aleqt: 22-03-2023 (10754)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية كـان كــران في بي، البالغ من عـامـا الـــذي يقيم في 29 العمر بنجالور عاصمة التكنولوجيا في الهند، يأمل أن يعمل في مصنع بعد إنهائه المرحلة الثانوية. لكنه عانى لإيجاد وظيفة وبدأ العمل كسائق، وكـان يدخر لأكـر من عقد لشراء سيارة أجرة خاصة به في النهاية. "السوق صعبة للغاية، يجلس الجميعفيمنازلهم"، كما قال واصفا وضع أقربائه الذين لديهم شهادات في الهندسة أو إدارة الأعمال ولم ينجحوا في إيجاد وظائف جيدة أيضا. "حتى الأشخاص الذين تخرجوا من الجامعة لا يجدون فرص عمل، بل يبيعون أشياء أو يوصلونها أو يوصلون أشخاصا". تشي قصته إلى مشكلة متجذرة في الهند وتحد متزايد أمام حكومة رئيس الــوزراء ناريندرا مـودي في الوقت الذي تسعى فيه إلى إعادة انتخابها بعد ما يزيد قليلا على عام: اقتصاد الدولة سريع النمو يفشلفي إيجاد وظائف كافية، خاصة للشباب، ما يترك كثيا منهم بلا وظائف أو يكدحون في أعمال لا تتناسب مع مهاراتهم. يتوقع صندوق النقد الدولي أن في المائة 6.1 اقتصاد الهند سيتوسع هذا العام – أحد أسرع معدلات في المائة 6.8 أي اقتصاد رئيس – و .2024 في لكن أعداد العاطلين عن العمل تستمر في الازدياد. كانت البطالة في في المائة، 7.45 شباط (فبراير) تبلغ في المائة الشهر 7.14 ارتفاعا من السابق، وفقا لبيانات "مركز مراقبة الاقتصاد الهندي". قـال بـرونـاب سـ ، اقتصادي وكبي المستشارين سابقا في لجنة التخطيط الهندية، "النمو الذي نحققه مدفوع أساسا بنمو الشركات، والشركات الهندية لا توظف هذا العدد الكبي من الأشخاص لكل وحدة إنتاج". "مـــن جـهـة، تـــرى الـشـبـاب لا يحصلون عـ وظـائـف. مـن جهة أخرى، ترى الشركات تشتكي عدم إيجادها أشخاصا ذوي مهارات". الوظائف الحكومية، المرغوبة لأنها وسيلة للعمل عـ المـدى الطويل، قليلة مقارنة بعدد سكان مليار تقريبا، 1.4 الهند الذي يبلغ كما قال سين. توافر المهارات يعد مشكلة أخـــرى: تفضل كثي من الشركات توظيف المتقدمين الأكبر سنا الذين طوروا مهارات مطلوبة. "كــثــر مــن الـنـمـو في الهند مــدفــوع بـالـتـمـويـل، والـتـأمـ ، والــعــقــار، وتعهيد العمليات التجارية، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات"، بحسب ما قال أميت باسول، أستاذ الاقتصاد في جامعة أزيم بريمجي في بنجالور. "هذه هي قطاعات النمو السريع، لكنها لا تولد وظائف". ستكون معرفة كيفية تحقيق نمـو أكــ في الـوظـائـف، خاصة للشباب، ضرورية إذا أرادت الهند الاستفادة من الفوائد الديموغرافية والجيوسياسية. يوجد في البلاد عدد من الشباب من المتوقع أن يتجاوز الصين هذا العام كأكبر عدد في العالم. يتطلع مزيد من الشركات إلى إعـادة توجيه سلاسل التوريد والمبيعات بعيدا عن الاعتماد على الموردين والمستهلكين الصينيين. تتعهد حكومة الهند وولايـات مثل كارناتاكا، عاصمتها بنجالور، بمليارات الـــدولارات من الحوافز لجذب المستثمرين من قطاعات