aleqt: 20-03-2023 (10752)
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية لقد أمضيت أعواما في محاولة مساعدة الناس على فهم العالم من حولهم، وتحديدا فهم الأرقـام التي تصف ذلك العالم. لكن خلال الأشهر القليلة الماضية، كنت أتصارع مع تحد جديد، هل بوسعي فعل الشيء نفسه ؟ آمل أن 13 للأطفال من عمر التاسعة إلى الـ أتمكن من مساعدة هؤلاء الصغار، ليصبحوا "متحري الحقيقة"، وأن يميزوا ما هو صحيح وما هو خاطئ، في زمن قد يبدو محيرا. لعلها تبدو مهمة غير واعدة. يعاني معظم البالغين فهم الإحصاءات المعقدة ويشعر كثيرون بعجز عن تقييم صحة أي ادعاء تقريبا في صيغة أرقام. تشك أقلية كبيرة باعثة على القلق في الادعاءات الواضحة. مثلا، حقيقة أن لقاحات فيروس كورونا الرئيسة فعالة ولها آثار جانبية منخفضة، أو أن الأرضجسم شبه كروي يدور حول الشمس. إذا كان البالغون لا يستطيعون استيعابها، فما الأمل الذي يتحلى به من في أعوام الصبا؟ الأطفال، في النهاية، قد يكونوا ساذجين جــدا. انظر، مثلا، إلى التصديق السائد برودولف حيوان الرنة ذي الأنـف الأحمر. إنه خيال ساحر ابتكره مؤلف إعلانات في الثلاثينيات، مصمم لجعل الأطفال ممن لهم عدد قليل من الأصدقاء يشعرون بالرضا تجاه أنفسهم. إنه سخيف بوضوح. سانتا كلوز سحري بما يكفي ليقدم الهدايا في جميع أنحاء العالم في ليلة واحدة، لذا من المستبعد أن يحتاج إلى أنف غريب مضيء في الضباب، لكن الأطفال الصغار يؤمنون برودولف. من السهل أن نفقد الأمل ونستنتج أن تلك العقول الصغيرة سريعة التأثر ستصبح عاجزة في عالم مليء بالمعلومات المضللة. أنا أتبنى وجهة نظر مختلفة. ربما لا يتمتع الأطفال بمهارة إبداء عدم تصديقهم بسخرية مثلما يفعل كثير من البالغين، لكن هذه تعد قوة وليست ضعفا. كثير من الأكاذيب المزعجة المتداولة حاليا قد ترسخت ليس لأن المؤمنين بالمؤامرة يصدقون أي شيء، بل لأنهم يبدأون بعدم تصديق أيشيء. من أجل الاعتقاد بأن فيروس مزورة، 2020 كورونا خدعة أو أن انتخابات يجب على المرء أولا ألا يصدق وسائل الإعلام التقليدية والمجلات العلمية والمؤسسات القديمة. الثلاثة السابقة، مع الأسف، تعطينا أحيانا أسبابا للشك فيها، لكن هذه الأسباب ينبغي ألا تقود الناس إلى رفضقاطع لأيشيء يقوله "التيار السائد". قد يبدو هذا الشك الدفاعي ذكيا، لكنه في الحقيقة استسلام معرفي ولد من الشعور بالعجز واليأس. يفكر الصغار في العالم تفكيرا مختلفا تماما. يطرحون أسئلة -كثيرا من الأسئلة- يسمعون الإجابات التي يتلقونها ويحاولون باستمرار فهم كل شيء. مثل البالغين، يمكنهم أحيانا تحريف منطقهم للفوز بالحجج أو الاندماج في البيئة. لكن في حين يفعل بالغون كثر هذا طوال الوقت، يحاول الأطفال في الواقع فهم العالم، وهو أمر توقف بعض البالغين عن فعله منذ أمد بعيد جدا. عند إســـداء نصيحة إلى الـنـاس حول كيفية فهم العالم، أؤكد على ثلاثة: الهدوء والسياق