aleat (10770) 2023/04/07
الرأي NO.10770 ، العدد 2023 أبريل 7 هـ، الموافق 1444 رمضان 16 الجمعة 12 Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - Saudi Media Company نرحب باتصالكم داخل المملكة: +966 920033777 هاتف: +97145684155 دبي: : موقع إلكتروني www.smc.me : بريد إلكتروني sales@smc.me الوكيلالإعلاني السيارات وأسعارها .. منافسة أم احتكار؟ تكاد جميع مراكز الأبحاث العالمية والتقارير الاقتصادية الدورية هو العام الأشد قسوة على قطاع السيارات 2020 المختصة تجمع على أن ، ثم ما تبع COVID-19 العالمي مع توقف الإنتاج بسبب انتشار جائحة ذلك من مشكلة النقص في أشباه موصلات السيارات، وهذا النقص في 2021 مليون سيارة في 11.3 الرقائق أدى إلى تراجع الإنتاج العالمي بنحو ، وذلك رغم أن 2022 وإلى النقص في حدود سبعة ملايين سيارة في مليون وحدة مبيعة في 66.7 مبيعات السيارات العالمية قد وصلت إلى .2019 لكنه سيبقى أقل من 2023 ، ويستمر النمو حتى 2021 وقد كان السبب الرئيس في تراجع أعداد السيارات المصنعة على ،2019 مستوى العالم، وعدم قدرتها على العودة إلى مستويات إنتاج يعود إلى النقصفي رقائق السيارات، وهذا ليس محصورا في محطات التجميع النهائية بل حتى مع مصنعي المعدات الأساسية، حيث لم يعد بإمكانهم شراء كميات كافية من الرقائق، وفاقمت الحرب في أوكرانيا الأوجاع والآلام على سلسلة توريد أشباه الموصلات ومن ثم في المائة من غاز 35 إلى 25 صناعة السيارات، حيث إن أوكرانيا توفر في المائة من البلاديوم، وكلاهما يعد 30 إلى 25 النيون، وتورد روسيا جزءا مهما من عملية تصنيع أشباه الموصلات، إضافة إلىهذه الأسباب هناك تغيرات في الطلب العالمي، حيث بدأت السيارات الكهربائية والهجينة تشهد نموا قويا وتدخل بقوة في دائرة المنافسة. EVs ووفقا لتقارير دولية فقد تضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية ،2021 "بما في ذلك السيارات الهجينة والكهربائية بالكامل" في مليون واستمرت المبيعات في 6.6 لتسجل رقما قياسيا جديدا بلغ ، وبلغ عدد السيارات الكهربائية على طرق 2022 الارتفاع بقوة حتى مليون، أي ثلاثة أضعاف العدد 16.5 نحو 2021 العالم بحلول نهاية . ومن المتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية في 2018 في مليون 9.4 لتصل إلى 2022 في المائة في 48 السوق، مع نمو بنحو وحدة على مستوى العالم. كل هذه التقلبات التي يشهدها قطاع السيارات في العالم تعد مفهومة، ولا مفر منها تقريبا، وهي تعد ضمن المخاطر المنتظمة التي تصيب السوق ولا بد لكل من يتعامل مع هذا القطاع أن يقبل هذه التقلبات، لكن رغم هذه الحقيقة الواضحة فقد أثار اجتماع لجنة التجارة والاستثمار في مجلس الشورى مع ممثلي وزارة التجارة الأسئلة بشأن دور الــوزارة والإجـــراءات المتبعة والخطة الزمنية المتوقعة لمعالجة تأخر وكـالات السيارات في تسليمها للعملاء وارتفاع أسعارها، وهذه الأسئلة أتت بالطبع نتيجة لما تضج به وسائل التواصل الاجتماعي من شكاوى طبقا لهذا الواقع المعاش بشأن تأخير وكالات السيارات في تسليم سياراتهم الجديدة رغم حجزهم لها