aleqt: 31-08-2023 (10916)
NO.10916 ، العدد 2023 أغسطس 31 هـ، الموافق 1445 صفر 15 الخميس قراءات نص نعود إذن في الطريق الطويل تواجهنا الأوجه الجامده يواجهنا كلشيء رأيناه منذ قليل كما كان في ركدة بارده نعود إذن، لا ضياء ينير لأعيننا الخامده نسير ونسحب أشلاء حلم صغير دفنّاه بعد شباب قصير *** نعود وهذا طريق الإياب يمدّ مرارته ورتابة أسراره نسير ويبرز باب هنا، وجدار هناك يسدّ الطريق بأحجاره وثم سياج عتيق، تهدّم عند النهر وعابرة، دون معنى تمدّ البصر إلى حيث لا نعلم، تمرّ بنا، لا تفكر فينا وننسىونجهل أنّا نسينا ولا نفهم. *** نعود إذن في طريق الإياب المرير وكنّا قطعناه منذ زمان قصير وكنّا نسّميه، دون ارتياب، طريق الرواح ونعبره في ارتياح: يمد لنا كلّ شيء نراه يدا يكاد يعانقنا ويصبّ علينا غدا دقائقه نسجتها المنى وكنّا نسّميه، دون ارتياب، طريق الأمل في الطريق الطويل نازك الملائكة شعر: لصوصالنار الحب في المنفى الطريق إلىكريشنا نبذة الناشر: كتب المـؤرخ المهم بلوتارخ قبل الميلاد: "كون عمل فني نجح في تخليب لبنا، لا يعني ذلك بالضرورة أن صانعه يستحق تقديرنا". قراءة هذه المقولة تجعل المرء يتفكر في حيوات أولئك الذين نظرنا إليهم أنهم بشر فوق البشر، أولئك الذين منحناهم ألقابا مثل "العظماء"، "الخالدين"، أو "العباقرة"، وذلك يدعونا للتفكر في كمية الأمـور التي نجهلها عن حياتهم رغم أننا نمجدهم ونكاد نقرنهم بالرسل، ونلاحظ تحرجا عن الكتاب والمـؤرخـن من تدوين مثل تلك الحقائق أمام العلن، وقد يكون ذلك بسبب تحرجهم من ذكر مثل تلك الأمـور، أو أنهم ظنوا أنها تفقد العبقري قـدره ومكانته. هذه الأفكار دفعتني للتساؤل: ما هي الأمور الأخرى التي نجهلها في حيواتهم؟ ما هي الأمور التي خفيت عنا؟ على سبيل المثال، على مدار القرون، كان هناك إيمان قوي أن العبقري يولد كذلك: "عبقري". ويبدو أن مثل ذلك الإيمان لا يزال مترسبا في عقلنا الجماعي، رغم أن العلم السلوكي الحديث ودراسة حيوات العباقرة أثبت لنا أن هذه الأفكار تنتمي إلى الـرف نفسه الذي وضعنا عليه فكرة سطحية الأرض وأن الأبراج السماوية طريقة ممتازة لمعرفة شخصية المرء. نبذة عن الرواية: في ساعة الظهيرة، في فسحة الـغـداء التي تتخلل يوم العمل الطويل لمن يعملون كنا نجلس معا. نشرب القهوة، تحدثني عن نفسها وأحدثها عن نفسي، ويقربنا الصمت أكثر عندما نتطلع عبر زجاج المقهى إلى ذلك الجبل المستطيل المتعرج، الرابض على ضفة النهر الأخرى كتمساح طويل الذيل. كنت أتحصن وراء جدار الكلمات لكي لا أفتضح، تتدافع كلماتي الفارغة جـرارة ومسلية ومتتابعة، مثل شرنقة دودة عراها جنون الغزل فلا تستطيع أن تكف. لعلي -وكيف الآن أدري؟- كنت عن غير وعي أغزل من خيوط الكلمات شباكا حولها. وكانت هي تتطلع إلى بعينيها الجميلتي، تتسع العينان وهي تبتسم وتسألني: من أين تأتي بكل هذا الكلام؟ صنعتي أنا أن أتكلم فكيف تفوقت علي؟ ولكني في تلك الظهيرة لم أستطع، تبعثرت خيوط الكلمات وتمزقت، حلت فجوات طويلة من الصمت كنت أنظر خلالها ساهما إلى النهر. وجلست هي منكبة على فنجان قهوتها الفارغ تديره في الطبق، لا أرى سوى هالة شعرها الكثيف وأنفها البارز المستقيم. وكانت ترفع رأسها فجأة، تنظر إلى حي أسكت وتقول أكمل.. أكمل.. ولكن الكلمات لا تكتمل. من مقدمة الكتاب: لا أحب الكتابة عن رحلاتي، لكنني أفضل أن أعيشها، وأن أنغمس فيها حد التلاشيفي تفاصيلها دون أن أنشغل بتسجيل وقائعها، أو توثيق أحـداثـهـا في كتب خاصة بذلك؛ وهـذا كان السر الأكــ وراء استمتاعي بالرحلات، وبذلي النفيس والأنفس لأجل القيام بها مسكونة بفكرة معايشة البشر وحيواتهم، واقتناص أعمار أخرى فوق عمري الهبائي مقابل أعمار البشرية وعمر هذا الكوكب الضائع المجهول في كون لا أحد يعرف حقيقة حدوده ومجاهله. لقد تعلمت في السفر أن أرهف مشاعري وحـواسي لكل ما يـدور حـولي، كما تعلمت أن السفر في الجغرافيا هو في حقيقة الحال سفر في التاريخ والثقافة والإنسان والتجربة والخبرات، كما هو اكتشاف للذات، ففي كل مـرة أسافر فيها، أكتشف نفسي مـرة تلو أخــرى، كما تعلمت أن اكتشاف الذات والإنسان هي مهمة شاقة ومخيفة وغير مأمونة المآلات، تماما كما هي تجربة لذيذة لا تدانيها أي لذة خلا تفتق الروح والجسد عن ولادة إنسان آخر. لكن هذه الخبرات جميعها لم تغرني على امتداد سني طويلة بتوثيق رحلاتي وأسفاري وخبراتي في وثيقة سردية مكتوبة، إلى أن نجح صديقي اللدود الأديب والناقد العراقي عباس داخل حسن في أن يقنعني بذلك، ولا أعرف كيف استطاع ذلك؟ سينما منذ بداية ظهورها استحوذت الألعاب الإلكترونية على تفكير فئة كبيرة من جيل الشباب خاصة المراهقي، وحققت لهم انتصارات وهمية في عالم افتراضيسجلتهم أبطالا خرافيي في عالم ينتمون إلـيـه ولا يشبه واقـعـهـم. ولكي تبقى السينما حاضرة في عالمهم المختلف كان لا بد أن تروي قصصا تشبههم وتبني نجاحاتهم التي تحولت إلى واقع وحولت بدورها ألـعـاب الـعـالم الافــــ اضي إلى نجاحات حقيقية تلذذوا بطعم انتصاراتها. فيلم "جـران توريزمو" يجسد هذه الصورة بجميع تفاصيلها، في إطــار مـن الـدرامـا والحركة، يتناول العمل القصة الحقيقية للاعب محترفا في اللعبة خلف شاشات الكمبيوتر وعلى المنصات الإلكترونية، نجح في تحويل عالمه الافتراضي إلى واقع واستطاع الفوز بعديد من المسابقات الخاصة باللعبة حتى بــات سائق سباق سيارات محترف في أرض الواقع، يحصل على جوائز عديدة ويكسر أرقاما قياسية. جران توريزمو الفيلم مقتبس من قصة حقيقية وتـــدور أحـداثـه حـول فتى يافع بسبب مهاراته في لعب الألعاب الإلكترونية يفوز بمسابقات نيسان ويصبح سائقا محترفا لسيارات السباق، وهو من بطولة أورلاندو بلوم، ديفيد هاربر، دارن بارنت، جـــاري هـلـول هــورنــر، وجيمن هونسو، إضافة إلى آرشي ماديكوي وإخــراج نيل بلومكامب، ويـروي القصة الملحمية لجان