aleqt: 13-3-2023 (10745)

الرأي فيروسالبنوك والأزمة المالية يعم القلق الأجـــواء العامة للنظام المصرفيفي أعقاب إقدام السلطات المالية الأمريكية على إغلاق بنك "سيلكون فالي" في المائة 60 الأمريكي، الذي فقد أكثر من من قيمته، وسط ضغوط متعاظمة يتعرض لها من عدة جوانب، وربما مخاوف وسلبيات مقبلة يتم اكتشافها بعد حين. ورغم أن هذا البنك ليس كبيرا بما تهدد مشكلاته بإطلاق أزمة واسعة النطاق، إلا أن انهياره هو الأكبر منذ الأزمة المالية، التي ضربت العالم في ، وبـدأت عمليا بانهيار بنك "ليمان 2008 براذرز" هائل الحجم المتخصص أساسا في توفير القروض العقارية. علما بأن هذا البنك الأخير انتهى بالفعل من جراء قروضضخمة العدد والحجم منحت بضمانات بسيطة، وبعضها قدم بالفعل دون أي ضمانات. ويتخوف البعض من عودة هذا الفيروس الـذي يصيب البنوك ويـؤدي إلى الانهيار والاختفاء من الساحة. الصورة مختلفة الآن مع "سيلكون فالي". فهذا البنك الأمـريـ ، بلغ هـذا الوضع الخطير، في أعقاب تراجع مستوى السيولة فيه، عبر سحب متوال وسريع للودائع من قبل المودعين في الآونة الأخيرة. وبلغت أوضاع هـذا البنك حـدا ليس مقبولا ضمن نطاق النظام المـالي، بعد أن تعرض في الأشهر الماضية إلى تقلبات متصاعدة في العوائد. والحق أن الشركة الأم للبنك حاولت خلال الفترة الأخيرة التحرك لزيادة رأسمالها بمقدار مليار دولار، من أجـل سد ما أمكن 2.25 من الثغرات في السيولة، إلا أن السلطات التنظيمية في الولايات المتحدة وجدت أنه لا بد من التحرك من جانبها، من أجل ضمان حقوق المودعين والمستثمرين فيه. فالمشكلات التي تعرضلها ليستجديدة، لكنها تفاقمت في الآونـة الأخــ ة، متأثرا بصورة كبيرة من مستويات الفائدة المرتفعة، التي أضافت مزيدا من الضغوط إلى علميات البنك والشركة الأم المالكة له. حتى الآن لم يعلن إفلاس بنك "سيلكون فالي"، لكن هذا الاحتمال وارد على الأقل في الفترة القصيرة المقبلة. ويركز بنك "سيلكون فالي" بصورة أساسية على مجال التكنولوجيا، لكنه لم يصمد كثيرا أمام الضغوط التي لا تتوقف من جهة الفائدة المرتفعة، التي ستواصل الارتفاع في الولايات المتحدة هذا العام، وفق ما أعلنه المشرعون الأمريكيون في أكثر من مناسبة. لكن في النهاية، انكشاف البنك ليس كبيرا فيما لو قورن بانكشافات كثير من .2008 البنوك خلال أزمة والمحور الأهم للمشكلة التي يمر بها، يبقى مرتبطا بالمعدلات قصيرة الأجـل للفائدة، التي صارت الآن أعلى من المعدلات طويلة الأجــل، بفعل السياسات المالية المتعمدة في الوقت الراهن على الساحة الأمريكية. القلق موجود ضمن النظام المـ في العالمي جـراء تعثر "سيلكون فالي"، وربما يرتقي إلى الحالة المخيفة، لكن المشكلة تتعمق أكثر بالنظر إلى المشكلات التي يتعرض لها بنك "سيلفرجيت" الأمريكي في الوقت الراهن أيضا. التحديات التي يواجهها "سيلفرجيت" تكمن في أنه منكشف على سوق العملات الرقمية التي تواجه مصاعب جمة منذ عدة أشهر، ولهذا السبب، فإن الشركة الأم للبنك ستعمل على تصفيته في الفترة المقبلة. الاضطرابفي النظام المصرفي على الساحة الأمريكية جراء تعثر مصرفين، وإن كانا أقل حجما من مئات المصارف الأخرى التقليدية والاستثمارية، جاء في وقت حرج للغاية، لأن السياسات المالية الراهنة الناجمة عن الموقف في وجه الموجة التضخمية عبر رفع متتال للفائدة، أربكت بالفعل المشهد العام، في حين لا