aleqt (10941) 2023/09/25
الرأي الواقع أن التدابير الملموسة في تنفيذ التغطية الصحية الشاملة التي تتضمن خدمات السرطان عالية الجودة وتراعي الاحتياجات المتنوعة للسكان عبر مختلف الطبقات والمناطق الاقتصادية، هي وحدها الكفيلة بضمان عدم تحول رعاية مرضى السرطان، إلى قطعة مفقودة في لغز الصحة العالمية. » 2 من 2 السرطان قطعة مفقودة في لغز الصحة العالمية « وللحديث عـــن الــجــهــود المستمرة التي تقوم بها الدول لمكافحة أمراضالسرطان بأنواعها المختلفة، فإذا أخذنا دولة مثل إندونيسيا من القارة الآسيوية التي تمثل أكثر نسبة سكانية على مستوى العالم، 278 حيث يبلغ سكان إندونسيا أكثر من مليون نسمة، فقد عمل النظام الصحي اللامركزي على تحسين مستويات العدالة الصحية، لكن الفجوات تظل قائمة في الوقاية من السرطان والتشخيص المبكر. حتى في تايلاند، التي أدمجت ستة من مجالات مكافحة السرطان -معلوماتية السرطان، والوقاية الأولية، والكشف المبكر، والعلاج، والرعاية التلطيفية، وأبحاث مكافحة السرطان- في مخطط التغطية الصحية الشاملة، تظل الحاجة قائمة إلى مبادرات معززة للتوعية العامة لضمان توظيف الخدمات ذات الصـلة. مع ذلك، يسلط النموذج التايلاندي الضوء على الفوائد المحتملة في مجال الصحة العامة نتيجة لخطط التغطية الشاملة التي تشمل الرعاية الشاملة لمرضى السرطان. إدراكا لهذه الإمكانية، يعمل الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، عضوا في أكثر 1150 الذي يضم أكثر من دولة ومنطقة، على نحو مستمر 170 من مع الحكومات وأصحاب المصلحة في مختلف أنحاء العالم لتطوير وتنفيذ استراتيجيات وطنية لمكافحة السرطان ودمـجـهـا في خطط الـتـأمـ الصحي الوطنية. تماما كما نعد الهدف دون خطة محض أمــانٍ، فـإن أي خطة تفتقر إلى مـوارد مخصصة لن يكون مصيرها إلا الإهمال. ما لم تكن خدمات السرطان الأساسية مغطاة عن طريق خطط التأمين الصحي الأساسية، فستظل بعيدة عن متناول أعداد كبيرة من أولئك الذين يحتاجون إليها أو قد لا يمكنهم تحمل تكاليفها. وحيثما يتوافر التأمين، يشكل فرض القيود على الإنفاق المباشر أهمية بالغة. كثيرا ما يصل مرضى السرطان إلى مستوى المبلغ القابل للخصم بعد وقت قصير من تشخيص مرضهم، وذلك نظرا إلى العدد الكبير من الاختبارات والإجراءات اللازمة. لكن العلاج يدوم في الأغلب أشهرا أو أعواما ويتضمن زيارات عديدة للأطباء، وإجراء الاختبارات، والعمليات الجراحية، والعلاج الإشعاعي، والأدوية، وغير ذلك من الخدمات. مـن الأهمية بمكان أن تعكس أي استراتيجية وطنية لمكافحة السرطان فهما دقيقا لفاعلية التكلفة والتي لا تشمل التكاليف الأولية فحسب، بل تحقيق وفــورات طويلة الأجـل أيضا، بما فيها تحسين نوعية الحياة وزيادة الإنتاجية. يجب أن تتضمن أيضا الالتزام، ليس فقط بمعالجة المرض في حد ذاته، بل أيضا الخبرة الشاملة لكل فرد، والعزم الراسخ على هدم الحواجز المالية والثقافية التي تحول دون التشخيص والعلاج المبكرين. يقدم اجتماع الأمـم المتحدة رفيع المستوى فرصة نادرة لرفع مستوى رعاية مـرضى الـ طـان على أجندة التغطية الصحية الشاملة العالمية. لهذا السبب، كان من الأنباء الطيبة أن يشار إلى مرض السرطانفي مشروع القرار الذي سيصدره الاجـتـ ع. لكن لا يجوز للحكومات أن تتوقف عند مستوى التعهدات النبيلة والالتزامات الشفهية. الواقع أن التدابير الملموسة في تنفيذ التغطية الصحية الشاملة التي تتضمن خدمات السرطان عالية الجودة وتراعي الاحتياجات المتنوعة للسكان عبر مختلف الطبقات والمناطق الاقتصادية، هي وحدها الكفيلة بضمان عدم تحول رعاية مرضى السرطان إلى قطعة مفقودة في لغز الصحة العالمية. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت مؤشر كفاءة استثمار الطاقة الطاقة شريان الاقتصاد، ومحرك التنمية، وقلب التطور النابض، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتطور المجتمعات وترتقي في سلم المدنية بمنأى عنها، وليس من الموضوعية تجاوز أو تجاهل حقيقة أن النمو السكاني المطرد يعني بالضرورة الحاجة إلى نمو مواز في الطاقة وشرايينها. الطاقة ومنتجاتها المختلفة ليست سلعا أو منتجات ثانوية، بل هي -في اعتقادي- منتجات أساسية وحيوية، بل وجودية على خريطة التقدم والمدنية، والخطر الحقيقي المحدق بهذا القطاع -في رأيي- هو تبني بعض الدول وصناع القرار وبيوت الخبرة أفكارا غيرصحيحة، بل مضللة حول الوقود الأحفوري، وعلى رأسه النفط. هذه الأفكار قد تؤدي إلى اتخاذ بعض الدول والمنظمات قـرارات استراتيجية غير صحيحة ستضر هذا القطاع على المديين المتوسط والبعيد، مدفوعة، وأعني هنا القرارات الاستراتيجية بأجندات سياسية واقتصادية ضيقة الأفق. محاولة تقويضصناعة المنبع وأنشطتها المختلفة والاستثمار فيها، هو خطأ استراتيجي جسيم، بل خطر حقيقي يهدد استقرار أسواق النفط على المدى المتوسط، بل سيؤدي في رأيي -لا قدر الله- إلى أزمة حقيقية في الطاقة. يجب التنويه أن الاستثمار في صناعة المنبع هو مرآة مستقبل أسعاره، حيث إن ضخ الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والتنقيب والحفر وتطوير الحقول القائمة واستقطاب وتطوير التقنيات التي تخدم حقول النفط والغاز، ضخ هذه الاستثمارات يعني مزيدا من الإنتاج ونموه، ليوازي النمو السكاني المتسارع، إضافة إلى النمو الاقتصادي والصناعي والخدمي العالمي عموما، والنمو الاقتصادي للدول الناشئة. الخطط الاستراتيجية على مستوى الاقتصاد الكلي أو الجزئي لن تكتمل أركانها، ولن تتحقق أهدافها المرجوة إلا بوجود مراكز معتبرة تقوم بصناعة دراسات مستقبلية استشرافية مبنية على بيانات ذات جدوى، يقوم بمعالجتها مختصون فتنتج عن ذلك معلومات ذات قيمة تغذى بها هذه الدراسات، فتنعكس إيجابا على مخرجاتها ودقتها. وكما ذكرت قطاع الطاقة قطاع حيوي واستراتيجي لا يحتمل -في اعتقادي- مدخلات غير دقيقة وغير موضوعية لاستشراف مستقبله، حيث إن الاستشراف غير الدقيق لمستقبله قد يؤدي إلى اضطراب قوي في أسواقه وشرايينه لن تسر المستهلكين قبل المنتجين. بنك "جولدمان ساكس" نشر تقريرا استشرافيا لاقتصادات جاء فيه أن اقتصاد كل من الصين 2075 العالم بحلول والهند بالتوالي سيتربعان على عرش صدارة أكبر اقتصادات ، حيث يتجاوز اقتصاداهما اقتصاد الولايات 2075 العالمفي المتحدة التي تتوقع "جولدمان ساكس" أنها ستحتل المرتبة الثالثة بحلول العام ذاتـه، وفق معيار الناتج المحلي اقتصادا في العالم من 20 الإجمالي، اللافت أن قائمة أكبر حيث الإجمالي المحلي، ستخلو من دول أوروبا وروسيا! حيث إن ترتيب أكبر اقتصادات العالم سيضم بالترتيب، بعد الصين والهند وأمريكا كما تم ذكره سابقا، إندونيسيا ونيجيريا وباكستان ومصر والبرازيل والمكسيك وتركيا وبنجلادش وإيران وفيتنام والسعودية. يليها في الترتيب كل من تايلاند والفلبين وجنوب إفريقيا والكونغو وإثيوبيا، وأخيرا في كينيا. 