aleqt (10928) 2023/09/12
الرأي التجارة والسياسة وخلل التنافسية لا يمكن النظر إلى حال التجارة العالمية الراهنة بمعزل عن "المواجهات" التجارية التي سادت الساحة في الأعـوام الماضية وأثرت بقوة في مـؤشرات نمو الاقتصاد العالمي، ولا تـزال قائمة بأشكال مختلفة، حتى إنها وصلت إلى حد الحرب التجارية بين دول حليفة تاريخيا، مثل أوروبـا والولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. ولا شك أن الحمائية التي تنامت على مدى عقد من الزمن، أسهمت مباشرة في تراكم الضغوط الشديدة على النشاط التجاري، ما ضرب بالفعل حركة التجارة العالمية الحرة. وهذه النقطة تضعها منظمة التجارة العالمية على رأس أولوياتها، في وقت يحتاج فيه العالم حقا إلى توافق على مختلف المستويات بما في ذلك المستوى التجاري الذي يمثل في النهاية الجانب الاقتصادي الأهـم، فضلا عن دوره في بناء علاقات سليمة وعميقة بين الأطراف المعنية بهذا القطاع. العوامل كثيرة، هي تلك التي تسهم في تراجع التجارة العالمية الحرة، من بينها ارتفاع الأسعار وتكاليف الإنتاج. ويعود السبب في ذلك إلى ضعف التعاون المباشر في صناعات معينة، والتزام بعض الدول بشكل من أشكال الحمائية التي أدت قبل الانـفـراج التجاري في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الـحـالي، إلى اضـطـراب كبير في الحراك التجاري ككل. وقبل أعوام عادت هذه الحمائية، لتضيف مزيدا من الضغوط على الحالة العامة. والمشكلة الأساسية هنا تكمن في أن العواقب ستكون وخيمة في مرحلة لاحقة، لأن المنافسة تتراجع جـراء ارتفاع الأسعار والتكاليف. ولذلك فإن التجارة الحرة تواجه مخاطر جمة ومتعاظمة الآن. ولأن الأمر كذلك، سوء المشهد الإنتاجي العالمي حالة غير صحية من جهة تمركز نسبة هائلة من الإنتاج قد في المائة في مكان واحد. 90 تصل إلى والمسألة مترابطة بصورة كبيرة مع الأدوات الخاصة بالإنتاج والتوريد والتكاليف. ففي الأعـــوام الثلاثة الماضية شهدت سلاسل التوريد اضطرابات حادة لا تزال آثارها حاضرة على الساحة حتى الـيـوم، وأدى ذلـك إلى نقص الإمدادات بالطبع، وإلى ارتفاع أسعار المنتجات في وقـت يتعرض فيه الاقتصاد العالمي إلى واحد من أعتى الموجات التضخمية في التاريخ الحديث. ولا شك أن الحلول لأزمة التوريد تكمن في العمل على دمج عدد من الدول التي كانت -ولا تزال- مستبعدة، ما يوفر استدامة لسلاسل التوريد التي باتت ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى. واللافت، أن الأوضـاع على صعيد التجارة العالمية الحرة لم تتغير للأفضل كثيرا بوصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض. فقبله، كان يتم تحميل إدارة ترمب المسؤولية عن الاضطرابات التجارية المشار إليها عالميا. الحرب التجارية بين الصين والـولايـات المـتـحـدة الـلـتـ تـتـصـدران قـائمـة أكـر الاقتصادات في العالم، استمرت وإن بحدة أقل مما كانت عليه في عهد إدارة الجمهوريين السابقة. صحيح أن مستواها تراجع من حرب إلى "مواجهة" أو "معارك"، لكنها تؤثر بصورة سلبية في الساحة الاقتصادية الدولية العامة. ورغـم أن هناك كثيرا من القطاعات التي تتصدر الخلافات بين بكين وواشنطن، إلا أن الخلاف الأكب والأخطر الذي يوصف من قبل المسؤولين الأمريكية بأنه خلاف يتعلق بالأمن القومي، يأتي من جهة إنتاج الرقائق الإلكترونية التي تستأثر بها بصورة كبيرة تايوان، الجزيرة المولدة للصراع الجيوسياسي بين أكب اقتصادين في العالم. ومن هنا، يمكن فهم جهود الإدارة الأمريكية باستعادة جزء من صناعة الرقائق إلى أراضيها، بعد أن ضخت أموالا على الساحة الأمريكية لدعم هذه مليار دولار. 