التصنيع مثل الإلكترونيات وإنتاج البطاريات المتقدم كجزء من حملة "صنع في الهند" لحكومة مودي. كما خففت الدولة أخيا قوانين العمل للاقتداء بممارسات العمل في الصين بعد الضغط من الشركات التي من ضمنها "أبــل" وشريكتها التصنيعية "فـوكـسـكـون"، التي تخطط لإنـتـاج أجـهـزة آيـفـون في كارناتاكا. مع ذلك، الإنتاج الصناعي ينمو بشكل أبطأ من القطاعات الأخرى، ما يجعل من غي المرجح أن يكون القطاع مولد لفرص العمل قريبا. مليون 35 يـوظـف الـقـطـاع نحو موظف فقط، بينما تشكل تكنولوجيا المعلومات عددا ضئيلا يبلغ مليونين من القوى العاملة الرسمية في الهند ملايين، 410 التي يبلغ عددها نحو وفقا لآخر مسح للأسر أجراه "مركز مراقبة الاقتصاد الهندي" من كانون الثاني (يناير) إلى شباط (فبراير) .2023 وفقا لمسؤول كبي في كارناتاكا، يتقدم الأشخاص ذوي المهارات العالية الحاصلين عـ درجــات جامعية للعمل كأفراد شرطة. أظهرت حكومة مودي علامات على انتباهها لهذه المشكلة. في تشرين الأول (أكتوبر)، ترأس رئيس الوزراء حملة توظيف، "روزجار ميلا"، حيث ألفشاب، 75 سلم خطابات تعيين لـ بهدف إظهار التزام حكومته بإيجاد فرص عمل و"تدريب شباب الهند من أجل مستقبل أكث إشراقا". لكن بعض شخصيات المعارضة سـخـرت مـن هــذه الـــبـــادرة. قال ماليكارجون كارجي، رئيس حزب المــؤتمــر الـوطـنـي الـهـنـدي، إن التعيينات كانت "قليلة للغاية". ووصف سياسي آخر المعرض بأنه "مزحة قاسية للشباب العاطلين عن العمل". أشار راهول جاندي، سليل الأسرة التي تقف خلف حزب المؤتمر، إلى أنه ينوي جعل البطالة نقطة هجوم للانتخابات المقبلة، حيث مودي في طريقه للفوز بفترة ولاية ثالثة. قـال جـانـدي في جلسة أسئلة وأجوبة في معهد تشاتام هاوس في لندن الشهر الماضي، "المشكلة الحقيقية هي مشكلة البطالة، وهذا يولد كثيا من الغضب وكثيا من الخوف". أضـاف: "لا أعتقد أن دولة مثل الهند يمكنها توظيف كل شعبها في الخدمات". استحضر أشوكا مودي، اقتصادي في جـامـعـة بـريـنـسـتـون، كلمة ، مصطلح عامي هندي timepass يعني قضاء الوقت بشكل غي منتج، لشرح ظاهرة أخرى تعانيها سوق العمل: البطالة المقنعة للأشخاص المـوظـفـ في أعـــ ل لا تناسب مهاراتهم. قـــال مــــودي، مـؤلـف "الهند مـحـطـمـة"، كـتـاب جـديـد ينتقد السياسات الاقتصادية للحكومات الهندية المتعاقبة منذ الاستقلال، "هناك مئات الملايين من الهنود الشباب الذين يقضون وقتهم دون إنتاجية. كثي منهم يفعلون ذلك بعد الحصول على درجات علمية كثية ودخول كليات عدة". هاجر ديلدار سيخ، البالغ من عاما، إلى بنجالور بعد 21 العمر إكماله برنامج في المدرسة الثانوية في برمجة الحاسوبفي كولكاتا. بـعـد خـسـارتـه في المنافسة الشديدة على وظيفة حكومية، انتهى به الأمر بالعمل في مطار بنجالور مع شركة خدمات تساعد الركاب الذين يستخدمون الـكـراسي المتحركة، ألف روبية 13 ويتقاضىعن ذلك نحو دولارا) شهريا. 