aleqt (10819) 2023/05/26

الرأي NO.10819 ، العدد 2023 مايو 26 هـ، الموافق 1444 ذو القعدة 6 الجمعة 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com انطلاقا من التوصية الخاصة بالاهتمام باللغة العربية الصادرة عن مؤتمر القمة الأخير، أن يصار إلى اتخاذ خطوات عملية مدروسة لكي يكون التعليم باللغة الأم في جميع الدول الناطقة بالعربية، وفي كل مراحل التعليم وعلى جميع المستويات والمؤسسات، حتى إن كانت هناك مدارس أو جامعات أجنبية تقدم الخدمة في هذه الدول. القمة العربية في جدة واللغة الأم كان حقا أمـرا لافتا للانتباه أن تكون اللغة الأم ـ لسان الضاد ـ في مركز اهتمام الملوك والرؤساء والقادة العرب الذين في المملكة الأسبوع 32 اختتموا قمتهم الــ الفائت. ولا أنكر أن الفقرة التي وردت في إعلان جدة في ختام القمة كانت بالنسبة لي أهم حدث ثقافي ليس في تاريخ العرب المعاصر، بل في تاريخ الثقافة في الشرق برمته. أي أمة تضيع لسانها تخسرهويتها. اللغة هي الوعاء الذي تنصهر فيه كل مكونات الأمة مهما تباينت الفروقات بينهم. واللغة هي ذاكرة الأمة التي تنطق بها، فيها ومن خلالها يتعرف الأفراد على أيامهم وتاريخهم وثقافتهم وشعرهم وفنونهم وآدابهم وتراثهم، وهذه في مجملها من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية. ينتابني حـزن شديد عندما أرى أن هناك شعبا لا يكترث للغته الأم ويفضل لغة أخرى عليها، ويستبدل ذاكراته بما تحمله ذاكرة اللغة الأجنبية، وهذا يعني أن اللغة الأجنبية بدلا من اللغة الأم ستشكل في النهاية ثقافته وتراثه وتاريخه وفنونه، ويكون مثله مثل الشجرة التي تقتلع من جذورها. لن أسرد الكم الهائل من النشر العلمي والأكـاديمـي الـذي يؤكد دور اللغة الأم في تنشئة الأجيال وأنه من الأهمية في مكان أن تكون اللغة الأم هي الواسطة التي فيها تلقى المحاضرات ويقام التدريسفي جميع المراحل الدراسية من الابتدائية حتى الجامعة. يجب أن تتحول الفقرة الخاصة باللغة العربية في إعلان جدة إلى ممارسة وتدخل ضمن الشرائع واللوائح التي تعزز دور اللغة العربية أولا في الدول الناطقة بها وثانيا أين ما حل الدهر بالعرب. ولا يتصور امرؤ أنه إن تلقى علومه بالإنجليزية مثلا سيكون أكثر علما أو إدراكا أو صاحب أفق أوسع من الذي يتلقى علومه بلغته الأم. لقد أثبت البحث العلمي أن الذين يتلقون علومهم بلغتهم الأم ويحافظون عليها وينهلون من تراثها وفنها وأدبها ونثرها لهم ملكة وفطنة وأفق أوسع بكثير من أقرانهم الذين يتلقون علومهم بلغة غير اللغة الأم. ولنا في اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى أوروبا بعد الأحداث المدمرة في بلدهم أسوة حسنة. أعداد اللاجئين السوريينفي أوروبا نحو مليون ونصف المليون. قد يقول قائل ما علاقة اللاجئين السوريين بالإعلان الصادر عن الزعماء في جدة. 32 العربفي ختام قمتهم الـ دعني أتـحـدث لكم وببعض التفصيل حول اللاجئين السوريين في السويد. السويد استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السوريين مقارنة بعدد السكان إن أخذنا الدول الغربية معيارا. ولكن كما نعلم، فإن سورية تأتيفي مقدمة الدول العربية حفاظا على لسان الضاد وكذلك جعل اللغة الأم واسطة التعلمفيكل المراحل الدراسية ومنها الدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه. أشرح أكثر وأقول إن السوري الذي وصل إلى السويد كان أقل إلماما باللغة الإنجليزية من أي من أقرانه العراقيين أو غيرهم من الذين تلقوا تعليمهم الجامعي باللغة الإنجليزية. كل المواد والمناهج الدراسية في سورية، حتى الطبية منها، هي باللغة العربية. ما حدث على أرض الواقع، وهذا ما نقلته الصحافة السويدية بأمانة اتكاء على تقارير أصدرتها مؤسسات تعنى بتأهيل وتشغيل اللاجئين، أن الأطباء السوريين الذين قرأوا كل علومهم بالعربية تمكنوا من ممارسة مهنة الطب في أرقى المستشفيات السويدية وبفترة قياسية مذهلة، لم تتمكن منها أي مجموعة عرقية أخرى قدمت إلى السويد من دول كانت دراسة الطب بالإنجليزية. ليس هذا فحسب، بل إن أصحاب الشهادات من السوريين تمكنوا من معادلة شهاداتهم الجامعية بسرعة غير مسبوقة وتبوأوا أحيانا مناصب ومراكز أرفع من تلك التي كانت لديهم في بلدهم الأصلي. ويفسر العلماء ظاهرة مثل هذه استنادا إلى البحث العلمي الرصين الذي يؤكد أن تلقي العلم والمعرفة باللغة الأم يشحذ الذهن وينشئ جيلا مستقلا معتمدا على نفسه له من رابطة الجأش ما يمكنه من تجاوز الصعاب التي تواجه المرء في الحياة الدنيا. من هنا أرى، وانطلاقا من التوصية الخاصة بالاهتمام باللغة العربية الصادرة عن مؤتمر القمة الأخير، أن يصار إلى اتخاذ خطوات عملية مدروسة لكي يكون التعليم باللغة الأم في جميع الدول الناطقة بالعربية، وفي كل مراحل التعليم وعلى جميع المستويات والمؤسسات، حتى إن كانت هناك مدارس أو جامعات أجنبية تقدم الخدمة في هذه الدول. وسـأعـود إلى المـوضـوع المهم هـذا في سلسلة مقالات لأن اللغة الأم هي التي تجمع الأمة، لغتنا الأم هي تشكلنا، هوية وثقافة وتاريخا وفنونا وطقوسا وأدبـا وشعرا ونثرا وحضارة. وإن تحدثنا عن العربية، فهذا لسان قد يسبق أي لسان آخـر في الدنيا فيما يملكه من خاصية ومقدرة وسعة لارتباطه الوثيق بالرسالة والتاريخ والأيام والتكوين الاجتماعي والثقافي والفكري للناطقين بها. د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se مخاطر الأزمات المدفوعة بالتوقعات »4 من 1« في بعض الأحيان يتعين على السلطات النقدية والمالية كسر القواعد والعمل معا، فمنذ دحـر التضخم في الثمانينيات من القرن المـاضي، لا تـزال الاقتصادات المتقدمة مستمرة في تقريب سياساتها الاقتصادية من النموذج الذي بات يشكل رؤيتنا للأمور في الوقت الحاضر. فمن خلال استهداف التضخم المنخفض، يمكن للسياسة النقدية أن تحقق استقرار النشاط الاقتصادي. وهو ما يؤدي إلى تحرير السلطات المالية من الحاجة إلى تنقيح سياساتها من أجل دعم الطلب الكلي، ويسمح لها بالتركيز على توفير السلع العامة والعمل على تحقيق أهداف إعادة توزيع الدخل. وينبغيفي الوضع الأمثل أن تكون مساهمة سياسة المالية العامة في تحقيق الاستقرار المضاد للاتجاهات الدورية متروكة لأدوات الضبط التلقائي، مثل تأمينات البطالة. والوسيلة المثلى لتطبيق كل من هذه السياسات هي عن طريق مؤسسات مستقلة تتمتع بصلاحيات واضحة فيما يتعلق بأهدافها. فالتنسيق الصريح بين مختلف السلطات المالية والنقدية يؤدي إلى خلط المسؤوليات ويميل غالبا إلىسوء توجيه الأدوات "مثل التمويل النقدي للعجز". وقد يترتب على ذلك تآكل مصداقية السياسة