aleqt: 13-09-2023 (10929)
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية 11 NO.10929 ، العدد 2023 سبتمبر 13 هـ، الموافق 1445 صفر 28 الأربعاء في مــؤتمــر عـقـد في أبـريـل الماضي، انحرف حاكم فلوريدا رون ديسانتيس عن انتقاداته المألوفة للتنوع والشمول و"يقظة الشركات" ليستهدف شيئا أكثر إثارة للدهشة. فقد قــال للجمهور في ولايـة بنسلفانيا وسط هتافات وصيحات: "أحـد الأشياء التي سنحظرها في فلوريدا هذا العام هي فكرة العملة الرقمية للبنك المركزي. خمنوا ما سيحدث؟ سيحاولون فرض أجندة المـعـايـر البيئية والاجتماعية والحوكمة من خلال ذلك". قبل بضعة أعوام، كانت العملات الرقمية للبنوك المركزية مجال خبراء السياسات. واليوم أصبحت هذه القضايا موضوعا ذا أهمية سياسية مـتـزايـدة، كـ أنها تشكل جنون العظمة الزاحف بين المجموعات الهامشية. رغم الطبيعة الدقيقة للعملات الرقمية للبنوك المركزية التي تختلف من بلد إلى آخر، إلا أن طبيعتها الشاملة نسخة رقمية من النقد المادي - الأموال التي يصدرها البنك المركزي، على عكس العملات المشفرة، التي يتم إنشاؤها من قبل كيانات خاصة. بلد 100 ويستكشف أكـ من إمكانية طرح هذه العملات، بدءا من الصين ـ التي يوفر يوانها الإلكتروني فيها قـــدرا أعـظـم مـن السيطرة والمـراقـبـة ـ إلى نيجييا، حيث تم إطلاق عملة النيا الإلكترونية جزئيا للمساعدة في القضاء على الاستخدام غي الرسمي للنقود وتزوير الانتخابات. والـولايـات المتحدة والمملكة المتحدة ليستا استثناء. ففي يناير ، أطلق الاحتياطي الفيدرالي 2022 فــ ة مـن الـنـقـاش والتعليقات الجماهيية على العملات الرقمية للبنوك المركزية. وأكمل الاحتياطي الـفـيـدرالي في بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مشروعا لدراسة الجدوى الفنية للنقد الرقمي في ديسمبر. وفي فبراير، أعلن بنك إنجلترا ووزارة الخزانة أنهما يدرسان خططا لـ"الجنيه الـرقـمـي"، مدفوعين بالمخاوف مـن أنـه في عـالم غي نقدي بشكل متزايد، تقدم الشركات الخاصة بدائل لأموال البنك المركزي. وإذا حظيت أنظمة الدفع البديلة بتبن واسع النطاق، فقد تؤدي إلى تقويض الاستقرار المـالي وقـدرة البنوك المركزية على سن السياسة النقدية. وإذا لم تكن هذه الأساليب قابلة للتشغيل البيني، فقد يعيق ذلـك قـدرة الأشـخـاص على تنفيذ المعاملات الأساسية. يقول فـارون بـول، الـذي قضى أكثر من عقد في بنك إنجلترا، وهو الآن مدير البنية التحتية للعملات الرقمية للبنوك المركزية والأسواق المالية في شركة فينتك فايربلوكس: "أعتقد أن بنك إنجلترا قد دفع بالفعل إلى العمل جراء مشروع ليبرا التابع لشركة ميتا". فقد تم تصور ليبرا في الأصل كعملة 2019 فيعام عـالمـيـة مستقرة، عـــمـــلـــة مــشــفــرة ذات قيمة مستقرة. لكن المـخـاوف بشأن الاســـتـــقـــرار وغـسـل الأموال دفعت السلطات إلى صـده. وتـم إنهاؤه .2022 أخيا في عام سيتم تشغيل الجنيه الرقمي عـ دفـ أستاذ رقمي يديره بنك إنجلترا. وسيعتمد تنفيذه على شراكة بين القطاعين العام والخاص بين البنك المركزي والشركات الخاصة، التي ستوفر الوصول إلى العملة الرقمية للبنك )CBDC( المـــركـــزي عن طريق إنشاء