنك إنجلتا، في الإصرار على بقاء مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة مطروحة على الطاولة رغم الدلائل التي تشير إلى تراجع تضخم الأسعار الاستهلاكية. ويعكس هذا جزئيا الرغبة في التصدي للمستثمرين الذين قد يعمدون بخلاف ذلك إلى خفض العوائد وتخفيف الشروط المالية، ما يقوض الحملة الرامية إلىسحق نمو الأسعار. كما يعكس أيضا حالة عدم يقين حقيقية بشأن ما إذا كانت البيانات الأخيرة تمثل نقطة تحول حاسمة، خاصة في ضوء إخفاقات البنوك المركزية في التنبؤ بالماضي والمخاوف من أن تؤدي البيئة الجيوسياسية المتقلبة إلى إحداث صدمات أسعار جديدة. يقول جـوزيـف جـانـيـون، أحــد كبار المـوظـفـ السابقين في الاحتياطي الفيدرالي الـذي يعمل الآن في معهد بيتسون للاقتصاد الـدولي، إن البنوك المركزية الآن عند "نقطة انعطاف" وأن هـذه نقطة الحد الأدنى - وليس الحد الأقصى - من الثقة بالتوقعات. يقول: "عندما تعلم أنك متخلف عن المنحنى ومـن الأفضل أن ترفع أسعار الفائدة بسرعة للحاق بالركب، يكون لديك ثقة كبيرة بأنك تفعل الشيء الصحيح. لكن بعدئذ عندما تقتب من حيث تعتقد أنك قد فعلت ما فيه الكفاية، فإنك تصبح أقل ثقة بشأن الخطوة التالية. هذا هو المكان الذي هم فيه". التعامل بحذر إن هذا الحذر مفهوم بعد أن وضع محافظو البنوك المركزية في موقف صعب بسبب التضخم قبل عامين. وقد ساعد الارتداد السريع للإنفاق الاستهلاكي في أعقاب عمليات الإغـ ق، إلى جانب الآثـار المتبقية، النقص الـذي تسببت فيه سلاسل التوريد، والتحفيز المالي الأمـريـ الضخم، وصـدمـات أسعار الطاقة الناجمة عن حرب أوكرانيا، على إشعال أسوأ تفجر للتضخم منذ عقود بين الاقتصادات الكبرى. لقد كان تفشيا فشلت البنوك المركزية في الاعـــراف به سريعا إلى أن أدركـت أنه يخاطر بفصل توقعات التضخم عن في المائة. 2 أهدافها المنشودة البالغة وقـــد شرع صــنــاع الـسـيـاسـات في الاحتياطي الفيدرالي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلتا، والبنوك المركزية الأخرى، في سلسلة محمومة من زيادات أسعار الفائدة التي بـدأت قبل عامين تقريبا ما ترك تكاليف الاقتاضفي أوروبا والولايات المتحدة عند أعلى مستوياتها منذ ما قبل الأزمة المالية. وفي الولايات المتحدة، ساعدت هذه المجموعة القاسية من زيــادات أسعار الفائدة عـ الحد مـن تضخم مؤشر في المائة، 3.7 الأسعار الاستهلاكية إلى وهو أقل بكثير من الذروة التي اقتبت من في المائة. لكن الاحتياطي الفيدرالي لا 10 يزال يتعامل مع اقتصاد مزدهر على نحو في 4.9 مدهش، سجل نموا سنويا بلغ المائة في الربع الأخير. ورغــم الأسـعـار المرتفعة وتقلص احـتـيـاطـيـات الادخـــــار، فـــإن الإنـفـاق الاستهلاكي لم يتباطأ بشكل ملموس بعد. