aleqt (10917) 2023/09/01

قـد يكون الـحـاس المحيط بنمو عـضـات جسم الإنـسـان الأمـــر الإيـجـابي الوحيد الـذي يدفع الشباب نحو الاعتمد على مواد هرمونية تباع بعضها بشكل نظامي، وأخـرى محظورة تروج بطريقة سرية من بعض مدربي الأندية الرياضية بـأضرار تفوق الفوائد. ولهذا أدرك عبدالعزيز البلوشي المدرب الرياضي الخليجي أهمية تحذير الشباب الحالمين في بناء جسم رياضي وزيادة الكتلة العضلية، من المخاطر الكبيرة التي يشكلها تعاطي الهرمونات على الصحة العامة، إذ لجأ إلى وسائل التواصل الاجتمعي لتبيان حجم الضرر. ويناضل البلوشي في مواقع الـتـواصـل الاجـتـاعـي ليكشف المخاطر الصحية الكبيرة التي يمكن أن تسببه الهرمونات التي تساعد بشكل سريـع عـ بناء جسم رياضي. وفي زاوية صغيرة بين الرغبة في بناء جسم ريــاضي وزيــادة الكتلة العضلية في أجسام الشباب، وبين المخاطر الصحية الكبيرة جـراء تــداول هرمونات لها تأثيرات خطيرة على الصحة، تنتشر مفاهيم خاطئة حول اسـتـخـدام الـهـرمـونـات التي تسهم في زيادة الكتلة العضلية بالجسم. وتلقي هذه الهرمونات انتشارا واسـعـا في أوســـاط الرياضيين والحالمين ببناء أجسام رياضية، وت ـش ـ أصــابــع الاتـــهـــام إلى المدربين في الأندية الخاصة، الذين يروجون لهذه الهرمونات ويبيعونها عليهم بأسعار زهيدة بهدف التربح، ويوهمون المـتـدربـ بالنتائج المذهلة والسريعة في التغييرات البدنية. ويستغل بـعـض المـدربـ شـــعـــور كــثــ مـــن الـشـبـاب بالاستياء من أجسادهم، خاصة الذين يميلون إلى التركيز على ما لا يملكونه، ما يعزز لديهم الشعور بالنقص، لذلك يلجأون إلى الترويج لاستخدام مواد غير صحية لتعويض ذلــك، خاصة هرمون التستوستيرون، الذي له مضاعفات خطيرة على الصحة، وفق مصادر طبية موثوقة. وتعرف هرمونات العضلت بأنها مركبات كيميائية تصنع بشكل مشابه للهرمونات الطبيعية الموجودة في الجسم والمسؤولة عن تضخيم العضلت وزيـادة حجمها وتحسين أداء الرياضي، وهي هرمونات تكون على شكل أقراص أو حقن. ترويج المدربين حتى وقـت قريب كـان بعض الرياضيين المحترفين يتناولون الهرمونات التي تسهم في تحسن الأداء الرياضي، أما الآن فحتى الرياضيين الهواة يستخدمونها. خــال الـفـ ة المسائية من معظم أيــام الأسـبـوع، يحضر عبدالله الخليفي في الـنـادي الرياضي الخاص ليمرس تمارينه الرياضية التكميلية، ويقول الخليفي: "على مدى عام كامل أسعى خلف هدفي في بناء جسم رياضي وزيادة الكتلة العضلية، ومع تحقيق نتائج جيدة، إلا أنها ليست النتائج المرضية". وأضـاف: "المـدرب في النادي نصحني باستخدام هرمونات سيكون لها انعكاسات كبيرة وسريعة في بناء العضلت، وهو ما تم بالفعل، حيث اشتريت منه هرمونا استخدمته وكانت نتائجه سريعة ومبهرة، إلا أنه وبعد مرور فترة، شعرت بأعراض جانبية، خاصة في منطقة الكبد، والآن أجري باستمرار غسيل الكبد في المستشفى نتيجة تناول هذه الهرمونات". ينتشر استخدام الهرمونات البنائية لتحسين أداء الرياضيين خاصة رياضيي كـال الأجسام بشكل واســـع، وذلــك لتحسين أدائهم. وينتج الذكور الأصحاء وفقا لمـصـادر طبية، مـا يـقـارب من أربـعـة إلى ثمانية مليجرامات