مـــحـــافـــظ إلكترونية أو بطاقات ذكية. تقول وزارة الخزانة: "بموجب هذه المقترحات، سيكون للجنيه الـرقـمـي خصوصية كمدفوعات البطاقات والحسابات المصرفية التي يستخدمها المـ يـ يوميا. وهذا يعني أنه لا يمكن للحكومة ولا لبنك إنجلترا الوصول إلى البيانات الشخصية لأي شخص أو معرفة كيف ينفق الناس أموالهم". لكن حشدا متزايدا من المحاربين الثقافيين يــــرددون وجـهـة نظر ديسانتيس، أو يذهبون إلى أبعد مـن ذلــك، عـ شجبهم العملات الرقمية للبنوك المركزية كـأداة صممتها النخب العالمية والمنتدى الاقتصادي العالمي لتدمي الحرية، وهي جزء من بيئة مؤامرة اللقاحات نفسها وسياسات المناخ. يمكن أن يكون تأثي المعلومات المضللة في المجتمع ذا طبيعة مادية، بدءا من الهجمات على أبراج الجيل الخامس للإنترنت في المملكة إلى محاولة 2020 المتحدة في عام التمرد في مبنى الكابيتول الأمريكي . وحتى الآن، لم 2021 يناير 6 في تصل المعلومات المضللة المحيطة بالعملات الرقمية للبنوك المركزية إلى هـذا الحد. لكن هناك خطرا بتقويض تبنيها وترسيخ المخاوف بشأن المراقبة الحكومية. لقد صرف الضجيج التآمري الانتباه عن المخاوف المعقولة التي أثارها الخبراء والناشطون بشأن التهديدات للخصوصية والشمولية، حيث يقول الناشطون: إنـه دون الاستجابة الكافية لهذه القضايا، لن يكون هناك قبول عام. يقول اللورد كريستوفر هولمز، وهـو زميل من حـزب المحافظين يناضل من أجل زيادة الوصول إلى طرق الدفع: "إذا لم يشعر الناس بالثقة في التعامل مع العملات الرقمية للبنك المركزي أو أي شكل رقمي آخر من أشكال المـال، فلن تحصل على تأييد. ودون تأييد، فإنك لم تخرج حتى من نقطة البداية". تصاعد عدم الثقة تعود نظريات المـؤامـرة حول الأعمال المصرفية إلى قرون مضت. لكن في المملكة المتحدة، أدى الإعـــ ن عـن تشكيل "فـريـق عمل مشترك" للعملات الرقمية للبنوك المـركـزيـة بـ وزارة الخزانة 2021 وبنك إنجلترا في عام إلى تحفيز النسخة الأخـرة من حركة نظريات المؤامرة، وفقا لصاموئيل دوك، وهـــو مدقق للحقائق في وحدة لوجيكلي فاكتس لمكافحة المعلومات المضللة، حيث يكشف بحث سريــع عـ وسائل التواصل الاجتماعي أنـه بالنسبة لجمهور متنام، فإن العملات الرقمية للبنوك المركزية البوابة للسيطرة على سكان عـالم عـانى بالفعل جائحة "مخططا لها". وقـال جو روجــان، وهـو مذيع من المؤثرين في البث الصوتي، في محادثة مع مغني الراب بوست مالون: "ما يرغبون في فعله هو أن يكونوا قـادريـن على تجريدك من أموالك وأن يكونوا قادرين على حبسك". ويـحـذر منشور مـتـداول على منصة إكس (تويتر سابقا)، يتضمن مقطع فيديو من حساب يدعي أن "الشياطين يحكمون هذا العالم"، يحذر مـن إمكانية إبـطـال عقود الرهون العقارية إذا تحولت البنوك إلى العملات الرقمية للبنوك المركزية. وللعلمتمت مشاهدة الفيديو بواقع نصف مليون مشاهدة. إن الاعتقاد بأن العملات الرقمية للبنوك المركزية أداة لرصد الجمهور والسيطرة عليه فقط هو اعتقاد سائد، كما يقول دوك. ويضيف: "لقد أصبحت نظريات المؤامرة المتعلقة بالعملات الرقمية للبنوك المركزية أساسية في عملية "إعـادة الضبط الكبرى"، وهي عبارة عن مزيج شامل من نظريات المؤامرة