aleqt (10938) 2023/09/22
الرأي NO.10938 ، العدد 2023 سبتمبر 22 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 7 الجمعة 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com المسار الوطني المستقل في التعامل مع سلعة استراتيجية مثل النفط، وهو المسار الذي تتبعه المملكة حاليا، سيأتي بثمار طيبة وسيعزز المكانة الاستراتيجية للبلد، ويجعل منه محورا قد لا تدور عجلة المحاور الأخرى في العالم دونه. » .. والوكالة المتحيزة + مسار «أوبك بعد فترة من عدم الاكتراث وتقارير من منظمات دولية رصينة، أن النفط في طريقه إلى الذروة قريبا ومن ثم الأفول، صعدت إلى السطح فجأة موجة من الاهتمام بالوقود الأحفوري الاستراتيجي هذا، وصار مرة أخرى لسان حال الإعلام في الولايات المتحدة والدول الغربية قاطبة. وآخر تقرير يتنبأ بأن أيام النفط باتت معدودة، وأن نمو الاستهلاك أو بالأحرى الطلب على النفط سيأخذ مسار الهبوط الحاد بعد نحو خمسة أعوام، كان من تأليف وكالة الطاقة الدولية أخيرا. أتت لغة التقرير والمصطلحات التي في ثناياه وكأن ما في متنه واقع حال لا يمكن تفنيده، لما احتواه من مصادر وجـداول ومخططات ورسوم بيانية، وصدقه البعض وصار الحديث عن أن نهاية العقد الحالي ستشهد عزوفا عن استهلاك النفط لا رجعة فيه ذا مصداقية، إلى درجــة أن بعض المؤسسات الغربية أخذت تبني سياساتها على الواقع القريب الجديد. لم يكن الأمر صادما للمحللين والباحثين المستقلين في شؤون النفط أن يتفوق نمو الطلب على التوقعات، ولم يمض على صـدور التقرير أشهر ثلاثة، حيث بلغت الأسعار أعلى مستويات لها وعبرت سقف دولارا، قبل أن تهبط قليلا في جلسات 95 الـ منتصف الأسبوع. سأعزف عن التنبؤ أو تقديم توقعات عن الأسعار ومساراتها. لقد حدث أن اكتويت مرة أو مرتين أثناء عملي صحافيا في وكالات غربية عندما أتت الرياح عكس سفن الأسعار والمسارات التي قدمتها. بيد أنه طلب مني تقديم أي توقعات تقول من العسر تصديق وكالات غربية مثل وكالة الطاقة الدولية، لسبب واضح وهو أن وجودها في الأساس هو خدمة الدول المستهلكة للنفط، وفي المقدمة منها الدول الغربية، ولهذا لا بد أن تشوب عملها مسحة من الشأن السياسي والانحياز إلى المصالح. ويخطئ من يظن أن وكالة مثل هذه ستشتغل بنزاهة، بمعنى أنها تنظر بعين المساواة إلى قطبي المعادلة: الدول المستهلكة للنفط والدول المصدرة له. من الأسباب التي تذكرها الوكالة لقرب ذروة الاستهلاك يأتي في مقدمتها تسريع التحول إلى الطاقات البديلة أو النظيفة. قد يكون هذا صحيحا إلى حد ما لدولة أو دولتين غربيتين، لكنه بعيد المنال على طول وعرض الدول الغربية، ومن ثم يغض التقرير الطرف عن أن سوق الاستهلاك لم تعد محصورةفي الدول الغربية، حيث برزت أسـواق عديدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، قد تلتهم ما هو مطروح من النفط وما قد يزيد. من هنا كان لا بد من تشكيل مسار واضح ومستقل للإنتاج قادته المملكة. الـرؤى واضحة والاستراتيجية لتحقيق الهدف موضوعة على أسس سليمة. أظـن أن تحالف "أوبـــك" الــذي قادته المملكة مع دول مصدرة للنفط من خارج " يعد من + المنظمة ومنه تشكلت "أوبك أهم الإنجازات الاستراتيجية لكبح جماح الدول المستهلكة الغربية، التي لا تخفي رغبتها في السيطرة الكاملة على الإنتاج والأسعار. لم يكن واردا في السابق أن يلتئم اثنان من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم ـ روسيا والمملكة ـ لأخذ زمام السيطرة على أهم سلعة استراتيجية عرفها العالم. أن تتفق المملكة مع روسيا ودول أخرى في اتخاذ قـرار لحفظ الإنـتـاج، رغبة في استقرار السوق البترولية، أخذ دولا عظمى على حين غرة. الدول الغربية القوية اقتصاديا اعتادت على فرض إرادتها. رغم ادعائها أنها تتبنى سياسة اقتصادية ليبرالية منفتحة على الكل، ،21 إلا أنها، خصوصا منذ أن دخلنا القرن الـ اتبعت سياسة حمائية أساسها حرمان كل من يخاصمها أو حتى ينافسها من السلع الاستراتيجية. وانظر مثلا التعريفات التجارية من حظر تصدير الرقائق ومعدات أشباه المواصلات والتكنولوجيا الحساسة، وكل ما له علاقة