aleqt: 21-09-2023 (10937)

14 NO.10937 ، العدد 2023 سبتمبر 21 هـ، الموافق 1445 ربيع الأول 6 الخميس حـــروف اللغة ليست مجرد رسم لإيصال المعنى، وإنما سبيل لإيصال المشاعر، تحمل خلف تكويناتها جمالا غير معهود، عبر الثنائية بين الحقيقة والمجاز، التي قد تحدث لمرة واحدة فقط لا تتكرر، فنحن نتلذذ بالشيء الذي قيل أول مرة، ونظل بعدها نبحث عن الجمال بطريقة جنونية، وربما إدمانية. في هـــذا الإطــــار الفلسفي العميق، يطرح الباحث المتخصص في المناهج النقدية واللسانيات طـارق بن سعد القرني تساؤلات في معنى الجمال بين اللغة والفن، أجاب عنها في لقاء شهده استوديو سدرة للفنون في حي جاكس في الدرعية، ضمن مبادرة الشريك الأدبي التابعة لــوزارة الثقافة، يقودها سؤال جوهري، هل يمكن أن يقود الجمال إلى العذاب؟ الجمال إبداع جنوني لا يحرص الباحث طارق القرني على تعريف الجمال، لأنه إن فعل لجعله مـحـدودا، لكنه يتصوره لكي يقترب من مفهومه وتعريفه، ويـــرى أن مفهوم الـجـ ل هو جمع بين الذات والموضوع بعد تشبع الإدراك بما يخالف المعهود الذهني، حيث يميل إلى تقسيم الـذات في مفهومه إلى قسمين، الذات المنصرفة إلى الأنا (الجوهر والمـبـدأ والحقيقة)، والـــذات المنصرفة إلى الآخر أو الخارج. الجمال هو نـوع من الإبــداع الـجـنـوني، بالمعنى الـــذي قال فيه الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو، أي توجد من العدم شيئا ليس موجودا فيه، والجمالية في العمل الفني واللغة - كما يعتقد القرني - تحدث مرة واحدة فقط، ولا يمكن أن تعاد أو تتكرر مرة أخرى، لكيلا تكون جزءا من الذاكرة منبع المعهود الجمعي، فنحن نتلذذ بـالـ ء الــذي قيل أول مرة، فالجمالية من الوجود لا من الموجود، والذاكرة موجود حسي خزن في المفارق النفسي، كما أن الجمال لا يتكون إلا بعد القلق الوجودي، وما دام يأتي مرة فقط فالفنان يبحث عن الجمال بطريقة جنونية وإدمانية دوما. أما اللغة، فتعبر عن جماليتها في إيجاد جمل غير معهودة سابقا، مثل جملة أو كلمة عشنا معها، وخرجنا عـن المعهود وفارقنا الوجود بسببها، فيصبح الجمال في هذه الحالة متصل بالوجود لا بالموجود، أي أنه متصل بالزمان لا بالمكان، والزمان هنا تجربة نفسية لدى الإنسان تجلت في الوجود، ولهذا يسافر الإنسان بالكلمات عبر الزمن، ونرى ذلك في أبسط الأمــور، مثل زيارتك بيت قديم كنت تسكنه، ستجد أنك ستسافر بالروح عبر أماكن بعيدة جدا، في الذكريات مثلا، ولعل ذلك ما يجعل الإنسان يبكي أحيانا عندما يرى بيته القديم بما يحمله من ذكريات. ويلفت طارق القرني في هذا السياق إلى أن "الجمال لا يمكن أن يكون جزءا من الذاكرة، وإنما يتجاوزها، فالذاكرة عبارة عن موجودات ومعهودات يعهدها الإنـسـان، أمـا الجمال فمتجاوز للمعهود كما أسلفت، يصبح معها الإنسان تواقا باستمرار إلى اللحظة الأولى، لحظة ليست موجودة في الذاكرة ولكنها حركت كل ما في داخله، ويتعامل