aleqt (10945) 2023/09/29

الرأي NO.10945 ، العدد 2023 سبتمبر 29 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 14 الجمعة 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com هناك شواهد كثيرة على بروز عالم جديد، بيد أن تيقن الغرب أنه لم يعد الوحيد في الساحة ومن ثم فرض إرادته على الكل لم يعد ممكنا بعد الآن، فتح الباب أمام تشكيل عالم جديد ليس بقوة العالم الذي سيطر على مقادير الدنيا لنحو أربعة عقود، ولكنها محاولة حثيثة وناجحة لتحد ومواجهة، لم يكن في الإمكان القيام بهما قبل اشتعال الحرب الحالية في أوروبا. مآلات الحرب .. قطبجديد يتشكل قد يتبادر إلى ذهـن القارئ الكريم أن الحرب المدمرة في أوكرانيا قد وضعت أوزارهـــا. والـحـروب تضع أوزارهــا بطرائق مختلفة أحيانا لا تخطر على البال. إن ألقينا نظرة سريعة على مآلات الحروب التي عاما 23 ـ نحو 21 خيضت منذ مستهل القرن الـ ـ لظهر لنا أن الحروب لها عواقب لم تكن في الحسبان. ولكن قد لا نجافي الحقيقة إن قلنا إن مآلات الحرب في أوكرانيا مختلفة، لأسباب مختلفة. أولا، أن الحرب هذه، وهي ستدخل يومها في الجمعة الذي يصدر فيه مقالنا 583 الــ الأسبوعي، قد أفرزت مآلات، بمعنى أنها قد وضعت أوزارهــا، في بعض المضامير التي يراها البعض ربما أكثر أهمية من نتائج الحرب على المستوى العسكري. أظنه يخطئ من يحصر مراقبته للحرب الوطيسة هذه، التي لم تشهد أوروبا مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية في الأربعينيات من القرن الماضي، في العمليات العسكرية. الـحـرب في أوكـرانـيـا لا سـابـق لها في الـعـ الـحـديـث مــن حـيـث مـآلاتـهـا غير العسكرية، وهذا ما يقلق الغرب كثيرا بعد أن وضع كل ثقله العسكري والمادي والسياسي والدبلوماسي خلف أوكرانيا لإلحاق الهزيمة بروسيا. وأنـا أناقش النتائج غير العسكرية هذه لا أقوم بذلك انطلاقا من خيالي أو مواقفي الشخصية من الأحـــداث. الكاتب الرصين والماهر يبذل مسعاه في كبح جماح ميوله عند الكتابة الصحافية قدر الإمكان. سأحاول الاتكاء على قرأتي في الصحافة الغربية عند التحدث عن حرب ربما وضعت أوزارهـا من ناحية تأثيرها ليس ضمن إطار محيطها بل على مستوى الكون، ورحى عجلتها العسكرية الجبارة لا تزال تطحن العساكر والأرض والحرث والنسل. في مقدمة المآلات تأتي بوادر نظام عالمي جديد لما كـان له الــروز لـولا هـذه الحرب المستعرة حتى اللحظة هذه. أفرزت الحرب في أوكرانيا، لا بل فوضت، وأغلب الظن كنتيجة عرضية غير متوقعة، دول الجنوب "سابقا العام الثالث وأحيانا الثاني" أمر بناء قطب منافس للقطب الواحد الذي كان قبل التدخل الروسيفي أوكرانيا يحكم العالم تقريبا دون منازع. كيف نعرف أن هناك عالما جديدا يتشكل كنتيجة مباشرة لهذه الحرب رغم أن هدير مدافعها يصم الآذان وجحيم حرائقها يدمع العيون؟ يتشكل عالم أو قطب جديد عندما يبز قادة أو دول تتحدى العالم أو القطب الذي يمسك بزمام الأمور. وهذه المعادلة ترسو على كثير من مناحي الحياة ومنها الثقافات والميول والسياسات السارية على مستوى أقاليم أو مناطق أو دول أو حتى مؤسسات أو مجتمعات وقد تسري على مستوى العائلة الواحدة. وهذا ما حدث والحرب في بدايتها حيث انــرى عديد من الــدول ضمن نطاق عالم الجنوب وهم يتحدون عالم الشمال، الأمر الذي أصاب، ما كان حتى حينه القطب المسيطر لا بل الوحيد "أمريكا وحلفاءها"، على حين غرة وأبدوا دهشتهم وهم يرون عشرات الدول لا تجاريهمفي إدانة تدخل روسيا في أوكرانيا. كان بالنسبة إليهم ما يرقى إلى مصيبة غير متوقعة رفـض، ولأول مرة في التاريخ المعاصر، عديد من الدول المؤثرة الوقوف خلف القطب المسيطر في حينه في مسعاه فرض حصار شامل لا سابق له لعزل روسيا. دولة تلتزم بالحصار الغربي 40 حاليا هناك "العالم الأول أو القطب المسيطر" على روسيا، بيد أن ثلثي العالم من حيث السكان غير ملتزمين بهذا الحصار. شهدنا اتخاذ قـرارات ترقى إلى القرارات المصيرية بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، والغربي