aleqt: 09-10-2023 (10955)
NO.10955 ، العدد 2023 أكتوبر 9 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 24 الإثنين منذ حـرب روسيا وأوكرانيا، انطلق الساسة الألمان في جولة اعـتـذار عن اعتماد بلادهم في المــاضي عـى الهيدروكربونات الروسية والـدعـوة إلى التكامل بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في مجال الطاقة. وجاء رد المستشار الألماني أولاف شولتز عل الاعتداء الــروسي بإعلان "نقطة تحول" واتخاذ القرار أخيرا بإغلاق خط . مع ذلك، لا 2 أنابيب نورد ستريم يزال كثيرون ينظرون إلى المشروع بوصفه لطخة لوثت شرف ألمانيا وفطنتها السياسية. بعد مرور عام ونصف العام عل بداية الحرب، لا يزال القادة الألمـــان يتصارعون مـع أخطاء المــاضي السياسية ويناضلون لاستخلاص دروس واضحة منها. ولأن اقتصاد ألمانيا القائم عل التصدير يظل معتمدا بشدة عل السوق الصينية، فإن النهج الذي تسلكه في التعامل مع الصين متضارب ومتناقض بدرجة كبيرة. بحسب هـارولـد جيمس أستاذ التاريخ والـشـؤون الدولية في جامعة برينستون. وهو مختص في تـاريـخ الاقـتـصـاد الألمــاني والعولمة، وهـو مؤلف مشارك لكتاب "اليورو" و"معركة الأفكار". ومـن ثـم، في أواخــر يونيو، وبينما رفـض الرئيس الأمريكي جو بايدن الاعـتـذار عن وصفه الرئيس الصيني شي جين بينج بالديكتاتور، قام رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج بزيارة ودية إلى ألمانيا، حيث احتفل هو وشولتز بالدور الذي قد تلعبه العلاقات التجارية الصينية - الألمانية في موازنة المنافسة الصينية - الأمريكية متزايدة التوتر. ولكن في سبتمبر، كررت أنالينا بيربوك وزيــرة الخارجية الألمانية ذلك الوصف المهين، في حين أوضح مفوض الاتحاد الأوروبي التجاري فـالـديـس دومـ وفـسـكـيـس أن "الاتحاد الأوروبي ليس لديه أي نية للانفصال عن الصين". تـــرى هــل يـبـالـغ الألمــــان، والأوروبــيــون في عموم الأمـر، ولا يتعمقون في التفكير؟ قد يوافق عل هذا منتقدو السياسة الألمانية التي كثيرا ما يسخر منها الآن بوصفها "تجارية النزعة" (مركنتيلية)، وهو مصطلح لا يخلو من التورية هنا، حيث يقصد به سياسات المستشارة السابقة أنجيلا مـ كـل. ومــع ذلــك فإن المبدأ القائل إن الاقتصاد قادر عل تشكيل السياسة بطرق مفيدة يستحق قدرا من الاحترام أكبر مما كان يتلقاه. كان هذا هو المبدأ الأساسي وراء السياسة الشرقية الألمانية "المعيبة"، التي رأت في تطبيع العلاقات الاقتصادية وسيلة لتأمين السلام أثناء الحرب الباردة وبعدها. وهي أيضا الفكرة الأساسية وراء العولمة الحديثة. يـزعـم بعض المنتقدين أن السياسة الشرقية كانت دوما عاجزة بسبب عيوب شابت بعض أفراد بعينهم ـ مثل سعي المستشار الألماني جيرهارد شرودر الحثيث وراء المال، الذي تسببفيتحويله برغبته إلى دمـيـة في يـد شركة غازبروم، أو حذر ميركل المفرط، الذي يرجع في حد ذاته إلى نشأتها في ألمانيا الشرقية. لكن آخرين يـرون في النهج الألمـاني نقيصة أكبر ترجع إلى السذاجة. عل حد تعبير روبـرت كاجان في مناسبة عاما، "الأوروبيون 20 شهيرة قبل المغرمون العاطفيون" ينتمون إلى كوكب الزهرة، في حين ينتمي الأمريكيون والروسوالصينيونفي