aleqt (10920) 2023/09/04

الرأي لن ينمو الاقتصاد في اتجاه مرغوب اجتماعيا من تلقاء ذاته. كما أكدت قبل عشرة أعوام فإن الدولة يجب أن تضطلع بدورها المهم في ريادة الأعمال. بعد المحاولات التي بذلتها الحكومات أخيرا لدفع عجلة اقتصاداتها في أعقاب الجائحة، من الواضح أننا لا نزال في احتياج إلى التفكير بطريقة جديدة حول كيفية تحقيق النمو الذي لن يكون "ذكيا" فحسب، بل يجب أن يكون أيضا أخضر وشاملا. » 2 من 2 إعادة النظر في النمو والعودة إلى ريادة الأعمال « يتعلق فرض الطابع المالي في أغلب الأحـيـان باستخراج القيمة وتعظيم الأرباح في الأمد القريب، وليس إيجاد القيمة من أجل المجتمع ككل. لتحقيق النمو الشامل، يتعين علينا أن ندرك أن العمال هم من يوجدون القيمة الحقيقية، ويجب أن تكون مصالحهم حاضرة بوضوح في المناقشات حول توزيع الدخل والثروة. من هـذا المنطلق، كـان الموقف الجديد الذي اتخذه حزب العمال في المملكة المتحدة بشأن حقوق العمال مثيرا للقلق. ففي محاولة عفوية لاجتذاب قادة الشركات وتفنيد المزاعم بأنه "مناهض للأعمال"، خفف حزب العمال التزامه المعلن في السابق بتوفير قدر أكبر من الحماية للعاملينفي وظائف مؤقتة. ولكن ينبغي لنا ألا ننظر إلى النمو القائم على الاستثمار وحقوق العمال بوصفهما أولويتين متنافستين. الواقع أن إيجاد التوازن بين المشاركة من جانب الشركات والالتزام تجاه العمال لا يشكلضرورة أساسية لتحقيق النمو الشامل فحسب، بل قد تبين بالفعل أن هذا التوازن يعمل على تعزيز الإنتاجية والنمو في الأمد البعيد. لن ينمو الاقتصاد في اتجاه مرغوب اجتماعيا من تلقاء ذاتـه. كما أكـدت قبل عشرة أعوام فإن الدولة يجب أن تضطلع بدورها المهم في ريادة الأعمال. بعد المحاولات التي بذلتها الحكومات أخيرا لدفع عجلة اقتصاداتها في أعقاب الجائحة، من الواضح أننا لا نزال في احتياج إلى التفكير بطريقة جديدة حول كيفية تحقيق النمو الذي لن يكون "ذكيا" فحسب، بل يجب أن يكون أيضا أخضر وشاملا. تحتاج الحكومات إلى خرائط طريق للسياسة الاقتصادية ذات أهداف واضحة، استنادا إلى أكثر ما يهم الناس والكوكب. ويجب أن يكون الدعم العام للشركات مشروطا بالاستثمارات الجديدة التي ستعمل على "البناء بشكل أفضل" نحو اقتصاد حقيقي أكثر اخــ ارا وشمولا. لنتأمل هنا قانون الرقائق الإلكترونية والعلوم في الولايات المتحدة، الذي يستهدف تعزيز صناعة أشباه الموصلات المحلية. يحظر القانون استخدام الأموال لإعادة شراء الأسهم، وبوسع المرء أن يتخيل بسهولة فقرات إضافية تشترط إعادة استثمار أرباح المستقبل في تدريب قوة العمل. لكن للمساعدة على توجيه النمو في الاتجاه الصحيح، يتعين على الحكومات أن تعمل أيضا على تنفيذ استثمارات موجهة نحو أهداف بعينها في حدود قدراتها وأدواتها ومؤسساتها. لقد تسبب نقل تصنيع قدرات أساسية إلى الخارج في تقويض قدرة الحكومات على الاستجابة للاحتياجات والمطالب المتغيرة، ما أدى في النهاية إلى الحد من قدرتها على إيجاد النمو الهادف والقيمة العامة بمرور الوقت. الأمر الأسـوأ من هذا أن القطاع العام، مع تفريغ قدراته وخبراته، أصبح أكثر عرضة لاستيلاء المصالح الخاصة عليه. لن يتسنى للحكومات تعبئة الموارد وتنسيق الجهود بنجاح مع الشركات الراغبة في العمل نحو تحقيق أهـــداف مشتركة إلا مـن خلال امتلاك القدرات والكفاءات المناسبة. تتطلب الاستراتيجية الصناعية الموجهة نحو المهام أن يعمل القطاعان العام والخاص معا بشكل تكافلي. الواقع أن هذا النهج، إذا أدير على النحو