aleqt (10924) 2023/09/08
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية 11 NO.10924 ، العدد 2023 سبتمبر 8 هـ، الموافق 1445 صفر 23 الجمعة ، تـعـرض ستيف 2019 في إنجهام، الرئيس التنفيذي لشركة بيج جروب آنذاك، لحادث تزلج غير حياته ووضعه على كرسي متحرك. ومـع ذلـك، عـاد إلى وظيفته في غضون أشهر، وقاد شركة التوظيف خلال الجائحة قبل تقاعده العام الماضي. ووفقا لمدير التنوع في بيج جـروب، أولي ثـورن، وهو نفسه مستخدم للكرسي المتحرك، فإن العودة بعثت برسالة مفادها "لا بأس أن تكون لديك حالة صحية في العمل". ومن خلال القيادة بالقدوة، قام الرئيس التنفيذي بتغيير مـواقـف الـ كـة تجاه الموظفين الذين يعانون ظروفا صحية مزمنة، وشجع المديرين على دعمهم من أجل تحقيق ما يمكنهم القيام به. قد تبدو قصة إنجهام وكأنها حالة غير عادية. لكن نجاحه يحمل في طياته دروسا مهمة في التعامل مع واحد من أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي: المرض لفترة طويلة بين العمال. فـالأشـخـاص الـذيـن يعانون ظروفا صحية يواجهون عقبات جسيمة في الحصول على العمل ، كان 2019 والبقاء فيه. ففي الأشخاصذوو الإعاقةفيمجموعة الدول الغنية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكثر مرة 2.3 عرضة للبطالة بنسبة مقارنة بأولئك الذين ليست لديهم إعاقات، وهي زيادة مقارنة بالعقد السابق. وقـد أصبح الغياب المرتبط بالمرض أكثر شيوعا أثناء الجائحة واستمر في الارتـفـاع في بعض الدول. ففي المملكة المتحدة، أبلغ في المائة من البالغين في 36 نحو سن العمل عن حالة صحية مزمنة، مليون 2.5 ونتيجة لذلك أصبح شخص غـ ناشطين اقتصاديا ألف منذ مارس 400 بزيادة قدرها . وفي أوساط الذين يعانون 2020 ظروفا صحية، بلغ متوسط معدل الغياب المـرضي أعلى مستوياته في المائة، 4.9 عاما عند 15 منذ في المائة للأشخاص 1.5 مقارنة بـ الذين لا يعانونها. وقالت لويز مـ في، الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة ريزولوشن لـ بـحـاث، إن الغياب المـرضي "مستمر في الوصول إلى مستويات قياسية". وأضافت أن الأشخاص الذين ابتعدوا عن سوق العمل لفترة أطـول كانت عودتهم إلى العمل أقل احتمالا. وبينما يكافح صانعو السياسات التضخم ونقص العمالة، فإن هذه ليست مجرد مشكلة للأفراد: "إننا لا نرى تلك الزياداتفي المعروض من العمالة التي مـن شأنها أن تساعد على الحفاظ على الاقتصاد". بالنسبة إلى الـ كـات، فإن المرض يزيد أيضا صعوبة توظيف العمال، ويحد النمو. ومع ذلك، فإن أصحاب العمل ليسوا عاجزين عن المساعدة. حيث يقول الخبراء: من خلال ضمان إدارة الأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية جيدا، يمكنهم مـسـاعـدة مـزيـد على الإسهامفي عالم العمل. وقـــال ثـــورن إن الـنـهـج في شركة بيج جـروب كان يتمثل في التركيز على الفرد. حيث يشجع المديرون الموظفين على الإبلاغ عن احتياجاتهم، والسماح لهم بالعمل عندما يكونون أكثر إنتاجية. قـد لا يـكـون ذلــك بالعمل من التاسعة حتى الخامسة: على سبيل المثال، تعاني إحدى زميلات ثورن في العمل حالة إرهــاق تتعامل معها من خلال أخذ قيلولة أثناء الـنـهـار، بينما تـبـدأ العمل في الصباح الباكر. وقد استثمرت شركة التوظيف في