aleqt (10983) 2023/11/06

بانقضاء أيام أكتوبر الماضي، انتهت المدة الزمنية المحددة من قبل الاتحاد ال ـدولي لكرة القدم "فيفا"، لاتحادات دول آسـيـا ومنطقة أوقيانوسيا، لتقديم عروض احتضان بطولة ، وانتهت 2034 كـأس العالم معها التكهنات بشأن الدولة المتوقع منحها شرف استضافة من البطولة، بعدما 25 النسخة وجدت المملكة نفسها وحيدة فيسباق التنافسمن أجل الظفر بتنظيم أكبر حدث رياضيفي العالم. إذ سبق لجيمس جونسون، ممثل الاتحاد الأســرالي لكرة الــقــدم، الــدولــة الـتـي كانت تنوي التقدم بملف لخوض غمار التباري، أن صرح باكتفاء أستاليا باستضافة كأس آسيا وكأس العالم 2026 للسيدات ، مـؤكـدا عجز 2029 للأندية بـاده على المنافسة "علينا أن نتحلى بالواقعية، السعودية تملك عرضا قويا، لديهم موارد كثيرة ليس فقط تلك المتعلقة ،2034 بكأس العالم للرجال ودخـلـوا بـقـوة في ســوق كرة الـقـدم الأوروبــيــة عـن طريق الاستثمارات.. حكومتهم تضع الاستثمار في كرة القدم على رأس أولوياتها وهذا أمر يصعب التنافس معه". شهادة قوية واعـراف غريم يثبت للعالم الإجماع القائم في المملكة بين القيادة والشعب على إسقاط كلمة مستحيل من قاموس البلد، فالسعودية هي الدولة الوحيدة التي استطاع 125 ملفها الحصول على تأييد اتحادا كرويا من مختلف بقاع العالم. فضل عن كسب رهان الفوز بالتنظيم، في وقت قياسي يوما 27 جـدا؛ إذ تطلب الأمـر فقط مـن الإعــــان. فضل عن كونها الدولة الأولى في تاريخ المونديال التي ستشهد مشاركة منتخبا في المنافسة، وهو 48 أكبر عدد من الفرق في تاريخ البطولة يلتقي على أرضية دولة واحـدة، على اعتبار أن نسختي تـجـرى بشكل 2030 و 2026 مشتك في أكثر من دولة (كندا والولايات المتحدة والمكسيك) و(المغرب وإسبانيا والبرتغال). رحلة اتـشـاح كـأس العالم باللون الأخـر وتقديم دورة بنكهة سعودية خالصة، 2034 تبقى لدى كثيرين محل غموض والتباس، فالقدرة على تحقيق هذا الإنجاز المبهر الذي يرفع راية العرب عاليا، بالإمعان على أن تكون عودة المونديال إلى آسيا عربية للمرة الثانية على الــتــوالي، لا بـل خليجية في عاما 12 وقت وجيز لا يتعدى فقط، أوجدت مفاجأة كبرى في أوســاط غير المتابعين للثورة الصامتة التي تعيشها المملكة، منذ أعوام، على كافة المجالات والأصعدة. خلفا لما جرى العمل به في تجارب سابقة، حيث التخطيط والبناء يكون عادة من البداية، يــأتي منح الـسـعـوديـة مهمة احتضان النسخة الأولى في المئوية الثانية من عمر البطولة، بمنزلة تتويج لمـسـ ة بناء وتشييد انطلقت مبكرا، بإعلن قـيـادة المملكة، أواخـــر عام ، الرياضة ركيزة من ركائز 2017 التحول الوطني ضمن "رؤيـة " الرامية لتنويع 2030 السعودية مصادر الاقتصاد السعودي. ذلك ما يجعل من إسناد احتضان السعودية نهائيات البطولة بمنزلة ثمــرة مـن الـثـ ر هذا التحول الوطني الملهم. تحدث عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة السعودي عن الفوز بتنظيم الكأس معتبرا إياه "حجر أساس مهمفي تحول البلد". وإن كان من ناحية أخرى أفضل مناسبة للتسويق ما تم إنـجـازه باطلع بقية شعوب العالم على ما تم تحقيقه في البلد، فالحصيلة على أرض الواقع تبقى غير قابلة للوصف مهما حاولت الأصوات والأقلم، فـ"من رأى ليس كمن سمع" كما ورد في الأثر. داخــــلــــيــــا، لا مـــــراء في أن السعودية على موعد مع كتابة التاريخ بأبجدية الاعتزاز