aleqt (10942) 2023/09/26
الرأي فيما يتعلق بمكانة العملة العالمية يشكل إلى 20 تاريخ القرن الـ حد كبير تاريخا من الجنيه الاسترليني البريطاني، وهي العملة العالمية الرائدة في القرن السابق. فقد خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الأولى ضعيفة اقتصاديا وماليا. فقد خسرت القوى العاملة الماهرة، وباعت أصولها لتمويل المجهود الحربي، وتواجه الآن منافسة شديدة من اقتصادات أخرى. » 2 من 1 كيف تنهار العملات العالمية؟ « يظل هــذه الأيـــام حـديـث الـخـراء الاقتصاديين عند تدهور كثير من عملات بعض دول العالم بسبب مؤشرات اقتصادية ومالية مختلفة، من هنا يطرح الخباء سؤالا مهما عن هل يتجه الدولار نحو خسارة هيمنته على المعاملات الاقتصادية والمالية العالمية؟ يبدو أن عـديـدا من المعلقين يعتقدون ذلك. من هذا الجانب، تأمل روسيا بلا شك أن يكونوا على حق، نظرا إلى استبعادها من النظام المـرفي في الولايات المتحدة، وتعليق عضويتها في جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف "سويفت". ومن الواضح أن الصين تريد مساعدة هذه العملية من خلال تشجيع الدول على إجراء المعاملات بالرنمينبي. ودعا الرئيس البازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، مجموعة دول بريكس "البازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا"، إلى إيجاد عملة مشتركة كبديل للدولار. لقد تم إبعاد روسيا عن الدولار، والذي بـدأ في أعقاب ضمها غير القانوني شبه ، مدفوعا بالخوف من 2014 جزيرة القرم في العقوبات الأمريكية. ومنذ ذلك الحين، حذر عدد من المعلقين من أن الدول الأخرى، التي تشهد "تسليح" الولايات المتحدة للدولار، ستحذو حذو الكرملين. لا تعكسحملة تدويل الرنمينبيفي الصين التوترات مع الولايات المتحدة فحسب، بل تعكس أيضا الرغبة في إبراز القوة على الصعيد الـدولي، مع انعكاس الدافع نحو الاكتفاء الذاتي الاقتصادي والماليفيجوانب أخرى من السياسة الصينية. من وجهة النظر هذه، من غير المرجح أن يظل تفوق الدولار الفريد قائما في عالم يهيمن عليه اقتصادان كبيران متنافسان، ويستفيد أحدهما فقط من "الامتياز الباهظ" للدولار الأمريكي. على نحو مماثل، تعكس حملة العملة المـوحـدة التي يقودها لـولا، وجهة نظر مفادها أنه لم يعد من الممكن إنكار القوة والنفوذ اللذين تتمتع بهما مجموعة بريكس، وأنهما يستحقان مقعدا على قمة الطاولة النقدية، سـواء وافقت الولايات المتحدة أم لا. هل تبشر هذه التطورات الجيوسياسية العالمية إذن بنهاية هيمنة الــدولار؟ لكن التاريخ لا يوحي بذلك ـ على الأقـل تاريخ . من المؤكد أن هذا التاريخ يؤكد 20 القرن الـ أن مكانة العملة الدولية يمكن فقدانها. لكن حـــدوث ذلــك يعتمد عـ تصفات الدولة المصدرة، وليس فقط على الظروف الجيوسياسية الخارجة عن سيطرتها. فيما يتعلق بمكانة 20 إن تاريخ القرن الـ العملة العالمية يشكل إلى حد كبير تاريخا من الجنيه الاسترليني البيطاني، وهي العملة العالمية الرائدة في القرن السابق. فقد خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الأولى ضعيفة اقتصاديا وماليا. فقد خسرت القوى العاملة الماهرة، وباعت أصولها لتمويل المجهود الحربي، وتواجه الآن منافسة شديدة من اقتصادات أخرى. الأهم من ذلك، أن بريطانيا تكبدت ديونا في المائة من الناتج المحلي 130 بنحو الإجـــ لي، وهـو مـا يـعـادل ستة أضعاف مستويات ما قبل الحرب. أثـار هذا الأمر تساؤلات حول ما إذا كانت البلاد قادرة على الحفاظ على قيمة التزاماتها، أو بدلا من ذلك، تضخيمها، كما فعلت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في نهاية المطاف... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت أول اقتصاديسعودي في هذه السلسلة من المقالات تحدثت عن عديد من الاقتصاديين المؤثرين في علم الاقتصاد نظريا وفي السياسات. رأيــت أن أختم هـذه السلسلة بــأول اقتصاديين سعوديين على الأقل قياسا على الحصول على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، خاصة أنهما حصلا على الدكتوراه .1967 في عام واحد في عمود اليوم، أتحدث عن الدكتور محسون بهجت ، وتربى 1936 جلال. ولد الدكتور محسون في نجران ودرس الثانوية في مكة، بعدها حصل على بعثة لدراسة الاقتصاد في جامعة القاهرة، حيث حصل على الشهادة ، ثم عاد إلى المملكة، ليحصل على 1961 الجامعية في بعثة أخرى لدراسة الاقتصاد من جامعة الملك سعود. هذه المرة لأمريكا، ليحصل على الدكتوراه من جامعة . عاد ليدرس 1967 روتجرز في ولاية نيوجيرسي في الاقتصاد في جامعة الملك سعود، ويصبح لاحقا رئيس .1975 القسم وعميد الكلية، استمر في الجامعة حتى عاش حياة حافلة أكاديميا وعمليا. ، تم اختياره ليكون أول رئيس تنفيذي 1975 في للصندوق السعودي للتنمية، بعد أن رأت المملكة الاستثمار في عديد من الدول النامية، خاصة العربية 1978 والإسلامية، على أثر ارتفاع العوائد النفطية، وفي أصبح ممثل المملكة فيصندوق النقد الدولي، 1981 حتى كذلك اختير لرئاسة صندوق "أوبك" للمساعدة الدولية في فيينا. للدكتور محسون مساهمات كثيرة في القطاع الخاص أيضا، منها: تأسيسشركة التصنيع الوطنية، وتأسيس أول مكتب استشارات اقتصادية في القطاع الخاص، كذلك رئاسة مجلس إدارة الشركة السعودية التونسية، والبنك السعودي للاستثمار، عضو أول مجلس إدارة لشركة سابك، إضافة إلى عضوية عديد من الشركات والمصارف. أكاديميا ألـف ثلاثة كتب: أولـهـا، كتاب "مبادئ ، لتعويض النقص في الكتب 1974 الاقتصاد" في العربية الذي أصبح مقررا لتدريس الاقتصاد لأعوام في جامعات المملكة، خاصة جامعة الملك سعود، كأول قسم اقتصاد. ثم ألف كتاب "خيار التصنيع"، حيث كان يؤمن بالتصنيع في المملكة كخيار تنموي استراتيجي عب عنه عمليا بتأسيسشركة التصنيع الوطنية. "زراعـة البترول"، الـذي كان 1997 وآخـر كتبه في عبارة عن مجموعة مقالات وتقارير كتبها في الستينيات والسبعينيات، حيث جمع آراءه حول تحويل عوائد الثروة النفطية إلى مصادر دخل متنوعة للاقتصاد السعودي، وبذلك يكون من المبكرينفي التفكير الاقتصادي الوطني. يقول: إنه ألفه مصادفة بعد أن جمعت ابنته مقالاته للتوثيق، رأى بعدها أن ينقحها ويجمعها في كتاب لاقى رواجا واسعا، كما كان يكتب مقالة صحافية أسبوعية تناقش قضايا الساعة الاقتصادية. كان الدكتور محسون مرحا محبوبا وناقدا ساخرا أحيانا. عشق الحياة في تونس، واستثمر فيها بعد أن أدار الشركة السعودية