aleqt (10924) 2023/09/08

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عندما نتحدث عـن الإنـفـاق على رطل 500 العقاقير، هناك غوريلا وزنها في الغرفة: وهي الولايات المتحدة. كانت السوق الأمريكية منذ فترة طويلة هي اللاعب ذو الــوزن الثقيل –أنفق مليار دولار على 600 الأمريكيون أكثر من الأدوية خلال العام الماضي، نحو نصف الإجمالي العالمي. يهيمن البلد أيضا على قاعدة الأبحاث، حيث يمثل إنفاقها على البحث والتطوير نحو ثلثي إجمالي إنفاق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. في العام الماضي، كان لدى الولايات عقارا قيد التطوير، أي 10265 المتحدة أكثر من ضعف كل من الصين والاتحاد الأوروبي، وأربـعـة أضعاف المملكة المتحدة. وبينما يعني هذا أن أولويات الولايات المتحدة تلعب دورا كبيرا في تحديد أجندة البحث، فإن بلدانا أخرى تستفيد بهدوء من الاعتماد على الابتكار الأمريكي. إن الخطوة التي اتخذتها إدارة بايدن الأسبوع الماضي باستهداف عشرة أدوية من الأكثر مبيعا من أجل تنظيم صارم لأسعارها ستهز هذه السوق العالمية. إن الدافع لخفض أسعار علاجات القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، والسرطان لن يؤدي إلى تقليص ربحية شركات تصنيع الأدوية فحسب، بل يمكن أن يعيد تشكيل اكتشاف الأدويــة، ما يؤثر في الأدوية المتاحة للمرضى حول العالم. الأمريكيون، الذين يدفعون ثمن الأدويـة ذات العلامات التجارية ثلاثة أضـعـاف متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يؤيدون بأغلبية ساحقة فكرة تفاوض حكومتهم من أجل خفض الأسعار. لكن ينبغي لصناع السياسات في كل مكان أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة اضطرابات السوق اللاحقة. والآن أصبح هناك خطر يتمثل في تحويل تركيز مشاريع البحث والتطوير من الأدوية التي تشتد الحاجة إليها إلى الأدويـة التي تتجنب ضوابط الأسعار في الولايات المتحدة. خلافا لمعظم بلدان أوروبـــا، لم تضبط الحكومة الأمريكية في السابق أسعار الأدويـــة. سمح قانون خفض التضخم الـعـام المـــاضي لبرنامج "الرعاية الصحية" للمتقاعدين الممول من دافعي الضرائب، بالتفاوض بشكل مباشر مع شركات تصنيع الأدويـة. كما تعتزم السعي للحصول على تخفيضات في المائة أو أكثر للأسعار 25 بنسبة المطروحة، مع التركيز على الأدويـة الأكثر مبيعا التي تقترب من نهاية حماية بـراءات الاخـ اع. من المتوقع أن يوفر هذا على برنامج الرعاية الصحية ما يقارب مليار دولار على مدى عقد، بينما 100 يقلل التكاليف التي يدفعها كثير من كبار السن الأمريكيين. شككت شركات الأدوية، التي يتعين عليها التفاوض أو دفع ضرائب عقابية، فيما إذا كـان هـذا الإجــراء دستوريا، ورفعت بعضها دعــاوى قضائية. كما تتوقع أن تحاول شركات التأمين الخاصة خفض ما تدفعه أيضا، ما يـؤدي إلى خفض الإيــرادات انخفاضا حـادا. ومع توسع قائمة الأدويـة المغطاة، تحذر الصناعة مـن أن ذلـك سيضغط على ميزانيات البحث والتطوير ويحد من عدد العقاقير قيد التطوير التي يمكنها دعمها. كما أن الحدود القصوى للأسعار قد تجعل من الصعب جذب استثمارات رأس المـــال المـغـامـر؛ لأن المـــردود المحتمل سيكون أقل. هذا أمر مثير للقلق بشكل خاص؛ لأن كثيرا من أبحاث الأدوية في المراحل المبكرة يتم إجـراؤهـا الآن بواسطة شركات ناشئة تبيع منتجاتها لاحقا إلى شركات الأدوية الكبرى. بـدأ الشعور بتأثير ذلـك بالفعل خـــارج حـــدود أمـريـكـا. قــال