والفخر، فالحدث بثقله ودلالـتـه لحظة فارقة في مسار البلد، وإنجاز ف ـري ـد لأنـــه في متناول أقلية من الدول فقط. كما أنه سيبقى حكاية مـــشـــهـــودة في سجل المملكة، تــــــــروى عــ لـسـان صناعها ومن سيعيش يومياتها للأجيال المقبلة. وقبل ذلك كله محطة وطنية كـ ى استطاعت فيها القيادة أن تحول المملكة، على مسرح الأحــداث العالمي، من قوة اقتصادية عملقة إلى قوة رياضة عملقة. وخارجيا، ينتظر أن يعيش عشاق المستديرة في مونديال السعودية نسخة فريدة من نسخ كـأس الـعـالم، بالنظر لحجم ونوعية المشاريع التي تعرفها البلد التي يتوقع أن تكون جاهزة قبل موعد المونديال، كما هي الحال مثل مع مشروع ذا لاين في مدينة نيوم الضخمة التي ينتظر أن يصبح إحدى عجائب الكوكب التي ستشد إليه الرحال من كل أصقاع العالم. إلى جانب مشاريع نوعية أخرى مثل القدية والدرعية... تمزج بين الأصالة والمعاصرة والاستدامة والتجدد في مختلف مناطق البلد. ختاما، ومـن بـاب تعزيز ما جاء على لسان رئيس الاتحاد الأستالي لكرة القدم، وتفنيدا لما يشاع حـول قـدرة المملكة مباريات دولية 104 على احتضان يتضمنها برنامج المنافسة، نذكر بأن السعودية استطاعت بفضل الرؤية، وفيغضون سبعة أعوام فقط، تحقيق نهضة متكاملة على الأصعدة كافة، من الاقتصاد إلى الثقافة مرورا بالرياضة والسياحة والبيئة، ونجحتفي تشييد مدن بمشاريع استثنائية في العالم، فكيف لا تقيم منشآت وملعب وفضاءات تستجيب للضوابط التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم؟ إن إثــارة البعض لموضوع البنية التحتية عند كل حديث عن قدرة المملكة على احتضان حدث كروي عالمي بحجم كأس العالم، في دولـة نجحت، في ظرف وجيز، بفضل استثماراتها الــعــمــاقــة في الــريــاضــة، وجمهورها العاشق للرياضة، في التحول إلى عملق رياضي على الصعيد العالمي أشبه بمن يحاول تغطية أشعة الشمس بأصابع اليد الواحدة. شهدت سويسرا نهاية الشهر الماضي انتخابات برلمانية للولاية التشريعية ، لانتخاب ممثلي الأمـة 2027-2023 مقعدا في 246 السويسرية البالغ عددهم الغرفتين، موزعة ما بين المجلس الوطني، مقعد)، ومجلس 200( أي مجلس النواب 46( الولايات، ويقصد به الغرفة العليا مقعدا)، في واحــدة من أعــرق وأغـرب التجارب الديمقراطية في قلب القارة الأوروبية، نظرا لما تتميز به من قواعد وتفاصيل تبقى سويسرية صرفة، إذ لا نجد لها نظيرا في الديمقراطيات المجاورة. وفقا للنتائج النهائية في انتخابات في المائة، 46.6 بنسبة مشاركة لا تتعدى وهـي من أدنى المـعـدلات في أوروبــا، مقابل عـدد ترشيحات قياسية وصلت ترشيحات، نصيب النساء فيها 5909 في المـائـة، حافظ حــزب الشعب 41 السويسري، ذو التوجهات اليمينية، على صـدارة المشهد السياسي بعد حصوله في المائة من إجمالي الأصوات 27.9 على في المائة 2.4 مقعدا)، بزيادة قدرها 62( . مقابل 2019 مقارنة بانتخابات عـام في المائة، 3.4 تقهقر حزب الخض بنسبة من أصوات الناخبين فقط 9.8 بعد نيله مقعدا). وجاء الحزب الديمقراطي 23( الاشـراكي في المركز الثاني بعد كسبه في المائة من الأصــوات، ما يعادل 18 مقعدا، متبوعا بحزب الوسط بنسبة 41 مقعدا)، ثم الحزب 29( في المائة 14.6 في المائة 14.4 الديمقراطي الحر بنسبة مقعدا). 