aleqt (10932) 2023/09/16

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في مـايـو، أصـــدرت مـئـات من الشخصيات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بيانا مشتركا يصف التهديد الـوجـودي الــذي تشكله التكنولوجيا التي سـاعـدوا على ابتكارها للبشرية. وجاء في البيان: "ينبغي أن يكون التخفيف من خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية، إلى جـانـب الأخـطـار المجتمعية الأخرى كالجوائح والحرب النووية". وقـــد تــصــدرت تـلـك الجملة المنفردة التي تستشهد بالتهديد بإبادة البشرية، التي وقعها مئات من الرؤساء التنفيذيين والعلماء من شركات من ضمنها أوبن أيه آي، وديب مايند التابعة لجوجل، وأنثروبك، ومايكروسوفت، عناوين الصحف العالمية. إن ما دفـع كل هــؤلاء الخبراء إلى التحدث هو الوعد، لكن أيضا الخطر متمثل في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو نوع من التكنولوجيا يمكنها معالجة وتوليد كميات هائلة من البيانات. لقد أثار إصدار تشات جي بي تي بواسطة شركة أوبن أيه آيفي نوفمبر موجة من الإثارة المحمومة، حيث أظهر قدرة النماذج اللغوية الكبيرة، وهي التكنولوجيا الأساسية وراء روبـوت المحادثة، على استحضار مقاطع نصية مقنعة، قــادرة على كتابة مقال أو تحسين رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك. وأوجـد سباقا بين الشركات في هذا القطاع لإطلاق أدواتها الخاصة بـالـذكـاء الاصـطـنـاعـي التوليدي للمستهلكين التي يمكنها إنشاء نصوص وصور واقعية. كــ أدت الـضـجـة المحيطة بهذه التكنولوجيا إلى زيادة الوعي بأخطارها: إمكانية إنشاء ونشر مـعـلـومـات مضللة مــع اقـــ اب الانتخابات الديمقراطية، وقدرتها على استبدال الوظائف أو إحداث تحولات بها، خاصة في الصناعات الإبداعية، والخطر الأقـل إلحاحا المتمثل في أن يصبح أكثر ذكاء من البشر ويحل محلهم. وأعــربــت الـجـهـات التنظيمية وشركـات التكنولوجيا بصوت عال عن الحاجة إلى التحكم في الذكاء الاصطناعي، لكن الأفكار حول كيفية تنظيم النماذج ومبدعيها تباينت على نطاق واسع حسب المنطقة. فقد صــاغ الاتــحــاد الأوروبي إجــراءات صارمة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تضع العبء على شركــات التكنولوجيا لـضـ ن عــدم انـتـهـاك نماذجها للقواعد. لقد تحركوا بسرعة أكـ بكثير من الولايات المتحدة، حيث تقوم الجهات التشريعية بإعداد مراجعة واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي لتحديد عناصر التكنولوجيا التي قد تحتاج إلى إخضاعها لتنظيم جديد وما يمكن أن تغطيه القوانين الحالية أولا. في الوقت نفسه، تحاول المملكة المتحدة استخدام موقعها الجديد خــارج الاتـحـاد الأوروبي لصياغة نظامها الأكثر مرونة، الذي من شأنه أن ينظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحسب القطاع لا البرمجيات التي تقوم عليها. ومن المتوقع أن يكون النهج الأمريكي والبريطاني إلى جانب الصناعة أكثر من قانون بروكسل، الذي تعرض لانتقادات شديدة من قبل صناعة التكنولوجيا. ورغم ذلك، قد يتم فرض القيود الأكـ صرامـة على مبدعي الذكاء الاصطناعي من قبل الصينفيسعيها إلى تحقيق التوازن بين الأهـداف المتمثلةفيالسيطرة على المعلومات المقسمة بوساطة النماذج