منه خصوصا، لم تأت بما تشتهيه سفن الغرب من رياح، منها على سبيل المثال وليس الحصر تحديد سقوف إنتاج النفط دون أخذ رغبات الدول الغربية في الحسبان. هناك شواهد كثيرة على بروز عالم جديد، بيد أن تيقن الغرب أنه لم يعد الوحيد في الساحة ومن ثم فرض إرادته على الكل لم يعد ممكنا بعد الآن، فتح الباب أمام تشكيل عالمجديد ليس بقوة العالم الذي سيطر على مقادير الدنيا لنحو أربعة عقود، ولكنه محاولة حثيثة وناجحة لتحد ومواجهة، لم يكن في الإمكان القيام بهما قبل اشتعال الحرب الحالية في أوروبا. كانت قمة مجموعة العشرين في الهند إيذانا أن العالم الجديد بدأ يتشكل، لأن القمة أظهرت أن هناك انقساما جيوسياسيا واضحا حيث تم تبني قرار لم تكن ترغب فيه الدول الغربية حول الحرب في أوكرانيا. اضطر القادة الغربيون إلى الموافقة على قـرار فيه ذكر للحربفي أوكرانيا دون ذكر لروسيا التي حسب قاموسهم السياسي هي الدولة المتعدية التي يجب على الكل مقاطعتها وإدانتها. أقـدار ومـآلات وعواقب حرب طاحنة لم تضع أوزارهــا بعد هي التي جعلت الدول الغربية غير الراغبة في اتخاذ قرار مخفف يلبي طموح ممثلي العالم الجديد في قمة العشرين في الهند. إنها الأقدار أو السياسات الفاشلة التي جرت هذه الدول إلى قبول ما لم تكن راغبة فيه معترفة بذلك أنها لم تعد الوحيدة في الميدان. د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se شرق أوسط تجاري مدعوم بالجغرافيا »4 من 1« الاقتصادية يمكن لدول الخليج أن تحفز التوسع في التجارة داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واندماج المنطقة في نظام التجارة العالمية. شهد العالم تحولا جذريا في الجغرافيا الاقتصادية العالمية والتجارة نحو آسيا الصاعدة في العقدين الماضيين، ومع ذلـك، ظلت منطقة الـ ق الأوسـط وشمال إفريقيا واحدة من أقل المناطق هيمنة، حيث لم في المائةفيمجموع التجارة 7.4 تسهم سوى بنسبة . وتتسم التجارة في المنطقة بتركز نسبة 2022 في كبيرة نسبيا من صادراتها في مجموعة محدودة من المنتجات أو الشركاء التجاريين، إلى جانب محدودية تعقد اقتصاداتها، وانخفاض مشاركتها في سلاسل القيمة العالمية. مع ذلك، فقد حققت الـدول التي تعتمد على السلع الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مكاسب كبيرة بمـرور الوقت، وتحديدا في تنويع التجارة، كما يتضح من مؤشر التنويع الاقتصادي العالمي الـذي يتتبع مـدى التنويع الاقتصادي من أبعاد متعددة، بما في ذلك النشاط الاقتصادي والتجارة الدولية والإيرادات الحكومية. في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بلغ مجموع تجارة السلع كنسبة من إجـ لي الناتج في المائة 65.5 " المحلي "أحد مؤشرات الانفتاح ، ما يشير إلى انفتاح الاقتصاد الإقليمي 2021 في نسبيا. والتجارة البينية في المنطقة منخفضة، حيث في المائة من مجموع 17.8 تمثل نسبة لا تتجاوز في المائة من مجموع الصادرات، 18.5 التجارة و رغم الاشـ اك في اللغة والثقافة وكذلك القرب الجغرافي. وتسهم دول مجلس التعاون الخليجي الست المصدرة للنفط ـ وهي المملكة والبحرين وعمان وقطر والكويت والإمارات ـ بالنصيب الأكب في التجارة البينية في المنطقة. يشير تصدر دول مجلس التعاون الخليجي التجارة البينية في المنطقة إلى أنها يمكن أن تصبح محفزا للتكامل التجاري في المنطقة، ما يساعد على تخفيض الحواجز أمـام التجارة، وتحسين البنية التحتية للتجارة، وتنويع اقتصادات المنطقة. وستؤدي زيـادة تكامل دول الـ ق الأوسـط غير الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي مع دول المجلس إلى زيـادة التجارة البينية في المنطقة وتعزيز التكامل العالمي "من خلال الروابط العالمية الحالية لدول مجلس التعاون الخليجي ومشاركتها في سلاسل القيمة العالمية". ومع زيادة اندماج دول مجلس التعاون الخليجي في الاقتصاد العالمي وتضافر جهودها فيدعم الدول الأخرىفي المنطقة "من خلال زيادة اتفاقيات التجارة والاستثمار مع مصر والعراق، على سبيل المثال"، يمكن أن