aleat (10770) 2023/04/07
الرأي NO.10770 ، العدد 2023 أبريل 7 هـ، الموافق 1444 رمضان 16 الجمعة 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com أتى الخبر اليقين من البرازيل، أقوى اقتصاد في أمريكا الجنوبية الذي يحتل المرتبة السابعة في العالم، حيث اتفقت مع الصين، ثاني أقوى اقتصاد في العالم، على التخلص من الدولار واستخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري. لا أقول وداعا للغرب، وربما نحن الذين بلغنا من العمر عتيا لن نشهد أفول نجمه، لكن لا يخفى أن هناك حملة عالمية للإطاحة بهيمنته المطلقة. هل نقول وداعا لهيمنة الغرب؟ الأحداث تتلاحق في العالم ومن العسر تقديم توقعات صائبة لما يمكن أن يقع. فكيف لنا أن نقرأ الدنيا التي حولنا؟ أظن أفضل قراءة تكمن في استنباط الدروس من عاقبة الأمور أو الأحداث وليس توقعاتنا عما تؤول إليه. والأمور في الغالب في عواقبها، أي ما تتركه من أثر مباشرفيحياة الناس وسير الأحداث. فإن كان للأمر مآل حسن يبشر بالخير للناس وينقلهم من الوضع الذي هم فيه إلى حال أفضل، فالعاقبة حميدة ويثنى عليها. وإن كان للأمر مآل سيئ لا يبشر بالخير ولا ينقل الناس من الوضع الـذي هم فيه إلى حال أسوأ، فالعاقبة غير حميدة. والأحداث والأمور لم تعد تجري بما تشتهيه سفن الغرب، وعواقبها لم تعد مرضية، وصارت تؤثر سلبا في الناس مثيرة كثيرا من التذمر والتشكي. مـن كــان يتصور أن دولا مثل السويد، المعروفة برخائها وثرائها الفاحش، تضطر إلى تقديم معونات "أو بالأحرى سلالا من المعونات" لتمكين الناس من دفع فواتيرهم مثلا. دول الرخاء الغربية مثل السويد كانت دائما لها سلال معونات، ولكن هذه كانت محصورة لـدعـم العاطلين عـن العمل والمستضعفين من الناس. وهـؤلاء كانوا يمثلون شريحة صغيرة جدا. اليوم الأمـر مختلف. عاقبة الأحـداث فرضت على السويد تقديم دعـم مادي للناس أجمعين، لأن الكل تقريبا يرى أنه صار في خانة المستضعفين. إذا كان هذا حال السويد، فكيف يا ترى يكون وضع دول غربية أخرى؟ المعاناة كبيرة وهي عاقبة الأحداث الجارية في أوروبا، وعلى الخصوص الدول الغربية فيها. قد يرى البعض أن السويد مثال لا يقبل التعميم. لا ضير. ولكن ماذا عن تأثير الدول الغربية في العالم؟ أليست هناك محاولة حثيثة من دول عديدة ومؤثرة للخروج من إطـار الهيمنة شبه المطلقة للغرب على عام؟ 100 العالم التي صار لها ما يقارب من لنأخذ مثالا آخر، ونحاول سبر أغوار عاقبة الأمور والأحداث. من كان يتصور أن الدول المصدرة للنفط، بقيادة المملكة، ستنجحفيمسعاها لتشكيل منظمة أوسع من "أوبك" تضم كبار منتجي الطاقة في العالم، تصدر قرارات مستقلة تضع مصالح شعوبها في الحسبان غير مكترثة لأي ضغط إن من الغرب أو غيره؟ " الأخيرة هي عاقبة + قرارات منظمة "أوبك الأحداث التي تمر بها الدول الغربية وعلى الخصوص عـواقـب الـحـرب المـدمـرة في أوكرانيا التي وضع الغرب فيها كل ثقله المالي والعسكري. لا يخرج الغرب حاليا من حفرة إلا ويقع في أخرى، ولهذا كثرت الأسئلة والفرضيات وغابت الأجوبة، وكثرت الأزمات والمشكلات وغابت الحلول. ومن ثم كل خطوة يتخذها الغرب تقريبا لها الآن ردود أفعال سلبية وقوية تفرغها من محتواها أو ترتد سلبا عليه. وضعوا خططا لاحتواء الصين وإذا بها ترتد وبالا. الصين اليوم المستفيد الأول من سياسات الحصار الاقتصادي التي يتخذها الغرب أداة سياسية لتحقيق مآربه النفعية. أمنت الصين اليوم الحصول على طاقة مناسبة السعر ومستدامة التدفق من روسيا بعد أن فـرض الغرب على الأخــ ة سلالا عديدة من القيود الاقتصادية ما لم ربما يشهده العالم في التاريخ. واليوان، العملة الصينية، دخل معترك التجارة الروسية ـ الصينية المتنامية. وكذلك الهند التي لا تحصل على طاقة مناسبة السعر من روسيا بل تكرر واردات النفط التي تحصل عليها من موسكو وتعيد تصديرها إلى الغرب بأسعار مغرية، مجنبة بذلك آثار التضخم، الذي يعاني منه الغرب الأمرين، في اقتصادها. الهند تدفع ثمن الكميات الكبيرة من النفط التي تستوردها من روسيا بالروبية، عملتها المحلية، وتبيع المواد المكررة بالعملة الصعبة للغرب. وعاقبة أكــ ســ ح اقـتـصـادي فتكا ـ وهـو الـــدولار ـ لم تكن حميدة للغرب. لم تستخدم عملة أو سلعة أداة للضغط السياسي عـ دول أخــرى مثل الورقة الخضراء. ولم يكن في يد أي دولـة في التاريخ سلاح اقتصادي فتاك مثل