الأرجح الجامدون العمليون إلى كوكب المريخ. في أي الأحــــــوال، تنتمي المجموعة الحالية من القادة في ألمانيا إلى تقليد قديم يشمل أيضا المستشارين كونراد أديناور )، وهيلموت شميت 1963-1949( )، وهيلموت كول 1982-1974( ). بـــدأت عملية 1998-1982( تمديد خطوط الأنابيب لتحسين العلاقات مع روسيا أو الاتحاد السوفيتي في أواخـر خمسينيات ، وقوبلت بالتشكك من 20 القرن الـ جانب الولايات المتحدة منذ ذلك الحين. لكن التعاون الاقتصادي الذي نشأ عن مثل هذه المشاريع كان أيضا الأساس الذي قام عليه انفتاح الاتحاد السوفيتي في عهد ميخائيل جورباتشوف. لكن فكرة أن التجارة تفضي إلى السلام، والسلام يفضي إلى الـتـجـارة، ليست جـديـدة. ففي ، رأى كثيرون 19 منتصف القرن الـ من الألمـان أن الوحدة الوطنية مرغوبة في المقام الأول بسبب الفوائد الاقتصادية التي قد تجلبها. وكما أوضح أوجست لودفيج فون ريتشاو، وهو الرجل الذي صاغ مصطلح "السياسة الواقعية" في ذلك الوقت، فإن توحيد ألمانيا لم يكن "مسألة عاطفية، بل كان من منظور الألمـان في الأسـاس عملا تجاريا بحتا". بعد قرن من الزمن، أوجدت الفلسفة ذاتها أوروبا الحديثة. بدأ مشروع الاتحاد الأوروبيفي أوائل بوصفه 20 خمسينيات القرن الــ "جماعة" لربط الفحم الألماني وخــام الحديد الفرنسي. وكان التكامل الاقتصادي أول خطوة نحو نزع فتيل العداء القديم الذي أدى إلى ثلاثة صراعــات كارثية .1945 إلى 1870 خلال الفترة من في ضوء نجاح هذا المشروع، ليس من المستغرب أن ترشـد التجربة ذاتها استجابة أوروبـا لانهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الشيوعية. وقد دعا هذا التحدي الجيوسياسي الكبير إلى لفتة كبيرة بالقدر نفسه مـن جانب أوروبـــا. كـان التنسيق الدفاعي أحد الخيارات التي باتت فوائده واضحة عندما نسترجع أحداث الماضي، لكن الساسة الأوروبيين اختاروا المال والعملة الموحدة ـ اليورو ـ لاستعراض التزامهم تجاه بعضهم بعضا. ولأن هذا المـــ وع الاقـتـصـادي نجح في دمج أوروبا والحفاظ عل السلام بين أعضائها، فمن المفهوم أن يحاول كثير من الأوروبيين تطبيق النموذج ذاتـه عل نطاق عالمي أكبر. الواقع أن إيمان ألمانيا بالترابط الاقــتــصــادي يـوضـح موقعها الجغرافي. تاريخيا، كان الموقع المتوسط الذي تحتله في شمال أوروبـا، مع افتقارها إلى الجبال التي لا يمكن اختراقها وغير ذلك من الحدود الطبيعية الواضحة، سببا في إنتاج نوع من الهشاشة لا تعرفه القوى المنعزلة الواقعة عل المحيط مثل المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة. فمن السهل أن تتقدم الجيوش عـ سهل مفتوح بقدر ما يسهل عل التجار استخدام الطرق الساحلية والبرية للربط بين الناس. وعل هذا فقد كان الألمـان دومـا منجذبين بين مارس (رمز الحرب) وعطارد (رمز التجارة). يعني هذا التأطير بين "إما أو" ضمنا أن كلشيء سيعتمد عل الاقتصاد إذا أصبحت الحرب احتمالا غير وارد. لكن العكس أيضا صحيح، فإذا تعثرت قصة التنمية، تصبح العودة إلى الصراع أكثر ترجيحا. رغـم أن الحرب في أوكرانيا كانت مدمرة، فإن الاستجابة لها بالحظر المـالي وحظر الطاقة، وليس التصعيد النووي، تشكل في حد ذاتها انتصارا للبشرية. حتى الآن، كان التدمير المادي شديد القسوة محصورا في دولة واحـــدة. وعـى هـذا فـإن الحرب تنطوي عـى دروس مهمة لمن يفكر في الكيفية التي ينبغي بها لأوروبـــا وأمـريـكـا أن تستجيب للصين. هل ينبغي للمخاوف من تكرار الأخطاء التي ارتكبت مع الرئيس الـروسي فلاديمير بوتين أن توجه استراتيجية التعامل مع شيجين بينج، أو أن الاستمرار في التعامل مع الصين يقدم أفضل فرصة لكبح جماح روسيا؟ بما أن الإجابة ليست واضحة بأي حال من الأحوال، فلا ينبغي للأوربيين أن يعتذروا عن إجـراء مثل هذه الحسابات الاستراتيجية. في وقت سابق من هذا العام، عندما احتفل كبار الساسة وصناع الرأي بالذكرى المئوية لميلاد هنري كيسنجر، أكـدوا حقيقة مفادها أن كيسنجر ـ وواقعيته الأصيلة ـ كان منـتجا ألمانيا أمريكيا مشتركا أسهم بشكل حاسم في تشكيل ألمانيا الديمقراطية المستقرة. وكانوا محقين في الاحتفال بتلك المناسبة. فقد صــاغ كيسنجر نموذجا قـادرا عل تحقيق نتائج قوية وعظيمة الفائدة ـ حتى إن كان يحمل في طياته دوما احتمال الفشل. كـانـت الـسـيـاسـة الألمـانـيـة الأوروبية "المعيبة" السابقة رهانا عل العولمة، والعولمة دائمة التغير. ورغم أنها ستستمر دون شـك في التطور في اتجاهات جديدة وغير متوقعة، فإن هذا ليس سببا لرفض فكرة أن الاتكالية المتبادلة تدعمفي الأغلب السلام والرخاء. رهان العولمة الذي لم يتغير هل ماتت فكرة «السلام عبر التجارة»؟ رغم أن الحرب في أوكرانيا كانت مدمرة فإن الاستجابة لها بالحظر المالي وحظر الطاقة وليس التصعيد النووي تشكل في حد ذاتها انتصارا للبشرية .2022 الرئيس الصيني شي جين بينج (يمينا) يستقبل أولاف شولتز المستشار الألماني في قاعة الشعب الكبرى في بكين في الرابع من نوفمبر من الرياض «الاقتصادية» وراء الفوضى العالمية اليوم، نجد روايتين متصلتين حول مواطن القوة ونقاط الضعف النسبية لـدى مختلف الدول في المنافسة عل القوة العالمية. تدور الرواية الأولى حول صعود وسقوط الأمم والحضارات في الأمد الطويل، في حين تدور الأخرى حول أوضاع وأحوال أقصر أمدا. وفقا لتقرير هارولد جيمس أستاذ التاريخ والـشـؤون الدولية في جامعة برينستون. من المنظور الغربي، تنظر الرواية الأولى إلى الصين بوصفها تهديدا بسبب قوتها غير العادية، في حين تعرضها الراوية الثانية عل أنها تهديد بسبب ضعفها المتأصل. من ناحية أخرى، ينظر قادة الصين إلى أمريكا بوصفها تهديدا لأنها ضعيفة بنيويا وتهيمن عليها نخب سياسية حاكمة مسنة، ولكن أيضا لأنها تظل قوية بدرجة غير عادية وعاقدة العزم عل عزل أي منافس لها في الأمد القريب. عل حد تعبير وانج وينتاو وزير التجارة الصيني، متحدثا نيابة عن الرئيس شي جين بينج أخيرا، "في هوسها بإدامة هيمنتها، تبذل بعض الــدول قصارى جهدها لتعجيز الأسواق الناشئة والدول النامية". تعتمد الرؤية الأولى للمستقبل عل العدسة التحليلية البسيطة والمقنعة ظاهريا بالتالي للأحوال الجيوسياسية. ينشغل أهل السياسة الجغرافية برسم سيناريوهات طويلة الأمــد للصعود والـسـقـوط. تتسم خـطـوط حبكتهم بالوضوح دائما: دولة واحدة تهيمن عل العالم طوال قرن من الزمن أو نحو ذلك قبل أن تتبدل أحوالها وينال منها