توماس شينيكر، الرئيس التنفيذي لشركة روش السويسرية لصناعة الأدوية في مكالمة إعلامية حديثة: "لقد قررنا أننا لن نجري تجارب معينة، أو لن نعقد صفقة اندماج أو استحواذ أو ترخيصلأنها أصبحت غير مجدية من الناحية المالية". من المرجح أن تتأثر أدويــة كبار السن والأبحاث المتعلقة بالاستخدامات الجديدة للأدوية التي تقترب من نهاية حماية براءات الاختراع بالحدود القصوى للأسعار. وربما تعطي الشركات المصنعة الأولـويـة للعلاجات ذات الجزيئات الكبيرة، مثل أدويـة العلاج الجيني أو اللقاحات، على العلاجات التقليدية، وذلـك ببساطة لأن الأولى معفاة من مفاوضات الأسعار لفترة أطول. قد تكون أغلب تحذيرات شركات الأدويــة الكبرى مثيرة للذعر. يقتصر برنامج "الرعاية الصحية" على الأدوية ذات الشعبية الكبيرة التي اسـ دت بالفعل تكاليف تطويرها أضعافا مضاعفة. والنظام الحالي للتسعير غير الخاضع للرقابة غير ناجح ابتكاريا. يقول منتقدون إنه يكافئ الأدوية "المقلدة" والمـشـابـهـة للغاية الـتـي لا تقدم سوى ميزة صغيرة مقارنة بالعلاجات الموجودة أصلا، فضلا عن عمليات إعادة التركيب البسيطة لإطالة عمر بـراءات اختراع الأدوية. وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن أقل من ثلث الأدوية الجديدة المعتمدة في أوروبا والولايات المتحدة تم تصنيفها على أنها 2017 و 2007 بين ذات "قيمة علاجية عالية". ربما يستفيد المصنعون أيضا من جزء آخر من إصلاحات قانون خفض التضخم الذي يضع حدا أقصى لتكاليف العقاقير التي يدفعها المــرضى من في المائة 30 جيوبهم الخاصة. نحو من مرضى الرعاية الصحية لا يشترون الأدويـة الجديدة الموصوفة للسرطان بسبب مخاوف تتعلق بالتكلفة. تشرح ستيسي دوسيتزينا، الأستاذة في جامعة فاندربيلت، قائلة: "قــد يعوضون الانـخـفـاض في الـسـعـر بــزيــادة في الحجم". أمام الولايات المتحدة عدة أعوام لإصلاح مكامن الخلل في نظامها الجديد: فلن تدخل الأسعار الأولى التي تم التفاوض عليها حيز التنفيذ قبل . لكن الاضطرابات لا بد أن تكون 2026 بمنزلة نداء يقظة للأمريكيين وغيرهم. إن الأسعار المرتفعة في الولايات المتحدة ليست الطريقة الوحيدة لتمويل التقدم الطبي العالمي. وسيتعين على البلدان الأخرى أن تسهم بشكل أكبر، لكن ليس من الضروري أن تكون باهظة الثمن للمرضى. يمكن للحكومات أن تمنح شركات صناعة الأدوية الدعم من خلال تمويل الأبحاث حول أسباب المرض، إضافة إلى المسارات والمستقبلات التي يمكن أن تكون أهدافا للعلاج. كمايمكنها أيضا تقليل المخاطر عن طريق المساعدة على تمويل التجارب السريرية وضمان المبيعات. تظهر التجارب الأخـ ة مع لقاحات كوفيد أن هذا يمكن أن ينجح. إن حجم صناعة الأدوية الأمريكية وثـروتـهـا وبراعتها العلمية أمـور ستجعلها تلعب دورا كبيرا دائما. لكن لا ينبغي أن تكون الغوريلا الوحيدة في الغرفة بعد الآن. حجم صناعة الأدوية الأمريكية وثروتها وبراعتها العلمية أمور ستجعلها تلعب دورا كبيرا دائما، لكن لا ينبغي أن تكون الغوريلا الوحيدة في الغرفة بعد الآن. أمريكا .. الغوريلا الوحيدة في غابة الأدوية «جيتي» مليار دولار على الأدوية خلال العام الماضي، نحو نصف الإجمالي العالمي. 