aleqt: 14-03-2023 (10746)

إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عندما نشرت إستر كروفورد صـــورة لـهـا وهـــي مــمــددة في كيس نـوم وعـى عينيها غطاء في مقر شركـة تويتر في سان فرانسيسكو، تحت الهاشتاج SleepWhereYouWork # "نـم في مكان العمل"، بدت الصورة كأنها تلخص مدى تغير ظروف العمل وسلوكياته، منذ أن اضطرت الشركات إلى جعل موظفي المكاتب يعملون من .19 - منازلهم بسبب كوفيد قبل ثلاثة أعــوام لم يقبل أصـحـاب العمل الحاجة إلى العمل عـن بعد فحسب، بل طرحوا سياسات لدعم رفاهية العاملين في المنزل، من توفير معدات تكنولوجيا المعلومات إلى تطبيقات التأمل ودروس اليوجا عبر الإنترنت، ومساعدة الموظفين الذين يعانون الإجهاد أو المشكلات النفسية أو من تأثروا بالفقد. لكن إيلون ماسك الذي منح كروفورد ترقية بعد فترة وجيزة من انتشار صورتها عل نطاق واسعفي تشرين الثاني (نوفمبر)، قبل أن يسرحها من العمل في آخ ـر جولة مـن جــولات خفض أعداد الموظفين الشهر الماضي، هو مجرد واحد من سلسلة من أربــاب العمل البارزين الذين يتخذون الآن موقفا أكثر صرامة مع العاملين أصحاب الياقات البيضاء. ساحة المعركة الرئيسة هي العمل الهجين المتنازع عليه. كـان أحـد الإجـــراءات الأولى لمـالـك "تــويــ " الـجـديـد هو اسـتـدعـاء المـوظـفـ للعمل في المــكــاتــب، ومطالبتهم بقبول بـ"ساعات طويلة بكثافة عالية" أو الاستقالة. مع انتشار عـمـلـيـات تقليص الـوظـائـف وانتقالها من قطاع التكنولوجيا إلى الاسـتـشـارات، والتمويل، وقطاعات أخرى، يبدو أن أرباب العمل الذين شعروا سابقا بأنهم ملزمون بتقديم المرونة، غير راغبين بشكل متزايد في السماح للموظفين باختيار أماكن وأوقات عملهم. بوب إيجر، الرئيس التنفيذي لشركة ديــزني، قـال للموظفين في كانون الثاني (يناير)، "إنه من المتوقع أن يكونوا موجودين شخصيا في الشركة أربعة أيامفي الأسبوع بدءا من آذار (مارس)"، مؤكدا أن ذلـك سيفيد "إبـداع الشركة وثقافتها وحياة موظفينا المـهـنـيـة". وبـعـد "تكليفات مكتبية" مشابهة مـن أمثال" أبل" و"جوجل" و"ستاربكس" و"جولدمان ساكس"، في شباط (فبراير)، أصبحت "أمازون" هي الأحـــدث في طلب عــودة فرق العمل التي تركتها تضع ترتيباتها الخاصة، موضحة "أولويتنا القصوى هي الإنـجـاز للعملاء والشركة". إن هــذا يحدث رغــم عدم وجـود دليل واضـح عل إذا ما كانت ممارسات العمل الهجين تؤثر في الإنتاجية بطريقة أو بأخرى. يقول روب برينر، أستاذ في علم النفس التنظيمي في جامعة كوين مـاري أوف لندن "يبدو أن جـزءا كبيرا من هذا يتعلق بالسلطة". كما يشير إلى أن المديرين الذين يصرون عل أن التعاون لا يمكن أن يتم إلا بشكل شخصي، يريدون حقا إثبات "من هو المسؤول". لكن عل الرغم من التغيير في الأســلــوب، يقول باحثون يتتبعون مــ رســات الإدارة "إنهم يشاهدون، خارج قطاع التكنولوجيا -الذي جرب موظفوه العمل عن بعد بالكامل إلى أقصى حد- عودة تدريجية إلى المكتب، وليس تضييقا مفاجئا عل العمل المرن". يـقـول نـيـك