يوميا من هرمون التستوستيرون، الهرمون المختصفي زيادة حجم العضلت والمساعدة في بنائها بصورة أسرع، لكن هذه الكمية غير كافية بالنسبة للرياضيين الذين يحاولون بناء كتلتهم العضلية وتحسين أدائهم الرياضي. وحــــــاول بـــنـــدر المــطــ ي اســتــخــدام مـكـمـات هـرمـون التستوستيرون لتعويض نقص الهرمون لديه، إذ يروي تجربته قـائـا: "يمكنك شراء معززات الهرمون عن على شكل كبسولات، كنت أعلم أنها لن تفيدني كثيرا، لكن جربتها، تقوم الشركات المصنعة للكبسولات باستغلل الـعـواطـف، وهـــذا مـا جعلني أشتريها، وبالطبع لم أستفد منها أبدا، لكن النسخة الصناعية من الهرمونات هي وحدها من يمكنها إعطاء نتائج مرضية، يسعى لتحقيقها الرياضيون". تهديد الحياة وحذر الدكتور محمد العبدالله اسـتـشـاري المـسـالـك البولية وأمـــراض الـذكـورة من أن سوء استخدام الهرمونات البنائية للجسم يسبب عـددا من الآثـار الجانبية الخطيرة، منها ارتفاع ضغط الدم والجلطات والنوبات القلبية وتلف الكبد. وأوضـح العبدالله أن هرمون التستوستيرون يؤدي دورا أساسيا في تنظيم الكتلة العضلية وطريقة استجابة الجسم للتمرين الرياضية، وعند القيام بجهد ريـــاضي لـفـ ة طويلة تواجه العضلت صدمة بسيطة، لذا بعد ذلك يبدأ الجسم في إصلح النسيج العضلي التالف وزيادة قوته وحجمه. وأشــــار إلى أن اسـتـخـدام التستوستيرون التي تباع في الـصـالات الرياضية التجارية مشكلة في الوقت الحالي، ويعتقد أن نسبة غير قليلة من مرتادي الـصـالات الرياضية التجارية يستخدمون الهرمونات لبناء العضلت، وهي أكثر استخداما بين الرياضيين الهواة. وعـن الـحـالات الغريبة التي عالجها، قال استشاري المسالك البولية وأمـــراض الــذكــورة أن من عمره 17 هنالك مراجع في الـ يستخدم هذه المواد، وهو أمر خطير، حيث كـان يحقن نفسه مليجرام من 1000 بأكثر مـن مشتقات التستوستيرون أسبوعيا، إضافة إلى أنه يتعاطى كبسولات يوميا، وهي كمية خطيرة قد تهدد حياته. وأضـــــاف: "اسـتـعـال هرمون بناء العضلت يترافق مــــع عـــديـــد مـن الآثار السلبية التي تـؤثـر في حياة المـسـتـخـدم، ك ـا أنـهـا قد تسبب ضررا غــــ قــابــل للتراجع حتى بعد إيقافها في بــعــض الأحيان". وعــد استشاري المــســالــك الـبـولـيـة وأمــراض الـذكـورة أهـم مخاطر الهرمونات في أمـراض وسرطان الكبد سرطـان الخصية وضمور الخصية،ضعف الانتصابوالعجز الجنسي، العقم، ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والموت المفاجئ، ارتفاع مستويات السكر والإصابة بمرض السكري، توقف النمو عند المراهقين، الاكتئاب والعنف وزيـــادة العدوانية، والصلع. وأكد أن هذه الأدويـة تخضع للرقابة في أغلبية دول العالم، إلا أنها تغيبفي المجتمعات العربية لذلك يجب تحذير الشباب بشدة ضد استخدام هذه الأدوية ونشر الوعي بين الرياضيين. إدمان الهرمونات وتؤيد الدكتورة بثينة اليوسف استشارية طب الأسرة ما ذهب إلـيـه العبدالله، وتضيف أن الاضرار الناتجة عن استخدام الهرمونات تتمثل في أعـراض قلبية مثل أمراض القلب التاجية واعتلل عضلة القلب، أمـراض الضغط، الالتهابات مثل التهاب الكبد الوبائي أو نقص المناعة، تأثر