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سوق العمل القوية، رغم أن تقرير الوظائف لأكتوبر الـذي جاء أضعف من المتوقع الجمعة يشير إلى أن بعض الاعتدال ينتظرنا. وفي حديثه في مؤتمر صحافي هذا الأسبوع بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بالتخلي عن رفع سعر الفائدة في اجتماعه الثاني على التوالي، كان باول مصرا على أنه لم يغلق الباب أمام مزيد من التشديد النقدي. وقال ردا على سؤال حول ما إذا كانت أسعار الفائدة الآن مقيدة بما فيه الكفاية: "لسنا واثقين في هذا الوقت بأننا وصلنا إلى مثل هذا الموقف". لكن بـاول لم يعلم الأســواق بشكل رسمي بـأن أي تشديد وشيك، ما دفع المستثمرين إلى استخلاص استنتاجاتهم الخاصة، حيث تحولوا إلى التكهن حول مدى قرب تخفيض أسعار الفائدة. أصر بــــاول عـــ أن الاحـتـيـاطـي الفيدرالي لم يكن مهتما حتى بفكرة متى يخفض أسعار الفائدة. لكن الزيادات في أسعار الفائدة طويلة الأجـل خلال الأسابيع الأخـ ة، مدفوعة بعوامل من بينها المخاوف بشأن الاقتاض الحكومي الضخم، ساعدت على تشديد الأوضاع المالية بشكل كبير، ما عزز الحجة القائلة إن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يظل ثابتا في الوقت الحالي. واعـرف رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأن هذا قد يغني عن حاجة البنك المركزي إلى اتخاذ خطوات إضافية لتقييد الطلب الاقتصادي، رغم أن الكثير سيعتمد على مدى استمرار تحركات السوق. وبعد أن تعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب بطئه الشديد في الاستجابة لأكبر ارتفاع للتضخم منذ جيل في العام الماضي، فإن البنك المركزي الأوروبي أيضا - مثل الاحتياطي الفيدرالي - متدد بشدة في إعلان النصر على التضخم قبل الأوان. يقول فريدريك دوكروزيت، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة بيكتيت ويلث منجمنت: "آخر شيء يريد البنك المركزي الأوروبي القيام به هو ارتكاب الخطأ نفسه عبر التقليل من شأن التضخم للمرة الثانية خلال عامين". لكن الحجة التي تؤكد أن أسعار الفائدة الأوروبـيـة بلغت ذروتـهـا، إن وجـدت، هي أقوى حتى من نظيرتها في الولايات المتحدة. فقد انكمش اقتصاد منطقة في المائة في الربع 0.1 اليورو بنسبة الثالث، بينما انخفض التضخم في كتلة في 3 العملة الموحدة أيضا إلى أقل من المائة للمرة الأولى منذ أكثر من عامين. وحذرت إيزابيل شنابل عضوة مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، في خطاب ألقته الخميس من أن "الميل الأخير" من عملية تقليص التضخم "سيكون أكثر غموضا، وأبطأ وأكثر وعورة" وعرضة لخطر زعزعة الاستقرار بسبب "صدمات جانب العرض" مثل الصراع بين إسرائيل وحماس. وقالت: "لا يمكننا أن نغلق الباب أمام المزيد من رفع أسعار الفائدة". اقتصادات متباطئة ومع ذلك، فإن مناقشات السوق الآن لا تركز على ما إذا كان هناك مزيد من الزياداتفي المستقبل، بل على مدىسرعة تنفيذ البنك المركزي الأوروبي التخفيض الأول. ويتوقع الاقتصاديون أن ينتظر محددو أسعار الفائدة الحصول على دليل واضح على أنه تم ترويض التضخم قبل خفض أسعار الفائدة. قد يتوقف هذا على ما إذا كانت اتفاقيات الأجور الجماعية مع النقابات في الربيع المقبل تظهر تراجعا في نمـو الأجـــور - وهـي خطوة حيوية لخفض التضخم الأساسي، الذي يستثني الطاقة والغذاء، من مستواه الحالي البالغ في المائة. 