بــلــوم، أسـتـاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الذي كان يبحث في العمل مـن المنزل قبل انـتـشـار الجائحة بفترة طويلة "لقد كـان هناك تحول صغير(...) العمل بشكل كامل عن بعد انتهى". لكنه يشير إلى أنه حتى الشركات الأكثر إصرارا عل العمل بحضور شخصي تغلق أيضا بعض المكاتب لخفض التكاليف وتعهد المهام الروتينية للموظفين الذين لا يوجدون أبدا في المائة من 15 في مقارها. نحو القوة العاملة الأمريكية تعمل بالكامل من المنزل لكنها "غير مرئية" بسبب ذلـك، كما يقول بلوم. في الـوقـت نفسه، تفرض الشركات سياسات عل العمل الهجين بشكل أكــ صرامــة، لكن بالنسبة إلى القوى العاملة الجامعية، لا يؤدي ذلك إلى عدم توافق بين تفضيلات أصحاب العمل والموظفين، كما يقول. في الولايات المتحدة، استقرت نسبة أيام العمل من المنزل عند في المائة تقريبا. وهناك نمط 30 عالمي يعمل فيه الجامعيون من المنزل يوما أو اثنينفي الأسبوع، و"يوم الجمعة مقدس". هـنـاك سبب بسيط يجعل ساعات العمل متسقة للغاية: الموظفون يحبونها، خاصة من هم في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم الذين يوفقون بين واجبات العمل والأسرة. رغم ذلـك، لا يـزال الرؤساء متشككين، كـ تـقـول كيتي جاكوبس، إحدى كبار أصحاب المصلحة في معهد تشارترد لـأفـراد والتنمية في المملكة المتحدة، مع أن مديري الموارد البشرية يفضلون العمل الهجين غالبا. تقول "إن المديرين قلقون من أن أداء العمل من المنزل سيضر بثقافة الشركة والتعاون ويـجـعـل مــن الـصـعـب دمـج الموظفين الجدد". لكن في سوق العمل الضيقة، عندما لا ترغب الـ كـات في المخاطرة بفقدان الموظفين لمصلحة المنافسين، لكنها تواجه أيضا ضغوط التكاليف، فقد يكون من الأسهل تقديم المرونة بدلا من زيادة الأجور الكبيرة. يقول بلوم "حتى في فترات الركود، فإنك تهتم بالتوظيف والاحتفاظ بالموظفين"، ويتوقع أن الموظفين يقدرون تقسيم وقتهم بين المنزل والمكتب بما يعادل تقريبا زيـادة في الراتب في المائة. 8 بنسبة أشارت لورين توماس، خبيرة اقتصادية في موقع جلاس دور للتوظيف، أيضا إلى أنـه "في اقتصاد المعرفة، الموظفون هم أكـ أصـولـك"، لذلك من "التبسيط المفرط" النظر إلى المناقشات حول العمل الهجين عــى أنــهــا "شـــد وجــــذب بين الموظفين الذين يريدون المرونة والرفاهية وأصحاب العمل الذين لا يريدون ذلك ". حــتــى الآن، تـسـبـب جو اقتصادي صعب في إلحاق ضرر ضئيل نسبيا بأسواق الوظائف المـزدهـرة حيث يمكن للعمال التعبير عن آرائهم باتخاذ موقف. لكن يشعر بعض بالقلق من أن الحريات الجديدة للموظفين قد تتلاشى إذا انتشرت التسريحات من العمل وقوض الركود قدرتهم عل المساومة. "الكلمة الأولى للموظفين: كان أصحاب العمل يستجيبون لطلب الموظفين"، كما تقول جيما ديل، مستشارة ومحاضرة في كلية ليفربول للعمال، تعتقد أن كثيرا من الشركات البريطانية تسامحت مع العمل الهجين، لكن لم تقم بإجراء التغييرات اللازمة لزيادة الإنتاجية. كــ تضيف ديـــل أنـــه "في الـــحـــالات ال