aleqt (10920) 2023/09/04

NO.10920 ، العدد 2023 سبتمبر 4 هـ، الموافق 1445 صفر 19 الإثنين مليون شخص في 828 يعاني 1 العالم الجوع، ينتشر نحو منهم في إفريقيا، فتقرير 3 / مجموعة البنك الإفريقي للتنمية مليون جائع 249 يتحدث عن إفريقي، مع تنامي المخاوف من الزيادة في الأعــداد بشكل أسرع من أي مكان في العالم. يعد ذلك إحدى مفارقات القارة، فما تملكه من مؤهلات طبيعية ومقومات بشرية يجعلها سلة غـذاء العالم بلا منازع. يجمع الخبراء على أن إطـ ق العنان للإمكانات الزراعية لإفريقيا، قد يكون بديلا لإنقاذ العالم من أزمة غذاء عالمية، بادية في الأفق، تنذر بتجويع الملايين في مختلف أصقاع العالم. فعلا إفريقيا قادرة على إطعام نفسها، حتى المساهمة في توفير الطعام للعالم، حقيقة تثبتها الأرقـام والإحصائيات، بخلاف ما يتداول من سرديات، أغلبها ذو أصـول استعمارية، تؤكد فقر وفاقة القارة. صحيح أن مجتمعات بأسرها في إفريقيا، تواجه حاليا واحـدة من أسوأ أزمات الغذاء، منذ نحو نصف قـــرن، نتيجة تـداعـيـات وبـاء كـورونـا، ثم الــراع الـروسي الأوكراني. لكن قبل هذه الأسباب الطارئة (الجائحة والحرب حتى المـنـاخ) تمـت معوقات جمة تحول دون استغلال مؤهلات القارة لفائدة أبنائها أولا، ولبقية شعوب كوكب الأرض. كنوز إفريقيا المنسية تمتلك إفريقيا إمكانات زراعية هائلة، يكفي أن تستغل على أحسن وجـه حتى تجعل منها مائدة الغذاء العالمي بامتياز، فهذه القارة التي لا تزال بكرا، مقارنة ببقية القارات المستنزفة، تحتضن أكبر مساحة من الأراضي الزراعية، بنسبة تصل فيها غير في المائة. 65 المستغلة إلى 10 فضلا عن استحواذها على في المائة من المياه العذبة في العالم، تعززها موارد متجددة من أنهار وبحيرات، على غرار نهر 30 الكونغو الذي يمثل وحده في المائة من إجمالي المياه في القارة السمراء. ديموغرافيا، يتوقع أن يبلغ مليار نسمة، 2.5 سكان القارة . بذلك تكون 2050 بحلول عام ثاني أكبر قارة من حيث الموارد البشرية، مع اتساع في قاعدة الفئة النشيطة من الشباب (أقل 65 عاما)، ممن يمثلون 35 من في المائة من سكان القارة، ما يعني تزايد أعــداد الأفــراد في سن العمل. عكس المؤشرات في أوروبا التي ستشهد، في التاريخ نفسه، بحسب الأمم المتحدة، زيــــادة في أعــــداد الـشـيـوخ، فالسكان النشيطون في إيطاليا 13 مثلا سينخفضون بمقدار مليونا. بعيدا عن المـؤشرات العامة بالقارة، تفيد الأرقـام الخاصة بدولة الكونغو الديمقراطية، مليون 80 مثلا، بأن استغلال هكتار من أراضيها كاف لإطعام ملياري شخص حـول العالم، أي أن حسن الاستثمار الزراعي في البلد، بإمكانه توفير طعام، يسد حـاجـيـات سـكـان قـارتي إفريقيا وأوروبـا معا. السودان كــذلــك، ومـــثـــال، فـــالأراضي الخصبة هناك تستطيع إنتاج ما يحتاج إليه مواطنو الدول العربية من المحيط إلى الخليج من غذاء. ولا تزال معظم مساحة السافانا الإفريقية غير مستغلة، مليون هكتار، 400 فمن إجمالي مليون هكتار، ما 40 بالكاد تزرع في المائة فقط. 10 يعادل عقبات داخلية ومعوقات خارجية رغم هذه الإمكانات المهمة طبيعيا وبشريا وجغرافيا، يظل الاستيراد خيار إفريقيا لتأمين حاجياتها الغذائية، فالأرقام تتحدث عن تخصيص الأفارقة مليار دولار سنويا لما يفوق 75 طن متري من الأغذية. 