aleqt (10982) 2023/11/05

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية يتذكر ستيوارت لامبي اللحظة التي بدأ فيها مرض الزهايمر يأخذ والده منه قبل خمسة أعوام. ومع اشتداد المــرض، أصبح "الرجل الحقيقي"، الـذي خـدم في زمن الحرب في البحرية الملكية وأدار فيما بعد شركة ناجحة، عدوانيا لفظيا تـجـاه زوجـتـه الـتـي كان يعشقها. يقول لامبي، الـذي لم يسمع والده إيان يشتم من قبل، إن مثل هذا السلوك كان سيثير اشمئزاز الرجل الـذي كان والـده عليه من قبل. "لقد كان من غير المعقول أن هذا هو الشخص نفسه. حقا، لم يكن هو الشخص نفسه، بل كان المرض". إن الخرف، بقدرته على تغيير الشخصية وتحطيمها، يضارع السرطان أو حتى يتفوق عليه في غطاء أكثر حالاتنا إثارة للخوف. ومدركا للقول المأثور إن "ما هو مفيد للقلب مفيد للعقل"، ومصمما على تجنب مصير والده، 64 بدأ لامبي، البالغ من العمر عاما، رياضة الجري، ويفضل اتباع نظام غــذائي متوسطي ويعلم نفسه العزف على البيانو - "نشاطي الفكري لمكافحة الخرف". لـكـن بـعـيـدا عــن الـتـجـارب الشخصية المـؤلمـة والأرقـــام القاتمة التي جعلت من الخرف أولـويـة للأنظمة الصحية حول العالم، فـإن البيانات العالمية عن حالات الخرف الجديدة تقدم بصيصا من الأمل. ورغــم الاعتقاد السائد على نطاق واسـع بأن الخرف لا بد أن يرتفع بشكل كبير مع تقدم سكان العالم في العمر، يعتقد الخبراء أن احتمالات تجنب الخرف، في العالم المتقدم على الأقل، أقوى مما كانت عليه قبل جيل مضى. فقد أظهرت دراسة نشرت عام ، التي جمعت عدة أبحاث 2020 ألف شخص 50 لتتبع صحة نحو عاما، أن معدل حالات 65 فوق الخرف الجديدة في أوروبا وأمريكا في 13 الشمالية قـد انخفض 25 المائة لكل عقد على مـدار الـ عاما الماضية - وهو انخفاض كان متساويا في جميع الدراسات. بالنسبة إلى ألـ ت هوفمان، الذي يرأس قسم علم الأوبئة في كلية تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد، يشير البحث إلى استنتاج واحد: "الخطر المطلق للإصابة بالخرف أقل الآن" مما كان عاما. 30 عليه قبل والآن، هناك دلائل مبكرة على أن الظاهرة نفسها قد تنشأ في اليابان، وهو تطور مذهل في واحدة من أكثر السكان شيخوخة في العالم، ما يشير إلى أن الاتجاه الهبوطي أصبح أكثر انتشارا. يعترفهوفمان بأن فكرة تناقص العبء الناجم عن الخرف قد تبدو متعارضة مع الأعداد الهائلة التي لا تزال تصاب بالمرض. قدر تحليل يستند إلى قاعدة بيانات العبء العالمي للأمراض، التي تعد واحدة من أكثر الدراسات الاستقصائية موثوقية من نوعها، أن عــدد الأشــخــاص المصابين مليون 57.4 بالخرف سيرتفع من حالة على مستوى العالم عام مليون حالة 152.8 إلى 2019 . ومع ذلك، حتى هنا 2050 عام كانت هناك دلائـل تشير إلى أنه عندما تؤخذ شيخوخة السكان في الحسبان، فإن معدل الانتشار سيظل مستقرا، وليسفي ارتفاع. ومـع التأكيد عـ أن أسباب انخفاض معدل الإصـابـة ليست مفهومة بالكامل بعد، يعتقد هوفمان أن تحسين صحة القلب من المرجح أن يكون عاملا مهما نظرا إلى الـروابـط المـؤكـدة بين الاثنين. ويقول: "في أمريكا الشمالية