50 الصناعة التي بلغت أكثر من وبالمحصلة، ستواجه التجارة العالمية الحرة مزيدا من الضغوطفي الأعوام القليلة المقبلة، إذا لم تخف حدة المواجهات الجيوسياسية، وإذا لم تنته الآثـار التي تتركها الحرب في أوكرانيا على الساحة الدولية عموما. ولا يمكن الوصول إلى مخرجات جيدة من هذه الأزمة، دون تعاون واضح بين الدول المؤثرة، وتلك التي تملك زمام المبادرة عموما. النقطة الأهم أيضا في قمة مجموعة العشرين تبقى الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. هذا المشروع الضخم تدعم السعودية توجهاته وتضخ الأفكار فيه، لبدء تنفيذه على الأرض. إنه مشروع ضخم لا يختص فقط برفع وتيرة التبادل التجاري وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال فحسب، بل يشمل أيضا مجموعة لا تنتهي من العوائد التي تحتاج إليها أطراف المشروع والعالم أجمع. «العشرين» أمام استحقاقاتملحة "العالم يعاني أزمة ثقة هائلة عمقتها الحرب" ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند لنترك تجنب مجموعة العشرين في قمتها التي عقدت في نيودلهي، التنديد بالحرب الروسية في أوكرانيا، وإن أشارت إلىضرورة الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة سعيا للاستيلاء لهذه المجموعة التي 18 على أراض. القمة الـ في المائة 89 تسيطر دولها عمليا على نحو من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حققت قفزتين نوعيتين: الأولى، بإعطائها مقعدا دائما للقارة الإفريقية، التي سيتم التعاطي معها كما هي الحالة مع عضوية الاتحاد الأوروبي فيها. الأخرى، التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن مـ وع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبـا. دون أن نتجاهل الغياب اللافت للرئيس الصيني شي جين بينج عن هذه القمة، والغياب المفهوم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عنها. فالرئيس الـرازيـل لـولا دي سيلفا قال في أعقاب تسلمه الرئاسة الدورية للمجموعة: إن بوتين لن يعتقل إذا ما شارك في القمة المقبلة العام المقبل في بلاده. لا شك أن الاتحاد الإفريقي الذي يضم دولـــة، حقق اخـ اقـا في عضويته 55 الجديدة في مجموعة العشرين في الوقت المناسب. فقد صار للقارة السمراء صوت مهم في هذه المجموعة تستحقه. نحن نعلم أن "العشرين" أخـذت في الواقع زمام المبادرة الدولية في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت في . وقدمت سلسلة من المـبـادرات 2008 وقامت بمجموعة من التحركات أسهمت في حل بعض المشكلات الدولية. ولأن الأمر كذلك، كان من الطبيعي أن يكون للدول الإفريقية دور ما في هذه الكتلة هائلة القوة والتأثير. يعيش في هذه القارة أكثر مليار نسمة، وفق تقديرات تعود 1.2 من ، كما أن ناتجها الإجمالي السنوي 2016 إلى يصل إلى نحو ثلاثة تريليونات دولار كل عام بحسب بيانات العام الماضي. يضاف إلى ذلك، أن المشاريع الإنمائية التي تتكفل بها الجهات الدولية، بما فيها أغلبية دول مجموعة العشرين تنتشر على طول وعرض هذه القارة. كما أنها تمتلك مقومات كبيرة للتنمية. من هنا، فإن انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين، يعد خطوة إلى الأمام علىصعيد تمتين علاقاته الدولية في مجالات مختلفة، وطرح المشكلات والحلول والمبادرات والأفكار، بما يخدم في النهاية أهــداف المجموعة. باختصار، سيكون الصوت الإفريقي أكثر قوة في المجالات المـطـروحـة كلها، بمـا في ذلــك التغير المناخي وديون الدول الناشئة والفقيرة، وتلك التي توصف بالأشد فقرا. واللافت أن عضوية