aleqt: 15-03-2023 (10747)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بعد ثلاثة أعوام من العمل من المنزل، استأنفت معظم الصناعات اجتماعاتها وفعالياتها التي تتطلب حضورا شخصيا. ولكن شيئا ما قد تغير: في كثير من تلك الحالات، شهدت قواعد اللباس تغيرا كبيرا. لنأخذ مثالا على ذلـك فعالية حضرتها أخيرا في نيويورك أقامها صـنـدوق تـحـوط. تـم الإعـــ ن عن الاجتماع، الذي عقد في وقت مبكر مـن المـسـاء، بصفته يــدور حول النظرة المستقبلية للصناعة. وتضمن لجنة من أربعة أشخاص، لم يكن ثلاثة منهم يرتدون ربطات عنق، بينما كانت المرأة التي تشغل منصبا عاليا ترتدي حذاء رياضيا. كما كان جمهور الحاضرين يرتدون ملابس غير رسمية أكثر. فيما كانت الأحذية ذات الكعب العالي قليلة وفي أماكن متباعدة بين الحاضرين وكان وجود البدلات أيضا شبه معدوم. يقول خبراء الأناقة والموضة إن هذا ليس بالأمر الشاذ، حددتشركة ماكينزي للاستشارات تحول نحو نوع الألبسة "غير الرسمية" أكثر- في كل من زي المكتب ومناسبات العمل - بصفته الاتجاه الرئيس في تقرير الشركة عن حالة الموضة . كما لاقت مصطلحات 2023 لعام تعبر عن الملابس المريحة التي يمكن ارتداؤها في العمل وخارجه الاهتمام على مواقع الموضة على الإنترنت. هـنـاك أيـضـا اهـتـ م متزايد بـالمـ بـس ذات الانسيابية بين الجنسين، التي تطمس الحد الفاصل بين الملابس الرجالية والنسائية، من خلال تجنب الهيئة العامة المبالغ فيها وذلك لمصلحة توفير الراحة. لقد قضى موظفو المكاتب ثلاثة أعـوام في اكتشاف متعة العمل، وهم يرتدون الشباشب والقمصان قصيرة الكم والسراويل الرياضية، ويبدو أنهم يرفضون التخلي عنها. يتساءل كثيرون لماذا يجب أن يكون الالتزام بارتداء التنانير الضيقة والفساتين السوداء القصيرة وكعب طوله سبعة سنتميترات تقريبا مرادفا "للاحترافية" في البنوك والوكالات الإعلانية وشركات المحاماة - في حين أن الملابس التي تشعرنا براحة أكبر ليست كذلك؟ تأكد هذا الانقسام بعد العودة البطيئة للأشخاص إلى العمل. ولا يزال يتعين على كثير من الشركات إقناع الموظفين بالحضور للعمل لثلاثة أو أربعة أيامفي الأسبوع. في أي يـــوم، سـ تـدي بعض الـعـامـلـ مـ بـسـهـم المـريـحـة ويسجلون دخولهم للعمل من المنزل، حتى عندما يرتدي آخرون ملابسهم الرسمية في الذهاب للعمل. في الوقت نفسه، يبذل الرؤساء كل ما في وسعهم لتعزيز فكرة أن العمل سوية في الحياة الواقعية يعد متعة. أمــا بعض المـكـاتـب فبالكاد تتسامح مع الانحراف عن المعايير المتبعة قبل الجائحة، بينما تشجع أخرى العاملين بإيجابية على ارتداء الملابس والمجوهرات للتعبير عن شخصيتهم. تـقـول نـانـي مــاهــون، كبيرة مسؤولي الاستدامة في مجموعة إستي لودر لمستحضرات التجميل في الولايات المتحدة: "لقد خف كثير من الضغط على ارتـداء الزي المثالي. نحن الآن أقل انتقادا مما كنا عليه قبل الجائحة، هناك مساحة أكبر بشأن ما يعد مهنيا". هذا يعني بالنسبة لها "ارتـداء زي يمثلني أكـ كشخص". خلال حديثنا، كانت ترتدي سترة منسوجة باللون الأحمر والبرتقالي والبيج، وأضافت: "أميل كثيرا إلى الألوان وإلى الراحة". من نواح كثيرة، هذا أمر جيد. إن الذهاب للمكتب أياما أقل يعني أن العاملين يحتاجون إلى ملابس عمل أقـل. كما يمكنهم تكرار الملابس التي يفضلونها في كثير من الأحيان، ربما مع إكسسوارات جديدة. هذه نعمة لأي شخص يتعرض للضغط بسبب التضخم أو يحاول خفض بصمته الكربونية بشراء عدد أقل من المنتجات. وجـــدت دراســــة استقصائية أجريت أخـ ا لمجموعة تعمل في في المائة 41 صناعة القطن أن من المستهلكين يخططون لاتخاذ قـرارات مدروسة أكثر بشأن شراء المــ بــس، وأن نصفهم تقريبا سيدفعون أموالا أكثر مقابل جودة أفضل. لكن هـنـاك مخاطر تقف في وجـه الموظفين، الذين يختارون توسعة تلك الحدود. قد يكون الحد الفاصل رفيعا بين ما هو مريح وما هو غير مرتب، وبـ التعبير عن نفسك وارتـداء ما هو غير مناسب للعمل. والأسـوأ من ذلك، إذا كان المــديــرون يميلون بالفعل إلى تفضيل الأشخاص الذين يجعلونهم يشعرون بالراحة، فلباس المكتب غير التقليدي يمكن أن يعزز هذا التحيز. هناك بالفعل عدة دعاوى قضائية زعمت أن قواعد اللباس يمكن أن تكون تمييزية من ناحية عنصرية، ومن المرجح أن تزداد في حال غير أصحاب العمل رأيهم بشأن الملابس المناسبة للعمل. هــنــاك مـسـائـل مــن الناحية العملية أيـضـا. تقول إخصائية الأزيــاء البريطانية آنا بيركلي إنها تشعر بالإحباط بسبب فشل كثير من مصممي الأزياء الراقية في مواكبة التغيراتفي شعور المستهلك. شرحت ذلك قائلة: "العلامات التجارية لا تفكر بشكل كاف فيما تريده المـرأة وتحتاج إليه". وقد قلص عملاؤها المشتريات الجديدة، أما الذين يشترون فيميلون إلى أن تكون الألبسة مصنوعة من أقمشة انسيابية ومرنة، مثل خامة قماش الكريب أو الفسكوز. إن بيركلي مقتنعة بأن هذا التغيير سيستمر لفترة تمتد أكثر من سياسات "لباس الجمعة غير الرسمي" التي اعتمدتها بعض شركـات الخدمات المالية، لكن ألغتها فيما بعد، عندما كانت بحاجة لجذب الموظفين الأصغر سنا من شركات التكنولوجيا. تقول "إنـه تحول دائــم. وهـذا لا يقتصر على الأشخاص الموجودين في المكتب فحسب، بل العملاء الذين يحضرون لرؤيتهم. لقد غيرت الجائحة طريقة تفكير الناس حول ارتداء الملابس". توافق ماهون على ذلك قائلة: "لقد ولت الأيام التي كان الجميع فيها يرتدي بدلة معينة مع ربطة عنق أو فستان". بالنظر إلى أنني أكتب هذا المقال وأنـا أرتـدي سروال اليوغا الأسود وأحذية المشي لمسافات طويلة، آمل من كل قلبي أن يكونوا على حق. يتساءل كثيرون عن السبب الذي يجعل الالتزام بارتداء التنانير الضيقة والكعب العالي مرادفا "للاحترافية" بينما الملابس التي تشعرنا بالراحة ليست كذلك. هل تستطيع الأحذية الرياضية والقمصان أن تغري الموظفين بالعودة إلى المكتب؟ يبدو أن الموظفين يرفضون فكرة التخلي عن الملابس المريحة التي كانوا يرتدونها أثناء العمل من المنزل. من نيويورك بروك ماسترز في 2023 كيف يتشكل عــام الأسـواق المالية بعد مرور شهرين ونصف تقريبا؟ يلخص بنك أوف أمريكا الأمــر جيدا باقتباس من مستثمر (مجهول الهوية مع الأسف): "إنـه مثل مشاهدة حـ ر مجنون يتخبطفي حقل ويرتطم بالأسوار". إن دل هذا التشبيه على شيء، فإنه قد يكون قاسيا قليلا على الحمير المجنونة، رغم أنه للإنصاف، عرقلة مسارها كانت جزئيا على الأقل بسبب عامل لم يكن أحد يتوقعه: الطقس. لـقـد اعــــ ف رئــيــس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جاي باول، بهذا الأمر الأسبوع الماضي. في بداية شهادته السنوية أمام الكونجرس الثلاثاء، عرض مشهد الظروف الاقتصادية وأشار إلى أن البيانات من الأشهر الأولى لعام كانت تبعث التفاؤل. 2023 قــال: "إن التوظيف والإنـفـاق الاسـتـهـ كي والإنــتــاج الصناعي والتضخم قلبت جزئيا الاتجاهات المنخفضة التي رأيناها في البيانات قبل شهر واحـد فقط"، مضيفا أن "بعضا من هذا الانقلاب يعكس على الأرجح الطقس الدافئ غير المعتاد في كانون الثاني (يناير) في كثير من أنحاء البلد". لقد ساعد هذا على إعـادة فكرة رفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى الأجندة مرة أخـرى، ما وجه ضربة جديدة لأسعار السندات. الطبيعة ليست مسؤولة بالكامل هنا بالطبع، لـكـن تـأثـ هـا كـبـ في المـسـار الذي يحتمل أن يتخذه الاحتياطي الفيدرالي مستقبلا. أظهرت بيانات يناير، أن الاقتصاد الأمـريـ أضـــاف أكــ مـن نصف مليون وظيفة. وأظهرت أرقام شباط (فبراير) التي صدرت الجمعة، أنه ألف وظيفة بعد ذلك 311 أضـاف مباشرة. من المحتمل أن يكون ارتفاع معدل البطالة في فبراير كافيا لإقناع الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في زيـادات أصغر وليست أكبر، لكن مع ذلك، من الواضح أن وظيفته المتمثلة في تشديد السياسة لم تنجز بأي شكل. لـطـالمـا عـلـم المـسـتـثـمـرون المـــتـــمـــرســـون بــرهــانــاتــهــم واستثماراتهم أن الطقس مهم للأسواق. ليس من قبيل المصادفة ، جمع صندوق التحوط 2018 أنه في سيتادل المملوك لكين جريفين فريقا عالما ومحللا لإصدار 20 مكونا من توقعات الطقس. لقد ساعدت هذه المعرفة عالمية المستوى "سيتادل" عـ تحقيق مـا يصل إلى ثمانية مليارات دولار من الرهانات على الغاز والطاقة وأسواق السلع الأخرى العام المـاضي وحــده، وهـي جزء من مكاسب الصندوق المذهلة التي .2022 في المائة في 38 بلغت إن هذا مثال متطرف. لكن الطقس أصبح عاملا محركا للسوق يظهر في أحاديث مديري الصناديق بشكل متكرر الآن أكثر من أي وقت آخر، خاصة فيما يتعلق بالفترة المعتدلة غير المعتادة التي ساعدت أوروبا على تفادي فواتير الوقود السيئة التي تحفز الركود خلال فترة الشتاء. إن روبـرت ديشنر، كبير مديري المحافظ في فريق الدخل الثابت متعدد القطاعات في شركة نيوبرجر بيرجمان الاستثمارية، لا يقضي أيامه في التأمل في الخطوط المتعرجة على خرائط الطقس. يقول: "ليس لدينا فريق من خبراء الأرصاد الجوية. لكننا ننتبه فعلا لذلك. لدي رسم بياني على شاشتي لأسعار الغاز والكهرباء". يتعلق كـل هــذا بـأكـ محرك منفرد لكل فئة من فئات الأصول في العالم في أعقاب عمليات الإغلاق التي تسببت فيها الجائحة. "علينا أن نفهم، ماذا يعني هذا بالنسبة إلى التضخم الكلي؟" في المائة من 25 قال ديشنر: "إن سوق السندات الحكومية مرتبطة بالتضخم، لذا هذا مهم". من جانبه، قال زميله سيمون ماثيوز، الذي يركز على الديون ذات العائد المرتفع للشركات، إن الطقس وتأثيره في تكاليف الوقود، هما المفتاح لتقييمه لمخاطر التخلف عن الـسـداد بين الشركات عالية المخاطر. "لقد كانت الطاقة أحد أكبر الموضوعات التي كانت فرق إدارة الشركة تتحدث عنها العام الماضي. فإذا لم يكن تحوطك ضد أسعار الطاقة صحيحا، فسيكون لذلك تأثير كبير في أرباحك"، كما قال. والآن بـعـد أن تـــ شى المـد المتصاعد من الأموال السهلة الذي ينتشل جميع القوارب في أسواق الائـــتــ ن، فـــإن هــذا الــن ـوع من الاستراتيجيات الخاصة بالشركات هو أكثر أهمية بكثير. كما أن التأثير المرتبط بالطقس في أسعار الفائدة ارتد إلى الأسواق الأوسع الأسبوع الماضي عبر قناة أخـرى، عندما عانى سيليكون فالي بانك، مقرض صغير في كاليفورنيا يركز عـ شركــات التكنولوجيا، خسارة كبيرة فيما يتعلق بحيازاته من سندات الخزانة الأمريكية وأغلقته الجهات التنظيمية. إن السوق المتفائلة التي شعرت بأن الاحتياطي الفيدرالي يدعمها من المحتمل أن تتجاهل مشكلات "سيليكون فالي بنك" مهما كانت: لقد كانت مشكلات البنك متجذرة في نموذج عمله. بالأحرى، انتهى بنا المطاف ببيع كثيف لأسهم البنوك في جميع أنحاء الولايات المتحدة ولاحقا في أوروبا، مدعومين بفكرة أن البنوك الأخـرى الأكبر بكثير قد تواجه ضغوطا مشابهة إذا خفضت قيمة السنداتفي دفاترها. يتفق مديرو الصناديق كلهم تقريبا على أن السردية مبالغ فيها إلى حد كبير. كــان "سيليكون فــالي بانك" صغيرا، ولديه "قاعدة ودائع مركزة للغاية"، كما يقول سياران كالاجان، رئيس أبحاث الأسهم الأوروبية في شركة أموندي لإدارة الأصول. ولم يكن "مستعدا للتدفقات الخارجة للودائع، ولم تكن لديه السيولة المتاحة لتغطية عمليات استرداد الودائع، وبالتالي اضطر إلى بيع السندات قبل موعد استحقاقها، وهذا أدى إلى رفع رأس المال وإيجاد العدوى. إن هذه حالة منفردة خاصة إلى حد كبير ". لكن الانــحــراف المستمر في أســـواق السندات يظهر الآن أن الحال المزاجية "متقلبة"، كما يقول كريج إنشيز، رئيس أسعار الفائدة والنقد في شركة رويال لندن أسيت مانجمنت الاستثمارية. لا يمكن لخرائط الطقس أن تـخـ ك إذا ومـتـى سيتعثر أحد البنوك الإقليمية الأمريكية التي تعتمد بشدة على التكنولوجيا، على الرغم من أن بعض المهووسين بالأرصاد الجوية الذين يحصلون على تعويضات سخية في صناديق التحوط قد يحاولون معرفة ذلك. لكن كل هذا تذكير بأن أي عوامل هامشية كالفضول الفني أو فصول