ـت ـي ج ـرب ـت فيها الـ كـات نمــاذج جـديـدة دون جعلها تعاقدية، فإن هذا يترك المـوظـفـ معرضين للخطر للغاية. لقد كنت قلقة لبعض الوقت من أننا سـ ى رد فعل عنيفا إذا بـــدأت السلطة في التحول". أرباب العمل الذين شعروا سابقا بأنهم ملزمون بتقديم المرونة غير راغبين في السماح للموظفين باختيار أماكن وأوقات عملهم. العمل الهجين .. الرؤساء التنفيذيون يفقدونصبرهم لا يوجد دليل واضح على إذا ما كانت ممارسات العمل الهجين تؤثر في الإنتاجية بطريقة أو بأخرى. من لندن دلفين شتراوس إفلاس سيليكون فالي بنك "إس في بي"، وعمليات البيع الكثيفة في البنوك الأمريكية الــتــي أعـقـبـت ذلـــك سلطا الضوء عل المخاطر الدائمة لاستراتيجية اتبعتها جهات مقرضة كثيرة لزيادة الأربـاح عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة. عل مـدى الأعــوام الثلاثة الماضية، اعتادت البنوك عل استثمار ودائـــع العملاء في الأوراق المالية ذات الدخل الثابت عندما لم تتمكن من إقراضها بربح. كان "إس في بي"، الـــذي سـيـطـرت عليه السلطات المنظمة الأمريكية الجمعة تـحـديـدا منتهجا هذه الاستراتيجية بقوة: تم استثمار أكثر من نصف أصوله في الأوراق المالية. لكن بينما قـفـزت أسعار ال ـف ـائ ـدة الــعــام المـــاضي، انخفضت قيمة السندات التي اشترتها البنوك بوفرة ودائعها الرخيصة، الأمـر الـذي خلف 600 خسائر ورقية تصل إلى مليار دولار. نتيجة لذلك، يـــرى المـسـتـثـمـرون صــورة أفضل للمخاطر التي تقدم عليها بعض البنوك بودائعها الفائضة. في الحالات المتطرفة، مثلما هي الحال مع "إس في بي"، يمكن أن تؤدي هذه الخسائر الـورقـيـة إلى دوامـــة هـ ك، يجبر فيها المودعون القلقون البنوك عل تصفية محافظهم الاستثمارية، وتحويل تلك الخسائر الورقية إلى خسائر حقيقية قد تكون كبيرة جدا لا تستطيع بعض البنوك الصغيرة أو حتى متوسطة الحجم التعامل معها. يبدو أن هذا هو ما أفزع المستثمرين في أسهم البنوك في الأيـام الأخيرة. قال جريج هيرتريش، رئيس استراتيجيات الإيداع الأمريكية في شركـة نـومـورا "سأقتبس كــ م مـــدرس الاقـتـصـاد في المدرسة الثانوية، الذي قال (إنه لا يوجد شيء اسمه غداء مجاني). أعتقد أنه كان هناك ميل نحو التفكير في الدخل الإضـافي الذي يمكن اكتسابه بامتلاك أصول طويلة الأجل، حتى يلائم هذا القدر الجديد من الودائع المفاجئة". بــدأت من نيسان (أبريل) وبلغت ذروتـهـا بعد 2020 عـــامـــ ، تــدفــقــت ودائــــع تريليون دولار 4.2 تـقـارب إلى البنوك الأمريكية، وفقا لبيانات من مؤسسة التأمين عل الودائع الفيدرالية. لكن في المائة فقط من تلك 10 الـودائـع استخدمت لتمويل قروضجديدة. احتفظت بعض البنوك بهذه الودائع الجديدة نقدا. لكن قدرا كبيرا من هذه الأموال، نحو تريليوني دولار، تم تحويلها إلى أوراق مالية، معظمها من السندات. قبل الجائحة، كانت تملك البنوك ما يربو قليلا عل أربعة تريليونات دولار في استثمارات الأوراق المـالـيـة. بـعـدهـا بعامين، في 50 ارتفعت تلك المحافظ المائة. لعل مـا