ومن ثم درجة فاعليتها. غير أن لهذا النموذج بعدا دوليا أيضا. فمن خلال محافظة البلدان على ترتيب أوضاعها الاقتصادية فإنها تسهمفي تحقيق الاستقرار والرخاء على مستوى العالم. وللحديث عن أسباب أهمية الإصلاحات، فقد سلطت الأحداث التاريخية الأضواء في الآونة الأخيرة على عدة شروخ أصابت البنيان الاقتصادي. أولا، في ظل بيئة اقتصادية منخفضة التضخم، تصبح أسعار الفائدة الاسمية منخفضة في المتوسط، فلا تترك مجالا كافيا لأي تخفيضات توسعية، وهو ما يعرف بقيود "الحد السفلي الفعلي". وقد يحول ذلك دون قدرة السلطات النقدية على تقديم ما يلزم من دفعة تنشيطية مضادة لاتجاهات الدورة الاقتصادية. ثانيا، في حال ارتفاع الدين الحكومي، فإن السلطات النقدية والتنظيمية -حتى إن كانت مستقلة رسميا- قد تستشعر الضغط لاتخاذ إجراءات في مصلحة استدامة الموازنة العامة عن طريق، مثلا، الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة للغاية لفترة طويلة للغاية. وينطبق هذا الأمر بصفة خاصة عندما تستدعي الصدمات التضخمية استجابة موثوقة على مستوى السياسة النقدية. ثالثا، عندما تكون مستويات الدين والرفع الماليفي القطاع الخاص مرتفعة ومتشابكة في الأسواق المالية، فإن ارتفاع الدين الحكومي يؤدي إلى احتمالات تعرض النظام المالي لمخاطر أزمات السيولة والملاءة، التي قد تؤثر سلبا بدرجة كبيرة أيضا في سلوك السلطات النقدية والمالية. ومنذ وقوع الأزمة المالية العالمية، أدت هذه "الشروخ" بالفعل إلى حدوث تغييرات في البنيان المؤسسي للسياسة الاقتصادية. ففي كثير من البلدان، لم تعد الصلاحيات الرقابية والتنظيمية المتعلقة باتخاذ القرار في القطاع المصرفي تكلف بها مؤسسات مخصصة، لكنها أعيدت ضمن صلاحيات البنوك المركزية. وقامت البنوك المركزية بتوسيع نطاق سياساتها غير التقليدية، فسمحت بنمو ميزانياتها العمومية حتى أصبحت ضخمة للغاية، وذلك بالإقدام على شراء السندات الحكومية وغيرها من الأصول... يتبع. » 2 من 1 الذكاء الاصطناعي والنظام العالمي « ربما يشير المؤرخون في المستقبل إلى النصف الـثـاني مـن آذار على أنه اللحظة التي بزغ فيها 2023 ) (مارس حقا فجر عصرالذكاء الاصطناعي. ففي غضون ، و GPT-4 أسبوعين فقط، شهد العالم إطلاق ، و Midjourney V5 ، و Claude ، و Bard ، وغير ذلك كثير من أدوات Security Copilot الذكاء الاصطناعي التي فاقت توقعات الجميع تقريبا. الواقع أن التطور الواضح الذي طرأ على نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة تجاوز توقعات أغلب الخبراء بعشرة أعوام. لقرون من الزمن، عملت الإبداعات الخارقة -من اختراع المطبعة والمحرك البخاري إلى ظهور السفر جوا والإنترنت- على دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتوسيع نطاق القدرة على الوصول إلى المعلومات، وتحسين الرعاية الصحية وغـ هـا مـن الخدمات الأسـاسـيـة بشكل كـبـ . لكن مثل هذه التطورات التحويلية كان لها أيضا تأثيرات سلبية، ولـن يكون انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي بهذه الوتيرة السريعة مختلفا. الذكاء الاصطناعي قادر على أداء مهام يكره الأفراد القيام بها. من الممكن الاستعانة به أيضا لتوفير التعليم والرعاية الصحية لملايين من البشر المهملينفي ظل الأطر القائمة. كما يمكن