المتجذرة في الاعتقاد بأن المنتدى الاقتصادي العالمي والأفـراد والجهات الفاعلة الحكومية يخططون لإعادة تشكيل المجتمع عـ نـطـاق عـالمـي عبر وسائل سرية وقمعية. إن الطبيعة غــر المتبلورة والمربكة لعملية إعـــادة الضبط الكبرى تعني أن العملات الرقمية للبنوك المركزية في الأغلب ما يتم الـ ويـج لها كجزء مـن مجموعة تـدابـر، كـ يقول دوك، تشمل الــحــدود المـفـتـوحـة، والجهود المبذولة لتهجي السكان وفرض دقيقة – وهو شكل من 15 مدن الـ أشكال التخطيط الحضري، يعتقد منظرو المؤامرة أنه أداة للحد من الحركة. وتـقـول أويــف جـالاجـر، كبية المحللين في معهد الـحـوار الاســ اتــيــجــي، إن سلسلة من الفضائح المالية هذا العام أدت إلى تفاقم انعدام الثقة. وتضيف: "أحـــداث مثل قصة كوتس [حيث أغلق البنك الخاص الحسابات المصرفية للزعيم السابق لحملة بريكست من حزب المحافظين نايجل فــاراج] وانهيار بنك وادي السيليكون، تخدم كمبرر إضافي داخل هذه المجتمعات". ويـوضـح الـخـ اء أن العملات الرقمية للبنوك المركزية حتى الآنلم تجتذب مستوى التهديدات والعنف الذي تجلىفي أجزاء أخرى من عملية إعادة الضبط الكبرى، لكنها أصبحت على نحو متزايد جزءا من المشهد السياسي السائد. في الشهر الماضي، أعلن فيفيك راماسوامي المنافس الجمهوري للرئاسة، عـ منصة إكـــس، أن العملات الرقمية للبنوك المركزية "مجرد أحدث حصان طروادة لعملية إعـــادة الضبط الـكـ ى"، واتهم وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين "بالتوسل إلى الأمريكيين لمواكبة جين بينج"، في إشـارة إلى الاسم الأول للرئيس الصيني. والقضية لا تقتصر على الحزب الجمهوري، حيث قال روبـرت إف كينيدي جونيور، الذي ينافس على ترشيح عن الحزب الديمقراطي، في أبريل: إن "العملات الرقمية للبنوك المركزية تسهل عملية الانزلاق نحو العبودية المالية". تولسي جـابـارد، التي ترشحت 2020 عن الحزب الديمقراطي لعام ولكنها اتخذت مواقف أكثر تحفظا بشكل متزايد، ظهرت في برنامج تاكر كارلسون على شبكة فوكس نيوز قبل إقالة مقدم البرنامج، واصفة العملات الرقمية للبنوك المركزية بأنها "أحدث محاولة من قبل أولئك الذين هم في السلطة في بلدنا الذين يعتزمون تقويض حرياتنا وسلبها". ويقول جوش ليبسكي، أحد كبار المدراء في المجلس الأطلسي الذي درس الموضوع لنصف عقد، إن رؤية العملات الرقمية للبنوك المركزية تدفع إلى دائرة الضوء السياسي أمر غريب. ويضيف: "فكرة أن تصبح قضية الدفع سياسية إلى هذا الحد هي أمر صادم بالنسبة لي. وحقيقة أنــه تـم ذكـرهـا حتى في الحملة الرئاسية أمر لافت للنظر". ويفضل الـخـ اء التركيز على التفاصيل الدقيقة للعملات الرقمية للبنوك المركزية نفسها. ويـقـول روهـــان جـــراي، أستاذ القانون المساعد فيجامعة ويلاميت في سالمفي ولاية أوريجون: "أعتقد أن الأمـــور ليست في وضـع جيد بشكل عام. إن الإجماع العام هو أنـه لا توجد صياغة حـول أهمية الخصوصية للتغلب على المخاوف بشأن القضايا من بينها الإرهـاب والجريمة والتهرب الضريبي". وكان بنك إنجلترا ووزارة الخزانة أكدا أخيا، أنه على عكس النقد فإن الجنيه الرقمي "لن يكون مجهولا لأن القدرة على تحديد المستخدمين