التوليدية والتنافس في سباق التكنولوجيا مع الولايات المتحدة. وتهدد هذه الأساليب المتباينة إلى حد كبير بإخضاع صناعة الذكاء الاصطناعي للوائح الناظمة المشددة والبيروقراطية، حيث يتعين على الأنظمة المحلية أن تتماشى مع البلدان الأخرى حتى يمكن السيطرة على التكنولوجيا التي لا تقيدها الحدود بشكل كامل. ويـحـاول البعض تنسيق نهج مـشـ ك. ففي مـايـو، قــام زعـ ء مجموعة السبع بتكليف مجموعة عمل لتنسيق الأنظمة التنظيمية التي أطلق عليها اسم "عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي"، فهم يريدون التأكد أن التشريعات قابلة للعمل المتبادل بين الدول الأعضاء. وفي غضون ذلــك، تستضيف المملكة المتحدة قمة عالمية للذكاء الاصطناعي في نوفمبر لمناقشة كيف يمكن للتنسيق الدولي بشأن التنظيم أن يخفف من الأخطار. لكن لكل منطقة أفكارها الثابتة الخاصة حول أفضل السبل لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ويحذر الخبراء من أنه مع سرعة انتشار التكنولوجيا، فإن الوقت المناسب للتوصل إلى توافق في الآراء قد بدأ ينفد بالفعل. وفي يـولـيـو، حـــذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن المهن الأكثر عرضة لخطر إزاحة الذكاء الاصطناعي لها هي الوظائف الإدارية التي تتطلب مهارات عالية، في المائة من العمالة 27 التي تمثل عبر الاقتصادات الأعـضـاء. وشدد تقريرها عـ "الـحـاجـة الملحة للتحرك" وتنسيق الاستجابات "لتجنب أن تــؤدي المنافسة إلى تخفيض المعايير والجودة". ويقول البروفيسور ديفيد ليزلي من معهد آلان تورينج، وهو المعهد الوطني لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة: "إننا الآن في مرحلة ليس التنظيم فيها ترفا. فنحن بحاجة إلى مزيد من العمل الـدولي المتضافر هنا، لأن عواقب انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تقتصر على بلد بحد ذاته، بل عالمية". تأثير بروكسل كان الاتحاد الأوروبي كالمعتاد الـرائـد بقانونه المتعلق بالذكاء الاصطناعي، الذي من المتوقع أن تتم الموافقة عليه بالكامل بحلول نهاية العام. ويمكن النظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لوضع نموذج يمكن للدول الأخـرى محاكاته، على غرار اللائحة الأوروبـيـة العامة لحماية البيانات، التي وفرت إطارا لقوانين حماية البيانات حول العالم. وقد بدأ العمل على تشريع الذكاء الاصطناعي منذ أعوام عدة، عندما كان صناع السياسات حريصين على الحد من الاستخدامات المتهورة للتكنولوجيا في تطبيقات مثل التعرف على الوجوه. ويقول دراجوس تودوراش، وهو عضو في الـ لمـان الأوروبي قاد تطوير المقترحات: "لقد كانت لدينا البصيرة لنرى أن الذكاء الاصطناعي جاهز للتنظيم". "ثــم اكتشفنا أن استهداف االأخطار بدلا من التكنولوجيا هو أفضل نهج لتجنب الحواجز غير الـروريـة أمـام الابتكار". ولكن بعد أعوام من التشاور، جاء الذكاء الاصطناعي التوليدي وغير نهجهم. واستجابة لهذه التكنولوجيا، اقترح أعضاء البرلمان الأوروبي مجموعة من التعديلات لإضافتها إلى تطبيق التشريع على ما يسمى بالنماذج الأسـاسـيـة، وهــي التكنولوجيا الأسـاسـيـة وراء منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي. من شأن المقترحات أن تجعل منشئي هذه النماذج مسؤولين عن كيفية استخدام