100 من ورغـــم تـهـديـد شـبـح الـجـوع لملايين منهم، فالتفكير في السبل الكفيلة لتقليص الفجوة الغذائية بمعالجة جذرية للملف تكاد تكون غائبة عن الأجندات الرسمية، فالأمن الغذائي آخر أولويات الساسة وصناع القرار في القارة. الاهتمام بالسياسة الزراعية في معظم دول القارة الإفريقية ضــــعــــيــــف، فالممارسة فيهذا القطاع رهينة الأساليب التقليدية دون اهتمام بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، رغم التطور الذي شهده العالم بشأن أدوات استغلال الثروات الطبيعية، ما يجعل المـردود ضعيفا مقارنة بالإمكانات الهائلة المـتـوافـرة في باطن الأرض. انـعـكـس ذلـــك بــوضــوح على الإنتاج، فالهكتار في إفريقيا أقل إنتاجية من نظيره في أوروبا أو في 40 أمريكا، بنسبة تصل إلى المائة. وكـانـت الفجوة الإنتاجية واضــحــة حـتـى داخـــل البلد الواحد، فإنتاجية المزارع العادي تقل عما يحققه من اعتمدوا الوسائل 90 الحديثة، بنسبة في المـائـة. بمقدور إفـريـقـيـا إذن أن تصبح منتجا رئيسا للأغذية، متى تمكن المزارع العادي من الاستثمار للوصول إلى أعلى مستويات الإنـتـاجـيـة. رهـان يبقى وثيق الصلة بـعـائـق الـتـمـويـل أكـ عقبات الإقـ ع الــزراعــي في بلدان الـــقـــارة، فالبنوك الإفريقية تتحفظ على إقــراض المـزارعـ ، إذ على الرغم من مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي في 29 الإفـريـقـي بنسبة 3 المائة، فالزراعة لا تتلقى سوى في المائة من القروضالمصفية. فـضـ عـــن ذلــــك، يـواجـه المزارعون -بمن فيهم من طوروا وسـائـل الإنـتـاج- مشكلات في التسويق، فتصيف المنتوج إلى أسواق الدول المجاورة معضلة كبرى، لسوء أوضاع شبكة الطرق والبنيات التحتية. فنقل منتوج من غانا إلى ألمانيا مثلا يتطلب زمنيا نصف (سـت سـاعـات) ما 13( يحتاج لبلوغ دولة السودان ساعة)، وتكلفة تصديره داخل الـقـارة أكـ من نظيرتها نحو أوروبا. كلها معوقات تحول دون استثمار التنوع الكبير للمنتجات الـزراعـيـة، في تلبية حاجيات الأسواق الإفريقية المحلية. سوق واعدة وأطماع دولية يتوقع البنك الإفريقي للتنمية أن ترتفع سوق الزراعةفيإفريقيا 2023 مليار دولار عام 280 من إلى تريليون دولار بحلول عام ، ما جعلها محور اهتمام 2030 القوى الكبرى، بحثا عن بدائل تعوض بها استنزاف القارات القديمة. فالقارة سوق استهلاكية واعـدة، فوفق تقديرات الأمم 2.5 المتحدة يتوقع أن تصل ،2050 مليار نسمة خلال عام تتطلب فقط استثمارات تقدر مليار 36 مليار دولار و 28 بما بين دولار سنويا لتتحول إلى سلة غذاء العالم. شرعت الدول الآسيوية تباعا في اقتحام المـجـال الـزراعـي بـالـقـارة، فعملت الصين على مليون هكتار 1.5 استزراع نحو من الأراضي الزراعية بعدة دول (الكاميرون وأوغـنـدا وتنزانيا ومدغشقر ونيجيريا...)، وبدأت مشاريع مثل "حديقة وانباو" في موزمبيق تتحول إلى نماذج تسوق للتجربة الزراعية الصينية في القارة. لم تتأخر جاراتها، الهند واليابان، في التوجه إلى إفريقيا بحثا عن أيـر السبل لتأمين الطعام في المستقبل. فحضرت نيودلهي باستثماراتها في كل من زامبيا وبوتسوانا وجنوب إفريقيا، فيما اختارت طوكيو بوابة "تكياد" للتعاون مع الأفارقة في المجال الزراعي. انتبه الأوروبـــيـــون أخـ ا للمسألة، فسارعت باريس خلال توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي الـعـام المـــاضي، إلى إطـ ق مـبـادرة "فـــارم" (مـزرعـة) بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي ومجموعة الدول السبع، بتاريخ ، لضمان زيادة 2022 مارس 24 الإنتاج الزراعي وسط مخاوف عالمية من أزمـة غـداء واسعة النطاق. خطوة عدها مراقبون مدخل باريس لإعادة التغلغلفي إفريقيا، عبر بوابة الأمن الغذائي. وظهر ذلك باختيار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية،فيأول