والتحقق منهم ضروريـــة لمنع الجرائم المالية"، وأن المدفوعات الصغية يمكن أن تتمتع بخصوصية أكبر. والنتيجة الطبيعية لذلك هي مسألة مدى أهمية الهويات الرقمية للوصول إلى العملة الرقمية للبنك المــركــزي. وفي الأغـلـب مـا واجـه هذا الموضوع معارضة قوية في المملكة المتحدة لأسباب تتعلق بالخصوصية، ولكنه يخاطر أيضا بإهمال المستبعدين رقميا، بمن فيهم كبار السن أو الذين ليس لديهم أموال للوصول إلى الأجهزة المطلوبة. "هــل سيتم استبعاد بعض الناس من النظام؟" كما تساءل مارك جونسون، مدير المناصرة في مجموعة بيج بروذر ووتش للحقوق المدنية. وأضاف: "هناك احتمال ألا يتمكن المهمشون من الوصول إلى المال بشكل جيد، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الطريقة التي يصدهم بها النظام المالي عنه حاليا". ووفقا لجراي، فإن قدرة العملة الرقمية للبنك المركزي على تقديم شـمـول أكــ مـن الـنـظـام المـالي التقليدي محدودة في المقترحات الحالية. على سبيل المثال، اقترحت ورقة الجنيه الرقمي أن المبلغ الذي يمكن للأفراد الاحتفاظ به سيكون محدودا، لتجنب تشجيعهم على نقل ودائعهم من البنوك التجارية إلى بنك إنجلترا. ويـقـول جـــراي: "لقد أوضحت البنوك المركزية أن الفكرة برمتها هي عدم أخذ أي شيء من اللاعبين الحاليين - لا أحــد يـقـول إنهم سيحلون محل فيزا وماستركارد". إن النفور من الإخلال بالوضع الراهن يعني أن هناك فرصة ضئيلة لإعادة التفكي في النظام بشكل جذري. ويضيف: "الالتزام بنموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص هو التزام بالعجز". وأكـــد مـــارك بـارنـيـت، الرئيس الأوروبي لشركة ماستركارد، لصحيفة فاينانشيال تايمز، أنـه ليس قلقا بشأن استبدال العملة الرقمية للبنك المركزي بأنظمة الدفع الحالية مثل البطاقات. وقال: "قد تقوم العملة الرقمية للبنك المركزي بالمنافسة قليلا، ولكن بالنظر إلى ما نتحدث عنه من حيث المقتنيات وحالات الاستخدام، لا أعتقد أنها مشكلة ضخمة". مستقبل بلا نقود؟ من المستحيل مناقشة العملات الرقمية للبنوك المركزية دون النظر في مستقبل الأوراق النقدية. وفي حين أن اقـ اح المملكة المتحدة يتمثل في أن يجلس الجنيه الرقمي "جنبا إلى جنب" مع نظيه النقدي، إلا أن الوصول إلى النقد واستخدامه يزداد صعوبة. وخـــاض فــــاراج، الـــذي انتقد العملات الرقمية للبنوك المركزية،في النقاش الدائر في المملكة المتحدة، حيث رعى عريضة لحماية النقود الورقية عبر محطة البثجيبي نيوز، التي يعمل فيها مقدما، ونشر ما يلي على منصة إكـس: "البنوك تحاول فرض مجتمع غي نقدي علينا!". من نواح عديدة، يثي زعيم حزب "بريكزيت" السابق شكوى مشتركة. حيث يعد توفي الخدمات النقدية مكلفا بالنسبة للمقرضين، الذين فرعا بحلول نهاية 636 سيغلقون العام، استنادا إلى بيانات من شركة لينك لتشغيل أجهزة الصراف الآلي. وتقدر مجموعة المستهلكين ويتش، أن ذلك سيترك أربعة آلاف فرع فقط في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وتقول وزارة الخزانة: "إننا ندرك أن النقد لا زال هو المفضل بالنسبة للكثيين، ولهذا السبب قمنا بحماية الوصول إلى النقد بموجب القانون - ما يعني أن الأغلبية