4.3 إذا كان معدل التضخم الرئيس في منطقة اليورو يتجه بشكل مستدام إلى ما في المائة، يعتقد ستورناراس أن 3 دون خفض أسعار الفائدة يمكن أن يأتي "في منتصف العام المقبل". بالنسبة إلى بنك إنجلتا، فإن المعضلة المقبلة أكثر إثارة للقلق. لقد خفض البنك توقعاته بشأن الإنتاج والعرضفي المملكة المتحدة في توقعاته لنوفمبر الخميس، في 5.25 حيث أبقى أسعار الفائدة عند المائة، محذرا من أن ضغوط الأجـور لا تزال أكثر مرونة مما توقعه وأن البطالة قد تضطر إلى الارتفاع أكثر من المتوقع لتحمل انخفاض الأسعار. وكانت توقعاته قاتمة، ما ينذر بثبات النمو، إلى جانب ارتفاع التضخم فوق . وقال بيلي إن لجنة 2025 الهدف حتى أواخر أسعار الفائدة التابعة تحتفظ بالحقفي رفع أسعار الفائدة مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكن كثيرا من المستثمرين يرون أن زيادة أخرى غير مرجحة إلى حد كبير نظرا إلى ضعف الاقتصاد وعلامات تباطؤ سوق العمل. تـقـول تـيـفـاني ويـلـديـنـج، العضو المنتدب في شركة بيمكو، إنه في حين أن الاتجاهات التضخمية الرئيسة في أوروبا متخلفة بمقدار ربع أو ربعين عن الولايات المتحدة، إلا أن الاقتصادات تسير الآن في الاتجاه الصحيح على جانبي الأطلسي. لكنها تضيف أن هذا لا يعني بالضرورة أنهم خرجوا من الأزمة تماما، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الأسباب الرئيسة لانخفاض التضخم هي "تـ شي الآثــار المرتبطة بالجائحة" - على سبيل المثال، انتهاء عقبات سلاسل التوريد وانحسار الرياح الخلفية من السياسة المالية. وتتساءل: "الأمـر الـذي ما زال يقلق البنوك المركزية بعض الـ ء هو أنه بمـجـرد أن تـتـ شى هــذه التشوهات المرتبطة بالجائحة بشأن التضخم، أين هو الاتجاه الأساسي في التضخم؟ ما مقدار الألم الذي تحتاج إليه سوق العمل لخفض (التضخم) فعليا؟". ونظرا إلى البيئة الجيوسياسية المتقلبة التي تهدد بإحداث صدمات جديدة في العرض، واحتمال تفتيت سلاسل الإمداد وسط تصاعد التوترات التجارية، فإن الادعـــاءات القائلة إن التضخم قد تم كبحه بشكل نهائي قد تبدو بسرعة من قبيل التمني. يقول سيث كاربنت، الذي عمل سابقا في وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي، ويعمل الآن في بنك مورجان ستانلي: "لا أعتقد أن أيا منهم على استعداد لوضع لافتة تقول: تم إنجاز المهمة". وأضـاف: "أعتقد أن العامين ونصف العام الماضيين أظهرا مـدى صعوبة التنبؤ، وأعتقد أن هناك جرعة كافية من التواضع المناسب بين محافظي البنوك المركزية حول مدى صعوبة معرفة إلى أين تتجه الأمور على وجه اليقين". هل حانت نقطة التحول لأسعار الفائدة؟ أثار توقف دورة رفع أسعار الفائدة موجة من التفاؤل بين مستثمري سوق السندات بأن الاقتصادات الرائدة تقترب من التغلب على الارتفاع التضخمي. «رويترز» مسؤولو البنك المركزي الأوروبي خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماعهم الأخير في اليونان. من لندن سام فليمنج من فرانكفورت ومارتن أرنولد من واشنطن وكولبي سميث في مطلع الألـفـيـة، كـانـت صناعتا السياحة والعقارات تهيمنان على اقتصاد مدينة فينيكس، وهما المنتجان