aleqt (10756) 2023/03/24

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية هناك عدد قليل من المشكلات التي تعد أضخم من أزمة المناخ. لكن أحد الحلول المحتملة صغيرة لدرجة أنه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، الميكروبات. تـراهـن تيجان نـــوك، صاحبة مزرعة ماشية سابقة تبلغ من العمر عاما نشأت في مزرعة في عمق 32 المناطق النائية الأسترالية، على التكنولوجيا الميكروبية في التربة والمحاصيل التي يمكن أن تخفف من الآثار الناجمة عن عقود من الزراعة الصناعية على النظم البيئية للكوكب. قامت نــوك، التي شـاركـت في تأسيس شركـة لـوام بيو الزراعية ، بتطوير فطريات 2019 الناشئة في ميكروبية لا تـؤدي عند إضافتها للتربة إلى تحسين صحتها فحسب، بل تعزز من قدرتها بشكل كبير على تخزين الكربون. إذا نجحت، فستكون الفوائد مزدوجة، إذ إنها ستساعد المزارعين الذين يواجهون ضررا كبيرا بسبب أزمــة المناخ على مواجهة أنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها بشكل متزايد من الجفاف، والفيضانات ودرجات الحرارة المتطرفة. كما أنها تخفف من الأثر البيئي لنظام غذائي يسهم بما يصل إلى ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم. ألقي الـلـوم عـ الــزراعــة في الأضرار البيئية، مثل تآكل التربة، و"المناطق الميتة" في المحيطات وفقدان التنوع البيولوجي. مثل معظم المزارعينفيأستراليا الذين تحولوا لاستخدام مزيد من الأساليب التي تقودها الطبيعة في الثمانينيات والتسعينيات، عملت نــوك وعائلتها عـ زيـــادة إنتاج المحاصيل باستخدام أساليب الحفظ الجيدة أو أساليب الزراعة المــتــجــددة بمــا في ذلـــك عـدم الحراثة، وتناوب المحاصيل وزراعة المحاصيل في غير مواسمها لتقوية التربة. كـــان إيــجــاد طـريـقـة لتعزيز مستويات الكربون المخزنة في تربة مزرعة عائلتها التي تبلغ مساحتها ثلاثة آلاف هكتار في نيو ساوث ويلز، جنوب شرق أستراليا، الخطوة المنطقية التالية. تقول نوك، كبيرة مسؤولي الإنتاج الآن فيشركة لوم، "عندما جاء هذا العمل، كان شيئا كالإدمان، من الصعب جدا التراجع عنه. أردت أن (...) أتأكد من أن (المعلومات والتكنولوجيا) كانت متاحة لجميع المزارعين". المعالجة الفطرية لشركة لوم تساعد التربة على تخزين أكثر من ضعف كمية الكربون مقارنة بالزراعة التجديدية التقليدية، في حين تحتفظ التربة الأكثر صحة بمزيد من المياه والمغذيات الأخرى، وبالتالي زيادة الإنتاج. تساعد الشركة الناشئة المزارعين على بيع أرصدة الكربون الخاصة بهم للشركات التي تتطلع إلى تعويض انبعاثاتها. تقول، "إنها عملية مربحة للطرفين". جمعت الشركة حتى الآن ما يزيد مليون دولار مع 100 قليلا على مستثمرين من بينهم مؤسسة كلين إنيرجي فاينانس التابعة للحكومة الأسترالية وشركة هورايزون فنتشرز للملياردير لي كا شينج من هونج كـونـج. وبعد إطــ ق منتجها في أستراليا، تجري الآن تجارب في الولايات المتحدة. تـــم اســـتـــخـــدام الأســـمـــدة والمبيدات "البيولوجية" الصديقة للبيئة منذ بدء زراعـة المحاصيل. لكن الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية هي التي غـذت الزراعة