العظمى من الناس لن يضطروا إلى السفر أكثر من ثلاثة أميال لسحب الأموال". وعـ الرغم من أن الحكومة مـنـحـت هـيـئـة الـسـلـوك المــالي صلاحيات لحماية البنية التحتية النقدية، إلا أن البيان الأخي حول سياستها في هذا الموضوع يشي إلى أنها تعتقد أن المستويات الحالية للوصول إلى النقد مقبولة. ويشي المؤلف والصحافي بريت سكوت إلى أن المعدل المتزايد الذي تغلق به البنوك مكاتبها في البلدات والمــدن في جميع أنحاء المملكة المتحدة ينتج عنه حلقة تغذية راجعة خاصة بها، التي تبرر مزيدا من عمليات الإغلاق. ويقول: "أنت ترى هذه الدوامة النظامية حيث يغلق البنك فرعا، ويصبح من الصعب على الشركات إيــداع النقود، لـذا هم يفضلون الدفع عن طريق البطاقة، وهو ما تلتقطه الإحصاءات بعد ذلك. كل هذا يتم الإبلاغ عنه على أنه مدفوع بسلوك المستهلك في حين أنه في الواقع أتمتة تقوم بها البنوك". وبينما لا يزال استخدام النقود ، فإن 2019 أقل من مستويات عام الأرقام من شركة لينك تظهر أنه تم سحب أكثر من سبعة مليارات جنيه استرليني من أجهزة الـ اف الآلي التابعة لها في يوليو، ما يعكس أهميتها، ولا سيما للفئات الأقل حظا. ويقول ديريك فرينش، المدير التنفيذي السابق في بنك نات ويست والناشط منذ فترة طويلة من أجل الوصول إلى النقد: "بالنسبة للأشخاص الأقــل ثـــراء، يمكن أن يـجـدوا صعوبة كـبـرة في وضع الميزانية رقميا. ستجد كثيا من الأشخاص الذين يسحبون المال من أجهزة صرف النقد يقولون: هذا سيكفيني لمدة أسبوع". وتقول آني كيلي، الباحثة في مجال التطرف الرقمي ومقدمة برامج البودكاست، إن الأعداد المتزايدة من عمليات إغلاق فروع البنوك والشركات التي لم تعد تقبل النقد تغذي نظريات المؤامرة، سواء عبر الإنترنت أو في التجمعات والاحتجاجات. وتضيف: "فكرة المجتمع غي الـنـقـدي مــوجــودة إلى حـد كبي أينما كان في مجموعات المؤامرة البريطانية. أنت ترى الكثي والكثي من اللافتات والشرائط الإعلانية التي تناقش كيف يتم تنظيم الانتقال إلى مجتمع غي نقدي من قبل النخب لتسهيل السيطرة على البشر". وحـصـد مقطع فيديو لبيس كوربين شقيق زعيم حزب العمال السابق والناشط المناهض للقاحات، وهو يحاول الدفع نقدا في متجر ألدي غي النقدي هذا العام، ملايين المشاهدات على منصة إكس. وتقول كيلي: "كثي من هؤلاء الأشـخـاص يستجيبون للطريقة التي يتم مـن خلالها تقويضهم والاستغناء عنهم بسبب هذا الانتقال إلى المدفوعات الرقمية. إن الناس يستجيبون لتحول حقيقي، حتى لو كنت لا أتفق مع الاستنتاجات". وينتقد سكوت بشدة أجزاء قطاع المدفوعات التي يعتقد أنها تؤجج الحروب الثقافية، حيث يقول: "لقد رأيت كثيا من المواقف الآن حيث يستخدم الأشـخـاص في صناعة التكنولوجيا المالية كسلاح، حقيقة أن هناك أشخاصا ذوي توجه يميني متطرف متورطون في محاولة القول بأن أي موقف مؤيد للنقود هو رجعي وتآمري. كما أن الناس الآن يربطون بشكل أساسي الفكر التقدمي بفيزا وماستركارد. وهو شيء مخيف نوعا ما". وعلى الرغم من أن القرار بشأن الجنيه الرقمي لم يتم اتخاذه بعد، فمن الواضح للخبراء أن حكومة المملكة المتحدة وبنك إنجلترا - ونظراؤهم على مستوى العالم - بحاجة إلى تغيي استراتيجية