159( قال سيخ، الـذي يحلم بتوفي مـا يكفي مـن المــال لــ اء هاتف آيفون وأخذ والديه في رحلة بطائرة هليكوبتر، "العمل جيد، لكن الراتب ليس جيدا" "لا يوجد مكان جيد للشباب"، كما أضاف. "الأشخاص الذين لديهم مال وعلاقات سيصمدون، أما بقيتنا فعلينا الاستمرار بالعمل ثم الموت". اقتصاد الدولة سريع النمو يفشل في إيجاد وظائف كافية للشباب، ما يترك كثيرا منهم بلا وظائف أو في أعمال لا تتناسب مع مهاراتهم. معضلة الهند .. الاقتصاد ينمو والوظائف تقل في المائة في فبراير. تصوير: 7.45 في المائة في يناير إلى 7.14 باحثون عن عمل في معرض توظيف في نيودلهي. ارتفعت البطالة من «رويترز» أنوشري فادنافيس من بنجالور جون ريد مـاذا لو كـان الـيء الوحيد الـذي قد تثق به حقا هو شيء أو شـخـص قــريــب بمــا يكفي لتلمسه وتتحسسه؟ ربما هذا هو العالم الذي يأخذنا إليه الذكاء الاصـطـنـاعـي. نــ ت مجموعة من الأكاديميين وخـ اء الذكاء الاصطناعي في جامعة هارفارد للتو تقريرا يهدف إلى وضع حدود أخلاقية حول تطوير تكنولوجيات يحتمل أن تكون مظلمة مثل روبـــوت الـدردشـة الـواعـي على ما يبدو من شركـة أوبـن أيـه آي المدعومة من "مايكروسوفت"، الـذي أطلق في إصـدار جديد و "محسن" (حسب وجهة نظرك) -" الأسبوع الماضي. 4 "جي بيتي المجموعة، التي تضم جلين ويل، خبي اقتصادي وباحث في "مايكروسوفت"، ودانييل ألين، الأسـتـاذة في جامعة هـارفـارد ومديرة مركز سافرا للأخلاقيات، وشخصيات بــارزة كثية أخرى في الـصـنـاعـة، تــدق نواقيس الخطر بشأن "التجارب الكثية في تكنولوجيات اجتماعية لا مركزية". تشمل التجارب تطوير "محتوى مقنع للغاية يتم إنشاؤه آليا (مثل تشات جي بيتي)" يهدد بتعطيل هيكل اقتصادنا وسياستنا ومجتمعنا. إنهم يعتقدون أننا وصلنا إلى "لحظة دستورية" للتغيي تتطلب إطارا تنظيميا جديدا تماما لمثل هذه التكنولوجيات. بـــعـــض أخــــطــــار الـــذكـــاء الاصطناعي، مثل مستقبل على غـرار فيلم ذا تيميناتور تقرر فيه الآلات أن البشر قـد ولت أيامهم، تعد منطقة تطرق لها الخيال العلمي كثيا- التي تجدر الإشــارة إلى أنها تتمتع بسجل جيد في التنبؤ بسي العلم نفسه الماضية أو 100 في الأعـوام الـ نحوها. لكن هناك مناطق أخرى غـر مفهومة تمـامـا. مثلا، إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع الآن إنشاء هوية مزيفة لا يمكن اكتشافها تماما، فما فائدة الأطر القانونية وأطـر الحوكمة التي تعتمد على مثل هـذه الوثائق للسماح لنا بالقيادة أو السفر أو دفع الضرائب؟ شيء واحد نعرفه مسبقا هو أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسمح للفاسدين بالظهور كأي شخص، في أي مكان وأي وقت. "عليك افتراض أن الخداع سيصبح أرخـص بكثي وأكـر انتشارا في هذا العصر الجديد"، كما يقول ويل، الذي نشر كتابا إلكترونيا مع وزيــرة الرقمية التايوانية، أودري تانج. هذا يوضح الأخطار التي يشكلها الذكاء الاصطناعي وغيه من تكنولوجيا المعلومات المتقدمة عـ الديمقراطية، وأبــرزهــا أنـهـا تعظم مشكلة المعلومات المضللة. تمتد التداعيات المحتملة إلى كل جانب من جوانب المجتمع والاقـتـصـاد. كيف سنعرف أن تحويلات الأمــوال الرقمية آمنة أو حتى موثوقة؟ هل سيكون كـتـاب الــعــدل وال ـع ـق ـود عبر الإنترنت موثوقين؟ هل ستصبح الأخبار المزيفة، التي تمثل حاليا مشكلة كبية، غي قابلة للكشف أسـاسـا؟ ومـــاذا عـن التداعيات السياسية للعدد الذي لا يحصى مـن الاضـطـرابـات التي ستؤثر بها التكنولوجيا في الوظائف، موضوع سيتناوله الأكاديميان دارون أسيموجلو وسيمون جونسون في كتاب مهم جدا سيصدر لاحقا هذا العام. يمكن للمرء أن يتخيل بسهولة عالما تـصـارع فيه الحكومات لمواكبة هذه التغييات، وكما يصفها تقرير جامعة هارفارد: "تثبت الآلـيـات الديمقراطية الحالية غي الكاملة إلى حد كبي عجزها (...) ومن ثم سيتخلى عنها المواطنون المتشائمون بازدياد". لقد رأينا بالفعل تلميحات عــن هـــذا الــوضــع. إن مدينة تكساس الخاصة التي يبنيها إيـلـون ماسك لإيـــواء موظفيه في "سبيس إكـــس" و"تـسـ " و"بورينج" ليست سوى أحدث تكرار لخيال وادي السيليكون التحرري، حيث يلجأ الأغنياء إلى مجمعات خاصة في نيوزيلندا، أو ينقلون ثرواتهم وأعمالهم إلى ولايـات قضائية خارج الحكومة و"مناطق اقتصادية خاصة". يتناول كوين سلوبوديان، مؤرخ جامعة ويليسلي، ظهور مثل هذه المناطق في كتابه الجديد، "رأسمالية متصدعة". في هذا السيناريو، تنخفض الإيــرادات الضريبية، وتتضاءل حصة العمالة، ويؤدي عالم ناتج عن ذلك محصلته صفر إلى تفاقم "خروج" ذوي الامتيازات. بـالـطـبـع، يمـكـن أن يكون المستقبل مشرقا أكـر. الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانات لا تصدق لزيادة الإنتاجية والابتكار، وقد يتيح لنا حتى إعـادة توزيع الـروة الرقمية بطرائق جديدة. لكن ما هو واضح بالفعل هو أن الشركات لن تتراجع عن تطوير المتقدمة، من 3 تكنولوجيا ويب الذكاء الاصطناعي إلى بلوكتشين، بـــأسرع مـا يمـكـن. إنـهـم يـرون أنفسهم في سباق وجـودي مع بعضهم بعضا ومع الصين من أجل المستقبل. لذا يبحثون عن طرائق ليس للترويج للذكاء الاصطناعي وحده، بل الحلول الأمنية له. مثلا، في عالم لا يمكن فيه المصادقة على الثقة رقميا، يفكر مطورو الذكاء الاصطناعي في "مايكروسوفت" وغيها من الشركات فيما إذا كانت هناك طريقة لابتكار إصـدارات أكث تقدما من "الأسرار المشتركة" (أو الأمـور التي قد تعرفها أنت وشخص آخر مقرب فقط) رقميا وعلى نطاق واسع. مع ذلك، هذا يشبه إلى حد ما حل مشكلة تكنولوجية بمزيد من التكنولوجيا. في الحقيقة، ربما أفضل حل لمعضلة الذكاء الاصطناعي هو التناظرية. تقول ألـ : "ما نحتاجه هو نظام يبعث يقظة أكث حذرا"، مستشهدة بتقرير اللجنة الرئاسية حــول أخلاقيات 2010 لـعـام البيولوجيا، الـذي تم إصـداره استجابة لنهضة علم الجينوم. لـقـد وضـــع مــبــادئ توجيهية للتجارب المسؤولة، التي سمحت بتطوير تكنولوجي أكث أمانا (على الرغم من أن أحدا قد يشي إلى معلومات جديدة عن التسرب المختبري المحتمل في جائحة كورونا، ويقول إنه لا يوجد نظام