20 المرتبة الـ ما سبق من أرقام يعلق الجرس، ومن المفترض أن يتم توحيد الجهود وتوفير الموارد لرفع كفاءة الإنتاج والاستهلاك لجميع مصادر الطاقة دون استثناء، لا محاربة الوقود الأحفوري، وعلى رأسه النفط، بل أقترح أن تطلق "أوبك" مؤشرا لكفاءة الاستثمار في قطاع الطاقة بمنزلة جرس إنذار لصناع القرار وبيوت الخبرة عند انخفاض هذا المؤشر، بل ستستفيد منه مراكز الدراسات المستقبلية في مدخلاتها. » 2 من 1 البيئة وتقنيات الاستشعار الذكية « يمكننا أن نعرف البيئة بأنها الوسط، أو الإطار الذي نعيش فيه، ويؤثر فينا ويتأثر بنا، كما تعرف البيئة بأنها مجموعة الظروف والعوامل الطبيعية التي تحيط بجميع الكائنات الحية وتؤثر عليها وتتأثر بها. وتلعب البيئة دورا حاسما في دعم الحياة ويعد الحفاظ عليها أمرا ضروريـا لعدة أسباب منها، توفر الهواء النقي والمياه العذبة والطعام والمأوى فيها، وهذه ما تحتاجها جميع الكائنات الحية للبقاء على قيد الحياة كعوامل أساسية لذلك، كما أنها تحتوي على مصادر طبيعية مثل النفط والغاز والفحم والمعادن والأخشاب. وهذه الموارد ضرورية لتلبية احتياجات الإنسان بشكل خاص في مجموعة متنوعة من الصناعات والاستخدامات المتعددة، ولعل التطور الحضاري السريع الذي يشهده عالمنا اليوم والاستخدام السيئ للموارد الطبيعية لتحقيق ذلك أدى إلى ظهور كثير من الأخطار والكوارث التي نشاهد أثرها اليوم، من ذلك كثرت الزلازل والفيضانات والاحتباس الحراري، وما يتخلله من انبعاث للغازات وجفاف وندرة المياه في بعض دول العالم وارتفاع نسبة التلوث وغير ذلـك، ما يـؤدي إلى الإضرار بصحة الأفراد والمجتمعات، وذلك يؤدي بدوره إلى التأثير على معدلات الإنتاج المحلي بشكل سلبي، وبالتالييمتد الأثر إلى المنظومة الاقتصادية وتعطل أنماط الحياة بأشكالها المختلفة. وتمثل تقنيات الاستشعار الذكية أحد الحلول النوعية المبتكرة التي من شأنها الحد والتخفيف من هذه الكوارث والأخطار والمساهمة في مراقبة وحماية البيئة بشكل عام. حسب الإحصائيات المعلنة لمكتب منظمة الأمم المتحدة، يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن، أي ما يقارب ثلاثة ونصف مليار نسمة، ومن في المائة 60 المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى في 3 ، وتشغل مدن العالم نسبة 2030 بحلول عام المائة من مسطحات اليابسة، ولكنها تستهلك من في المائة من الطاقة، وذلك يتسبب في 80 إلى 60 في المائة من انبعاثات الكربون واستخدام أكثر 75 في المائة من الموارد الطبيعية، ولذلك فإن 60 من بناء القدرة الحضارية على الصمود لتجنب وقوع خسائر سواء كانت بشرية أو اجتماعية أو اقتصادية، أصبح أمـرا ملزما وحاسما ومسؤولية كبيرة على الجميع، الأمر الذي يتطلب تعزيز الوعي بالقضايا البيئية، وتطوير التكنولوجيا البيئية، وتشجيع الممارسات المستدامة في جميع جوانب الحياة، بدءا من الزراعة وانتهاء بالصناعة واستهلاك الطاقة على سبيل المثال. كما يشمل إيجاد واستخدام حلول مبتكرة تسهم في بناء مدن أكثر ذكاء وأكثر استدامة لتحسين جودة الحياة، وجعل العمليات والخدمات الحضارية أكثر كفاءة لتعزيز قدرتها التنافسية، مع ضمان تلبيتها لاحتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. هناك عديد من التجارب والمـبـادرات البيئية الدولية في مجال استدامة البيئة والحفاظ عليها في مختلف أنحاء العالم، من ذلك اتفاق باريس للمناخ الذي يعد أول اتفاق عالمي بهذا الخصوص ، ويهدف إلى تقليل 2015 تم توقيعه