aleqt: 20-03-2023 (10752)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية كـان يوما داميا بشكل خاص لشركات التكنولوجيا، عندما ظهر جريج بيكر، الرئيس التنفيذي لبنك وادي السيليكون آنذاك، على قناة "سي إن بي سي" في أواخر آب (أغـسـطـس). حيث انخفض مـؤشر نـاسـداك لأسهم شركـات في المائة خلال تلك 2 التكنولوجيا الجلسة وحدها. لكن بيكر كــان مطمئنا في حضوره كالمعتاد. حيث رأى أن تصحيح السوق سيكون في النهاية صحيا للقطاع. وفي الوقت نفسه، كانت الميزانية العمومية للبنك أقوى من أي وقت مضى وكان لها سجل تحسد عليه. "كما تعلمون، نحن نقوم بهذا عاما، لذلك مررنا 30 منذ أكثر من بعديد من الـدورات، وأعتقد أننا نشعر بالرضا حقا بشأن عمليتنا". ظهر بيكر الجمعة الماضيفي مقطع فيديو مختلف تماما، لكن هذه المرة، كان يناشد الموظفين من أجل البقاء لفترة أطول قليلا، وذلك لأن البنك المهيمنفيصناعة التكنولوجيا كان ينهار. سألهم "هل يمكنكم أن تبقوا يا رفـاق، وأن تحاولوا دعـم بعضكم بعضا، وأن تحاولوا دعم عملائنا، وأن تعملوا معا، الأمر الذي قد يجلب نتيجة أفضل قليلا مما نحن فيه الآن؟". لكن بحلول ذلك الوقت، تم إقصاء بيكر من قبل المنظمين الفيدراليين. لم يستطع أي بنك أن يحقق صـعـودا استثنائيا في صناعة التكنولوجيا المعاصرة مثل بنك وادي السيليكون، فبعد تأسيسه كمقرض إقليمي في كاليفورنيا في ، أصبح مركز قوة، وبحلول 1983 كان يفتخر بتقديمه خدمات 2019 مصرفية لنصفشركات التكنولوجيا وعلوم الحياة المدعومة كلها من رؤوس المال المغامرة في الولايات المتحدة. يمكن القول إنه ليس هناك مصرفي يجسد تلك الحقبة مثل بيكر، الذي، ساعدته حياته المهنية الممتدة لثلاثة عقود في بنك وادي السيليكون، على الارتقاء به من كونه بنكا صغيرا للإقراض ليصبح أحد أعمدة وادي السيليكون واقتصاد التكنولوجيا. يـتـسـاءل بـعـض الأش ـخ ـاص الذين يعرفون قيادة بيكر وبنك وادي السيليكون عما حدث خلف الكواليس قبل انهيار البنك. كما تـريـد وزارة الـعـدل الأمريكية إجابات، وقد فتحت تحقيقا في عملية الانهيار. في النهاية، سقطت المؤسسة التي كانت تفتخر بكونها المقرض الأرفع مستوى لعالم التكنولوجيا، وذلك بسبب مسألة شائعة نسبيا، هي ضعف محفظتها من السندات أمـام ارتفاع أسعار الفائدة. لم يستجب بيكر لطلبات الإدلاء بتعليق. يميل الأشخاص الذين يعرفون بيكر إلى وصفه بأنه شخص نزيه وقوي وطموح للغاية، وهو رجل أفعال أكثر من كونه صاحب رؤية. يتمتعهاوي ركوب الدراجة الهوائية بقوام بدني نحيف ومتناسق يشبه أجساد الرياضيين، كان معروفا بأنه يكتفي ببضع ساعات نومفي الليل. وخـ ل ارتقائه المراتب في بنك وادي السيليكون، كان يعتمد على مـدرب تنفيذي لتحسين مستوى التعاطف عنده. قال أحد المديرين التنفيذيين السابقينفي بنك وادي السيليكون "إنــه صانع قــرار سريـع للغاية وحاسم، ويمكن أن يكون ذلك قوة ونقطة ضعف"، حيث تساءل عما إذا كان هناك فريق قوي حول بيكر بما يكفي لتحديه، خاصة فيما