بالثورة الصناعية الحالية الخاصة بالذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الدقيقة والأقمار الاصطناعية والأسلحة الذكية التي ترى فيها هذه الدول سلعا استراتيجية يجب احتكارها لحفظ واسـتـدامـة تفوقها التكنولوجي والاقتصادي والعسكري. والنفط سلعة استراتيجية، وتشكيل مسار مستقل لتصديره وإنتاجه ـ وليس حظره كما تفعل الدول الغربية مع سلعها الاستراتيجية ـ صار مطلبا وطنيا، كما هو الشأن مع محاولات تنظيم وإنتاج وتصدير وحظر التكنولوجيا الحديثة من قبل الدول الغربية، التي أحيانا تذهب بعيدا إلى درجة مصادرة الأموال والأصول التي تأتمنها الدول أو الأفراد عليها. المسار الوطني المستقل في التعامل مع سلعة استراتيجية مثل النفط، المسار الذي تتبعه المملكة حاليا، سيأتي بثمار طيبة وسيعزز المكانة الاستراتيجية للبلد، ويجعل منه محورا قد لا تدور عجلة المحاور الأخرى في العالم دونه. د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se ميثاق تمويل للبلدان المعرضة »2 من 1« للتغيرات البيئية في ظل حالة الطوارئ المناخية والتغييرات البيئية المتفاقمة وأزمـة الديون العالمية، ترتفع الأصـوات المطالبة بإنشاء بنية مالية عالمية جديدة "تلائم الظروف المناخية" في مختلف أنحاء العالم النامي. وقد أكدت مبادرة بريدجتاون التي أطلقتها ميا موتلي، رئيسة وزراء (مجموعة المعرضين العشرين) V20 بربادوس، ومجموعة للبلدان المعرضة للخطر المناخي، وقمة باريس الأخيرة من أجل ميثاق تمويل عالمي جديد على الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة. وقدمت قمة المناخ الإفريقية التي انعقدت هذا الأسبوع في نيروبي، فرصة فريدة لتعزيز التدابير التي تشتد الحاجة إليها لدعم البلدان ذات الدخل المنخفض في سعيها نحو تحقيق النمو المستدام. إن الوضع ملح خاصة في إفريقيا، إذ تشير التقديرات 2.8 الأخيرة لبنك التنمية الإفريقي إلى أن القارة تحتاج إلى .2030 و 2020 تريليون دولار من تمويل المناخ بين عامي في المائة فقط من تمويل 3 لكن إفريقيا تتلقى حاليا المناخ العالمي، ولا تتجاوز إسهامات القطاع الخاص في في المائة. ومن الجدير بالذكر أن القارة 14 هذا التمويل في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة 3.8 مسؤولة عن على مستوى العالم، في حين أن الشمال العالمي مسؤول في المائة. 90 عن ولكن مع أن البلدان الأشد ضعفا في العالم تتحمل وطـأة أزمـة لم توجدها، فقد انخفض تمويل المناخ المرتبط بالتنمية فعلا، شأنه في ذلـك شـأن إجمالي مساعدات التنمية المخصصة لإفريقيا. وتظهر الأرقام أن تدفقات المساعدة الإنمائية 2022 الأولية لعام الرسمية الثنائية من أعضاء لجنة المساعدة الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى إفريقيا مليار دولار في العام الماضي، بانخفاض قدره 34 بلغت .2021 في المائة بالقيمة الحقيقية مقارنة بعام 7.4 وفي الوقت نفسه، ارتفع إجـ لي أصـول السوق تريليون دولار عام 11.7 الخاصة الخاضعة للإدارة إلى في المائة منذ 20 ، بزيادة بمعدل سنوي يقارب 2022 .2017 عام ونظرا لخطورة أزمة التغييرات البيئية وإلحاحها، يتعين على المجتمع الدولي أن يحشد جهوده من أجل ابتكار حلول ملموسة والاتفاق عليها قبل انعقاد مؤتمر الأمم " في دبيفي نوفمبر. 28 المتحدة لتغير المناخ "كوب ومـن أجـل بناء الـقـدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية الحتمية، يجب علينا أن نمول تمويلا كاملا صندوق "الخسائر والأضرار" الذي اتفق زعماء العالم على إنشائه في مؤتمر الأمم المتحدة المعني " العام المــاضيفي مصر، 27 بتغير المناخ "كــوب والموافقة على مضاعفة التمويل لجهود التكيف، وتطبيق مبدأ "الملوث يدفع" على الأنشطة البحرية. إن الحد من الانبعاثات البيئية والتخفيف من أسوأ آثار تغير الطبيعة والبيئة وسيتطلب تعبئة الموارد المالية على نطاق غير مسبوق. لكن المقترحات التي يتداولها حاليا صانعو السياسات على مستوى العالم تفتقر إلى عنصر التركيز. وأثناء مواجهتنا لأعظم تحد لبقاء البشرية، قد نقع في فخ دائرة من الإجراءات الإضافية العقيمة كما حدث مع "سيزيف". » 2 من 2 المشكلة الحقيقية التي يعانيها اقتصاد الصين « واجهت اليابان مشكلة مماثلة قـبـل بـضـعـة عقود من الزمن. فبعد انفجار الفقاعة العقارية ، حاولت 20 في أواخر ثمانينيات القرن الــ الحكومة انتشال الاقتصاد من الركود الحاد من خلال توجيه أموال ضخمة نحو الاستثمار في البنية الأساسية. لكن معظم الطرق الجديدة لا تؤدي إلى أي مكان، وعلى هذا فقد اضطرت الحكومة إلى الاستسلام بعد بضعة أعوام من الإنفاق. في الصين، قد تبدو الاستجابة لانخفاض الاستثمار بسيطة، إذ يستطيع الصينيون أن يستهلكوا مزيدا. لكن لنتذكر هنا أن نسبة المدخرات في الصين مرتفعة أيضا إلى حد غير عادي، وأنها ظلت على هذه الحال رغم الجهود التي بذلتها السلطات على مدار العقد الماضي لتعزيز الاستهلاك المحلي كمحرك للنمو. وعلى هذا فمن غير المرجح حدوث ارتفاع كبيرفي المستقبل المنظور. فضلا عن الاستهلاك، تستطيع الصين توجيه المدخرات نحو الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لكن مع اقـ اب مثل هذا مليار دولار سنويا 300 الاستثمار بالفعل من ـ وهذا أعلى كثيرا من نظيره في الولايات المتحدة وأوروبـــا ـ تصبح قـدرة مصادر الطاقة المتجددة على استيعاب المدخرات الصينية محدودة. في ظ ـل ت ـراج ـع الاس ـت ـث ـ ر، تتدفق المدخرات المرتفعة لدى الصين إلى بقية العالم عبر فوائض الحساب الجاري. في الصين، نجد أن هذه الفوائض أكبر حتى من تلك التي تحتفظ بها دول أخرى لديها مدخرات زائدة، مثل ألمانيا واليابان، بسبب حجم الفائض المحتمل وحجم الاقتصاد الهائل. إذا ظلت المدخرات عند مستواها في المائة من الناتج 40 الحالي "أكثر من المـحـ الإجــــ لي"، لكن مـع انخفاض في المائة من الناتج 30 الاستثمار إلى المحلي الإجمالي ـ وهي نسبة تظل مرتفعة ـ ستضطر الصين إلى الإبقاء على فائض الحساب الجاري عند مستوى عشر نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي للحفاظ على توازن الاقتصاد. ولأن الناتج المحلي الإجماليفي الصين من المتوقع أن يصل إلى تريليون دولار قريبا، فإن هذه النسبة 20 قد تعادل ما يقرب من تريليوني دولار. هذا أضخم عدة مرات من الفوائض السابقة التي حققتها ألمانيا أو اليابان، وضخم بالقدر الكافي للتأثير في توازن الادخار / الاستثمار العالمي. الواقع أن أحد التأثيرات غير المباشرة المترتبة على فائض المدخرات لدى الصين ـ الضغوط الكفيلة بدفع أسعار الفائدة إلى الانخفاض ـ سيكون حميدا نسبيا. لكن أخطارا أخرى أكبر تلوح في الأفق، فستعمل فوائض الحساب الجاري الصينية الضخمة على تغذية اتجاه متسارع بالفعل نحو حماية الصناعات المحلية ضد المنافسة الصينية. هذه الحال ليست حتمية بالضرورة. فمن خلال استثماراتهم في تكنولوجيات مثل البطاريات، والألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، يصبح المصدرون الصينيون على المسار لاكتساب ميزة متزايدة الثقل في الصناعات الخضراء التي تحتاج إلى رؤوس أمـوال ضخمة. وقد ترحب أوروبـا والـولايـات المتحدة بـالـواردات الخضراء الرخيصة كوسيلة لخفض تكاليف سياساتهما المناخية. لكن هذا يبدو احتمالا بعيدا في ظل مناخ المواجهة الجيوسياسية الأغلب اليوم. بدلا من ذلك، بوسعنا أن ننتظر مزيدا من سياسات الحماية، التي من شأنها أن تزيد من التكاليف، في حين لن تفعل شيئا لتقليص المدخرات الصينية. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت من خلال استثماراتهم في تكنولوجيات مثل البطاريات، والألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، يصبح المصدرون الصينيون على المسار لاكتساب ميزة متزايدة الثقل في الصناعات الخضراء التي تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة. وقد ترحب أوروبا والولايات المتحدة بالواردات الخضراء الرخيصة كوسيلة لخفض تكاليف سياساتهما المناخية. دانييل جروس * مدير معهد صنع السياسات الأوروبية في جامعة بوكوني كين أوفوري-أتا وأكسيل فان تروتسنبيرج * وزير المالية الغاني * مدير شؤون سياسات التنمية والشراكات ـ البنك الدولي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=