وانتظارهم فترات تتخطى بضعة أشهر، مع توافر هذه السيارات المستوردة بواسطة الوكلاء المحليين وباستمرار في صالات ومعارض بيع السيارات بأسعار مبالغ فيها أعلى بكثير من سعر بيع الوكالات، حيث رصدت الارتفاعات بنسب متفاوتة، ما يعنى أن المشكلة لم تتجاوز المخاطر المنتظمة التي أشرنا إليها والمتعلقة بالسوق العالمية وتقلباتها، بل أصبحت هناك تفضيلات في العملاء، واتفاقيات ضمنية لرفع الأسعار، وتجفيف المنابع، وقضايا تتعلق بضعف الشفافية بشأن مواعيد التسليم وعدم الالتزام بها، وهذا ما يزيد من ارتباك السوق، وقد يصنع سوقا سوداء غير منظمة، ما يخل بعدالة المنافسة، وحقوق المستهلك، وما يؤكد وجود هذه الظواهر ما صدر عن مجلس إدارة الهيئة العامة للمنافسة في حزيران (يونيو) بدراسة هيكل قطاع بيع السيارات وخدمات ما بعد البيع وقطع 2022 غيار السيارات وأثر سلوك المنشآت العاملة في المنافسة، وذلك للرفع بها للجهات المختصة بحسب الإجراءات المتبعة، كما أصدر المجلس في ذلك الوقت قراره بالموافقة على اتخاذ إجراءات التقصي والبحث وجمع الاستدلالات والتحقيق في احتمال قيام عدد من شركات ووكلاء ومعارض السيارات والأطراف ذوي العلاقة بمخالفة أي من مواد نظام المنافسة ولائحته التنفيذية. ، بشأن 2022 ) كما صدر عن وزارة التجارة بيان في نيسان (أبريل التحقيق في منح وكالات السيارات أفضلية بيع السيارات الجديدة لموزعي ومعارض السيارات، وتأخير تسليم السيارات للمستهلكين، ، أنه اتضح تكدس قوائم 2022 ) ثم أعلنت الـوزارة في أيار (مايو طويلة للحجوزات إضافة إلى ارتفاع أسعار بعض أنواع السيارات وتأخير تسليم بعض الطلبات للمستهلكين وقد اتخذت الوزارة عددا من الإجراءات تضمنت تواصل وزارة التجارة مع الشركات المصنعة لزيادة الحصة المخصصة للمملكة من السيارات الأكثر طلبا في السوق المحلية، ومنح وكلاء السيارات المستهلكين الأفراد الأولوية في توفير السيارات الأكثر طلبا، وتخفيض نسبة السيارات المخصصة للموزعين والمعارض، والرقابة على الموزعين والمعارض لضمان عدم وجود ممارسات مخالفة وضارة بالمستهلك في بيع السيارات ورفع أسعارها وإيقاع الجزاءات حيال المخالفين، وحوكمة قوائم الحجز لدى وكالات السيارات، وتعزيز الشفافية بمنح المستهلكين أرقاما للحجز ترتبط برقم الهوية وتحديد الأولوية بدقة في قوائم حجز السيارات، ومن ذلك إلزام وكلاء السيارات بالإفصاح عن الأسعار والسياسات والتعليمات والإجراءات الخاصة بآليات "الشراء، حجز السيارة، الإدراج على قوائم الحجز، تسليم السيارة، الصيانة الدورية، قنوات الاتصال المخصصة لتلقي الاستفسارات والشكاوى" على مواقعهم الإلكترونية وإيقاف شركات تأجير السيارات عن بيع السيارات الجديدة استغلالا لارتفاع الأسعار. كل هذه الإجراءات المتبوعة بالملاحظات السوقية كانت تهدف إلى معالجة تأخير تسليم السيارات للمستهلكين ومنع ظاهرة منح أفضلية البيع لموزعي ومعارض السيارات، لكن مع عودة مجلس الشورى إلى مناقشة هذه القضية حتى بعد مرور عام كامل على هذه الإجراءات، فهذا يشير إلى أن الظاهرة لم تزل قائمة ولا يزال المستهلكون يعانون الأسعار وتجفيف المنابع