توجد بدائل أخرى أمام المشرعين الأمريكيين سـوى اللجوء إلى الفائدةفيهذه المواجهة، التي ربما ستطول حتى منتصف العقد الحالي. ولأن الوضع حساس، فإن أي اهتزاز لأي مـ ف، بصرف النظر عن حجمه، يحول القلق إلى ذعر، وهذا ما حصل مع المصرفين الأمريكيين خلال الأيام الماضية، بعد تراجع قيمتهما بصورة مخيفة للغاية. حركة التفاعل في السوق بين البائعين والمشترين تنتهي في العادة إلى أسعار توازنية يقبل بها الطرفان: البائعون والمشترون. وأساس هذا التوازن أن يقلل كل طرف من تطلعاته وأمانيه. وهذا ما يحدث عند ارتفاع التكاليف بسبب الضرائب والرسوم مثلا. تأثير الدعم والرسوم والضرائب في الأسعار تتدخل الـدول بالدعم وبعكسه بالرسوم والضرائب. ولكل تدخل أسبابه. وهنا تطرح أسئلة من قبيل ما تأثير الدعم والرسوم والضرائب في الأسعار؟ هل يخفض الدعم السعر؟ من يتحمل عبء الرسوم والضرائب؟ تسمع أجوبة لا تخلو من أخطاء أو سوء فهم مرده اختلاف في فهم المقصود. وقال أهل المنطق اللفظي وعلماء أصول الفقه بما معناه، إنه يجب فهم المقصود جيدا قبل النقاش. الدعم يرفع الأسعار. وهنا متوقع أن يجر ذلك إلى تعجب. سيقال العكس فالدعم يخفض الأسعار. هنا من المهم توضيح المقصود بالسعر. سعر أو ثمن السلعة المدعومة مكون من جزأين: الجزء الذي تدفعه السلطة العامة دعما، والجزء الباقي من السعر. لذا يطرح سؤال، هل نتكلم عن السعر الجامع للجزأين أم عن السعر المطلوب من المشتري دفعه، بعد استبعاد الدعم؟ الأول المكون من الجزأين يزيد في الأغلب بسبب أن الدعم يزيد من الطلب بقوة فترتفع الأسعار النهائية. ورأينا ذلك واقعا. أما إذا قصد بالسعر الجزء الذي يدفعه المشتري، فهو طبعا ينقص مقارنة بحالة عدم الدعم، لكنه ينقص بقدر أقل من الدعمفي الغالب. مـاذا عن تأثير الرسوم والـ ائـب؟ والمقصود رسوم وضرائب السلع التي تقبل بطبيعتها الاستحداث. والاستحداث يتصف بثلاث صفات بعضها من بعض: الإنتاج والتخزين في مستودع والتلف. أما السلع التي لا تتصف بتلك الصفات كالأراضي، فهي غير داخلة في النقاش هنا. أثقلت الديون اقتصادات دول العالم بقطاعيه العام والخاص، والتركيز هنا على العام. طرح كثير من المناقشات والمقترحات عن العلاج. وعلى رأس ما يطرح زيادة أو استحداث رسوم وضرائب تزيد الإيـرادات العامة، ما يساعد على تخفيف حدة الديون العامة. ويطرح خفض الإنفاق العام. ولعلي مستقبلا أكتب مقارنا بين خفض الإنفاق وزيادة الضرائب. كتب كاتبون وقال قائلون إن الرسوم سيتحملها في الآخر المستهلك أو المستخدم النهائي. هذا الكلام، من ناحية علمية حيادية، غير دقيق. ابتداء نعرف أن فرض رسوم وضرائب يرفع تكلفة إنتاج السلع والخدمات التي وقع عليها الفرض. وهنا أسئلة تمهيدية. ما تأثيرات ارتفاع التكلفة في أسعار ما فرضت عليها رسوم أو ضرائب؟ في أسعار ما عداها من سلع وخدمات؟ في حجم الإنتاج؟ في الربحية؟ في حجم الاستهلاك؟ في قرارات الناس والمنشآت في الشراء والبيع؟ هل ارتفاع التكلفة يستلزم بالضرورة رفع السعر بالنسبة نفسها؟ هل ارتفاع التكلفة يعني استمرار الإنتاج كما هو؟ أمران مهمان في الإجابة. الأول، علينا ألا ننسى أن الموارد والدخول المتاحة للناس والمنشآت والحكومة ليست مفتوحة، بل لها حدود. والثاني، أساسيات العرض والطلب. وطبعا يتفاوت الناس منتجون ومستهلكون في قوة ومستوى الاستجابة لأساسيات العرض والطلب، بناء على تفاوتهم في خصائص وطبائع كثيرة، كالقناعة ومستوى الغنى أو الفقر والعادات والميول والصبر والظروف المحيطة... إلخ. ما أهم أساسيات العرض والطلب؟ تنطلق من مبدأ أن الله خلق البشر محبين للمال ومتع الدنيا. وهذا يعني بالنسبة إلى البائع أن ارتفاع الأسعار في الأغلب يغري بزيادة البيع. ويعني بالنسبة إلى المشتري العكس: ارتفاع الأسعار يغري بتقليل الشراء أو الاستهلاك. طبعا الكلام بافتراض أن دخل المشتري لم يتغير. والعكس صحيح. بالنسبة إلى البائع فإن انخفاض الأسعار "مقرونا بانخفاض الربحية" يقلل من حلاوة البيع. ويعني بالنسبة إلى المشتري أن انخفاض الأسعار يغري بزيادة الشراء أو الاستهلاك. بلغة أخرى، العلاقة طردية بين سعر السلع والكمية التي يرغب المنتجون في إنتاجها وبيعها عندما تبقى الأشياء الأخرى على حالها. لماذا هي كذلك؟ المنتجون يرغبون في الحصول على الربح، ومن ثم فكلما كانت الفرصة في تحقيق ربح أعلى، رغبوا في إنتاج المزيد، والعكس بالعكس: كلما ضعفت الفرصة لتحقيق ربح، رغبوا في إنتاج أقل. والكلام السابق بغض النظر عن مستوى التنافسية في السوق. طبعا، كلما قلت التنافسية زادت الفرصة بتحقيق ربح أعلى من حيث المبدأ. الكلام السابق مرتبط ارتباطا وثيقا بالتكاليف. ضعف القدرة الشرائية لن يجعل الأسعار تنزل إلى مستويات لا تحقق ربحا للبائعين أو المنتجين. جانب التكاليف المنظورة وغير المنظورة يحول دون انخفاض أسعار سلع كثيرة، حتى لو كانت الممارسات التجارية خالية من الغش وغيرها من طـرق غير مشروعة. ولولا ذلك، لكانت مستويات المعيشة للناس في مختلف الدول متشابهة. ما سبق هو خلاصة العلاقة، وإلا فإن لها حيثيات وتفصيلات كثيرة لم أذكرها. وعـ الطرف الآخــر، هناك علاقة عكسية بين الأسعار والكميات المطلوبة من السلع عندما تبقى الأوضاع الأخرى على حالها. شرط بقاء الأوضاع الأخرى على حالها، يعني أنه ممكن أن يرتفع الطلب على سلع، خلال فترة كذا، رغم ارتفاع أسعارها خلال الفترة نفسها، بسبب عامل خارجي، مثل تغير الأذواق، أو الظروف الموسمية مثلا. حركة التفاعل في السوق بين البائعين والمشترين تنتهي في العادة إلى أسعار توازنية يقبل بها الطرفان: البائعون والمشترون. وأساس هذا التوازن أن يقلل كل طرف من تطلعاته وأمانيه. وهذا ما يحدث عند ارتفاع التكاليف بسبب الضرائب والرسوم مثلا. ما نسبة تقليل الشراء؟ تعتمد على مرونة الطلب عند كل مشتر وعند كل مجتمع على السلع التي ارتفع سعرها. من جهة أخرى، تقليل المشترين من الشراء يجبر البائعين على خفض نسبة أرباحهم أو محاولة خفض تكاليفهم أو خليط من الاثنين. كيف؟ يعتمد من ضمن ما يعتمد على مرونة العرض على السلع التي ارتفعت تكلفتها. وهذا موضوع طويل. رفع التكاليف أو خفضها لهما آثـار كثيرة. مثلا بعض المنشآت قد تجد نفسها غير قادرة على التأقلم في الاستمرار، ولهذا تبعات على التوظيف وغير التوظيف، والموضوع طويل. أثقلت الديون اقتصادات دول العالم بقطاعيه العام والخاص، والتركيز هنا على العام. طرح كثير من المناقشات والمقترحات عن العلاج. وعلى رأس ما يطرح زيادة أو استحداث رسوم وضرائب تزيد الإيرادات العامة، ما يساعد على تخفيف حدة الديون العامة. ويطرح خفض الإنفاق العام. كلمة الاقتصادية NO.10745 ، العدد 2023 مارس 13 هـ، الموافق 1444 شعبان 21 الإثنين 12 الاحتياطي الفيدرالي .. هل بدأ الطريق «الوعر الصعب»؟ لطالما اقترنت تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، منذ بدأت إجراءات الاحتياطي الفيدرالي تبني سياسات التشديد النقدي، والعمليات المتسارعة برفع معدل الفائدة على الدولار، استهدافا لكبح جماح التضخم الذي وصل إلى عاما مضىفي الولايات 40 أعلى مستوياته منذ أكثر من المتحدة، بأن تلك المساعي من الفيدرالي ستقترن بآثار عكسية على الاقتصاد، قد تدخله ركودا وفقدانا للوظائف "ارتفاع البطالة"، وعديد من التداعيات العكسية التي سيشهدها مسار المواجهة الحازمة مع التضخم، لخصها بقوله، إنه طريق سيتم بقدر عال من الوعرة والصعوبة! هل تنبأ الاحتياطي الفيدرالي بالإصابات الفادحة التي بدأت تفتت قلعة القطاع التمويلي، كان أولى ضحاياها نهاية الأسبوع الماضي"سيليكون فالي بنك"؟ واحتمالات أن تتساقط بنوك أخرى مماثلة له في الحجم؟ ولم يشأ جيروم باول طوال عام مضى الإشارة بعبارة صريحة إلى ما قد تصطدم به البنوك من أزمات، قد تصل إلى حـدود الإفـ س! وفضل أن يخبئها وغيرها من الآثار العكسية الشديدة في عبارته المكررة كثيرا "طريق وعر وصعب"، وهي آثار تتجاوز ما سبق أنصرح به من ركود محتمل للاقتصاد، وارتفاع معدلات البطالة، وتقلبات حادة ستموج في الأسواق عموما في الولايات المتحدة وخارجها "سندات، أسهم، عقار، إلخ"، عدا ما صرح بخصوص "الدين العام الأمريكي"، والآثار العكسية لرفع معدل الفائدة على تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة، المرشحة للارتفاع وزيادة الأعباء على الخزانة الأمريكية، مؤكدا أن تكاليف الفوائد على وزارة الخزانة ليس لها وزن في قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بالسياسة النقدية، وأنه مسؤول فقط أمام الكونجرس عن تحقيق أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار، حسبما كلف به الاحتياطي الفيدرالي من قبل الكونجرس. على جانب تكاليف خدمة "الدين العام الأمريكي"، أظهرت بيانات الخزانة الأمريكية ارتفاع تلك التكاليف إلى مستوى قياسي غير مسبوق في تاريخها، بوصولها ، ووصلت إلى نحو 2022 مليار دولار خلال 787 إلى نحو مليارات دولار من بداية العام المالي الجاري حتى 307 في 29.0 تاريخه، مسجلة نموا قياسيا وصلت نسبته إلى المائة مقارنة بـحجمها خلال الفترة تفسها من العام الماضي، وكان قد وصل حجمها خلال شباط (فبراير) مليار دولار، في الوقت ذاته 46 الماضي فقط إلى نحو الذي اتسع عجز موازنة الحكومة الفيدرالية الأمريكية مليار دولار، ما أدى بدوره 262 خلال فبراير الماضيبنحو إلى ارتفاع العجز المالي خلال الأشهر الخمسة الأولى من مليار دولار. 723 العام المالي الجاري، إلى نحو معلوم أن صدام الاحتياطي الفيدرالي مع التضخم المرتفع في الولايات المتحدة، بدأ متأخرا عن موعده شهرا، أي أنه لم يبدأ إلا مع نهاية 11 المستحق بنحو الربع الأول من العام الماضي، حيث أخطأ خطأ فادحا وتاريخيا في تقديراته للتضخم بوصفه على أنه "تضخم ،2021 عابر ومؤقت" كان قد أطل برأسه منذ مطلع واتخذ مسارا متسارعا طوال نحو عام مضى، قفز بمعدل الفائدة من مستويات مقاربة للصفر، إلى أن وصل بها في في المائة. 