يتعلق بـإدارة البنك محفظة سنداته. كــ أشــــار الـشـخـص نفسه إلى التوسع السريع لبنك وادي السيليكون، على احتمال أن ذلك كـان أحـد أسـبـاب نهايته. حيث قال سائلا "هل نما بسرعة كبيرة لدرجة فاقت نمو موظفيه"، بما فيها نشأة بيكر في ريـف شمال شرق إنديانا، حيث كانت عائلته فدان، 300 تملك مزرعة مساحتها وبعد تخرجه من جامعة إنديانا في إدارة الأعــ ل، التحق ببنك كوميريكا، الذي كان حينها مقرضا مقره ديترويت، وبعد فترة وجيزة من الانتقال إلى فرع باي أيريا، لحق هو وزميل آخر رئيسهم مارك فيريسيمو ببنك وادي السيليكون. في ذلــك الــوقــت، كــان بنك وادي السيليكون يعاني القروض العقارية المتعثرة، كحال بنوك الإقـــراض الـتـجـاري الأخـــرى في الولايات المتحدة. ثم قرر البنك في النهاية التخلص مـن هذه الأصول وتركيز موارده على صناعة التكنولوجيا المزدهرة. أول القروض الكبيرة التي قدمها ألف دولار إلى شركة 350 كان مبلغ تواصل ناشئة، كانتشركة سيسكو ستشتريها بعد بضعة أشهر مقابل مائة مليون دولار. يميل بيكر، أثناء مناقشة عمله، إلى إظهار نوع من الجدية يتميز بها أهل منطقة الغرب الأوسط. قال بيكر لراديو "بلومبيرج" قبل بضعة أعوام "إذا كنت تعتقد أنك ساعدت الشركة، فستعود في الليل إلى المنزل شاعرا بالرضا، لأنك أحدثت فرقا فيشركة تغير شيئا له أهمية في العالم". ، تـم إرسـالـه 1996 بحلول لافتتاح مكتب بنك وادي السيليكون في بولدر في ولاية كولورادو، ثم عاد إلى كاليفورنيا الشمالية بعد بضعة أعـوام لقيادة ذراع رأس المال المغامر للبنك، حيث حقق فيه نجاحا. ثم اتضح أن ركوب الدراجات كان أفضل من ممارسة الجولف لإنشاء شبكة علاقات مع أصحاب رأس المـال المغامر في وادي السيليكون. غالبا ما كان بيكر وفريق بنك وادي السيليكون يهيمنون على سباق خيري سنوي تبلغ مسافته مائة ميل من مدينة كارميل إلى هيرست كاسيل، كما كانوا أكثر من يجمع المال. كــان بيكر يستخدم جهات الاتـصـال الخاصة ببنك وادي السيليكون في مزارع الكروم في مقاطعة سونوما ونابا لاحتساء النبيذ وتناول الطعام مع أباطرة التكنولوجيا. فقد كان ذراع البنك المتميزة لإقـراض مصانع النبيذ إحدى الوحدات التي احتفظ بها البنك بعد قراره استبعاد الآخرين والتركيز فقط على التكنولوجيا. كما روى بيكر، أن انفجار فقاعة الدوت كوم في التسعينيات كان حدثا تكوينيا بالنسبة إليه وإلى البنك، حيث قال "عندما أنظر إلى الوراء أجد أن بعض أفضل علاقاتي في مجتمع رأس المـال المغامر قد تشكل في تلك الفترة الزمنية، حيث عملت في مواقف صعبة لأنه كان يجب علي ذلك". وقد كان ذلك متناغما مع شعار كين ويلكوكس سلف بيكر ومعلمه، الـذي قال "ضـع العميل دائمـا في المقام الأول". ، أصبح بيكر الرئيس 2011 في التنفيذي لبنك وادي السيليكون وشركته الأم، سيليكون فالي بنك فاينانشيال جــروب، فيما غادر ويلكوكس لتأسيس قـاعـدة في الصين. عـزز بيكر استراتيجية البنك المـتـمـثـلـة في تـسـجـيـل آلاف