وتفضيل الموزعين، ولذا تبقى الأسئلة قائمة بشأن فاعلية هذه الإجـراءات، والتزام الوكالات بها، وهل المسألة تتعلق بالمنافسة ووجود ظواهر احتكار القلة، أو الاتفاق على الأسعار ما يتطلب معه فرض غرامات على هذه الوكالات والموزعين نتيجة الإخلال بنظام المنافسة. كلمة الاقتصادية إدارة الذات قبل إدارة الآخرين من المتطلبات الأساسية لإدارة الغير، وإدارة كلشيء آخر، إدارة الذات. قد نرى مديرا لا يستطيع ترتيب جدوله اليومي، أو أحد الوالدين يحاول تربية أبنائه اقتصاديا واجتماعيا وهـو يعجز عن إدارة ميزانيته الصغيرة أو علاقاته المحدودة بنجاح. إدارة الذات متطلب طبيعي وأكيد للنجاح الشخصي، ولإدارة الآخرين، وللقيادة دون أدنى شك. لا يوجد قائد فاعل لا يملك من الوعي الذاتيما يكفي للسيطرة على أفكاره وعواطفه وسلوكياته التي يحتك بها مع الآخرين، ولا يوجد قائد فاعل لا يملك من الدراية حول مناطق الضعف والتحسين ما يطور من مهاراته وقدراته. يسترجع كثير من المتحدثين عن النجاح فكرة ترتيب السرير كل صباح كشرط أو متطلب لبداية يوم سعيد وفاعل. ومع أن هذا التصوير رمزي جدا، ولا يعد ترتيب السرير ـ حرفيا ـ نموذجا أو طريقة لأول وأهم خطوات النجاح إلا أن رمزية فكرة ترتيب السرير ذات أهمية بالغة في مسألة إدارة الذات. فهي تبني مسألة الانضباط الذاتي وتؤكدها وتحولها إلى عـادة يومية يسهل التعاطي معها. والإنجاز الصغير ـ حتى لو كان مجرد ترتيب للسرير ـ يعد تدريبا جيدا للتفاعل مع العمل والإنجاز، مع الالتزام والتحقيق، مع الفعل والنتيجة. وهذا بـدوره قد يتحول إلى معادلة معتادة يمكن تطبيقها على أمور أكبر بكثير. السيطرة على قدر مناسب مما يحيط بالشخص من يوميات يمنح شعورا مشبعا يساعد على تجاوز التحديات والحفاظ على حيز من الإيجابية المهمة. تبنى هذه الأفكار والسلوكيات ـ التي يقلل منها كثيرون باعتبار أنها مثاليات في عالم تطوير الذات ـ إحساس الثقة والسيطرة، وهذا الإحساس مؤسس رئيس لرحلة التأثير والقيادة، على كل المستويات من إدارة الذات حتى إدارة الآخرين. يتمنى بعض من يتعامل مع المديرين أن يشاهد المديرون أنــفــســهــم وهــــم يمـــارســـون سلوكياتهم العجيبة، من الصعب جدا أن نجد تبريرات واضحة تفسر ما يقومون به. لذا نسمع من يعتقد بوجود سوء نية وإصرار منهم على الإضرار بالآخرين، أو حالة قوية من عدم الاهتمام بالآخرين. لكن ما يحصل هو أن هذا المدير مغيب عن واقعه فهو ضعيف في قدراته الاستكشافية لـذاتـه، لا يعرف تحيزاته التي يقع فيها باستمرار، ولا يقيم افتراضاته التي يبنيها على تصورات سقيمة ـ مع أن التحقق منها سهل ـ ولا يعرف حدوده أو أثر كلماته وأفعاله، في الآخرين، والكيان، والمستقبل، وأي سياق يتعامل به ويؤثر فيه. القدرة على استكشاف الـــذات مدخل مهم للتعرف على الذات، وهذا يجعلنا نعرف الزوايا العمياء لتحركاتنا ويحسن من تفاعلنا مع الآخرين. هناك مدير يسيء التصرف مع الغير، لكنه يقع في الإسـاءة مرة ويتفاداها مرات. مثل هذا تجده في تطور مستمر فهو يعيش دورة الاستكشاف والتعرف الذاتي بشكل فاعل وعملي. وهناك مدير يسيء التصرف ويكرر ذلك