aleqt: 27-09-2023 (10943)
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية استبشرت مجموعات التكنولوجيا بطفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي بوصفها فرصة لتعزيز فاعلية العمال وخـفـض الـتـكـالـيـف. ولـكـن هناك أيضا خوفا متزايدا بشأن استخدام التكنولوجيا سلاحا من قبل القراصنة لتمكينهم من شن الهجمات السيبرانية المدمرة. مدعوما بالنماذج اللغوية الكبيرة، يمكن الـذكـاء الاصطناعي التوليدي أجهزة الكمبيوتر من إنشاء محتوى معقد - كالنص والصوت والفيديو والموسيقى - من المدخلات البشرية البسيطة، أو "التعليمات". وانفجر هذا الأمـر في الوعي العام أواخر العام الماضي مع إطلاق تشات جي بي تي من شركـة أوبــن أيـه آي، وهو برمجية دردشـة آلية استهلاكية يمكنها الإجابة عن أسئلة المستخدمين وأوامرهم. لكن التكنولوجيا استحوذت بالفعل على خيال القراصنة. فبعد إطلاق تشات جي بي تي، ارتفع عدد المـنـشـورات عـ منتديات شبكة الإنترنت المظلم حول كيفية استغلال منشورا في يناير إلى 120 الأداة من في فبراير، وفقا لتقرير صادر عن 870 برمجية نورد في بي إن بزيادة قدرها في المائة. 625 تحتوي معظم النماذج اللغوية الكبيرة على مرشحات لمنع إدخـال التعليمات البشرية الضارة. لكن أحد مجالات القلق يحيط بما يعرف بتقنية التلاعب بالأوامر حيث يجد القراصنة طرقا لتجاوز هذه المرشحات، ما يدفع النظام إلى توليد خطاب كراهية أو دعاية، أو مشاركة معلومات سرية، أو حتى كتابة تعليمات برمجية ضارة. تم الإبلاغ عن المئات من عمليات التلاعب بـالأوامـر هـذه، من ضمنها القراصنة والباحثون الذين يحاولون معرفة ما إذا كان باستطاعة الأنظمة كتابة برامج ضارة للكمبيوتر وبرامج فدية. يقول ماكنزي جاكسون، مسؤول مطورين في مجموعة جيت جارديان للأمن السيبراني، إن البرمجيات الخبيثة التي يمكن كتابتها، حتى الآن، أساسية إلى حد ما لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي "يغير قدرة من يمكنه كتابة البرمجيات الخبيثة". وهــذا يؤدي إلى إيجاد جيل جديد ممن يسميهم "قـراصـنـة الــذكــاء الاصـطـنـاعـي"، الذين لا يستطيعون هم أنفسهم الاختراق عادة، ولكنهم يعرفون كيفية استخدام هذه الأدوات الجاهزة. وجـد إيـريـان شيموني، الباحث الأمني الرئيس في شركة سايبر آرك، طرقا لجعل تشات جي بيتي يستخدم "هذه الأدوات لتوليد أنواع جديدة من البرامج الخبيثة تلقائيا". وكما أوضح أن بإمكان المخترقين أن يطلبوا من تشات جي بي تي "استبدال وتغيير كل جزء" من البرامج الخبيثة، وبالتالي إنشاء برامج ضارة "متعددة الأشكال"، أو متحولة، من شأنها أن تتهرب من أنظمة الكشف. يقول شيموني إن لعبة "القط والفأر" تجري بين القراصنة ومالكي روبوتات الدردشة، مثل تشات جي بي تي، حيث يسعى المالكون إلى تصحيح العيوب والثغرات الأمنية. ومـع ذلـك، يحذر من أنـه "بـدلا من ذلك، يمكن للقراصنة أو المهاجمين تنزيل النماذج اللغوية الكبيرة المجانية المتاحة للعامة على أجهزتهم الخاصة، وتدريبها على التعليمات البرمجية الخبيثة"، وبالتالي إنـشـاء نمـاذج أكثر تطورا وخطورة يمكنهم نشرها بأنفسهم. ويضيف شيموني: "نعتقد أن هذا الاتجاه سيزداد في المستقبل". في الــوقــت الـــراهـــن، لا توجد طرق لوقف ذلك، وفقا لمنشور على المـدونـة صـدر عـن المـركـز الوطني للأمن السيبراني في أغسطس. قيل في المنشور: "بينما لا تزال الأبحاث جارية في تقنية التلاعب بالأوامر، فقد تكون ببساطة مشكلة متأصلة في تكنولوجيا الــنــ ذج اللغوية الكبيرة. كما أن الأبحاث مستمرة حول التخفيفات المحتملة، وهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تجعل