aleqt (10983) 2023/11/06

الرأي تشجيع الواردات هو مفتاح تحقيق إمكانات الطلب الاستهلاكي المحلي في الصين. وعلى النقيض من إحلال الواردات، فإن هذه الاستراتيجية لا تخنق القطاع القابل للتداول، بل على العكس من ذلك، فإن توسيع السوق المحلية، وتعزيز التداول الداخلي، من شأنه أن يمكن الشركات الصينية من التركيز على الإبداع التكنولوجي » 2 من 2 كيف تصنع الصين سوقها الخاصة؟ « كان الإنفاق الحكومي يميل لفترة طويلة نحو تطوير البنية الأساسية الفعلية، وتكوين رأس المـال مع تخصيص أمـوال محدودة فقط لدعم الأسر أو توسيع برامج الرعاية الاجتماعية، ولهذا السبب تحافظ الأسر الصينية على مستويات عالية من المدخرات على سبيل الاحتياط. من أجل تسهيل التداول المحلي القوي، يتعين على الصين أن تتحول بعيدا عن نموذجها الذي يركز على التصدير، وأن تركز على ترويج الواردات، ونظرا إلى أن الصين تعد لاعبا عالميا رئيسا، فإن من المهم جدا أن تحافظ على الحياد الاستراتيجي في أثناء تحولها لمثل هذا النموذج، وهو الأمر الذي يتطلب التطوير المستمر للسوق المحلية الضخمة. على الرغم من أن ترويج الواردات يشكل خطوة تالية طبيعية لأي دولة حققت نجاحا مبكرا من خلال ترويج الصادرات، فإنه يشكل أهمية بالغة بشكل خاص بالنسبة إلى الاقتصادات الكبيرة. إن من ركائز هذا التحول الاعـ اف بأن الاقتصاد لا يستطيع الاعتماد إلى ما لا نهاية على الصادرات لتعزيز النمو وتحسين مستويات المعيشة، علما أنه من خلال تبني استراتيجية تركز على الاستيراد، تستطيع الصين معالجة اختلالات التوازن التجاري التي طال أمدها وتعديل آليات التدخل التي أثرت تاريخيا في أسعار الصرف وأسعار الفائدة وتشكل الأجور. إن التوفيق بيننمو الأجور والناتج المحلي الإجـ لي الاسمي من شأنه أن يعزز دخل الأسر ويحفز التوسع السريع في قطاع الخدمات في الصين، الذي كان مقيدا في السابق بسبب النهج القائم على التصدير الذي تبنته السلطات. علاوة على ذلك، تستطيع الصين أن تخفض أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة، وزيادة إنفاق الأسر بشكل كبير، وذلك بتشجيعها الواردات من خلال رفع قيمة العملة وخفض التعريفات الجمركية. إن رفع أسعار الفائدة الحقيقية من شأنه أن يمنع سوء تخصيص رأس المال، ويقلل حصة الاستثمار في الناتج المحلي الإجـ لي ويمكن الاقتصاد من إعـادة التوازن إلى الطلب الكلي، والأهم من ذلك كله، فإنه من خلال تمكين الحكومة من كسرحلقة الاستثمار والديون الثقيلة، فإن هذا التحول من شأنه أن يحرر مزيدا من موارد الميزانية لتلبية احتياجات المواطنين ويقلل العبء الثقيل على الأسر التي تكافح من أجل دفع تكاليف الرعاية الصحية ورعاية الأطفال والتعليم مع الادخار للتقاعد. إن تشجيع الــــواردات هـو مفتاح تحقيق إمكانات الطلب الاستهلاكي المحلي في الصين. وعلى النقيض من إحـ ل الـــواردات، فإن هذه الاستراتيجية لا تخنق القطاع القابل للتداول، بل على العكس من ذلـك، فإن توسيع السوق المحلية، وتعزيز التداول الداخلي، من شأنه أن يمكن الشركات الصينية من التركيز على الإبداع التكنولوجي، وتطوير المهارات الفنية والمعرفة اللازمة لتصدير منتجات أكثر تعقيدا وذات قيمة مضافة عالية. إن هناك جانبا تحذيريا في التجارب السابقة لليابان وكوريا الجنوبية، ففي حين دفعت اليابان ثمنا باهظا لتأخير تعديلها الاستراتيجي، فإنه تم تعزيز التنمية الاقتصادية السريعة في كوريا بفضل 1996 إلى 1987 الجنوبية في الفترة من تعديلات السياسات التي نجحت في التوفيق بين الأجور ونمو الإنتاجية، وبالتالي تعزيز الاستهلاك المحلي. لكن كوريا الجنوبية فشلت في البناء على هذا الزخم قبل أن تؤدي موجة من التحرير المالي إلى تغيير مسارها الاقتصادي، ومن خلال التعلم من الدروس المستفادة من اقتصادات شرق آسيا الأخرى، تستطيع الصين أن تتجنب مصيرا مماثلا، وأن تعيد التوازن إلى اقتصادها وتحقق النمو المستدام. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت بين إنتاج النفط وعمره واحتياطيه حتى سبتمبر 2017 ذكـرت في المقال السابق أنـه من مليون 2.03 الماضي، تراجع إنتاج النفط الفنزويلي من نحو ألف برميل يوميا. الجدير بالذكر 825 برميل يوميا إلى نحو أن فنزويلا تملك أكبر احتياطي من النفط عالميا، بحسب مليارات برميل من 303 "رويترز"، حيث بلغ احتياطيها نحو النفط، فهل هناك علاقة بين إنتاج النفط وعمره؟ وما الفرق بين احتياطي النفط المؤكد وغير المؤكد؟ الوقود الأحفوري، وعلى رأسه النفط، هو مورد للطاقة ناضب، لكن هل يعني ذلك أن فنزويلا -علىسبيل المثال- قادرة على استخراج النفط الموجود في حقولها حتى آخر برميل منه؟ الوقود الأحفوري الذي يتكون من النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم هو مصدر ناضب للطاقة، وهذه حقيقة ثابتة غير مختلف عليها، وعندما نقول إن النفط مصدر للطاقة ناضب، فهذا يعني بطبيعة الحال أن له نهاية عاجلا أم آجلا، ولا أتحدث هنا عن "النضوب الاقتصادي"، بل عن النضوب الفعلي. نقرأ ونشاهد هنا أو هناك أن عمر النفط في دولة ما هو كذا، حيث يتم الوصول إلى هذا الرقم بناء على حسبة بسيطة تتم بحساب كمية الاحتياطي "المؤكد" وقسمته على كمية الإنتاج اليومي الفعلي، ويكون ناتج القسمة هو عمر النفط، بمعني لو أن دولة ما تملك -على سبيل المثال- مليار برميل من ألف برميل، فعليه يكون 100 النفط، وتنتج هذه الدولة يوميا عمر النفط في هذه الدولة هو حصيلة قسمة مليار برميل على ألف برميل، حيث يساوي في هذه الحالة عشرة آلاف يوم 100 عام. 27.3 أو حساب عمر النفط بهذه الطريقة غير دقيق لأسباب كثيرة، من أهمها أن الاحتياطي "المؤكد" متغير، وليس ثابتا في الغالب، فبحساب عمر النفط بالطريقة السابقة، فإننا نتجاهل الاحتياطي "غير المؤكد" ونقصيه من المعادلة. الاحتياطي "غير المؤكد" من الممكن تأكيده أو جزء منه على أقل تقدير، ومن الأمثلة الواقعية على ذلك احتياطي النفط السعودي عاما رغم إنتاج السعودية 20 المؤكد الذي ظل ثابتا نحو المرتفع من النفط، ما آثار تساؤلات مشروعة عند البعض، ودفع البعض بحسن أو سوء نية إلى التشكيكفيهذه الأرقام التي يتم إعلانها سنويا من "أرامكو السعودية". في هذه الحالة، يتم تعويض ما تنتجه السعودية بتأكيد احتياطيات نفط جديدة لم تكن مؤكدة في وقت مضى، وقد لا يعلم كثيرون أن نسبة التطابق بين الأرقام التي كانت تعلنها "أرامكو"، "الاحتياطي المؤكد" وبين النتائج التي أعلنتها الجهات المستقلة لتقييم الاحتياطي قبيل طرح "أرامكو في المائة تقريبا. حيث قضت 99 السعودية" للاكتتاب بلغت هذه الجهات المختصة بتقييم الاحتياطيات النفطية نحو شهرا في السعودية، وبصلاحيات كاملة واستقلالية تامة 18 للوصول إلى تقييم دقيق للاحتياطي السعودي المؤكد من النفط، وهذا دليل على شفافية السعودية في الإفصاح عن احتياطيها. ثانيا، كمية الإنتاج اليومي في حد ذاتها متغيرة في أي دولة منتجة للنفط في العالم، تزيد هذه الكمية وتنقص بحسب معطيات أسواق النفط العالمية من عرض وطلب، حيث تتأثر بالأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية والفنية