الثانويان الطبيعيان للشمس على مدار العام. وقد عكست أكبر جامعة في المنطقة هذا التأثير. لقد اشتهرت ولايـة أريزونا بوصفها "جامعة للاحتفالات" حيث كان الطلاب يولون اهتماما بسمرة بشرتهم وبفريق كرة القدم رفيع المستوى أكثر من اهتمامهم بالأكاديميين. لم يفقد الحرم الجامعي الذي تغمره أشعة الشمسفيضاحية تيمبي، فينيكس، صورته بالكامل كمكان للمتعة في الهواء الطلق. لكن داخـل مباني جامعة ولاية أريزونا الحداثية، حدث تحول. فقد تحول الـيـوم إلى طبق بيتي للإلكتونيات الدقيقة ـ خلية من البحث والتطوير لصناعة أشباه الموصلات ـ بينما تعمل على ترسيخ نفسها بوصفها الحزام الناقل الرائد للمهندسين في أمريكا. وقد أرسى كل هذا الأساس "لوادي الشمس" بوصفه القلب النابض لازدهــار صناعة الرقائق في البلد. يقول مايكل كرو، رئيس جامعة ولاية أريزونا الذي ينسب إليه الفضل على نطاق واسع في التحول الذي شهدته الجامعة: وكنا بحاجة 20 "إننا جامعة من القرن الـ ترسم 21 إلى أن نصبح جامعة من القرن الـ ."22 المسارات لاقتصاد القرن الـ "العالم الذي نبنيه ليس هو العالم الذي نخرج منه. ستصبح الرقائق الدقيقة الآن بمنزلة المكافئ التقريبي للكهرباء - أو الماء". وأصبحت الجامعة أحد أهم المحركات للمدينة التي وصفها البعض بأنها عاصمة أشباه الموصلات الأمريكية الجديدة. وجاء هذا التحول وسط تدافع في واشنطن لإعادة بناء القدرة المحلية على تصنيع أشباه الموصلات، ما يوفر حوافز بمليارات الدولارات للشركات لبناء مرافق التصنيع. تفاخر كلية الهندسة في جامعة ولاية ألف طالب 24 أريزونا الآن بأنها تضم داخل الحرم الجامعي - أي أكثر من أي جامعة مستقلة أخرى في البلد - ولديها ألفا خلال 30 خطط لزيادة هذا العدد إلى الأعـوام الثلاثة المقبلة. ويدرس ثمانية آلاف طالب إضافي عبر الإنتنت بعد أن قدمت أول درجات علمية معتمدة بالكامل عبر الإنـرنـت في أمريكا في الهندسة الكهربائية، والبرمجيات والميكانيكية. رغم أن المناخ الجاف وعدم التعرض للكوارث الطبيعية ساعدا فينيكس على أن تصبح جزءا من أعمال أشباه الموصلات منذ عقود - بدءا من شركة موتورولا في فتة ما بعد الحرب مباشرة - فإن القادة الحكوميين يمنحون الجامعة الفضل في المساعدة على إطلاق نهضة الرقائق في المنطقة. تقول كيت جاليجو، عمدة مدينة فينيكس: "يمكنني أن أقـول إن سلاحنا الــ ي في كل هـذا كـان جامعة ولاية أريزونا. لقد ساعدتنا على جذب الاستثمار الأجنبي لأنه يمكنها توفير الخريجين من الدرجة الأولى للعمل في هذه الشركات". تدفقت رؤوس الأمــوال. وتم إعلان مليار 70 استثمارات تزيد قيمتها على دولار في مقاطعة ماريكوبا - التي تقع ، وفقا لبيانات من 2020 فيها فينيكس- منذ شركة إف دي أي ماركتس. وبعبارة أخرى: مليار دولار تم استثمارها 242 من بين في صناعة الرقائق الأمريكية في العقدين الماضيين، تدفق أكثر من ربع هذا المبلغ إلى مقاطعة ماريكوبا في الأعوام الأربعة الماضية فقط. وقبل عامين، وبمساعدة جامعة ولاية أريزونا وكرو، حصلت فينيكسعلىجائزتها الكبرى: شركة تي إس إمسي، أكبر صانعة في العالم لأشباه الموصلات المتطورة. 