استخدامه لتعزيز البحث والتطوير بدرجة عظيمة، وهو ما قد يبشر بدخول عصر ذهبي جديد من الإبداع والابتكار. لكنه قد يعمل أيضا على تعزيز إنتاج ونشر الأخبار الزائفة، وإزاحـة العمل البشري على نطاق ضخم، وإيجاد أدوات خطرة ومدمرة وقد تكون معادية لوجودنا ذاته. على وجه التحديد، يعتقد كثيرون أن قـدوم الذكاء العام الاصطناعي -الذكاء الاصطناعي القادر على تعليم نفسه أداء أي مهمة إدراكية يستطيع البشر القيام بها- من شأنه أن يشكل تهديدا وجوديا للبشرية. الواقع أن الذكاء العام الاصطناعي المصمم بإهمال "أو الـذي يحكم عمله صندوق أسود" قد ينفذ مهامه بطرق تجعل العناصر الأساسية التي تتألف منها إنسانيتنا عرضة للخطر. بعد ذلك، قد يصبح الذكاء العام الاصطناعي وسيطا في تحديد ما يعنيه أن تكون إنسانا. من الواضح أن الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات الناشئة تستلزم حوكمة أفضل، خاصة على المستوى العالمي. لكن الدبلوماسيين وصناع السياسات الدولية كانوا يتعاملون تاريخيا مع التكنولوجيا على أنها مسألة "قطاعية" من الأفضل أن تترك لوزارات الطاقة أو المالية أو الدفاع، وهو منظور ضيق قاصر يذكرنا باعتبار حوكمة المناخ حتى وقت قريب حكرا على الخبراء العلميين والفنيين. الآن، مع احتلال المناقشات التي تتناول قضية المناخ مركز الصدارة، ينظر إلى حوكمة المناخ على أنها مجال فوقي يتألف من مجالات أخرى كثيرة، بما في ذلك السياسة الخارجية. وعلى هذا فإن بنية الحوكمة اليوم تهدف إلى عكس الطبيعة العالمية التي تتسم بها هذه القضية، بكل ما تنطوي عليه من فوارق دقيقة وتعقيدات. كـ تشير المناقشات التي دارت في إطــار قمة مجموعة السبع الأخــ ة التي استضافتها مدينة هيروشيما، إلى الحوكمة التكنولوجية ستتطلب نهجا مماثلا. ذلك أن الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات الناشئة ستغير بدرجة كبيرة مصادر القوة وأساليب توزيعها وفرضها في مختلف أنحاء العالم. ستسمح هذه التكنولوجيات بنشوء قدرات دفاعية وهجومية جديدة، وإيجاد مجالات جديدة تماما للصدام والمنافسة والصراع، بما في ذلك في الفضاء الإلكتروني "السيبراني" والفضاء الخارجي. وستحدد مــاذا نستهلك، فتعمل حتما على تركيز عائدات النمو الاقتصاديفي بعض المناطق، والصناعات، والـ كـات، في حين تحرم آخرين من الفرص والقدرات المماثلة... يتبع. خاص بـ "الاقتصادية" .2023 ، بروجيكت سنديكيت تشير المناقشات التي دارت في إطار قمة مجموعة السبع الأخيرة التي استضافتها مدينة هيروشيما، إلى أن الحوكمة التكنولوجية ستتطلب نهجا مماثلا. ذلك أن الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات الناشئة ستغير بدرجة كبيرة مصادر القوة وأساليب توزيعها وفرضها في مختلف أنحاء العالم. ستسمح هذه التكنولوجيات بنشوء قدرات دفاعية وهجومية جديدة، وإيجاد مجالات جديدة تماما للصدام والمنافسة والصراع. جيانكارلو كورسيتي * رئيس برنامج «بيير فيرنر»، وأستاذ الاقتصاد في معهد الجامعة الأوروبية مانويل مونييز / سمير ساران * رئيس الجامعة الدولية - إسبانيا، وعميد كلية السياسة IE University والاقتصاد والشؤون العالمية - جامعة Observer Research Foundation * رئيس المؤسسة البحثية

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=