التونسية، وأسس عدة شركات هناك. تزوج من نمساوية وخلف منها بنتا وثلاثة أولاد. توفي ، عرف عنه مرحه ونكتته السريعة 2002 في تونس في وحبه للنقاش. رثاه الدكتور غازي القصيبي في قصيدة، أختار منها: «وكان عنيفا كالمحيط إذا طغـــى وكـــــان رقيقا مثـــــل طفــل يهدهد وأعرف أن الطين يرجع للثــــرى ويبلى.. وعمر الروح في الغيبسرمد». دولة المدينة الواحدة تنتخب رئيسا جديدا في الأول من سبتمب الحالي أجريت في سنغافورة، أو دولة المدينة الـواحـدة التي بناها زعيمها الأسبق لي كوان يو، بالعرق والدموع والصب وكثير من الحكمة والحصافة والضبط والربط، فغدت اليوم كيانا من كيانات العالم الأول خلافا لكل جاراتها الآسيويات، انتخابات رئاسية هي السادسة في تاريخها، والثالثة التي يتنافس فيها أكثر من مرشح، وذلك لاختيار بديل لرئيسة الجمهورية السيدة حليمة يعقوب، التي تم انتخابها بالتزكية كأول امرأة تتولى هذا المنصب، 2017 في ولم تسع للترشح هذه المرة. يعتقد كثيرون أن منصب الرئاسة في سنغافورة منصب شرفي إلى حد كبير، ويشترط على من يتولاه أن يكون بعيدا عن السياسة، وغير محاب لأي حزب من أحزاب البلاد، ويتصف بناء على نصيحة مجلس الوزراء. لكن الحقيقة هي أن رئيس الجمهورية في سنغافورة يتمتع بسلطات تقديرية واسعة، فهو مثلا الـوصي على الاحتياطيات المالية للدولة، وله صلاحية نقض أي ميزانية وأي تعييناتفي المناصب العامة الرئيسة، كرئيس المحكمة العليا، وقضاتها، ومفوض الشرطة. وله الحق أيضا في إقالتهم وفي تفويض سلطة مكافحة الفساد بإجراء التحقيقات إذا ما امتنع رئيس الوزراء عن منح هذا التفويض. في انتخابات هذا العام تنافس ثلاثة مرشحين، وهم: تارمان شانموغاراتنام عاما) نائب رئيس الــوزراء السابق، 66( المفضل لدى حزب العمل الشعبي الحاكم دون انقطاع، ونغ كوك سونغ 1959 منذ عاما) مسؤول الاستثمار السابق في 75( صندوق الثروة السيادية، وتان كين ليان الرئيس التنفيذي السابق لشركة التأمين . وكـل هــؤلاء الثلاثة قاموا قبل NTUC دخولهم السباق الرئاسي بفك ارتباطاتهم بأحزابهم السياسية وتصفية كل علاقاتهم بالجهات التي كانوا يعملون لديها، علاوة على تقديم شهادات تؤكد عدم امتلاكهم حصصا في الشركات العامة أو الخاصة، وذلـك استجابة للضوابط الصارمة التي يفرضها دستور البلاد. على أن الانتخابات شهدت للمرة الأولى تنافسا ضاريا بين مرشحين أقوياء ثلاثة من ذوي وجهات النظر المتباينة، بل تميزت، خلافا للمتوقع، باتهام المرشحين بعضهم بعضا باستقطاب الناخبين من خلال محاولة تسييس بعض القضايا خلال عملية انتخابية يفترض أنها مرسخة للوحدة الوطنية، فضلا عن إطلاقهم وعودا سياسية تتجاوز منصب الرئاسة. فمثلا وعد المرشح تان كين ليان، ناخبيه، بأنه سيستخدم نفوذه كرئيس للدفع بسياسات حكومية تؤثر إيجابا في تكاليف المعيشة والإسكان والوظائف، كما تعهد بتقصير مدة الخدمة العسكرية الإلزامية للذكور ومنح علاوات للمجندين، وهو ما عد تجاوزا غير مسبوق وتدخلا في سلطات رئيس الـوزراء. وهذا المشهد كان، بطبيعة الحال، مغايرا كليا لمشهد الانتخابات الرئاسية الماضية التي قررت فيها لجنة الانتخابات أنه لم يتقدم إليها مرشح مؤهل باستثناء حليمة يعقوب، العضو