4.75 المتوسط إلى قطع الاحتياطي الفيدرالي جـزءا من طريق كبح التضخم، ويقف الآن على مفترق طرق مخيف! بدأت تظهر على جوانبه آثـار بالغة الـ ر لا يعلم منتهى تداعياتها، بإفلاس "سيليكون فالي بنك"، وقبل ذلك ارتفاع تكلفة خدمة الدين العام الأمريكي البالغ الضخامة تريليون دولار"، وينتظر موافقة الكونجرس على 31.4" رفع سقفه القانوني قبل منتصف العام الجاري، بعد توافق أكبر حزبين فيه على مطالب الحزب الجمهوري بوعود الإدارة الأمريكية الراهنة تستهدف فرض قيود على حدود الإنفاق في المستقبل، مقابل موافقته على رفع السقف القانوني للاستدانة. هل يكمل الاحتياطي الفيدرالي طريق حربه على التضخم؟ سواء بالوتيرة نفسها السابقة أو بأقل منها؟ أم يتوقف عند حصاد سياسته المتشددة الآن؟ وهل سيستمر التضخم في التراجع وصولا إلى المستهدف في المائة 2.0 النهائي للاحتياطي الفيدرالي بكبحه إلى فما دون؟ وماذا يتوقع أن ينتج عنه هذا الصدام مع التضخم من آثار عكسية تتجاوز إفلاس "سيليكون فالي بنك" إلى بنوك وشركات أكبر وأكثر؟ عدا ما ستكابده الخزانة الأمريكية من تكاليف مرتفعة لخدمة الدين العام الهائل؟ وهل قد يتراجع الاحتياطي الفيدرالي خطوات إلى الوراء تجنبا للتداعيات العكسية المقلقة جدا؟ والسماح بعودة التضخم إلى الارتفاع مجددا، ليعود مستقبلا إلى مواجهته من جديد، ويفقد بذلك الاحتياطي الفيدرالي جزءا كبيرا من الثقة به؟ وهو الأمر السلبي الذي لا تقل مخاطره وآثاره عن مخاطر فقدان ثقة المستثمرين والمجتمع بالأسواق والبنوك؟ إنها تحديات ومخاطر جسيمة جدا، أكبر بكثير من مجرد حصرها في كبسولة "وعر وصعب". يتفق أغلبية الخبراء والمختصين اقتصاديا وماليا على أن "الفوضى" الراهنة، ليست على الإطلاق وليدة الجائحة على الرغم من ثقل وطأتها، بل 19 - العالمية كوفيد ،2008 تمتد مكوناتها إلى فترة الأزمة المالية العالمية وما سبق تلك الأزمة من إرهاصات اكتظت بتجاوزات وأخطاء جسيمة تورط النظام المالي الأمريكي فيها "أجهزة فيدرالية وبنوك وشركـات استثمارية"، كانت السمة الأبرز للمواجهات مع الأزمات المتتالية طوال تلك الفترة الطويلة، ممثلة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه مهما كلف الأمر، وتأجيل "دفع" أثمان تلك التجاوزات والأخطاء إلى المستقبل المجهول! وهكذا مضى الحال إلى أن اكتظ المشهد الاقتصادي والمالي الأمريكي بالنتائج العكسية الوخيمة والضخمة! هل سيكمل الاحتياطي الفيدرالي طريقه الذي وصفه بالوعر الصعب؟ أم يتراجع ويتحول إلى "رجل إطفاء" لحرائق مفاجئة؟ وفي كلتا الحالتين سيكون الاحتياطي الفيدرالي ومعه بقية الأجهزة الفيدرالية والبنوك والشركات عموما في المستقبل، الذي لن يكون بعيدا كالسابق، أمام حرائق مالية واقتصادية لا قبل لهم بها، ولا خيارات مفتوحة تتيح لهم الفرار من مواجهتها بأي حال من الأحوال! ستكون الأسابيع والأشهر القليلة القليلة حاسمة وتاريخية للمجلس الراهن للاحتياطي الفيدرالي، وليس أمام العالم إلا ترقب ومتابعة ماذا وكيف سيتعامل مع تداعيات هذه المرحلة الحرجة جدا في تاريخ الاقتصادين الأمريكي والعالمي أيضا. هل سيكمل الاحتياطي الفيدرالي طريقه الذي وصفه بالوعر الصعب؟ أم يتراجع ويتحول إلى "رجل إطفاء" لحرائق مفاجئة؟ وفي كلتا الحالتين سيكون الاحتياطي الفيدرالي ومعه بقية الأجهزة الفيدرالية والبنوك والشركات عموما في المستقبل، الذي لن يكون بعيدا كالسابق، أمام حرائق مالية واقتصادية لا قبل لهم بها، ولا خيارات مفتوحة تتيح لهم الفرار من مواجهتها بأي حال من الأحوال! ستكون الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة حاسمة وتاريخية للمجلس الراهن للاحتياطي الفيدرالي، وليس أمام العالم إلا ترقب ومتابعة ماذا وكيفسيتعامل مع تداعيات هذه المرحلة الحرجة جدا في تاريخ الاقتصادين الأمريكي والعالمي أيضا. دانيال ماهلرو / هاويو وو / كارولينا دياز / جابرييل لارا / مينه كونج * خبراء اقتصاديون في شؤون الفقر ـ البنك الدولي ارتفاع أسعار الطاقة .. من » 2 من 2 الأكثر تأثرا؟ « يمكن أن يفسر هذا النمط التسلسل الهرمي للاحتياجات والفرص. إذ ينفق أشد الناس فقرا جزءا كبيرا من مواردهم على التغذية، وفي الأغلب ما يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الكهرباء ووسائل النقل القائمة على الطاقة. وبمجرد تلبية الاحتياجات الغذائية، تنفق الأسرفي الغالب موارد إضافية كثيرة على هذه الاحتياجات من الطاقة. وعلى الرغم من أن الأسر التي تتصدر التوزيع العالمي تستخدم بالتأكيد معظم الطاقة -فهي تمتلك مزيدا من السيارات، والمنازل الأكبر حجما لتسخينها، وتطير عدد مرات أكثر، إلخ- كجزء صغير من إجمالي الاستهلاك، فإن الإنفاق الإضافي على الطاقة يشكل جزءا يزداد صغرا. وثمة طريقة أخرى للنظر إلى من هو الأكثر تضررا من ارتفاع أسعار الطاقة هي إخراجها من استهلاك المواد الغذائية والنظر في مقدار استهلاك الطاقة الذي يشكل إجمالي الاستهلاك بعد تخفيض نسبة الأسر التي تنفق على الغذاء. وتنخفض حصة الغذاء من إجـ لي الاستهلاك بشكل منهجي مع مستويات الاستهلاك. فبينما ينفق أفقر الناس ثلاثة أرباع ميزانيتهم على الغذاء، تنفق الأسر التي تبلغ مستويات استهلاكها اليومي نحو دولارا أقل من ربع مواردها على الغذاء. ويمكننا استخدام 50 هذا النمط لحساب نسبة استهلاك الطاقة من إجمالي الاستهلاك غير الغذائي. ويكشف القيام بذلك أن نسبة استهلاك الطاقة من الاستهلاك غير الغذائي هي الأعـ للفئات الأشـد فقرا. فالأفراد الذين دولار ينفقون أكثر 2.15 يعيشون تحت خط الفقر الدولي البالغ من ربع استهلاكهم غير الغذائي على الطاقة، فيحين ينفق الأفراد في المائة 10 دولارا أقل من 50 الذين يزيد دخلهم اليومي على من استهلاكهم غير الغذائي على الطاقة. وفي ضوء ذلك، يتحمل أشد الناس فقرا أيضا تكاليف كبيرة لارتفاع أسعار الطاقة، ويؤثر ارتفاع أسعار الطاقة في أشد الناس فقرا، بغض النظر عن مستوى دخل البلاد. ومـن خـ ل المجموعة الصحيحة من السياسات، يمكن للحكومات المساعدة على تخفيف أثر ارتفاع أسعار الطاقة في الأسر الفقيرة والأكـ احتياجا. وستختلف أدوات السياسات الدقيقة من بلد إلى آخر تبعا لمصادر الطاقة المستخدمة، والحيز المتاح في المالية العامة، وأكثر من ذلك. وهناك أيضا عديد من الدروس المستفادة من أزمات الطاقة السابقة. وتشمل بعض خيارات السياسات تحسين توجيه دعم الطاقة الحالي للفقراء وإنشاء آليات لإدارة تقلب فاتورة الطاقة. ومن العوامل الشائعة في عديد من الدول أن ارتفاع أسعار الطاقة يمكن أن يسرع وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة الخضراء والنظيفة والمتجددة. Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - Saudi Media Company نرحب باتصالكم داخل المملكة: +966 920033777 هاتف: +97145684155 دبي: : موقع إلكتروني www.smc.me : بريد إلكتروني sales@smc.me الوكيلالإعلاني عبد الحميد العمري * عضو جمعية الاقتصاد السعودية @AbAmri د. صالح السلطان * كبير الاقتصاديينفي وزارة المالية سابقا

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=