تصبح بمنزلة قناة لزيادة اندماج بقية دول المنطقة في التجارة العالمية. » 3 من 1 فجوة ضائقة السيولة وتسديد الديون « تناضل وتكافح الدول منخفضة الــدخــل في مـواجـهـة ضائقة السيولة التي لا تقوض جهود التنمية الاقتصادية التي تبذلها فحسب بل تعمل أيضا على تعميق أزمة المناخ العالمية. في عامي ، كان صافي التحويلات المالية 2021 و 2020 إلى إفريقيا أقـرب إلى الصفر ـ وهو أدنى مستوى في عشرة أعوام ـ رغم التحويلات غير المسبوقة من بنوك التنمية متعددة الأطراف. كان هذا الهبوط راجعا إلى انخفاض القروض من القطاع الخاص والصين، والآن ازداد الموضع تدهورا، مع خسارة كل الدول منخفضة الدخل وذات الدخل المتوسط الأدنى ال ـق ـدرة عـ ال ـوصـول إلى سوق السندات. من ناحية أخـرى، تسبب ارتفاع فواتير الغذاء والوقود وانخفاض عائدات التصدير في زيادة الأمور سوءا على سوء. مـن المـؤكـد أن حفنة فقط مـن الـدول منخفضة الدخل ومتوسطته عجزت عن سداد ديونها الخارجية، ولا تزال دول أخرى كثيرة تأمل في التمكن من الصمود في وجه العاصفة والعودة إلى دخول السوق عندما يعاد فتحها. لكن مع نمو التزامات خدمة الديون بشكل أكب كثيرا من الدعم الرسمي الـذي يمكنها تأمينه، أصبح الحيز المالي المتاح لها ضيقا، الأمر الذي يؤدي إلى اندلاع أزمة تنمية صامتة. في الوقت ذاته، تشير بعض التقديرات إلى أن الاحتياجات العالمية لتمويل جهود التنمية والعمل المناخي ارتفعت إلى تريليون دولار سنويا. لم تكن الفجوة بين طموحات المجتمع الـدولي للاقتصادات الأكـ فقرا والواقع المحزن الذي أصبحت عليه مواردها المالية على هذا القدر من الاتساع من قبل قط، ولم يسبق لهذه الفجوة قط أن تسببت في تآكل شرعية النظام المالي العالمي بهذه الدرجة. سعت سلسلة من التجمعات الدولية ـ التي بلغت أوجها بإعلان مجموعة العشرين الأخير ـ إلى إصلاح البنية المالية والتنموية العالمية، مع التركيز خاصة على توسيع نطاق الدعم الذي تقدمه بنوك التنمية متعددة الأطراف. لكن إذا ارتفع تمويل بنوك التنمية متعددة الأطراف قبل حل أزمة الديون الحالية، فلن يذهب قسم كبير من هذه الأموال الإضافية نحو استثمارات في الدول منخفضة الدخل ومتوسطته، بل إلى دائنين آخرين، كما هي الحال الآن. أثـنـاء الجائحة، تكهن عــدد كبير من المراقبين بأن حالات إفلاس ضخمة تلوح في الأفق. ورغم المقترحات الواعدة المقدمة للتخفيف من أعباء الديون بالجملة، فشل قادة العالم في الاتفاق على حلول طموحة. ومنذ ذلك الحين، تسببت الصعوبات الطاحنة التي أحاطت بجهود التوصل إلى اتفاق على صفقات الديون انتقائيا في تثبيط معنويات المجتمع الدولي. جاء القدر الأعظم من معارضة تخفيف أعباء الديون من جانب الصين، ثاني أكب دولة مانحة ثنائية. فهي تزعم أن الديون الخارجية المستحقة على الـدول متوسطة الدخل ومنخفضته تظل منخفضة نسبيا، في المائة فقط 40 حيث تبلغ في المتوسط 100 من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بنحو في المائة قبل إطلاق مبادرة الدول الفقيرة . وعلى هذا فقد 1996 المثقلة بالديون في دفعت الصينفي اتجاه إعادة جدولة الديون، كما حدث في وقت سابق من هذا العام مع اتفاق زامبيا الذي طال انتظاره. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت من المؤكد أن حفنة فقط من الدول منخفضة الدخل ومتوسطته عجزت عن سداد ديونها الخارجية، ولا تزال دول أخرى كثيرة تأمل في التمكن من الصمود في وجه العاصفة والعودة إلى دخول السوق عندما يعاد فتحها. لكن مع نمو التزامات خدمة الديون بشكل أكبر كثيرا من الدعم الرسمي الذي يمكنها تأمينه. داني رودريك / إسحق ديوان * أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي ـ جامعة هارفارد ـ رئيس الرابطة الاقتصادية الدولية * مدير البحوثفي مختبر التمويل من أجل التنمية ناصر السعيدي / آثيرا براساد * وزير الاقتصاد اللبناني، ونائب حاكم مصرف لبنان * مديرة الاقتصاد الكليفيشركة ناصر السعيدي وشركاه

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=