28( تحدث مراقبون تعليقا عـ هذه الأرقام، عن انزلاق سويسرا نحو اليمين، فنتائج حزب الشعب السويسري تعد ثالث أفضل أداء انتخابي له على الإطلق. وصف متسرع بحاجة للتدقيق، في مشهد سياسي معقد جدا، فهذه النتائج كيفما كانت يبقى هامش تأثيرها في مجريات اللعب في البلد ضئيل جدا، لأن تشكيل الحكومة لا يقوم على قاعدة الائتلف أو الأغلبية المطلقة، بل على أساس اتفاق بين أكبر الأحزاب. وذلك ما يفسر الارتفاع المستمر دوما لنسب الممتنعين عن التصويت، لأن ميزان القوى يبقى ثابتا بل تغيير رغم تعاقب الانتخابات، بخلف المنعطفات الحادة التي تقلب أحيانا الأمور رأسا على عقب، بعد كل انتخاباتفي دول الجوار. حكومة فيدرالية بوزارات ثابتة تفرد النظام السياسيفي سويسرا يبدأ من تركيبة أعضاء المجلس الاتحادي، أي السلطة التنفيذية، فتوزيع المقاعد السبع المكونة للحكومة الجديدة، المرتقب 13 اختيارها من قبل نواب البرلمان في من ديسمبر المقبل، لا يكون على أساس إجمالي الأصوات التي حصدها الحزب أو عدد المقاعد التي نالها في البرلمان، وإنما يكون على أساس مركزه في قائمة النتائج النهائية للنتخابات. عليه، واستنادا إلى التوافق السياسي ، تحصل 1959 المعمول به منذ عـام الأحــزاب الثلثة الكبرى على مقعدين في الحكومة، فيما ينال الحزب الرابع مقعدا واحــدا فقط، بـرف النظر عن الأصوات أو المقاعد في البرلمان. تشكيل الحكومة المكونة من وزراء: "الاقتصاد" و"الخارجية" و"الــدفــاع" و"الـشـؤون الداخلية" و"العدل والشرطة" و"المالية" و"البيئة والنقل والطاقة"، من الرباعي المتصدر للنتخابات أولى مميزات الديمقراطية السويسرية. صيغة جعلت هندسة الحياة السياسية ، حكرا على 20 في سويسرا، خلل القرن الـ أربعة أحزاب فقط، حزب الشعب والحزب الليبرالي الديمقراطي وحــزب الوسط والحزب الاشــراكي، فتداول المناصب الوزارية كان محصورا في هذه الأحزاب فقط دون باقي مكونات المشهد الحزبي في سويسرا. فحتى الأحــزاب المناصرة للبيئة (الخض والخض الليبراليين) التي سطع نجمها في البلد، لم تنجح في بلوغ مواقع التدبير بإسنادها مقاعد وزارية في الحكومة إلا مطلع الألفية الجديدة، مع تزايد الوعي بقضايا ومشكلت البيئة في أوساط الشعب السويسري. وأسهمت هذه المعادلة إلى حد كبير في استقرار الأوضاع السياسية في البلد، إذ لم يسبق لسويسرا أن شهدت أزمة حكومة أو انتخابات مبكرة، فانتخابات الشهر الماضي مثلت الدورة التشريعية تاريخ إعلن 1848 منذ عـام 52 رقـم سويسرا كدولة فيدرالية حديثة. امتد هذا الاستقرار ليشمل حتى الـوزراء، فتنحية الـــوزراء الفيدراليين من قبل البرلمان مسألة نــادرة في المـ رسـة السياسية عاما أن 175 بالبلد، إذ لم تحدث طيلة أحجم البرلمان على تجديد الثقةفيوزراء سابقين سوى أربع مرات فقط كان آخرها .2007 عام البرلمان بأغلبيتين نسبة ومطلقة ارتبط النظام البرلماني بتأسيس الدولة الحديثة في سويسرا، واستقى أسسه من النموذج البرلماني للولايات المتحدة، فكلتا الغرفين (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) بالصلحيات نفسها، وبذات القوة التصويتية على القرارات. لكنه يبقى قويا مقارنة بـالبرلمان الأمريكي، فالبرلمان السويسري صاحب سيادة مطلقة، ما يجعل قراراته غير قابلة للطعن من قبل الحكومة، بل حتى القضاء ممثل في المحكمة الفيدرالية، أعلى جهة قضائية في البلد، لا يمكنها بأي حال من الأحوال التشكيكفي دستوريته. يعد الاستقرار صفة ملزمة للنظام السياسي السويسري، فالتغيير في تركيبية السلطة التشريعية على غرار التنفيذية