جعل السندات منخفضة العائد أكثر جاذبية من تمويل قروض جديدة، أو عل الأقـل سندات الحكومة منخفضة العائد، أو سندات الحكومة المضمونة، هو تصور انخفاض مخاطر الائتمان. درت هذه السندات الجديدة أرباحا للبنوك لفترة. لكن بالنظر إلى الــوراء، يبدو الآن أن البنوك ربمـا كانت تشتري في ذروة السوق. وهو ما يسبب المشكلة الآن. العام الماضي، انخفضت قيمة محافظ سندات البنوك، مـا تسبب في خسائر بلغت مليار دولار، لكن 600 نحو لأن البنوك لا تبيع سنداتها دوريا، كثير من هذه الخسائر غير محققة بعد. قال كريستوفر والين، محلل مصرفيمنذ فترة طويلة ورئيس شركة والين جلوبال أدفايزرز الاستشارية "غطت البنوك في الـنـوم. لم يتوقع أحـد هذا التضخم المستمر. البنوك التي تملك سجلات سندات خزانة كبيرة تعاني النصيب الأكبر من المشكلات". من بين البنوك الكبرى، كان "جيه بي مورجان" أكثر حذرا من غ ـ ه. حين كانت أسعار الفائدة منخفضة، أخبر جيمي ديمـــون الـرئـيـس التنفيذي المستثمرين بأنه "من الصعب تبرير سعر السندات الأمريكية" وأنـه "لـن يقترب من سندات الخزانة أبدا". في حين حصل "جيه بي مورجان" عل ما يربو مليار دولار من 700 قليلا عل الودائع الجديدة بعد الجائحة، ارتفعت حيازاته من الأوراق 200 المالية خلال تلك الفترة مليار دولار فقط. لكن مع ارتفاع ودائع "بنك مليار دولار 500 " أوف أمريكا بعد بداية الجائحة، ارتفعت حيازاته من السندات بالسرعة نفسها تقريبا، إذ ارتفعت نحو مليار دولار. نتيجة لذلك، 480 ارتفعت خسائر "بانك أوف أمريكا" الـعـام المــاضيفي محفظة أوراقه المالية إلى ما مليارات 110 يزيد قليلا عل دولار، أو أكــ مـن ضعف الخسائر المسجلة في "ويلز فارجو" و"جيه بي مورجان" مليار دولار تقريبا. 50 البالغة مع ذلك، يشير محللون إلى إمكانية تفادي الخسائرلمعظم الـبـنـوك، وذلــك باحتفاظها بــالأوراق المالية حتى تاريخ الاستحقاق. ينطبق هذا تحديدا عل أكبر البنوك في الدولة، التي يمكنها الاعتماد علتمويل المؤسسات لتغطية التدفقات الخارجة في الـودائـع، التي تظل فيها الخسائر في الأوراق المالية صغيرة مقارنة بحجمها الإجمالي. لكن، في الوقت الذي تضطر فيه البنوك إلى تقديم أسعار فائدة أعل للمودعين، حقيقة لــــزوم احتفاظها بالسندات منخفضة العائد من أجل تجنب هذه الخسائر من المرجح أن تقلص أرباحها. قـــال جــــ ارد كـاسـيـدي، محلل مــ في في شركــة آر بي سي سيكيوريتيز لإدارة الأصــول "نعتقد أن البنوك الكبرى ستكون عل ما يرام هذا العام. هي رياح معاكسة بالتأكيد". لكن م ـا ه ـو مـجـرد ري ـاح معاكسة لأكــ الـبـنـوك في الدولة يمكن أن يكون بمنزلة إعصار لبعض البنوك الأصغر التي تراهن بشدة عل محافظها من السندات. هـذا ما حدث إلى حد كبير في "إس في بي"، مليار دولار 15 الــذي راكــم من الخسائر في محفظته من السندات، أي أقل بقليل من القيمة الإجمالية للبنك. مثلا، راكم بنك "باكويست"، مقره بيفرلي هيلز في ولاية كاليفورنيا، خسائر بقيمة مليار دولار في محفظة سنداته، وهــو مـا يكفي لشطب أكثر