الجهاز العضلي الهيكلي مثل تمزق الأوتـار، الأمراض النفسية العصبية كالاكتئاب والعدوان والإيـــذاء والاعـتـاديـة، الجهاز التناسلي مثل قصور في الـغـدد التناسلية والـتـثـدي (تضخم الثدي عند الرجال) وحـــب الـشـبـاب، الجهاز الهضمي، خصوصا الكبد وحــــــصــــــوات المرارة. وأشــــــــــــارت الــيــوســف إلى أن الرجال الذين يتناولون الهرمونات لتحسين الأداء الرياضي يترددون بالتوقف حتى عندما لم يـعـودوا للمشاركة بالنشاط الـذي أخـذوا العقاقير من أجله في الأصل، وأكدت أنه من الممكن أن يصاب متعاطي الهرمونات بالإدمان أو التعود ويطلب جرعات أعلى للستجابة للتأثير المطلوب. وتـــقـــابـــل مـــن الأعـــــراض الانسحابية، لذا يتم علجه مثل أي مشكلة دوائية على الرغم من أنها لا تعطي تأثير ارتفاع المزاج اللحظية من التعاطي، لكنها ما زالت تعطي تأثير التعود، ويجب أن يتعالج في مراكز الإدمـان في العيادات الخارجية أو التنويم على حسب الحالة. وفاة رياضيين من جانبه، رأى عبدالإله بن محمد الـ يـف خبير دولي في مــجــال مكافحة المــخــدرات، أن جـمـيـع الرياضيين يفضلون أن يكونوا نـشـطـاء أقــويــاء في الألـعـاب الرياضية المختلفة سعيا إلى تحقيق إنـجـازات ذاتـيـة ومجد مجتمعي ووطني، مشيرا إلى أن وجود بعض الرياضيين عــــ مــســتــوى الـــــعـــــالم خاصة في البطولات الإقليمية والعالمية يستخدمون المنشطات المحظورة المدرجة في القائمة المعيارية الدولية التي يساء استخدامها وآخرون يستخدمون المـــواد الممنوعة الـــتـــي تـــأتي ضــــمــــن المواد المجرمة في المعاهدات والاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة المخدرات. وقال: "وهناك الجانب الآخر، وهـو استخدام الاستيرويدات الأندروجينية البنائية التي تبني العضلت، خصوصا في ألعاب القوى ورياضة كمل الأجسام، ومــع الأســـف يستخدم بعض الرياضيين ســواء في الملعب أو صالات الرياضات الموجودة في كافة دول العالم، أنواعا من الهرمونات والأدويــة التي تعزز هـرمـون التستوستيرون مثل هـرمـون الأنـــدرو وغـ هـا لبناء العضلت وتقوية الأداء الجسدي وهذه الهرمونات تسبب عديدا من الأمراض الصحية والنفسية". وضرب الشريف أمثلة لعدد من اللعبين الذي أصيبوا بسكتات قلبية ودماغية كبطل آرنولد كلسيك ماكميلن بطل كمل الأجـسـام الأمـريـي الذي بنوبة 2017 توفي عام قلبية وعمره عاما، 44 وجــــو ليندنر بطل كــال الأجـسـام 30 الألمـاني توفي أخـ ا وعمره عاما أصيب هو الآخر بنوبة قلبية أثناء ممرسته الرياضة، مضيفا: "وشخصيا شهدت حادثة سقوط أحد اللعبين في إحدى الصالات في دولة عربية قبل ثمانية أعوام، تم نقله للمستشفى وكادت تنتهي حياته بسبب استخدامه للمواد الهرمونية". مخالفة للقانون وأشار الشريف إلى أن هرمونات الأنـدرو والأدويــة الممثلة التي تستخدم في بناء العضلت لا تعد من المـواد المخدرة، لكن استخدامها دون وصفة طبية تخالف الـقـانـون في الـولايـات المتحدة وأوروبا وأنظمة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ) وأنــظــمــة مكافحة wada( المنشطات في معظم الـدول، وهناك عديد من المواد المحظورة المدرجة