بلا تنبه. مثل هذا قابع في ورطة إدارة بيعه ما لا يملك ومحاولة تمرير ما لا يفهم وهو غائب عن واقعه. إدارة الــذات ومـا تتطلبه من انضباط ذاتي لا تعني أن يصبح الـشـخـص نمــوذجــا في جميع حـالاتـه، ولا تعني المثالية في معظم ما نفعل. هناك من يضع نفسه في دائرة اليأس مبكرا لأنه يـرى نفسه بعيدا عن المثاليات ولا يعتقد أن التميز مكتوب له في مساعي حياته. وهـذا معوق ذاتي نصنعه بأنفسنا، فهناك كثير من نماذج القادة المؤثرين الذي لا يقتربون من المثالية بأي شكل من الأشكال، فيهم من الفوضى وصعوبة التنبؤ بتصرفاتهم أو في مغامراتهم غير المحسوبة الكثير، لكنهم يجيدون ممارسات القيادة بـاقـتـدار، ويملكون مـن سمات النجاح الكثير. وهذا لأن خصائص القيادة لا تتعارض مع كثير مما نراه أحيانا ونظن بأنه خروج عن المـألـوف أو تمـرد أو فوضوية. نعم، الصور المثالية تجمع كل المحاسن لكنها أقرب إلى الخيال من الحقيقة، ونقيضها من يحاول إدارة الغير دون أن يبدأ بنفسه. وهناك المتزن في إدارة ذاته وعيا وسلوكا وانضباطا، رتب سريره أم لم يرتبه، تجده يوسع دائرة تأثيره في الأشياء والأشخاص من حوله بشكل متصاعد ومستمر. هناك من يضع نفسه في دائرة اليأس مبكرا لأنه يرى نفسه بعيدا عن المثاليات ولا يعتقد أن التميز مكتوب له في مساعي حياته. وهذا معوق ذاتي نصنعه بأنفسنا، فهناك كثير من نماذج القادة المؤثرين الذي لا يقتربون من المثالية بأي شكل من الأشكال، فيهم من الفوضى وصعوبة التنبؤ بتصرفاتهم أو في مغامراتهم غير المحسوبة الكثير، لكنهم يجيدون ممارسات القيادة باقتدار، ويملكون من سمات النجاح الكثير. هناك مدير يسيء التصرف مع الغير، لكنه يقع في الإساءة مرة ويتفاداها مرات. مثل هذا تجده في تطور مستمر فهو يعيش دورة الاستكشاف والتعرف الذاتي بشكل فاعل وعملي. وهناك مدير يسيء التصرف ويكرر ذلك بلا تنبه. مثل هذا قابع في ورطة إدارة بيعه ما لا يملك ومحاولة تمرير ما لا يفهم وهو غائب عن واقعه. د. طلال بن كمال الجديبي * مختصفي المحاسبة والإدارة TalalJDB@gmail.com » 2 من 1 الصين والاستفادة من الأزمة المصرفية الأمريكية « الأزمات لا تتطابق. تصدق هـذه المقولة على الاضطرابات المالية الأخيرة ـ الأزمة المالية ، وأزمة 20 الآسيوية في تسعينيات القرن الـ ، والأزمة المالية العالمية 2000 الإنترنتفي . هذه أيضا حال 2009 ـ 2008 في الفترة الأزمــات التي أشعلت شرارتها صدمات جيوستراتيجية، مثل الحروب، والآفات، والمجاعات، والجوائح. اليوم، نشهد تفاعلا ربما يكون قاتلا بين هذين المصدرين للاضطرابات، الأزمة المالية التي انعكست على إفـ س بنك سيليكون فالي، والأزمة الجيوستراتيجية المتمثلة في الحرب الباردة متزايدة الحدة بين الولايات المتحدة والصين. على الرغم من اختلاف أصول كل من الأزمتين، فإن هذا لا يشكل أهمية كبيرة حقا من ناحية، ذلك أن النتيجة المترتبة على التفاعل بينهما من المرجح أن تكون أعظم من مجموع الأجزاء. كـان فشل بنك سيليكون فـالي عرضا لمشكلة أكبر كثيرا، النظام المالي الأمريكي غير المجهز على الإطلاق لعودة التضخم ومـا يصاحب ذلـك من تطبيع للسياسة