من ربع أسهمه البالغة أربعة مـلـيـارات دولار. انخفضت في 50 " أسـهـم "بـاكـويـسـت المائة الأسبوع ما قبل الماضي. قال والين "معظم البنوك ليست معسرة. لكن كل بنك يتكبد خسائر". تسبب ارتفاع أسعار الفائدة العام الماضي في مليار دولار في محافظ 600 خسائر بلغت نحو سندات البنوك. الودائع الرخيصة .. مخلفات الجائحة تكبد البنوك الأمريكية خسائر هائلة «نيويورك تايمز» تصوير: جيم ويلسون رجلان يمران أمام فرع بنك سيليكون فالي بنك المفلس في سان فرانسيسكو. ستيفن جاندل وجوشوا من نيويورك فرانكلين في الطابق الثالث من البرج الأسطواني المظلم، حيث يقع مقر بنك التسويات الدولية، رأيت منظرا جعلني أرمش متفاجئة، جدرانا بيضاء. قد لا يبدو ذلك مدهشا، لذا دعوني أشرح لكم. بنك التسويات الدولي هو البنك المركزي للبنوك المركزية. يقع البنك في سويسرا، أحد مراكز العالم المالية الشهيرة. عندما زرته من قبل، كان التصميم تقليديا بشكل مطمئن. تكسية خشبية داكنة، وكراسي بسيطة، وألوان باهتة، ولوحات فنية مملة. مثل معظم البنوك المركزية، كان يعكس شعورا من الاستقرار الأزلي بالأعمدة الرخامية. لكن الجدران البيضاء هي إحدى العلامات عل أن تجربة ثقافية مثيرة للاهتمام تجري هنا. قبل عام، أطلق بنك التسويات الدولية ستة "مراكز ابتكار" ستتبنى مبادرات في العملات المشفرة والعوالم الإلكترونية. إنه يساعد عل إنشاء سلسلة من مشاريع العملات الرقمية للبنوك المركزية حول العالم عل وجه الخصوص. في دولة تبحث في العملات 114 ، كانت نحو 2022 نهاية 11 دولة منها تجربها، و 20 الرقمية للبنوك المركزية، و دولة أطلقتها وفقا للمجلس الأطلسي، المؤسسة الفكرية للشؤون الدولية. أعلن بنك إنجلترا، الذي كان يدرس ، أنه قد 2021 العملات الرقمية للبنوك المركزية منذ أواخر تكون هناك حاجة إلى "جنيه رقمي" في المستقبل. لذلك، في محاولة لمحاكاة وادي السيليكون أو مركز التكنولوجيا المالية الأقرب في السويد، استبدلت إحدى زوايا بنك التسويات الدولية التكسيات الخشبية الداكنة بألواح بيضاء وزجاج وكراسي مريحة. عند المقارنة، لا تشبه التجديدات الشقة العلوية المريحة في الباهاماس، التي كانت مقر سام بانكمان-فرايد مؤسس "إفتي إكس" سيئ السمعة، ولا المبنى المغطى بالرسومات الجدارية في بروكلين الذي هو مقر شركة كونسينسيس، التي كان لها دور رئيسفي عملة إيثريم. لكن من الواضح أن الشكل الجديد هو جزء من جهود لكسر الصورة المملة للمصرفية المركزية قليلا فقط. أهذه فكرة سديدة؟ جواب هواة العملات المشفرة سيكون "لا" قطعا. في النهاية، معظم الذين كانوا جادين بشأن بيتكوين أو إيثريم انخرطوا لأنهم يريدون إلغاء التسلسلات الهرمية المالية الحالية، ويعتقدون أن المصارف المركزية تقليدية للغاية لدرجة أنه لا يمكنها فهم القوة الابتكارية للصول الرقمية. علاوة عل ذلك، إنهم يخشون أن يكون السبب الوحيد في تجربة المؤسسات مثل بنك التسويات الدولية للعملات الرقمية للبنوك المركزية هو تحطيم رموز القطاع الخاص التي قد تتحدى العملات التقليدية أو