ماردينبور فـتـى بـريـطـاني يـهـوى الألـعـاب الإلكترونية ويحلم بأن يصبح بطل سباقات وتتيح له أكاديمية جران توريزمو الفرصة لإثبات نفسه، وتفتح المجال أمامه للمشاركة في سباقات السيارات الـذي نظمته شركتا نيسان وســوني على أرض الواقع، ويتحول من هاو افتراضي إلى بطل حقيقي. من لاعب إلى متسابق لم تكن فكرة الفيلم جديدة بالمعنى الحرفي للكلمة، فقد سعت ومن خلال 2008 شركة نيسان منذ إطلاق مسابقة بعنوان "من لاعب إلى متسابق" في كسر الحواجز والمساهمةفي تحويل مجموعة من محترفي لعبة "جران توريزمو" إلى سائقي سباقات سيارات محترفي، مـن خــ ل استكشاف العناصر المساعدة للتحول من مجرد لاعب متمكن إلى سائق محترف، الأمر الذي فتح الأبواب أمام عديد من المواهب الطموحة حول العالم، ولا سيما أن سباقات السيارات تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام وشغف الفئة الشابة وتعبر بشكل أو بآخر عن تلك الرغبة في البحث عن الفوز التي تتملكهم. التحدي من أجل الفوز غالبا ما يبحث المراهق خلال هـذه المرحلة العمرية عن شيء مختلف، ما يولد في داخله الرغبة في التحدي وقلب المـوازيـن لما يتناسب وأحلامه، وأول من يدخل معهم لعبة التحدي هم عائلته، خاصة الأب، في محاولة منه لإثبات وجـوده وأولا وتعبيرا عن نضجه وخروجه من تحت عباءة العائلة ثانيا، وهـذه النزعة الاستقلالية التي تـقـوده إلى البحث عـن أي نوع من التحدي تبدو واضحة في الفيلم من خلال رغبة البطل جان مارديبنور المراهق البريطاني الذي قبل التحدي في تحويل عبقريته في القيادة خلف العجلة الافتراضية إلى مهنة حقيقية، بهدف إظهار خطأ والده الذي كان مصرا على أن كونه جيدا في لعبة قيادة سيارات لا يؤهله لقيادة سـيـارات سباق حقيقية. إنها رغبة حقيقية للتحدي والفوز تدور بي لاعب من الطبقة العاملة (آرشي ماديكوي) وسائق سباق فاشل (ديفيد هاربور)، ومدير مثالي في رياضة السيارات (أورلانـــدو بلوم)، يخاطرون معا بكل شيء لممارسة الرياضة الأكثر نخبة في الـعـالم، ما يحول فيلم "جـران توريزمو" إلى قصة ملهمة ومثيرة مليئة بالحركة تثبت أنه لا يوجد شيء مستحيل عندما يحركك دافع داخـ وإصرار وإيمـان قوي بأن الفوز ممكن متى وجـدت الرغبة والمثابرة والتحدي. المرشد القاسي بـعـد فـــوزه بمــبــاراة التأهل الجماعي ينتقل جان إلى ما يشبه مخيم التدريب ليواجه منافسه الأقوىفي الأكاديمية (دارين بانت)، ولكي ينجحفيمهمته يجب أن يكون تحت وصاية مدرب أو مرشد له باع كبير في مجال قيادة السيارات، وهنا ينجح (ديفيد هـاربـور) في تجسيد شخصية المــدرب الذي يعامل بطله، رغم إيمانه به، بكثير من القسوة والخشونة حتى ينجح في استفزاز رغبته الحقيقية في الحصول على الفوز. يتميز هاربور بجميع عناصر شخصية المرشد المـبـتـذلـة والمـتـوقـعـة، قسوة أسطورة يتقدم بالسن، والكلام الحماسيفي الوقفات القصيرة خلال السباق، والتحول النهائي إلى شخص يؤمن بمقدرات