سلاح الـدولار. لكن الطبيعة البشرية مبنية أو مخلوقة على أسـاس درء الخطر إن كان بيئيا، أم بايولوجيا، أم اقتصاديا، أم عسكريا، أم غيره. واحد من أهم عواقب الأحداث الأخيرة هي ردة فعل كثير من الــدول على سلاح الدولار، حيث صارت دول عديدة تفكر مليا ـ لا بل إن بعضها اتخذ خطوات جدية ـ للتخلي عن الـدولار في التجارة، وبناء مؤسسات للمقاصة بالعملات المحلية. وأتى الخبر اليقين من البرازيل، أقوى اقتصاد في أمريكا الجنوبية الذي يحتل المرتبة السابعة في العالم، حيث اتفقت مع الصين، ثاني أقوى اقتصاد في العالم، على التخلصمن الدولار واستخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري. لا أقول وداعا للغرب، وربما نحن الذين بلغنا من العمر عتيا لن نشهد أفول نجمه، لكن لا يخفى أن هناك حملة عالمية للإطاحة بهيمنته المطلقة. د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se تسريع وتيرة التغيير لحل »2 من 1« أزمة المياه تعد المياه شريان الحياة لصحة البشر وصحة كوكب الأرض، كما أنها بالغة الأهمية للنمو الاقتصادي، وسلامة النظم الإيكولوجية، وسلامة الحياة ذاتها. غير أنه مع وجود أكثر من 3.6 مليار شخص لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب، و 2.3 مليار شخص يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي المأمونة، فإن أزمة المياه العالمية تمثل تهديدا حقيقيا لجهود التنمية في وقتنا الحالي. وتقدر التكاليف الاقتصادية العالمية لانعدام الأمن مليار دولار سنويا. وتزداد حدة هذه المشكلة 500 المائي بنحو نظرا إلى تفاقم موجات الجفاف والفيضانات بسبب تغير المناخ والزيادة الكبيرة في عدد السكان. وثمة حاجة ملحة إلى تسريع وتيرة التغيير ـ إلى ما هو أبعد من مجرد "سير الأمور كالمعتاد" للتصدي لأزمة المياه. وبوصفها أكبر مصدر متعدد الأطراف لتمويل مشاريع المياه في العالم في الـدول النامية، تلتزم مجموعة البنك الدولي بالقيام بأعمال مبتكرة وشاملة ومستدامة بشأن المياه في الوقت الذي تعمل فيه مع شركائها من أجل عالم آمن من ناحية المياه. وهنالك كثير من الدول تعاني شحا في المياه، وقد أدى الصراع الدائر إلى تفاقم هذه الأزمة. ويعد الحصول على المياه الصالحة للشرب عملا يوميا يثقل كاهل من يقوم به، ودائما ما تقع المسؤولية عنه تقريبا على كاهل النساء في كثير من الدول، وتأتي مشاريع الحفاظ على المياه في إطار المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات في اليمن الذي تسانده المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذه بالاشتراك مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، ومشروع الأشغال العامة في عدد من الدول. خزانا من الخزانات العامة 1279 وساند المشروع حتى الآن إنشاء خزانا من الخزانات المنزلية في 30686 لتجميع مياه الأمطار و ألف متر مكعب من المياه النظيفة. 900 عموم اليمن، ما وفر نحو ويقوم البنك الدولي أيضا بدعم الجهود واسعة النطاق لتحسين الحصول على المياه والصرف الصحي لملايين الأشخاص في اليمن من خلال شراكـات مماثلة مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واليونيسف، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ومنظمة الصحة العالمية. في تنزانيا، أفـادت أكثر من نصف منشآت الرعاية الصحية عن نقص منتظم في إمدادات المياه، وهو ما يعرقل خدمات الرعاية الصحية. ووفقا لأحدث تقرير لبرنامج الرصد المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف بشأن المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في منشآت الرعاية الصحية، تفتقر نصف مرافق الرعاية الصحية على مستوى العالم إلى خدمات النظافة الصحية الأساسية. ومن بين الدول التي تتوافر بيانات بشأنها، لم يكن لدى واحد من كل عشرة مرافق للرعاية الصحية على مستوى العالم خدماتصرف صحي، وفي منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، تقفز هذه النسبة إلى واحد من كل خمسة. ، وصلت الدكتورة ندافوكاي لارينيوني 2018 ) وفي أيار (مايو مندوبة البنك الدولي إلى قرية "إيتيبولا" في منطقة سونجوي في جنوب غرب تنزانيا. وبدأت وظيفتها الجديدة كطبيبة مسؤولة عن مواطن ويقدم خدمات 4500 المستوصف المحلي الذي يخدم العيادات الخارجية للمرضى، فضلا عن خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأطفال. وفي ذلك