والفضول. الهدوء، لأن ردود أفعالنا العاطفية على الأرقام التي نراها في الأخبار غالبا أقوى من التفكير العقلاني، يجب أن نلاحظ ردود الفعل هذه ونحاول ألا ندعها تطغى علينا. السياق، لأن الأرقام بلا معنى دونه، نحن بحاجة إلى فهم إذا ما كانت كبيرة أو صغيرة، ترتفع أو تنخفض، والأساليب وراءها. والفضول، لأن أهم خطوة في فهم العالم من حولنا هي الرغبة في الفهم. في أحيان كثيرة نستغل الادعاءات الواقعية للفوز في كسب جدال أو إظهار ولاء لوجهة نظر، وليس للهفتنا إلى معرفة مزيد. إذن كيف يتقدم الأطفال في سعيهم إلى الهدوء والسياق والفضول؟ غالبا ما يفتقرون إلى السياق، هذا صحيح. لكنه يساعد على الهدوء، فهم لا يكرسون عادة عواطف كبيرة لجدالات تجعل البالغين خائفين أو غاضبين. وهم فضوليون على نحو رائع، يريدون أن يفهموا ما يحدث، ويبحثون عن أفكار جديدة ولا يكفون أبدا عن السؤال بـ "من وكيف"، وقبل أيشيء "لماذا". نحن الكبار نقلل من قيمة هذا الفضول. نجد هذه الأسئلة لطيفة ومزعجة ومحفوفة بالمخاطر بالتناوب. ماذا لو اكتشف الأطفال حقائق قد تخيفهم؟ لكن يمكن للأطفال التعامل مع الحقيقة. حتى محرري الكتب الممتازين الذين أعمل معهم احتاجوا أحيانا إلى أن يتم تذكيرهم بذلك. في مرحلة ما، مثلا، في كتابي الجديد "متحري الحقيقة"، ناقشت الــدروس التي تعلمناها حـول المعلومات والمعلومات المضللة من بحث عن المخاطر الصحية للسجائر. كان المحررون قلقين من أن القراء الصغار الذين لديهم آباء يدخنون سيكونون خائفين أو متضايقين لسماع أن السجائر تسبب الـرطـان. يسعدني القول إني تمكنت من إقناعهم بأن الحقيقة أهم من صمت مطمئن. كما أن بيئة المعلومات ليست وحشية تماما كما نخشى نحن الكبار أحيانا. هناك غرف صدى من الكراهية وجحور من عقلية المؤامرة على الإنـرنـت يصعب الـخـروج منها. هذا صحيح، لكن توجد أيضا أدلة واضحة ومتاحة لكل موضوع يمكن تخيله، من معضلة القاطرة "التي انحرفت عن مسارها وأمامها مساران، أحدهما فيه عامل والآخر خمسة" في الفلسفة الأخلاقية، إلى الهندسة البارعة لكيفية إيقاف مضخات البنزين تلقائيا عند امتلاء الخزان. العثور على وجهات نظر ممتعة وواضحة وعميقة حول العالم المعقد من حولنا أصبح أسهل بكثير من أي وقت مضى. العقبة الرئيسة هي الجهل المتعمد، نحن لا نطرح أسئلة لأننا لا نهتم بمعرفة الإجابات. لهذا السبب أجادل منذ وقت طويل بأن الفضول مهم للغاية، والسبب أن القراء الصغار مهيأون أكثر غالبا ليصبحوا متحري الحقيقة من والديهم. مايكل بلاستلاند، الصحافي المحنك في الإحصاء الذي شارك في إعداد برنامج "مور اور لس" الذي أقدمه حاليا على راديو "بي "، ذكرني أخيرا بالسبب وراء نجاعة 4 بي سي التفكير في سعينا إلى الفهم على أنه عمل متحر. كتب "التحري جزء من المتعة، وأرى أنه قد يفوت الصحافة". محاولة فهم الـعـالم متعة بالفعل. والصحافيون ليسوا الراشدين الوحيدين الذين ينسون ذلك أحيانا. يريد الأطفال أن يفهموا ما يحدث ويبحثون عن أفكار جديدة ولا يكفون أبدا عن السؤال بـ «من» و«كيف»، وقبل أي شيء «لماذا». الأطفال متحرون أبرع من الكبار عند البحث عن الحقيقة يحاول الأطفال في الواقع فهم العالم، وهو أمر توقف بعض البالغين عن فعله منذ أمد بعيد جدا. من لندن تيم هارفورد هل يمكن لعمالقة التكنولوجيا اليوم أن يتكيفوا بسعة كافية مع عصر الذكاء الاصطناعي؟ مثل جميع التكنولوجيات الثورية، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على قلب العمليات والمنتجات ونماذج الأعمال التي تأسست عليها أكثر الشركات نجاحا اليوم. عادة ما تتسبب تحولات منصات الحوسبة مثل تلكفي إقصاء بعض رواد الصناعة على الأقل: تتسابق جميع الشركات القائمة اليوم للتأكد من ألا يشملها ذلك. يظهر حدثان الأسبوع المـاضي الطرق المختلفة التي سيهيمن بها الذكاء الاصطناعي على أجندة شركات التكنولوجيا الكبرى. أولا، أعلنت شركة ميتا جولة ثانية من خفض الوظائف، حيث سرحت عشرة آلاف ألف موظف، قالت 11 موظف إضافة إلى "إنـهـا ستتخلى عنهم في أواخـــر العام المـــاضي". إلى جانب إلغاء خمسة آلاف وظيفة شاغرة إضافية، فقد أسهم ذلك في تهدئة غضب وول ستيت بسبب رفض الشركة سابقا التاجع عن إنفاقها الضخمفي مواجهة التباطؤ في الإعلانات. لكن، أوضـح مـارك زوكـربـ ج الرئيس التنفيذي أن هذا الإصلاح الأخير كان أكثر من مجرد خفض التكاليف. من وجهة نظره، فإنه يتعين على "ميتا" أن تخفف من حجمها وأن تخفف من طبقات الإدارة وتتحرك بشكل أسرع للاستفادة من التغييرات الكبيرة التي تجتاح صناعة التكنولوجيا، مع اعتبار الذكاء الاصطناعي الأكثر أهمية. شهرا على إعادة تسمية 18 لقد مر أقل من زوكربيرج شركته لتعكس الـدور المركزي الذي لعبته العوالم الافتاضية في رؤيته المستقبلية، لكن أولوياته تغيرت بوضوح منذ ذلك الحين. قال زوكربيرج الأسبوع المـاضي "إن الـذكـاء الاصطناعي يمثل بالفعل أكبر استثمار تكنولوجي منفرد لـ(ميتا)". كما أشار إليه بشكل واضح قبل "ميتافيرس" عند مناقشة التكنولوجيات ذات الأهمية القصوى لأعمال "ميتا". إن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا رئيسا في الخدمات الأساسية للشركة عبر تحسين الطريقة التي "يعبر بها الأشخاص بشكل خلاق" عن أنفسهم والعثور على المحتوى، كما قال، إضافة إلى تعزيز إنتاجية وسرعة مهندسي الشركة. أصبح الذكاء الاصطناعي الآن أيضا محركا مهما لإعلانات "ميتا،" إذ يساعد على التغلب على بعض الأضرار التي لحقت بقدرات توجيه الإعلانات بسبب تغييرات الخصوصية التي فرضتها شركة أبل، كما ذكرت "فاينانشيال تايمز" أواخر الشهر الماضي. يعد الــذكــاء الاصـطـنـاعـي، بالطبع، تكنولوجيا مهمة وراء "ميتافيرس" أيضا، ولا يبدو أن زوكربيرج يتاجع عن رؤيته بعيدة المدى للواقع الافتاضي. لكن فيما يتعلق بالمشكلات التي لها تأثير فوري في الـقـدرة التنافسية لشركته -مواجهة صعود