هذه التقنية أكثر صعوبة، ولكن حتى الآن لا توجد تخفيفات مؤكدة". إضافة إلى ذلـك، يمكن لمجرمي الإنــ نــت الاسـتـيـ ء عــ حلقات التغذية الراجعة المستخدمة لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي مفتوحة المصدر. حيث قد يلجأ أحد القراصنة إلى تغذية نموذج ما ببيانات تدريب خبيثة، وبالتالي يتلاعب بما يتم إنتاجه، وهو ما يعرف باسم تسميم البيانات. كما يتم إنشاء مزيد من أخطار الأمن السيبراني من خلال قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على أتمتة المهام على نطاق واسع. مثلا، يحذر الخبراء من أنه يمكن استخدامه لكتابة ونشر عمليات الاحتيال الهندسية الاجتماعية، مـثـل رســائــل الــ يــد الإلــكــ وني الاحتيالية أو عمليات الاحتيال الغرامية. خصوصا، يمكن أن تستهدف عديدا من الضحايا بطريقة أكثر تخصيصا مما كان ممكنا في السابق، من خلال جمع المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي ووجــود الأشـخـاص على الإنترنت، أو استنساخ أسلوب كتابته. لكن في الوقت الحالي، يعد وجود هذه الأخطار نظريا إلى حد كبير، كما تقول ساندرا جويس، نائبة الرئيسفي مانديانت إنتيليجانس، وهي جزء من خدمة جوجل كلاود. يقوم القراصنة بـإجـراء التجارب على التكنولوجيا وتقديم الخدمات على شبكة الإنترنت المظلم للمساعدة على الالتفاف على مرشحات بعض الأنظمة المحددة لروبوتات الدردشة. ولكن لم تحدث أي اختراقات مترتبة عليها. وكما تقول: "لم نستجب لحادثة واحــدة تم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مختلفة". على العكس من ذلك، فإن النشاط الرئيس الــذي رأتــه هو استخدام التزييف العميق في حملات المعلومات أو المعلومات المضللة. سيستلزم الدفاع ضد الاختراقات المستقبلية الـتـي تعمل بالذكاء الاصطناعي مزيدا من اليقظة والتدقيق. لكن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي حاليا للكشف عن البرامج الضارة على أجهزة الحاسوب، من خلال اكتشاف السلوك والأنماط غير العادية التي قد يغفلها البشر. يقترح البعض الآن أن يتم نشره في الدفاع السيبراني على نطاق أوسع. حيث يدعو تقرير حديث صـادر عن جـارتـر المختصة في مجال الأمـن السيبراني إلى "الحصول على تفويض لاستخدام فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين الأمـــن وإدارة الأخطار، وتحسين المـوارد والدفاع ضد تكنولوجيات الهجوم الناشئة". بالنظر إلى المـــدى الـطـويـل، يستكشف الباحثون إمكانية الدفاع السيبراني المؤتمت بالكامل، حيث يمكن لـــ دوات أن تكتشف البرامج الخبيثة الجديدة وتمنعها على الفور من الانتشار أو التسببفي الضرر. "فرصتنا الآن هي التفوق عليهم (الـقـراصـنـة)"، كـ تقترح جويس. "هـذه هي المـرة الأولى التي نملك فيها تكنولوجيا تتمتع بميزة متأصلة للمدافع". لكن جاكسون يحذر من أنه سيكون هناك منحنى تعليمي حاد، مع ذلك: "ستكون الأعـوام الخمسة المقبلة تحديا حقيقيا لفرق الأمن. نحن نفهم كيف يفكر القراصنة لكننا لا نفهم كيف تفكر هذه البرامج الخبيثة". بينما تحتوي برامج النماذج اللغوية على مرشحات تمنع التعليمات البشرية الضارة، وجد المخترقون طرقا لتجاوز هذه المرشحات حتى أصبحت الآن أحد مجالات قلق المطورين. الذكاء الاصطناعي .. أداة للمهاجمين أم المدافعين؟ «جيتي» في المائة. 