الحديثة، ما أدى إلى إنتاج مكثف واسع النطاق للغذاء، ما ساعد على الحد من الجوع العالمي ودعم أعداد السكان المتزايدة. مع ذلك، فقد أصبحت الآثـار السلبية لهذه المنتجات في البيئة، وصحة الإنسان والتنوع البيولوجي أكثر حدة خلال العقود القليلة الماضية. توفر الكائنات الدقيقة المفيدة في المـــزارع بديلا. لكن، كما هي الحال مع الروابط بين الفطريات الميكروبية المعوية وصحة الإنسان، لم يكن هناك إلا أخيرا فهم أعمق لإمكانات الميكروبات في التربة بفضل التكنولوجيا الأرخص، بدءا من معالجة البيانات حتى الذكاء الاصطناعي. يقول فريدريك بيودو، رئيس البيولوجيين العالميين في مجموعة كورتيفا الزراعية الأمريكية، إن المنتجات الميكروبية على أعتاب "عـر ذهبي". ويضيف أن هناك "وعيا أكبر بالكائنات المفيدة عموما" التي ترتبط "بصحة التربة والنباتات الدقيقة في التربة. نفهم بشكل أفضل الــدور الهائل الـذي تلعبه الميكروباتفيصحة المحصول". بــدافــع الـحـاجـة إلى تحقيق الأهداف المناخية، فإن الدولبما في ذلك تلك الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي، التي كانت بطيئة في تبني ممارسات التجديد، تسرع الآن عملية تحول إلى زراعة أكثر استدامة. ومن المتوقع أن تؤدي السياسات الزراعية الجديدة واللوائح الأكثر صرامة على المدخلات الاصطناعية إلى زيادة الطلب على الوسائل الطبيعية لزيادة الإنتاج وكذلك حماية المحاصيل مـن الآفـــات والأمــــراض. في هذا السياق، كما يقول المؤيدون، تمثل التكنولوجيا الميكروبية فرصة هائلة. مــن المحتمل أن يـتـم حظر المنتجات الحالية التي تبلغ قيمتها مليارات الـدولارات في أوروبا، كما يقول بيودو من مجموعة كورتيفا، مضيفا، "إن هذا يدفع الابتكار". لكن كثيرا من المزارعين ما زالوا غير مقتنعين بقضية الميكروبات، إذ تختلف آثارها بشكل كبير اعتمادا على المناخ وأنواع التربة، وقد يكون تنفيذها مكلفا، ويمكن أن يستغرق تحويل جودة التربة بشكل صحيح أعواما عديدة. قد لا تكون ثورة نوك التي تحلم بها فورية. الفوائد الاقتصادية والبيئية يجادل المدافعون بـأن هناك سببين وجيهين لتبني التكنولوجيا الميكروبية. الأول هـو أن تحويل الوقود الأحــفــوري إلى ســ د نيتروجين تقليدي، أحـد العناصر الرئيسة الثلاثة اللازمة لنمو النبات، لا ينتج فقط غازات الدفيئة والميثان وثاني أكسيد الكربون، بل يؤدي أيضا إلى فقدان التنوع البيولوجي عبر تعدين المكونين الآخــريــن، الفوسفات والبوتاس. ووفـقـا للبحث، يستنزف نحو ثلثي الأسمدة النيتروجينية ونصف الأسمدة الفوسفاتية المستخدمة عـ المـحـاصـيـل، وفي كثير من الحالات يتم جرفها إلى المجاري المائية والمحيطات، ما يؤدي إلى خنق الحياة المائية وظهور مناطق مـيـتـة، حـيـث يـكـون الأكسجين منخفضا للغاية بحيث لا تتمكن الكائنات الحية من البقاء. لكن الحافز الرئيس للأسمدة الميكروبية بالنسبة إلى المزارعين هو حافز اقتصادي. حيث ارتفعت تكاليف الأسمدة عندما أدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى رفـع أسعار الغاز الطبيعي، وهـو مـادة أولية رئيسة للأسمدة النيتروجينية، إلى مستوى قياسي. وعلى الرغم من انخفاض الأسعار، فإن تأثير