الاتصالات. قــد تـكـون مـقـاطـع الفيديو لمسؤولين مـن البنوك المركزية والمنظمات متعددة الجنسيات وهم يناقشون العملات الرقمية للبنوك المركزية في دافــوس مفيدة عند كسب تأييد صانعي السياسات، لكنها لا تفعل كثيا لتبديد الأفكار التي تقول: إن المواطنين العاديين لا يشاركون في عملية نشرها. وتقول كيلي: "أعتقد أن نوع اللغة الـــذي تستخدمه البنوك والمنتدى الاقتصادي العالمي تروق بشدة للسياسيين الذين يبحثون عن حلول مبتكرة. إنـه شيء يبدو فعالا وتكنوقراطيا إلى حد ما، وعلى وسـائـل التواصل الاجتماعي في الأغلب ما يبدو باردا جدا، وشاحبا، ومخيفا للغاية". ويـحـذر سـكـوت مـن أن مجرد استبعاد منتقدي العملات الرقمية للبنك المركزي يخاطر بترك موقف المعارضة مفتوحا أمـام محاربي الثقافة. ويقول: "إلى حد مـا، لا أمانع بعض أشكال خدمات الشركات، لكن يجب أن تكون هناك بعض التوازنات، ولا بأس في قول ذلك. في الوقت الحالي، لا يعارضها سوى أمثال نايجل فاراج في العالم". ويشي هولمز، النظي من حزب المحافظين، إلى أنه في حين عملت الحكومة على الوصول إلى النقد، كان هناك تركيز أقل على قبول النقود الورقية من قبل الشركات. ويقول: "يجب أن يتم تكليف أي كيان عام بقبول النقد - وهذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن يتوقعه المــرء. ثم يمكنك التشاور حول كيفية توسيع نطاق ذلك". ويوضح بول، المسؤول السابق في بـنـك إنــجــلــ ا، أن النقاش المفتوح أمر حيوي أيضا، لضمان دقة المعلومات المتاحة في المجال العام. ويضيف: "لم يحدد بنك إنجلترا ما يكفي من الأشياء التي يمكن أن تقوم بها العملات الرقمية للبنوك المركزية، لذلك ينتهي بك الأمر إلى رؤية الناس يبالغون في تفسي الأشياء أو افتراضها. أنهم بحاجة أيضا إلى إثبات كيفية قيامهم بالأشياء مثل حماية الخصوصية من وجهة نظر فنية إضافة إلى وجهة نظر قانونية، حتى لا تتمكن أي حكومات مستقبلية من تغيي ذلك". ويشي إلى أن نشر العملة الرقمية يحتاج إلى التعلم من الأخطاء في بلدان أخـرى مثل نيجييا، حيث اقترن إصدار العملة الرقمية للبنك المركزي بالسحب المفاجئ للأوراق النقدية، ما ترك كثيين غي قادرين علىشراء الأساسيات. ويقول بول: "أنت لا تريد تفعيل التبني بين عشية وضحاها. المال مهم جدا للنسيج الاجتماعي للحياة، وقد نقلل من شأن ذلك في بعض الأحيان". إذا حظيت أنظمة الدفع البديلة بتبن واسع النطاق، فقد تؤدي إلى تقويض الاستقرار المالي وقدرة البنوك المركزية على سن السياسة النقدية. كيف علق النقد الرقمي في الحروب الثقافية؟ أعلن بنك إنجلترا ووزارة الخزانة في فبراير أنهما يدرسان خططا لـ «الجنيه الرقمي». سيدارث فينكاتاراماكريشنان من لندن أعلن بنك إنجلترا ووزارة الخزانة أنهما يدرسان خططا لـ «الجنيه الرقمي» اقترحت ورقة الجنيه الرقمي أن المبلغ الذي يمكن للأفراد الاحتفاظ به سيكون محدودا في الصين يوفر يوانها الإلكتروني قدرا أعظم من السيطرة والمراقبة. من المستحيل مناقشة العملات الرقمية دون النظر في مستقبل الأوراق النقدية نشر العملة الرقمية يحتاج إلى التعلم من الأخطاء في بلدان أخرى مثل نيجيريا
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=