الإنهاك وتفقد مكانتها. من الأمثلة البارزة لهذا النهج كتاب المؤرخ بول كينيدي الشهير الصادر في بعنوان "صعود وسقوط القوى 1987 العظمى"، الـذي لا يـزال يحدد شروط المناقشة حتى يومنا هذا. كما يروي لنا، كانت إسبانيا الدولة المهيمنة من منتصف ،17 إلى منتصف القرن الـ 16 القرن الــ ، وبريطانيا 18 وتلتها فرنسا في القرن الـ ، ثم الولايات المتحدة 19 في القرن الــ . المغزى الضمني وفقا لهذا 1945 بعد الإطار الطويل الأجل، هو أن الصين حان دورها الآن. في الأغلب الأعــم، يــؤدي الانتقال مـن قـوة عظمى إلى أخــرى إلى نشوء توترات وحــروب، لأن القوة القديمة الآفلة ستحاول مقاومة وإحباط صعود المنافس. لكن هذا يميل إلى إيجاد نبوءة تتحقق بذاتها: في كل من دراسات الحالة التاريخية التي أجراها كينيدي، كان الـ اع العسكري يعجل بـزوال القوة العظمى. في السياق الحالي، يأتي "الانفصال" في العلاقة الصينية - الأمريكية نتيجة لمــخــاوف تـكـاد تـكـون متماثلة عل الجانبين. إذ يتهم الأمريكيون الصين بتخريب النظام الــدولي القائم عل القواعد الذي تقوده الولايات المتحدة، وسرقة التكنولوجيا والملكية الفكرية، وتجاوز خطوط حمراء باستخدام بالونات تجسس، واخـ اق الهيئات الحكومية، ونشر معلومات مضللة لتقويض الثقة بالنظام السياسي الأمريكي. عل نحو مماثل، قـررت الحكومة الصينية للتو، خوفا مما قد تتعلمه الولايات المتحدة من عمليات المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، تقييد البيانات الاقتصادية التي تنشرها، كما أقـرت قوانين جديدة ضد التجسس. الـواقـع أن قسما كبيرا مـن الشعب الصيني وقيادات الصين مقتنعون أن أمريكا عاقدة العزم عل عرقلة صعود الصين الطبيعي ويــرون أن هـذا من شأنه أن يعيد الصين إلى الحالة التي كانت عليها قبل "قرن الإذلال"، عندما أخضعت، ونهبت، وأفـقـرت عل يد القوى الغربية واليابان. في بعض الأحيان، تصطدم وجهات النظر الأطول أمدا هذه باعتبارات أقصر أمــدا. في الأشهر الأخـــ ة، عل سبيل المـثـال، كــان الساسة والصحافيون في مختلف أنحاء الغرب عاكفين عل الاستنباط من التغيرات قصيرة الأمد في نمو الدخل الوطني للخروج بتكهنات كـ ى حـول مـن يفوز ومـن يخسر في اللعبة العظمى الجديدة. في أوائـل العقد الأول من القرن الحالي، عندما كان أداء الاقتصاد الألماني هزيلا، تمسك المعلقون بفكرة مفادها أن ألمانيا كانت "رجل أوروبا المريض". لكن ألمانيا نظمت بعد ذلك عودة غير عادية، لتصبح واحدة من أكبر المستفيدين من التجارة في عصر جديد من العولمة. ولكن مع ضعف أدائها الاقتصادي نسبيا، أصبحت تعد رجل أوروبا المريض مرة أخرى. يركز المعلقون اليوم بشدة أيضا عل مشكلات الصين الاقتصادية، خاصة معدل البطالة المرتفع بين الشباب، وانهيار سوق العقارات، الذي يتناقض مع طفرة الاستثمار والتصنيع الجديدة في أمريكا، في أعقاب صدور تشريعات جديدة مثل قانون خفض التضخم. بطبيعة الحال، سيستنتج أولئك الذين يتبنون هـذا المنظور قصير الأمـد أن الصين بدأت تضعف، وأن أمريكا لا تزال عل القمة. فهي عل النقيض من توقعات الانحدار تستفيد من تفكك العولمة، في حين تعاني اقتصادات كبرى موجهة نحو التصدير مثل الصين