12 أعلنت الشركة التايوانية استثمارا بقيمة مليار دولار لبناء مصنع في شمال المدينة . وفي ديسمبر الماضي، زادت 2020 عام مليار دولار. 40 الشركة التزامها إلى يعكس دور جامعة ولاية أريزونا في التنشيط اتجاها أوسع للتنمية الاقتصادية عـ الصعيد الوطني. ففي المعركة العالمية لتمويل التكنولوجيا الفائقة، يتم الآن توظيف ووضع الجامعات البحثية في الخطوط الأمامية، ما يساعد المدن الأمريكية على جذب أكبر الاستثمارات الرأسمالية مع وعد للقوى العاملة الماهرة التي أصبحت عنصرا أساسيا في قدرة المجموعات التكنولوجية على التوسع. يقول روس دي فول، رئيس مؤسسة هارتلاند فوروارد البحثية: "ما بدأنا نراه الآن هو إدراك أن جامعات الأبحاث الأمريكية يمكنها أن تلعب دورا أوسع بكثير عـ البلد في تحفيز التنمية الاقتصادية على المستوى المحلي". وفي بيتسبيرغ، ساعدت جامعة كارنيجي ميلون على تحويل مدينة كانت معروفة ذات يوم بصناعتها الصدئة للصلب إلى مركز للروبوتات والذكاء الاصطناعي. وتمت إعادة تنشيط كليفلاند، جزئيا، عبر جامعة كيس ويستن ريزيرف. وفي بعض النواحي، تتبع هذه البلديات النموذج الذي أنشأته جامعة ستانفورد قبل نصف قرن، حيث لعب البحث والإبداع دورا أساسيا في إنشاء وادي السيليكون. ولكن، على عكس كاليفورنيا في سبعينيات القرن المـاضي، فإن الـدور الأهـم الذي تلعبه جامعة ولاية أريزونا وكليات الهندسة المشابهة الآن هو إيجاد قوة عمل ماهرة وسط واحـدة من أسـواق العمل الضيقة منذ أجيال. تمتعت مدينة فينيكس بميزة إرثها المتمثل بـالـ كـات المصنعة لأشباه الموصلات للمساعدة في البناء على هذا الأسـاس في الوقت الـذي تولى فيه كرو قيادة جامعة ولاية أريزونا. حيث كان لشركة إنتل وجود في المنطقة منذ أكثر من أربعة عقود، وهي الآن تتوسع بشكل كبير - حيث مليار دولار في مصنعين جديدين 20 تضخ في تشاندلر، في جنوبشرق فينيكس. لكن وصول المنطقة كقوة عظمى في صناعة الرقائق تم تعزيزه بوساطة شركة تي إس إم سي. ففي شمال غرب المدينة، تنمو مصانعها المـزدهـرة بسرعة خارج قطعة أرض أكبر من حديقة سنتال بارك في مدينة نيويورك. وتلوح الرافعات فـوق بنى الهياكل العظمية التي ستضم بعض عمليات أشباه الموصلات الأكثر تقدما في أي مكان في الـعـالم. فقبل بضعة أشهر فقط، لم تكن قطعة الأرض أكثر من مجرد أرض للشجيرات. إن وتـ ة هذا التغيير - التي عززتها مليار دولار والتي 52 المعونة البالغة قدمها قانون الرقائق والعلوم الذي تم إقـراره العام المـاضي - والمطالب التي فرضها على المدينة، جلبت معها تحدياتها الخاصة. فقد ألقت شركة تي إس إم سي باللوم على نقص العمالة في قـرارهـا القاضي بتأجيل افتتاح مصنعها الأول من العام . فهي تقوم بإحضار أكثر 2025 المقبل إلى عامل من تايوان للمرة الأولى لسد 500 من الفجوة - الأمر الذي أثار استياء النقابات المحلية. كما أثـارت الصدامات الثقافية المخاوف على المستوى المحلي. فقد صرح مارك ليو، رئيس تي إس إم سي، للمستثمرين في يوليو: "إننا نواجه بعض التحديات نظرا إلى عـدم وجود عدد كاف من العمال المهرة ذوي الخبرة المتخصصة