aleqt (10819) 2023/05/26
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية مــن يــديــر الـــركـــات؟ بعد محاولتهم دون جــدوى إعـادة الموظفين إلى مكاتبهم منذ أن خفت حدة الجائحة، يشعر كثير مـن المسؤولين التنفيذيين أن الإجابة هي: ليسوا هم. يتذمر الرؤساء اليوم من أنهم مضطرون للانصياع لمطالب الموظفين بتبني العمل المرن، والدفاع عن القيم الليبرالية، وتخصيص موارد للصحة العقلية والظروف الشخصية. لا يتوقع جيل الألفية وجيل زد أقل من هذا. لـكـن بالنسبة إلى دانـيـال تشاندلر، فإن هذه القصص التي عادة ما تأتي من أصحاب الياقات البيضاء ذوي الأجـــور الجيدة مضللة. حيث تكمن الـقـوة في معظم أماكن العمل البريطانية بالكامل تقريبا عند ذوي المقامات العالية. في ألمانيا، وفرنسا وأماكن أخـرى، لدى كثير من الموظفين رأي رسمي في كيفية عمل أصحاب عملهم. لكن في المملكة المتحدة، تعد الـفـكـرة غـريـبـة. إذ ليس لدى العمال مقاعد في مجالس الإدارات، وليست لديهم "مجالس عمل" للتأثيرفي الظروف اليومية، ولا يـدركـون حتى إن مثل هذه الأمور ممكنة. في كتابه الـجـديـد، "أحـــرار ومـتـسـاوون" يجادل تشاندلر، 37 طالب الدكتوراه البالغ من العمر عاما في كلية لندن للاقتصاد، بأن مكان العمل، بالنسبة إلى كثيرين، "مساحة من التبعية والعجز لا تشبه أي مجال آخر في المجتمع الديمقراطي الحديث". معظم الشكات البريطانية "ديكتاتوريات خيرة"، لكن عددا منها يتخلى عن الجزء الخيري -يخشى العمال الفصل غير المــروع والوقوع ضحية ويشعرون بقلق مزمن. يريد تشاندلر بدء نقاش حول القوة داخل الشكات. في كتاب أحرار ومتساوون، يسعى إلى إعادة صياغة الليبرالية التي لطخها حزبا اليسار واليمين أخيرا بوصفا أمرا قديما وسـاذجـا، لكونها عقيدة راديكالية وذات صلة. يأتي الكتاب بتأييد من الاقتصاديين توماس بيكيتي، وأمارتيا سين والسير أنجوس ديتون. ويتميز بمقترحاته للديمقراطية في مكان العمل. "لقد أصبح نقاشنا السياسي شديد التركيز على توزيع الأموال كمفتاح لـإنـصـاف والـعـدالـة. "هناك" إهمال لأسئلة أخرى مثل ربط العمل بالكرامة، والمعنى، واحترام الذات (...) وبالنسبة إلى كثير من الناس، هناك غياب لفرص المعنى والوفاء التي قد تأتي من العمل. ثم هناك ظــروف عمل سيئة بحق". إن تقاسم الـقـوة في مكان العمل لن يفيد العمال فحسب، بل الشكات والديمقراطية نفسها. "جزء من نجاح الحركات الشعبوية اليمينية هـو أنها تتحدث عن رغبة في الحصول على الاحترام والكرامة". إذا كان الليبراليون قادرين على تمكين العمال ذوي المهارات المتدنية في حياتهم اليومية، فربما تمكنوا من جذبهم بعيدا عن الشعبويين. كان تشاندلر، وهو ابن وكيل مسرحي وممثل، يدرس التاريخ في جامعة كامبريدج عندما قرأ لأول مـرة كتاب الفيلسوف السياسي جـون راولــز الكلاسيكي "نظرية . يفترض راولز 1971 العدالة" في أنه إذا لم يعرف الناس مكانهم في المجتمع، فسيوافقون على مـبـدأيـن. أولا، ينبغي احــ ام الحريات الفردية. ثانيا، ينبغي إدارة الـتـفـاوتـات الاجتماعية والاقتصادية بطريقة تحقق أقصى فائدة لمن همفي القاع. اجـــتـــاح راولــــــز الأوســـــاط الأكاديمية، لكن ليست السياسة. كـان ينظر إلى مبادئه على أنها مجردة للغاية أو بوصفها دفاعات عن الوضع الـرأسـ لي الراهن. ونظرا إلى أن تشاندلر عمل في وظائف تتعلق بالسياسات، بما في ذلك في معهد الدراسات المالية في المملكة المتحدة، شعر أن