تطبيق تيك توك، وتعزيز التفاعل، وزيادة الإيرادات، وصقل فعالية فرق ميتا الهندسية- أصبح الذكاء الاصطناعي الآن عنصرا أساسيا. في الوقت نفسه، تواجه "مايكروسوفت" تحديا مختلفا تماما للذكاء الاصطناعي. في حين يحاول زوكربيرج إعادة تهيئة شركته مع قيامه في الوقت نفسه بـإدارة خفض كبير للإنفاق، فـإن "مايكروسوفت" لها الأسبقية. لقد أدت العلاقات الوثيقة التي أقامتها مع شركة أوبـن أيه آي قبل ثلاثة أعــوام إلى وضعها في موقع متميز، ما أسهم في طرح الذكاء الاصطناعي التوليدي للجماهير. والمسألة الآن هي تغيير الطريقة التي يستخدم بها مئات الملايين من الناس برمجياتها. وضحت"مايكروسوفت" الأسبوع الماضي كيف تخطط لدفع ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة إلى تطبيقات البرامج المستخدمة على نطاق واسع مثل ورد وإكسل. هذا يعني وضع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في أيدي العاملين لجعلهم أكثر إبداعا، والسماح للأشخاص بالتحكمفي تطبيقاتهم باستخدام أوامر اللغة الطبيعية، وتقديم برمجيات تستخدم الذكاء الاصطناعي يمكنها البحث في عمل المستخدم للعثور على المواد المهمة وإبرازها. يبدو كل هذا حسنا وجيدا من الناحية النظرية، لكن هل "العاملون في مجال المـعـلـومـات" في الــعــالم مستعدون للتغييرات الكبيرة في ممارسات العمل التي ستحققها هذه التكنولوجيا؟ وهل ستجعلهم بالفعل أكثر إنتاجية؟ سرعــان مـا أصبح الـذكـاء الاصطناعي التوليدي شيئا لا تريد أي شركة تكنولوجية أن تتك بدونه. وهناك سباق على دمجه في البرمجيات وخدمات الإنتنت المستخدمة على نطاق واسع. سيتطلب ذلك المحاولة والإخفاق لمعرفة أي من الوعود التي قطعت سينجح، وأيها ضجيج فارغ. يدعي متفائلون أن الذكاء الاصطناعي مناسب للتبني الجماعي بشكل أفضل من التكنولوجيات الأخـرى. يظهر النجاح الرائد لبرنامج تشات جي بي تي جاذبية استخدام اللغة الطبيعية للتحكمفي أجهزة الحاسوب. قد يكون لهذا أهمية خاصة لعملاء "مايكروسوفت"، نظرا لأن الشركة أضافت مزيدا من الميزات إلى تطبيقاتها، ما زاد من تعقيدها، فقد كافح العمال لمواكبة ذلك. استجابة جميع البرامج لأوامر اللغة الطبيعية البسيطة قد تسهل علينا الكثير. لكن "مايكروسوفت" راهنت على ما يفتض أنه واجهات حوسبة تحويلية جديدة من قبل، واكتشفت أنها تفتقر إلى ما هو مطلوب، من إعادة تصميم برنامج ويندوز ليعمل بنظام اللمس أولا "الــذي كرهه مستخدمو الحاسوب الشخصي" إلى الوعد بأن المساعدين الصوتيين السابقين مثل كورتانا سيغيرون الحوسبة بالكامل. هل ستكون هذه المرة مختلفة؟ بينما تسارع "مايكروسوفت" وبقية شركات التكنولوجيا الكبرى لإظهار أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعل خدماتهم مهمة مجددا، نحن على وشك معرفة ذلك. عادة ما تتسبب تحولات منصات الحوسبة في إقصاء بعض رواد الصناعة على الأقل، تتسابق جميع الشركات القائمة اليوم للتأكد من ألا يشملها ذلك. الذكاء الاصطناعي يهيمن على أجندة عمالقة التكنولوجيا أرتور ويداك تصوير: امرأة في كندا تحمل هاتفا خلويا أمام شعار شركة ميتا. من سان ريتشارد ووترز فرانسيسكو خلال الشهر المـاضي، أشـار رئيس شركة أكتيفيجين بليزارد، الذي يدعم بقوة الحملة المؤيدة لبيع مجموعة مليار دولار لشركة مايكروسوفت، 75 ألعاب الفيديو بقيمة إلى طموحات ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني أن تصبح المملكة المتحدة مركزا تكنولوجيا أوروبيا، قال ساخرا "إذا لم يتم تمرير مثل هذه الصفقات، فلن يصبح وادي السيليكون، بل وادي الموت". لأكون منصفة، تلك المقولة جيدة. كما أن ما قاله كان فيه غرابة بعض الشيء. هذه الصفقة تتخبطفي مشكلات مكافحة الاحتكار فيجميع أنحاء العالم وسط مخاوف من أن امتلاك امتياز لعبة كول أوف ديوتي ذات الشعبية الكبيرة قد يضعف المنافسة بين وحدة التحكم في الألعاب إكس بوكس من "مايكروسوفت" والمنافسين مثل بلايستيشن من "سوني". رفعت لجنة التجارة الفيدرالية دعوى قضائية في كانون الأول (ديسمبر) لمنع الصفقة. كما تدرس المفوضية الأوروبية الصفقة، والحلول المحتملة التي قدمتها "مايكروسوفت"، قبل القرار المتوقع أن يصدر في نيسان (أبريل). لماذا تسببت هيئة المنافسة والأسواق في إثارة حفيظة بوبي كوتيك رئيس "أكتيفيجين بليزارد"؟ لقد خلصت هيئة التنظيم البريطانية مبدئيا في شباط (فبراير) إلى أنه وبعد تحقيق عميق، قد تؤدي الصفقة إلى ارتفاع الأسعار وقلة الخيارات أمام هواة اللعب في المملكة المتحدة البالغ مليون شخص. يجب على عمالقة التكنولوجيا 45 عددهم إقناع هيئة الرقابة بأن الحلول السلوكية مثل اتفاقيات التخيص مع منافسيها يمكن أن تقلل من المخاوف، وذلك قبل اتخاذ قرار نهائي الشهر المقبل. كوتيك ليس مخطئا في أن المملكة المتحدة أصبحت مكانا يصعب فيه عقد الصفقات. يتم استخدام قوانين جديدة لفحص الأمن القومي على نطاق أوسع إلى حد ما وأقل توقعا مما كان موعودا أو مأمولا. وفيما يتعلق بمكافحة الاحتكار، استعادت هيئة المنافسة والأسواق سيطرتها على الصفقات العالمية الكبيرة التي كان يتم الحكم فيها في أوروبا فيما مضى. تحاول الشركات والمستشارون استقراء التوقعات فيما يخص القرارات التنظيمية بناء على حالات سابقة محدودة. والاتجاه واضح، تقدر شركة لينكليتز نسبة الصفقات المحظورة أو الملغاة أو التي تم سحبها بعد تحقيقات المرحلة الثانية من هيئة المنافسة والأسواق في الأعوام الأخيرة بمقدار ضعف ما كانت عليه في الفتة من .2017 إلى 2014 هذه جزئيا ظاهرة عالمية، ولا سيما في التكنولوجيا. تحدثت سارة كارديل، الرئيسة الجديدة لهيئة المنافسة والأسـواق، أخيرا عن تحول الهيئة بعد أن وجد تقريران "قصر إنفاذ تاريخي" في 2019 من المملكة المتحدة في التدقيق على المنصات الرقمية. التكيز العالمي الأكبر على المجالات الأقل شيوعا مثل المخاوف الديناميكية أو المحتملة من