الشتاء الدافئة بشكل غريب يمكن أن تؤدي إلى إحداث فرقفيسوق تقف على حافة الهاوية بشأن ما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي تاليا. الطبيعة ليست مسؤولة بالكامل، لكن تأثيرها كبير في المسار الذي يحتمل أن يتخذه «الاحتياطي الفيدرالي» مستقبلا. الطقسومسار «الاحتياطي الفيدرالي» .. التأثير كبير غير الطقس الدافئ بشكل غير معقول التوقعات الاقتصادية واتجاهات أسعار الفائدة. من لندن كيتي مارتن في الصباح الذي تلا وفاة والدي، تصفحت الإنترنت وطلبت لأمي كاميرا جرس الباب من شركة رينج التابعة لـ"أمازون". في حال التشوش التي تعقب الفقد بدت فكرة معقولة. اعتقدت أنها كانت طريقة عملية للحفاظ على سلامتها. بالنظر إلى الوراء، في الواقعلم يكن هذا القرار منطقيا تماما. تعيش والـدتي في شارع هادئ في بلدة صغيرة على حافة نيو فورست. تطبع الصحيفة المحلية صورا للمهور البرية وأخبارا عن إغلاق ممرات المشاة. اشترى والداي كاميرا تعمل عند الحركة ذات مرة، لكن لأنهما أرادا مشاهدة القنافذ وهي تمشيفي الحديقة فقط. الذعر هو الذي جعلني أرغب في تركيب كاميرا تدعم "واي فاي" على بابها الأمامي. يبدو أنها ظاهرة معدية. هذا العام، من المتوقع أن تتجاوز المبيعات العالمية لتكنولوجيا أمن المنازل الذكية مليار دولار، وفقا لشركة استراتيجي أناليتكس. كان على الذين عينوا أنفسهم خبراء في الأخلاق الحديثة أن يؤلفوا قواعد آداب حول توجيه الكاميرات نحو منزل أحد الجيران. مع ذلك، لا توجد بيانات تثبت أن هذه الأجهزة تردع الجريمة. ما أوجدته تكنولوجيا المراقبة، حدودا أكثر ضبابية حول البيانات الشخصية. نحن الذين نشتري جرس الباب من "رينج" نتطوع للمساعدة على بناء خريطة عالمية للتسجيلات. ربما نوافق أيضا بغير قصد على تسليم معلومات خاصة أكثر مما ندرك. في الولايات المتحدة، وقعت "رينج" شراكـات مع مئات من قوات الشرطة، ما أتاح لهم الوصول إلى لقطات الفيديو. ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن قاضيا أمريكيا منح الشرطة أخيرا إمكانية مشاهدة لقطات كاميرا أحد عملاء "رينج"، بما فيها مقاطع فيديو التقطت داخل منزله، لأنهم كانوا يحققون مع جاره. في المملكة المتحدة، قالتشرطة العاصمة إنهم عملوا "بصورة غير رسمية" مع "رينج". تقول "رينج": إن منتجاتها مصممة بغرض الأمان وليس المراقبة. لكن الخصوصية تعد ثمنا باهظا إذا كانت تكنولوجيا الأمان لا تجعل العالم أكثر أمانا. وبالمثل راحة البال. ما كان يجدر بي تذكره قبل شراء الكاميرا هو مدى إثارة تكنولوجيا المراقبة للأعصاب ومدى سرعتها في مضاعفة شعور عدم الأمان. قبل بضعة أشهر، حملت تطبيقا لتتبع الجريمة في الوقت الفعلي يسمى "سيتيزن". الشركة التي أنشأته تسميه شبكة أمان شخصية. هو نوعا ما مثل "تويتر" إن كان "تويتر" يركز على مجتمع محلي صغير ويركز فقط على الأخبار السيئة. يتلقى المستخدمون تنبيهات سلامة عن حوادث في مواقعهم ويمكنهم إرسال تقارير عن الأشياء التي