كثيرا من المناقشات كانت عبثية. بدأ الدكتوراه، وراجع كتب راولز وأصـبـح مقتنعا بـأن راديكالية الفيلسوف الأمريكي قد تم التقليل من شأنها. "يتمحور الافــ اض العامفي أنه كان يقدم فقط تبريرا لدولة رفاهية. لم يكن هذا ما قاله راولز حقا في أعماله اللاحقة". في كتاب "أحرار ومتساوون"، يستخدم تشاندلر مبادئ راولزية "نسبة إلى راولز" لتحليل النقاشات السياسية الحديثة. وهذا يشمل إمالة الميزان نحو حرية التعبير "وليس قوانين خطاب الكراهية"، والـحـد مـن الـتـ عـات المالية الضخمة للأحزاب السياسية "وملء الفجوة بتمويل الدولة"، ودعم الدخل الأساسي الشامل "رغم أن رولز نفسه كان متشككا من هذا". كما أنه يطبق مبدأ راولز الثاني - أنه ينبغي إدارة عدم المساواة في القوة لإفـادة من هم في القاع - على التسلسل الهرمي في مكان العمل. يقول تشاندلر، "يجب تبرير الطريقة التي نوزع بها القوة في الشكات. يمتلك المساهمون كل القوة. لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو". قد يكون أمرا مفهوما لو كان لتقليل قوة العمال فوائد اقتصادية حقيقية. لكن وجود عمال في مجالس الإدارات، مثلا، لا يبدو أنه أضر بأرباح الشكات الألمانية أو استمراريتها. بل زاد من إنتاجيتها واستثماراتها في الواقع. "من المرجح أن تكون التكاليف بالنسبة إلى الشكات صغيرة، ومن المرجح أن تكون إيجابية بقدر ما هي سلبية". ما الفوائد؟ ينبغي أن يؤدي تعيين الـعـامـلـ في مجالس الإدارات إلى تسهيل تدفق المعلومات داخل الشكة، وإعطاء الـعـ ل شـعـورا أكـ بالملكية. ويستشهد تشاندلر بدراسات تشير إلى أن نهج "الإدارة المشتركة" في ألمانيا يعني أن الشكات كانت أقل عرضة لفصل العمال خلال فترة ، وإيجاد 2009-2008 الركود في طرق بديلة لخفض التكاليف. على نقيض الحدس، لا تؤثر الإدارة المشتركة بشكل كبيرفي الأجور. لكن تشاندلر يقول إن العمال الـذيـن تـم تمكينهم يمكنهم التفاوض على ترتيبات عمل مرنة وتـغـيـ ات في كيفية تنظيم وظائفهم. ويستشهد بمثال سوما، وهـي جمعية تعاونية للأطعمة الكاملة، بوصفها استثناء حيث يقوم الموظفون بتناوب المناصب "من قيادة الشاحنات أو الطبخ إلى الحسابات". "تحتل التعاونيات مكانة رئيسة في رغبته في زعزعة الرأسمالية، إذ يريد أن يكون للموظفين الحق في الـروع في عمليات الــراء الشامل، وربما بقروض مدعومة". إلى أي مـدى يمكن للشكات البريطانية أن تتغير؟ يتمثل اقتراح تشاندلر في أن جميع الشكات البريطانية ينبغي أن تخصص في النهاية نصف المقاعد في مجلس إدارتها لممثلي العمال. سيخضع هذا لعتبة الحجم، حتى لا يردع رواد الأعمال. كما يحق للموظفين إنشاء مجلس أعـ ل. "وهـذا من شأنه أن يؤدي إلى علاقة أكثر تعاونا بين العمال وأصحاب العمل". سيكون "نسخة كاملة عن النموذج الألماني". وسيتم تقديمه تدريجيا. تعمل الديمقراطية الألمانية في مكان العمل في سياق المساومة على الأجـور، نظرا إلى أن المسائل المتعلقة بالأجور يتم تحديدها جزئيا على مستوى القطاع بأكمله، يمكن أن تركز المناقشات على مستوى الشكة على المسائل الأقل إثارة للجدل. يقول تشاندلر إنه ينبغي على المملكة المتحدة "على الأرجح" أن تقدم مفاوضة على مستوى القطاع قبل ديمقراطية مكان العمل. "لا أعتقد أنه سيكون من المعقول القفز من حيث نحن الآن إلى منح العمال نصف المقاعد في كل مجلس إدارة". لقد تلاعبت المملكة المتحدة في تمـكـ الـــعـــ ل. تحدثت حكومة ديفيد كاميرون كثيرا عن