وألمانيا. يعمل هذا التفاؤل الذي يعده بعض المراقبين غطرسة ـ عل تغذية مخاوف الصين بشأن تخريب نهضتها، لأنه يستحضر أوجـه تشابه تاريخية قوية. الواقع أن القوى المهيمنة قادرة عل الرد بشراسة عل كل من ترى أنه يتحداها أو يباريها، وهي تفعل ذلك عادة: فقد دمرت بريطانيا الصين في أوائـل القرن بإغراقها بالأفيون، وكانت الولايات 19 الـ المتحدة حريصة عل القضاء عل التحدي .20 اليابانيفي أواخر القرن الـ من السهل أن ننسىأن مخاوف الولايات المتحدة في ثمانينيات وأوائل تسعينيات ، بشأن المنافسة الصناعية غير 20 القرن الـ العادلة من جانب اليابان، كانت شديدة الوضوح إلى الحد الذي جعل معلقين مشهورين ينشرون كتبا تحمل عناوين مثل "الحرب المقبلة مع اليابان". عندما انفجرت فقاعة أسعار الأصول اليابانية في ، ظن كثيرون من اليابانيين أن في 1991 الأمر مؤامرة أمريكية، خاصة بعد الدور الـذي لعبته سياسة الولايات المتحدة في الديون غير المستدامة التي تراكمت .20 عل اليابان في ثمانينيات القرن الـ ومن السهل أيضا تحديث هذا السيناريو لينطبق عل السياق الحالي. في النهاية، ألم يكن ارتفاع أسعار الأصـول بشدة في الصين في العقد الثاني من القرن الحالي (بمـا في ذلـك فــورة المضاربة في العقارات)، راجعا بشكل جزئي إلى النظام النقدي الأمريكي المتساهل بعد الأزمة المالية العالمية؟ الحقيقة المحزنة هـي أن كـ من الروايتين تشكل دليلا هزيلا للمعضلات السياسية في الوقت الحاضر. وعندما يفكر صناع السياسات في الأمد البعيد، يجب أن يتجنبوا إغواء مذهب الحتمية. فلا يوجد قانون تاريخي يملي مدة صلاحية المؤسسات الجديرة بالثقة. لقد دام التفوق المالي البريطاني أكثر من قرنين إلى ما 17 من الزمن، من أواخر القرن الـ بعد الحرب العالمية الأولى. لكن هذا لا يعني أن التفوق المالي الأمريكي قد يدوم فترة مماثلة. أمـا التقلبات قصيرة الأمـد فتشكل دلـيـ أشــد ســـوءا. فقد شـهـدت دول عديدة استفادت من العولمة صدمات وانتكاسات، لكنها تكيفت وعادت أقوى مما كانت. ولا ينبغي لفقاعة العقارات المنهارة أن تدمر الصين، تماما كما لم 2008 يدمر انهيار سوق العقارات في الولايات المتحدة. وقد تتعلم الصين من تجربة اقتصادات آسيوية أخرى سريعة النمو، مثل كوريا الجنوبية، التي شهدت 20 ارتباكات شديدة فيسبعينيات القرن الـ (أزمة النفط)، وفي أوائل الثمانينيات (أزمة الديون الدولية)، ومرة أخرى في أواخر التسعينيات (الأزمـة المالية الآسيوية). وفي كل من هذه المناسبات نجحت في تكييف نموذج النمو وتحقيق الازدهار. الجميع يريدون قصة بسيطة. لكن المهمة الحقيقية التي يجب أن يضطلع بها التحليل التاريخي لا بد أن تكون تفكيك الروايات الحتمية، وليس مسايرتها. بينما الجميع يريدون قصة بسيطة يسهل فهمها التاريخ وغوايته الخطيرة .. تفكيك الروايات الحتمية وليسمسايرتها عندما يفكر صناع السياسات في الأمد البعيد، يجب أن يتجنبوا إغواء مذهب الحتمية. من الرياض «الاقتصادية» في الأغلب الأعم يؤدي الانتقال من قوة عـظمى إلى أخرى إلى نشوء توترات وحروب لأن القوة القديمة الآفلة ستحاول مقاومة وإحباط صعود المنافس السياسية 13
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=