الاتحاد الإفريقي الجديدة جاءت بموافقة قادة مجموعة العشرين بالإجماع، ما يعني أن العضوية ستمضي بسلاسة في المستقبل، وستسهم في إضافة مزيد من النتائج على هذه المجموعة، بصرف النظر عن بعض الخلافات الموجودة فيها في الوقت الراهن، نتيجة قضايا متعددة على رأسها المواجهات الجيوسياسية والمعارك التجارية، حتى الخلافات بين الحلفاء أنفسهم بشأن مصير النظام العالمي الحالي. النقطة الأهم أيضا في قمة مجموعة العشرين تبقى الممر الاقتصادي بين الهند والـ ق الأوسـط وأوروبــا. هذا المشروع الضخم تدعم السعودية توجهاته وتضخ الأفكار فيه، لبدء تنفيذه على الأرض. إنه مشروع ضخم لا يختص فقط برفع وتيرة التبادل التجاري وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال فحسب، بل يشمل أيضا مجموعة لا تنتهي من العوائد التي تحتاج إليها أطراف المشروع والعالم أجمع. الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ركز بشدة على مـ وع الممر هـذا، لأسباب عديدة، في مقدمتها تعزيز العلاقات بين الدول المعنية مباشرة فيه، وتوفير حراك تجاري وخدماتي انسيابي بينهما، إضافة إلى العوائد الآتية منه لدول خارج نطاق هذا الممر. أي أنه يدعم الاقتصاد العالمي بصورة مباشرة، كما أنه يزيل العقبات حتى الخلافات، إن وجدت، بين الأطراف ذات الصلة المباشرة. لا بد من الإشـارة هنا، إلى أن مشروع الممر لا ينحصر بحراك تجاري مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى فحسب، بل يشمل أيضا إنشاء شبكة من الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين، وضمان إمدادات الطاقة، خصوصا بعد أن شهدت اضطرابا في الآونة الأخيرة في أعقاب الحرب في أوكرانيا. ومن المستهدفات المهمة أيضا لهذا الممر، مد الكابلات لنقل البيانات بأعلى معايير الجودة والأمان والكفاءة. إنه ممر اقتصادي متكامل، يعزز الحراك العالم في توفير الطاقة النظيفة، كما أنه سيكون جزءا أصيلا من مسار حماية المناخ. فضلا عن أعداد هائلة من فرص العمل ستكون متوافرة وبصورة مستدامة منذ اليوم الأول لبدء عملية التنفيذ. لا شـك أن قمة مجموعة العشرين توصلت إلى استنتاجات وتوافقات عديدة خـ ل يومين في نيودلهي، لكن النقاط العملية المباشرة الأهم تفرض نفسها على الساحة. غير أنه لا بد من الاعــ اف بأن الخلافات السياسية والجيوسياسية بين بعض القوى ضمن المجموعة، تترك آثارا سلبية في الساحة، في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى التعاون المباشر والعميق مـن أجــل المصلحة الـدولـيـة ومصلحة الأطراف المعنية كلها. مجموعة العشرين أمامها مسؤوليات دولية تكفلت بها بعد ، التي وضعت العالم آنذاك على 2008 أزمة حافة الانهيار الكامل. دولة، حقق 55 الاتحاد الإفريقي الذي يضم اختراقا في عضويته الجديدة في مجموعة العشرين في الوقت المناسب. فقد صار للقارة السمراء صوت مهم في هذه المجموعة تستحقه. نحن نعلم أن «العشرين» أخذت في الواقع زمام المبادرة الدولية في أعقاب الأزمة .2008 الاقتصادية العالمية التي انفجرت في كلمة الاقتصادية NO.10928 ، العدد 2023 سبتمبر 12 هـ، الموافق 1445 صفر 27 الثلاثاء 12 » 2 من 2 « 19 الاستفادة من دروسفيروسكوفيد - لقد ارتـكـب الـفـريـق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الخطأ نفسه، حيث إن نسبة ضئيلة فقط من مؤلفي تقاريره هم من إفريقيا. كما أكـدت في مكان آخـر، يجب أن يكون القادة من إفريقيا، في قلب عمليات صنع القرار. ثالثا، على الحكومات اتخاذ خطوات لمكافحة المعلومات الخاطئة والمضللة. لقد انـتـ ت الأخــبــار والشائعات الكاذبة خلال