يكون بطيئا جدا، خلفا ما تجري به القواعد في الديمقراطيات الغربية، فالمشهد ، ما 1848 السياسي كان منقسما، منذ عام بين الحزب الليبرالي الديمقراطي والحزب الديمقراطي المسيحي، حتى اعتماد نظام ، الـذي كان 1917 الاقــراع النسبي عام نقطة تحول في المشهد السياسي، عبد الطريق أمام الأحزاب الصغيرة للمشاركة في الحياة السياسية. من ناحية الدلالة التمثيلية، يرتبط المجلس الوطني (مجلس النواب) بإجمالي مليون 8.8 السكان في البالغ عددهم الآن نسمة تقريبا، فعدد أعضائه عند تأسيس مقعدا، بمعامل 111 الدولة انحص في 20 تمثيلي يقارب مقعدا واحد عن نحو ألف نسمة. ، ارتفع إجمالي 1962 ابتداء من عام مقعدا، ليصبح 200 المقاعد بالمجلس إلى ألف نسمة، 40 كل عضو فيه ممثل عن نحو وذلك على أساس قاعدة الاقتاع النسبي، فكل كانتون في البلد يحصل على مقاعد تناسب عدد سكانه، فمثل كانتون زيورخ مقعدا باعتباره أكثر الكانتونات 36 حصد كثافة في البلد. خلفا لانتخاب أعضاء مجلس الشيوخ 46 (مجلس الكانوتونات) البالغ عددهم مقعدا دون أي تغيير، حيث يمثل كل كانتونا، 20 كانتون بنائبين في الغرفة عن وتمثل أنصاف الكانتونات وعددها ستة بنائب واحد فقط. يذكر أن عدد أعضاء ،1979 عضوا حتى عام 44 المجلس كان حيث أضيف مقعدان بعد إحداث كانتون جورا بالجزء الشمالي الغربي من البلد، وعاصمته ديليمونت. المزج بين النظامين النسبي والأغلبيفي انتخابات البرلمان السويسري إحدى سمات النظام السياسي بالبلد، فعلى أساسا النسب المئوية للأصوات تتحدد التمثيلية داخل الغرفتين، وبناء على هذه النسبة المئوية المحددة لتمثيلية تحسم مراكز الأحزاب السياسية، ما يسمح في النهاية بتحديد الفائز والخاسرفي الانتخابات. تفرد النظام السياسيفي سويسرا وتكريس البلد لمبدأ "الحياد الأبدي" لا يضم بأي حال من الأحـوال الانعزال عن الأزمــات السياسية الدولية، فالعولمة حولت الـعـالم إلى قرية صـغـ ة، في المغانم والمغارم على حد سواء. فرزنامة التحديات التي تواجه الحكومة المقبلة في بـرن لا تختلف عن تلك المطروحة على جدول أعمال الحكومات الأوروبية، بدءا من مشكلة الهجرة وتدفق العمالة، خاصة أن الدولة ترفع رهان عدم تجاوز .2050 عــ ة مليين نسمة قبل عــام طموح سياسي من شأنه أن ينعكس على بيئة الأعمال بتاجع العمالة الأجنبية في سويسرا، ما سيؤثر بشكل سلبي في أداء الاقتصادي السويسري. 12 NO.10983 ، العدد 2023 نوفمبر 6 هـ، الموافق 1445 ربيع الآخر 22 الإثنين بأبجدية الإنجاز وسطور الفخر .. موعد سعودي جديد مع كتابة التاريخ 2034 السعودية الدولة الوحيدة التي استطاع ملفها الحصول على تأييد اتحادا كرويا من مختلف بقاع 125 العالم فضل عن كسب رهان الفوز بالتنظيم في وقت قياسي جدا السعودية استطاعت برؤيتها، في غضون سبعة أعوام فقط، تحقيق نهضة متكاملة على الأصعدة كافة. من الرباط محمد طيفوري نسب مشاركة متدنية يقابلها نسب ترشح عالية سويسرا .. ديمقراطية عريقة بقواعد غريبة في قلب أوروبا يعد الاستقرار صفة ملزمة للنظام السياسي السويسري فالتغيير في تركيبة السلطة التشريعية على غرار التنفيذية يكون بطيئا جدا موسيقيون سويسريون يعزفون على آلة البوق المصاحبة لجميع المناسبات السويسرية. من الرباط محمد طيفوري ينتظر أن يعيش عشاق المستديرة في مونديال السعودية نسخة فريدة من نسخ كأس العالم. السياسية

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=