التكنولوجيا الخاصة بهم، حتى عندما يقوم طرف آخر بدمجها في نظام مختلف. فمثلا، إذا قامت شركة أو مطور آخر بترخيص نمـوذج ما، فسيظل الصانع الأصــي مـسـؤولا عـن أي انتهاكات للقانون. يقول كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في جوجل: "لا تتوقع أن يكون صانع الآلـة الكاتبة مسؤولا عن شيء تشهيري. يتعين علينا أن نحدد خطا معقولا هناك، وبالنسبة لمعظم الأنظمة القانونية، فإن هذا الخط هو المكان الذي يكون فيه خطر التعرض للضر متوقعا". كما سيتم إلزام صانعي النماذج بتحديد البيانات التي تم تدريب الأنظمة عليها والكشف عنها لضمان تعويضصانعي المحتوى كالنصوص أو الصور بموجب التعديلات. 150 ودفعت المقترحات أكثر من شركة إلى التوقيع على خطاب إلى المفوضية الأوروبـيـة، والبرلمان، والدول الأعضاء في يونيو، تحذر فيه من أن المقترحات قد "تهدد القدرة التنافسية الأوروبية". وقـــد جــادلــت الــ كــات التي تـراوحـت من شركـة رينو لصناعة السيارات إلى شركـة هاينكن بأن التغييرات أوجـدت تكاليف امتثال متفاوتة لـلـ كـات الـتـي تطور التكنولوجيا وتطبقها. وقـــال ســام ألــتــ ن، الرئيس التنفيذي لـ كـة أوبـــن أيــه آي، بشكل منفصل للصحافيين في مايو على خلفية التعديلات: "سنحاول الالـتـزام، لكن إذا لم نتمكن من الامتثال، فسنتوقف عن العمل". ثم تراجع في وقت لاحق، مغردا أن الشركة ليس لديها خطط لمغادرة أوروبا. كما حذر بيتر شوارتز، نائب الرئيس الأول للتخطيط الاستراتيجي في شركة سيلزفورس للبرمجيات، متحدثا بصفته الشخصية، من أن هـذا النهج قد يكون له تأثير في كيفية عمل بعض الشركات الأمريكية الأخرى في المنطقة. ويقول كريس باديلا، نائب الرئيس للشؤون الحكومية والتنظيمية في شركـة آي بي إم: "تميل النماذج التنظيمية إلى إفــــادة أولـئـك الموجودين في السوق حاليا ومن شأن ذلك أن يقصي الوافدين الجدد ويشل مجتمع المصادر المفتوحة بشكل أو آخر". يقول باديلا: إن نمـاذج الرقابة يمكن أن تصل إلى حد "المغالاة في التنظيم" مع "خطر حقيقي بحدوث أضرار جانبية أو عواقب غير مقصودة"، حيث لا تستطيع معها الشركات الصغيرة الامتثال والتوسع. وعلى النقيض من ذلك، حددت المملكة المتحدة ما تسميه إطارا "مؤيدا للابتكار" لتنظيم الذكاء الاصطناعي في وثيقة رسمية نشرت في مارس بعد طول انتظار. وقد دعت الآن أصحاب المصلحة إلى تـبـادل وجـهـات النظر حول مقترحاتها، التي من شأنها أن ترى الحكومة تنظم كيفية استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، بدلا من تنظيم التكنولوجيا نفسها. تهدف المملكة المتحدة إلى منح المنظمين الحاليين صلاحيات للإنفاذ، ولذا فمن المأمول أن يكون هذا النظام أكثر مرونة وأسرع من البدائل الأخــرى في التنفيذ. لكن الحكومة لم تستجب بعد للتشاور أو تصدر إرشادات تنفيذية لمختلف المنظمين في القطاع، لذلك قد يستغرق الأمر أعواما قبل أن تدخل أي لائحة تنظيمية حيز التنفيذ فعليا. الصين في مواجهة الولايات المتحدة رغم المخاوف بشأن التشريعات في أوروبـا، يقول البعض: إن أكبر اللاعبينفي الصناعة يولون مزيدا من الاهتمام لما تفعله القوى العظمى المنافسة في العالم. تقول ويـنـدي هــول، الرئيسة المشاركة لمراجعة الذكاء الاصطناعي وبروفيسورة 2017 الحكومية عام عــلــوم