وأوروبـا الغربية، كان هناك منذ عاما تركيز هائل على الوقاية من 50 أمراض القلب التي كانت تؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية". ويشير إلى أن ما لا يقل عن ثلث السكان الذين تزيد عاما يتناولون الآن 50 أعمارهم على حبوبا للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، كما ارتفع استخدام عقاقير ستاتين، وهي مجموعة من الأدوية التي تقلل نسبة الكوليسترول. ومـــا يضيف وزنـــا إلى هـذه الفرضية، هو أن الدراسات تشير إلى أن انخفاض حالات الخرف كان أكبر لدى الرجال، الذين تركزت عليهم الجهود الرامية إلى الحد من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب إلى حد كبير في السبعينيات والثمانينيات، وهي الحقبة التي كان يعتقد فيها خطأ أن النساء أقل عرضة للإصابة بالخرف. لكن هذا الاتجاه الهبوطي فاجأ في البداية حتى الباحثين ذوي الخبرة. كانت كارول براين، أستاذة طب الصحة العامة فيجامعة كامبريدج - والباحث الرئيس في واحدة من أقدم دراسـات الخرف الراسخة، وهي دراسـات الوظيفة الإدراكية والشيخوخة - "مندهشة" عندما وجدت لأول مرة دليلا على انخفاض معدل الإصـابـة. وتضيف: "كنت أعتقد حقا أن مسار الخرف لا يمكن تغييره لأنني اعتقدت أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالشيخوخة". والآن تتم إعادة النظر في هذه النظرية. تسبق النتائج توافر أي علاجات طبية لهذه الحالة، لذا فإن فرضية برين هي أن الحد من الإصابة يتطلب "تحسين الوظيفة العصبية" طـوال حياة الشخص عن طريق تحسين صحة الدماغ والصحة البدنية. يقول هوفمان إن الوقاية من الخرف في الممارسة العملية قد تعني تأجيله لفترة كافية بحيث يتمكن الناس من عيش حياتهم دون الشعور بآثاره. ويقول: "بالنسبة إلى الأفـراد فهذا يعني الموت منشيء آخر". «حقيقة مزعجة» كانت واحــدة من أقـوى الأفكار التي اكتسبها العلماء في الأعـوام الأخيرة أهمية تحسين صحة الأوعية الـدمـويـة، ومــدى فاعلية جسمك في نقل الدم من وإلى القلب، في مكافحة الخرف. قد يلعب هذا دورا ليس فقط في الحماية من الخرف الوعائي، وهو التشخيص الذي يعطى لما يصل إلى في المائة من أولئك الذين يصابون 30 بهذه الحالة، لكن أيضا في المساعدة عـ تجنب تـطـور أعـــراض مرض الزهايمر، الـذي يبدو أنه ينتج عن تراكم اثنين من البروتينات السامة، تاو وأميلويد بيتا، في الدماغ. تـقـول فـرانـسـ جـرودسـتـ ، أسـتـاذة الطب الباطني في مركز راش لأمراض الزهايمر في الولايات المتحدة، التي قادت دراسة لبحث كيفية اختلاف شيخوخة الدماغ بين المشاركين على مدى عقود: "لقد أصبح مجال الخرف يقدر أن أمراض الأوعـيـة الـدمـويـة قـد تسهم في الإصابة بخرف الزهايمر، وليس فقط في الخرف الوعائي". وتقول إن سـوء صحة الأوعية الدموية يرتبط ارتباطا وثيقا بتطور الخرف السريري لمرض الزهايمر، مشيرة إلى أعوام من البحث. وقد حققت دراسة جرودشتاين، التي نشرت في وقت سابق من هذا العام، اكتشافا مهما. فبينما بدا أن علامات أمراض الأوعية الدموية في الدماغ قد انخفضت مع مرور الوقت، فإن مدى العلامات المميزة لمرض الزهايمر في الدماغ بقي