600 أنفق الأمريكيون أكثر من من نيويورك بروك ماسترز سيتم إغلاق أكثر من واحد من كل ثمانية أفرع مصرفية في المملكة المتحدة التي كانت مفتوحة في بحلول ديسمبر، مع 2023 بداية زوال ما يقارب ثلاثة أخماس الشبكة .2015 منذ يظهر التحليل الـــذي أجرته "فاينانشيال تايمز"، استنادا إلى بيانات من شركـة لينك المــزودة لأجـهـزة الـــ اف الآلي، أنــه من فرعا 636 المقرر إغلاق ما مجموعه مصرفيا بحلول نهاية العام الجاري، فرعا حتى الآن. وقد 424 مع إغلاق 42 تم بالفعل الإعـ ن عن إغـ ق .2024 فرعا آخر في تسلط عمليات الإغـ ق الضوء على النقص المتزايد في الهياكل الأساسية النقدية في جميع أنحاء البلاد، رغـم مقترحات الحكومة الشهر الماضي لضمان الوصول إلى النقد على المدى الطويل. قال سام ريتشاردسون، نائب رئيس التحرير في مجلة حقوق المستهلك، "ويتش موني": "إن فرع البنك الذي يتم إغلاقه لا يعني فقط نقصان أماكن سحب الأموال النقدية أو إيداعها محليا. إنه يجعل الوصول إلى الخدمات المصرفية المباشرة أكثر صعوبة - وهو أمر مهم بشكل خاص للعملاء الأكثر عوزا". تـقـدر مجموعة المستهلكين "ويـتـش" أنـه بعد إغـ قـات هذا العام، سيتبقى في جميع أنحاء المملكة المتحدة ما يزيد قليلا على 5600 أربعة آلاف فرع، مع إغلاق ، عندما بدأت 2015 فرع منذ يناير المجموعة في تتبع البيانات. كانت البنوك تعمل على تقليص شبكات الفروع المكلفة منذ عقود، لكن المعدل ارتفع مع زيادة الإقبال على البدائل الرقمية في الأعـوام الأخــ ة، كما ارتفع هذا المعدل بسبب الجائحة. قال ديريك فرينش، المسؤول التنفيذي السابق في بنك نات ويست، إن طبيعة إغلاق الفروع قد ، وذلك عندما تم 2016 تغيرت منذ إيقاف حملة الخدمات المصرفية المجتمعية التي أسسها. "لقد كانت هذه المشكلة ريفية إلى حد كبير في البلدات الصغيرة والقرى الكبيرة، ولكنها أصبحت تحدث بشكل متزايد في المدن الأكبر حجما التي تدعم المناطق النائية المحيطة بها، التي فقدت فروعها منذ أعـوام طويلة"، كما أضاف. فرع 100 إضافة إلى أكـ من تم إغلاقها أو يتم إغلاقها حاليا في لندن هذا العام، ستفقد مدن ساوثامبتون ونورويتش ودانـدي وليدز عديدا من الفروع بحلول .2023 نهاية قـال فرينش إن البدائل مثل الخدمات المصرفية الرقمية ليست مثالية للفئات السكانية الضعيفة، بما فيهم المعوزون الذين يعتمدون على الأوراق النقدية لإدارة نفقاتهم. "بالنسبة إلى الأشخاص الأقل ثراء، يمكن أن يجدوا صعوبة كبيرة في إعداد الميزانية إذا كانوا يدفعون بوساطة الهاتف أو بطاقة الدفع ولا يستلمون الإيصال. قد يكون تداول النقود آخذا في الانخفاض، لكنني أعتقد أن هناك حجة قوية لوجوده بوصفه خيارا عندما تنظر إلى السكان ككل"، حسبما قال. في أغسطس، وضعت الحكومة قيودا على المسافات التي يجب أن يقطعها الناس للحصول على الخدمات النقدية، مع التهديد بفرض غرامات على البنوك التي في المائة 95 تفشلفيضمان وجود من عملائها من الأفراد والشركات على بعد ثلاثة أميال من مراكز الإيداع والسحب. كانت الجهود المبذولة لإنشاء "مـراكـز مصرفية"، وهـي تعاون بين مكتب البريد والمقرضين في الأحياء التي ليست لديها فروع، بديلا مرحبا به. مع ذلك، تم انتقاد 76 سرعة تشغيلها، سبعة فقط من مركزا تم الإعـ ن عنها حتى الآن مفتوحة حاليا. قـــال جـــون هــاولــز، الرئيس التنفيذي لشركة لينك: "أعتقد أننا سنشهد إغلاقات أكثر للأفرع، ولكن الأهـم من ذلـك أننا سنرى مئات المراكز المصرفية الأخرى، وسيتعين عـ البنوك أن تظل مفتوحة حتى يتم إيجاد هذا المركز الجديد". من جانبه، قال كريس هولمز، عضو حزب المحافظين وناشط منذ فترة طويلة من أجل تحقيق قدر أكبر من المساواة في الوصول إلى الأموال النقدية، إن ضمان توافر الأوراق النقدية لم يحل سوى جزء من المشكلة. ودعا إلى سن التشريعات لضمان قبول النقد في مواجهة الاعتماد المتزايد على المدفوعات الرقمية أو البطاقات فقطفي أماكن البيع بالتجزئة. كما أشار إلى أن بعض الولايات والمـــدن الأمريكية تطلب من الشركات التي لها مقار عادية قبول النقد. وتساءل قائلا: "ما الفائدة من الحصول على النقود إذا لم تجد مكانا لإنفاقها؟ من الأهمية حقا أن يفهم الجميع هذه النقطة، وإلا ستكون هناك مجتمعات معينة معرضة لخطر الاستثناء". "إن الطريقة التي يصل بها الـنـاس إلى أمـوالـهـم وطريقة إدارتهم لها بدأت تتغير منذ عقود. وبينما ندعم الخيارات المتزايدة والراحة التي تجلبها المدفوعات الرقمية، فإن النقد ما زال يلعب دورا مهما ومستمرا"، وفقا لوزارة الخزانة. كانت البنوك تعمل على تقليصشبكات الفروع المكلفة منذ عقود، لكن المعدل ارتفع مع زيادة الإقبال على البدائل الرقمية في الأعوام الأخيرة. الفروع المصرفية تحت تهديد الترشيد والبدائل الرقمية «ألامي» بعد إغلاقات هذا العام، سيتبقى في جميع أنحاء المملكة المتحدة ما يزيد قليلا على أربعة آلاف فرع مصرفي. سيدارث فينكاتاراماكريشنان من لندن مع تنامي الضجة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي - التكنولوجيا الناشئة التي يمكنها إنشاء نصوص وصور ورموز - تنجذب شركات كثيرة إلى إمكانية أتمتة المهام المتكررة وخفض التكاليف مع إحلاله محل الوظائف. تشير أبحاث إلى أن التكنولوجيا ستهز مكان العمل فعلا. وجدت إحدى الدراسات التي نشرت في مارس أن إدخال نماذج لغوية ضخمة مثل شات جي بي تي يمكن أن 80 في المائة على الأقل من مهام نحو 10 يؤدي إلى تأثر في المائة من القوى العاملة الأمريكية بسبب التكنولوجيا. في المائة من مهام خمس 50 يمكن أن يتأثر ما لا يقل عن العمال تقريبا، ومن المرجح أن يتعدى التأثير الوظائف التكنولوجية، ويصل إلى مجالات تعتمد كثيرا على اللغة مثل القانون والإعلان والمالية. لكن يعتقد بعض الخبراء أن التكنولوجيا لن تتسبب في تقلص سوق العمل، بل ستحل نعمة عليها، بإنشاء أنواع جديدة من الوظائف وظهور علاقة تكافلية بين الذكاء الاصطناعي والإنسان. في الماضي، كانت كثير من التطورات والتكنولوجيات التحويلية تميل إلى توسيع الفجوات في تباين الدخل بين العمال الأكثر خبرة والأقل خبرة، أو طلاب الجامعات وغير الجامعيين، وفقا لإريك برينجولفسون الأستاذ في جامعة ستانفورد المتخصصفي الذكاء الاصطناعي. لكن هـذه ليست هي الحال بـالـ ورة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي. في دراسة أجريت مع أكاديميين آخرين من مختبر ستانفورد للاقتصاد الرقمي، وجد برينجولفسون أن تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي في مركز خدمة العملاء - لاقتراح أفضل الإجابات التي يمكن أن في 14 يقدمها الموظف للعملاء - عزز إنتاجية الموظفين المائة. ويقول إن الموظفين الأقل خبرة أو مهارة استفادوا في المائة تقريبا، 30 أكثر من غيرهم، بزيادة الإنتاجية مضيفا أنه يمكن تطبيق ذلك عموما فيصناعات كثيرة. "بعض الاستخدامات الأعلى إنتاجية للذكاء الاصطناعي التوليدي هي التي تزيد عدد البشر بدلا من تقليدهم أو استبدالهم"، كما يقول برينجولفسون، الذي شارك في تأسيس منصة لإدارة العمل تسمى ووركهيليكس، التي تراجع المهام التي تنفذ عادة في الشركة وتحدد الفرص المتاحة ليساعد فيها الذكاء الاصطناعي. يشير إحدى الأبحاث إلى أن الطريقة التي يفسر بها معظم المديرين