الفارق الزمني يعني أن المزارعين لا يزالون يدفعون المزيد مقابل المغذيات التقليدية. النسخة المـيـكـروبـيـة ليست ميسورة التكلفة فحسب، بل تدوم أيضا فـ ة أطــول. عندما تلتصق الميكروبات المنتجة للنيتروجين بـجـذور الـنـبـاتـات، يـكـون هناك حد أدنى من الجريان السطحي، ما يعني أن المزارعين بحاجة إلى استخدام سماد غير تقليدي. بمجرد استخدامه، تستمر الميكروبات بالعمل مع النبات، وعـ عكس المغذيات التقليدية، فلا تحتاج إلى وضعها مرة أخرى مع تقدم موسم المحاصيل. في بيركلي، كاليفورنيا، هناك شركة ناشئة تسمى بيفوت بيو تنتج ســ دا ميكروبيا، تتمتع بطلب قـــوي. فبعد تجربة أجـرتـهـا في ، تضاعفت مساحة الأراضي 2018 المستخدمة لـلـذرة في الـولايـات المتحدة، حيث تم استخدام المنتج ثلاثة أضعاف في العام الماضي إلى أكثر من ثلاثة ملايين 2021 عن في المـائـة من 4 فـــدان، أي نحو إجمالي المساحة المخصصة لزراعة الذرة. بدأت ليزا بيترسون، مزارعة في شمال ولاية أيوا، في استخدام منتج وقد أعجبت 2019 شركة بيفوت في به جدا لدرجة أنها أصبحت واحدة من مندوبي مبيعاتها، "أعلم أنه عندما أدفع مقابل رطل النيتروجين هذا، أنني أستخدم رطل النيتروجين في محصولي. إنني لا أفقده في تركيبة التربة. وأنـه لا يتسرب. ولا يزول". تضيف أن المنتج، بالأسعار في المائة 40 الحالية، أرخص أيضا من الأسمدة التقليدية. تضيف بيترسون، حيث هذا هو الجيل الثالث للعمل في مزرعتها، أن الإشراف على الأرض لا يقل أهمية عن امتلاك أحد الأصـول المجدية اقتصاديا. تقول، "آمـل أن يكون الجيل الرابع كذلك في وقت ما. لكن علينا الاعتناء بأرضنا حتى نتمكن من القيام بذلك". يشعر كـارسـن تيم، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيفوت بالتفاؤل بشأن آفاق الشركة. يقول، "لقد حققنا نموا قويا للغاية منذ أن أطلقنا أول منتج لنا قبل خمسة أعوام". ومن أجل مواكبة الطلب، ضاعفت الشركة الناشئة طاقة الإنتاج من خلال توسيع مرفقفيسانت لويس، ميسوري هذا العام وأضافت مركز توزيع في أومـاهـا، نبراسكا. مع زيادة القدرة التصنيعية، تأمل شركة في المائة من 10 بيفوت في تغطية إجمالي فدادين الذرة في الولايات المتحدة بمغذياتها الميكروبية هذا العام، وبدأت في دراسة التوسع في الأســواق الدولية بما في ذلك البرازيل، وكينيا وكندا. كـ يقوم المــزارعــون بإجراء تجارب باستخدام مبيدات الفطريات الميكروبية. في أركـنـسـاس، كان ويل تيبتون، الذي يزرع نحو ألفي فــدان، يستخدم منتجا من صنع شركة إنديجو أجريكلتشر الناشئة في بوسطن. وتشكل الميكروبات جدارا بين جذور النبات وأي من العوامل الممرضة. يقول تيبتون، "إنها طريقة مختلفة لعلاج البذور. يتعلق الأمر بإضافة ميكروبات مفيدة لتحل محل الميكروبات الضارة". تشتمل مـجـمـوعـة منتجات شركة إنديجو من الميكروبات على المغذيات، وتلك التي تهدف إلى حـ يـة المحاصيل مـن الجفاف والحرارة، التي يمكن أن تكون مفيدة في وقـت أصبحت فيه الظواهر الجوية المتطرفة أكثر شيوعا. يــقــول رون هـوفـسـيـبـيـان، الرئيس التنفيذي لشركة إنديجو، إن المنتجات الميكروبية "تسهم حقا في رحلة (المزارعين) مع التربة بأكملها. يعلم جميعهم