تدريب المديرين الأمر الذي حسن إمكانية الوصول إلى أنظمة تكنولوجيا المعلومات وتبسيط العمليات للحصول على تعديلات معقولة مثل الاستراحات الإضافية، التي يحق للموظفين ذوي الإعاقة طلبها بحسب القانون. وإذا لم يكن المدير متأكدا من كيفية دعم الموظف، فهو يعرف لمن يوجه السؤال في قسم الموارد البشرية. وأضــاف ثــورن: "إن كثيرا من التقاعس عـن العمل وتهميش الموظفين ذوي الإعاقة والظروف الصحية ينبع من الخوف من عدم امتلاك جميع الإجابات، أو قول الشيء الخطأ. السؤال هو: ما الذي يمكننا فعله للتخفيف من هذا الخوف؟". ويتفق مـارك بلوا، أحـد كبار الشركاء فيشركة براون جاكوبسون للمحاماة، الـــذي يـعـاني مرض التليف الكيسيفي الرئة، على أن التعاون هو النهج الأكثر فاعلية. وقال: "الأمر يتعلق بعدم التسرع في إصدار الأحكام، بل بالسماح للفرد بالتجربة وإنشاء قاعدة من الأدلة" للأمور الناجحة. وأشــاد بلوا بالمديرين الذين دعموه في متابعة مهنة القانون "بكل فن والتزام"، رغم أن نوبات شـدة المــرض التي أجـ تـه على الغياب لأسابيع في كل مرة. لكن لم يكن الجميع متفهمين. وقال: "كنت محظوظا. لو لم أقابل أشخاصا جيدين وانتهى بي الأمـر بالعمل في مجالهم، ربما لم أكـن حيث أنـا اليوم وأحقق نجاحا في ذلك، وهذا خطأ. ينبغي للأشخاص الذين يعانون تحديات صحية ألا يعتمدوا على حظهم في القرعة". وكان قد استخدم منصبه في لجنة الشراكة في الشركة لتشجيع المديرين على التعامل مع التنوع ليس بوصفه "ممارسة في الامتثال القانوني" ولكن للاستفادة من "نقاط القوة والقدرات الفريدة" التي يطورها الأشخاص للتعامل مع مجاهيل الحياة. واسـتـنـادا إلى استراتيجيته الـخـاصـة المتمثلة في وضـع التعديلات المتفق عليها في السجل، فقد عمل مـع قسم الموارد البشرية لتطوير "جوازات سفر" بتعديلات معقولة. وتضمن هذه المستندات المحمولة عدم تعرض المتدربين أثناء تنقلهمفي الشركة للقلق بسبب المحادثات المتكررة التي تكشف عن تفاصيل سرية حول حالتهم الصحية. وفي المملكة المتحدة، جذبت هذه المبادرات انتباه الحكومة. إذ من المقرر أن يعلن جيريمي هانت، وزير المالية، هذا العام إجـــراءات لمعالجة الارتـفـاع في عدد الأشخاص غير القادرين على العمل بسبب مشكلات الصحة العقلية، بمـا في ذلـك تقديم الإعانات لخدمات الصحة المهنية في مكان العمل. وتــأتي هـذه الخطط بعد أن قـدر مكتب مسؤولية الميزانية أن الإنفاق الإضافي على الرعاية الاجتماعية والإيـرادات الضريبية المفقودة المرتبطة بالخمول الاقـتـصـادي المرتبط بالصحة مليار جنيه 16 كلف الدولة نحو استرليني سنويا، وهي أكثر مما كانت عليه قبل الجائحة. حيث يعاني أكثر من نصف الأشخاص المتوقفين عن العمل لأسباب صحية في المملكة المتحدة حالات الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب. وقالت منظمات الصحة العقلية إنها ترحب بالجهود المبذولة لدعم الأشخاص الذين يرغبون في العمل. ومع ذلك، أكدت ماجي روز، من منظمة الصحة العقلية في العمل التي تعقد الورشات، أنهم بحاجة إلى إدراج أساليب متنوعة أكثر من الصحة المهنية. وقالت: "لا أعتقد أن هذا يناسب الجميع". كـ حــذرت أنجيلا ماثيوز، رئيسة السياسات والأبحاث في منتدى الإعاقة في العمل، من التناقضات بين ما "يقوله