السابق في الحزب الحاكم ورئيسة البلمان، فتم انتخابها بالتزكية وسط جدل واسع. في نهاية السباق، أعلن فوز المرشح في 70.40 تارمان بأغلبية ساحقة بلغت من 14 المائة من الأصوات، وحدد تاريخ الـ سبتمب الجاري لتنصيبه رسميا لفترة ستة أعـوام. وبهذا ستتداخل فترته الرئاسية مع الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في ، وسط تقارير تتوقع إقدامه على 2025 الاستقالة لاحقا للترشح كرئيس للوزراء باسم حزب العمل الشعبي الحاكم خلفا لرئيس الـوزراء الحالي لي هسيين لونغ، الذي 2004 الذي يهيمن على المنصب منذ أبــدى رغبته في التقاعد، خصوصا أن أفاد بأنه يحظى 2016 استطلاعا للرأي أجري في المائة من السنغافوريين 69 بتأييد نحو ليكون زعيم البلاد المقبل. لكن كيف استطاع هذا المرشح المنتمي إلى الأقلية الهندية في بلد يشكل فيه ذوو العرقية الصينية ثلاثة أربـاع السكان أن يكتسح الانتخابات الرئاسية، ويتفوق على منافسين أقوياء من ذوي العرق الصيني؟ بعض المراقبين يرى أن السبب هو نجاحه في أن يميز نفسه عن الحزب الحاكم، الذي واجـه في الأعــوام الأخـ ة فضائح فساد نادرة رغم أنه يتخذ منضرب الفساد وعدم التسامح مطلقا مع الفاسدين شعارا له، وذلك على الرغم من عمله الطويل تحت مظلته وانتمائه إليه لأكثر من عقدين. علاوة على نجاحه في تقديم نفسه للناخبين كمرشح إصلاحي له نظرته الخاصة المستقلة للأمور وغير قابل للخضوع لضغوط الحزب الحاكم أو أي قوى خارجية، كماتمت الإشارة إلى عامل آخر هو جرأته التي تمثلت في إطلاقه تصيحا ذات مرة خارج الخط الحزبي قال فيه إن سنغافورة باتت مستعدة لتعيين رئيس حكومة من خارج العرقية الصينية، لأن ذلك "علامة على تقدمنا كمجتمع من وجهة نظري"، وهذا يتعارض مع موقف الزعيم الحالي لي هسيين لونغ، ونائبه السابق، الـذي صرح بأن السنغافوريين ليسوا مستعدين لدعم زعيم من الأقليات العرقية. أما البعض الآخر، فقد أشار إلى أسباب أخرى، منها وقوفه كبلمانيخلف مقترحات وسياسات خاصة بالرعاية الاجتماعية للفقراء وكبار السن، فضلا عن أنه صاحب سجل حافل بالانتصارات الساحقة في دائرته الانتخابية "غورونغ" لمصلحة الحزب الحاكم، حيث حققت الدائرة أعلى النتائج للحزب على مستوى البلاد في انتخابات .2020 و 2015 يعتقد كثيرون أن منصب الرئاسة في سنغافورة منصب شرفي إلى حد كبير، ويشترط على من يتولاه أن يكون بعيدا عن السياسة، وغير محاب لأي حزب من أحزاب البلاد، ويتصرف بناء على نصيحة مجلس الوزراء. لكن الحقيقة هي أن رئيس الجمهورية في سنغافورة يتمتع بسلطات تقديرية واسعة، فهو مثلا الوصي على الاحتياطيات المالية للدولة، وله صلاحية نقض أي ميزانية وأي تعيينات في المناصب العامة الرئيسة. NO.10942 ، العدد 2023 سبتمبر 26 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 11 الثلاثاء 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com باري إيتشنجرين * أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومؤلف كتاب "الدفاع عن الدين العام" د. عبد الله المدني * أستاذ في العلاقات الدولية Elmadani@batelco.com.bh @AlfawazHamd فواز بن حمد الفواز
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=