625 بعد إطلاق تشات جي بي تي، ارتفع عدد المنشورات حول كيفية استغلال الأداة بزيادة قدرها من سان هانا ميرفي فرانسيسكو مـع تـزايـد أدلــة تباطؤ النشاط الاقـــتـــصـــادي الـــعـــالمـــي، أصـبـح الاقـتـصـاديـون والأســــواق المالية ومعظم البنوك المركزية مقتنعين أنه لن تكون هناك حاجة إلى زيادة أسعار الفائدة أكثر. قرر صانعو السياسات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا الاستمرار في تثبيت أسعار الفائدة. شدد محافظو البنوك المركزية على الحاجة إلى الثبات بدلا من تشديد السياسة أكثر حيث يستمر التضخمفي الانخفاضفي معظم الدول الغربية. قـالـت جينيفر مـكـيـون، كبيرة الاقتصاديين العالميين في شركة كابيتال إيكونوميكس، "لقد بلغنا مرحلة فارقة في دورة السياسة النقدية ،2020 العالمية". لأول مرة منذ نهاية من المتوقع أن يخفض عدد أكبر من بنكا المركزية الأكبر في العالم 30 الـ أسعار الفائدة في الربع المقبل عوضا عن رفعها، كما قالتشركة الاستشارات. تلقت الأســواق المالية الرسالة: لا يحسب المتداولون الآن أي زيادات في أسعار الفائدة من معظم أكبر البنوك المركزية ويحسبون تخفيضات من البنوك في كثير من الاقتصادات الناشئة. قــال نايثن شيتس، كبير الاقتصاديين في بنك سيتي الأمريكي، "إن الاقتصاد العالمي يقترب من نقطة تحول من انخفاض النمو والتضخم". "نشهد أدلة على نظام جديد يتسم بتراجع التضخم التدريجي وتباطؤ النمو"، كما قال شيتس. تبع التغيير في الموقف تقارير بتباطؤ التضخم في كثير من الدول، وتظهر توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الزيادة الحادة في أسعار الفائدة والارتفاع الأخير في دولارا 95 أسعار النفط إلى ما يقارب للبرميل كانا يولدان علامات "تزداد وضوحا" على تباطؤ النمو. بدأت البنوك المركزية الاستجابة لهذه البيانات، وبــدأت اقتصادات ناشئة كثيرة في تخفيض أسعار الفائدة بينما فاجأت قـرارات تعليق تكاليف الاقـــ اض بـدلا مـن رفعها في بنك إنجلترا والبنك الوطني السويسري الاقتصاديين. إن صانعي السياسات النقدية في الاقتصادات الرائدة ليسوا مستعدين بعد للحديث عن إمكانية تخفيض أسعار الفائدة ويسعون للثبات أكثر حتى يكون هناك يقين أكبر بأنهم استعادوا استقرار الأسعار. رفع البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض الأسبوعين الماضيين، لكن فيليب لين، كبير الاقتصاديين فيه، قال "إن أسعار الفائدة على المسار الصحيح للتغلب على التضخم إذا استمرت وقتا طويلا بما فيه الكفاية عند المستويات الحالية". كانت تلك أقوى علامات البنك حتى الآن على أن أسعار الفائدة في منطقة اليورو من المحتمل أن تكون قد بلغت ذروتها. كما أكد أعضاء بنك إنجلترا، الذين صوتوا على تثبيت أسعار الفائدة، الحاجة إلى إبقاء السياسة النقدية مقيدة، حتى يتحقق تقدم ملموس ضد التضخم، بدلا من الدفع نحو تشديد السياسة أكثر. في الولايات المتحدة، أكد جاي بــاول رئيس الاحتياطي الفيدرالي مجددا اعتقاد البنك المركزي أنه يحتاج إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة وقتا أطول لمراعاة حقيقة أن النمو قد صمد صمودا جيدا مثيرا للدهشة في أكبر اقتصادات العالم. قــال ريـتـشـارد كــ ريــدا، الـذي شغل منصب نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي سابقا ويعمل الآن فيشركة بيمكو لإدارة السندات، "إن هذا النهج يوضح إصرار البنك المركزي على التحصن من التضخم المستمر". كما قـال "إن خطوات الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا التالية ستكون مبنية على البيانات، وجميع هذه البنوك ستحمي بحرص شديد سمعتها في استقرار الأسعار". لكن تساءل كثير من الاقتصاديين عما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى أن يكون متشددا في أسعار الفائدة بينما تستقر الأسعار الأمـريـكـيـة، خـاصـة مـع تشديد الأوضاع المالية الذي يعتقد كثيرون أنه قد يعوض الحاجة إلى زيادة أخــ ة يتوقعها المـسـؤولـون في توقعاتهم الاقتصادية المحدثة المنشورة هذا الأسبوع؟ وضـح بــاول أن قــرار الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة لا يجب أن ينظر إليه على أنه علامة على أن البنك المركزي يعتقد أنه قد وصل إلى النقطة النهائية في حملته التشديدية. لكن التوقعات الأكــ تفاؤلا، خاصة التي كانت عن النمو والبطالة، بدت كضرب من الخيال بالنسبة إلى البعض. حذرت مونيكا ديفيند، رئيسة معهد أماندي، "لقد فعل الاحتياطي الفيدرالي كثيرا، وهــذا القدر من التشديد المطول سيضر الاقتصاد في نهاية المطاف". يأتي التوقف في رفع أسعار الفائدة مع تراجع التضخم بشكل كبير في مناطق كثيرة. في الولايات المتحدة، انخفضت وتيرة نمو الأسعار أكثر من في 9.1 النصف من ذروتها التي بلغت في 3.7 إلى 2022 المائة في يونيو المائة الشهر الماضي. في بعض دول البلطيق وشرق أوروبا، انخفض التضخم أكثر من عشر نقاط مئوية من ذروتـه. من المتوقع أن تظهر البيانات الرسمية الأيـام المقبلة أن التضخم في منطقة اليورو انخفض إلى ما يقارب أدنى مستوى في المائة في 4.6 له في عامين بنسبة في المائة في 5.2 سبتمبر، انخفاضا من في 10.6 أغسطس وذروته التي بلغت المائة في أكتوبر الماضي. في الوقت نفسه، أصبح النشاط الاقتصادي أضعف. وضح مؤشرمديري المشترياتفيسبتمبر، مقياس أساسي للأداء الاقتصادي، الضعففي المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، بينما سجلت الولايات المتحدة تباطؤا أكثر. يظهر الاقتصاد العالمي علامات تباطؤ، ما يعزز آمال المستثمرين في انحسار الضغوط التضخمية. المرحلة الفارقة .. هل انتهت دورة رفع الفائدة؟ «رويترز» جاي باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي. كريس جايلز وفالنتينا رومي وكولبي سميث من لندن ومارتن أرنولد من واشنطن من فرانكفورت لم أعتقد أبـدا أن طريقي إلى الـ اء قد يكون في البروكلي الأرجــواني. لكن عندما رأيت سعر حفنة من الخضراوات في سوق المزارعين المحليين غرب لندن، لم أحتج إلى آلة حاسبة لأعرف أن المحصول الذي ينمو من النباتات العضوية الستة في قطعتي الزراعية يمكن بيعه بعدة مئات من الجنيهات. في المائة من 3 وتغطي هذه المحاصيل أقل من أرضي. انساق ذهني إلى فكرة نبش التوت وعنب الثعلب والأعشاب وكلشيء آخر وتغطية الموقع بأكمله بالبروكلي الأرجواني. هل يمكنني حتى التخلي عن وظيفتي اليومية؟ إلا أن الخيال اصطدم سريعا بواقع قوانين الأرض الزراعية والثقافة والاقتصاد الأوسع. تقع قطعة أرضيفي فولهام بالاس، قرب نهر التايمز، حيث تنص القواعد -المفروضة جزئيا لمنع زراعة نوع واحد والإنتاج بكميات صناعية- على أنه يجب على كل 30 في المائة من الخضراوات و 50 مزارع أن يزرع نحو في المائة من أي شيء آخر. 20 في المائة من الفاكهة و وتشمل النسبة الأخيرة سقيفة وفناء ومسارات وكومة سماد وزهور. بيد أنــه، حتى لـو لم توضع مثل هـذه الحدود المنصوصة بوضوح، فأنا، والأغلبية العظمى من أصحاب الأراضي الذين أعرفهم، لن نحلم بالسعي لكسب المال من مساعينا البستانية. النتيجة هي أنه مع أن إيجار قطعتي من الأرض السنوي يزيد قليلا على جنيه استرليني في الأسبوع، فإن الاقتصاد الاسمي لبستنة القطعة غير مجد على الإطلاق. المبلغ الذي سأنفقه لشراء كل ما أنتجه سيكون جزءا صغيرا من تكلفة الإنتاج إذا أخذنا في الحسبان سعر عملي وعمل زوجتي. هناك طرائق للتخفيف من النفقات. الأولى هي اقتصاد المقايضة المزدهر، في كل مرحلة من مراحل عملية النمو. زرعت، مثلا، هذا العام عددا من