الوقت، لم يكن لدى المستوصف إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي، ولذلك كانت الدكتورة ندافوكاي تأتي إلى العمل في الساعة السادسة من صباح كل يوم، أي قبل ثلاث ساعات من افتتاح العيادة، لجمع المياه التي تكفي متطلبات العمل لذلك اليوم... يتبع. » 2 من 2 تراجع مصداقية بنك الاحتياطي الفيدرالي « لم يساعد التواصل غير المتسق من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي على حل الأمور. فقد وجدت الأبحاث التي أجريت حديثا أن "تقلبات السوق أعلى بثلاثة أضعاف خلال المؤتمرات الصحافية التي عقدها الرئيس الحالي جيروم باول مقارنة بتلك التي عقدها أسلافه، وهي تميل إلى عكس ردود الفعل الأولية للسوق على بيانات اللجنة". لا عجب أن تكون هناك تحركات متطرفة داخل ذلك الجزء من منحنى العائد الذي يتأثر بشدة ببنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يعمل كأساس لمجموعة من الأنشطة المالية المحلية والدولية. فعلى مـدى الأسابيع القليلة الماضية، على سبيل المثال، تم تـداول عائد العامين في نطاق غير عادي نقطة مئوية، ما أثار 1.5 إلى حد كبير بلغ جدلا ـ وليس فقط داخـل وسائل الإعلام المالية المتخصصة ـ عن "تداول السندات الجنونية". وتأتي هذه الاختلافات في أعقاب الأخطاء السابقة التي ارتكبها بنك الاحتياطي ال ـف ـي ـدرالي. فبعد الإصرار عـ وصف ،2021 التضخم بأنه "مؤقت" في معظم فشل بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك في التصرف على الفور بمجرد "تراجعه" عن هذا التشخيص الخاطئ في وقت متأخر. ونتيجة لذلك، كان عليه في النهاية استعمال الفرامل من خلال تنفيذ سلسلة غير مسبوقة من أربع نقطة أساس. 0.75 زيادات متتالية بمقدار في هذه المرحلة، لا يمكن إنكار أن أقوى البنوك المركزية على مستوى العالم قد أخطأ في تحليلاته وتوقعاته وصنع سياساته واتصالاته. هذه هي الأخبار السيئة. يتمثل النبأ السار في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال بإمكانه تصحيح الوضع من خلال اعتماد نهج استراتيجي أفضل لتحليلاته وتصرفاته، وذلك من خلال معالجة مشكلتين بنيويتين رئيستين. تتمثل المشكلة الأولىفي تفكير القطيع، حيث يبدو أن صناع القرار في بنك الاحتياطي الفيدرالي يفتقرون إلى تنوع وجهات النظر والخبرات الشاملة التي اكتسبتها البنوك المركزية الكبرى الأخرى. سيكون من الأفضل لهم اتباع نهج بنك إنجلترا وإضافة عضوين مستقلين من أعضاء التصويت الخارجيين إلى لجنة صنع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي. تتعلق المشكلة الثانية بالمساءلة الأسـاسـي ـة. بينما يمثل رئـيـس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمام الكونجرس مرتين سنويا، فإن جلسات الاستماع هذه لا تساعد على التركيز على ما يهم حقا، تصميم وتنفيذ سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. تحتاج العملية إلى مستوى آخر من العناية الواجبة، حيث يقدم المتخصصون في هذا المجال تقاريرهم إلى الكونجرس قبل الإدلاء بشهاداتهم المقررة بانتظام. كان هناك جدل كبير حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي بقيادة باول سيذكر إلى جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي برئاسة بول فولكر لتغلبه على التضخم، أو بنك الاحتياطي الفيدرالي بقيادة آرثر بيرنز لفتحه الباب أمام الركود التضخمي. ما يقلقني هو أنه قد ينتهي به الأمر إلى أن يتم تذكره في فئة خاصة به، مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي قوضمصداقيته واستقلاليته السياسية ودور أمريكا الراسخ والحاسم في مركز الاقتصاد العالمي. خاص بـ "الاقتصادية" .2023 ، بروجيكت سنديكت لا يمكن إنكار أن أقوى البنوك المركزية على مستوى العالم قد أخطأ في تحليلاته وتوقعاته وصنع سياساته واتصالاته. هذه هي الأخبار السيئة. يتمثل النبأ السار في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال بإمكانه تصحيح الوضع من خلال اعتماد نهج استراتيجي أفضل لتحليلاته وتصرفاته، وذلك من خلال معالجة مشكلتين بنيويتين رئيستين. جنيد أحمد * نائب رئيس الوكالة الدولية لضمان الاستثمار - مدير مكتب البنك الدوليفي الهند أ. محمد عبدالله العريان * رئیس كلیة كوینز - جامعة كامبریدج، وأستاذ بكلیة وارتون - جامعة بنسلفانیا
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=