معها تعاملا داخليا إدراكـيـا، فيصبح بهذه الطريقة متفاعلا معها، وجامعا بين ذاتــه وبينها، ولا يستطيع التعبير عنها". دهشة أم كلثوم من عازف الناي الجمالية في اللغة تستند على الثنائية بين الحقيقة والمجاز، كأن نقول شيئا ولكننا نقصد شيئا آخر يعرفه المقصود، أي فكرة الرمزية، بمعنى أننا لا نريد أن يفهمنا عبر اللغة إلا شخص ما. وكذلك الأمـر في الموسيقى، حيث تكون اللغة هنا الصوت والحركة، مدللا في حديثه على قصة عازف الناي مع الراحلة أم كلثوم في إحدى حفلاتها الغنائية المصورة، التي خرج فيها العازف عن المعهود والعزف المتفق عليه بمقطوعة أخرى، لثوان معدودة، ورغم صلابة وصرامة كوكب الشرق مع فرقتها، إلا أنها تلذذتبما فعله عـازف الناي، في خـروج (صوتي حركي) جمالي لن يتكرر، ولو فعله أكثر من مرة فلن تحدث الدهشة. وهنا يطرح القرني فكرة، هل يمكن أن يقود الجمال إلى العذاب؟ ويـقـصـد بـحـديـثـه ال ـع ـذاب النفسي، لا الألمالجسدي، ويجيب بأن الإنسان يبحث باستمرار عن عودة هذه اللحظة، يكرر الأطروحة ذاتها التي طرحها لكنه لا يجد فيها الجمال ودهشته الأولى، ما يجعله يتجه إلى فكرة الإدمـان على هذا الوضع، سواء كان لغويا عن طريق كـ ة الكتابة والكلام والإلقاء، حتى يصل إلى تلك اللحظة، والفن كذلك الأمر، أيا كان اتجاهه الفني، في الموسيقى والـعـ رة، وحتى أعظم أنواع الفنون "الرسم". ويتابع طارق القرني بأن الإنسان داخليا يريد أن يقبض على هذه الفكرة التي تلذذ بها وهزته، ويستمر في مسعاه حتى يجد اللحظة المنتظرة، لكنه لا يعرف متى وأيــن ستأتي، لكنها حينما تأتي تنسيه الفكرة الأولى، بمعنى تأجيل الموجود وليسمحوها كليا. ولعل تلك الفكرة هي ذاتها التي يطرقها "الـ ثـار"، كثير الكلام، فهو يفعل ذلك جماليا، بمعنى أنه يبحث عن مفقود، يبحث عن الجمال، وفي داخله فراغات يبحث عـ يعبئها مـن غـ المعهود، ولو عبأها بما هو معهود لزادت الفراغات داخله. معايير الجمال هـل يمكن أن يكون الجمال معياريا؟ من حيث معرفة الصح من الخطأ، أو الحسن من القبيح؟ لا يـوافـق الـقـرني عـ هذه المــعــايــ جـمـلـة وتـفـصـيـ ، فالمعيارية - عـ حـد تعبيره - ستجعلنا أمــام شيء لا يمكن الاتفاق عليه، وإن كان الجمال معياريا سيجعل الإنسان يتسلط على غـ ه، يقول له هـذا جميل وهـذا قبيح، من حيث القواعد المطبقة على الجمال. ويشير في حديثه المسترسل إلى أن من يدمن مواقع التواصل الاجتماعي لن يستحضر الجمال ويشعر به، لأنه سيصبح منغمسا في المـحـسـوس أو المـعـهـود، ولـن يخرج عن المعهود وفكرة الجمالية، التي تقضي بأن تفارق الـفـكـرة الـتـي اعـتـادهـا الناس وأصبحت جزءا من يومهم، وتبحث عن غير المعهود، وأن تشعر بما لا يشعر به غيرك، فكيف تفعل ذلك وأن تدمن هذه اليوميات؟ تبنى الفيلسوف الألماني "كانط" في هذا السياق الجمالي منهجا مـفـاده أن فـكـرة الـجـ ل يجب ألا ترتبط بفكرة النفعية، فأنت تتذوق الجمال لأنك تتذوق الجمال وتستشعره، أي تتعامل مع الشيء لذاته، وهو أمر صعب جدا يراه طـارق القرني، فمعنى ذلك أنك منفصل عن كل معهود آني، بما يشبه المستحيل. ويجيب الباحث طارق القرني على تساؤلا منطقيا، كيف أتحرر من الواقع الـذي أنا فيه؟ ويرى بأن ذلك يتم عبر ثلاث خطوات، الأولى أن يعي بأن كل إنسان في داخله معلومات لا تحصى، وهذه المعلومات لا بد أن يفرز الصحيح من السقيم فيها، الصحيح هو ما يتوافق معه، وليس المقصود أن يكون صحيحا في ذاته، بل أن تكون المعلومات التي يبني عليها ذاته صحيحة بالنسبة إليه، وسيجد أن كثيرا من المعلومات التي بنى عليها واقعا هي غير صحيحة، ودوره هنا بتصنيفها، هل هي متوافقة معي أم لا؟ وهل تتوافق مع مبادئي؟ ويــــردف، "ثـانـيـا أن تفهم المعلومة، كثير مـن الأحـــداث التي نمارسها في حياتنا لا نعرف لمــاذا نمارسها؟ لا أفهم لماذا تجعلني سعيدا مثلا؟ وثالثا أن تكون هذه المعلومات صحيحة وأفهمها وأن تكون في موضعها الصحيح، لن تستشعر الجمالية لأنها أدهشتك فقط، أو خارجة عن المعهود فقط، لا بد أن تكون هذه الدهشة متوافقة مع آنيتك"، مبينا "لم نعد نجد شيئا يملؤنا من الداخل، التكرار والملل في كل شيء حولنا، أصبحنا نكتئب فلا نعود إلى أنفسنا، ولم تعد فكرة الجمالية حاضرة بقوة، والتحرر من هذا الازدحام هو السبيل للوصول إلى فكرة الجمالية". الجمال حينما يسافر عبر الزمن الأدب الحقيقي الذي يجب أن يكون حاضرا بيننا، هل هو المعبر عن الفكرة أو المعبر عن الوضع الاجتماعي؟ هل يفترض أن أكتب ما يعبر عن فكرة داخلية وتطور من الواقع أم أعبر عما هو منتشر وما يطلبه المشاهد؟ الأغلبية هي من النوع الأخير، لكنه ليس أدبا حقيقيا، على حد تعبير القرني. ومن واقع علم النفس التطوري حول الجمالية وتطور الإنسان، فإن الجمال قادر على أن يطورك، ويجعل منك معروفا، لأنك اخترت هــذا المـجـال بــإرادتــك ولست مضطرا، فتجد أحيانا البعض يمارسون مهنة عادية ومتداولة، مثل التصوير، لكنك تجد بعض المصورين مشاهير، استطاعوا أن يكونوا جمالية ما، ويخرجوا عن المعهود، ويسافروا بنا إلى زمن غير الزمن. الباحث طارق القرني متسائلا: هل يمكن أن يقود الجمال إلى العذاب؟ بين اللغة والفن .. الجمال قادر على أن يطورك ويجعل منك معروفا القرني: من يدمن مواقع التواصل الاجتماعي لن يستحضر الجمال ويشعر به لأنه سيصبح منغمسا في المحسوس أو المعهود من لقاء طارق القرني في استوديو سدرة للفنون. من الرياض جهاد أبو هاشم طارق القرني الجمال هو نوع من الإبداع الجنوني يحدث مرة واحدة فقط. "رحل شوقي جلال فيصمت كما ترحل الطيور من شجرة إلى أخرى من دون صــوت". بهذه الكلمات نعى القاص المصري الكبير أحمد الخميسي، شيخ المترجمين، شوقي جلال الذي وافته المنية في القاهرة سبتمبر الـجـاري، بعد 17 صباح مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز تركت بصمتها في الخزانة العربية، ترجمة