الــحــاســوب في جامعة ساوثامبتون: "الشركات هي التي تفعل ذلك، إن سباق التسلح يجري بين الولايات المتحدة والصين. سواء أكنت تتحدث عن الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة، فأوروبا ليست لديها سيطرة على تلك الشركات إلا إذا كانت تريد التجارة في أوروبـا. نحن نعتمد بشكل كبير على ما تفعله الحكومتان الصينية أو الأمريكية فيما يتعلق بتنظيم الشركات عموما". وقـــد أدخــلــت الـصـ لـوائـح مستهدفة لمختلف التكنولوجيات الــجــديــدة، ومـنـهـا خـوارزمـيـات الاقـ احـات والـذكـاء الاصطناعي التوليدي، وتستعد لصياغة قانون وطني أوسع للذكاء الاصطناعي في الأعوام المقبلة. وتتمثل أولويتها في السيطرة على المعلومات من خلال تنظيم الذكاء الاصطناعي، التي انعكستفي أحدث اللوائح الناظمة للذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تتطلب الالتزام بـ"القيم الأساسية للاشتراكية". وفي الوقت نفسه، يتعين على مقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي الذين يمكن لمنتجاتهم "التأثير في الرأي العام" تقديم مراجعات أمنية، وفقا للائحة التنظيمية التي دخلت حيز التنفيذفي أغسطس. وقد حصلت حفنة منشركات التكنولوجيا الصينية، من بينها شركتا بايدو وبايت دانـــس، عـ المـوافـقـة وأطلقت منتجاتها للذكاء الاصطناعي التوليدي للجمهور قبل أسبوعين. ستطبق هذه القيود أيضا على الشركات الأجنبية، ما يجعل من الصعب عليها تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى للمستهلكينفي الصين. وفي الـوقـت نفسه، سمحت الـــولايـــات المـتـحـدة حـتـى الآن للصناعة بتنظيم نفسها، مع توقيع شركـات مايكروسوفت، وأوبـن أيه آي، وجوجل، وأمـازون، وميتا على مجموعة من الالتزامات الطوعية في البيت الأبيضفي يوليو. وتـشـمـل الالــتــزامــات إجـــراء اختبارات داخلية وخارجية لأنظمة الذكاء الاصطناعي قبل إصدارها للجمهور، الأمـــر الـــذي يساعد الأشخاص على تمييز المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي وزيـادة الشفافية بشأن قــدرات الأنظمة وأوجه قصورها. يقول ناثانيال فيك، سفير وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الفضاء السيبراني والسياسة الرقمية: "إن طبيعة حقيقة أنها طوعية من جانب الشركات تعني أنها لا تمنع القدرة على الابتكار في هذا المجال التكنولوجي الجديد المهم. الطوعية تعني السرعة. ليس لدينا عقد من الزمان لوضع هيكل حوكمة هنا، نظرا لوتيرة التغيير التكنولوجي. لذا فإن هذه الالتزامات هي خطوة أولى.. إنها ليست الخطوة الأخيرة". وأشار الكونجرس إلى أنه سيتخذ نهجا مدروسا وحــذرا في صياغة التشريعات. في يونيو، كشف تشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، عن إطـار عمل لتنظيم الذكاء الاصطناعي، الـذي سيبدأ بمـا يسمى "منتديات المعرفة" للمشرعين للتعرف على التكنولوجيا من المديرين التنفيذيين والخبراء والناشطينفي الصناعة. وأشارت إدارة الرئيس جو بايدن إلى أنها تعمل على أمر تنفيذي لتعزيز "الابتكار المسؤول"، لكن من غير الواضح متى سيتم توقيعه وما هي التدابير التي سيتضمنها. وعموما، فمن المرجح أن يركز على الحد من قدرة الصين على شراء برامج الذكاء الاصطناعي بقدر تركيزه على وضع حواجز حماية للشركات