تلميذه، عناصر نجح في حبكها بطريقة مشوقة تذكرنا بمدربيفي رياضات مختلفة نجحت قسوتهمفيصناعة أبطال. إخراج عصري بعد عشرة أعـوام من السعي لتحويل لعبة إلكترونية إلى فيلم يدخل صـالات السينما وينافس أشـهـر الأفــــ م، نجح المخرج بلومكامب في تحقيق حلمه وأخذ قصة لعبة مشهورة ومنحها الطاقة المطلوبة وتحويلها إلى قصة نجاح هادفة، في أسلوب إخراج عصري فريد من نوعه قلما نراه في الأفلام السينمائية. وتتجلى عبقرية المخرج من خلال مشاهد السباق الفعلية، التي تتصاعد إثارتها بثبات إلى لحظات استعراض مع أصـوات تصم الآذان وسرعة مذهلة. يقفز بلومكامب في جميع أنحاء مضمار السباق، وينقض من فوق رأسه عبر لقطات دراماتيكية باستخدام كاميرا طائرة مسيرة، ويقرب اللقطات بشدة على وجوه السائقي المتوترة، ويصور داخل وخارج السيارة. كما يقوم بتجميد الصورة بشكل مدروس عند تغيير المــواقــع، ويـدمـج لوجستيات السباق الواقعية مع اللغة المرئية للألعاب. هـذا وتـجـدر الإشـــارة إلى أنه توجد على حلبة التصوير ما لا شخص، وتـم نقل 600 يقل عن السيارات وقطع الصيانة من عدة دول، وتم التصوير في كثير من الأماكن المتباعدة حول العالم، ما جعل الفيلم ينجح في جذب فئة كبيرة ترى ملاذها في الألعاب الإلكترونية وتصدق ما تراه على الشاشة لأنها لمست حقيقة تحول بطل افــ اضي إلى بطل حقيقي يسابق على حلبة حقيقية. حكاية نجاح خرافية "جـران توريزمو" حكاية نجاح خرافية، فبعد أن يتغلب جان المستضعف على شكوكه، وشكوك كبار المتسابقي الأوروبيي وحتى فريقه الرافض للفكرة في البداية، يجد نفسه في تحد حقيقي مع مؤسسة سباقات المحترفي التي تقودها الأموال بالكامل، وما كان يظنه مجرد لعبة أصبحت حقيقة تتطلب كثيرا من الجد والمثابرة والوعي، لأن الخطأ مرفوض وأي زلة قدم قد تعد النهاية له ولحلمه الذي صارع في إقناع كثيرين به، والإصرار على تحقيقه، حيث وجد نفسه أمام خيار واحد لا ثاني له، الفوز ثم الفوز ثم الفوز. ما نشاهده في النهاية هو قصة خيالية حول تحقيق الأمنيات، وإن كانت مستمدة من قوائم متصدرين واقعية. مع امتلاك جان ساعات كثيرة من الخبرة الرقمية التي تمنحه نظرة جديدة للسباقات، حيثيمكنه أن يرى خطوطا لا يجتازها منافسوه المحترفون، يصبح هو نفسه بمنزلة إعلان تجاري بشري يروج لفوائد قضاء الوقت مع ألعاب الفيديو. بعدما كان الترويج لألعاب الفيديو يركز على أنها "تساعد على التوافق الحركي"، فإن الفيلم يقدم حالة أكثر إقناعا للفوائد الملموسة لهذه الهواية. مقتبس من قصة حقيقية وتدور أحداثه حول فتى يافع فيلم «جران توريزمو» يحول العالم الافتراضي إلى واقع من بيروت أميرة حمادة بوستر العمل. مشهد من الفيلم. بعدما كان الترويج لألعاب الفيديو يركز على أنها «تساعد على التوافق الحركي» فإن الفيلم يقدم حالة أكثر إقناعا للفوائد الملموسة لهذه الهواية الثقافية 13
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=