الشكات المملوكة للعمال، مثل شركـة جـون لويس بارتنرشيب. ووعدت تيريزا ماي بوضع العمال في مجالس الإدارات، حتى أعاقها وزير الخزانة آنذاك فيليب هاموند. ، تم تحديث قانون 2018 وفي حوكمة الشكات بشكل متواضع ليقول إن على الـركـات تعيين مدير لقسم الموظفين، أو إنشاء لجنة استشارية للقوى العاملة، أو تعيين مدير غير تنفيذي، أو توضيح سبب عـدم قيامها بأي من ذلك. لم يقم سـوى عـدد قليل من الشكات، مثل كابيتا، بتعيين مدير واحد للموظفين. ويقول تشاندلر، "لا أعتقد أننا ينبغي أن نترك الأمر للنيات الحسنة لأصحاب العمل المستنيرين لمنح هذا لعمالهم"، ويضيف أن ماي فشلت في "جعل هذه الأفكار مثيرة للناس". لكن إذا كانت الديمقراطية في مكان العمل هي الحل، فلماذا يهتم عدد قليل جدا من الموظفين بالآليات الموجودة لديهم، مثل النقابات المهنية؟ يلقي تشاندلر باللوم على فكرة أن النقابات لديها قليل من القوة. يقول، "يرغب أغلب العمال في مزيد من النفوذ في العمل". ثمة شكوك أخرى. كيف تقوم الشكات التي لديها قوى عاملة عالمية بتطبيق تمثيل الموظفين؟ وكيف يـتـ ءم ذلـك مـع مطالب الجهات التنظيمية بـأن تتمتع مجالس الإدارات في صناعات معينة بخبرة أكبر؟ وإذا كان للعمال نفوذ أكبر، فإن المساهمينسيكون لديهم مرونة أقل. تخسر بورصة لندن بالفعل لمصلحة الولايات المتحدة، ألا يـؤدي تقييد قوة المساهمين إلى تفاقم المشكلة؟ شركة موندراجون الإسبانية، وهـــي إحـــدى أكـــ الجمعيات التعاونية في العالم، استبعدت الموظفين الأجانب من التمثيل في مكان العمل. ولمعالجة ذلك، يفضل تشاندلر القوانين التي تحد من توظيف العمال الذين ليس لديهم حصص ملكية. ويؤيد القوانين التي تحد من إغراء تقاسم الغنائم بين العمال بشكل غير مستدام وتشجع التعاونيات على الاستثمار أكثر على المدى الطويل. يــضــيــف كـــتـــاب "أحــــــرار ومـتـسـاوون" إلى موجة خـروج بريطانيا من الاتـحـاد الأوروبي التي يغذيها أولئك الذين يجادلون بأن المملكة المتحدة ينبغي أن تنظر إلى الديمقراطية الاجتماعية الـقـاريـة. لكن فرنسا وألمانيا ليستا محصنتين ضد الشعبوية أو الاضطرابات العمالية. نموذج الإدارة الألمـاني المشترك، مثلا، تعرض للتدقيق بسبب فضيحة الديزل لشكة فولكس فاجن. بعد الإلحاح عليه، يعترف تشاندلر أنه ليس خبيرا في أي من البلدين. ويشير إلى أن نموذجيهما "غير مكتملين"، لكنهما مع ذلك تجنبا مستويات عــدم المــســاواة في الولايات المتحدة. إن عـامـل الـجـذب المحتمل لأفكار تشاندلر هو أنها تأتي في وقت يتهم فيه اليسار بالافتقار إلى الرؤية. مثل كاتبي يسار الوسط أنتوني جيدينز وويل هوتون في التسعينيات، فهو يمزج بين الجرأة والبراجماتية. إن أفــكــاره بـديـل للتأميم، الطريق الذي كان يفضله زعيم حـزب الـعـ ل السابق جيريمي كـوربـ . "الـنـمـوذج الاشــ اكي التقليدي للملكية العامة ليس حلا، لأنه ينقل القوة من مجموعة صغيرة من المالكين إلى مجموعة صغيرة من البيروقراطيين. لا يمكن للدولة أن تدخل وتعيد تصميم الوظائف، لأنها لا تعرف ما يكفي عن كيفية عمل الشكات الفردية أو ما يريده العمال". تشاندلر - ثـرثـار لكن ليس مــغــرورا - يـــدرك القلق بشأن الهجرة، وعـ عكس كثير من اليسار، لا يرغبفي إلغاء الرسوم الدراسية الجامعية. تتضمن مقترحاته الأكثر جرأة معالجة أزمات المناخ والطبيعة، حـتـى لــو تطلب ذلـــك "خفض مستوى معيشتنا المادي"، وإلغاء المدارس الخاصة. وهو يقدر أن تبني مختلف التزاماته للنفاق -45 سيتطلب ضرائـب تصل إلى في المائة من الناتج المحلي 50 في المائة الآن". 