كما هو. هذا قاد الفريق إلى الافتراض بأن "أي انخفاض في خرف الزهايمر السريري قد يرجع جزئيا إلى صحة أفضل للقلب والأوعـيـة الدموية وجزئيا إلى زيادة القدرة على مقاومة أسباب مرض الزهايمر"، مثل لوحة الأميلويد، بدلا من انخفاض مرض الزهايمر نفسه. يشير تشينج شوان تشيو من مركز الشيخوخة في معهد كارولينسكا في السويد، الذي قاد دراسة أجريت عام على كبار السنفيستوكهولم، 2013 التي كانت من أوائل الدراسات التي أظهرت انخفاضا في الإصابة بالخرف، إلى أن هذه النتيجة توفر الأمل في أن المرض قد يكون أقل استعصاء على الحل مما كـان يعتقد سابقا. ويقول: "حتى لو لم نتمكن من فعل كثير بشأن تاو أو أميلويد، يمكننا أن نفعل شيئا بشأن تعزيز صحة الأوعية الدموية في الدماغ وهذا سيساعد أيضا على منع ظهور الأعــراض أو تأخيرها". ويعتقد باحثون آخرون أن الآثار قد تكون عميقة بالنسبة إلى الطريقة التي يتم بها النظر إلى الحالة والتعامل معها. يعتقد جوناثان شــوت، أسـتـاذ علم الأعـصـاب في مركز أبحاث الخرف التابع لكلية لندن الجامعية، أن عمل جرودشتاين جزء أساس من مجموعة "الأدلة المختلفة التي تم تجميعها لبعض الوقت" للإشارة إلى أنـه من الممكن الحد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف عن طريق تحسين الصحة، وربما خاصة في منتصف العمر. إضافة إلى تحسين صحة الأوعية الدموية، هناك عامل آخر يعتقد الباحثون أنه لعب دورا في تقليل عدد الحالات الجديدة. ويـبـدو أن أولـئـك الـذيـن تظل أدمغتهم رشيقة ونشطة أكثر قدرة على تحمل تدهور الخرف دون أي فقدان واضح للقدرات العقلية، وهو مفهوم يعرف باسم "الاحتياطي المعرفي". كثيرا ما يرتبط بطول المدة التي يبقى فيها الشخص في التعليم الرسمي. وباستخدام عينات من الدماغ، وجدت براين وفريقها في كامبريدج "أنه كلما ارتفع مستوى التعليم، من حيث أعوام التعرض، قلت احتمالية الإصابة بالخرف خلال حياتك". وقد أدتهذه النتيجة إلى انقسام الرأي بين العلماء: هل أولئك الذين يحصلون على تعليم أفضل قادرون ببساطة على التعامل مع أعراضهم لفترة أطول - أم أن التعليم نفسه له أثر وقائي؟ من الصعب الحصول على إجابات محددة لمثل هـذه الأسئلة. بينما يسعى الباحثون لاكتشاف مزيد حول مدى استمرارية اتجاه انخفاضمعدل الإصابة، وما يكمن وراءه وكيف يمكن استدامته، فإنهم يواجهون صراعا دائما لجمع التمويل اللازم للعمل الشاق المتمثل في إجـراء دراسات سكانية كبيرة. ويـقـول أحــد العلماء إن هذا المجال يهيمن عليه "قـوة" أبحاث الـطـب الـحـيـوي الـتـي تـهـدف إلى اكتشاف الأدويـة السحرية التي من شأنها علاج، أو على الأقل تخفيف، أشكال مختلفة من المــرض - مع مردود هائل في المستقبل لأي شركة تنجح في هذه المهمة. تقول برين: "لا توجد أموال تقريبا تستثمر في الدراسات الوبائية للخرف بين السكان في الوقت الحالي. هناك مليارات من الجنيهات تنفق على اكتشاف الأدوية والبحث الآلي لكنك تحتاج حقا إلى أن تكون مرتبطا بما يحدث بين السكان". لقد كشف عملها الخاص وعمل زملائها عما تسميه بسخرية "الحقيقة المزعجة" - وهي أن المجموعات التي تستخدمها شركات