aleqt (10756) 2023/03/24

الرأي NO.10756 ، العدد 2023 مارس 24 هـ، الموافق 1444 رمضان 2 الجمعة 13 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعدو رئيس التحرير عبدالله البصيلي سلطان العوبثاني حسين مطر مديرا التحرير علي المقبلي أحمد العبكي المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com إن المداولات التي دارت في أروقة المؤتمر هي من الأهمية بمكان حتى للدول والشعوب الناطقة بها. أهمية المؤتمر تنبع من النقاش الأكاديمي والعلمي الذي دار في أروقته والأوراق التي ألقيت فيه. شخصيا أراها ذات أهمية بالغة ليس لموضوع المؤتمر فحسب، بل لمجمل الشؤون المتعلقة باللغة العربية وعلى الخصوص الصراع الدائر بين التقليد والحداثة في مسائل تخص النحو والصرف. التقليد والحداثة في اللغة العربية حضرت مؤتمرا دوليا حول تدريس اللغة العربية للناطقين الإيطالية الشهيرة بباعها iulm بغيرها في جامعة الطويل في الدراسات اللغوية والإعلامية، وذلك في مدينة ميلانو. وكان المؤتمر فرصة ذهبية بالنسبة لي للقاء نخبة من علماء وأساتذة اللغة العربية من الشرق والغرب الذين التأموا لمناقشة سبل تدريس لسان الضاد. ورغم أن التركيز كان على تدريس العربية في بيئات غير عربية، أي غير ناطقة بالعربية، بيد أن المـداولات التي دارت في أروقة المؤتمر هي من الأهمية بمكان حتى للدول والشعوب الناطقة بها. أهمية المؤتمر تنبع من النقاش الأكاديمي والعلمي الـذي دار في أروقته والأوراق التي ألقيت فيه. شخصيا أراهـا ذات أهمية بالغة ليس لموضوع المؤتمر فحسب، بل لمجمل الشؤون المتعلقة باللغة العربية وعلى الخصوص الصراع الدائر بين التقليد والحداثة في مسائل تخص النحو والصرف. وكـان المؤتمر، الـذي انعقد في منتصف هذا الشهر أشبه ما يكون بمد وجزر بين علماء ومختصين متشبثين بالتقليد أو غير راغبين في مغادرة ساحته، وآخرين بودهم الاتكاء على المفاهيم والفلسفات العصرية التي تعنى بشؤون اللغة بصورة عامة. وقبل سفري إلى المؤتمر، كنت حقا محظوظا حيث استمعت إلى كلمة مهيبة من العلامة الدكتور إميل يعقوب حول اللغة العربية ضمن مؤتمر عقده قسم اللغة العربية في جامعة الشارقة، شرح فيها بالتفصيل المخاطر المحدقة بلسان الضاد. والدكتور يعقوب ـ إن جاز لنا التعبير ـ عملاق من عمالقة لسان الضاد في العصر الحديث. تكفيه الموسوعات العديدة التي ألفها وهي تربو على عشر وأهمها في نظري "المعجم الوافي في النحو والـ ف والإعــراب" و"الممنوع من الـ ف: بين مذاهب النحاة والواقع اللغوي". وأعد قرائي أن أجعل من كلمته المعبرة التي ألقاها في جامعة الشارقة موضوعا لمقال مقبل. وكانت الورقة التي ألقيتها "معاصرة" بمعنى أنها تناولت واقع اللغة العربية من وجهة النظريات اللغوية الحديثة، فيها استقيت كثيرا من مؤلف لي وكذلك ملازم خاصة أدرس فيها الطلاب العرب الكتابة لوسائل الإعـ م عند مقدمي إلى الشرق الأوسط كأستاذ زائر، وعرجت فيها على ما تعلمته من قراءتي للدكتور يعقوب. وقد لا أبعد عن الواقع إن قلت إن العرض الذي قدمته في اليوم الأول من المؤتمر أثار كثيرا من الشجون والأسئلة والاستفسارات والقبول والرفض، وهـذه من وجهة نظري ظاهرة صحية وإيجابية في مؤتمر عالمي على هذا المستوى. ولأن الوقت المخصص لكل ورقة محدد، لم يتسن