أنه يتعين عليهم الاعتناء بالتربة بشكل أفضل، وهـذا يعني أنـه يتعين عليهم أن يكونوا أكـ انتقائية فيما يتعلق بالمدخلات التي سيستخدمونها". كما أن تيبتون أحد المشاركين في برنامج كـربـون الـ بـة التابع لشركة إنديجو، الذي دفع في كانون دولارا 30 الأول (ديسمبر) الماضي مقابل ائتمان كربون يبلغ إجماليه مزارعا 450 مليون دولار لنحو 3.7 أمريكيا لتنفيذ ممارسات الزراعة المتجددة التي تساعد التربة على التقاط مزيد من الكربون. كانت هذه ، عندما 2021 زيادة حادة مقارنة بــ دولارا لكل ائتمان إلى 15 عرضت مزارعا بقيمة أقل بقليل من 267 مليون دولار. مثلشركة لوم، تقرض شركة إنديجو المشترين من الشركات. يقول تيبتون، الذي حصل على أكثر من عشرة آلاف دولار من شركة إنديجو في آخر عملية دفع، "لقد أوقفنا جميع المحاريث ولم ننظر إلى الوراء حقا. يدفع لك مقابل بذل جهد أقل إنها أموال حقيقية مقابل القيام بالشيء الصحيح". تتم إدارة برنامج كربون التربة والمنتجات الميكروبية لشركة إنديجو بشكل منفصل، لكن هوفسيبيان يقول إن كليهما يقع تحت مظلة الزراعة المتجددة. يعد استخدام الميكروبات لتعزيز قدرة التربة على تخزين الكربون بمنزلة تطور طبيعي من الزراعة المتجددة، التي تهدف إلى استعادة النظم البيئية الطبيعية التي استنزفتها أساليب الزراعة التقليدية - وفي النهاية إنتاج الغذاء بطريقة أكثر استدامة. في المائة 1 مقابل كل زيــادة في كربون التربة، يمكن لفدان من ألف جالون 25 الأرض أن يحتفظ بـ إضـافي من المياه، ما يساعد على الإنتاجية وصحة النبات، كما يشير هوفسيبيان، مضيفا، "ربـط هذه الأجزاء، هذا هو ما ركزنا عليه حقا". كانت الزراعة المتجددة بطيئة في الانتشار في أوروبا وآسيا، لكن في أجـزاء أخـرى من العالم، فإن معدلات تبنيها مرتفعة. ففي أستراليا ونيوزيلندا، تبنى أغلبية المزارعين ممارسات زراعية مستدامة، تغطي ثلاثة أرباع الأراضي المزروعة. جرانت سيمز، مزارع من الجيل السادس يدير مزرعة عائلية تبلغ فـدان في وسط 8،500 مساحتها فيكتوريا، أستراليا، يعمل على برنامج تجريبي لمنتج شركة لوم الميكروبي . تبنى والـده وعمه نهج 2021 منذ عدم حراثة الأراضي الزراعية في ، بدأ 2008 أوائل الثمانينيات، ومنذ سيمز في الحد من استخدام المزرعة للأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية، وذلك باستخدام الأسمدة السائلة المصنوعة بيولوجيا لتقوية النباتات بدلا من ذلك. وصف الجهود المبذولة لالتقاط التربة مزيدا من الكربون بأنها "لا تحتاج إلى تفكير"، قائلا إن العوائد من بيع أرصدة الكربون كانت مهمة، لكن الفوائد الإنتاجية والبيئية ستكون "هائلة". يقول، "خاصة في أستراليا، لدينا نوع من الأراضي شديدة التطرف حيث نمر للحظة بحالة جفاف وفي اللحظة التالية نكون في فيضان لأننا فقدنا كثيرا من الكربون من التربة ما قلل من قدرة التربة على درء تلك الحالات المتطرفة". ثورة معارضة على الرغم من ازديــاد الزخم الكامن وراء استخدام الميكروبات في المــزرعــة، فــإن الابـتـعـاد عن طرق الزراعة التقليدية يظل خيارا محفوفا بالمخاطر بالنسبة إلى كثير من المـزارعـ . إذا فشل موسم الحصاد، فإن عاما من المحاصيل