الصحيح، كفيل بتعظيم الفوائد العامة والقيمة لمصلحة أصحاب المصلحة في الأمد البعيد، حيث يصبح النمو القائم على الإبـداع مرادفا للنمو الشامل. السؤال الذي ينبغي لنا أن نطرحه الآن ليس ما هو حجم النمو الذي يمكننا تحقيقه، بل ما هو نوع ذلك النمو. لتحقيق ناتج اقتصادي أكبر وأكثر شمولا واستدامة، يجب أن تحتضن الحكومات إمكاناتها بحيث تصبح موجدة للقيمة وتتحول إلى قوى جبارة تعمل على تشكيل الاقتصاد. من خلال إعـادة توجيه المنظمات العامة حول أهداف طموحة -بدلا من الهوس بأهداف النمو الضيقة- يصبح بوسعنا التصدي وضمان نمو 21 للتحديات الكبرى في القرن الـ الاقتصاد في الاتجاه الصحيح. خاص بـ"الاقتصادية" .2023 ، بروجيكت سنديكيت لأسواق الطاقة حارس أمين كـأي مواطن سعودي يعيش على ثـرى هـذا البلد الطاهر، يحق لي برأس يلامس الثريا أن أفخر وأفاخر بريادة وطني وثقله الكبير على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرهما، ومنها بلا شك أسواق الطاقة التي شهدت خلال الأعوام القليلة السابقة تحديات كبيرة، وعقباتلم يكن من السهل تجاوزها، لكن بعد توفيق الله ثم سياسة السعودية الحكيمة وبتعاون حلفائها رست السفينة على بر الأمان. أدارت السعودية أسواق النفط بحصافة واحترافية وحكمة يشار إليها بالبنان، وهذه ليست مبالغة ولا كلاما مرسلا، فالأحداث تشهد، والأرقام تتحدث، والأرقام مثل الشمسلا تحجب بغربال ولا أصدق من لغة الأرقام. الأصعب والأقـى على العالم 2020 في رأيي كان بأسره واقتصاده الذي شلت أركانه واهتزت أساساته ، الذي قدر الصندوق 19 - بسبب جائحة كورونا كوفيد الدولي انكماش الاقتصاد العالمي في هذا العام بنحو تريليون دولار، ونسبة 3.7 في المائة، ما يعادل 4.4 365 الدين العالمي من الإنتاج المحلي الإجمالي بلغت في المائة، وهي أرقام مرتفعة تفوق في ضررها الأزمة ، التي انكمش فيها الناتج العالمي 2008 المالية العالمية تريليون دولار، 1.1 في المائة، وهو ما يعادل 1 نحو ما يعني أن ضرر جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي يتجاوز ثلاثة أضعاف ضرر الأزمـة المالية العالمية. جرى على أسواق الطاقة ما جرى على غيرها من تبعات حادة بسبب جائحة كورونا أو بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية أو أيضا تأثير التضخم العالمي في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، فقد كان النفط أحد أكبر المتضررين في هذه الأحـداث الاستثنائية، حيث انخفض الطلب عليه على سبيل المثال في خضم جائحة في المائة، ما تعادل 22 كورونا بصورة حادة بلغت نحو مليون برميل يوميا، بسبب الجائحة التي تسببت في 23 شلل الاقتصاد العالمي، والإقفال الجزئي أو الكلي في جل دول العالم، ما أدى إلى تراجع الطلب على النفط وانخفاض أسعاره ووصوله إلى أرقام تاريخية. السعودية كعادتها كانت على الموعد وتحركت بقوة ولعبت دورا محوريا، بل قادت ضبط إيقاع أسواق النفط بخطوات متناغمة، ما أسهم بفاعلية -بعد توفيق الله- في حمايتها من التقلبات التي تعدى ضررها المنتجين وصـولا إلى المستهلكين. تعاملت السعودية بقيادة الأمـ عبدالعزيز بن سلمان وزيـر الطاقة، وبتعاون " مع هذه الأزمات الاستثنائية، باستثنائية + أعضاء "أوبك وكفاءة عالية رسمت نموذجا حقيقيا للتعامل مع الأزمات وإدارتها. لا يمكن أن ينس العالم والمنتجون والمستهلكون على حد سواء، قيادة السعودية لهذه الأزمة، التي وصلت دولار للبرميل، والتعامل 19.3 أسعار النفط خلالها إلى الأمثل مع هذه الأزمة وخفض الإنتاج من داخل "أوبك" وخارجها، وما قامت السعودية من جهود بطريقة القيادة بخفض طوعي للإنتاج بواقع مليون 2021 بالقدوة مطلع برميل يوميا لمدة ثلاثة أشهر تم تمديدها لشهرين 65 آخرين، التي دفعت سعر خام برنت إلى مستويات دولارا للبرميل تقريبا. هذا فيض من غيض يؤكد أن أسواق الطاقة في أيد أمينة، تسعى دائما إلى استقرار أسواق الطاقة وأسعارها عند مستويات مناسبة للمنتجين والمستهلكين، ولا تنظر إلى أمن الطاقة العالمي بنظرة قاصرة تحجبها الأجندات السياسية والاقتصادية. واحات الابتكار والدور القادم التطور والتميز في البحث والتطوير والابتكار ونتائج ذلك أصبحت ملموسة وواضحة، خصوصا مع ما نشاهده من تطور وإنتاجية في عالم التكنولوجيا والتقنيات الإلكترونية النوعية المبتكرة، بشكل سريع ومذهل للغاية وفي جميع المجالات سـواء المدنية أو العسكرية الأمنية والدفاعية بشكل عام، ولا شك أن هذا التميز في عالم الابتكارات وتحقيق فارق مميز فيهذا المجال هو من أقوى العوامل المهمة في بناء أي استثمار واعـد ومستدام وتحقيق صدارة اقتصادية منافسة لأي دولة كانت، وفي السعودية نرى أنها رسخت مكانتها العالمية كاقتصاد يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجعلت من الابتكار أولوية من ضمن أولوياتها المهمة جدا وأحـد المنطلقات ، التي 2030 الرئيسة لها لتحقيق أهداف رؤيتها تهدف إلى تحويل الاقتصاد الوطني وتنويعه بعيدا عن اعتماده الرئيس على النفط، ولتحقيق ذلك وضعت الخطط الاستراتيجية والتشريعات والسياسات الداعمة لذلك من خلال حماية الملكية الفكرية وتشجيع الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار واتخاذ عديد من الإجراءات والمبادرات، وحددت الأولويات الوطنية لذلك، لتشمل الصحة، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والطاقة والصناعة، واقتصادات المستقبل، ومن ضمن الجهود أيضا إنشاء عديد من مراكز كواحات للابتكار في مختلف مناطق المملكة، وهو محور حديثنا في هذا المقال والدور المنوط والمهم لهذه الواحات في ظل كل الاستراتيجيات والتوجهات الوطنية التي تعمل على تحقيق وتعزيز مكانتها وتنافسيتها وريادتها العالمية بين دول العالم. تحرص القيادة السعودية على دعم البحث والتطوير والابتكار، حيث يتوقع أن يصل الإنفاق السنوي على قطاع البحث والتطوير والابتكار في المائة من إجمالي الناتج المحلي في 2.5 نحو ويتوقع أن ذلك سيسهم في تنمية وتنويع 2040 مليار 60 الاقتصاد الوطني من خلال إضافة نحو ريـال سعودي إلى الناتج المحلي الإجـ لي في ، وأنشئت لذلك لجنة عليا للبحث والتطوير 2040 والابتكار يرأسها ولي العهد يحفظه الله، وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار بمجلس إدارة يشمل وزارة التعليم، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، والمركز الوطني للتنمية الصناعية، والقطاع الخاص، وقطاع البحث العلمي والمؤسسات الجامعية، حيث تتولى الدعم والتشجيع والتنسيق لكافة نشاطات المؤسسات ومراكز البحوث العلمية في مجال البحث والتطوير والابتكار، واقـ اح السياسات والتشريعات والتنظيمات لذلك، حيث أطلقت أخيرا محفظة لتمويل المنح البحثية، تشمل عديدا من المبادرات، تهدف لتحويل النتائج البحثية والابتكارية لمنتجات صناعية ذات قيمة اقتصادية مضافة للمجتمع، وغير ذلك كثير من المبادرات والمشاريع تحدثت عنها في مقالات سابقة. وواحــات الابتكار كمفهوم جديد للجهات يهدف إلى دعم وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال وتوفير البيئة