المطلوبة لتكيب المعداتفي منشأة من فئة أشباه الموصلات". وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغوط على قادة المدينة لتسريع عملية تحويل القوى العاملة المحلية. إذ يقول ساثيش كوبوراو، نائب الرئيس لتطوير الأعـ ل والنمو في شركة أبلايد ماتيريالز التي تزود شركات تصنيع الرقائق بالتكنولوجيا والمعدات - والتي شهدت بالفعل إيرادات سنوية تضاعفت تقريبا في مليار دولار: 26 الأعوام الستة الماضية إلى "إذا قمت فجأة بتنمية كثير من الشركات... فالمشكلة الأولى هي تجمع المواهب". "لفتة طويلة كان الناس يفكرون:" مهلا، كان التصنيع دائما يخرج من الولايات المتحدة. ويضيف: "لماذا تعد هذه مهنة جيدة بالنسبة لي؟". "إننا نقاتل ضد تلك الأشياء التاريخية. إننا بحاجة إلى تحويل المسار لجذب عدد كاف من الطلاب إلى هذه الصناعة". تتعاون جامعة ولاية أريزونا مع صانعي الرقائق عبر تكييف المناهج الدراسية وتطوير مبادرات بحثية جديدة وتوسيع قسم الهندسة لديها. يقول كرو: "هناك ضغط كبير للغاية يدفع من أجل التدريب المتقدم، وتطوير القوى العاملة. كل شيء يتحرك بسرعة، ولكن أعتقد أن تي إس إمسي ترغبفي أن تتحرك الأمور بشكل أسرع حتى". رفضتشركةتي إس إمسيإجراء مقابلة معها، لكنها قالت في بيان إنها "واثقة بأن قوة وتنوع خط المواهب الهندسية من الكليات والجامعات عبر الولايات المتحدة ستزودنا بموظفين متميزين". وفي الحرم الجامعي، تبدو الجهود المبذولة لجذب الخريجين الموهوبين واضحة. إذ يقول جابرييل آدامــز، وهو طالب في الهندسة الكهربائية في جامعة عاما من 24 ولاية أريزونا يبلغ من العمر منطقة جيلبرت القريبة: "إن معرض التوظيف يشبه حديقة الحيوانات. إنني أعتقد أن الوظائف بشكل عام في مقدمة اهتمامات كثير من الناس". ولا يقتصر الأمـــر عـ المهندسين الذين تنتجهم مدينة فينيكس بأعداد كبيرة. ففي كليات المدينة، يتم تقديم دورات لمساعدة العمال ذوي المهارات المنخفضة للحصول على وظائف كفنيي أشباه الموصلات. تقول تامي روبنسون، رئيسة كلية ميسا المجتمعية: "إنني أشاهد مجتمعنا يتغير - والناس يحتاجون إلى عمال متعلمين بشكل أسرع من قدرتهم على الحصول على التعليم". وإلى جانب كليتين محليتين أخريين، قدمت كلية ميسا دورة مكثفة لمدة أسبوعين للعمال لإعـادة تدريبهم كفنيي أشباه الموصلات. يهدف البرنامج الذي أطلق عليه اسم الـذي تم Quick Start - كويك ستارت تطويره بالتعاون مع شركـة إنتل - إلى تخريج موظفين جاهزين للصناعة بعد شق طريقهم عبر دورة تدريبية سريعة مدتها عشرة أيام. وتقول روبنسون: "إن هـذه طريقة لتمريرهم من الباب الأمامي، وإخراجهم بسرعة. فالوضع لم يعد يحتمل أن يكون أحد منا سلبيا بعد الآن". كيف عززت جامعة ولاية أريزونا صعود فينيكسكعاصمة للرقائق الأمريكية؟ أصبحت الجامعة أحد أهم المحركات للمدينة التي وصفها البعض بأنها عاصمة أشباه الموصلات الأمريكية الجديدة. مليار دولار لبناء مصنع في مدينة فينيكس. 12 أعلنت شركة «تي إس إم سي» التايوانية استثمارا بـ من فينيكس مايلز ماكورميك
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=