من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، ثم تقديم الخدمات المــ فــيــة لـهـا -ولمـديـريـهـا التنفيذيين- مع تقدمها. كما يصف بيكر ذلك بقوله "أحضرهم مبكرا، وقـــدم الـدعـم لهم في جميع مراحلهم". كانت إحـدى السمات المميزة للبنك هــي رغـبـتـه في إظـهـار التساهل، من خلال توفير شريان الحياة لشركة واعدة ما بين جولات التمويل، حتى لو كـان أداؤهــا متقلبا. إذ كـان ذلـك الـنـوع من الالتزام يتماشى مع قيم البنك أكثر من تماشيه مع قيم المقرض. فاز بنك وادي السيليكون بولاء مؤسسي الشركات وأصحاب رؤوس الأمـوال، وصد منافسيه من وول ستريت. 19 - عندما ضربت جائحة كوفيد ، جمع 2020 في آذار (مارس) من بيكر الموظفين ووعدهم بضمان مكافآتهم مهما حدث. فقد كانت الفكرة، وفقا لأحد مصرفي بنك وادي السيليكون الممتنين، هي أنه من خلال تأمين مواردهم المالية الخاصة، يستطيع الموظفون بذلك التركيز بالكامل على العملاء. كما أدرك بيكر أيضا أن عملاء مصانع النبيذ لبنك وادي السيليكون سيتضررون بشكل خاص بسبب قيود السفر، لذا قام بإنشاء فريق للمساعدة. قال المصرفي "يمكن للناس أن يقولوا إننا نلبي احتياجات مجموعة من النخبة، لكنها تظهر كيف أن روح بنك وادي السيليكون تضع عملاءها أولا". في حين أن عديدا من عملاء البنك حديثي الـنـشـأة فشلوا بـالـتـأكـيـد، يمـكـن لبنك وادي السيليكون الادعــــاء أنــه قدم خـدمـات مصرفية لـ كـات مثل إيربنب وتويتر وأوبــر وآخرين، منذ أيامها الأولى. كما أن شهادات الامتنان من المؤسسين تنتشر على موقع البنك الإلكتروني. إلا أن بنك وادي السيليكون كان منغمسا في مجتمع واحد لدرجة أنه ربما أدى أيضا إلى الارتباك بشأن هويته. "نحن لسنا مصرفيين، نحن أكثر من مجرد مصرفيين"، هكذا وصـف المـديـر التنفيذي السابق الموقف السائد في البنك المقرض. ، جمعت الشركات 2021 في المدعومة من الولايات المتحدة مليار 344.7 مبلغا قياسيا بلغ دولار. حيث وصلت ودائـع بنك مليار 189 وادي السيليكون إلى دولار بحلول نهاية ذلك العام، مليار دولار مع نهاية 49 بارتفاع من ، إذ كان كثير من تلك الأموال 2018 يودع من قبل شركات التكنولوجيا التي تدفقت عليها السيولة من المستثمرين. لكن الودائع بدأت في التراجع العام الماضي مع ارتفاع أسعار الفائدة. فقد انتهى عصر المال السهل. بحلول كانون الثاني (يناير)، بــــدأت المــشــكــ ت تتصاعد في محفظة سندات بنك وادي السيليكون وكــان المعارضون يتساءلون عن آفـاق البنك. فيما يستذكر أحد المصرفيين في بنك وادي السيليكون، الـذي لم ير الفطنة المالية لبيكر كإحدى نقاط قوته العظيمة "بحلول الصيف، كنت ستستشعر في الأجــواء أن الأمور لم تكن على ما يرام". غير أن الرئيس التنفيذي كان متفائلا خـ ل مقابلة مـع "فاينانشيال تايمز". "يجب أن يكون لدى اقتصاد الابتكار شركات تفشل، وإلا فإنها لم تكن تبتكر بما فيه الكفاية. لذلك سيخرج مزيد من العناوين حول معدلات 2023 الرئيسية في الفشل وتسريح الموظفين. لكن هذا جزء من الدورة التي تمر بها شركات التكنولوجيا وعلوم الحياة. لذلك لا ينبغي لأي أحـد منا أن يفاجأ". ساعد حزم وطموح جريج بيكر على ارتقاء البنك من كونه بنكا صغيرا للإقراض ليصبح أحد أعمدة وادي السيليكون واقتصاد التكنولوجيا. بقيادة جريج بيكر .. ما الذي حدث خلف الكواليسقبل انهيار البنك؟ جريج بيكر، الرئيس التنفيذي لبنك وادي السيليكون الذي استمر فيه على مدى ثلاثة عقود. جوشوا شافين من نيويورك 9 NO.10752 ، العدد 2023 مارس 20 هـ، الموافق 1444 شعبان 28 الإثنين يا لها من ذكريات، التي يمكن أن تعيدها عمليات السحب الــكــرى في بـنـك مـــا. كـنـت في بروكسل في وقت سابق من هذا الأسبوع، واستمتعت باستعادة ذكــريــاتي مـع مـعـاصري الأزمــة المالية العالمية وأزمــة الديون في منطقة اليورو على الصفحات الأولى من "فاينانشيال تايمز" الممتلئة بالرسوم البيانية ذات التوجه الهبوطي وصور المتداولين القلقين. للحظة، بدا الأمر كأننا "2010 ، أو 2009 "أو 2008 في من جديد. لنأمل ألا تقترب تداعيات انهيار بنك وادي السيليكون من ذلك، رغـم ظهور اضطرابات في بنك كـريـدي سـويـس، إلا أن التوتر تخطى المحيط الأطلسي بالفعل. هناك اختلاف واحـد على الأقل 15 عما كانت عليه الحال قبل عاما وهو أننا اكتسبنا قدرا كبيرا من الفهم لكيفية حـدوث تلك الأزمـات. مع ذلك، تخبني قصة بنك وادي السيليكون بأننا لم نتعلم الدروس من المرة السابقة بشكل كامل. في الواقع، ما زلنا غير متفقين على ماهية تلك الدروس. بالنسبة إلى البعض -بمن فيهم، على ما يبدو، الحكومة الأمريكية- كان الدرس هو أنه لا ينبغي لأحد أن يخسر أي أموال يودعها في أي بنك، حتى لو كان "الشخص" شركة متطورة متوسطة الحجم وكان المبلغ أعلى بكثير من حد تأمين الودائع. بالنسبة إلي، كان الدرس أنه يجب أن يكون لدينا نظام مالي لا يمكن البنوك الخاصة أبدا من ابتزاز الحكومات لإنقاذها، لئلا يتسبب المودعون المذعورون في انهيار الاقتصاد برمته. كما قال ماثيو كلاين بشكل لا ينسى، فإن البنوك هي "صناديق استثمارية مضاربة مركبة على البنية التحتية الحيوية. تم تصميم هذا الهيكل لاستخراج الإعـانـات من بقية المجتمع عب تهديد المدنيين بـالأزمـات، إذا سمح لمراهنات البنوك بالفشل. إن إنقاذ بنك وادي السيليكون تذكير بأن هذه التهديدات تنجح عـادة". لطالما كان التحدي الذي تواجهه السياسة المالية هو إنهاء هذا الوضع. إنني أتفق مع شيلا بير المسؤولة التنظيمية الأمريكية السابقة، التي انتقدت خلفاءها لأنهم حكموا بأن وضع بنك وادي السيليكون يمثل خطرا على النظام المالي الأمريكي كاملا: "هل هذا النظام هش حقا لدرجة أنه لا يمكنه استيعاب بعض التخفيضات الصغيرة في القيمة على الودائع غير المؤمنة لهذه البنوك؟". لكن حتى إذا كنت توافق على ضمان بأثر رجعي للمودعين غير المـؤمـن عليهم في بنك وادي السيليكون، يجب أن تعترف بأن ذلك يعكس فشلا للسياسة. إذا كان ينبغي أن تحصل جميع الودائع المصرفية دائما على دعم الحكومة بالكامل، فلماذا لا نلغي تماما وحـالا حد تأمين الودائع البالغ ألف دولار، الذي يفترض الآن 250 أنه نظري فقط؟ "يبلغ الحد مائة ألف يورو في أوروبا، ما يعني أن التساؤل أكثر إلحاحا". بالمناسبة، لاحظ أنه لم يشكك أحدفيحكمة ذلك الجزء من نظام الحلول المعمول به في البنوك الأمريكية، الذي عمل على النحو المفترض أن يعمل عليه: سيتم خفض قيمة حاملي السندات غير المضمونين في البنوك المنهارة، وأن تعطى الأولوية للمودعين، حتى غير المؤمنين منهم. بالعودة إلى أيام أزمة منطقة اليورو، كان ينظر إلى "تفضيل المودعين" على أنـه أمـر بغيض، ونتيجة لذلك، لا يزال كثير من دافعي الضرائب الأيرلنديين يتحملون عبء إجبار منطقة اليورو لدبلن على ضمان أمـوال مستثمري سندات البنوك الأيرلندية. إن الـسـؤال الحقيقي الـذي يطرحه بنك وادي السيليكون هو ذلك الذي لم يحظ باهتمام كبير في النقاش منذ اندلاع الأزمة، هل نحتاج إلى أن يقدم نظامنا المالي أداة حيث يمكن لأي شخص تخزين أي مبلغ من المـال بأمان مطلق "بالقيمة الاسمية"؟ هذا هو ما يضمن الودائع بشكل كامل. هـنـاك أســبــاب تجعل هـذه الضمانات محدودة، رغم زيادة الحدود في الأزمات. إذ إنها تمنح البنوك حافزا لأن تكون حكيمة إذا علمت أنها لن يتم إنقاذها، كما أنها توفر حوافز لعملاء البنوك. كما تشير شيلا بير "المـودعـون غــ المـؤمـنـ في بـنـك وادي السيليكون ليسوا مجموعة من المحتاجين". من الواضح لماذا يحتاج الأفــراد والأسر إلى مكان آمـن لتسلم رواتـبـهـم، وإدارة إنفاقهم والاحتفاظ بمبلغ من المدخرات السائلة. لكن تتم تلبية احتياجاتهم عب برامج التأمين القائمة. السؤال هو إذا ما كان من الضروري تزويد الشركات متوسطة الحجم التي تحتاج إلى الاحتفاظ بمـ يـ في احتياطات نقدية بدرجة الأمان نفسها. حتى بالنسبة إلى أولئك منا الذين يشككون في إنقاذ بنك وادي السيليكون، فليس من الواضح كيف ينبغي لمثل هذه الشركات أن تدير احتياجات السيولة الخاصة بها. يتطلب النموذج الحالي من الشركات إما إلقاء نظرة فاحصة على الميزانية العمومية لبنكها -التعامل مع الوديعة بشكل أساسيعلى أنها قرضغير مضمون كما هي بالفعل- أو توزيع احتياطياتها النقدية عب عشرات البنوك للبقاء دون الحد الأقصىفي كل مكان. لا يعد أي من المطلبين عمليا بشكل خاص. قد يكون تعرض كثير من الشركات للودائع المصرفية غير مباشر: يشير حساب صحيفة "واشنطن بوست" التفصيلي إلى حالة معالج كشوف المرتبات الذي استخدم بنك وادي السيليكون لمساعدة الشركات العميلة له على الدفع لنحو مليون موظف. بمجرد أن نبدأ التفكير في هذا، يصبح من الصعب أن نرى كيف يمكن لنظام مــ في مصمم وفقا للخطوط الحالية أن يعالج هذه المشكلة على الإطلاق. ولهذا السبب أعتقد أن الانـتـقـادات الرئيسة التي أثارها بنك وادي السيليكون -لفشل الإدارة والفشل التنظيمي- هي انتقادات وجيهة، لكنها إلى حد ما خارج الموضوع. كان لدى بنك وادي السيليكون كثير من السندات في ميزانيته العمومية من النوع الآمن للغاية "ديــــون الـحـكـومـة الأمريكية ووكالاتها"، لكن ليس إذا كان عليك البيع قبل الاستحقاق، وفي هذه الحالة يعتمد السعر الذي تحصل عليه على أسعار الفائدة الحالية. نظرا لأن الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بشكل كبير في العام الماضي، فإن بيع سنداته كان سيقضي على احتياطي بنك وادي السيليكون من الأسهم. إن عدم التحوط ضد هذا الخطر كان فشلا من جانب الإدارة. أما الفشل التنظيمي فكان يكمن في ترك هذا الأمر يحدث بطريقة سرية، لكن قبل بضعة أعوام، استثنيت البنوك الـكـرى مـن اختبارات الإجهاد التي تتطلبها قواعد دود- فرانك التي تمت إجازتها بشق الأنفس التي فرضت بعد الأزمة المالية العالمية. كلا الاتهامين له وجاهة، لكنهما يفوتان النقطة الأكب. في النهاية، سندات الخزانة وسندات الوكالات الأمريكية هـي الأصـــول الأكـ سيولة التي يمكنك الاستثمار فيها، كما أنها مضمونة تماما بقدر أي شيء يمكن أن يدفع قيمته الموعودة بالكامل. إذا كان حتى هذا يمثل مشكلة من وجهة نظر قـدرة البنوك على توفير منازل آمنة للمودعين الكبار، فماذا عن وظيفتها المفترضة في توجيه المدخرات إلى أشياء مثل الرهون العقارية وقـــروض الـ كـات، التي تعد أكثر خطورة وتصفيتها أصعب بكثير؟ يقول منتقدو بنك وادي السيليكون "إنـه كان ينبغي له شراء أدوات التحوط التي تلغي خطر أسعار الفائدة في حال الاضطرار إلى بيع أصوله قبل استحقاقها". لكن هذا يعني بشكل أسـاسي أن البنوك ينبغي أن تمتنع عن وظيفتها التقليدية الأخرى في ربط الالتزامات قصيرة الأجـل بـالأصـول طويلة الأجـل، تجميع الودائع القابلة للاسترداد على الفور مقابل الاستثمارات المحجوزة لأمد طويل. في النهاية، إذن، ينبغي أن تدفعنا أزمة بنك وادي السيليكون إلى الـتـسـاؤل: مـا الـهـدف من البنوك؟ إذا كان توفير التخزين الآمن للأموال للمودعين التجاريين يتطلب منهم الاحتفاظ بأصول خالية من المخاطر بـدون مدة فعالة، فقد يحتفظون ببساطة باحتياطيات البنك المركزي. أو -ما يـؤدي إلى الـيء نفسه- أن نعد بـالـوصـول إلى النقد من الاحتياطي الفيدرالي مقابل القيمة الكاملة للسندات الحكومية، وهو ما يقدمه أحدث برنامج طوارئ للبنك المركزي. لكن هذه طرق ملتوية للغاية لتأمين الاستقرار الاقتصادي، الذي يبدو الآن أننا نقول إنه يتطلب ودائـع تجارية آمنة تماما بمبالغ تعسفية. إذا كنا بحاجة إلى أن تكون هذه الـودائـع مدعومة باحتياطيات البنك المركزي أو شيء يشبهها إلى حد كبير، فما الذي يكسبه تدخل البنوك الخاصة في جني الأرباح من أعمال الوساطة؟ الانتقادات الرئيسة التي أثارها بنك وادي السيليكون لفشل الإدارة والفشل التنظيمي هي انتقادات وجيهة لكنها خارج الموضوع إلى حد ما. تداعيات انهيار بنك وادي السيليكون تدعو إلى العملات الرقمية تظهر أزمة بنك وادي السيليكون أن دروس الأزمة المالية العالمية منذ أكثر من عقد لم يؤخذ بها. من لندن مارتن ساندبو

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=