لي الرد على كل ما أثير، ومن ثملم يتمكن كل من كان في ذهنه سؤال طرحه. ولكن قبل الولوج فيصراع التقليد والحداثة في تدريس العربية ونحوها وصرفها، أرى أن العصر هذا، يبدو لي، أنه عصر لسان الضاد، إن أخذنا رغبة تعلمها من قبل غير الناطقين بها. لقد أكد المختصون القادمون من شتى بقاع العالم من الأحداث والتجارب السابقة، أن عصر العربية كلغة عالمية قد آذن، وأن هناك أعدادا غفيرة من الطلاب تسعى إلى تعلمها في أغلب الجامعات الغربية. ولضيق المساحة الممنوحة لنا لكتابة مقالنا الأسبوعي هذا، سأختصرصراع الحداثة والتقليد من خلال إيراد أمثلة محددة، أسعى فيها إلى إدخال علوم اللغة الحديثة في تدريس العربية، ومؤكدا في الوقت ذاته أن استنادنا إليها لن يغير حرفا ولا كلمة من التراث والتقليد وما تركه لنا أعمدة النحو العربي في الأزمنة الغابرة، على العكس أن كثيرا من هذه المفاهيم تعكس ما كان يدور في أروقة المدرستين الكبيرتين في البصرة والكوفة وبين أعلام النحو العربيفي حينه. لنأخذ مثلا تدريس الطلاب كتابة العناوين الصحافية. هناك قاعدة اشتقاقية أراها ذهبية، وهي واحدة من القواعد الاشتقاقية الأخرى التي يتبعها الصحافيون العرب في كتابة عناوينهم. حسب هذه القاعدة العنوان يبدأ بالاسم ومن ثم الفعل "مضارع" ومن ثم اسم آخر "إن كان الفعل متعديا" وبعدها ظرف الزمان والمكان، وعلى الشاكلة هذه: + فعل ماذا/فعل مضارع في الأغلب + من/فاعل "الظرف/ مكان وقوع الحدث/زمن + لمن/مفعول به وقوع الحدث". روسيا توقف شحنات النفط من شمال الصين فعل ماذا/فعل + وإليه أو على شاكلة: من/ الفاعل جار ومجرور أو ظرف زمان أو مكان + مضارع غالبا زيد يصل إلى لندن صباح اليوم مثل generative rules قواعد لغوية اشتقاقية هذه تساعد الطلاب على اشتقاق جمل "عناوين" كثيرة مثل هذه وتساعدهم على تعلم الكتابة بالعربية. أما الصراع حول إن كان "زيد" في المثال الثاني مبتدأ أم فاعل، فهذا لعمري صراع عقيم، أخذ من الجهد والوقت ما لا يمكن حسابه والكوفة والبصرة تتصارعان حوله. نحن بحاجة إلى تحسينات كثيرة، وإلى تبسيط للنحو العربي لكيلا ينفر منه التلاميذ، كما ينصحنا الأستاذ يعقوب. زيد في "يصل زيد" فاعل، ولكن ماذا عن "مات زيد" هل زيد فاعل؟ علينا أن نبحث عن وظيفة الفعل في نطاق جملته وعندها نقرر. وهل الخروف في"سلخ الخروف" وظيفيا نائب فاعل حقا. وهل الإنسان في قوله تعالى "خلق الإنسان من علق" نائب فاعل؟ وهل نبحث في المفردات أو ندرسها وكأنها ابتدعت أو سكت من عدم في اللغة العربية؟ من النادر أن يكون هناك شيء من العدم في العربية، التي هي لغة اشتقاقية بامتياز، ولهذا لا نفع من تدريس المفردات وحدها، من دون التحكيم إلى الجذر الذي اشتقت منه ودراسـة الاستخدامات الوظيفية للفعل الأصلي الذي يساعدنا على اشتقاق المفردات. هذه الملاحظات لا تقلل أبدا من شأن المؤتمر المهم هذا، علما أن الجامعة الكاثوليكية في ميلانو ستنظم أكبر تظاهرة علمية أكاديمية في الأشهر المقبلة موضوعها أيضا تدريس العربية لغير الناطقين بها. ومن هنا ومن صفحات هذه الصحيفة أحث أصحاب الشأن في الـدول العربية لتقديم دعم مادي ومعنوي لتدريس اللغة العربية. اشتكى كثير في المؤتمر أن تدريس لغات مثل الصينية والألمانية وغيرها يلقى دعما كبيرا من الدول