بذور البروكلي الأرجواني والملفوف والجرجير والشمندر أكثر بكثير مما كنت أعرف أني أحتاج إليه، حتى إني أخذت في الحسبان في المائة. لكني 15 معدل الاستنزاف المعتاد البالغ تمكنت من استبدال الشتلات بالنباتات التي زرعها جيراني، مثل القرع أو الخس. إدارة الأرض الزراعية هي، باختصار، عملية مستمرة من الأخذ والعطاء. هناك نوع آخر من اقتصاد المقايضة وهو ما أسميه "حفلة إزالة الأعشاب الضارة". أدعو الأصدقاء إلى الأرض وأخبرهم أنه يتوقع منهم تأدية بعض الأعمال. الحداثة في زيارة أرض زراعية تعد كبيرة لمعظم الناس لدرجة أنهم سعيدون جدا لتأدية ما لا يقل عن نصف ساعة من إزالة الأعشاب الضارة أو قطفها أو زراعتها أو تقليمها أو غربلة السماد. قطعة أرض في 400 في الواقع، نظرا لوجود أكثر من فولهام بالاس، فإنها تبدو أشبه بالأرياف، حين ينغمس المرء بين أوراق الحميض والراوند "إذا لم تنظر إلى كتل الشقق على الطراز الإدواردي التي تطل على جانب واحد وتتجاهل الطائرات التي تحلق فوق مطار هيثرو". في المقابل، أدفع لأصدقائي بكؤوس من مشروبات يختارونها. والنتيجة هي أن الجميع يخرج سعيدا. لقد ضمنت عدة ساعات من العمل بتكلفة متواضعة نسبيا، وآمل أن يكون أصدقائي قد قضوا وقتا ممتعا ومجزيا. لأن هذا هو العائد الحقيقي وغير الملموس لامتلاك أرض زراعية، الوقت الممتع والمجزي الـذي أقضيه وزوجتي في القطعة. صحيح، حتى لا نطرد -تمر علينا عشر عمليات تفتيش في العام تقريبا، وأي شخصلا يبقي قطعة أرضهفيحال مرضية يخاطر بتلقيه بطاقة صفراء أو حمراء على غرار كرة القدم- يتعين علينا أحيانا العملفي أوقات قد نفضل فيها أن نكون في مكان آخر. لكن الملذات لا تعد ولا تحصى. من إثارة تحويل البذور إلى طعام بنجاح وتحويل قشور الطبخ إلى سماد، إلى إقناع أطفالي بتناول الكوسة لأنها "من الأرض، لذا فهي أكثر صحة ولذيذة"، أصبحت المسرات وافرة وسريعة. ثم هناك الجوانب الاجتماعية. لقد عرفنا أصدقاء رائعين كثرا بفضل الأرض الزراعية، أشخاص لم نكن لنعرفهم أبدا في دوائرنا المعتادة. على جانب واحد، يوجد زوجان، فرنسي وبرتغالية، يعملان في أحد أرقى المطاعم في بلجرافيا "من المضحك أنهما يستضيفان حفلات الشواء". على الجانب الآخر امرأة بولندية تزرع أجمل زهور الفاونيا التي رأيتها على الإطلاق وتعطينا دائما عدة عناقيد، فضلا عن سقي أرضي عندما أكون في عطلة. من بين الآخرين القريبين أشخاص كانوا هناك منذ عقود ونسوا عن زراعة الخضراوات أكثر مما سأعرفه، والمهنيين الشباب والعائلات. وما الثمن الذي يمكن للمرء أن يضعه على تحسين الصحة النفسية؟ بعد يوم طويل في الصحافة، لا يوجد شيء أفضل من قضاء نصف ساعة في إزالـة الأعشاب الضارة أو الري أو مجرد أعمال خفيفة. لا أخفق أبدا في العودة إلى المنزل بمزاج أفضل. لقد أصبح هذا شيئا طبيا حتى. تقدم أحد أصحاب الأراضي القريبين مني بطلب لامتلاك أرض للزراعة بناء على نصيحة طبيبه بعد جراحة الدماغ. لـذا من المستبعد جـدا أن أصبح قطب البروكلي الأرجـواني أو بـارون السلق الأحمر. وبالجنيه والبنس سأعمل دائما بخسارة. لكن عندما أتراجع خطوة إلى الوراء وأجري تدقيقا، فإن اقتصادات أرضي الزراعية منطقية تماما، ولا أعجز أبدا عن تحقيق ربح. من إثارة تحويل البذور إلى طعام وتحويل قشور الطبخ إلى سماد، اقتصادات الزراعة غير منطقية ماليا لكنها مربحة نفسيا واجتماعيا. البستنة .. ما بين الأخذ والعطاء من لندن جون أجليونبي NO.10943 ، العدد 2023 سبتمبر 27 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 12 الأربعاء 12
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=