الأمريكية. وتلعب التوترات الجيوسياسية أيضا دورا في قمة المملكة المتحدة في نوفمبر، حيث قالت الحكومة: إنها ستدعو "الدول ذات الفكر المماثل" للمشاركة فيها. وادعى تقرير صادر عن موقع سيفتيد أخيرا أنه قد تمت دعوة الصين، بينما تمت دعوة ست دول فقط من بين الـدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وامتنعت 27 الـ الحكومة عن التعليق. يقول فيك: "نحن بحاجة إلى تحقيق الــتــوازن هنا بـ النهج الوطني والتنسيق الدولي. أعتقد أن هذه لطالما كانت نقطة توتر في هذه التكنولوجيات العالمية". ما الذي قد تفعله الشركات؟ سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تخضع صناعة الذكاء الاصطناعي لمستويات كبيرة من التدقيق. وحتى قـانـون الاتـحـاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي، الذي يشرف على وضع اللمسات الأخيرة، يتضمن فترة سماح مدتها نحو عامين بعد أن يصبح قانونا لتمتثل له الشركات. لكن معرفة الالتزام بين المناطق سيكون صعبا بالنظر لعدم وجود أرضية تنظيمية مشتركة. ستحتاج الشركات إلى دراسـة كيفية العمل بعناية في أسواق محددة وما إذا كان سيتطلب منها تصميمنماذج مختلفة أو تقديم خدمات مختلفة للامتثال في منطقة معينة. ولم تتكهن مـايـكـروسـوفـت وجوجل حول ما إذا كانتا ستغيران النماذج في هـذه الحالة، لكنهما قالتا: إنهما ستسعيان للامتثال للقوانين المحلية. وعرضت جوجل مقارنة بـالطريقة الـتـي سحبت بـهـا سـابـقـا بعض الخدمات من البلدان. وقد أعادت الشركة فتح خدمة الأخبار في إسبانيا العام المـاضي فقط بعد إغلاقها منذ ما يقرب من عقد بسبب تشريع من شأنه أن يجبر الشركة والكيانات الأخـرى المختصة بتجميع الأخبار على تعويض الناشرين عن مقتطفات صغيرة من المحتوى. هذا العام، أجلت الشركة إطلاق برنامجها بارد للدردشة باستخدام الـذكـاء الاصطناعي في الاتـحـاد الأوروبي حتى يوليو، بعد تأخير أولي بسبب تعبير الجهة المنظمة للخصوصية عـن مخاوفها بشأن كيفية حماية بيانات المستخدمين. وتم إطلاقه في المملكة المتحدة والولايات المتحدة في مارس. وقد أجــرت الـ كـة تغييرات لتهدئة مخاوف الهيئة التنظيمية. وإلى أن يبدأ التشريع الأساسفي التأثير، ستستمر شركات التكنولوجيا في مراقبة نفسها إلى حـد كبير. بالنسبة لها، قد يبدو هذا وكأنه الترتيب الصحيح للأشياء - حيث إنها في أفضل وضع للاتفاق على معايير جديدة للتكنولوجيا أثناء نشأتها ونموها، وبعد ذلك يمكن للمنظمين تقنينها إذا لزم الأمر. وقـــد انـضـمـت أربـــع مــن أكـ الشركات وأكثرها نفوذا في مجال الذكاء الاصطناعي - وهي أنثروبيك وجوجل ومايكروسوفت وأوبن أيه آي - معا في يوليو لإنشاء منتدى فرونتير موديل فورم للعمل سوية على كيفية تطوير التكنولوجيا على نحو مسؤول. لكن الناشطين يـشـ ون إلى كيفية فشل هذا النهج خلال الثورة التكنولوجية الكبيرة الأخـ ة، مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي. لا يــزال التشريع الــذي يحكم أمثال فيسبوك وإنستجرام وتيك تـوك في طـور التنفيذ، فقد بدأ قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي يدخل حيز التنفيذ الآن، ولم يتم الانتهاء بعد من مشروع قانون السلامة على الإنـ نـت في المملكة المتحدة بعد ستة أعوام، وكان التنظيم الأمريكي لهذا