والسياسية، إضافة إلى الكوارث الطبيعية التي تؤثر في الإمدادات النفطية. بناء على ما سبق، يمكننا القول إن عمر النفط متغير وليس ثابتا، وفقا للعوامل المتغيرة التي تم ذكرها، وحساب عمر النفط لأي دولة يـراوح بين كونه تخمينا عشوائيا لا يراعي العوامل والظروف التي تم تسليط الضوء عليها، وبين استشراف مبني على أسس علمية، لكن يصعب الجزم وتحديد عمر قطعي. الأفكار الإبداعية لاستقلالية الاقتصاد وتطوير المنتجات أصبح الابتكار في عصرنا الرقمي محركا للتطور والتقدم في مختلف المجالات، ويلعب دورا مهمافي تعزيز الاقتصاد وزيادة الإنتاجية، ويعزز من القدرة على تلبية الاحتياجات المتغيرة للمجتمع، ويسهم في تحسين جودة الحياة. وقد تحدثت عن مفهومه، وماذا يعني في مقال سابق، كما أوضحت أهميته والحاجة الماسة والشديدة إليه، وأهمية نمائه، وضرورة دعم برامجه وتطوير وتنوع طرق تعليمه، وأن هناك ضرورة لوجود استراتيجية لتوسعة مراحله، ابتداء من الفكرة ومحاكاتها واختبارها ومن ثم إلى تطويرها وإنتاجها، وأن العالم قد أدرك أهميته، وأن ذلك أصبح واقعا ملموسا من خلال السياسات الداعمة لتحقيقه والأهداف المنشودة من وجوده، وذكرت لذلك عديدا من الامثلة. وفي هذا المقال، سأحاول التركيز على فهم دور الابتكار كعامل رئيس في تحقيق مفهوم الاستقلالية والتميز على جميع المستويات سواء كانت تنموية أو اقتصادية أو دفاعية وتحقيق استدامتها. يـعـد دور الابـتـكـار في تحقيق التميز والاستقلالية دورا محوريا، حيث يتم من خلاله عمليات توليد الأفكار الإبداعية الجديدة وتنفيذها وإنتاجها بطريقة منفردة ومميزة ومفيدة حسب مجالات تلك الافكار والإبداعات، وتكون غير مقيدة بأطراف أخرى تلعب دورا أساسيا فيها، ولـذا عند امتلاك أحقية هذه الابتكارات، تصبح عناصر أساسية في تحقيق التميز والاستقلالية في مختلف تلك المجالات، بما فيذلك علىسبيل المثال، التميز والاستقلال في الاقتصاد، حيث يمكن للابتكار أن يؤدي إلى تطوير منتجات وخدمات جديدة، وتحسين منتجات وخدمات حالية، ما يعزز الاقتصاد ويوجد فرص عمل جديدة، كذلك من الأمثلة ما يحققه الابتكار من التميز والاستقلال السياسي والدفاعي والأمني، فمن خلال الابتكارات النوعية المميزة التي تقود إلى تطوير تقنيات ومنتجات جديدة تجعل من الدول التيتمتلكها أقل اعتمادا على غيرها من الدول الأخرى وتنفرد بها ذاتيا، وبالتالي يقوي ويعزز من قوتها الدفاعية وأمنها بشكل عام، كذلك يمكن أن يلعب الابتكار دورا كبيرا في تحقيق التميز والاستقلالية الثقافية من خلال تطوير تقنيات ومنتجات جديدة تسمح بالتعبير عن الثقافة والقيم بشكل عام، وغير ذلك الكثير في مجالات الصناعة والتصنيع وفي الصحة والتعليم وغيرها. هناك أمثلة دولية يبرز من خلالها دور الابتكار ويظهر جليا في تحقيق استقلاليات وتميز كثير من تلك الدول، نذكر من ذلك علىسبيل المثال، سويسرا، فهي تتميز بكونها من أغنى دول العالموتنفرد بمستوى دخل الأفراد فيها، حيث يعد الأعلى عالميا، وذلك يعتمد على تميزها بتطوير الصناعات المتنوعة والمتجددة لديها، حيث يعد التصنيع إحدى ركائزها الاقتصادية، في المائة من قيمة 40 ويشكل ذلك أكثر من إجـ لي الصادرات المحلية لديها، كل ذلك يسهم في تحقيق استقلاليتها وتميزها وتفردها بين دول العالم، كونها أصبحت رائـدة في مجال الابتكار في قطاع الخدمات المالية، وحاليا هي تتصدر قائمة الترتيب في مستويات الابتكار وريادة الأعمال والتجديد والتطوير على مستوى دول العالم، وذلك حسب تصنيف Global Innovation مؤشر الابتكار العالمي ، الذي تصدره المنظمة العالمية Index: GII World Intellectual Property للملكية الفكرية ، ومن الأمثلة الدولية Organization: WIPO أيضا، الولايات المتحدة، حيث تعد من الدول الرائدة في مجال الابتكار، كونها تتميز بتفردها بامتلاكها قوى اقتصادية وعسكرية متنوعة وضخمة قائمة على التكنولوجيا والبحث والتطوير والابتكار، ومن تلك الدول أيضا دولة الصين حيث تستثمر بشكل كبير في البحث والتطوير والابتكار، ما مكنها وجعل منها دولة تعد منافسا قويا جدا في هذا المجال، بل جعل لها دورا بارزا ومؤثرا ومميزا في الاقتصاد العالمي. ومن الأمثلة ايضا، ما حققته دولة فنلندا من تفرد وتميز في مجال التطبيقات الذكية التكنولوجية لأجهزة المحمول، جعل منها دولة ذات سيادة وأسبقية بين مثيلاتها من الدول، والأمثلة كثيرة في هذا السياق، مثل: كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها، وجميع هذه الدول استطاعت تحقيق التميز والاستقلالية في كثير من المجالات المتعددة من خـ ل الاهتمام بالابتكارات ونوعيتها المبنية على خطط واستراتيجيات واضحة ومقننة، والاهـتـ م والتركيز على العوامل الداعمة لذلك. وهناك عديد من العوامل التي تدعم دور الابتكار في طريق تحقيق التميز والاستقلالية، ومن أبرز هذه العوامل: إيجاد بيئة تنظيمية للاستثمار في البحث لتطوير منتجات وخدمات جديدة، والاستثمار في التعليم والبحوث والتطوير، وتشجيع التعاون مع الجامعات والمـراكـز البحثية الخارجية، حيث إن ذلك يسهم في تطوير قدرات الابتكار لدى الأفراد والمجتمعات، كذلك تعزيز الفكر الإبداعي والمرونة في عمليات اتخاذ القرارات، وتوفير البيئة الداعمة، مثل قوانين الملكية الفكرية، والدعم المالي، وتخصيص موارد كافية لدعم الأفكار والمشاريع الجديدة، الأمر الذي يسهم في تشجيع الابتكار وتطويره. ومن العوامل أيضا التنوع الثقافي والمجتمعي، وتوفير منصات لتبادل الأفكار والتعاون بين المبتكرين وريادي الأعمال، حيث سيسهم ذلك في إثراء الإبداع وزيادة فرص الابتكار، كل تلك العوامل تلعب دورا حاسما في دعم الابتكار، وتحقيق التميز والاستقلالية. وأرى أن بناء رأس المال البشري، وتطوير تعليمه بمراحله المختلفة، وتوفير التدريب والتطوير لزيادة مهاراته وتعزيز إمكاناته الإبداعية وتشجيع ثقافته الريادية والابتكارية، والعمل على توجيه ذلك في مجالات حقيقية سيعود بالفائدة والنفع وتحقيق التميز والاستقلالية واستدامتها. هناك عديد من العوامل التي تدعم دور الابتكار في طريق تحقيق التميز والاستقلالية، ومن أبرز هذه العوامل: إيجاد بيئة تنظيمية للاستثمار في البحث لتطوير منتجات وخدمات جديدة، والاستثمار في التعليم والبحوث والتطوير، وتشجيع التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الخارجية، حيث إن ذلك يسهم في تطوير قدرات الابتكار لدى الأفراد والمجتمعات، كذلك تعزيز الفكر الإبداعي والمرونة في عمليات اتخاذ القرارات، وتوفير البيئة الداعمة، مثل قوانين الملكية الفكرية، والدعم المالي، وتخصيص موارد كافية لدعم الأفكار والمشاريع الجديدة. NO.10983 ، العدد 2023 نوفمبر 6 هـ، الموافق 1445 ربيع الآخر 22 الإثنين 9 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com أ. د. محمد العسيري * أستاذ وباحثفي الهندسة الإلكترونية والأنظمة الدفاعية تشانغ جون * عميد كلية الاقتصاد ـ جامعة فودان، مدير مركز الصين للدراسات الاقتصادية ـ شنغهاي م. عبدالرحمن النمري * مختصفي شؤون النفط

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=