أصحاب العمل ظاهريا ومــا يفعلونه داخليا"، فضلا عن التعامل مع الإدماج بوصفه نشاطا تسويقيا. سارة ويلر، العضوة المنتدبة السابقة لشركة آرجــوس للبيع بالتجزئة، شغلت مناصب في مجلس إدارة مجموعة الاتصالات بي تي وبــنــك فــ جــن مــوني البريطاني رغم تشخيص إصابتها بمرض التصلب العصبي المتعدد في الأربعينيات من عمرها. وقالت إنه لتحقيق دمج الأشخاص ذوي الإعاقة فعليا، فإنه يتعين على مجالس الإدارة "ترسيخ هذه الثقافة". وهـــذا يعني الـحـصـول على المقاييس والحوافز الصحيحة: ليس فقط قياس عدد الأشخاص الـذيـن توظفهم الـ كـة ممن يعانون ظروفا صحية، ولكن قياس مدى شعورهم بالتقدير ومكافأة المديرين الذين يقومون بتأسيس فرق شاملة. وقـالـت: "إذا طلبت مجالس الإدارة بانتظام الاطـــ ع على معلومات حول عدد الأشخاص... إذا كـن نـسـاء أو أشخاصا من خلفيات عرقية مختلفة، لكنهم لا يطلبون أبدا تلك المعلومات حول ذوي الإعاقة، فإن الرسالة واضحة جدا: أن التنوع مهم فقط بالنسبة إلى الجنس والعرق، ولكن ليس للإعاقة". وأضـافـت أن استخدام لغة التمكين مفيد أيضا، مستشهدة بشبكات الموظفين التي تحمل أسـ ء مثل منظمة إينابل. "قد يبدو الأمر بسيطا، ولكن من واقع خـــ تي، فــإن الأشــخــاص ذوي الإعاقة يرغبون بشدة في أن يكون التركيز على ما يمكنهم فعله، وليس على ما لا يمكنهم فعله". وقــالــت صـــوفي بـاسـيـل إن المحادثات الصريحة قد ساعدت أيضا، وهي صوفي التي استضافت منتدى ومسابقةفيوكالة العلاقات العامة التي تعمل فيها لتشرح لزملائها كيف أن مرض كورونا، الذي يؤثر في الجهاز الهضمي، يؤثر في حياتها أيضا. ، بعد استثمار 2019 وكذلك في ناجح في الأسـهـم الخاصة في الشركة التي كـان يقودها فيل روبـنـسـون في هـولـنـدا، أصبح أحد الرؤساء التنفيذيين القلائل الذين أعلنوا عن صحتهم عندما أخبر الموظفين أنه مصاب بمرض باركنسون. وبينما كان يعمل على وضع "التنوع الصحي" على قدم المـسـاواة مع مـبـادرات الإدمـاج الأخرى، وقبل أن يتنحىفي نوفمبر ، اسـتـضـاف ورش عمل 2020 لتشجيع الموظفين على التحدث. وفيوقت لاحق، كشف أحد الزملاء عن تشخيص نهائي كان قد تلقاه. وأشـار بلوا إلى أن الأشخاص الذين حاربوا حالة عدم اليقين والاضطراب في الصحة المتقلبة في الأغلب ما كانت لديهم سمات تحتاج المنظمات إلى مزيد منها. وقـال عن الإدارة الشاملة: "من الممكن القيام بها، والقيام بها جـيـدا". لكن "الأمــر يتطلب وقتا، وكذلك يتطلب التطبيق والفضول". عقبة جسيمة أمام الاقتصاد العالمي .. مرض العمال % من البالغين في سن العمل عن حالة صحية 36 في المملكة المتحدة أبلغ مليون شخص غير ناشطين اقتصاديا. 2.5 مزمنة، ونتيجة لذلك أصبح الموظفون الذين يعانون ظروفا صحية يواجهون عراقيل جمة للحصول على العمل والبقاء فيه. من لندن أليشيا كليج إذا كانتجهود التمويل الجماعي دليلا على أي شيء، فهو وجود تعاطف كبير مع محققي البيانات ليف نيلسون، وجو سيمونز وأوري سيمونسون. لقد اكتسب الرجال الثلاثة أساتذة تسويق، وإحصاء تطبيقي، وعـلـوم سـلـوكي، على التوالي سمعة طيبة كمدافعين عن أساليب البحث العلمي السليمة. والآن يواجهون دعــوى قضائية في الـولايـات المتحدة تطالبهم مليون دولار 25 بتعويض قـدره بتهمة التشهير، فيما