وتأليفا، فالراحل الذي غادرنا عاما، من جيل 92 عن عمر يناهز القامات المصرية الكبيرة أمثال، غـالي شكري وعبدالغفار مكاوي وفؤاد زكريا ويوسف إدريسوشريف حتاتة وآخرين. لم يكن جــ ل مـجـرد مترجم التي أمضاها 75 عادي، فالأعوام الـ في خدمة الثقافة العربية، كانت مؤطرة بسؤال التطور الحضاري، فالبحث في أسباب نهضة الأمم قضية إشكالية لازمـــت الـراحـل مترجما وكاتبا وناقدا. كما جاء في نعي المركز القومي للترجمة، على لسان مديرته كرمة سامي، بتأكيدها أنه "المثقف النبيل الـذي تعامل مـع الترجمة، بوصفها مشروعا قوميا، يهدف إلى النهوض بالإنسان المـــ ي، وبـالـوطـن والقومية العربية حاضرا ومستقبلا". طالما ردد الــراحــل، في أكثر من مناسبة إعلامية، بأن اهتمامه بالترجمة نابع من "الارتباط برؤية خاصة للمستقبل من خلال الانفتاح على العالم، مرجحا أن يكون حجم ما يترجمه العالم العربي حاليا أقل مما كان يترجم في التسعينيات". فإنتاج مراكز الترجمة المتناثرة في العالم العربي من كتب يسد بعض الفراغ، ولكنه غير كاف مطلقا، وذلك عائد إلى أسلوب الاشتغال، فهذه المؤسسات أشبه بـ"جزر منعزلة تعمل دون تنسيق لرؤية مشتركة". فضلا عن ذلـك، تعد الترجمة بالنسبة إلى الرجل أبرز الأدلة على قـدرة أي شعب على التفاعل مع الـعـ ، فعد أن الأمــر أكـ من مجرد "نقل معارف فحسب، بل تواصل حر بين الـحـضـارات. ولا يكون هذا التواصل مثمرا إلا حين تفرقنا روح المغامرة الإنسانية التي يزكيها نهم معرفي لاستيعاب إنجازات وفتوحات العلم المرتكز على عبقرية الإنسان من أجل تغيير الـواقـع بــإرادتــه، تغيير واقعنا الثقافي والبناء الاجتماعي بسبب حاجتنا الملحة إلى ذلك، وبذا تكون بنائين للحضارة عن وعي وإرادة وعقلانية. إننا قد ننقل نصوص النظريات أو المصطلحات، ولكن يظل حديثنا بها رطـانـا، لأننا لا نستطيع أن ننقل الرأس المبدع ولا حياة وتاريخ الإنتاج الخالق له". تشرب شوقي جلال العقلانية حتى التخمة، فوضع العلم والعقل في صلب مشروعه الإبـداعـي، ما جعله في قلب معركة مواجهة مع التقليدانية بمختلف أشكالها، فتعطيل الفعل الحضاري معادل موضوعي لانتعاش الفكر الماضوي وثقافة "مـن فـات قديمه تـاه". وبجرأة المثقف المهموم، يكشف واحدة من المفارقات التي عطلت مسار الإقــ ع الحضاري، فحن - يقصد هنا العرب، "لا نكف عن الزهو بماضينا العلمي المجيد، لكن في حاضرنا نقاوم العلم أشد المقاومة.. هل من تفسير لهذا التناقض والفصام النكد؟". واعتبارا لما تفعل الثقافة في حياة ووعي الشعوب، كان النظر في سؤال ماهية الثقافية والقيم السائدة ضرورة ملحة لدى شوقي، فهي "العامل الأهم في حركة تاريخ المجتمعات، لذلك مـن المفيد النظر إلى المسألة نظرة تاريخية وبيان حركة التناقضات في مسيرة المجتمعات". وفي جلد للذات وقسوة كبيرين، يتساءل الرجل "كيف نكون مبدعين ونحن نعيش في عصر القبيلة؟ .. نحن مجتمعات خـارج دوائـر الإبــداع الإنساني ولا نجيد إلا إنتاج بعض احتياجاتنا المادية المباشرة بعيدا عن الإبداع الذهني". إطلالة سريعة في قائمة أعمال الـراحـل تكشف عمق انشغاله، فمنتخباته من الأعمال مع مقدمات تفصيلية طويلة، تكفي للتأكيد على مركزية البناء الفكري والذهني للإنسان العربي قصد الاهتمام بالمعرفة والقيم، فترجم دراسات رصينة تؤكد للعقل العربي وجود إمكانات الفعل الحضاري، من قبيل، "الــ ق يصعد ثانية، الاقتصاد الآسـيـوي" الكوكبي في الـعـ و"تشكيل العقل الحديث" و"بنية الثورات العلمية" و"التنمية حرية، مؤسسات حرة وإنسان متحرر من الجهل والمرض والفقر" و"جغرافية الـفـكـر، كـيـف يفكر الغربيون والآسـيـويـون على نحو مختلف، ولماذا؟" و"التنوير الآتي من الشرق، اللقاء بين الفكر الآسيوي والفكر الغربي"... وغيرها من عناوين يطول مقامسردها، يظل الدفع بالفرد في الوطن العربي نحو دورة حضارية القاسم المشترك بينها. تــجــاوز شــوقــي جـــ ل سـ ح الـ جـمـة الـــذي مكنه مـن عرض تجارب الشعوب لأبناء وطنه، نحو الاشتباك مع أعطاب الأمة بسلاح الفكر، مستخدما ما تراكم لديه من أعوام الترجمة في إمعان النظر في أحوال المجتمعات العربية، فكتب ثلاثية رائعةفي تشريح أوضاع الفكر العربي، مستثمرا الانتماء إلى الذات موضوع البحث من عائق إلى محفز، فكتب "الفكر العربي وسوسيولوجيا الفشل"، ثم "المجتمع المدني وثقافة الإصلاح، رؤية نقدية للفكر الـعـربي" أعقبه ثالث بعنوان، "أركيولوجيا العقل العربي، البحث عن الجذور". كان الراحل مثقفا صارما مع نفسه في كـل شيء، حـــادا في مواقفه، فحين سئل عـن فشل المشروع الحداثي العربي، كان رده صادما لكثير من إخوانه في قبيلة المثقفين، حين قــال، "أولا لم يكن هناك مشروع حداثي عربي، وإنما خطاب عام ورسمي، لا يعبر عن واقـع حقيقي، والملاحظ أن التعاون العربي المشترك تأكد في اتفاقيات الأمن فقط، الاتفاقات العسكرية والاقتصادية أو المواقف السياسية أو المشاريع الثقافية، بل مشاريع ترجمة مشتركة، كل هذا قيل كلاما، ولم تتهيأ له الأرضية اللازمة". استقلالية الرجل أبعدته عن صـالـونـات الـوجـاهـة، وأضـــواء الإعلام والصحافة، فالرهبنة في محراب الفكر والثقافة بإبلاء وعزة نفسه كانت خياره الأبــدي. خيار دفع ثمنه أكثر من مرة في حياته، لكن ذلك لم يثنه عن المحافظة عن هذه الخصال، حتى وهو طريح الـفـراش، بقراره مواجهة منحة المرض وحيدا مع أسرته الصغيرة. ووفاء للنهج ذاته، أوصى بألا يقام له عزاء في قاعة، وأن يقتصر الأمر على مقابر الأسرة فقط. استقلالية الرجل أبعدته عن صالونات الوجاهة وأضواء الإعلام شوقي جلال .. شيخ المترجمين يرحل في صمت تشرب جلال العقلانية حتى التخمة فوضع العلم والعقل في صلب مشروعه الإبداعي .. والبحث في أسباب نهضة الأمم قضية إشكالية لازمت الراحل شوقي جلال من الرباط محمد طيفوري الثقافية

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=