المهدورة يعني عاما دون إيرادات أو موارد لاسترداد التكاليف. لا تزال الشكوك حول المنتجات الميكروبية قوية بين المزارعين العاديين خاصة أن فاعليتها، على عكس الأسمدة الاصطناعية، تميل إلى الاختلاف اعتمادا على عوامل مثل نوع التربة، والمناخ والظروف الجوية. يقول أليستر كوبر مـن شركة سيبوس لـــرأس المـــال المغامر الــزراعــي، "كــان هناك كثير من الوعود التي قطعت بشأن المواد البيولوجية وحقيقة أنـه يمكنها أن تحل محل المــواد الكيميائية الاصطناعية النشطة والفاعلة بشكل لا يصدق. الحقيقة هي أنك عندما تقوم بالزراعة، فإنك تمر بمناخات مختلفة، وتعمل مع أنواع مختلفة من التربة، ومع درجات حموضة مختلفة. ستكون لديك درجـات حـرارة مختلفة، وظروف مناخية مختلفة، وستزرع محاصيل مختلفة". بالنسبة إلى الحكومات، فإن تشجيع الانتقال إلى أي نوع من الزراعة المتجددة يأتي مع مخاطر الأمن الغذائي إذا حدث خطأ ما. حيث أدى التحول الجذري الأخير في أساليب الزراعة في سريلانكا والأزمة الاقتصادية التي تلت ذلك، مثلا، إلى تسليط الضوء على مخاطر التغيرات المفاجئة. تدفع المفوضية الأوروبية قدما بتنظيم أكبر للقطاع الزراعي من أجل تقليل تأثيره البيئي كما تريد تعزيز استخدام المنتجات الميكروبية في قانون "صحة التربة" الذي سيتم اقتراحه في حزيران (يونيو). تقول كـ را أجيليرا، المشرعة الاشتراكيةفي لجنة الزراعة للبرلمان الأوروبي، إن القانون "سيسمح للاتحاد الأوروبي بتحكم أفضل في تكاليف الأسـمـدة - لمصلحة المــزارعــ ". لكن الـتـوتـرات مع المزارعين آخذة في الازدياد، بسبب التنظيم الصارم للقطاع من قبل الكتلة، كما رفضت الدول الأعضاء في الاتــحــاد الأوروبي محاولة سابقة لتنظيم معالجة التربة في ، ويرجع ذلك جزئيا إلى تكلفة 2007 تنفيذها. تقول سيليا نيسينس، كبيرة مــســؤولي الـسـيـاسـات لـلـزراعـة وأنظمة الغذاء في مكتب البيئة الأوروبي، إن مصدر القلق الرئيس بين بعض صانعي السياسة هو ما إذا كانت مثل هذه البرامج سيتم دعمها "بشكل كاف بحيث يتبناها المزارعون. في الأغلب ما نرى أن الإجراءات غير الطموحة تدفع أكثر من تلك الطموحة". فيما يقول اتحاد كوبا كوجيكا، الــــذي يمـثـل مـــزارعـــي الاتــحــاد الأوروبي، إنه يدعم تماما حماية الطبيعة وإدارتـهـا. أضـاف قائلا، "مع ذلك، فإن المقترحات الحالية الـــواردة مـن المفوضية لا توفر دعــ ماليا متناسقا وملموسا لدعم الانتقال والحفاظ على هذا الانتقال". بينما تخشى نيسينس من أن بعض المزارعين قد ينظرون بطريقة خاطئة إلى الميكروبات على أنها حل قصير المدى. "إذا قمت بتطبيقها مع الحفاظ ببساطة على العمل كالمعتاد للباقي والاستمرار في الحراثة بكثافة والاسـتـمـرار في الإدارة المكثفة للأراضي، فلن تحل المشكلة حقا". قد يستغرق تحويل جودة التربة أعواما، إذ إنه يعتمد على عوامل تشمل الجودة الحالية والأساليب والمنتجات المستخدمة. مثلا، يؤدي تقليل الحراثة إلى زيادة الأعشاب وزيادة استخدام مبيدات الأعشاب، وهو ما قد يحمل المخاطر البيئية والصحية نفسها مثل مبيدات الآفات، كما يقول مزارعو المحاصيل العضوية والمتشككون في الزراعة المتجددة. أما بالنسبة إلى المزارعين في الدول النامية فالتحدي أكبر. ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مثلا، يـؤدي ضعف الوصول إلى الأســــواق والــقــدرة عـ تحمل التكاليف في كثير من الأحيان إلى الحيلولة دون استخدام مبيدات الأعشاب، بينما تؤدي إزالة الأعشاب الضارة يدويا إلى زيادة الطلب على العمالة البشرية، وفقا لكاترين ديشيمايكر، الأستاذة في جامعة فاجينجن في هولندا. تقول إن الافتقار إلى قوة التوزيع بين المـزارعـ أصحاب المــزارع الصغيرة يحد من فرص المحاصيل المزروعة بالتناوب أو المحاصيل التي تحمي التربة، في حين يصعب تطبيق التغطية التي ينصح بها في الزراعة المتجددة حيث تستخدم بقايا المحاصيل كعلف للحيوانات. يقر بيودو من مجموعة كورتيفا، بأن واحـدة من أكبر العقبات على عاما الماضية تمثلت 30 مدى ال ــ في الـتـأثـ المتغير للمنتجات الميكروبية والبيولوجية. حيث قال، "لدفع عملية التبني في النهاية، نحتاج إلى أن نكون قادرين على تقديمشرح للمزارع ومساعدته على اتخاذ القرار الصحيح لاختيار المنتج المناسبفي الوقت المناسب". وهو لا يرى الانتقال إلى الزراعة المتجددة على أنه إما الكل وإما لا شيء، بل شيء يمكن استخدامه بالتبادل. يضيف بـيـودو، "ستحتاج إلى جميع أنـواع الأدوات الاصطناعية لمعالجة الضغوط العالية والأمراض والحشرات التي تخرج عن السيطرة. ونحن نـرى أن هـذه المـ رسـات تعد مكملة لبعضها بعضا. في عام مثالي، قد يتمكن المزارع من تقليص استخدام المنتجات الاصطناعية بشكل كبير. ثم في العام التالي ستمطر كل يومينوستخرج الأمراض عن السيطرة تماما وسيترتب عليهم الاعتماد بشكل أكبر على مبيدات الفطريات". في أســ الــيــا، تـــرى نـــوك أن الاستخدام المتزايد للمنتجات الميكروبية في المزرعة يمثل تقدما نحو فهم أعمق لبيولوجيا التربة والنبات، ما يدعم تحولا أكبر نحو الزراعة المستدامة. تشبه نـوك حركة الميكروبات بالثورة الخضراء التي أعقبت الحرب وبـدأت في الستينيات، حيث أدت التطورات التكنولوجية في تطوير البذور والأسـمـدة الكيماوية إلى تطورات كبيرة في الزراعة. تضيف، "يبدو الأمر كأنه موجة إلى حد ما. أحب أن أسميها الثورة غير المرئية (...) إننا نتجه بالفعل نحو فهم النظام بأكمله". التكنولوجيا الميكروبية في التربة والمحاصيل يمكن أن تخفف من الآثار الناجمة عن عقود من الزراعة الصناعية على النظم البيئية للكوكب. الميكروبات في الزراعة .. ثروة غير مرئية الأسمدة الميكروبية ليست فقط ميسورة التكلفة مقارنة بالأسمدة النيتروجينية، لكنها أيضا تدوم فترة أطول. من لندن إميكو ترازونو وأليس هانكوك من بروكسل أصبحت الآثار السلبية للأسمدة والمبيدات البيولوجية في البيئة وصحة الإنسان والتنوع البيولوجي أكثر حدة خلال العقود القليلة الماضية تؤدي السياسات الزراعية الجديدة واللوائح الأكثر صرامة على المدخلات الاصطناعية إلى زيادة الطلب على الوسائل الطبيعية لزيادة الإنتاج في أستراليا ونيوزيلندا تبنى أغلبية المزارعين ممارسات زراعية مستدامة تغطي ثلاثة أرباع الأراضي المزروعة. 11 NO.10756 ، العدد 2023 مارس 24 هـ، الموافق 1444 رمضان 2 الجمعة

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=