37 الإجمالي "من إلى أي مدى يبعد حزب العمل الذي يرأسه السير كير ستارمر عن مخطط تشاندلر؟ "مـن الناحية الفكرية، ليس بعيدا جـدا. لكن فيما يتعلق بالسياسات، فإنهم بعيدون جدا في الوقت الحالي". يصر تشاندلر على أن كتابه، مع دعواته لمخطط الدخل الأساسي والديمقراطية في مكان العمل، ليس "مخططا للانتخابات المقبلة" لكنه مشوع طويل الأمد. من السهل أن يغريك حديث تشاندلر عن الكرامة في العمل، ومن الصعب تخيل كيفية قياس مثل هذا الشيء. في الوقت الذي كنا مجتمعين فـيـه، كــان لدى كثير مـن الـعـ ل مـخـاوف أكثر واقعية. فالبعض مضربون من أجـل الحصول على أجـور أعلى، وكثير منهم قلقون من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيأخذ تشاندلر على وظائفهم. يـ أنه يمكن التعامل مع آثار الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل إذا تمت إدارة الـركـات بشكل مشترك إضافة إلى اللوائح التنظيمية. أما بالنسبة إلى الإضرابـات، فهي "تعكس المدى الذي ابتعدنا فيه عن هدف الرخاء المشترك". 11 NO.10819 ، العدد 2023 مايو 26 هـ، الموافق 1444 ذو القعدة 6 الجمعة ديمقراطية مكان العمل .. موظف عادي في مجلس الإدارة يتحدث الاقتصادي دانيال تشاندلر عن طبيعة إدارة الشركات وتأييده تقاسم القوة في مكان العمل إذ إنه لن يفيد العمال فحسب، بل أرباح الشركات والديمقراطية نفسها. «جيتي» تعيين العاملين في مجالس الإدارات يؤدي إلى تسهيل تدفق المعلومات داخل الشركة، كما يجادل تشاندلر. من لندن هنري مانس هناك مفارقة تجري في قلب ما أصبح يعرف بأزمة تكاليف المعيشة في بريطانيا. مع استمرار ارتفاع التضخم عند في المائة، قالت "سيتيزن 10 أكثر من أدفايس"، التي تقدم إرشادات مجانية في قضايا الديون ومخاوف المستهلكين الأخرى، أخيرا إنها ساعدت عددا قياسيا ألف شخص في الأشهر 600 لأكثر من في 6 الأربعة الأولى من العام، بزيادة .2022 المائة على الفترة نفسها من مع هذا لا تبلغ البنوك البريطانية سوى عن أدلة قليلة على تخلف عملائها عن سـداد اقتراضهم. زاد "لويدز"، أكبر بنوك الأفـراد الرئيسة في الدولة، مخصصات الائتمان قليلا في الربع الأول من العام، لكن حصيلة قروض العملاء الأفراد المصنفة على أنها ضعيفة ظلت في المائة فقط من 1.2 مستقرة - عند 50 الإجــ لي. وارتفعت الأربــاح نحو في المائة، بفضل اتساع الفارق بين ما يدفعه البنك للمودعين وما يفرضه على المقترضين. وأبلغت بنوك أخـرى عن اتجاهات مماثلة. هذا النمط يحدث في أماكن أخرى من العالم. نعم، شهدنا بعض الانهيارات المصرفية الدراماتيكية، بين المجموعات المصرفية الإقليمية في الولايات المتحدة وفي سويسرا. لكنها كانت جهات مقرضة أفلست بسبب موجة سحب من المودعين المـذعـوريـن، والتنظيم المتساهل، والإدارة السيئة عموما. لم تقع في ورطة للأسباب المملة التي ربمـا توقعتها، أسعار الفائدة المرتفعة أدت إلى عجز العملاء عن تحمل اقتراضهم. يفسر التعارضجزئيا بالتأثير المتأخر، إذ يستغرق الأمـر بعض الوقت حتى يتخلف الفرد الذي لديه ميزانية محدودة عن سداد بطاقة الائتمان وكي يظهر في النتائج الفصلية. لكن مصرفيين وناشطين يفترضون على حد سواء تفسيرا آخر، يتم صرف أعـداد متزايدة من الناس عن النظام المصرفي الرسمي وعزلهم عنه، لذا لا يظهر أنهم مقترضون يواجهون مشكلات