جولة إفريقية كلا من الكاميرون بنين وغينيا بيساو، مع التركيز على الأولى باعتبارها بلدا زراعيا وأول اقتصاد في وسط إفريقيا حتى يكون مختبرا لهذه المبادرة، الرامية إلى تعزيز الإنتاج الزراعي والاستثمار في البنى الزراعية في القارة، وتحديدا تلك البلدان غير المستهدفة من القوى الأخرى المتنافسة على نصيبها من سلة الغذاء العالمي. لعنة الصاع قرينة إفريقيا، فتكرار سيناريو استنزاف المواد الخام منذ الاستعمار قد يعاد من جديد في المجال الزراعي، بـراع خفي بـدأت بــوادره في في قمة دكار 2015 الظهور منذ حـول "إفريقيا واستراتيجية الـتـحـول الــزراعــي في الـقـارة الـسـمـراء"، مـا ينذر بإحداث ثقوب في سلة غــذاء العالم من شأنها الحيلولة دون تأمين طعام الأفارقة، بالأحرى بقية سكان العالم. 2015 بسبب صراع خفي بدأت بوادره بالظهور منذ إفريقيا .. الجوع يهدد «سلة غذاء العالم» تكرار سيناريو استنزاف المواد الخام منذ الاستعمار قد يعاد من جديد في المجال الزراعي. من الرباط محمد طيفوري تفيد الأرقام الخاصة بالكونغو 80 الديمقراطية مثلا بأن استغلال مليون هكتار من أراضيها كاف لإطعام ملياري شخص حول العالم لعنة الصراع قرينة إفريقيا. أعلن البنك الـدولي، العام الماضي، أن العالم على موعد مع فشل ذريع في تحقيق هدف الـقـضـاء عـ الفقر المدقع ، فـ"التقدم 2030 بحلول عام العالمي في الحد مـن الفقر المدقع قد توقف" في واحدة من أكبر الانتكاسات في معالجة الفقر، منذ الحرب العالمية الثانية. فلأول مرة منذ ربع قرن ازداد الــ اء الفاحش والفقر المدقع بشكل حاد معا، والتحق ، بقائمة الفقراء أكثر 2020 عام مليون شخص إضافي، ما 70 من في المائة. 11 يمثل زيادة قدرها أرقام صادمة تضمنها تقرير "البقاء للأغنى" الـصـادر عن منظمة أوكسفام البريطانية، بداية العام الـجـاري، ترصد الـتـفـاوت الخطير في توزيع 1 الـ وات في العالم، فأغنى في المائة من البشر استحوذوا، خلال العامين الماضيين فقط، من الثروات 3 / 2 على ما يقارب الجديدة المتراكمة. بصيغة أكثر تعبيرا، بلغ إجمالي الثروة ، ما قيمته 2020 العالمية، منذ تريليون دولار، كان نصيب 42 26( في المائة 63 الأغنياء فيها تريليون دولار). فيما اكتفت 37 البقية، أي الأكثرية، بنسبة تريليون دولار). 16( في المائة راكم الأثرياء ثروات ضخمة، في زم ـن قـيـاسي، وشكل غير مسبوق، فمقابل كل دولار كسبه في المائة من البشر 90 أفقر من الـ وة العالمية الجديدة، مليون دولار. ما 1.7 يجني هؤلاء انعكس على ثرواتهم التي نمت مليار دولار، مقابل تآكل 2.7 بـ مليار شخص 1.8 أجور أزيد من في العالم بسبب التضخم. وفي إحصائية معبرة عن الخلل الكبير في الـتـوزيـع، كشف دولار من 100 التقرير عن أن كل الثروة الجديدة المنتجة، ما بين ،2021 وديسمبر 2019 ديسمبر في المائة 90 لم ينل فيها أفقر سوى عشرة دولارات، بينما ظفر في المائة من البشر بما 1 أغنى دولارا. 63 قدره يعد التقرير أن ازدهـــار أصحاب المليارات، وتمكنهم من تحقيق هذه الأرباح، فيما يواجه معظم الناس ويلات التقشف والفقر لهو "خـ دليل على نظام اقتصادي يفشل في خدمة الإنسانية". فضلا عن كونه مؤشرا إلى زيف ادعـاءات "الحكومات والمؤسسات المالية الدولية والنخب العالمية بسدها رواية خيالية عن اقتصاد يتقاطر نحو الأسفل، حيث من شأن الضرائب المنخفضة والمكاسب المرتفعة لقلة من الناس أن تفيدنا جميعا في نهاية المطاف. إنها سردية لا أساس لها من الصحة". وســبــق لــصــنــدوق النقد الدولي أن أثبت ذلك في بحث له بهذا الشأن معتبرا أنه "إذا في المائة