الجائحة، ما أدى إلى وباء المعلومات "انتشار معلومات مغلوطة" ـ فائض مـن المعلومات المشروعة والمضللة على حد سـواء. ومع وجود ما يقرب من خمسة مليارات مستخدم في جميع أنحاء العالم، عملت منصات شبكات التواصل الاجتماعي على تسريع انتشار الادعاءات المزيفة حول فيروس . مع ذلـك، يمكن لصناع 19 - كوفيد السياسات والأكاديميين أيضا استخدام هذه المنصات لتوضيح الحقائق ووضع الأمور في نصابها الصحيح. لتوعية عامة الناس بشأن تغير المناخ، وعواقبه، وكيفية بناء عالم أكثر مراعاة للبيئة، ينبغي لمزيد من العلماء وغيرهم من الخباء نشر مقالاتهم على منصات شبكات التواصل الاجتماعي والتواصل مع مستخدمين آخرين. ما يثير القلق أن ما يقرب من نصف المستخدمين الذين ينشرون تغريدات على موقع "إكس" -تويتر سابقا- بانتظام، حول ظاهرة الاحتباس الحراري والتنوع البيولوجي، قد توقفوا عن القيام بذلك بعد ستة أشهر من استحواذ إيلون ماسك عليه، ما أوجد مساحة أكب لتفشي المعلومات الكاذبة والمزيفة. رابعا، ينبغي لجميع الدول أن تدفع نصيبها العادل في جهود الاستجابة العالمية. خلال الجائحة، تم تشجيع الـــدول الغنية عـ توفير التمويل لمساعدة الدول المنخفضة والمتوسطة الـدخـل عـ الـوصـول إلى اللقاحات والاختبارات والأدوية الخاصة بفيروس كورونا، مع تحقيق نتائج متباينة. في العام الماضي، اتخذ مؤتمر الأمم " خطوة 27 المتحدة لتغير المناخ "كوب مهمة من خلال إنشاء صندوق الخسائر والأضرار للدول النامية التي تواجه آثار الاحـ ار العالمي. لكن على الرغم من أن هذا الإجراء الذي يستحق الثناء، إلا أن على الـدول الضعيفة أيضا تحسين التسيير ومكافحة الفساد للحد من آثار تغير المناخ. على سبيل المثال، يتم تهريب ما قيمته تسعة مليارات دولار من الذهب إلى خارج نيجيريا سنويا. وكان بإمكان الحكومة استثمار تلك الإيرادات المفقودة في المشاريع البيئية، مثل منع الانهيارات الأرضية في نانكا. أخـ ا، يكون تخزين المـوارد عديم الـجـدوى عند معالجة الأزمـــات ذات النطاق العالمي حقا. خـ ل جائحة ، تسبب عديد من 19 - فيروس كوفيد الـدول في الشمال العالمي في تفاقم عدم المساواة من خلال تخزين معدات الحماية الشخصية، والاخـتـبـارات، واللقاحات، والـعـ جـات، والتشبث بتدابير حماية الملكية الفكرية. مع ذلك، فإن الأمراض المعدية لا تحترم الحدود، وكذلك بالنسبة إلى تغير المناخ. تعاني كل دولة في العالم عواقبه المدمرة، ولو بأشكال مختلفة. يتطلب التصدي لتغير المناخ رؤية وفهم المجتمع العالمي بوصفه كيانا واحدا. لدى قبيلتي في نيجيريا، الإجبو، عبارة تؤكد أهمية العمل الجماعي. وهذا يعني "نحن أقوى معا عندما نكون 19 - متحدين". لقد أظهرت جائحة كوفيد ضرورة وجـود نمـوذج عـادل للحوكمة العالمية إذا أردنـا أن يكون لدينا أمل في توريث كوكب صحي وسليم للأجيال القادمة. خاص بـ «الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت يكون تخزين الموارد عديم الجدوى عند معالجة الأزمات ذات ، تسبب 19 - النطاق العالمي حقا. خلال جائحة فيروس كوفيد عديد من الدول في الشمال العالمي في تفاقم عدم المساواة من خلال تخزين معدات الحماية الشخصية، والاختبارات، واللقاحات، والعلاجات، والتشبث بتدابير حماية الملكية الفكرية. مع ذلك، فإن الأمراض المعدية لا تحترم الحدود، وكذلك بالنسبة إلى تغير المناخ. إيفيني م. نسوفور * زميل أول للأصوات الجديدة في معهد أسبن، وزميل في المحيط الأطلسي للمساواة في مجال الصحة ـ جامعة جورج واشنطن نظرة على الممر الأخضر عندما تتقاطع المصالح الاقتصادية والسياسية يصبح التكامل الاقتصادي أداة