المنافسة في المستقبل، وعلى الصفقات الرأسية بين الشركات التي تشتي أو تبيع لبعضها بعضا مثل "مايكروسوفت"، يعني اتخاذ قرارات بقابلية أقل للتنبؤ، واتساق أقل في النتائج بين الجهات التنظيمية المختلفة. إحـــدى المـشـكـ ت الـتـي تـواجـه "مـايـكـروسـوفـت" و"أكتيفيجين" هي التشكيك الذي تعرف به هيئة المنافسة والأسواق في أنواع التدابير السلوكية التي تقدمها الشركات كطريقة للتهدئة. بدا خطاب كارديل الأخير كمحاولة لمواجهة الانتقادات القائلة إن الجهة المنظمة في المملكة المتحدة لم تشر دائما إلى ما كانت تفعله ولماذا. لكنها قالت "إن هذه الالتزامات يمكن أن تصبح غير فعالة مع تطور الأسواق وحين تكون مراقبتها صعبة للغاية". لكن، كما يقول ستيفن ويتفيلد من شركة ترافيرز سميث، هذا "عزز الرسالة التي مفادها أن للمملكة المتحدة طريقة مختلفة عن أوروبا في التفكير حول التدابير السلوكية". المشكلة الأخرى هي أنه ربما لدى الجهة التنظيمية في المملكة المتحدة مجال أكبر للعب دور الجلاد في تحديد مصير شركات التكنولوجيا الكبرى، حتى عندما يرغب أقرانها في لعب دور الجلاد. يستطيع صانعو الصفقات الأمريكيون "الذين لا يثقون بشكل كبير بأي نظام بخلاف نظامهم" التغلب على المنظمين في المحكمة وقد فعلوا ذلك. في النظام الإداري للمملكة المتحدة، يعود القرار إلى هيئة المنافسة والأسواق مع الطعون عبر المراجعة القضائية التي تقرر عدالة العملية، بدلا من الأسس الموضوعية الكاملة للقضية. تختلف مع تقييم كوتيك الأعداد المتزايدة من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في المملكة المتحدة، التي تريد عموما بعض الحماية من شركات التكنولوجيا الكبرى مع الاحتفاظ بحقها في البيع لها. وبعد قلق كبير الأعوام الأخــ ة، ولا سيما بعد أن منعت الجهة التنظيمية في اندماج شركتين ناشئتين للتمويل الجماعي للأسهم 2021 في المملكة المتحدة، هما شركة سيدرز وكراودكيوب، رحبت هيئة كواديك للشركات الناشئة في المملكة المتحدة باحتمال إنشاء وحدة الأسواق الرقمية الجديدة التابعة لهيئة المنافسة والأسواق، التي كان ينظر إليها سابقا على أنها تهديد للقطاع. الأمل هو أن تتمكن من الموازنة بشكل أفضل بين المخاوف المتعلقة بتعزيز الابتكار واحتواء الشركات القائمة. هل بريطانيا هي وادي الموت بالنسبة إلى بعض؟ ربما. لكن يبدو أن وجهة نظر سيليكون راونداباوت "تجمع تكنولوجي وسط وشرق لندن" هي أن المشكلة الرئيسة مع طموحات الحكومة في التكنولوجيا هي أنها لا تركز على الإنفاذ. تضاعفت نسبة الصفقات المحظورة أو الملغاة بعد تحقيقات هيئة المنافسة والأسواق الأعوام الأخيرة عما كانت .2017 إلى 2014 عليه من هل أصبحت المملكة المتحدة وادي الموت لشركات التكنولوجيا العالمية؟ من لندن هيلين توماس NO.10752 ، العدد 2023 مارس 20 هـ، الموافق 1444 شعبان 28 الإثنين 8
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=