الأدويـة لدراسة الأدويـة الجديدة بعيدة كل البعد عن تمثيل أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالخرف ككل. فبدلا مـن التقسيم بدقة إلى الأشكال المختلفة التي يمكن أن يتخذها المرض -الأوعية الدموية، أو مرض الزهايمر، أو أجسام ليوي، وهو النوع الثاني الأكثر شيوعا- أظهر تحليل الدماغ بعد الوفاة الذي أجراه باحثو مؤسسة سي إف أيه إس أن معظم الحالات جمعت عناصر من النسخ المختلفة. ويضيف برين أنهفي المقابل، كان المشاركون المنخرطون في تجارب أدوية الزهايمر الجديدة يميلون إلى أن تكون لديهم "الأشكال الأكـ نــدرة... ونقاء" من المرض. ونتيجة لذلك، فإن أي نتائج حول فاعلية الدواء الجديد قد لا تترجم إلى عدد أكبر من السكان. هناك عامل تعقيد آخـر وهو العمر. حيث في الأغـلـب مـا كان الأشـخـاص الخاضعون للاختبار عاما، 84 أصغر بعشرة أعـوام من وهـو متوسط العمر الـذي يتطور فيه المرض. وتحذر من أن مثل هذه الدراسات قد تفوت مدى قدرة كبار السن على تحمل مستويات كبيرة من لوحة الأميلويد -وهــو مؤشر رئيس لمرض الزهايمر- دون ظهور الأعـــراض، ما قد يعرضهم لخطر الإفراط في العلاج. وتقول برين: "إن مبرر كل هذا الاستثمار من قبل شركـات الأدويـة هو في النهاية دواء يمكن تطبيقه على الناس، ونعلم أن معظم حالات الخرف تحدث عند كبار السن مع كل هذه الأمراض المختلطة". "لذا، إذا كنت تتتبع وتستهدف بروتينا واحدا فقط، الذي نعلم أنه يمكن تحمله في أدمغة كبار السن، فمن المحتمل أن تكون قد أفرطتفي تناول الدواء بشكل كبير". التوقعات العالمية في الوقت الحالي، يعد انخفاض حـــالات الـخـرف الـجـديـدة ظاهرة حصرية في العالم الغني. ومـع ذلــك، يقول هوفمان من جامعة هــارفــارد إن الــدراســات السكانية الكبيرة، التي تولد الأفكار الأكثر موثوقية، تجري في البرازيل، ونيجيريا وجنوب إفريقيا، مضيفا: "لدي أمل في أن نرى النمط نفسه". إن التغييرات واضحة بالفعل في اليابان، حيث وجدت دراسة أجريت على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عاما في بلدة هيساياما، 65 على ، أن 1985 التي ما زالت جارية منذ نسبة المصابين بالخرف انخفضت 12 إلى 2012 في المائة عام 18 من في المائة بعد عقد من الزمن. ولن يكمل فريق الدراسة تحليلا كاملا لأحدث البيانات حتى العام المقبل. لكن البروفيسور توشيهارو نينوميا، الباحث الرئيس، يقول إن هذا الدليل على انخفاض معدل انتشار المرض، وكذلك انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن المـرض، يشير إلى أن معدل الإصابة أيضا قد انخفض على الأرجح. وهو يتوقع أن تستمر الحالات في النمو، لكن بمعدل أبطأ بكثير. فبينما أنه سيكون 2010 كان قد قدر في هناك ثمانية ملايين حالة من حالات الخرف بين السكان اليابانيين بحلول -أي ضعف العدد الحالي البالغ 2050 أربعة ملايين- فإنه يعتقد الآن أن الرقم الأكثر دقة من المرجح أن يكون خمسة ملايين. ويــقــول نينوميا إن دراســـة هيساياما ساعدت في تشجيع التركيز على التثقيف والتوعية الصحية، وإدارة أفضل للأمراض المرتبطة بنمط الحياة، التي تنتشر الآن في سائر أنحاء