في السداد. نـــرت "بــلــنــد"، منصة إقـــراض نظراء، بحثا أخـ ا يشير إلى أن عدد الذين يشعرون بأنهم "معزولون" عن في المائة العام 40 النظام المالي قفز المــاضي، مع خفض البنوك الإقـراض الأكثر خطورة، يشعر أكثر من ربع سكان المملكة المتحدة الآن بأنهم مستبعدون من النظام المالي والرقم يقارب النصف لمجتمعات السود والأقليات العرقية. تجادل "يو كيه فاينانس"، مجموعة ضغط تمثل البنوك والمجموعات المالية الأخـــرى، بـأن التنظيم جـزء كبير من المشكلة. الضوابط الصارمة على المخاطر والقيود المفروضة على المنتجات ذات الفائدة المرتفعة استدعت اضطرار البنوك إلى التخلص من العملاء الأفقر. في الوقت نفسه، كانت جهات إقراض الأمـــوال غـ الخاضعة للتنظيم أو شركات التكنولوجيا المالية الخاضعة لتنظيم ضعيف، مثل صناعة "اشتر الآن وادفـع لاحقا" المنتشة، يملأون الفجوة. عبر ديفيد ليندبرج، رئيس قسم خدمات الأفــراد في بنك نات ويست، لـ"فاينانشيال تايمز" أخيرا عن قلقه إزاء نمو نظام "ائتمان الظل"، -جهات غير مصرفية تقدم الائتمان- عالي التكلفة. تلتزم حملة التثقيف والشمول المالي الخيرية المدعومة من "فاينانشيال تايمز" بتسليط الضوء على المشكلات الناجمة عن هذه العوامل المحركة ودعم تعليم مالي أفضل. مؤسسة خـ يـة أخـــرى، فـ فور أول فاينانس، تدير مئات الملايين من الجنيهات المتروكة في حسابات مصرفية راكـــدة، تتدخل مـبـاشرة في الأجــزاء المفلسة من سـوق الإقــراض لتخفيف الضغط على الأفراد المثقلين بالديون. أمضت الأشـهـر الأخـــ ة في إجـراء دراسـة أولية جنوب مانشستر، شملت الاتحادات الائتمانية المحلية والمنظمات غير الربحية، قدمت قروضا بقيمة بضع مئات من الجنيهات لكل قرض بلا فوائد للمحتاجين. للتوسع على الصعيد الوطني، يعد دعـم الجهات المقرضة الكبرى أمرا ضروريــا، لكنها تـأبى تقديمه. يجادل المصرفيون بأن الفوائد المجنية من القدرة على تحمل تكاليف قرض ما بلا فوائد على شيء بأسعار تجارية ليست إلا فوائد ضئيلة، ما يجعل المبادرة غير ضروريـة. تقول "فير فور أول" إن هذا القول يفوته ذكر النقطة التي تفيد بـأن القرض دون فائدة يجلب الناس إلى النظام المــ في السائد الذين لولاه سيتم رفض قبولهم كمقرضين، ما يمنحهم فرصة لبناء سجل سداد ائتماني. ثلث أولئك في الدراسة الأولية ممن سددوا أموالهم صاروا مؤهلين لقروض تجارية. البنوك من جانبها تتعامل أخيرا مع جانب آخر من الاستبعاد المالي وذلكفي فرع مشترك - 300 إلى 200 مبادرة لفتح أو "مراكز مصرفية" - على مدى الأعوام الثلاثة المقبلةفي المواقع التي أغلق فيها آخر بنك. "حتى الآن هناك خمسة". زعزعت الأحـداث الدرامية الأخيرة في الولايات المتحدة وسويسرا ثقة العامة بالقطاع المصرفي للمرة الثانية عاما. حتى لو لم تنتش هذه 15 في المشكلات، فإن شروط الائتمان آخذة في التشديد بالفعل. ومن الـ زم كي يتم ترخيصها لأداء أعمالها أن تضمن البنوك -وصـنـاع السياسات الذين يوجهونها - أن إدارة مخاطر الائتمان مدروسة ولا تتبع استراتيجية استبعاد الناس من النظام المالي. البنوك تستبعد الفقراء تحقيقا للربح السبب وراء عدم إظهار البنوك البريطانية أدلة كثيرة عن عجز عملائها عن السداد هو أن البنوك تعزلهم عن النظام المصرفي. «رويترز» يشعر أكثر من ربع سكان المملكة المتحدة بأنهم مستبعدون من النظام المالي. من لندن باتريك جنكينز
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=