من 20 زادت حصة البشر (الأغنياء)، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي ينخفض عمليا على المدى المتوسط، ما يشير إلى أن الفوائد لا تتقاطر نحو الأسفل". عمليا، شهدت معدلات الضرائب على الأغنياء انخفاضا منذ عقود، وخلافا للتوقعات التي تذهب إلى انعكاس ذلك على الطبقات الفقيرة، نمت حصة الـ وة التي تذهب إلى أقلية من الأثرياء بشكل حاد. ونجح هؤلاء، بحسب التقرير، في حماية مصالحهم بنفوذهم الـقـوي في وسـائـل الإعـــ م، حيث الترويج الدائم والمستمر لسدية "اقتصاد يتقاطر إلى الأسفل". ففي الولايات المتحدة تسيطر أقلية من الأثرياء (جيف بــيــزوس ومـايـكـل بلومبيرج وروبرت مـردوخ...) على صناعة الأخبار في البلاد، أمـا فرنسا مليارديرا على 11 فيستحوذ مؤسسات إخبارية، تمثل أكثر في المائة من الصحف 8 من في المائة 75 اليومية في البلد، و من حصص سوق التلفزيون، في المـائـة مـن حصص 74 و سوق الراديو. وفي الهند يتحكم ملياردير واحــد هـو موكيش قناة تلفزيونية 27 أمباني في مليون 800 تصل إلى أزيد من مواطن في البلد. لكن ذلك لا يستطيع إخفاء مستوى اللامساواة الاقتصادية في الـعـالم، فــالأرقــام تفيد بـتـضـاعـف ثــــروات أصـحـاب مـرة، منذ 19 المليارات نحو إلى اليوم، حيث 1987 عـام مليار دولار 728 انتقلت من تريليون دولار. 13 إلى أكثر من كـ تـؤكـد اقـــ ان الــزيــادات المهمة في الــ وات بالأزمات التي شهدها العالم أخيرا، بدءا بأزمة فقاعات الدوت كوم (عام )، مــرورا بأزمة الرهون 2000 )، وانتهاء 2008 العقارية (عام .)2020 بجائحة كورونا (عام تحتاج البشرية إلى مزيد من المـسـاواة لضمان استمرارية العيشفي عالم شديد الترابط، لأجــل ذلــك تـقـ ح المنظمة الضريبة كأداة لبلوغ تلك الغاية، تحديدا الضرائب التصاعدية على الأغنياء، لمحاربة التضخم وارتـــفـــاع الأســعــار وتـفـادي لجوء الحكومات إلى سياسات التقشف. فضلا عن ردم الفجوة بين الأغنياء والفقراء، بإيجاد مجتمعات أكثر مساواة نتيجة التوزيع التصاعدي للثروة داخل المجتمعات. ويعطي التقرير أكثر من مثال على ذلك، فبإمكان الهند مثلا باعتماد هذه الضريبة أن تحصل من الملياردير جوتام أداني مليار دولار، مبلغ كاف 26 على لتوظيف أكثر من خمسة ملايين معلم في المـدارس الابتدائية لمــدة عــام كـامـل. وبمـقـدور الضريبة على مداخيل كارلوس سليم (خمسة مليارات دولار) ألف معلم في 250 أن توظف المكسيك. وتكفي الضريبة على في 2 الــ وة الصافية بنسبة المائة على أصحاب الملايين في المـائـة عـ أصحاب 5 و المليارات، لتوليد إيرادات تقدر تريليون دولار سنويا. 1.7 بنحو مبلغ كاف لإخراج أكثر من ملياري شخصفي العالممن تحت عتبة الفقر. تحتاج الـبـ يـة أكــ من أي وقت مضى، إلى التضحية للحفاظ على استمراريتها، فإذا كـان الأفــراد العاديون، وهم الأغلبية الكاسحة يضحون يوميا من أجل توفير ضروريات الـحـيـاة مــن مــأكــل ومــ ب ومسكن وملبس، فـآن الأوان كي يضحي الأغنياء من جانبهم، ولو بالقليل، لتقليص الهوة بين القمة والقاعدة، وردم التفاوت الحاد في توزيع الثروة. لضمان استمرارية العيش في عالم شديد الترابط العالم في حاجة إلى جرعة من المساواة الاقتصادية أرقام صادمة تضمنها تقرير «البقاء للأغنى» الصادر عن منظمة أوكسفام البريطانية. من الرباط محمد طيفوري الأرقام تفيد بتضاعف ثروات أصحاب 1987 مرة منذ عام 19 المليارات نحو مليار 728 إلى اليوم حيث انتقلت من تريليون دولار 13 دولار إلى أكثر من السياسية 13

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=