يشهدونها. في غضون ثوان، رأيت تقارير عن رجل يحمل سكينا على بعد بضعة شـوارع. في الأيـام الأخـ ة كان هناك أيضا حادث سيارة، وحريق، وشجار. المنظر الحقيقي خارج نافذتي لشارع سان فرانسيسكو الهادئ والمشمس تبدد، وحل مكانه قائمة رقمية من التهديدات المحتملة. استخدام "سيتيزن" جعل سان فرانسيسكو تبدو مشؤومة أكثر. صحيح أن الجريمة منخفضة المستوى شائعة في جميع أنحاء المدينة. تتم سرقة السيارات وقطع إطاراتها في كثير من الأحيان، لدرجة أن معظم الذين أعرفهم لا يكلفون أنفسهم عناء شراء سيارة ما لم يتمكنوا من ركنها داخل مرآب. لكن فرص الوقوع ضحية لجرائم العنف فيها أقل من مدن أمريكية كبيرة أخرى. وتميل الجرائم أيضا إلى التركز في أحياء معينة، مثل تندرلاين. لكن بمجرد جمع كل حادثة عنف تم الإبلاغ عنها في مكان واحد، يبدو التهديد أكبر بكثير. قد يكون سجل النشاط الإجرامي المحدث مفيدا إذا كنت جديدا في منطقة ما. قد تستخدمه شركات تفكر في مواقع ما وملاك منازل مهتمين بالانتقال للحصول على معلومات معينة. لكنه قد يسهل أيضا الشعور بالذعر وتوجيه اتهامات غير مبررة. ذكرت "فاينانشيال تايمز" الشهر الماضي، أن شركة سيكويا كابيتال، أحد أوائل المستثمرين في "سيتيزن"، استقالت من مجلس الإدارة ولن تشارك في جولة جمع أموال. يأتي ذلك في أعقاب حادثة عرضت فيها "سيتيزن" مكافأة من أجل معلومات للقبضعلى رجل، تبين أن رئيسه التنفيذي اشتبه به ظلمافي إشعال حريق هائل. حاولت "سيتيزن" إضافة بعض الأدوات التي تبعث الارتياح على النفس. تتيح للمستخدمين معرفة متى تم العثور على الأطفال المفقودين، مثلا. لكنها ليست مدرة للمال. الحماية هي المجال الذي تكمن فيه الإيرادات. اقض نصف ساعة على التطبيق في الاطلاع على تقارير السكان المحليين الذين يستخدمون السكاكين وربما سترغب أيضا في البدء في الدفع مقابل خدمات أمنية خاصة. مثل "رينج"، لدى "سيتيزن" خطة اشتراك شهرية. دولار شهريا، يمكن للوكلاء تعقبك كلما 19.99 مقابل شعرت بالخطر. بالطبع، إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، . وهو 911 فليس بيد الوكلاءشيء لفعله غير الاتصال برقم ما يمكنك فعله بنفسك. الحماس الذي تم الترويج به لهذا الخيار كان العذر الذي احتجته لحذف التطبيق. شعرت بأنه يشجعني على القلق باستمرار. بدلا من السلامة، فقد روج للخدمات الأمنية الخاصة. تقدم "رينج" أيضا خطة شهرية تتيح لك مشاهدة التسجيلات الملتقطة على باب منزلك. حاليا، جرس باب "رينج" تمت إزالته أيضا، ووضعه بعيدا في أحد الإدراج. إذا تم تثبيته يوما ما، آمل أن يكون لرصد الحياة البرية فقط. إذا كانت تكنولوجيا الأمان لا تسهم في عالم أكثر أمانا، فالخصوصية وراحة البال تعدان ثمنا باهظا. تكنولوجيا المراقبة لا تردع الجريمة .. بل تسرق راحة البال من سان فرانسيسكو إيلين مور NO.10747 ، العدد 2023 مارس 15 هـ، الموافق 1444 شعبان 23 الأربعاء 10

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=