الملائمة والبنية التحية والدعم اللازم للمبتكرين ورواد الأعمال وللشركات الناشئة لتطوير الأفكار والمشاريع والابتكارات النوعية التي لديهم، ومن المفترض أن تكون هذه الواحات هي حلقة الوصل التي تربط الشركات الناشئة بالقطاع الحكومي والخاص لتحويل الأفكار إلى منتجات أو خدمات، ومن الأمثلة على ذلك في هذا السياق، وادي الرياض للتقنية في جامعة الملك سعود، وشركة وادي مكة المكرمة للتقنية في جامعة أم القرى، ووادي الدمام للابتكار، ومركز الابتكار وريادة الأعمال في جامعة الطائف، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومراكز ريادة الأعمال في مختلف الجامعات، وأرى مناسبة تبني جميع جامعاتنا لهذا المفهوم وأن تكون جميعها واحات للتطوير والابتكار، خصوصا بعد إطلاق الاستراتيجية الجديدة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي تستهدف تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال تعزيز الشراكات، سواء كانت محلية مع القطاع الحكومي أو الخاص أو من خلال الشراكات الدولية، حيث تتضمن هذه الاستراتيجية الجديدة إطلاق معهد التحول الوطني للبحوث التطبيقية، وإعادة تنظيم معاهد الأبحاث في الجامعة بما يتماشى مع الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، التي سبق ذكرها وتأسيس صندوق مليون 750 الابتكار التقني العميق بميزانية تقدر بـ ريال سعودي. مفهوم واحات الابتكار سيعمل على تسريع المنظومة الابتكارية من خلال تمكين المبتكرين بمختلف فئاتهم سواء كانت على مستوى الأفراد أو الشركات الناشئة وربطهم بالمستثمرين لتحويل هذه الابتكارات إلى واقع يخدم ويلبي احتياجات المجتمع بشكل فعال وتنوع الاقتصاد بشكل عام، وأرى أن يكون كما ذكرت سابقا من خلال ربط هذه الواحات بمنصة رقمية واحدة لتوحيد الجهود لجميع القطاعات المهتمة بالابتكار ولتكون مرجعا لجميع التحديات والحلول وحلقة وصل تربط المبتكرين بابتكاراتهم وأفكارهم مع المستثمرين أو الجهات الاستثمارية لتمكينهم من الاستفادة من ذلك في تحويل هذه الأبحاث والأفكار والابتكارات التطويرية إلى منتجات حقيقة، والاستفادة من هذه المنصة الرقمية في بناء قواعد بيانات يستفاد منها في وضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية، وأخيرا يمكن القول: إن التعاون والعمل التكاملي في مجال الابتكار هو الطريق الوحيد إلى تسريعه والاستفادة منه لتحقيق تطلعات وتوجهات الوطن. واحات الابتكار كمفهوم جديد للجهات يهدف إلى دعم وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال وتوفير البيئة الملائمة والبنية التحية والدعم اللازم للمبتكرين ورواد الأعمال وللشركات الناشئة لتطوير الأفكار والمشاريع والابتكارات النوعية التي لديهم، ومن المفترض أن تكون هذه الواحات هي حلقة الوصل التي تربط الشركات الناشئة بالقطاع الحكومي والخاص لتحويل الأفكار إلى منتجات أو خدمات، ومن الأمثلة على ذلك في هذا السياق، وادي الرياض للتقنية في جامعة الملك سعود. NO.10920 ، العدد 2023 سبتمبر 4 هـ، الموافق 1445 صفر 19 الإثنين 11 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com ماريانا مازوكاتو * المدير الـمؤسس لمعهد الإبداع والغرض العام ـ كلية لندن الجامعية ـ رئيسة مجلس منظمة الصحة العالمية المعني باقتصادات الصحة للجميع أ. د. محمد العسيري * أستاذ وباحثفي الهندسة الإلكترونية والأنظمة الدفاعية م. عبدالرحمن النمري * مختصفي شؤون النفط

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=