في عام انبعاثات الغازات الدفيئة (التي تشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز وغيرها وتسبب في الاحتباس الحراري)، والتحكمفي ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ويعد تجربة دولية رئيسة في مجال مكافحة تغير المناخ، ومن ذلك تبني مكتب الأمـم المتحدة مجموعة من الأهـداف العالمية للتنمية المستدامة من أهمها المحافظة على البيئة، وكذلك الاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي، التي تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي في المياه البحرية، واستخدام عديد من الدول حول العالم الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الهجينة لتوليد الكهرباء، هذه التقنيات تقلل من الاعتماد على الوقود، وتعد وسيلة للحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، وتوجد تجارب عالمية أخرى تهدف إلى الحفاظ على موارد المياه وتحسين إدارتها من خلال تطوير تقنيات استدامة الري وإعادة تدوير المياه، وغيرها، ما يؤكد أن هناك توجه عالمي نحو استخدام التقنيات الذكية للحفاظ على البيئة وتحسين الاستدامة البيئية. أحد هذه الحلول المبتكرة التي من شأنها الإسهام في مراقبة وحماية البيئة، تقنيات الاستشعارات الذكية، التي من خلالها يتم قياس مختلف القراءات البيئية مثل الكشف عن جودة الـهـواء ونسب معدلات التلوث من الكربون والغازات السامة ومدى مستويات الإشعاعات الضارة ومعدلات تلوث المياه والتربة وغيرها من المقايسس البيئية المهمة والضرورية، وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن لتقنيات الاستشعار من بعد بوساطة الأقمار الاصطناعية من جمع البيانات والمعلومات من خلال أنظمة الاستشعار البعيد وعن طريق أنظمة تحليل الضوء والأشعة المنعكسة والمنبعثة من الأرض، حيث يتم من خلال ذلك توليد صور وبيانات مفصلة عن البيئة والتضاريس والموارد الطبيعية والأنشطة البشرية، حيث يتم تحليلها من خلال نظم بيانات تحليلية مدعومة بمنظومة الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلـــة، وبالتالي يتم توفير أفضل الخدمات فيما يتعلق بمراقبة البيئة بدقة وجودة عالية، مثل كشف ورصد ملوثات الهواء ومراقبة الأخطار الصناعية، واستكشاف الحرائق والمناطق الساخنة ومكافحة الفيضانات، والتغيرات التي تطرأ على المسطحات المائية ونسب استنزاف الموارد الطبيعية، هذه التقنيات الاستشعارية تساعد أصحاب الـقـرار من اتخاذ كل ما هو مناسب من قرارات للحفاظ على البيئة واستدامة سلامتها... يتبع. أحد هذه الحلول المبتكرة التي من شأنها الإسهام في مراقبة وحماية البيئة، تقنيات الاستشعارات الذكية، التي من خلالها يتم قياس مختلف القراءات البيئية مثل الكشف عن جودة الهواء ونسب معدلات التلوث من الكربون والغازات السامة ومدى مستويات الإشعاعات الضارة ومعدلات تلوث المياه والتربة وغيرها من المقايسس البيئية المهمة والضرورية. NO.10941 ، العدد 2023 سبتمبر 25 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 10 الإثنين 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com سونالي جونسون * رئيسة قسم المعرفة والدعم في الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان م. عبدالرحمن النمري * مختصفي شؤون النفط أ. د. محمد العسيري * أستاذ وباحثفي الهندسة الإلكترونية والأنظمة الدفاعية
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=