جيوسياسية فعالة. مذكرة التفاهم التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هي خطوة مهمة في تحقيق التكامل الاقتصادي بين الكتل الاقتصادية الأهمفي العالم. إذا ما تأملنا مذكرة التفاهم للممر الاقتصادي بين الهند والشرق نجد أنها ليست مجرد وثيقة تعاون اقتصادي IMEC الأوسط وأوروبا تقليدي، بل هي إشارة إلى تحولات اقتصادية كبى مرتقبة، ولا سيمافي مجال الهيدروجين والطاقة الجديدة ونقل البيانات. بمعنى آخر، نحن أمام جيل جديد من السلع ويحتاج إلى قدرات ومشاريع جديدة. في هذا السياق، دول الخليج تدرك أنها تقع في قلب العالم وبين القوتين الاقتصاديتين الهند وأوروبا، ولهذا التوجه نحو تكثيف التعاون مع الكتلتين يؤكد الرغبة في تحقيق استقرار إقليمي دولي واسع ومعزز بنظرة اقتصادية استراتيجية متجذرة وعابرة للحدود والمصالح الثنائية إلى الإقليمية الاقتصادية، التي تمثل براجماتية اقتصادية صلبة لجميع الأطراف المشاركة في الممر الهندي الخليجي العابر من خلال الشرق الأوسط إلى أوروبا. بالنظرة إلى الأبعاد الاقتصادية المباشرة، سنرى نموا للتبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والتأثير الأهم للممر أنه سيكون داعما حقيقيا لميزان المدفوعات لكل الدول التي سيمر بها، ومحفزا للتجارة الداخلية من حيث نموها وخفض تكلفة النقل وجذب الأموال الخضراء الأجنبية، لكن الحقيقة الأعمق أنه ليس مجرد تبادل سلعي، بل تعاون نوعي في مجال الجيل الأحدث من التجارة، أي التجارة التي تتجه نحو الابتكارات والخدمات الرقمية بفضل التحسين المستمر في البنية التحتية العالمية والاستثمار في قطاعات حيوية مثل تكنولوجيا الطاقة المتجددة. أما في نظرتنا الاستشرافية للمستقبل، فهذا التعاون سيحفز نمو الاقتصادات المحلية للدول المشاركة، ويسهم في زيادة معدل نمو الاقتصاد العالمي من خلال مسارات جديدة تعتمد على المساهمة ،PGII المباشرة في تحسين البنية التحتية العالمية والاستثمار كما أن هذا التكامل الاقتصادي يوفر أمانا أكب لسلاسل الإمداد، وبالتالي سيجعل من المنطقة وجهة مغرية للمستثمرين. من الجدير بالملاحظة في مقال اليوم، أن الاهتمام بالبيئة ظاهر بوضوح، يقلل من الانبعاثات الملوثة بسبب طبيعته IMEC فالممر الاقتصادي الخضراء. التجارة بين القطبين الهندي والأوروبي تمثل فرصة للمملكة لتقدم خدماتها اللوجستية، وفي الوقت نفسه هناك عائد اقتصادي ضخم من خلال تحويل الشرق الأوسط إلى مركز لوجستي عالمي، ومن انعكاساته المباشرة كذلك تقليل معدل البطالة الهيكلية في المنطقة، وإضافة فرص وظيفية نوعية لمواطني الدول المشاركة في الممر، كما أنه يؤدي إلى الزيادة التنافسية النسبية، واستقرار الأسواق، ويدعم نمو قطاعات جديدة. أخيرا، بالإشارة إلى الهيدروجين وكابلات نقل البيانات الموثوقة والطاقة المتجددة فهي ليست تجارة تقليدية، كما يعتقد كثير من المراقبين، بأن الممر سيكون منافسا للممرات القديمة، بل يمثل الممر الجيل الجديد في نقل السلع الخضراء للعالم، ومن الملائم Green line أن نسميه الخط الأخضر Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - Saudi Media Company المملكة العربية السعودية: +966 11 2716909 : الرياض +966 920035142 +966 12 6572323 : جدة الإمارات العربية المتحدة: +971 4 4254285 دبي: : بريد إلكتروني sales@smc.me : موقع إلكتروني www.smc.me الوكيلالإعلاني @AhmedAllshehri * مختصفي الاستثمار والسياسات الاقتصادية أحمد الشهري محمد كركوتي * كاتب اقتصادي karkouti@hotmail.com
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=