جمعت حملة تمويل الدفاع عنهم ما يزيد على ساعة 24 ألـف دولار في الـــ 180 الأولى منذ انطلاقها. وتشمل قائمة المانحين أبــرز الشخصيات في 4900 العلوم السلوكية، ومن بينها دولار الذي تبرع بها ريتشارد ثالر، الحائز جائزة نوبل. في يونيو، نشر كل من نيلسون، وسيمونز وسيمونسون أربعة منشورات على مدونتهم التي تدعى داتـا كــولادا، بكلماتهم الخاصة التي "تتناول بالتفصيل الأدلة على الاحتيال في أربعة أبحاث أكاديمية شارك في تأليفها الأستاذة في كلية هارفارد للأعمال فرانشيسكا جينو". تتعمق المدونة في تاريخ نسخ جـــداول بيانات إكسل الخاصة بالباحثين، بحثا عما يقول مؤلفوها إنه دليل على تغيير البيانات يدويا في مواقع غير متوقعة من تلك الأبحاث. وقد رفعت جينو، التي تخضع لإجـــازة إداريــــة، دعـوى قضائية ضـد جامعة هـارفـارد والأســاتــذة الـثـ ثـة، مدعية أن أفعالهم أضرت بسمعتها. يحق للأستاذة جينو، عالمة السلوك، أن تدافع عن سمعتها الحسنة، رغم أن تدفق التبرعات لصندوق الدفاع عن مدونة داتا كـولادا يوضح شعورا على نطاق واسـع بأن المدونة تـؤدي خدمة مهمة. حيث كتب أحد المتبرعين: "هذا الحقل يستفيد من مدونة داتا كـولادا". وأعلن آخر: "إن تصحيح الدراسات العلمية يستحق الشكر، وليس العقاب". وهـــنـــاك درس أعـــم يمكن استخلاصه حول العملية العلمية. إن المؤسسات العلمية تفضل الأبحاث التي تعطي الأولوية للكمية على الجودة، والحداثة على المتانة وإنتاج الادعاءات الأصلية بدلا من التدقيق في الادعاءات المعروفة. وكانت النتيجة، كما يقول الباحثان بول سمالدينو وريتشارد ماكيلريث، هـي "الانـتـقـاء الطبيعي للعلم الفاسد"، حيث يعاني العمل الجيد فيما يزدهر العمل السيئ. على سبيل المثال، في الأغلب ما يكون من الأسهل "اكتشاف" شيء قابل للنشر إذا كانت أساليب الـبـحـث الـــذي تـقـوم بــه دون المستوى المطلوب. وذلــك قد يعني عملية احتيال شائنة، وفي كثير من الأحيان، قد يتخذ ذلك شكل مخالفة تبدو بسيطة مثل اختبار كثير من الفرضيات المختلفة والإبلاغ فقط عن النتائج الأكثر إثارة للاهتمام. وهذا يجعل الأساليب الإحصائية التي نستخدمها لغربلة النتائج العشوائية. إنـنـا محقون في غضبنا من المحتالين أكثر من الباحثين الذين يختصرون الأمـور على أنفسهم، لكن إذا كـان الهدف هو تطوير المعرفة، فإن الدافع لا يهم. يقول الإحـصـائي أنـــدرو جيلمان: "إن الأبحاث الرديئة بدرجة يتعذر معها تمييزها من الاحتيال". في عـالم مثالي، يتم توثيق مجموعات البيانات بشكل صحيح ومشاركتها ليتمكن أي شخص من تحليلها. ويتم تسجيل طلبات الاســتــعــ م عــن الإحـصـائـيـات حتى يتمكن العلماء من معرفة الخطوات التحليلية الأخرى التي اتخذها علماء آخــرون بالضبط. ويتم تسجيل التجارب مسبقا، حتى لا تختفي في إدراج الملفات عندما تكون النتائج مخيبة للتوقعات. كـل ذلـك مـن شأنه أن يجعل العلم أكـ دقـة وتعاونيا، مع تقليل التركيز على جذب الانتباه وزيادة التركيز على بناءشيء يدوم. وقـد أشــارت السيدة أوتولين ليسر، رئيسة الهيئة البريطانية للبحوث والابتكار، إلى أنه إذا قام الجميع بفتح آفـاق جديدة ولم يقم أحد بالبناء فوق بحوثهم، فكل ما سيتبقى لديك هو قليل من الإسهامات العلمية. المشكلة، كما يقول