الناطقة بها، إلا أن تدريس العربية لا دعم يذكر له. أخيرا، بدا لي أن الجامعات في الغرب حتى في الدول الناطقة بالعربية لا تنسيق يذكر بينها لوضع خطط مدروسة بعناية في هذا المضمار، وأرى أن الأوان قد حان لكي يشمر الكل عن سواعدهم لتدريس لسان الضاد بصورة منسقة ومدروسة بعناية فائقة وعلى أوسع نطاق. د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se إفريقيا والاتجاه نحو »3 من 1« الرقمنة ،19 - عندما يحين وقت إعادة البناء بعد كوفيد يجب أن يتجه صناع السياسات إلى الاستثمار في التكنولوجيا الابتكارية لتخطي العقبات أمام التنمية الاحتوائية، وقد نعمت إفريقيا بنمو ،21 اقتصادي قوي في معظم فترات القرن الـ ويعزى ذلك أساسا إلى الطلب العالمي القوي على السلع الأولية، لكن أقصوصة "نهضة إفريقيا" التي صاحبت هذا النمو هي في معظمها قصة ارتفاع إجمالي الناتج المحلي الذي ليس له سوى بعد واحد لا أكثر. وفي واقع الأمر، فالنمو الاقتصادي في إفريقيا لم يولد كثيرا من فرص العمل الجيدة ـ ما أخر مرة أخرى، جني منافع العائد الديموغرافي من ارتفاع أعداد السكان في سن العمل. ونتيجة لتراجع أعداد السكان المسنين والشباب الذين يحتاجون إلى دعـم مقارنة بالسكان في سن العمل، من المفترض أن تسهم هذه المنافع في تحرير الموارد التي يمكن تكريسها لتحقيق التنمية الاحتوائية. وبــدلا مـن ذلــك، لا يــزال صنع السياسات الإفريقية يقوم على قناعة استمرت نحو نصف قرن بأن تحقيق "التنمية" يقتصر على التعامل مع الفقر ـ أو بعبارة أخرى، إن مهمة التنمية تعني الحد من الفقر والتحول من جدول أعمال التصنيع في مطلع حقبة ما بعد الاستقلال إلى جدول أعمال الحد من الفقر هو أحد الأسباب الرئيسة وراء الاعتلال الاقتصادي الذي تعانيه القارة. وكما ذكرت "قمة الابتكار الإفريقية" أخيرا، لقد تغير جدول أعمال التنمية من التحول الاجتماعي ـ الاقتصادي إلى القاسم المشترك الأقل شيوعا، وهو التعامل مع الفقر. فمن أجل توليد النمو الاقتصادي الذي يؤدي إلى التنمية المستدامة، يجب أن تحول إفريقيا تركيزها نحو تكوين الــ وة والاحتفاظ بها، وتحسين إدارتها لمواردها، وتعزيز الاحتواء لجميع فئات المجتمع، والارتقاء في سلاسل القيمة العالمية وتنويع اقتصاداتها، والوصول إلى المزيج الأمثل من الطاقة ووضع رأس المال البشري في بؤرة اهتمام صنع القرار. ولكي يتحقق ذلك، يجب على السياسات الإفريقية أن تعزز الاستثمار في البحوث والتطوير والابتكار، وأن تعيد تشغيل الهياكل الاقتصادية للقارة وأن تلحق بركب بقية العالمعلى صعيد التطور التكنولوجي. فالابتكار، وتكنولوجيا المعلومات الرقمية المصاحبة له، أصبح عنصرا ضروريا في أي جهود لمواجهة تحديات مثل الأمن الغذائي والتعليم والصحة والطاقة والقدرة التنافسية. فالعالم يسير مدفوعا بالتكنولوجيا، وما لم يجن صناع السياسات الأفارقة الثمار المحتملة من البحوث والتطوير والابتكار، ستظل الفجوة العالمية آخذة في الاتساع والمشكلة هي أنه يجري الحديث عن الابتكار والتحاور بشأنه، لكن دون وضع استراتيجية له... يتبع. » 2 من 1 إدراك أزمة المياه العالمية « يتعود العالم على تقاطر عناوين الـصـحـف الـتـي تتناول الكوارث الطبيعية عقب كل كارثة جديدة ناجمة عن تغير المناخ. فموجات الحر التي تزداد شدة