aleqt: 23-09-2023 (10939)

إصدارات 4 NO.10939 ، العدد 2023 سبتمبر 23 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 8 السبت من بين أولئك يأتي المستشرق Garlo الإيطالي كارلو ألفونسو نلينو م) 1938-Alfonso Nallino (1872 وهو من كبار المستشرقين الطليان، ذكر الزركلي أنه كان غزير العلم بالجغرافيا والفلك عند العرب، عارفا بالإسلام ومذاهبه، كثير التتبع لتاريخ اليمن القديم وخطوطه ولهجاته. ولــد هــذا المستشرق في تورينو ونشأ وتلقى دروسـه الأولية ومبادئ العربية والعبرية والسريانية في مدينة أوديـنـي، واستكمل دراســتــه في جامعة تورينو، وأرسلته حكومته إلى فأقام نحو ستة 1893 القاهرة سنة أشهر، وعاد فنشر كتابا بالإيطالية عن اللهجة المصرية، ودرس العربية في المعهد الشرقي بنابولي بين ، ودعي إلى مصر سنة 1902 و 1894 فألقى في جامعتها محاضرات 1909 بالعربية جمعت خلاصاتها في كتاب بعنوان (علم الفلك، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى)، ولما احتلت إيطاليا طرابلس الغرب عين مديرا للجنة "تنظيم المحفوظات العثمانية" بــوزارة المستعمرات في رومـــا، وعـهـد إلـيـه بتدريس تاريخ الإسـ م في جامعتها سنة ، وتــــولى الإشراف على 1915 مجلة "الـدراسـات الشرقية" ثم مجلة "الشرق الحديث" وكلتاهما بالإيطالية. ودرس تاريخ اليمن في 1927 كلية الآداب بمصر ما بين ، وكان من أعضاء المجمع 1931 و العلمي الإيـطـالي ومجمع اللغة العربية بمصر، له كتب وأبحاث كثيرة، بالإيطالية. أما آثاره العربية غير محاضراته في علم الفلك، فهي: "تاريخ الآداب العربية"، ومـــقـــالات نـــ ت في المـجـ ت العربية، ونشرمن كتب العرب "زيج الصابي" مع ترجمته إلى اللاتينية، وأشار الزركلي إلى تأليف مراد كامل عـالم اللغات المـ ي كتابا عنه تحت عنوان "المستشرق نلينو، حياته وآثاره". غيب الموت كارلو ألفونسو نلينو بعد أن أمضى 1938 يوليو 25 في عاما مديرا عاشقا ودؤوبا لمعهد 18 Oriente( دراسات الشرق الحديث ) في روما، ففكر المعهد Moderno وفاء لهذه الشخصية أن يشرع في نشر مجموعة من كتاباته، على أن اختيار هذه المجموعة اعتمد على أن تكون ذات فائدة واسعة تشمل دارسيالتاريخ والجغرافيا والحقوق والقضايا الدولية، ولا تقتصر على حدود دائرة المستشرقين الإيطاليين والأجانب، وكان المعهد يهدف من هذا إلى الاحتفاظ بشخصية نلينو العلمية لتكون قريبة منهم دائما. من بين الأوراق التي تركها الراحل نلينو كتاب غير منشور حول المملكة العربية السعودية، وهـــو ثمـــرة رحـلـة قـام بها إلى المملكة عام وزار خلالها جدة 1938 والـطـائـف. وكـــان هذا الكتاب آخر أعماله، إذ إنه شرع بدأب على العمل فيه بعد عودته من الرحلة مباشرة، فأعد الجزء الأول من الكتاب المتعلق بالنظام السياسي والإداري والقضائي، مفكرا باستكمال هذا الجزء بجزأين آخرين يتناولان الحياة الاجتماعية والثقافية في الحجاز، ولكن القدر لميمهله حتى يستكمل عمله. فاضطلع المعهد بنشر هذا بمساعدة 1939 المـجـلـد عـــام ابنته الدكتورة ماريا نلينو التي كانت رفيقته في تلك الرحلة إذ قامت بتحرير وإضـافـة الجزأين الثاني والثالث للكتاب بمساعدة ملاحظات ومذكرات والدها ومن ثم نشر الكتاب كاملا باللغة الإيطالية تحت عنوان العربية السعودية ،)larabia sa`udiana - م 1938( في حين كانت الدكتورة ماريا تؤكد أن كتاب والدها يعد دراسة شاملة عن المملكة العربية السعودية أنجز هيكلها العلمي خـ ل إقامته في 29 فبراير و 9 جدة في الفترة ما بين فقد استطاع 1938 مارس من عام بمشاهداته والمقابلات التي أجراها مـع بعض الشخصيات المحلية البارزة أن يجمع معلومات مهمة عاضدت المعلومات الـــواردة في المصادر فتمكن من تكوين صورة بانورامية للحياة في هذه المملكة. larabia ) م 1938( كــتــاب أو المملكة العربية sa`udiana 1938 السعودية عام في استهلال نلينو الجزء الأول من كتابه الذي يكتسب أهميته من كونه من أوائـل الدراسات الغربية عن النظام السياسي والإداري والقضائي للمملكة العربية السعودية إن لم يكن أولها في ذلـك التاريخ، إذ إنه ذكر أن مشروع دراسته قد لكنه لم 1928 أعلنه منذ ديسمبر ينفذ إلا بعد ذلك التاريخ بعشرة أعـوام. أما مصادر هذه الدراسة فـ كـز عـ أربـعـة مـصـادر هي جريدة "أم القرى" وكتاب "البلاد العربية السعودية" لفؤاد حمزة، والمجلة الشهرية لمعهد دراسات الـ ق الحديث في رومـا إضافة إلى المعلومات والتوضيحات التي حصل عليها نلينو من الشخصيات السعودية الـبـارزة خـ ل إقامته بجدة. ويلمح في بـدايـة كتابه الـذي تميز بعشرات الصور الفوتوغرافية الــنــادرة إلى أن تسمية الملك عبدالعزيز بابن سعود، هو استخدام أوروبي سائد في الأدبـيـات الغربية بينما الاسـم الصحيح سواء الرسمي أو غير الرسمي هــو عـبـدالـعـزيـز بن عبدالرحمن بن فيصل آل ســعــود، أو بكل بساطة عبدالعزيز بن عبدالرحمن، أو عبدالعزيز آل سعود، أو باختصار أكثر عبدالعزيز الأول، كـ ورد في ) من التعليمات الأساسية 5( المادة للمملكة الحجازية، أو "عبدالعزيز" فقط كما يرد في توقيع المراسيم. ثم استعرض هذا المستشرق الإيطالي التسلسل التاريخي لبعض الأحــداث التاريخية التي كان لها دور في تكوين المملكة العربية 1740 السعودية ابتداء من عام محاولا تدقيق بعض التواريخ فيذكر على سبيل المثال أن سيطرة قوات الملك عبدالعزيز على الطائف لم سبتمبر 7 - هـ 1343 صفر 7 تكن يوم كما أشار الريحاني وذلك لأن 1924 ذلك حدث الجمعة وتاريخ الجمعة هـــ الموافق 1343 صفر 5 يوافق مؤكدا أن يوم 1924 سبتمبر 5 الأسبوع يكاد يكون هو العنصر الوحيد المؤكد عند التأريخ للحدث في التقويم العربي، ويلاحظ أن المؤلف حريص على دقة صياغة المفردات للتعبير عن الحدث فهو علىسبيل المثال يؤكد أن الملك علي بن الحسين أعلن استسلامه وليس تنازله راحلا بأمتعته الشخصية فقط .1925 ديسمبر 18 في القيادة السياسية للدولة السعودية ويتحدث نلينو في الفصلين الثالث والرابع من الجزء الأول من الكتاب عن القيادة السياسية للدولة السعودية فيذكر أن النظام الملكي هو سبيل أي دولة لتطبيق مبادئ الشريعة واحتذاء طريقة الخلفاء الراشدين ومن سار على نهجهم، مؤكدا أن أي حاكم جديد للدولة لا يكتسب شرعيته للحكم إلا بعد حصوله على البيعة من أهل الحل والعقد في البلاد. الملك عبدالعزيز وخلفه يوسف ياسين سكرتيره والطيب الهزازي رئيس ديوانه والشيخ محمد نصيف نشرها نلينو نقلا عن الريحاني، ويشير إلى أن الملك لديه كل الصلاحيات المطلقة إلا أنه مقيد بأحكام الشريعة الإسلامية، لكنه فيكل الأحوال ملتزمبمبدأ الشورى حريص على الأخـذ بنصيحة أهل الثقة فيما يتعلق بأمور الدولة ولديه مجلس استشاري يقوم هو بتعيينه، وأما الأحكام القضائية والفتاوى الشرعية فإنها من اختصاص علماء الدين وإن كان للملك حق قبول أو رفـض مـا يـقـرره هــؤلاء في المسائل الاجتهادية أو بعبارة أخـــرى -حـسـب نلينو- فـإن الصلاحية الوحيدة للملك في هذا الأمر كما يسميها العلماء هي "صياغة الشريعة" بما لا يتعارض مع الشريعة. غيب الموت كارلو يوليو 25 ألفونسو نلينو في عاما 18 بعد أن أمضى 1938 مديرا عاشقا لمعهد دراسات الشرق الحديث من بين الأوراق التي تركها نلينو كتاب غير منشور حول المملكة وهو ثمرة رحلة قام بها إليها 1938 عام جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود. يطالية. ٕ غلاف كتاب نلينو باللغة الا مشاهدات المستشرق الإيطالي كارل نلينو لجدة والطائف خلال عهد الملك عبدالعزيز السعودية في الثلاثينيات بعيون إيطالية كارل ألفونسو نلينو تعد كتابات الرحالة والمستكشفين والمستشرقين الغربيين عن الجزيرة العربية عموما وبلادنا خصوصا من المصادر المهمة للباحثين، ورغم أن جزءا من تلك الكتابات لا يخلو من أجندة استخبارية سياسية، إلا أن روح العلم والاستكشاف جعلت من مدوناتهم سجلا مرجعيا لا يستغني عنه الدارسون والباحثون العرب بعد ذلك بعشرات الأعوام خاصة تلك التي الكتابات التي دونت في مرحلة تاريخية لم يكن فيها للتوثيق حضور في الثقافة العربية خصوصا، لأن معظم أولئك الغربيين من ذوي الميول العلمية والأدبية الذين كانوا يسجلون بأقلامهم كل ما يلاحظونه ويوثقون كل ما يرونه بدقة عالية بل يلتقطون بعدسات كاميراتهم صورا تبين واقع الحياة الاجتماعية لتبقى شاهدا على حركة التاريخ والحضارة. أما المستشرقون المختصون فلا شك أن كثيرا منهم كان مدعوما من جهات علمية محضة بهدف استكشاف بلاد العرب ودراسة مجتمعها. : قاسم الرويس إعداد

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=