النقدية. كـان مديرو المخاطر في بنك سيليكون فالي غارقين في حالة من الإنكار العميق لمثل هـذه النتيجة، وتسببت الخسائر الحادة التي تكبدتها محفظة مليار 124 سنداته غير المحمية وقيمتها دولار في إسقاط البنك، فأفضى ذلك إلى نوبة تهافت كلاسيكية من جانب المودعين المذعورين لاسترداد ودائعهم من البنك. الواقع أن المودعين، حتى أبرز الناجحين في بيئة الشركات البادئة في أمريكا، من غير الممكن أن يلاموا لأنهم لم يتحروا العناية الواجبة في التعامل مع المؤسسات المالية المعقدة التي ائتمنوها على أصولهم. بل تقع هذه المهمة على عاتق بنك الاحتياطي الفيدرالي، الـذي أفسد الأمـر مرة أخرى بكل أسـف. بـدءا من التسهيلات النقدية المتهورة التي تسببت في إدامـة سلسلة بالغة الخطورة من فقاعات الأصــول ـ من فقاعة الإنترنت والإسكان إلى فقاعة الائتمان والأصول طويلة الأجل ـ والاستمرار في تقديم التشخيص الخاطئ لتضخم ما بعد جائحة كوفيد على أنه حالة "مؤقتة"، ارتكب الاحتياطي الفيدرالي الآن خطأ إشرافيا هائل الأبعاد، التركيز على البنوك الضخمة والتغافل عن البنوك الإقليمية الأصغر حجما مثل بنك وادي السيليكون، ،First Republic ، وبنك Signature وبنك حيث كانت الحوادث تنتظر أن تقع. هذا أمر محبط بشكل خاص في أعقاب .2008 تنفيذ نظام إشرافي جديد بعد "ماذا لو" تحولت اختبارات إجهاد البنوك بسرعة إلى المعيار الذهبي لتقليص مخاطر العدوى المالية. جاء اختبار الإجهاد الأول ليشكل فعليا أعمق أغوار 2009 في أوائل تلك الأزمة، لأنه كشف أن البنوك الكبرى الممولة حديثا قادرة على تـحـمـل أسوأ الضربات المتمثلة في الزيادة الحادة التي طرأت على عمق الركود الذي كان مؤلما بالفعل. ولكن بمرور الوقت، أصبحت اختبارات الإجهاد ممارسة لتكرار الخطأ. فقد عملت البنوك الكبرى على بناء مخزونات وفيرة من رأس المال لتخفيف الصدمات التي استبعدت حدوث فشل نظامي في حال حدوث صدمة ركودية كبرى. وقد أجمعت سلسلة تتألف من وزراء خزانة، ورؤسـاء بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومسؤولين تنفيذيين في البنوك، بل حتى رؤساء، على التباهي بالنظام المالي الأمريكي الذي افترضوا أنه كان في هيئة ممتازة. ومن حين إلى آخر، كان الاحتياطي الفيدرالي يستخدم اختبار الإجهاد السنوي كتحذير موجه إلى قـلة من المؤسسات لحملها على تحسين ممارسات إدارة المخاطر أو تعزيز كفاية رأس المـال. وصـادف ذلك نجاحا أشبه بالـسـحر ـ حتى الآن. كان من الواجب علينا أن ننتبه إلى قدوم هذا التحول الأخـ ، لأن اختبار الإجهاد شابه عيب كبير، فقد تحول إلى ممارسة غير متناظرة لتقييم المخاطر، من خلال فحص أداء البنوك الكبرى المهمة جهازيا في "حالات ركود شديد افتراضية".. يتبع. خاص بـ«الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت اليوم، نشهد تفاعلا ربما يكون قاتلا بين هذين المصدرين للاضطرابات، الأزمة المالية التي انعكست على إفلاس بنكسيليكون فالي، والأزمة الجيوستراتيجية المتمثلة في الحرب الباردة متزايدة الحدة بين الولايات المتحدة والصين. على الرغم من اختلاف أصول كل من الأزمتين، فإن هذا لا