اليابان. ويضيف: "يقول الناس إنه من الصعب للغاية الوقاية من الخرف، لكنني أعتقد أن بياناتنا الجديدة تظهر إمكانية القيام بذلك". ويظل من غير الواضح ما إذا كان المسار الهبوطي سيستمر أم لا. إن ظهور الأغذية المصنعة وأنماط الحياة التي تتسم بالجلوس لفترات طويلة منذ منتصف القرن الماضي، بما في ذلـك الارتـفـاع المذهل في عاما 40 مـعـدلات السمنة في الــــ الماضية، يعني أن بعض الأجيال الحالية يعيشون حياة أقل صحة من آبائهم أو أجدادهم. ووجــدت أحـدث دراســة أجراها 2014 إلى 2010 براين في الفترة من أن الانخفاض في حالات الخرف كان أقل بكثير في المناطق المحرومة، ما يؤكد استحالة فصل المرض عن "المـحـددات الاجتماعية" للحياة الصحية مثل السكن اللائق والتغذية. وتقول الدكتورة سوزان ميتشل، رئيسة السياسات في مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، وهي مؤسسة خيرية: "كل ما أستطيعه هو فقط وضع فرضية حول هذا الأمر، ولكن فيضوء ما نعرفه عن التغيرات الأخرى التي تحدث، مع زيادة انتشار مرض السكري، والسمنة، التي تعد عوامل خطر للإصابة بالخرف، قد نرى معدلات الإصابة تبدأ الارتفاع في المستقبل". وتقدم دراســة نـ ت الأسبوع الماضي بعض الأدلة الإحصائية على هذه المخاوف، حيث أشار البحث، الذي نشر في مجلة "لانسيت بابليك هيلث"، إلى أن حــالات الإصابة بالخرف انخفضت في إنجلترا وويلز ،2008 و 2002 في المائة بين 28.8 في 25.2 لكنها ارتفعت مرة أخرى .2016 و 2008 المائة بين ويقول إريك برونر، أحد الباحثين في الدراسة، إنه في حين أن هناك احتمالا أن النتائج التي توصلوا إليها هي جـزء من التقلب الطبيعي في الحالات، "فإننا واثقون تماما بأن الارتـفـاع يبدو حقيقيا"، رغـم أنه ينبغي أن يتكرر في دول أخرى. قد تعكس هذه النتائج "الارتفاع الهائل في معدلات السمنة، وبالتالي مرض السكري من النوع الثاني"، إلى ، التي 2008 جانب الأزمة المالية لعام تركت "كثيرا من الناس يعيشون في حالة من الحرمان، والفقر الغذائي، وهو ما ليس مشجعا فعلا لصحة الناس". ويضيف أن دور العوامل الاجتماعية كان مدعوما بالنتيجة التي توصلت إليها الدراسة بأن الارتفاع الأكبر في الحالات الجديدة كان بين الأشخاص الأقل تعليما. ومن مصادر القلق الأخرى هو أنه في العالم الغربي، ربما تم بالفعل تحقيق كثير من فوائد تحسين صحة القلب والأوعـيـة الـدمـويـة، الأمـر الذي قد يحد من المجال لمزيد من التحسين. يـقـول شـــوت مــن كلية لندن الجامعية إنه في حين وجدت لجنة في 40 أن نحو 2020 لانسيت في المائة من الخرف يمكن الوقاية منه من خلال إيـ ء مزيد من الاهتمام لصحة الناس في منتصف العمر، "ربما يكون المنظور الأكثر واقعية هو أنه من المحتمل أن أدنى ثمرة معلقة من حيث الوقاية من الخرف، في العالم الغربي على الأقل، قد تم قطفها بالفعل". ويضيف أنه لا يزال هناك مجال كبير لتحسين الأمور في المجتمعات الأكثر حرمانا وفي الدول الأكثر فقرا. وكانت لجنة لانسيت واضحة في أن إمكانية إجراء التخفيضات موجودة في جميع أنحاء العالم. "لذلك لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به في