الورقية، ليس بالحظر التام عل المنافسين، بل بسرقة متاعهم الإلكتروني. أصحاب نظريات المؤامرة محقون جزئيا. في اجتماع أخير حضرته لمحافظي البنوك المركزية والمنظمين في برج بازل ذاك، كان هناك اعتقاد واضح، أو أمل، بأن تحل العملات الرقمية للبنوك المركزية محل معظم الرموز الخاصة في المستقبل، ولا سيما أن الأصول المشفرة مثل بيتكوين قد انهارت قيمتها، والفضائح مثل فضيحة بورصة إف تي إكس تثير حملات تنظيمية. في الواقع، يقول أجوستين كارستنز، رئيس بنك التسويات الدولية، "إن الأحـداث الأخيرة تعني أن المصارف المركزية قد كسبت المعركة بين العملات المشفرة والورقية". قد يكون الأمر كذلك. لكن ليس جميع من في أبراج البنوك المركزية هذه يعتقد أنه من الضروري أو المعقول تجربة العملات الرقمية للبنوك المركزية. قد يجعل الابتكار البنوك تتحكم في كميات هائلة من بيانات المواطنين وتقوض دور المقرضين التجاريين. حتى إنها قد لا تقدم مدفوعات أسرع للمواطنين. في تقرير حديث من مجلس اللوردات طرح تساؤل عما إذا كانت العملات الرقمية للبنوك المركزية هي "حل لا قيمة له"، بينما يجادل توني ييتس، مستشار سابق لبنك إنجلترا، بأن "المهمة الضخمة ببساطة لا تستحق التكاليف والمخاطر". كما يقر جاي باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، بأنه "متردد شرعيا بشأن إذا ما كانت الفوائد تفوق التكاليف أو العكس". ولا عجب في ذلك. حتى مع تداخل هذين العالمين، يظل التعصب قوة كبيرة. محافظو البنوك المركزية مدربون عل التحرك بحذر ويقدرون الاستقرار ويعملون ضمن هياكل سلطة هرمية. عل النقيض، يقدر رواد أعمال التكنولوجيا الذين يقودون ثورة الأصول الرقمية "الشبكات" -قوة الحشد، لا التسلسل الهرمي- ويريدون إحداث ثورة في المؤسسة عن طريق المخاطرة وأخذ خطوات جريئة. "الثقافتان مختلفتان تماما، إنهم يعتقدون أنهم يتحدثون عن الموضوع نفسه"، كما قال أحد محافظي البنوك المركزية الذي تعامل مع "فيسبوك" عندما حاولت إطلاق مشروعها للصول الرقمية "لبيرا" في . لكن ذلك المشروع فشل في النهاية. 2019 يحاول بعض سد الفجوة. يقول جيريمي آلير، مؤسس مجموعة سيركل التي تدير عملة رقمية مربوطة بأصول أخرى، "إنه يريد العمل مع المنظمين لا ضدهم". حتى إنه يرتدي قميصا وسترة بسيطين بدلا من بنطال قصير وقميص غير مرتب مثل بانكمان-فرايد. في الوقت نفسه، يحاول بنك التسويات الدولية توظيف أشخاص من عالم التكنولوجيا، كما يخلع بعض محافظي البنوك المركزية معاطفهم. لكن الجمع بين طرفي بازل والتكنولوجيا لن يكون سهلا، علاوة عل أن كليهما يعتقد أنه يجب أن تكون له اليد العليا. يقدر محافظو البنوك المركزية الاستقرار ويعملون ضمن هياكل سلطة هرمية، على عكس رواد أعمال التكنولوجيا الذين يقدرون الشبكات لا التسلسل الهرمي. البنوك المركزية والعملات المشفرة خطان متوازيان .. هل يلتقيان؟ من نيويورك جيليان تيت NO.10746 ، العدد 2023 مارس 14 هـ، الموافق 1444 شعبان 22 الثلاثاء 10

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=