العائد على الاستثمار في تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي هي بالوعد بتخفيضسريع في عدد الموظفين. لكن محمد حسين جراحي، الأستاذ المساعد في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل وأحد مسؤولي الذكاء الاصطناعي، يحذر من أن البحث عن الفاعلية على المدى القصير من خلال أتمتة المهام يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مقصودة على المدى الطويل، مثل فقدان الخبرة القيمة. يقول: "أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية هي مركز مهام. في معظم الأحيان يرتبط هذا الذكاء ارتباطا وثيقا بمهام محددة (...) لكن الآلات لا يمكنها استيعاب هذا الفهم الضمني للمنظمة كاملة". عـ النقيض مـن ذلـــك، يـقـول جـراحـي: إن لدى البشر "مزايا تنافسية مهمة"، بما فيها الذكاء العاطفي والاجتماعي، والتفكير الاستراتيجي الشمولي القائم على أعوام من الخبرة المتشربة. نتيجة لذلك، ستحظى الشراكات بين الذكاء الاصطناعي والبشر بأهمية قصوى، كما يقول، وكذلك قدرتنا على التعاون مع هذه الآلات. يقول: "على الخبراء البشر البقاء على اطلاع بالمستجدات. ستتحول أدوارنا إلى شركاء لهذه الأنظمة. الأمر لا يتعلق بالمهارات بين البشر، بل بمهارات التعاون بيننا وبينها". مع ذلـك، في جزء من التحول، سيحتاج البشر إلى اكتساب مهارات جديدة من أجل البقاء في الطليعة، مثل التثقيف بالذكاء الاصطناعي. قد يشمل ذلك معرفة أكبر بنماذج اللغات الضخمة مثل شات جي بي تي، وفهم من أين تأتي البيانات وراءها، وما إذا كانت هناك تحيز في الخوارزميات، أو عيوب أخرى. تقول رافيت دوتان، باحثة ومستشارة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: "سيتطلب ذلك مهارات تفكير نقدي فذة. في الذكاء الاصطناعي التوليدي، تبنى افتراضات اجتماعية وثقافية وقد تكون خفية عن الذين ليسوا على علم بالثقافة." وتؤكد أن الشركاتستحتاج إلى تعيين أفراد ليتولوا المسائل الأخلاقية الشائكة. في بعض الحالات، ستظهر وظائف جديدة خاصة بالذكاء الاصطناعي لتلبية الاندفاع في شعبية التكنولوجيا. توجد بالفعل سوق متنامية لمصنفي البيانات أو المعلقين الذين يساعدون على تدريب الخوارزميات - مثلا، بتوضيح ماهية شيء معين. تقول دوتان: "يمكن أن يكون التصنيف مهارة مهمة حقا لكن يجب الاعتراف بها وتقديرها كما هي. يمكن أن تكون وظيفة دقيقة للغاية لكن الناس ينظرون إليها على أنها عمل رخيص. وفي الأغلب ما يستعان بمصادر خارجية من دول أخرى لتأديتها". دور آخر واعد في هذا المجال هو "مهندس طلبات" - مهندس برمجيات تتمثل مهمته في اختبار الطلبات النصية التي ستولد الاستجابة الأصح والمرغوبة من أي تطبيق للذكاء الاصطناعي وتطويرها. يقول برينجولفسون: "يصبح من المهم أكثر فأكثر التفكير في الأسئلة الصحيحة التي يجب طرحها، لذا فهم مشكلات العملاء، وما تريد توجيه هذه الأداة القوية إليه أمر مهم. نحن بحاجة إلى تشجيع الموظفين على الإقدام والتفكير في كيفية استخدام هذه الأداة ليصبحوا أكثر إبداعا". التكنولوجيا لن تقلصسوق العمل، بل ستحل نعمة عليها، بإنشائها أنواعا جديدة من الوظائف وظهور علاقة تكافلية بين الذكاء الاصطناعي والإنسان. التعاون بين الذكاء الاصطناعي والإنسان .. كيفستتغير قيمة المهارات؟ من سان فرانسيسكو هانا ميرفي NO.10924 ، العدد 2023 سبتمبر 8 هـ، الموافق 1445 صفر 23 الجمعة 10

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=