القطاع في المقام الأول على مستوى الولاية. وفي ظل الغياب شبه التام للتدقيق التنظيمي، ازدهـــرت المعلومات المضللة والمـحـتـوى الـضـار على المنصات الأكثر شعبية، مع عواقب قليلة طالت أصحابها. ويـقـول ليزلي مـن معهد آلان تورينج: "من الواضح أن التنظيم الذاتيلم ينجح. لقد تم تشكيل جزء كبير من حياتنا السياسية والاجتماعية من خلال سلوك "السرعة في الابتكار حتى لو كانت هناك أخطاء" في وادي السيليكون، الذي كان كله من أجل التنظيم الذاتي. "لا يمكننا الاستمرار في ارتكاب الأخطاء نفسها". الخطر متمثل في الذكاء الاصطناعي التوليدي وهو نوع من التكنولوجيا يمكنها معالجة وتوليد كميات هائلة من البيانات فوضى الذكاء الاصطناعي تهديد وجودي كالجوائح .. الوقت بدأ ينفد الجهات التنظيمية تسعى إلى التحكم في الذكاء الاصطناعي، لكن الكيفية متباينة بين الدول. من كريستينا كريدل ، وخافيير إسبينوزا لندن ، وكيانير ليو من بروكسل من هونج كونج نماذج الرقابة يمكن أن تصل إلى حد المغالاة في التنظيم مع خطر حقيقي بحدوث أضرار جانبية أو عواقب على الشركات الصغيرة إننا الآن في مرحلة ليس التنظيم فيها ترفا .. عواقب انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تقتصر على بلد بحد ذاته بل عالمية يتعين على الأنظمة المحلية أن تتماشى مع البلدان الأخرى حتى يمكن السيطرة على التكنولوجيا التي لا تقيدها الحدود بشكل كامل التشدد في القوانين قد يؤثر في الشركات الصغيرة. 11 NO.10932 ، العدد 2023 سبتمبر 16 هـ، الموافق 1445 السبت غرة ربيع الأول نهج الاتحاد الأوروبي صاغت بروكسل إجراءات صارمة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تضع العبء على مجموعات التكنولوجيا للتأكد أن نماذجها لا تنتهك القواعد. ومن المتوقع أن تتم الموافقة على قانونها الخاص بالذكاء الاصطناعي الرائد بالكامل بحلول نهاية العام، لكنه يتضمن فترة سماح مدتها عامان بعد أن يصبح قانونا للشركات للامتثال له. نهج المملكة المتحدة تحاول لندن استغلال موقعها الجديد خارج الاتحاد الأوروبي لصياغة نظامها الأكـ مرونة الـذي من شأنه أن ينظم تطبيقات الـذكـاء الاصطناعي بحسب القطاع لا الـ امـج التي يقوم عليها. وتستضيف المملكة المتحدة قمة عالمية للذكاء الاصطناعي في نوفمبر لمناقشة كيفيمكن للتنسيق الدولي بشأن التنظيم أن يخفف من الأخطار. نهج الولايات المتحدة يقوم المـ عـون بـإعـداد مراجعة موسعة حول الذكاء الاصطناعي لتحديد عناصر التكنولوجيا التي قد تحتاج إلى الخضوع للوائح جديدة أولا، وما يمكن أن تغطيه القوانين الحالية. وقد سمحت واشنطن للصناعة حتى الآن بتنظيم نفسها، حيث وقعت كل من مايكروسوفت وأوب ـن أيه آي وجوجل وأمــازون وميتا على مجموعة من الالتزامات الطوعية في يوليو. نهج الصين قد تفرض بكين أكثر القيود صرامة على صانعي الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى إلى تحقيق التوازن في الأهداف بين التحكم في المعلومات التي تقسمها النماذج التوليدية والتنافس في سباق التكنولوجيا مع الولايات المتحدة. وقد تم إدخــال لوائح مستهدفة لمختلف التكنولوجيات الجديدة، حيث يستعد البلد لصياغة قـانـون أوســـع للذكاء الاصطناعي في الأعوام المقبلة.

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=