مضمون دوليا). في الوقت الحالي، عوضا عن حظر الذكاء الاصطناعي أو إيجاد طريقة مثالية لسن قوانين، قد نبدأ بإجبار الشركات على الكشف عن التجارب التي تجريها، وما الـذي نجح وما لم ينجح، وأين قد تظهر عواقب غي مقصودة. الشفافية هي الخطوة الأولى نحو ضـ ن عـدم تغلب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على صانعيها. وصلنا إلى لحظة تغيير دستورية تتطلب إطارا تنظيميا جديدا تماما للذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات. حتى لا ينقلبسحر الذكاء الاصطناعي علىساحره .. التنظيم ضرورة يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات لا تصدق لزيادة الإنتاجية والابتكار، وقد يفسح المجال لإعادة توزيع الثروة الرقمية بطرائق جديدة. من نيويورك رنا فوروهار في لحظات الهواجس التي تجتاحني حين أكون خاملة، كنت أتساءل أحيانا عما إذا كنت أملك المؤهلات اللازمة لكي أصبح سياسية. لكن رسائل مات هانكوك على تطبيق واتساب تثبت بلا شك أني لا أملكها. خلال الشهر الحالي، كانت الرسائل المسربة التي كتبها هانكوك عندما كان وزيرا للصحة في المملكة المتحدة أثناء الجائحة تظهر كل يوم تقريبا في صحيفة "ديلي تلجراف" اللندنية. وهي رسائل لافتة للانتباه. كنت أستغل كل دفعة جديدة من الرسائل بطريقة أتخيل بها معجبو تشارلز ديكنز وهم يسارعون قراءة الأجزاء الجديدة من رواية مذكرات بكويك. نتيجة لذلك، تذكرت مستويات أسلحة الترويج للذات والسلوك الخبيث اللذين يسودان الطبقات العليا للحياة السياسية. كانهانكوك قد قالفيبداية الجائحة لأحد المستشارين، "يجب أن يكون لي الفضل في ذلك"، حيث كان الاثنان يخططان لضمان أن يكون له الفضل لأقصى حد في طرح لقاح كان الوزراء الآخرون يساعدون على تطويره. "يجب ألا يكون الفضل لألوك!"، كما قال وهو قلق في وقت لاحق، بعد علمه بأن الأخبار كانت على وشك الانتشار حول اكتشاف لقاح كان من الممكن أن يتركه في الظل خلف ألوك شارما، وزير الدولة للشؤون التجارية آنذاك. أجاب مستشاره، "أعرف ذلك، أنا قلق". كما نقل هانكوك الأخبار السارة التي تقول إن أزمة كوفيد يمكن أن تدفع بمسيته المهنية "إلى المستوى التالي". وقد ناقش فكرة التهديد بحظر مركز لصعوبات التعلم تابع لدائرة أحد زملائه من حزب المحافظين وذلك من أجل الضغط على النائب للتصويت لمصلحة قوانين الإغلاق الجديدة. مثل هذه التهديدات هي جزء من الصعوبات والمشادات السياسية التي لا تناسب الجميع. لكن رسائل هانكوك تكشف أيضا بوضوح مذهل عما يجري في كثي من حياة العمل العادية، كالوصولية البغيضة والتنافس اليائس والتآمر والخداع والتملق. كما أنها تثي سؤالا مقلقا لمستخدمي تطبيق واتساب البالغ عددهم أكث من ملياري شخص، هل ساعد هذا التطبيق المنتشر على جعل العمل غي مريح أكث مما كان قبل الجائحة؟ هناك أسباب تدعو إلى القول إنه ساعد على ذلك، وستساعدنا رسائل هانكوك على تفسي السبب. كتبت معظم الرسائل خلال ذروة الجائحة عندما كان هناك تحول مفاجئ في طريقة التواصل بين الناس في العمل. أدت صدمة عمليات الإغلاق المفاجئة إلى زيادة - وتغيي - الاتصالات الداخلية. يقول بن ويـ ، الرئيس التنفيذي لشركة هيومنايز الأمريكية للبرمجيات التي تتعقب السلوك في مكان العمل، "لقد أصبحت الاتصالاتفي العمل أقوى". الأهم من ذلك، كما يقول ويبر، تلك الروابط عميقة خصوصا بين الأشخاص في الفرق نفسها ممن يميلون إلى الدردشة بصورة غي رسمية، كما تظهر رسائل هانكوك. يتفوق تطبيق واتساب في كل من الدردشة الاجتماعية وسهولة إعداد مجموعات المراسلة. ربما تكون الجائحة قد تلاشت لكنها حفزت أنماط الاتصال التي يعززها تطبيق واتساب ولا تزال تلازمنا مع الأسف. لننظر إلى الاستبعاد كمثال. أشك في أني موظفة المكتب الوحيدة التي تنتمي إلى مجموعات دردشة على تطبيق واتساب اليوم أكث مما كانت عليه قبل الجائحة، التي ليس لديها أدنى فكرة عمن ينتمي إلى أي مجموعة. ولأني أعمل في المؤسسة نفسها منذ أعوام كثية، فإن فكرة استبعادي من مجموعات الدردشة الأخرى المحتمل وجودها لا تزعجني كثيا. لكن ذلك قد يزعجنيفيحال كنت موظفة جديدة، خاصة إذا كنت أشك أن مديري أو فريقي انضموا لمجموعة دردشة لم أدع إليها. أو كان مصيي دائما أن أتحمل إرث الجائحة الآخر، وهو اجتماعات تطبيق زووم. تقول صديقة لي مهووسة أيضا بالسبق الصحافي لصحيفة "تيليجراف" حول محادثات واتساب، إنها شعرت بالصدمة عندما قرأت ما أرسله هانكوك وأحد المستشارين لبعضهما بينما كانا في اجتماع عبر الإنترنت مع وزير التعليم آنذاك، السي جافين ويليامسون. يقول هانكوك، "إنه ليس متعاونا تماما، أليس كذلك؟". بينما قال المستشار، "إنه خائف. يبدو الجميع محرجا جدا في هذا الاجتماع". صديقتي تفعل الأمر نفسه أثناء اجتماعات العمل على تطبيق زووم، وليست وحدها. هناك أيضا مسألة "تعددية قنوات الاتصال". كان من الصعب قبل الجائحة أن تعرف ما إذا كان من الأفضل الاتصال بشخص ما عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو تطبيق سلاك أو أي من خيارات المراسلة الأخرى التي تنتشر في مكان العمل اليوم. كما أن مجموعات واتساب تزيد الارتباك والانقسام. يقول ويبر إنه يمكن للفرق المتماسكة أن تكون أكث ثقة فيما بينها وأفضل في إنجاز المهام بسرعة، بينما تميل أيضا إلى التفكي الجماعي. لقد كان الـولاء للمجموعة موجودا قبل فترة طويلة من الجائحة أو تطبيقات المراسلة. وكذلك كانت الغيبة في المكتب. لكن مكان العمل المقسوم بين عشرات من مجموعات واتساب للنقاشات المحمومة لا يعد بالضرورة مكانا سعيدا. إذا تسربت هذه النقاشات إلى العالم الأوسـع، فقد تصبح حياتك تعيسة إلى حد كبي. اسأل هانكوك عن ذلك. ربما تكون الجائحة قد تلاشت لكنها حفزت أنماط الاتصال التي يعززها تطبيق واتساب ولا تزال تلازمنا مع الأسف. هل يجعل «واتساب» حياة العمل أكثر بغضا وفظاظة؟ من لندن بيليتا كلارك NO.10754 ، العدد 2023 مارس 22 هـ، الموافق 1444 شعبان 30 الأربعاء 10

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=