العالم النامي، حيث ربما لا يتم الاهـتـ م بعوامل الخطر المتعلقة بالأوعية الدموية أيضا". ويعتقد الباحثون أن مجموعة من التدابير الوقائية والأدوية الجديدة لعلاج المرض لديها القدرة على تغيير التوقعات بالنسبة إلى الخرف بشكل كامل أكثر مما كان يبدو ممكنا في التسعينيات. ويــقــول هــوفــ ن مــن جامعة عاما "كان 30 هارفارد إنه حتى قبل يتم الحديث عنه بوصفه الوباء الصامت، لكن بالكاد كان أي شخص يعمل عليه". والآن يركز آلاف من العلماء حول العالم على إيجاد طرق للحد من آثاره المخيفة. لا يـــزال أمـامـنـا طـريـق طويل لنقطعه، حـيـث يـشـ الباحث المـخـرم، الــذي يعمل في هذا المجال منذ أربعة عقود، إلى تقدير مفاده أن نحو حالة من كل ثلاث حالات يمكن تجنبها من خلال تحسين صحة القلب والدماغ، وهي نسبة "ليست سيئة" ولكنها يمكن أن تكون أفضل، على حد قوله. ويشير إلى أنه من الأنظمة الصحية التي تركز عادة على علاج الأمراض بدلا من الوقاية منها، قد تكون هناك حاجة إلى تحولفي التمويل والتركيز. "في المملكة المتحدة، وفي الولايات المتحدة، وأوروبا الغربية، لم يكن هناك الكثير باستثناء الكلام عن الوقاية منه. وفي الواقع، نحن بحاجة إلى استراتيجيات مخصصة لذلك". وعلى الجانب الدوائي أيضا، فعلى الرغم من الحماس المحيط بعقارين جديدين تمت الموافقة عليهما في الولايات المتحدة ويبدو أنهما يعملان على إبطاء تقدم المرحلة المبكرة من مرض الزهايمر، كانت هناك أيضا مخاوف بشأن الآثار الجانبية. ويشير هوفمان أنه ليس مؤمنا بالحلول الـسـحـريـة. ولـكـن بعد أعوام من العمل في مجال ثبت أن الاختراقات فيه غالبا تكون بعيدة المنال، فإنه يسمح لنفسه ببعض التفاؤل الحذر، قائلا: "عموما، هناك سبب يدعو إلى الأمل". لا توجد أموال تستثمر في الدراسات الوبائية للخرف بين السكان وفي الوقت الحالي يعد انخفاض حالات الخرف الجديدة ظاهرة حصرية في العالم الغني. أحد أقوى أفكار العلماء .. مكافحة الخرف بقلبسليم في المائة بعد عقد من الزمن. 12 إلى 2012 في المائة في 18 في بلدة يابانية تراجعت نسبة المصابين بالخرف من من لندن سارا نيفيل مرض الخرف لديه قدرة على تغيير الشخصية وتحطيمها ويضارع السرطان أو حتى يتفوق عليه .. كل الأرقام قاتمة لكن الخطر المطلق لتوسع الداء أقل الآن بعيدا عن التجارب الشخصية المؤلمة والأرقام التي جعلت من الخرف أولوية للأنظمة الصحية فإن البيانات العالمية عن الحالات الجديدة تقدم بصيصا من الأمل رغم أن عدد الأشخاص المصابين مليون حالة 57.4 بالخرف سيرتفع من إلى 2019 على مستوى العالم عام إلا أن 2050 مليون حالة عام 152.8 معدل الانتشار سيظل مستقرا لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه .. حالات يمكن تجنبها من 3 حالة من كل خلال تحسين صحة القلب والدماغ وهي نسبة "ليست سيئة" ولكنها يمكن أن تكون أفضل مستقبلا «رويترز» تشير أحدث الدراسات إلى استنتاج واحد هو أن الخطر المطلق للإصابة بالخرف أقل الآن. 13 NO.10982 ، العدد 2023 نوفمبر 5 هـ، الموافق 1445 ربيع الآخر 21 الأحد

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=