وتواترا تتسبب في نشوب حرائق في غابات كاليفورنيا، وفي موت الشعاب المرجانية على نطاق واسـع في أستراليا. وعصفت فيضانات غير مسبوقة بباكستان، وألمانيا، والصين، ونيوزيلندا. ويعاني ملايين الأشخاص المجاعة بسبب الجفاف الذي ضرب القرن الإفريقي. وقد تطول اللائحة. إن العنصر المشترك الكامن وراء كل هذه الكوارث هو المياه. إن ما نشهده من حالات الإغلاق القسري للمفاعلات النووية في فرنسا، والثلوج التي تساقطت بكثافة وغطت مساحات شاسعة من أمريكا الشمالية في كانون الأول (ديسمبر)، وتفشي وباء الكوليرا أخيرا في لبنان، هي مؤشرات تنم عن أزمة مياه عالمية متزايدة ـ فهي إما وفيرة أكثر من اللازم، وإما ضئيلة جدا، أو ملوثة للغاية. ومع ذلك، ما زالت قضية المياه تغيب في معظم الأحيان عن المناقشات العالمية. إذ في حـ أن المـخـاوف بشأن النظام الجيوسياسي، وتغير المناخ، وجائحة كوفيد ، تحظى بقدر كبير من الاهتمام لأسباب 19 - مفهومة، نادرا ما تناقش قضية المياه خارج سياق الاستجابات الإنسانية للفيضانات، أو حالات الجفاف المحلية، أو الوطنية، أو العابرة للحدود. وهناك مسألة مهمة يغفل 2023 عنها، وفقا لتقرير المخاطر العالمية لـ الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تتضمن تسعة من أكبر عشرة مخاطر تهدد العقد المقبل، وعنصرا يتعلق بالمياه. وعلى مدى الخمسة آلاف عاما الماضية على الأقل، تعمدت المجتمعات والحضارات البشرية وضع قوانين تنظيمية بشأن المياه وذلــك مـن أجـل البقاء. حتى في الوقت الحاضر، يؤمن كثير من الناس بأن الماء هبة من الله ـ ومع ذلك، أصبحنا لا نقدره حق قدره في معظم الأماكن حيث "يتحكم" في المياه من خلال السدود والأنابيب، وتؤمن وتتاح على مدار الساعة. وعندما تثار مخاوف بشأن الحصول على المياه الصالحة للشرب، أو التعرض لظواهر الطقس المتطرفة، عادة ما تقابل بالتجاهل أو تحظى بأولوية منخفضة. إن هذه اللامبالاة لم تعد مقبولة. إذ تتزايد الأضرار والخسائر المرتبطة بالكوارث الناجمة عن أزمة المياه، كما أن دورة المياه العالمية بحد ذاتها آخذة في التغير. وتجاوز استخدام الإنسان للمياه العذبة سعة المياه الزرقاء "الأنـهـار والبحيرات ومستودعات المياه الجوفية"، ما تسبب في مخاطر هائلة تهددنا جميعا كما تهدد النظم البيئية على كوكب في المائة تقريبا من الاستهلاك 20 الأرض. إن العالمي للمياه المستخدمة في أغراض الري الآن ناتجة عن الإفراط في استخدام مصادر في المائة تقريبا من 10 المياه الجوفية، و تجارة الغذاء في العالم مصدرها المياه الجوفية غير المتجددة... يتبع. خاص بـ "الاقتصادية" .2023 ، بروجيكت سنديكيت ما زالت قضية المياه تغيب في معظم الأحيان عن المناقشات العالمية. إذ في حين أن المخاوف بشأن النظام الجيوسياسي، وتغير المناخ، وجائحة كوفيد - ، تحظى بقدر كبير من الاهتمام لأسباب مفهومة، 19 نادرا ما تناقش قضية المياه خارج سياق الاستجابات الإنسانية للفيضانات، أو حالات الجفاف المحلية. كريستينا دوارتي / أنطونيو جوتيريس * مستشار خاصفي الشؤون الإفريقية لأمين عام الأمم المتحدة * وزير المالية في كابو فيردي سابقا كوينتين جرافتون/ وجويتا جوبتا / أرومار ريفي * أكاديمون مختصون في علوم الاقتصاد

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=