ستيوارت ريـتـ ، مـؤلـف كـتـاب ساينس فكشين (الخيال العلمي)، هي أن "كل هذه الأمور مجرد ضوضاء". فالقفز عبر كثير من المعوقات المنهجية بدلا من إجـراء تجارب جديدة ممتعة ليس مملا فحسب، بل يضر مسيرة المرء المهنية. إذا كـان الالـتـزام بالمعايير العالية طـوعـيـا، فسيكون الباحثون السريعون وغير الدقيقين قادرين عــ ضــخ نـتـائـج جــذابــة بينما سيستمر العلماء الذين يتسمون بالدقة في نسف نتائجهم الخاصة. وفي غــضــون ذلــــك، حتى بالنسبة للأشخاص الذين لم تتم مليون دولار، 25 مقاضاتهم لدفع فـإن المكافآت مقابل التدقيق بعناية في الأبحاث الحالية ضئيلة. إن المـجـ ت العلمية حريصة على نشر النتائج الجديدة أكثر من نشر "النسخ المتكررة"، وهي دراســـات تتحقق مـ إذا كانت النتائج التجريبية القديمة صحيحة بالفعل. أما بالنسبة للعمل الذي قام به المدونون في داتا كولادا، فيبدو أنـه لا يوجد مكان لذلك في الهياكل الرسمية للمؤسسة العلمية. اليزابيث بيك، وهـي محققة بيانات أخرى، التي تقوم بالكشف عن الصور التي يتم التلاعب بها في الأوراق العلمية، فازت بجائزة جون مادوكس من مؤسسة سينس أباوت ساينس الخيرية عن عملها. لكنها لا تملك منصب بروفيسور. لذلك يتم تمويلها عبر الجهات الاستشارية والداعمين على منصة باتريون. إذا قمنا بتمويل هذا العمل البحثي عبر جمع الأموال من المتبرعين، فلا عجب أن يكون هناك كثير من الأبحاث السيئة والقليل من التدقيق. يقول المثل إن العلم يصحح نفسه بنفسه. لكن هذه العبارة المبتذلة تحجب حقيقتين غير مريحتين. الأولى هي أن الحقيقة لا تظهر من خلال عمليات تلقائية، بل لأن شخصا ما قـام بالعمل الشاق وخاطر بسمعته من أجل اكتشاف الأخطاء. فلا ينبغي لنا أن نفترض أن الحقيقة تظهر بمحض المصادفة. يجب أن نجد المجال والتمويل لذلك في مؤسساتنا العلمية. والحقيقة الثانية هي أنه لا داعي للتصحيح إذا كان العلم صحيحا في المـرة الأولى. وهذا يعني تعزيز المعايير الأساسية للعلوم ـ عـ سبيل المـثـال، عن طريق دعـم جهود التكرار، واشــــ اط التسجيل المسبق للتجارب العلمية، وبناء أدوات لدعم تبادل البيانات والأساليب وتتبعها. هناك بصيص من الأمل في أن يولي العلماء، والمجلات العلمية، والهيئات المانحة، جميعها مزيدا من الاهتمام بهذا العمل. المكافأة المحتملة هنا هائلة. بـاسـتـخـدام الأدوات الرقمية الـصـحـيـحـة، وقـــواعـــد النشر والمعايير العلمية، يمكننا أن نجعل إجــراء البحوث الدقيقة أسهل، وأسهل في المشاركة، وأسهل في التحقق، بينما نجعل الحياة صعبة بالنسبة للعدد الكبير من الباحثين غير الرسميين، وللعدد الصغير من الغشاشين. الوقاية خير من العلاج. ولم يفت الأوان بعد لرصد الأخطاء وتصحيح السجل العلمي. لكن العلم سيكسب مزيد ا وبألم أقل بكثير في حال دعمت المجلات، والجامعات وهيئات التمويل المــ رســات البحثية الأفضل والأكثر متانة منذ البداية. الأبحاث الرديئة .. ضعف أم احتيال شائن؟ العلم سيكسب مزيدا وبألم أقل بكثير في حال دعمت المجلات والجامعات وهيئات التمويل الممارسات البحثية الأفضل والأكثر متانة منذ البداية. لم يفت الأوان بعد لرصد الأخطاء وتصحيح السجل العلمي. من لندن تيم هارفورد
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=