في القائمة المعيارية الـدولـيـة لـلـمـواد المـحـظـورة في إطـار wada الــصــادرة عـن 17 المـادة السادسة والمــادة الـ من قانون الاتحاد الـدولي لكرة التأديبي، ولذلك فإن FIFA القدم تلك المــواد من الاستيرويدات الأندروجينية البنائية محظورة في قانون (الفيفا) ومع الأسف فـإن بعض الرياضيين يسيئون استخدامها ولا يعلمون عن مدى خطورتها الصحية. وبــ الشريف أن هذه الهرمونات قـد تكون قاتلة في الـــنـــهـــايـــة وتــدمــر الصحة بدلا من أن تحسن منها، ونصيحة لكل الـريـاضـيـ لا ينبغي أن تنساقوا وراء أصحاب الــشــائــعــات ومـــدعـــي أن الهرمونات لا تسبب أضرارا أو أعراضا جانبية، فهي بالفعل قاتلة. سن قانون مكافحة المنشطات ، تم تنفيذ القانون 2004 فيعام الـعـالمـي لمكافحة المنشطات من قبل المنظمت الرياضية قبل الألعاب الأولمبية في أثينا، اليونان. ، اعتمدت أكثر 2007 في نوفمبر منظمة رياضية (اتحادات 600 من رياضية دولية، ومنظمت وطنية لمكافحة المنشطات، واللجنة الأولمـبـيـة الــدولــيــة، واللجنة البارالمبية الـدولـيـة، وعــدد من الاتحادات المهنية في مختلف دول العالم) بالإجمع مدونة منقحة في المؤتمر العالمي الثالث حول تعاطي المنشطات في الرياضة، .2009 يناير 1 يدخل حيز التنفيذ في ، تمت الموافقة 2013 وفي عام عـ مـزيـد مـن الـتـعـديـات على الـقـانـون، مـا أدى إلى مضاعفة العقوبة عـ الـجـريمـة الأولى التي يتم فيها تحديد المنشطات المتعمدة، مـع الـسـاح بفرض عــقــوبــات أكــــ تــســاهــا على انتهاكات القواعد غير المقصودة أو للرياضيين الذين يتعاونون مع وكالات مكافحة المنشطات، ودخل 1 الكود المحدث حيز التنفيذ في .2015 يناير ،بدأمجلس 2017 نوفمبر 16 وفي إدارة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عملية مراجعة الكود ، التي تضمنت مراجعة 2021 لعام متزامنة للمعايير الدولية، أتيحت لأصحاب المصلحة فرص متعددة للمساهمة وتقديم توصيات حول كيفية زيادة تعزيز البرنامج العالمي لمكافحة المنشطات بعد عملية المـراجـعـة، تمـت دعــوة أصحاب المصلحة للتدخل علنا بشأن المدونة والمعايير المقترحة خلل المؤتمر العالمي الخامس للوكالة بشأن تعاطي المنشطات في الرياضة في كاتوفيتشي، وهي فرصة اغتنمت منظمة من 70 من قبل أكـ من أصحاب المصلحة، وتمت الموافقة على مجموعة من المعايير من قبل مجلس إدارة المؤسسة واللجنة التنفيذية على التوالي. عيسى الدبيسي تصوير: ينتشر استخدام الهرمونات البنائية لتحسين أداء الرياضيين خاصة رياضيي كمال الأجسام بشكل واسع، وذلك لتحسين أدائهم. الهرمونات .. بناء للعضلات وتدمير للصحة اتهام مدربين في أندية خاصة بترويج هرمونات محظورة من الدمام أحمد العبكي الخليفي: المدرب نصحني باستخدام هرمونات نتائجها مبهرة وشعرت بعدها بأعراض في الكبد ينتج الذكور الأصحاء 8 إلى 4 ما يقارب من مليجرامات يوميا من هرمون التستوستيرون ارتفاع ضغط الدم والجلطات والنوبات القلبية وتلف الكبد والغيبوبة أبرز الأعراض الصحية 9 تحقيقات NO.10917 ، العدد 2023 سبتمبر 1 هـ، الموافق 1445 صفر 16 الجمعة

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=