يشكل أهمية كبيرة حقا من ناحية، ذلك أن النتيجة المترتبة على التفاعل بينهما من المرجح أن تكون أعظم من مجموع الأجزاء. ستيفن س. روتش * رئيس مجلس إدارة مورجان ستانلي آسيا سابقا، وعضو هيئة التدريسفي جامعة ييل مايكل سبنس * حائز نوبل في الاقتصاد ـ أستاذ الاقتصاد الفخري وعميد كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال ـ جامعة ستانفورد الصراع المدمر بين أمريكا »3 من 3« والصين ستـفضيهذه التركيبة التي تتألف من أسعار الفائدة الأعلى وأعباء الديون السيادية الثقيلة إلى تفاقم الضغوط المالية. ورغم أن انخفاض التضخم قد يخفف من هذه الضغوط، فمن المرجح أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت، خاصة إذا تسببت الاتجاهات الاقتصادية العالمية غير المثالية والقوى المزمنة الممتدة الأثر، مثل الشيخوخة السكانية، في تدهور ظروف جانب العرض. ومن غير المرجح أن ينقلب الاتجاه المنحدر في نمو الإنتاجية ـ الذي أصبح واضحا بشكل خاص في العقد الأخير ـ في ظل اقتصاد عالمي مفتت حيث ترتفع الحواجز التي تمنع تطوير التكنولوجيا ونشرها. هذه الحواجز من شأنها أن تعرض للخطر أيضا التقدم الذي جرى إحرازه في أجندة الاستدامة، التي تتطلب تدفقات حرة وخالية من الاحتكاكات من التكنولوجيات القائمة والناشئة. على نحو مماثل، سيتطلب التحول الأخضر تدفق رأس المال إلى حيث يخلف أكبر الأثر، بما في ذلك إلى الدول الأدنى دخلا. ولن يتسنى حشد الاستثمار الرأسمالي المتنامي اللازم للتحول تريليون 3.5 إلى 3 العالمي في مجال الطاقة ـ الذي يقدر بنحو دولار ـ في غياب التنسيق الدولي. لحشد الاستثمار الخاص، تحتاج المؤسسات المالية الدولية إلى قدر متزايد من التمويل الرأسمالي والدعم من جانب المساهمين الرئيسين كافة، وهو أمر بعيد الاحتمال في البيئة الحالية. يعرف كثيرون على جانبي ما يمكن أن يسمى "معادلة انعدام الثقة المتبادلة" أن الانفصال مسار غير مثالي وخطير بوضوح. لكنفي كل من الولايات المتحدة والصين يكون مصير الأصوات المعارضة إما التجاهل وإما الخنق، سواء من خلال الضغوط السياسية أو القمع الصريح. يدرك عديد من الاقتصادات الناشئة والنامية أن اقتصادا عالميا مفتتا ـ فضلا عن اقتصاد حيث تضطر إلى الاختيار بين كتلتين متنافستين ـ لن يصب في مصلحتها. لكنها تفتقر حاليا إلى القوة اللازمة لتغيير حافز كبار اللاعبين. ربما تكون الهند قادرة على الاضطلاع بمثل هذا الدور ذات يوم، لكن ليس بعد. ورغم أن أوروبا كبيرة بالقدر الكافي لتتمكن من مقاومة ضغوط الانفصال، فإنها ليست متكاملة تماما، كما يعرقلها اعتمادها على الغير في مجال الطاقة. أما المؤسسات متعددة الأطراف، فإنها مدينة لكبار المساهمين في العالم المتقدم بالقدر الذي يجعلها غير قادرة على الدفاع بقوة عن التعاون والانفتاح ونظام قادر على التكيف يقوم على القواعد ويعزز الكفاءة والنمو والشمولية. هذا لا يترك أي طرق فرعية واضحة بعيدا عن المسار الحالي. والمستقبل يحمل لنا الانفصال الجزئي والتفتت. خاص بـ«الاقتصادية» .2023 ، بروجيكت سنديكيت
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=